هل الساونا تحرق الدهون؟

مع كثرة الحديث عن التخسيس وإنقاص الوزن وانتشار الكثير من الطرق على مواقع الانترنت وفي الأندية الرياضية وعيادات التغذية، نجد الكثير من الناس تنصح باستخدام الساونا للتخسيس وحرق الدهون بشكل خاص، فهل هذه النصيحة صحيحة؟ وهل الساونا تساعد على حرق الدهون فعلاً؟

في هذه المقالة سوف نتعرّف على الساونا وأنواعها، وماذا يحدق للجسم من وراء استخدامها، وأخيراً سوف نتحقق فيما إذا كانت الساونا تحرق الدهون فعلاً أم أنّ هذا اعتقاد خاطئ.

الساونا

الساونا أو حمّامات البخار، هي عبارة عن غرف يتم تسخينها لتصل إلى درجات حرارة عالية تتراوح بين 70 درجة و100 درجة مئوية.

في بلادنا، عادةً ما تستخدم حمامات البخار الحرارة الرطبة، فعلى سبيل المثال، تحتوي الساونا أو حمامات البخار المبنية على الطريقة التركية على مستوى عالٍ من الرطوبة، وفي أنواع أخرى من الساونا، يتم استخدام الحرارة الجافة، مع رطوبة قليلة نسبياً تتراوح بين 10% و20%.

أنواع الساونا

هناك عدة أنواع من الساونا أو حمامات البخار يتم تصنيفها حسب طريقة تسخين غرفة الساونا، ومن هذه الأنواع:

• حرق الخشب:

يتم استخدام الحرارة الناتجة عن حرق الأخشاب في تسخين غرفة الساونا والبلاط الذي يغطّي أرضيتها وجدرانها، وعادة ما تكون غرف الساونا التي تعمل على حرق الخشب ذات حرارة عالية ورطوبة منخفضة.

• التسخين بالكهرباء:

يتم تسخين غرف الساونا الكهربائية عن طريق سخان كهربائي متصل بالبلاط الذي يغطّي أرضية غرفة الساونا، وكما في غرف الساونا التي تعمل على حرق الخشب، فإن غرف الساونا الكهربائية أيضاً تتميّز بحرارتها العالية ورطوبتها المنخفضة.

• الأشعة تحت الحمراء:

تختلف غرف الساونا التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء اختلافاً كلياً عن تلك الغرف التي تعمل بحرق الخشب أو التسخين الكهربائي، إذ لا يتم تسخين الغرفة كاملةً في الغرف التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وبدلاً من ذلك يتم استخدام مصابيح خاصة موجهة على جسم الشخص فقط، وتعمل الأشعة التي تخرج من هذه المصابيح على تسخين الجسم فقط، كما أنّ هذه الغرف تكون ذات درجات حرارة أقل من غرف الساونا الأخرى، حيث تبلغ درجات حرارة هذه الغرف حوالي 60 درجة مئوية، لكنّ الشخص يتعرّق فيها بنفس الطريقة التي يتعرّق فيها في الغرف الأخرى.

• غرفة البخار:

تختلف غرف الساونا هذه عن الغرف من الأنواع السابقة، إذ بدلاً من الحرارة الجافة التي يتم تسخين الغرفة بها، يتم تسخين الغرفة عن طريق الماء الساخن وبخاره، لذلك فإن هذا النوع من الساونا يتميّز برطوبة وحرارة عاليتين.

ماذا يحدث للجسم داخل غرفة الساونا؟

بغض النظر عن نوع الساونا الذي يتم استخدامه أو مستوى الرطوبة التي تكون عليه غرفة الساونا، فإن التأثيرات التي تحصل على الجسم متشابهة.

عندما يجلس الشخص في غرفة الساونا، فإن درجة حرارة الجلد ترتفع إلى ما يقارب 40 درجة مئوية، ومع ارتفاع درجات حرارة الجسم، يبدأ الجسم بالتعرّق ليحاول الحفاظ على برودة معينة ضمن معدّل درجة حرارة الجسم الطبيعية، حيث من الممكن أن تخسر حوالي نصف لتر من العرق خلال قضاءك وقت قصير في غرفة الساونا.

بالإضافة إلى ذلك، يزداد معدّل ضربات القلب وقد يصل إلى 150-100 نبضة في الدقيقة، كما تتسع الأوعية الدموية، مما يزيد من تدفّق الدم في الدورة الدموية.

قد يكون لهذه التأثيرات التي ذكرناها بعض الفوائد الصحية لجسم الإنسان.

هل الساونا تحرق الدهون؟

ربّما تلاحظ فقدانك القليل من الوزن بعد خروجك من غرفة الساونا، لكن هذا الوزن المفقود ناتج عن التعرّق الكبير الذي تعرّض له جسمك أثناء جلوسك في غرفة الساونا، وبمجرّد شربك للماء بعد استخدامك للساونا فإنّ الوزن الذي فقدته سيعود مرّة أخرى.

لكن قد تساعدك الساونا في حرق بعض من السعرات الحرارية القليلة جداً، إذ كما ذكرنا أعلاه، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة في غرفة الساونا إلى زيادة معدل ضربات القلب بطريقة مشابهة لممارسة الرياضة بشكل خفيف، لكن الارتفاع هذا في ضربات القلب يؤدي إلى حرق سعرات حرارية أعلى بقليل من تلك التي يحرقها جسمك وهو جالس في وضعية راحة تامة.

قد تكون الساونا تساعد في حرق بعض الدهون والسعرات الحرارية، لكن لا تعتمد على جلسات غرف الساونا وحدها لتخفيف الوزن، إذ لا تعتبر الساونا طريقة فعّالة لحرق الدهون وفقدان الوزن بشكل حقيقي.