هل تنام الأسماك؟

11 يوليو 2020

يعتمد نوم الأسماك على نوعها وعلى بيئتها (Getty)

صحيح

تحقيق مسبار

عند مراقبة الأسماك في حوض الزينة الذي يمتلكه البعض في بيته سوف يجدها دائمة الحركة، ربما لن يثير هذا الأمر انتباه الكثير من مربي الأسماك، لكن قد يتساءل البعض فيما إذا كانت أسماكه تنام، وإذا كانت تنام فعلاً فكيف تنام وهي لا تملك سريراً أو وسادة كالقط أو الكلب الذي يربيه في نفس البيت.

هل تنام الأسماك؟

إذا بحثنا في القاموس عن تعريف النوم سنجد من شروطه أن يغلق الكائن عيونه، كما يتم تعطيل جزء من الدماغ أثناء عملية النوم، هذه الشروط تجعل الإجابة عن سؤال هل تنام الأسماك بنعم أو لا صعبة، لأن الأسماك ليس لها جفون، كما أنها تفتقد لقشرة المخ التي تتعطل عند النوم، لكن عدم تشابه الأسماك بالتشريح مع باقي الحيوانات وخصوصاً الثدييات لا يعني أنها لا تحتاج إلى الراحة أو النوم، إنها بالتأكيد تنام، لكنّه نوع مختلف عن النوم الذي يعرفه البشر، لذلك وللإجابة عن هذا السؤال يجب النظر إلى سلوك الأسماك وليس فقط إلى تشريحها.

في دراسة أجرتها جامعة زيورخ، قامت بدراسة حوالي 200 نوع من الحيوانات من ضمنها الأسماك، وجدت أن هناك اختلافاً كبيراً في طريقة نوم الحيوانات، وأن كل حيوان ينام بطريقته الخاصة.

لماذا تنام الأسماك؟

نحن نعرف الأساسيات التي تجعل الإنسان والحيوان يحتاج إلى النوم، وذلك لإعطاء الجسم فرصةً للراحة، لكن لا تزال الأبحاث حول النوم غير كافية، إذ لا زلنا لا نعرف الكثير عنه.

في نوم الإنسان، نغلق أعيننا، وتسترخي عضلات جسمنا، ونمر في مراحل مختلفة من النوم، وعلى الرغم من أن الأبحاث في هذا المجال لا زالت قليلة لتفسّر عملية النوم بشكل كامل، يبدو من الواضح أن أسباب نوم البشر أكثر تعقيداً من أسباب نوم الأسماك، غير أن السبب الأكثر ترجيحاً وبساطة لنوم الأسماك هو لإعطاء أجسامها قسطاً من الراحة.

عند عدم حصولنا على فترة نوم كافية، فإن ذلك يؤثر على نشاطنا أثناء الصحو ويقلل من قدرتنا على العمل بشكل صحيح، وقد لوحظ الشيء نفسه لدى الأسماك، ففي دراسة أجريت عام 2007 على مجموعة من أسماك الزرد التي حُرمت من النوم خلال فترة راحتها التي تبلغ ستة ساعات، لوحظ في اليوم التالي أن أسماك الزرد قد قللت من حركة فمها وخياشيمها، وكان من الصعب إثارتها عند تعريضها لمؤثرات معينة كانت قد استجابت لها قبل حرمانها من النوم.

متى تنام الأسماك؟

يعتمد نوم الأسماك على نوعها وعلى بيئتها، فمثلاً وُجد أن الأسماك التي تعيش بالقرب من الشعب المرجانية تميل إلى البقاء نشطة خلال النهار والراحة ليلاً لتجنّب الحيوانات المفترسة، أمّا بالنسبة للأسماك التي تعيش بالقرب من سطح المياه فقد وُجد أنها أسماك نهارية، إذ وعلى الرغم من أنّ حاسة الشم جيدة لديها، إلا أنها تعتمد على عيونها للعثور على الطعام ولمعرفة أي خطر قد يداهمها، وذلك لأنّ حاسة الشم قد تقل فعاليتها عند سباحة السمك بسبب مواجهة تيارات المياه، وبما أنّها تعتمد على بصرها في الحصول على الطعام، فإنها تنشط خلال النهار حيث يمكنها رؤية طعامها بسهولة، وتنام ليلاً عندما لا يكون بصرها فعالاً. وقد لوحظ أيضاً أنّ بعض أنواع الأسماك تتوقف عن النوم في فترات معينة من حياتها، مثل عندما تضع صغارها وذلك لحمايتهم، أو عندما تكون في رحلة هجرة من مكان إلى آخر. كما وُجد أن بعض الأسماك لا تبدأ في النوم حتى بلوغها سن الرشد، مثل سمك البلطي الذي لا يُظهر أي علامات للنوم حتى بلوغه عمر 22 أسبوعاً تقريباً. أمّا أسماك الزينة في أحواض البيوت، فقد لوحظ أنّها تنام عند إطفاء الأضواء ليلاً.

كيف تنام الأسماك؟

في حين أنّه من السهل جداً معرفة وتحديد وقت نوم معظم الحيوانات وخصوصاً الثدييات، إلّا أنّه من الصعب قليلاً تحديد ما إذا كانت الأسماك نائمة أم لا. إذ كما ذكرنا سابقاً، لا تغلق الأسماك أعينها كونها لا تملك جفوناً، ولا تظهر عليها علامات مراحل النوم المعروفة عند الثدييات كنوم حركة العين السريعة مثلاً، بدلاً من هذه العلامات، يمكن ملاحظة علامات أخرى على الأسماك، حيث تصبح الأسماك غير نشطة، ويعتمد مدى نشاطها على النوع الذي تنتمي إليه، معظم الأسماك ينخفض معدل الحركة لديها فتصبح ساكنة أو تحوم بحركة قليلة، تبطيء من حركة خياشيمها، ويصبح نبض قلبها بطيئاً، وينخفض معدل التمثيل الغذائي لديها.