` `

هل الفيلر مُضر بالحامل؟

صحة
13 يوليو 2020
هل الفيلر مُضر بالحامل؟
إنّ سلامة استخدام هذه المواد على المرأة الحامل من عدمها غير معروفة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تهتم الكثير من السيدات والفتيات بجمالهن، وتبحث الكثير منهن عن طرق لتحسين بشرتهن، فنجدهن يبحثن عن عمليات غير جراحية وسهلة وغير مكلفة كالفيلر، منهن من يجرين عمليات الفيلر لإزالة التجاعيد، أو إزالة الهالات السوداء تحت العيون باستخدام الفيلر، أو حتى نفخ الشفايف باستخدام الفيلر.

في هذا المقال سوف نتعرّف على ما هو الفيلر، وما هي المواد المستخدمة فيه؟ ما هي فوائده وما هي مضاره؟ وهل هناك خطر على السيدات الحوامل في حال قيامهن بعمليات الفيلر.

صورة متعلقة توضيحية

 

ما هو الفيلر؟

الفيلر، أو حشوات الجلد، وتسمّى أيضًا بحشوات الوجه، هي عبارة عن حُقن تحتوي على مواد هلامية تتكوّن من مواد طبيعية أو مواد مصنّعة كيميائيًا. يتم حقن هذه المواد تحت سطح الجلد في الخلايا والأنسجة الجلدية أو بين الخطوط الناعمة والرفيعة بين الخلايا. يهدف الحقن بهذه المواد إلى استعادة الحجم المفقود من الجلد بسبب تلف خلايا الجلد أو شيخوختها في المنطقة المراد حقنها، ويتم استخدامها بشكل رئيسي لإخفاء التجاعيد وتقليل ظهورها وملء حجم الجلد الذي يتناقص مع التقدّم في العمر، أو لتحسين ملامح الوجه، حيث يعتبر الفيلر طريقة فعالة وقليلة التكلفة لتبدو أصغر سنًا بدون عمليات جراحية.

 

أنواع الفيلر

هناك عدة أنواع من الفيلر التي يستخدمها أطباء وجرّاحو التجميل والمعتمدة من قبل إدارات الأغذية والعقاقير في مختلف الدول، ويتم تصنيف هذه الأنواع بحسب المادة التي تم استخدامها بالحقن، ومن هذه الأنواع:

  • حمض الهيالورونيك (Hyaluronic Acid):

حمض الهيالورونيك هو عبارة عن مادة طبيعية موجودة أصلًا في الجلد بشكل عام، وتتواجد بتركيز عالي في المنطقة الموجودة حول العينين، كما يوجد أيضًا في سوائل المفاصل، يساعد حمض الهيالورونيك على إبقاء البشرة ممتلئة ورطبة. يعتبر فيلر حمض الهيالورونيك أكثر أنواع الفيلر استخدامًا، ولكنّ نتائجه مؤقتة، حيث تستمر من 6 إلى 12 شهرًا تقريبًا، لأنّ الجسم يمتص جزيئات حمض الهيالورونيك المحقونة بشكل تدريجي.

  • هيدروكسيلاباتيت الكالسيوم (Calcium Hydroxylapatite):

هيدروكسيلاباتيت الكالسيوم أيضًا مادة توجد بشكل طبيعي في الجسم، وبشكل أساسي في العظام، عند استخدامها في حقن الفيلر تكون جزيئات الكالسيوم معلقّة في جل ناعم، ويكون أكثر سماكة من حمض الهيالورونيك، ويستمر لفترة أطول منه كذلك، إذ من الممكن أن يستمر إلى أكثر من 12 شهرًا. وبالإضافة لاستخدامه كفيلر، يتم استخدامه أيضًا كمحفّز لإنتاج الكولاجين الطبيعي.

  • حمض بولي لاكتيك (Poly Lactic Acid):

حمض بولي لاكتيك، أو حمض اللبنيك، عبارة عن مادة مصنّعة حيوية قابلة للتحلل وآمنة للاستخدام في الجسم، قبل استخدامها كفيلر كانت تستخدم في الغُرز القابلة للذوبان.

تصنّف منتجات حمض البوليلاكتيك على أنّها منشطات الكولاجين، حيث أنّ آليتها الرئيسية هي مساعدة البشرة على إعادة إنتاج الكولاجين الطبيعي. يتحلل جل حمض البوليلاكتيك بعد أيام قليلة من حقنه، وتختلف منتجات هذه المادة عن المواد الأخرى بأنّ نتائجها ليست فورية، لِكونه يعمل على تحفيز إنتاج الكولاجين، فتظهر نتائجه بشكل تدريجي على مدى شهور ويمكن أن تستمر نتائجه لأكثر من سنتين.

  • بولي ميثيل ميثاكريليت (Polymethylmethacrylate (PMMA)):

هو مادة مصنّعة يتم استخدامها في الطب في الحشوات الجلدية، تكون الحشوات على شكل كرات صغيرة تبقى تحت الجلد لأجل غير مسمّى لتقديم دعم مستمر، لذلك يتم استخدامها غالباً لملء الحفر والندبات الموجودة في الجلد، كما تحتوي هذه الحشوات أيضًا على الكولاجين الطبيعي.

  • الدهون الذاتية:

حُقَن الدهون الذاتية أو ترقيع الدهون، هذا النوع من الفيلر هو النوع الوحيد الذي يتطلب جراحة، حيث يتم استخدام الدهون الذاتية التي يتم استخلاصها من الشخص نفسه من خلال عملية شفط الدهون من مناطق في الجسم وحقنها في مناطق أخرى.

صورة متعلقة توضيحية

 

فوائد الفيلر

بالرغم من أن فوائد الفيلر الرئيسية يُمكن تصنيفها كفوائد تجميلية، وذلك لأن الفيلر يُعد إجراءً تجميليًا غير جراحي بالأساس، وبالرغم من أن البعض قد يعتبر الفيلر شكلًا من أشكال الرفاهية وليس إجراءً علاجيًا ضروريًا أو أساسيًا، إلاّ أن فوائد الفيلر التجميلية لها انعكاسات اجتماعية أيضًا، وبالتالي يُمكن أن تُعتبر تلك الانعكاسات من ضمن فوائد الفيلر. فيما يلي قائمة بفوائد الفيلر المُباشرة في تحسين المظهر العام للوجه: 

  • زيادة حجم الشفتين: يُعتبر تراجع حجم الشفتين من بين علامات التقدم في السن التي يُمكن استخدام الفيلر لعلاجها.
  • الطيات الأنفية (Nasolabial fold): الطيات الأنفية هُما الخطان الرأسيان المُحيطان بالأنف وُصولًا إلى الفم. تظهر هذه الخطوط أو يزداد عُمقها ووضوح مظهرها مع التقدم في السن. ويُمكن استخدام الفيلر لتحسين مظهرها أو إخفاء هذين الخطين تمامًا.
  • تجاعيد أسفل العينين: تظهر التجاعيد في المنطقة الموجودة أسفل العينين وهي نفس المنطقة التي تظهر فيها الهالات السوداء. علاج هذه المُشكلة يُعد من فوائد الفيلر.
  • علاج آثار الجروح العميقة: والمقصود بالجروح العميقة هي الجروح التي تلتئم في طبقات داخلية من الجلد، وتترك أثرًا يبدو كحفرة صغيرة إن صح التعبير، والتي يُمكن علاجها باستخدام الفيلر.
  • علاج عدم التماثل: قد يُعاني البعض من عدم تماثل ملامح الوجه، كأن يكون هُناك فرق واضح بين شكل الخدين مثلًا. يُمكن استخدام الفيلر في بعض حالات عدم التماثل لعلاج هذه المُشكلة.
  • علاج آثار حبوب الشباب: تُشير دراسة تم نشرها في عام 2020 وتحمل عنوان "مراجعة لطرق علاج آثار الحروق وحب الشباب" إلى إمكانية استخدام الفيلر لعلاج الندوب التي تتركها حبوب الشباب على البشرة.

معلومات أكثر حول مُشكلة حب الشباب وطُرق علاجها في مقال مسبار هل يمكن علاج حب الشباب نهائيًا؟

صورة متعلقة توضيحية

بالإضافة لفوائد الفيلر المذكورة أعلاه، يتميز الفيلر عن الإجراءات التجميلية الجراحية بعدد من المميزات ومنها:

  • يسهل إجراء حقن الفيلر ولا يتطلب الخضوع للتخدير، أو قد يتطلب تخديرًا موضعيًا بسيطًا.
  • سُرعة التعافي والعودة لممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي.
  • يُعتبر حقن الفيلر بشكلٍ عام إجراءً آمنًا، مع نسبة ضئيلة من الحالات التي ظهرت عليها مُضاعفات أو أعراض جانبية.

 

فوائد الفيلر الاجتماعية

في استطلاعٍ رأي شمِل 260 مُشاركًا لمعرفة تأثير الفيلر على الانطباع الذي يأخذه الآخرين عن الأشخاص الذين استخدموا الفيلر لتحسين المظهر العام للوجه والبشرة، والنتيجة أن غالبية المُشاركين، قالوا بأن صور الأشخاص بعد علاجهم بالفيلر تبدو أفضل من ناحية تسعة مواصفات، من بينها:

  • تماثل الوجه.
  • الثقة بالنفس.
  • المظهر الشاب.
  • يبدون أكثر جاذبية.
  • يبدون أكثر ذكاءً.
  • يبدون أكثر سعادة.
  • يبدون كأشخاص جديرين بالثقة.

 

دراسة أخرى مُشابهة تم إجراؤها لمعرفة انطباع المُشاركين حول 3 مواصفات وهي العُمر والحالة الصحية والجاذبية. وفي هذه الدراسة أيضًا اعتبر المُشاركون أن السيدات اللواتي أجرين حقن الفيلر يبدون أصغر سنًا وأكثر جاذبية وفي حالة صحية أفضل.

صورة متعلقة توضيحية

 

مخاطر الفيلر

كما هو الحال في أي إجراء طبي، قد يكون هناك مخاطر أو آثار جانبية لحقن الفيلر، إذ حتى ولو كانت حُقَن الفيلر آمنة، إلا أنّها من الممكن أن تتسبب في آثار جانبية قصيرة الأمد أو حتى دائمة في حالات نادرة، وتحدث معظم الآثار الجانبية للفيلر بعد فترة قصيرة من إجراءه وتختفي بعد أقل من أسبوعين في معظم الحالات، وفي بعض الحالات قد تظهر الآثار الجانبية بعد أسابيع أو شهور، كما يجب عمل اختبار الحساسية قبل استخدام المواد المصنوعة من مواد معينة قبل حقنها في الجلد.

يمكن تلخيص الآثار الجانبية التي قد تنتج عن حُقَن الفيلر فيما يلي:

  • احمرار الجلد أو نزيف في بعض الحالات.
  • حكّة أو طفح جلدي أو تورّم على شكل كدمات.
  • التهابات جلدية بسبب عدوى ما.
  • تلف الجلد أو موت بعض الخلايا.
  • العمى أو مشاكل في الرؤيا إذا كان الفيلر قريبًا من العينين.
صورة متعلقة توضيحية

 

هل الفيلر مضر بالحامل؟

لسوء الحظ، فإنّ سلامة استخدام هذه المواد على السيدات أثناء الحمل من عدمها غير معروفة، إذ لا يوجد دراسات علمية لاختبار سلامتها على النساء الحوامل، وذلك لأنّ إجراء مثل هذه الدراسات من الممكن أن تؤثر على سلامة الجنين.

لكن قامت بعض الدراسات بجمع بعض البيانات من أطباء قاموا بإجراء عمليات فيلر لنساء حوامل، ولم تجد هذه الدراسات ارتباطات مباشرة بين حُقَن الفيلر وصحة الجنين، ولكن هذه دراسات غير كافية لأنها كانت لعينات صغيرة ولم تخرج بنتائج حاسمة.

في المقابل، يرى معظم الأطباء أنّ حُقَن الفيلر ذات خطر منخفض على النساء الحوامل، مبرّرين ذلك بكونها حُقَن موضعية بالإضافة إلى أنّ معدّل امتصاصها في الدورة الدموية منخفض جداً.

 

هل هُناك أضرار لحمض الهيالورونيك؟

يُعتبر حمض الهيالورونيك من المواد مُتعددة الاستخدامات التي تدخل في تركيب العديد من المنتجات الطبية والتجميلية. ولعلّ أشهر هذه الاستخدامات هو حقن حمض الهيالورونيك كأحد أنواع الفيلر، إلاّ أنه ليس الشكل الدوائي الوحيد، كما أن استخدامه كمادة للحقن تحت الجلد للأغراض التجميلية ليس الاستخدام الوحيد أيضًا. فيما يلي الأشكال الدوائية المُتوفرة لحمض الهيالورونيك:

  • كريمات موضعية للوجه.
  • مُكملات غذائية يتم تناولها عن طريق الفم.
  • دهانات موضعية سائلة.
  • قطرات للعين.
  • مادة للحقن.

وبالرغم من عدم وجود أدلة علمية كافية تدعم فوائد حمض الهيالورونيك بالنسبة لجميع استخداماته، إلا أن الكثير من الناس يُقدمون على شراء واستعمال المنتجات التي تحتوي على حمض الهيالورونيك لأغراض مُتعددة. فيما يلي أشهر هذه الاستخدامات و مدى فاعلية في كُلٍ منها: 

  • مُضاد لشيخوخة البشرة: يتم استخدام حمض الهيالورونيك من أجل مُكافحة علامات شيخوخة البشرة في صورة مُكملات غذائية، أو كريمات موضعية للوجه، بالإضافة إلى استخدامه كمادة حقن فيلر. وقد تم إجراء عدد من الدراسات لمعرفة مدى فاعلية حمض الهيالورونيك لتحقيق نتائج إيجابية للبشرة، من بينها دراسة  تم إجراؤها في ألمانيا، وتُشير إلى تراجع التجاعيد لدى المشاركين فيها.
  • سُرعة التئام الجروح: يُمكن استخدام حمض الهيالورونيك لتسريع عملية التئام الجروح.
  • آلام المفاصل: يقوم بعض الناس باستخدام حُقن حمض الهيالورونيك لتخفيف آلام المفاصل، إلا أن الكلية الأمريكية للروماتيزم والتهاب المفاصل، تُوصي بتجنب هذا الاستخدام لعدم وجود أدلة علمية كافية تدعم فاعليته.

بالنسبة لأضرار حمض الهيالورونيك، هُناك مجموعة من الأعراض الجانبية التي قد تنتج عن استخدام حمض الهيالورونيك بأشكاله الدوائية المُتعددة، والتي تُعتبر من أضرار حمض الهيالورونيك المُحتملة، ومن بينها:

  • عند استخدامه كمادة حقن فيلر: احمرار الجلد والشعور بالرغبة في حك منطقة الحقن، وظهور كدمة في منطقة الحقن والتورم والشعور بالألم. وفي حالات نادرة، قد يقوم الجهاز المناعي برفض مادة الحقن وتكوين أجسام مُضادة لها، كما يُمكن أن ينتج عن حقن حمض الهيالورونيك موت نسيج الجلد.
  • عند استخدامه ككريم أو دهان موضعي: يُمكن أن تظهر على البشرة علامات التحسس تجاه حمض الهيالورونيك عند استخدامه موضعيًا.
  • عند استخدامه كقطرة للعين: من أضرار حمض الهيالورونيك عند استخدامه كقطرة هو رفع ضغط العين، إلاّ أن هذا التأثير لا يدوم طويلًا ويختفي خلال 3 أيام كحد أقصى.
  • عند تناوله عن طريق الفم: يُمكن أيضًا أن تظهر علامات الحساسية عند استخدام حمض الهيالورونيك كمُكملات غذائية عن طريق الفم.
  • عند استخدامه كحُقن للمفاصل: يُمكن أن يؤدي حقن حمض الهيالورونيك في المفصل إلى احمرار منطقة المفصل والشعور بالألم فيها.

وبالرغم مما سبق، يُمكن اعتبار حمض الهيالورونيك بشكلٍ عام علاجًا آمنًا، وذلك لأن جميع أضرار حمض الهيالورونيك المُحتملة المذكورة أعلاه تحدث لدى نسبة قليلة جدًا من المُستخدمين. 

ختامًا، يجب التنبيه على أنه ليس هُناك دراسات علمية كافية حول أضرار حمض الهيالورونيك المُحتملة بالنسبة للسيدات أثناء فترة الحمل أو الإرضاع، ويجب تجنب استخدامه في هاتين الحالتين.

صورة متعلقة توضيحية

 

هل يوجد فيلر طبيعي تحت العين؟

في الحقيقية، من بين جميع المواد المُستخدمة في حقن الفيلر تحت العين، لم يتم اعتماد أي من هذه المواد لعلاج تلك المنطقة على وجه التحديد. فمثلًا، في الولايات المُتحدة الأمريكية، جميع أنواع الفيلر تم اعتمادها من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) ولكن ليس لمنطقة تحت العين وإنما لعلاج مناطق أخرى من الوجه. وبالرغم من ذلك، يتم استخدام أربعة أنواع من مواد الفيلر للحقن تحت العين. ويُمكن القول أن الإجابة هي نعم، يوجد فيلر طبيعي تحت العين. وذلك لأنه من بين هذه المواد الأربع، ثلاث منها مواد طبيعية، تُستخدم كفيلر طبيعي تحت العين. هذه المواد هي:

  • حمض الهيالورونيك: يُعتبر حمض الهيالورونيك مادة طبيعية يُنتجها الجسم وتتواجد في عدة مناطق مثل المفاصل والعين وتحت الجلد، وهو النوع الأكثر استخدامًا كفيلر طبيعي تحت العين. ومن المُمكن أن يُعطي نتائج إيجابية تدوم لفترةٍ تتراوح بين 9 أشهر إلى اثني عشرة شهرًا. 
  • هيدروكسيلاباتيت الكالسيوم: وهي أيضًا مادة طبيعية تتواجد في العظام بشكل طبيعي، ويُمكن أن تُستخدم كفيلر تحت العين. تتميز عن حمض الهيالورونيك بِكَوْنها تدوم لفترة أطول، حيث تستمر نتائجها لفترة قد تَصِل إلى ثمانية عشر شهرًا.
  • الدهون الذاتية: بالرغم من أن نقل الدهون من منطقة إلى أخرى في الجسم يُعتبر الإجراء الأكثر تعقيدًا من بين جميع أنواع الفيلر، وذلك لأن عملية شفط الدهون، والتي عادةً ما يتم شفطها من الفخذين أو البطن أو الخصر، تُعتبر إجراءً جراحيًا حقيقيًا يتطلب التخدير الكُلي، إلاّ أن تلك الدهون يُمكن أن تُستخدم كفيلر طبيعي تحت العين، كما أنها تتميز بأطول فترة تأثير مُحتملة من بين جميع الأنواع، والتي يُمكن أن  تصل إلى ثلاث سنوات.

 

بالإضافة إلى ما سبق، تُستخدم أيضًا مادة حمض البوليلاكتيك كفيلر تحت العين. وعلى الرغم من أنها ليست مادة طبيعية، إلاّ أنها تمتاز بالتوافقية الحيوية (Biocompatible)، أي أنها لا تُسبب أضرارًا للأنسجة الحية لدى استخدامها للأغراض الطبية. وفي حال استخدام حمض البوليلاكتيك كفيلر تحت العين، يُمكن أن تدوم نتيجته لمدة تصل إلى سنتين.

صورة متعلقة توضيحية

بعض المُلاحظات حول الفيلر تحت العين:

  • تُعتبر التشوهات تحت العين من أصعب المناطق من حيث إمكانية العلاج باستخدام الفيلر الطبيعي تحت العين من نوع حمض الهيالورونيك.
  • نتائج العلاج باستخدام الفيلر الطبيعي تحت العين تختلف من شخص لآخر، وذلك اعتمادًا على عدة عوامل، من بينها حالة الجلد في منطقة تحت العين، فكلما كان الجلد أكثر نعومةً وأكثر سُمكًا كُلما كانت النتائج أفضل.
  • يُمكن علاج مُشكلة الهبوط باستخدام الفيلر الطبيعي تحت العين، لكن في حال كانت المُشكلة هي تصبُّغ الجلد، فإن الفيلر لن يؤدي إلى تفتيح لون المنطقة.
  • يُعطي الفيلر الطبيعي تحت العين نتائج أفضل كعلاج لهبوط أو تجوّف المنطقة في حال إجراء حقن حمض الهيالورونيك على مرحلتين، بفاصل زمني بين الجلسة الأولى والثانية يتراوح بين أسبوعين إلى أربع أسابيع.
  • يجب الامتناع عن تناول بعض أنواع الأدوية قبل إجراء حقن الفيلر تحت العين بخمسة أيام، من بين هذه الأدوية الأسبرين وفيتامين E، وجميع أنواع مُضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الايبوبروفين.

 

هل يمكن تذويب الفيلر من الشفايف؟

في بعض الأحيان قد يحتاج الأشخاص الذين أجروا حقن الفيلر للشفايف إلى تذويب الفيلر من الشفايف، وذلك لأسباب مُتعددة. هذه الأسباب بالمجمل تُعتبر أضرار الفيلر المُحتملة التي أوضحها المقال سابقًا، أي الأعراض الجانبية أو المُضاعفات التي قد تنتج عن حقن الفيلر في الشفايف. أبرز الأسباب التي قد تدفع المرضى لتذويب الفيلر من الشفايف تشمل:

  • حقن كمية أكبر من اللازم مما يُعطي نتيجة غير مرغوبة.
  • حُدوث تورم في الشفايف يستمر لمدة أكثر من المُعتادة كنتيجة لحقن الفيلر.
  • تكتل مادة الفيلر تحت الجلد مما يعطي مظهرًا أو إحساسًا غير مُريح بوجود هذه التكتلات.
  • إعاقة جريان الدم في أحد الأوعية الدموية نتيجةً لحقن الفيلر بالقرب من أحد الشرايين أو الأوردة.
  • حدوث التهاب في الشفايف بعد حقنها بالفيلر.

 

بشكلٍ عام، جميع هذه الأضرار تُعتبر نادرة الحدوث، وذلك في حال تم الحقن من قِبل طبيب تجميل مُختص ومُرخص له إجراء مثل هذه الإجراءات التجميلية. بالإضافة إلى ذلك، قد يشعر المريض برغبة في تذويب الفيلر من الشفايف دون ظهور أي من هذه الأعراض أو المُضاعفات لمجرد رغبته في العودة إلى مظهره السابق قبل حقن الفيلر. والحقيقة أن إمكانية تذويب الفيلر من الشفايف تختلف بحسب المادة المُستخدمة كفيلر على النحو التالي:

  • حمض الهيالورونيك: في حال استخدام حمض الهيالورونيك كفيلر للشفايف، فإن الإجابة هي نعم، يُمكن تذويب الفيلر من الشفايف، وذلك باستخدام مادة مُخصصة لهذا الغرض وهي إنزيم الهايالورونايديز (hyaluronidase enzyme)، والتي يتم حقنها في الشفايف لتذويب جُزيئات حمض الهيالورونيك بشكلٍ كامل أو بشكل جُزئي.
  • مواد الفيلر الأخرى: في حال استخدام أي مادة فيلر أخرى، فإن الإجابة هي لا، لا يُمكن تذويب الفيلر من الشفايف. وفي حال كان الدافع وراء الرغبة في تذويب فيلر الشفايف هو ظهور أحد الأعراض أو المضاعفات الجانبية، يُمكن استخدام العلاجات الستيرويدية كحل للمشكلة. أما إذا كان الدافع هو عدم الرضا عن النتيجة النهائية، فقد يكون الحل هو حقن مزيد من الفيلر للوصول إلى نتيجة أفضل، وذلك في حالات عدم التماثل، أي أن يكون نصف الشفة الأيمن يبدو مُختلفًا عن النصف الأيسر مثلًا. وفي حالات نادرة، يُمكن أن يضطر المريض إلى الخضوع إلى جراحة حقيقية من أجل إزالة الفيلر.

 

في جميع الأحوال، يبقى المُطمئن في الأمر، أن نتائج الفيلر دائمًا مؤقتة، وذلك مهما كان الدافع وراء الرغبة في تذويب الفيلر من الشفايف، وبغض النظر أيضًا عن المادة التي تم استخدامها كفيلر للشفايف، فجميع مواد حقن الفيلر تذوب طبيعيًا بشكل تدريجي، ويقوم الجسم بامتصاصها خلال فترة من الزمن من المُفترض ألّا تزيد عن السنة ونصف السنة. هذا ويُنصح دائمًا بالحرص على اختيار طبيب التجميل الذي سيقوم بإجراء حقن الفيلر بعناية، بحيث يكون طبيبًا مُختصًا ومُتمرسًا في مثل هذه الإجراءات، وهو الأمر الذي من شأنه أن يُقلل احتمال حُدوث أي مُضاعفات أو أضرار مُحتملة للفيلر.

صورة متعلقة توضيحية

 

هل حقن الدهون للهالات السوداء فعال؟

قبل الإجابة على سؤال هل حقن الدهون للهالات السوداء فعال؟ يجب التنبيه إلى ثلاثة أمور مُهمة:

  • أولا: حتى لحظة كتابة هذا المقال، وبحسب المصادر الموثوقة المُتاحة، جميع أنواع الفيلر لم يتم اعتمادها وإجازة استخدامها للحقن في منطقة تحت العين من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بما في ذلك حقن الدهون للهالات السوداء، أو لأي غرض تجميلي آخر.
  • ثانيًا: الوعود الجذابة التي تُقدمها بعض مراكز وعيادات التجميل حول خدماتها، قد يكون مُبالغًا فيها، وقد تكون نتائجها ليست على المُستوى الذي تَعِد به هذه المراكز والعيادات، ويجب أخذ هذا الأمر في الاعتبار بشكلٍ خاص عند التفكير في إجراء غير مُعتمد وغير مُجاز من الهيئات الحُكومية المُختصة والمُحايدة، مثل حقن الدهون للهالات السوداء.
  • ثالثًا: حقن الدهون الذاتية تحديدًا، هو النوع الوحيد من بين جميع أنواع الفيلر الذي يتطلب أولًا الخضوع لجراحة حقيقية، وهي عملية شفط الدهون من مكان آخر في الجسم، والتي سيتم حقنها لاحقًا تحت العين.

 

قد تحدث الهالات السوداء تحت العين لعدة أسباب، ويُعتبر سبب الهالات السوداء من العوامل الرئيسية التي تجعل الطبيب يُرشح حقن الدهون كأحد أنواع الفيلر لعلاج المشكلة. تشمل أسباب الهالات السوداء:

  • تصبغ الجلد بدرجة أكبر من باقي مناطق الوجه.
  • الأرق، أو عدم النوم بشكلٍ كافٍ لمدة طويلة نسبيًا.

الكثير من العوامل يُمكن أن تُسبب الأرق، تعرّف/ي عليها، بالإضافة إلى طُرُق علاج الأرق من خلال مقال مسبار هل يمكن علاج الأرق بسهولة؟

  • التقدم في السن.
  • طبيعة الوجه التي تجعل العينين غائرتين لدى بعض الأشخاص أكثر من غيرهم.
  • عدم شُرب كميات كافية من الماء بشكل يومي مما يُسبب الجفاف.

 

وتعتمد فاعلية حقن الدهون للهالات السوداء على العامل المُسبب لها على النحو التالي:

  • إذا كانت الهالات السوداء ناتجةً عن تجوّف أو هُبوط المنطقة تحت العين نتيجةً لعوامل جينية، أي طبيعة ملامح الوجه، أو إذا كانت ناتجة عن التقدم في السن والذي يؤدي إلى تراجع كمية النسيج الدهني في المنطقة، فإنه يُمكن أن يكون حقن الدهون للهالات السوداء فعّالًا.
  • إذا كانت الهالات السوداء ناتجةً عن التصبغ الزائد في تلك المنطقة، أو الأرق واضطرابات النوم، أو الجفاف، فإن حقن الدهون لن يؤدي إلى النتائج المرجوة، وعلى الأرجح، لن يقوم الطبيب بترشيح حقن الدهون للهالات السوداء في هذه الحالة.

جدير بالذكر أن التدخين قد يُؤثر على مدى فاعلية حقن الدهون للهالات السوداء، كما أن فترة التعافي بعد هذا الإجراء طويلة نسبيًا، مُقارنةً بأنواع الفيلر الأخرى، حيث قد تصل فترة التعافي إلى أسبوعين أو أكثر بحسب ما يراه الطبيب مُناسبًا. كما أن جميع أنواع الفيلر، بما في ذلك حقن الدهون للهالات السوداء قد ينتج عنها مُضاعفات هي الأخطر، وذلك لحساسية الأعصاب والبُنى التشريحية الموجود حول العين.

صورة متعلقة توضيحية

 

هل يمكن استخدام حبوب الكولاجين للحامل؟

تُعتبر إمكانية استخدام حبوب الكولاجين للحامل من الأمور المُحيّرة بعض الشيء، فقد اشتهرت حبوب الكولاجين منذ فترة كأحد أنواع المُمكلات الغذائية الواعدة، التي يُمكن أن تُقدم للجسم الكثير من الفوائد. لكن هل حقًا كل ما يُشاع حول فوائد الكولاجين حقيقي؟

الكولاجين هو أحد أنواع البروتينات التي يُنتجها الجسم بشكل طبيعي، والتي تدخل في تركيب العديد من أنسجة وخلايا الجسم، مثل خلايا الجلد والعضلات والأربطة والأوتار، وكذلك الأنسجة الضامة. ويُعتبر الكولاجين هو البروتين المسؤول بشكل رئيسي عن مُرونة الجلد، وبالتالي تراجع إنتاج الجسم للكولاجين يؤدي إلى فقدان الجلد لتلك الخاصية و ظهور التجاعيد.

يتم استخدام حبوب الكولاجين عادةً للأغراض التالية:

  • صحة الجلد: يُمكن أن يؤدي استخدام حبوب الكولاجين إلى تحسن صحة الجلد ورفع مقدار الكولاجين الموجود فيه، كما يُمكن أن يؤدي إلى مُكافحة علامات شيخوخة البشرة، بالإضافة إلى زيادة مُرونة الجلد. وهي نتائج تم تأكيدها من خلال دراسة تم إجراؤها بمشاركة عدد من السيدات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 35 و 55 عامًا. بالإضافة إلى دراسة أخرى تم إجراؤها في سنة 2014.
  • التهاب المفاصل التنكسي:  دراسة أخرى تم إجراؤها لمعرفة تأثير استخدام حبوب الكولاجين على المرضى الذين يُعانون من التهاب المفاصل التنكسي، تُشير نتائجها إلى أن استخدام حبوب الكولاجين يُقلل من خشونة المفاصل وذلك عن طريق زيادة حجم الغضاريف الموجودة في نهاية كل عظمة من عظمتي المفصل.
  • زيادة الكتلة العضلية: بالرغم من عدم كفاية الأدلة حول تأثير استخدام حبوب الكولاجين على الكتلة العضلية، إلا أن هناك دراسة تُشير إلى أنه يُمكن لاستخدام حبوب الكولاجين بالتزامن مع مُمارسة التمارين الرياضية المناسبة، أن يؤدي إلى زيادة في الكتلة العضلية وفي قوة العضلات، وهي النتيجة التي حصل عليها مجموعة من المتطوعين مُقارنةً بالمجموعة الثانية من المتطوعين الذين مارسوا التمارين الرياضية دون استخدام حبوب الكولاجين. 
صورة متعلقة توضيحية

هُناك مجموعة من الأعراض الجانبية التي يُمكن أن تحدث كنتيجة لاستخدام حبوب الكولاجين، وهي اضطرابات الجهاز الهضمي والإسهال، والذي يُمكن القول أنه يحدث كنتيجة لتناول الكولاجين نفسه.

عارض جانبي آخر مرتبط باستخدام حبوب الكولاجين هو ظهور رد فعل تحسسي في صورة طفح جلدي، إلاّ أنه عادة ما يكون ناتجًا عن حساسية المُستخدم للمصدر الحيواني الذي تم تصنيع حبوب الكولاجين منه، مثل البيض أو السمك. 

هل يُمكن استخدام حبوب الكولاجين للحامل؟ في الحقيقة ليس هُناك إجابة قاطعة، فبالرغم من أن استخدام حبوب الكولاجين بشكل عام يُعتبر آمنًا، إلا أنه لم يتم إجراء دراسات مُستفيضة خاصة بإمكانية استخدام حبوب الكولاجين للحامل، لذا فإن النصيحة العامة للسيدات الحوامل هي تجنّب استخدام حبوب الكولاجين طوال فترة الحمل والإرضاع. كما يُنصح بالحصول على الكولاجين من الطعام، ومن أشهر الأطعمة التي تحتوي على الكولاجين هو مرق العظام.

صورة متعلقة توضيحية

 

هل هناك علاقة بين القهوة والكولاجين؟

هذا صحيح، هُناك علاقة بين القهوة والكولاجين، والتي يُمكن القول أنها علاقة مُعقدة قليلًا، فبالنسبة للبعض، يُعتبر الكولاجين والقهوة مُرتبطان ببعضهما البعض بشكل إيجابي، وذلك بحسب ذائقتهم الشخصية بالطبع، لكن من الناحية العلمية، قد يكون للعلم رأي مُختلف حول العلاقة بين القهوة والكولاجين.
مع زيادة الإقبال على استخدام الكولاجين في صورة مُكمل غذائي، بدأت تظهر في الأسواق الكثير من المُنتجات التي تحتوي على الكولاجين، في مُحاولة من الشركات المُنتجة لتلبية الطلب العالي على الكولاجين. كنتيجةٍ لهذا الأمر، أصبحت المُكملات الغذائية التي تحتوي على الكولاجين مُتاحة في بأشكالٍ مُتعددة وليس فقط على شكل حبوب الكولاجين. من بين هذه المنتجات مسحوق الكولاجين، الذي يُمكن إضافته إلى المشروبات الساخنة أو الباردة لرفع كمية الكولاجين التي يتم تناولها يوميًا. وهكذا أصبحت إضافة مسحوق الكولاجين إلى القهوة من بين الوصفات أو الطرق التي يلجأ لها البعض لإدخال الكولاجين إلى نظامهم الغذائي.

تعتبر هذه الوصفة شعبية إلى حدٍ ما، ولم يكن يشغل بال من يُطبقونها سوى احتمالية أن تكون حرارة القهوة تُؤثر على الكولاجين وتؤدي إلى تحلله، أي تحول الكولاجين إلى نوع آخر من البروتين مثلًا، مما يعني خسارة الفائدة التي من المفترض أنهم يتناولون الكولاجين من أجلها.

صورة متعلقة توضيحية

إلا أنه تم إجراء دراسة لمعرفة تأثير الحرارة على الكولاجين، وذلك لتحديد درجة الحرارة التي يبدأ عندها الكولاجين عملية التحلل. وبحسب نتائج هذه الدراسة اتضح أن استخدام الكولاجين في صورة مسحوق مُضاف ومُذاب في القهوة لا يُؤثر على تركيبه الكيميائي، أي بتعبير أبسط يبقى الكولاجين في هذه الحالة كولاجين ولا يتحول إلى نوع آخر من البروتين، وذلك لأن الحرارة اللازمة لتحلل الكولاجين تتراوح بين 140-160 درجة مئوية، في حين أن درجة حرارة القهوة عند تحضيرها تُعادل تقريبًا درجة غليان الماء، أي أقل من 100 درجة مئوية بقليل.

لكن دراسة أخرى تم إجراؤها حول العلاقة بين القوة والكولاجين، وأظهرت تلك الدراسة أن هذه العلاقة أعقد من مسألة إضافة الكولاجين إلى فنجان قهوة الصباح. تناولت هذه الدراسة تأثير الكافيين على قدرة الخلايا الليفية على إنتاج الكولاجين في الجسم، حيث تم استخدام خلايا ليفية حيّة تم تنميتها في ظروف مخبرية، وإضافة مقادير مُختلفة من الكافيين إلى تلك الخلايا. واكتشف القائمون على تلك التجربة أن الكافيين أعاق قدرة الخلايا الليفية الجلدية على تأدية هذه الوظيفة، أي أن الخلايا المسؤولة عن إنتاج الكولاجين في الجلد تفقد قدرتها على إنتاجه لدى تعرضها للكافيين، مما يعني أن الكافيين له تأثير سلبي على إلتئام الجروح و قد يُحفز ظهور علامات شيخوخة البشرة.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على