تحقيق مسبار
يبلغ معدل ساعات نوم القطط حوالي 15 ساعة في اليوم بشكل متقطع، وربّما لاحظت على قطتك كثرة نومها، لكن هل تعرف ماذا يحدث للقطط أثناء النوم؟ هل القطط تحلم؟ أو هل تشاهد كوابيسًا أثناء نومها؟
القطط
تُشير كلمة القطط بشكل رئيسي إلى القطط المنزلية والتي يُشار إليها بأوصاف أخرى مثل القطط الأليفة أو القطط المُستأنسة. إلاّ أن الكلمة يمكن أن تُستخدم على نطاق أوسع لتشمل جميع الأنواع التي تندرج تحت فصيلة السنوريات، وهو أمر يظهر بوضوح في اللغة الإنجليزية. إذ يشرح قاموس ميريام ويبستر كلمة (Cat) على النحو التالي: "أي نوع من الثدييات اللاحمة من عائلة السنوريات التي عادةً ما تكون فردانية وليلية، مثل القطط المُستأنسة والأسد والنمر والنمر المُرقط والفهد والوَشَق". وحتى في اللغة العربية تُسمى الفصيلة ككل فصيلة السنوريات أو الهريّات أو القططيات. ولكن فيما تبقى من هذه الفقرة والفقرات التالية من المقال سيتم تسليط الضوء على القطط المُستأنسة بشكل رئيسي لكونها الأكثر انتشارًا والأكثر ارتباطًا بالبشر، والتي سيتم الإشارة إليها بكلمة القطط.
ارتبطت القطط بالبشر منذ آلاف السنين، وبالرغم من غياب الإجماع حول بدء العلاقة بين البشر والقطط إلا أن بعض المصادر تُرجّح أن يكون استئناس القطط وتربيتها قد بدأ في مصر الفرعونية قبل أكثر من 4 آلاف عام. وتتمتع القطط المُستأنسة بجميع الصفات اللازمة لتصنيفها كصيّاد ماهر تمامًا كغيرها من السنوريات التي تعيش في البرية مثل الأسود والنمور، مثل خفة الحركة والقدرة على الرؤية الليلية وحاسّة السمع الحادة وغيرها. ومن المُثير للاهتمام أن القطط لم تفقد هذه الصفات اللازمة للصيد والحصول على الغذاء حتى بعد أن تم استئناسها. وعلى المستوى الفردي، إذا عاد القط المنزلي إلى الحياة البرية لأي سبب، فعلى الأرجح سيتمكن من التأقلم سريعًا مع الظروف المُحيطة في تلك البيئة. هذا ويُعتقد أن مهارات الصيد المُبهرة التي تتمتع بها القطط مثل مهارة التتبع في صمت والانقضاض المُفاجئ، وكذلك امتلاكها مخالبًا وأنيابًا قوية وحادة، كانت هي أساس بداية العلاقة بين البشر في المًجتمعات الزراعية القديمة والقطط. إذ لاحظ البشر قبل آلاف السنين قدرة القطط على تتبع القوارض واصطيادها بكفاءة عالية جدًا، وقد كانت القوارض تُشكل خطرًا حقيقيًا يُهدد محاصيل الحبوب كالقمح مثلًا، فقرر البشر عندها أن تربية القطط والإبقاء عليها بالقرب من أماكن تخزين الحبوب يُعتبر أفضل وسيلة لحماية المحاصيل.
إضافةً إلى كل ما سبق، شكلت القطط عُنصرًا حاضرًا بقوة في الكثير من الثقافات والحضارات القديمة، رُبما كان أقوى درجات ذلك الحضور في مصر القديمة، إذ يُعتبر أن نظرة المصريين القدماء إلى القطط وصلت إلى درجة التقديس والعبادة، وذلك حين صوّروا أحد الآلهة في صورة قطة. وقد تم العثور على العديد من مومياوات القطط، أي القطط المُحنطة في المقابر الفرعونية في مصر. وفي مناطق أخرى وفترات أخرى من التاريخ، كان البعض يؤمن بخرافات من نوع آخر حول القطط وتحديدًا القطط السوداء، وهي أن القطط تمتلك قوى خفية وأنها تُعتبر قرين للساحرات.
نوم القطط
بالبداية، من الضروري أن نعرف أنّ القطط تستخدم النوم كما يستخدمه الإنسان ولنفس الأسباب تقريبًا، فالنوم هو مرحلة الراحة لاستعادة الجسم لطاقته ولكي يقوم الدماغ بترتيب الأحداث التي حصلت خلال اليوم. والقطط تستخدم النوم لاستعادة الطاقة التي تلزمها للصيد في اليوم التالي، هذا إذا كانت القطط برية، لذلك يعد النوم أمرًا ضروريًا لها. أما بالنسبة للقطط المنزلية، فهي ليست بحاجة للطاقة للحصول على الطعام، إذ تحصل عليه دون عناء من مربيها، ولكنها تستخدم النوم لترتيب أدمغتها وذاكرتها والأحداث التي مرت بها، وأيضًا لتخزين المعلومات التي تعرّضت لها طوال اليوم.
مراحل نوم القطط
يقول الباحثون أن أدمغة القطط تشبه أدمغة الإنسان إلى حد كبير. بناءً على ذلك، فإن أنماط نوم القطط ومراحله تتشابه بمراحل نوم الإنسان. في مقال سابق لمسبار عن الجاثوم، تناولنا فيه مراحل النوم عند الإنسان، إذ ينقسم النوم إلى مرحلتين متناوبتين، تسمّى المرحلة الأولى منه مرحلة نوم حركة العين غير السريعة (Non-rapid eye movement sleep “NREM”) وهذه المرحلة لا يحدث فيها أحلام، أما المرحلة الثانية فتسمّى مرحلة نوم حركة العين السريعة (Rapid eye movement sleep “REM”) وفي هذه المرحلة تحدث الأحلام. وتمر القطط بنفس المراحل هذه تمامًا.
هل القطط تحلم؟
كما ذكرنا أعلاه، تتشابه مراحل نوم القطط بمراحل نوم الإنسان، ففي مرحلة الـ(REM) لدى القطط، يمكنك ملاحظة الحركة السريعة لعين قطتك، أو حتى حركة أطرافها وذيلها، تحدث هذه الحركات عندما يعكس دماغ القطة ما حصل أثناء استيقاظها إلى أحلام.
بماذا تحلم القطط؟
حتى وقتنا الحالي يبدو أنه من المستحيل معرفة ما تحلم به القطط، لكن كما يحدث تمامًا مع الإنسان، من الطبيعي أن ترتبط أحلام القطط بما حصل معها خلال اليوم. فربما تحلم بوجبة أكل دسمة، أو ربما تحلم بملاعبة أحد ما لها، ومن الممكن أن تحلم بقطة أخرى رأتها في ذلك اليوم. وكما أن الأشياء في الأحلام لدى الإنسان ليست نفسها في الواقع، كذلك القطط، لذلك ربما تشاهد القطط كابوسًا يظهر فيه فأر عملاق يطاردها.
نهايةً، إذا رأيت قطك يقوم بحركات غريبة أثناء نومه، فاعلم أنه يحلم، ولا تفكّر بمحاولة إيقاظه لأن هذه الفكرة قد تكون أكثر الأفكار سيئة بالنسبة ليومك، فمن المحتمل أن يستيقظ القط من أحلامه وهو في حالة مزاجية سيئة وقد تتعرّض للخدش أو العض، الأمر تمامًا مثلما توقظ أحدًا من البشر وهو يحلم، إذ لا يستطيع العض السيطرة على نفسه فور الاستيقاظ ويحتاج لبعض الوقت حتى يستوعب ما يدور حوله.
النوم الكثير للقطط
قد يكون النوم الكثير للقطط أمر مُربِك لأصحابها، فمن ناحية نوم القطط لساعات طويلة أمر طبيعي ولا يُشير بالضرورة إلى وجود مُشكلة تستدعي القلق والتدخل الطبي، ومن ناحية أخرى يمكن أن يكون النوم الكثير للقطط علامة على إصابتها بمشكلة صحية تتطلب زيارة الطبيب البيطري. كما أنه في بعض الحالات، يُعتبر نوم القطط بكثرة علامة على أمر عارض لكنه ليس مُشكلة بالمعنى الحقيقي للكلمة. ولهذا من المُهم التعرف على النوم الطبيعي للقطط كي يتسنى معرفة النوم الكثير للقطط، وبالتالي يتمكن أصحابها من عمل اللازم للعناية بها. فيما يلي مجموعة من الأسباب المُحتملة لهذا الأمر وكيفية تفسيره على الوجه الصحيح:
- متوسط عدد ساعات النوم الطبيعي للقطط يتراوح بين 16 إلى 18 ساعة يوميًا، أي ضعف عدد متوسط عدد ساعات النوم الطبيعي للإنسان على أقل تقدير، لذا يُمكن أن يظن البعض أن قطتهم تنام بكثرة إذا لم يكن لديهم سابق معرفة بهذا الأمر.
- القطط في الأصل كائنات ليلية، أي أنها تنام خلال ساعات النهار وتنشط طوال ساعات الليل. وبالرغم من أن أغلب القطط المُستأنسة تأقلمت مع الطبيعة البشرية لأصحابها من ناحية النوم، أي النوم خلال الليل والاستيقاظ نهارًا، إلاّ أنه من الطبيعي أن يكون هناك قطط منزلية محتفظة بطبيعتها الليلية دون أن يعني هذا وجود مشكلة، فيظن صاحبها أنها تنام طوال الليل وأيضًا طوال النهار.
- النوم الكثير للقطط له مجموعة من الأسباب المؤقتة التي لا تُعتبر مشاكل حقيقية على الإطلاق، على سبيل المثال تقلبات الطقس. تمامًا كما هو الحال مع البشر، الطقس البارد وخاصة عند غياب ضوء الشمس بسبب تشكّل الغيوم وهطول الأمطار يدفع القطط للنوم أكثر من نومها المُعتاد، الذي يُعتبر كثيرًا بالأساس إذا ما قورِن بنوم البشر.
- قد يكون السبب وراء النوم الكثير للقطط هي أنها لا تنام نومًا عميقًا وحقيقيًا طوال هذه الساعات، والحقيقة أن مقدار كبير من نومها هو قيلولة خفيفة لا تصل خلالها القطة إلى درجة النوم العميق، ويُمكن ملاحظة حركة ذيلها وكذلك أذنيها باتجاه الصوت أثناء هذا النوع من النوم أي القيلولة.
- من التفسيرات المحتملة أيضًا لنوم القطط بكثرة هو الملل، إذ يمكن للقطط أن تشعر بالملل في المنزل إذا كان صاحبها دائم الانشغال ولا يُخصص وقتًا للعب معها وهو أمر يدفعها للنوم طوال النهار، لأنه ببساطة ليس هناك ما يُثير اهتمامها.
- يمكن أن يُشير النوم الكثير للقطط إلى وجود مشكلة صحية ولكن فقط إذا كان القط ينام أطول من متوسط ساعات نومه المعتاد، ولا يستجيب للأصوات من حوله على الإطلاق، وكذلك إذا واجه صاحبه صعوبة في إيقاظه من النوم. وبطبيعة الحال إذا لوحِظَت علامات أخرى تُثير الشك إلى جانب النوم بكثرة، مثل فقدان الشهية أو الأكل بشراهة غير معتادة، أو تغير سلوك القط، فهذا يعني وجوب زيارة الطبيب البيطري.
أين تنام القطط المنزلية؟
في الحقيقة ليس هُناك إجابة واحدة ومحددة لسؤال أين تنام القطط المنزلية، فبالرغم من استئناس القطط قبل آلاف السنين، احتفظت القطط بغرائزها الطبيعية التي تؤهلها للعيش والبقاء في البرية، وهي غرائز تُؤثر على كثير من تصرفات وسلوكيات القطط ومن بينها اختيار مكان النوم. لذا يُمكن القول أن الإجابة الدقيقة لهذا السؤال هي: تنام القطط المنزلية في أي مكان وفي أماكن متعددة. الحقائق التالية تُوضح المقصود بهذه الإجابة وتأثير طبيعة القطط وغرائزها على اختيار مكان النوم المناسب لها:
- تنام القطط المنزلية في الكثير من الأحيان على سرير صاحبها وتحديدًا بالقرب من قدمي صاحبها وذلك لحماية نفسها وحماية صاحبها أيضًا من الخطر أثناء النوم. قد يبدو الأمر غريبًا، لكن بالنسبة للقطط، النوم خلال ساعات الليل يعني أن تكون القطة مُعرضة بشكلٍ أكبر للمخاطر. هذه القناعة الغريزية لدى القطط تجعلها حريصة على النوم بحذر وأن تظل مُستعدة للاستيقاظ والهرب أو الدفاع عن نفسها في أي لحظة. وقد تجد القطط نهاية السرير بالقرب من قدمي صاحبها مكانًا مُناسبًا يُتيح لها كشف المكان المحيط بها بشكلٍ أفضل والانتباه إلى أي خطر قد يأتي من أي جهة من الجهات، وبالتالي التعامل مع هذا التهديد أو إيقاظ صاحبها وتنبيهه بهدف حمايته وحماية نفسها.
- يُمكن أن تنام القطط المنزلية بالقرب من صاحبها كتعبير عن الحُب والعرفان بالجميل، وذلك لأنها تُدرِك أن هذا الشخص يُقدم لها الطعام والماء والمأوى وحتى اللعب والاهتمام. أي يمكن القول أن القطط ترتبط عاطفيًا بأصحابها وتحرص على البقاء بالقرب منهم. ومن الأسباب المحتملة لهذا السلوك هو البحث عن الدفء، فالقطط تعلم أن النوم بالقرب من صاحبها يوفر لها الدفء أثناء النوم.
- في الكثير من الحالات، تنام القطط المنزلية بالقرب من أحد أفراد الأسرة دون غيره، حتى وإن كانت تُظهر علامات المحبة تجاه جميع أفراد الأسرة. هذه الرابطة العاطفية بين القط المنزلي وبين شخص بعينه من بين أفراد الأسرة يمكن أن تنشأ للعديد من الأسباب، على سبيل المثال أن يكون هو أو هي الشخص الذي يتولى بنفسه رعاية القط أكثر من غيره، كتقديم الطعام له واللعب معه، أو أن يشعر القط بالانجذاب أكثر والراحة أكثر لرائحة ذلك الشخص أو حتى صوت تنفسه أثناء النوم، فبالنسبة للقطط الروائح والأصوات أمران مُهمان جدًا ويؤثران على سلوكها واختياراتها.
خُلاصة ما سبق هو أن القطط المنزلية تنام في أماكن متعددة لأسباب متعددة، وهو أمر طبيعي تمامًا بناءً على غرائزها واحتياجاتها، ومن الطبيعي أيضًا أن يتغير مكان نوم القطط المنزلية من وقتٍ لآخر، ومن المُهِم أن تُترك للقط حرية اختيار المكان المناسب والمريح للنوم بالنسبة له.
ذاكرة القطط
ربّما لا نحتاج إلى إثباتات علمية تؤكد لنا أنّ القطط لها ذاكرة قوية، إذ بإمكانك ملاحظة ذلك على قطتك التي تأويها في منزلك، حيث يمكنك تدريب القطط على اتباع تعليمات وأوامر معينة، كما أنّ قطتك تحفظ المكان التي تقضي فيه حاجتها، وأيضًا تحفظ قطتك جيدًا أوقات أكلها. بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت تطلق على قطك اسم معين فإنه يحفظه جيدًا ويجيبك إذا ناديته به.
تدريب القطط
يعتقد الكثيرون أن تدريب القطط أمر مُستحيل ربما بسبب الطبيعة الفردانية للقطط، أو ربما يتكوّن هذا الانطباع لديهم بسبب مقارنة محاولات غير ناجحة لتدريب القطط، بسهولة وكفاءة تدريب الكلاب الأليفة. لكن الحقيقة هي أن تدريب القطط للقيام بمجموعة من السلوكيات الإيجابية والامتناع عن سلوكيات غير مرغوبة أمر مُمكن. صحيح أنه أصعب من تدريب الكلاب ولكنه ليس مُستحيلًا. القائمة التالي توضح الفكرة الرئيسية لعملية تدريب القطط والأمثلة على تطبيقها:
- يعتمد تدريب القطط بشكل رئيسي على مبدأ يُمكن تسميته بمبدأ التكرار والمكافأة، والمقصود هو حث القطة على تكرار سلوك إيجابي مُعين يرغب صاحبها بأن تكتسبه كعادة ثم إعطاؤها شي تُحب الحصول عليه كمكافأة على فعل هذا السلوك في كل مرة تقوم به. وفي الغالب يتم استخدام نوع خاص من الأطعمة يُسمى (Treat) كمكافأة لتطبيق هذا المبدأ.
- يُمكن القول أن تدريب القطط أمر صعب، وبالتالي يتطلب مقدارًا من الصبر والمواظبة، لذا من المُهم تخصيص وقت يومي لهذا الأمر والمداومة عليه مدة قد تصل إلى أسابيع، لكنه في النهاية سيؤدي إلى تحقيق النتائج المطلوبة.
- يُنصح بجعل مدة جلسة تدريب القطط اليومية محدودًا، أي ألا يزيد عن 10 دقائق، يتم خلالها تكرار السلوك المطلوب عدة مرات ومنح القط حبة واحدة من الـ (Treat) في كل مرة يقوم فيها بالسلوك المطلوب.
- بغض النظر عن النتائج، عملية تدريب القطط في حد ذاتها تُقدم الكثير من الفوائد النفسية والجسدية للقطط، وخاصة إذا كانت القطة المستهدفة بالتدريب خاملة ولا تقوم باللعب نتيجة لشعورها بالملل أو الخوف.
- أمر آخر يُمكن تطبيقه أثناء تدريب القطط هو نُطق كلمة معينة بصوت واضح ومسموع في اللحظة التي يقوم فيها القط بفعل السلوك المطلوب، ثم إعطائه المكافأة بعد وليس أثناء فعل ما هو مطلوب منه. هذا الأمر يمكن تطبيقه بأشكال متعددة لكن يبقى الأساس واحد.
- على سبيل المثال، يمكن ربط كلمة اجلس أو ما يُرادفها باللهجات العامية بسلوك الجلوس، في البداية يجب استغلال فكرة أن القط يجلس بوضعية معينة من تلقاء نفسه، وعندما يكون على وشك الجلوس تُقال كلمة اجلس وبعد أن يستقر في وضعية الجلوس يحصل على المكافأة. تكرار الأمر وتقديم المكافأة في كل مرة لمدة كافية، يمكن أن يجعل القط يجلس عند إصدار هذا الأمر له لكي يحصل على ما يرغب في الحصول عليه.
- أحد طُرُق تدريب القطط تُسمى (Clicker Training) والذي يتم فيه تطبيق مبدأ التكرار والمكافأة ولكن مع استخدام أداة بسيطة تُصدر صوت طقطقة، سماع القط لهذا الصوت في كل مرة يقوم بتكرار السلوك المرغوب يُساعده على ربط هذا السلوك بالحصول على المكافأة.
الإمساك عند القطط
يُعتبر الإمساك عند القطط من المشاكل الصحية التي قد تتطلب مراجعة الطبيب البيطري، كما أنها بحاجة للانتباه من قبل أصحاب القطط بخصوص بعض العلامات من أجل اكتشافها في حال حدوثها، ولهذا من المهم التعرف على هذه العلامات ومعدل إخراج الفضلات الطبيعي لدى القطط.
أغلب القطط تقوم بإخراج الفضلات بمعدل مرة في اليوم، أو مرة كل 36 ساعة، ومن المفترض أن تكون عملية سهلة وطبيعية. بناءً على ذلك، يُمكن القول أن أهم علامات الإمساك عند القطط هي:
- أن يكون معدل إخراج الفضلات أقل من المعدل الطبيعي بشكلٍ ملحوظ، أي أن يمر مدة تزيد عن يومين كاملين دون أن تقوم القطة بإخراج الفضلات.
- إذا لوحِظ أن عملية الإخراج تحدث بصعوبة، أي أن القط يضطر أن يُجهِد نفسه لكي يتمكن من الإخراج. وهو الأمر الذي قد يترافق مع إصدار أصوات تدل على شعوره بالألم.
- إذا لوحِظَ أن القط يتوجه إلى المكان المُخصص لقضاء الحاجة ثم يغادره بعد مدة دون أن يتمكن من الإخراج.
يُمكن أن يكون الإمساك عند القطط مُشكلة بسيطة ومؤقتة، وفي حالات أخرى يُمكن أن يكون مُزمنًا، أو ناتجًا عن إصابة القط بمشكلة صحية أخرى. وفي هذه الحالة ستظهر على الأرجح أعراض أخرى لهذه المشكلة التي تُسبب الإمساك ومنها:
- تراجع مستوى الشهية لتناول الطعام.
- فقدان الوزن.
- القيء.
- الاختباء.
- أن يُصبح القط ثقيل الحركة، وخاصةً أن يعاني من صعوبة المشي وعدم القدرة على القفز بالشكل المعتاد.
- التبوّل بكثرة.
بطبيعة الحال، الخطوة الأولى لعلاج الإمساك عند القطط هي مراجعة الطبيب البيطري، حتى وإن لم يَكُن هناك أعراض تُشير إلى مُشكلة صحية أخرى. وعلى الأرجح سيتمكن الطبيب من تشخيص الإمساك وأي مشاكل صحية أخرى قد تكون السبب وراء الإصابة بالإمساك من خلال مجموعة من الفحوصات. وبحسب نتائج الفحص وطرح بعض الأسئلة على صاحب القط، يتم تحديد الخطوات العلاجية المناسبة لكل حالة، والتي يمكن أن تتراوح بين تغييرات بسيطة يجب على صاحب القط القيام بها بخصوص الطعام الذي يقوم القط بتناوله، وبين إجراءات علاجية عاجلة مثل الحقنة الشرجية. وفي حالات الإمساك المُزمِن قد ينصح الطبيب بإجراء عملية جراحية. فيما يلي مجموعة من وسائل علاج الإمساك عند القطط:
- استخدام الأدوية، حيث يمكن أن يصف الطبيب أدوية معينة أو أن يقترح دواءً يُباع دون وصفة.
- رفع مُستوى النشاط، فكما أن ممارسة الرياضة أمر مهم لصحة الإنسان، يُعتبر اللعب والنشاط الحركي أيضًا أمر مُهم للقطط ويمكن أن يساهم في علاج الإمساك والوقاية من التوتر والسمنة، وكذلك علاج مشكلة السمنة في حال الإصابة بها.
- تغيير النظام الغذائي، وذلك من خلال إدخال أحد أنواع الطعام الغنية بالألياف مثل القرع المسلوق ضمن وجبات الطعام المخصصة للقطط، وكذلك تجربة مصادر أخرى للبروتين مثل الدجاج أو لحم الضأن وغيرها.
- الخمائر النشطة (Probiotics)، يُمكن أيضًا أن تُساعد في تعزيز صحة وكفاءة الجهاز الهضمي للقطط.
التهاب العين بسبب القطط
هُناك العديد من المُعنقدات الخاطئة حول التقاط الأمراض من القطط، ومن بينها إمكانية أن يُصاب شخص ما بالتهاب العين بسبب القطط، لكن الحقيقة هي أن هذا الأمر غير ممكن. وذلك لأن البكتيريا والفايروسات القادرة على اختراق خلايا القطط وإصابتها بالأمراض، غير قادرة على اختراق خلايا جسم الإنسان والتسبب له بالمرض، وبالتالي لا يُمكن أن يحدث التهاب العين بسبب القطط لأي شخص حتى في حال مخالطته لقطة مصابة بالتهاب في عينها. وبالرغم من ذلك، يُشدد الأطباء على أهمية غسل اليدين بعد الاحتكاك بالقطط المريضة وخاصة إذا كان هناك أكثر من قط في نفس المنزل، ففي حال كان أحد القطط مُصابًا بأي مرض بكتيري أو فايروسي سواء كان التهاب العين أو غيره، يُمكن للأشخاص المتواجدين في المنزل أن يُساهموا في نقل العدوى من القط المُصاب إلى القط السليم، وذلك عن طريق ملامسة القط المصاب وتقديم الرعاية له ثم ملامسة القط السليم دون غسل اليدين.
لكن ما السبب وراء الاعتقاد بإمكانية الإصابة بالتهاب العينين بسبب القطط؟ من الناحية الطبية يُمكن أن يكون السبب وراء هذا الاعتقاد هو حساسية القطط. إذ تُعتبر حساسية القطط من أنواع الحساسية الشائعة التي يصعب تحديد سبب الإصابة بها، والتي يُعتقد أن سببها يمكن أن يكون وراثيًا، إذ أن إصابة أحد أفراد الأسرة أو الأقرباء بحساسية القطط يرفع احتمال ظهور نفس المشكلة لدى أفراد آخرين من نفس العائلة.
أمّا بالنسبة للأشخاص المُصاببن بحساسية القطط، تظهر عليهم مجموعة من الأعراض لدى مخالطتهم للقطط أو حتى لدى تعرضهم لِمُسببات رد الفعل التحسسي بشكل غير مباشر، والتي يُعتبر من بينها خلايا جلد القطط الميتة أو لعابها، وهي مواد يمكن أن تعلق في الجو أو على ملابس مُربي القطط. ومن بين أعراض حساسية القطط:
- انسداد الأنف، كما لو كان الشخص مُصابًا بالتهاب الجيوب الأنفية أو الأنفلونزا.
- ظهور طفح جلدي على الصدر أو الرقبة.
- ضيق التنفس.
- السعال.
- احمرار العين والتهابها.
ومن المعروف أن رد الفعل التحسسي يُشبه إلى حدٍ كبير أعراض الإصابة بالالتهاب، وفي سياق الحديث عن التهاب العين بسبب القطط، من المُحتمل أن يختلط الأمر على أي شخص شعر بهذه الأعراض بعد مخالطته للقطط، وخاصةً إذا لم يكُن يعلم أنه مُصابًا بحساسية القطط، لكن بالطبع ما يشعر به ليس التهابًا حقيقيًا من أي نوع. وفي هذه الحالة يُمكن السيطرة على الأعراض من خلال تناول الأدوية الخاصة بالحساسية والحرص على الابتعاد عن القطط لتجنب ظهور الأعراض بالأساس.
معلومات أكثر حول طبيعة القطط وسلوكياتها وكذلك التهاب العين لدى القطط في مقال مسبار هل تبكي القطط؟
اقرأ/ي أيضًا: