المشاهد قديمة وليست لمهاجرين أفارقة يتسللون من الجزائر إلى تونس

تحقق "مسبار" من الادّعاء المتداول ووجد أنّه مضلّل، إذ إنّ المشاهد قديمة وليست للقبض على أفارقة وهم يحاولون التسلل من تونس إلى الجزائر، مؤخرًا.

والمشهد الأول منشور منذ مارس/آذار 2022، على أنّه لمجموعة أفارقة يحاولون التسلل نحو سياج مليلية بين المغرب وإسبانيا.

مهاجرون يحاولون تجاوز سياج مليلية

وفي مارس 2022، حاول نحو 380 مهاجرًا من بين نحو 1200، اختراق جيب مليلية على الساحل الشمالي للمغرب والذي يشكل مع جيب سبتة الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع أفريقيا.

وجاءت محاولة المهاجرين، حينها، عقب قيام نحو 2500 مهاجر بالتسلل نحو السياج، ونجاح نحو 500 منهم في دخول الجيب. 

مشهد قديم لدركي جزائري مع مهاجرين 

أما المشهد الثاني فهو متداول منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022، على أنّه لدركي جزائري يطلب من مهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، مغادرة المكان. ولم يعثر “مسبار” على تفاصيل أكثر حول سياق التقاطه، لكن الأكيد أنه ليس من الحدود الجزائرية التونسية، مؤخرًا.

مهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس

شهدت دول في شمال أفريقيا حملات ضد المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، آخرها في تونس، بعد تصريحات أدلى بها الرئيس قيس سعيّد حول ما أطلق عليه “مشروع إجراميّ أُعد منذ مطلع هذا القرن لتغيير التركيبة الديمغرافية لتونس”، معتبرًا أنّ "هناك جهات تلقت أموالًا طائلة بعد سنة 2011 من أجل توطين المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس".

واحتجت منظمات حقوقية على خطاب الرئيس التونسي، كما أدان الاتحاد الأفريقي تصريحات الرئيس التونسي وحذر من خطاب الكراهية تجاه الأفارقة من جنوب الصحراء.

واستنكر موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي تصريحات السلطة التونسية حول المهاجرين واعتبر أنّها تتعارض مع مبادئ المنظمة.

ترحيل المهاجرين من الجزائر

عرفت الجزائر منذ سنوات عمليات ترحيل لمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء. وتستنكر منظمات غير حكومية جزائرية ودولية، اعتقال وطرد المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء دون مراعاة لاختلاف الحالات.

وفي عام 2018، أعلن وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي أنّ  بلاده رحلت 27 ألف مهاجر من منطقة أفريقيا جنوبي الصحراء إلى بلدانهم منذ عام 2015 وأنها ستواصل ترحيلهم.
ويعد الرقم من الإحصائيات الرسمية النادرة التي تكشف عنها السلطات في الجزائر.

وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش، عام 2020، أنّ الجزائر رحلت 25 ألفًا آخرين في 2019، بحسب وكالات للأمم المتحدة ومنظمات غير ربحية.

تقول المنظمة إنّه "بينما يحقّ لكلّ بلد تنظيم دخول الأجانب إليه، تنتهك معاملة الجزائر للمهاجرين التزاماتها كطرف في اتفاقية العمّال المهاجرين التي تحظر الطرد الجماعي وتتطلّب النظر في كلّ حالة على حدة".

اقرأ/ي أيضًا

فيديو احتجاج الأفارقة في تونس قديم وليس عقب خطاب سعيّد حول المهاجرين

المشاهد لوصول مهاجرين أفارقة إلى إسبانيا عام 2018 وليست من حدود تونس مؤخرًا