تحقيق مسبار
تعتبر جراحة التجميل عالمًا واسعًا، حيث تلجأ الكثير من النساء خصوصًا إلى عمليات شفط الدهون وعمليات تكبير بعض أجزاء الجسم، وحتى إعادة تشكيل بعض أجزاء الجسم للظهور في مظهر أكثر جاذبية، وتحتل عملية تجميل الأنف التي تحدثنا عنها تفصيليًا في مقال سابق لمسبار إحدى أكثر عمليات التجميل شيوعًا، وفي هذا المقال سوف ننظر هل من الممكن إجراء عملية تجميل الأنف بدون جراحة؟
شكل الأنف المثالي
تتحدث العديد من المصادر التي تبحث في علم الجمال والتجميل عن شكل الأنف المثالي، وربما تتطرق العديد من تلك المواقع إلى شكل الأنف المثالي بمعزل عن الملامح الأخرى كالفم والذقن، وبعيدًا عن شخصية الفرد أو عرقه أيضًا> وفي الحقيقة قام بعض الباحثين في علم الجمال وبعض النحاتين بتحديد شكل الأنف المثالي في أعمالهم الفنية، كما قاموا بتقسيم الوجه وفقًا لتلك لمبادئ الجمالية في نظرهم، ومع ذلك فإن أغلب الجراحين في الوقت الحالي لا يكتفون بالاعتماد على تلك المعايير فقط عند إجراء الجراحات التجميلية، إنما يعتبر الجراحون شكل الأنف المثالي مسألةً فرديةً وخاصةً جدًا، لذلك يتم دراسة الحالات الراغبة في إجراء عمليات الأنف التجميلية كلًا على حدا لإبقائها بعيدة عن التعميم. وقد يعتمد الأطباء على تحليل نسب الوجه بمساعدة بعض الوسائل الحديثة التي تستند على بعض المعايير الجمالية، ولكن في النهاية لا يزال يُنظر إلى شكل الأنف المثالي على إنه موضوع نسبي جدًا. وعلاوة على ذلك، فإن شكل الأنف المثالي لا يُمكن أن يُحدد بمعزل عن الجانب الوظيفي للأنف وهو التنفس.
تُقدم هذه الفقرة نبذة مختصرة عن المعايير الجمالية لشكل الأنف المثالي بحسب بعض الدراسات، إضافةً إلى شكل الأنف المثالي وفق الأسس التي يعتمدها أغلب أطباء التجميل في الوقت الحالي.
توصلت مراجعة منشورة تبحث في علم الجمال والنسب المثالية إلى التالي:
- عرض الأنف المثالي: يجب أن يساوي عرض الأنف من الأسفل عرض الخُمس الأوسط في الوجه، وذلك في حال تقسيم الوجه إلى خمسة أجزاء طوليًا بالرجوع إلى أحد قواعد علم الجمال.
- طول الأنف المثالي: يُحسب طول الأنف المثالي بتقسيم الوجه عرضيًا إلى ثلاثة أقسام، تبدأ من عند الجبهة وتنتهي عند أسفل الذقن، ويقع الأنف في القسم الأوسط أو الثاني في حال العد من الأعلى أو الأسفل، أما عن شكل الأنف المثالي من ناحية الطول فيُحسب بضرب 0.67 في ارتفاع منتصف الوجه.
- الشكل الخارجي للأنف: يعتبر شكل الأنف مثاليًا إذا كان مستقيمًا وخاليًا من الكسور العلوية الظاهرة، كذلك يُستحسن ألا يتجاوز عرض النسيج الفاصل بين فتحتي المنخار 2-4 سم، فضلًا عن ذلك من الأفضل ألا يتجاوز عرض المنخرين نسبة معينة تُقاس بالرجوع إلى طول الأنف. ولكن بالرغم من كل القواعد الرياضية المستخدمة في تحديد شكل الأنف المثالي، إلا أن المراجعة أكدت على عدم وجود معيار عالمي موحد، وقد يؤدي اتباع الحسابات الرياضية الجمالية في تحديد شكل الأنف المثالي إلى الإضرار بجماليات الوجه كاملًا، وذلك باعتبار الأنف مركز الوجه وله دور محوري في تحديد النسب الجمالية لملامح الوجه الأخرى، لذلك قد يُحدِث أدنى تغيير في شكل الأنف إلى تغيير أكبر في جماليات الوجه عمومًا.
أما على أرض الواقع، فإن أغلب جراحي التجميل يعمدون إلى الأسس التالية كمرجع عند الحديث عن شكل الأنف المثالي:
- عند القيام بعمليات التجميل وصولًا إلى شكل الأنف الأمثل للمريض، يجب على الجراح الأخذ بعين الاعتبار عدم الإخلال بوظيفة التنفس.
- يتبع أكثر الجراحين مقياس معين للمساعدة في تحديد شكل الأنف المثالي للذكور والإناث كلًا على حدة، إذ يجب أن تكون الزاوية الأنفية الشفوية أكبر من 90 درجة بالنسبة للمرضى الذكور، أما بالنسبة للإناث يجب أن تكون الزاوية الأنفية الشفوية أكبر من 100 درجة، وهذا لا يعني بالضرورة أن يتبع الجراح تلك المقاسات بالحذافير، فقد يجري الجراح بعض التعديلات للحفاظ على وظيفة الأنف أو إرضاءً لتفضيلات المريض الشخصية.
- يعتبر تحسين شكل الأنف هو الغاية الأساسية من القيام بعمليات التجميل، وليس الوصول إلى شكل الأنف المثالي بالنسب المئوية.
- شكل الأنف المثالي هو ما يتناسب مع ملامح الوجه ويتلاءم مع شخصية المريض وصفاته الجمالية العرقية، إذ يتميز كل من الأعراق البشرية بشكل مميز للأنف ينبغي على الطبيب الانتباه إليها.
عملية تجميل الأنف
عملية تجميل الأنف، أو إعادة تشكيل الأنف، هي عبارة عن تغييرات يتم إجراؤها على الأنف لتحسين وظيفته أو تغيير شكله، قد يقوم بهذه العملية الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التنّفس أو مَن تعرّض لكسر أنف نتيجة حادث ما، لكن معظم النّاس يقومون بعملية تجميل الأنف لأسباب جمالية، حتى يحصلوا على أنف ووجه أكثر جمالًا وجاذبية من الشكل التقليدي، حيث أنّ عملية تجميل الأنف وإعادة تشكيله قد يغيّر من شكل الوجه كاملًا.
عادةً ما تتم عملية تجميل الأنف عن طريق عملية جراحية تتطلّب تخديرًا موضعيًا أو عامًا للجسم بأكمله، إذ سيقوم الطبيب الجرّاح بقطع في الجلد الذي يُغطّي الأنف لعمل فتحة مناسبة حتى يستطيع إعادة تشكيل وترتيب العظام والغضاريف داخل الأنف، وبعد الانتهاء من العملية سيقوم بوضع الغُرز لتسكير الجرح الذي صنعه.
لكن في السنوات الأخيرة، انتشر نوع آخر من عمليات تجميل الأنف، وهو عملية تجميل الأنف غير الجراحية والتي سنتحدّث عنها في هذا المقال.
يمكنكم الاطلاع أكثر على عملية تجميل الأنف في مقال مسبار: هل عملية تجميل الأنف خطيرة ومؤلمة؟
هل يمكن تجميل الأنف دون جراحة؟
على الرغم من شعبية عمليات تجميل الأنف وانتشارها الواسع، إلّا أنّ بعض الناس يترددون كثيرًا للقيام بها تحت إجراء جراحي، ولكن هذا التردد أصبح أقل مع تطوّر العلم والطب بشكل خاص، إذ أصبح من الممكن القيام بالكثير من العمليات في جسم الإنسان بدون جراحة أو إراقة نقطة دم واحدة، أمّا بخصوص عملية تجميل الأنف، فربّما سمعتم مؤخرًا عن عملية تجميل الأنف دون جراحة.
ما هي عملية تجميل الأنف دون جراحة؟
عملية تجميل الأنف دون جراحة أو عملية تجميل الأنف غير الجراحية هي ابتكار جديد نسبيًا في صناعة الجراحات التجميلية، تسمّى أيضًا بعملية تجميل الأنف السائلة، أو عملية تجميل الأنف في 15 دقيقة، حيث مكّنت هذه العملية أطباء التجميل من القيام بعملية تجميل الأنف دون أي قطع في الجلد أو خدوش وفي وقت قليل جدًا. وعوضًا عن الذهاب إلى العيادة أو المستشفى والخضوع للتخدير الكامل، وقطع الجلد وفتحه لتحريك العظام والغضاريف تحته، ومن ثمّ الخروج بجبائر وغُرَز على أنفك وبداخله، فإنّ كل ما يتطلبّه الأمر في عملية تجميل الأنف غير الجراحية هو وخز إبرة بسيط.
تستخدم عمليات تجميل الأنف دون جراحة مواد الحشو الجلدي المستخدمة في عمليات الفيلر والتي تحدثنا عنها في مقال سابق، حيث يتم حقن الأنف أو المنطقة المحيطة بالأنف بمواد هلامية عادة ما تكون حمض الهيالورونيك (Hyaluronic Acid) وفي بعض الأحيان يتم استخدام مواد البوتوكس، حيث يقوم الطبيب بحقن هذه المواد تحت الجلد في المنطقة المراد إجراء التغييرات فيها، حيث تستقر هذه المواد في المكان الذي تم حقنها فيه في طبقات الجلد العميقة، وتقوم هذه المواد بتغيير شكل الأنف أو المكان المحقونة فيه لمدة تتراوح من 4 أشهر إلى 3 سنوات بحسب المادة المحقونة ونوع جلد المريض وسرعة امتصاص الجسم للمواد.
وعلى الرغم من كون نتائج عملية تجميل الأنف غير الجراحية مؤقتة، إلّا أنّها تعتبر خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يرغبون بتغيير شكل الأنف بصورة تدريجية أو للأشخاص غير المستعدّين لتغيير دائم في شكل وجوههم، أو حتى للأشخاص القلقين من عملية تجميل الأنف الجراحية وما تنطوي عليه من مخاطر محتملة.
كيف تتم عملية تجميل الأنف غير الجراحية؟
تعتبر عملية تجميل الأنف غير الجراحية عملية بسيطة جدًا، خاصة إذا قارناها بعمليات تجميل الأنف الأخرى، بعد استشارة طبيب التجميل خاصتك، سيطلب منك الاستلقاء على ظهرك مع إمالة رأسك إلى الخلف قليلًا، ثم يقوم بحقن مادة الحشو في المنطقة المحيطة بأنفك، أو في بعض الحالات في الجسر الفاصل بين فتحتي الأنف، قد تشعر بوخز أو قرص طفيف بسبب الإبرة، وفي بعض الحالات قد تحتاج إلى تخدير موضعي للأنف والمنطقة المحيطة، حتى لا يشعر المريض بألم وخز الإبرة، ويمكن أن تستغرق عملية تجميل الأنف غير الجراحية بأكملها من 15 دقيقة أو أقل إلى 45 دقيقة.
مميزات عملية تجميل الأنف غير الجراحية
- بسيطة ولا تتطلّب جراحة
من المؤكد أن وخز الإبرة أقل تعقيدًا من الدخول تحت مشارط الأطباء لإجراء عملية تجميل الأنف، إذ تتم عملية تجميل الأنف غير الجراحية باستخدام مخدّر موضعي وإبرة، لا يحتاج الطبيب فيها إلى إجراء أي جروح أو فتحات في وجهك مطلقًا.
- وقت أقل
كما ذكرنا سابقًا، غالبًا ما تستغرق العملية بأكملها من 15 إلى 20 في معظم الحالات، إذ يمكنك الذهاب إلى عيادة التجميل في استراحة العمل والعودة دون أن يشعر أحد بأنّك قمت بعملية تجميل الأنف.
- نتائج فورية
في عملية تجميل الأنف الجراحية، ستعاني من التوّرم في الأسابيع القليلة التي تلي العملية، وفي بعض الحالات قد تطول لأشهر، ولن ترى نتائج تجميل الأنف الكاملة والنهائية إلّا بعد شهور. أمّا في عملية تجميل الأنف غير الجراحية، يمكنك أن ترى كيف سيبدو أنفك مباشرة، كما يمكنك توجيه الطبيب الذي يقوم لك لعملية تجميل الأنف للحصول على النتائج التي تريدها.
- مخاطر أقل
تنطوي جميع العمليات الجراحية على مخاطر محتملة، وتعتبر العمليات الجراحية التجميلية أكثر خطورة من غيرها، لأنّها تكون في المناطق الظاهرة والبارزة الجسم، أمّا في عملية تجميل الأنف غير الجراحية فالمخاطر قليلة جدًا مقارنة بغيرها.
- عملية مؤقتة
عملية تجميل الأنف غير الجراحية مؤقتة، عادةً ما تستمر نتائجها من ستة شهور إلى سنتين، وعلى الرغم من أنّ هذا يعني أنّك ستحتاج إلى جلسات منتظمة، إلّا أنه يعني أيضًا أنه بإمكانك تغيير النتائج دون صعوبة إذا لم تكن راضيًا عنها.
- أسعار معقولة
مقارنة بمتوسّط تكلفة عملية تجميل الأنف الجراحية، فإنّ عملية تجميل الأنف غير الجراحية أرخص بكثير.
المخاطر والآثار الجانبية
بالنسبة لمعظم الحالات، فإن الآثار الجانبية الوحيدة التي قد يعانون منها بعد عملية تجميل الأنف غير الجراحية هي الحساسية والقليل من الاحمرار في منطقة وخز الإبر والمناطق المحيطة في يوم العملية أو حتى اليومين التاليين.
أمّا بالنسبة للآثار الجانبية الأخرى نادرة الحدوث فتشمل:
- تورّم.
- تلوّن الجلد وكأنه تعرّض لكدمات.
- هجرة المادة المحشوة، مما يعني أنّ المادة التي تم حقنها قد تنتقل إلى مناطق أخرى بعيدة عن الأنف ممّا قد يؤدي إلى تشوهات في منظر الوجه.
- غثيان.
- مضاعفات في الأوعية الدموية في مكان الحقن.
- موت الأنسجة في مكان الحقن.
- حُمّى.
- عدم وضوح في الرؤية.
نهايةً، أي تغيير في شكل الأنف يمكن أن يؤدي إلى تغيير شكل الوجه كاملًا، وتذكّر أنّ الأنف الجيّد هو الأنف الذي يُحقق الوظيفة والشكل الذي تريده دون أن يبدو مُزيفًا أو غير طبيعي.
علاج الجيوب الأنفية بدون جراحة
يعتبر التهاب الجيوب الأنفية المتقدم من الحالات التي قد تستدعي الجراحة في بعض الأحيان، ويحاول العديد من المصابين به علاج الجيوب الأنفية دون جراحة، ذلك إن العمليات الجراحية بالعموم ترتبط بالعديد من المخاطر الصحية غير المرغوب بها، وأيضًا لكون العلاج بالأدوية قد ينطوي على مستويات ألم أقل من علاج الجيوب الأنفية الجراحي، مع العلم أن علاج الجيوب الأنفية دون جراحة وبالاعتماد على الأدوية قد يستغرق وقتًا أطول.
يشير مصطلح الجيوب الأنفية إلى التهاب الغشاء المخاطي الذي يحدث بسبب العدوى البكتيرية أو العدوى الفايروسية، وهو أمر شائع وعادة ما يزول من تلقاء نفسه في غضون مدة أقصاها 2-3 أسابيع، ولكن في بعض الأحيان قد يتطلب الأمر أكثر من تلك المدة، كما قد يستدعي أخذ الأدوية والعلاجات الموضعية للتخفيف من حدة الالتهاب، وقد يكون العلاج بالأدوية غير كافٍ مما يستدعي العلاج بالجراحة لبعض الحالات المستعصية أو شبه المزمنة، ولكن في الغالب يتم علاج الجيوب الأنفية دون جراحة، تاليًا بعض الطرق المتبعة في علاج الجيوب الأنفية:
- المحلول الملحي: قد يكون شطف الأنف بمحلول ملحي علاج مناسب للجيوب الأنفية بدون جراحة.
- الكورتيكوستيرويدات الفموية: تعد أدوية الكورتيكوستيرويدات الفموية أحد طرق علاج الجيوب الأنفية بدون جراحة، وتؤخذ على المدى القصير للتقليل من التورم المصاحب لالتهاب الجيوب الأنفية، أما على المدى الطويل فقد يصف الأطباء رذاذ الأنف أو شطفه الكورتيكوستيرويدات.
- مضادات الحساسية: من الممكن أن تتسبب حساسية الأسبرين في مضاعفة التهاب الجيوب الأنفية، لذلك قد يساعد أخذ بعض مضادات التحسس في علاج الجيوب الأنفية دون جراحة. ومن الجدير بالذكر إن بعض الناس قد يعانون من الزوائد الأنفية والتهاب الجيوب وحساسية الأسبرين في نفس الوقت، وهو ما يعرف بثالوث الجهاز التنفسي أو مرض الجهاز التنفسي المتفاقم.
- الأدوية البيولوجية الحديثة: وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2019 على أول علاج بيولوجي يستخدم لعلاج التهاب الجيوب الأنفية، وبحسب المصادر فإن الدواء مشتق من كائنات حية يمكنها الوصول إلى جذر الالتهاب لتخفيف الأعراض التي يعاني منها المريض، إذ يقوم العلاج المسمى (Dupixent dupilumab) بتثبيط إفراز مواد كيماوية معينة في الجسم، والتي يُنسب إليها تعزيز الالتهاب الذي يزيد من أعراض الزوائد الأنفية سوءًا، هذا ويعطى الدواء للمريض عن طريق الحقن التي تؤخذ نصف شهريًا (كل أسبوعين)، وقد يُعطى بعض المرضى العلاج البيولوجي الحديث بشكل متزامن مع إعطاء أدوية الكورتيكوستيرويدات الفموية.
وتجدر الإشارة إلى أن الأدوية الستيرويدية التي تؤخذ عن طريق الفم، قد تقلل بالفعل من التورم وتخفف الأعراض المرافقة لالتهاب الجيوب الأنفية خلال وقت أقصر، ولكن لا تعتبر تلك الحبوب آمنة إذا ما أُخِذَت لفترات طويلة، لهذا السبب عادة ما يصف الأطباء ذلك النوع من الأدوية على فترات متقطعة، قد تتراوح بين ثلاث أو أربع مرات خلال العام الواحد، ولا تؤخذ تلك الأدوية والتي تعتبر فعالة في علاج الجيوب الأنفية دون جراحة إلا للضرورة القصوى، إذ يؤدي تناول الكورتيكوستيرويدات عن طريق الفم لفترات طويلة إلى ارتفاع ضغط الدم، وقد يصاب المريض بإعتام عدسة العين أو مرض السكري في مرحلةٍ ما جراء فترات التعاطي الطويلة. وقد لا يُظهر جميع المرضى نسب تجاوب متقاربة لعلاجات التهاب الجيوب الأنفية، فيلجأ الأطباء في نهاية المطاف إلى التدخل الجراحي لإزالة الأنسجة المتضررة والملتهبة، والتي تسبب انسداد الجيوب الأنفية والتهابها.
هل عملية استئصال غضاريف الأنف ضارة؟
يحتاج بعض المرضى للخضوع إلى عملية استئصال غضاريف الأنف الضارة، ولا يعني ذلك بالضرورة أن تشتمل جميع عمليات الأنف على استئصال غضاريف الأنف الضارة، إنما عينة محددة منهم. تذكر الفقرة أنواع الجراحات التي تتطلب عملية استئصال غضاريف الأنف، كذلك تجيب عن سؤال هل عملية استئصال غضاريف الأنف ضارة؟ وأخيرًا تذكر بعض محاذير عملية استئصال غضاريف الأنف.
يُعرف الحاجز الأنفي على أنه الغضروف والعظم الموجود داخل الأنف الذي يفصل بين فتحتي الأنف، وتشتمل عملية رأب الحاجز الأنفي على استئصال بعض غضاريف الأنف لتحسين شكل ووظيفة الأنف معًا، حيث يقوم الجراح خلال العملية بتعديل حاجز الأنف وجعله مستقيمًا، بهدف تحسين مظهر الأنف كاملًا وجعل المريض قادرًا على التنفس بشكل أفضل. وللإجابة عن سؤال هل عملية استئصال غضاريف الأنف ضارة؟ فلا يمكن هنا التعميم أبدًا عند إعطاء الإجابة، إذ تُعد أغلب عمليات رأب الحاجز الأنفي والتي تتضمن استئصال غضاريف الأنف من العمليات الناجحة، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من انسداد في الأنف بسبب انحراف الحاجز الأنفي، كذلك هو الحال إذا كان المريض يعاني من مشاكل في التنفس بسبب وجود عظام أو غضاريف أنفية معووجة أو تالفة، إذ أن عملية استئصال غضاريف الأنف تعتبر ضرورية في هذه الحالة وغير ضارة على الإطلاق، بل تعتبر الطريقة المثالية لتحسين جودة التنفس عند المريض، ولكن هذا لا يعني أن عملية استئصال غضاريف الأنف خالية من المضاعفات الصحية أو الأعراض الجانبية، خصوصًا إذا ما تداخلت مشاكل الأنف مع مشاكل أخرى لدى المريض. تاليًا أبرز مضاعفات عملية رأب الحاجز الأنفي:
- قد يتعرض المريض الخاضع إلى عملية رأب الحاجز الأنفي إلى خطر حدوث الالتصاقات الداخلية في الأنف، حيث تتشكل الأنسجة الندبية بشكل عميق داخل الأنف مما يعيق تدفق الهواء (أي التنفس بطريقة سليمة).
- من الممكن أن يرافق الاحمرار الخارجي الظاهر على الأنف المريض فترةً طويلةً، بالإضافة إلى الكدمات التي تظهر على الوجه بالعموم وحول الأنف وتحت العين بصفة خاصة.
- من المحتمل أن تعاني شريحة من المرضى من النزيف الدموي، والذي ينجم عن التقاط العدوى أثناء أو بعد الخضوع لعملية استئصال غضاريف الأنف الضارة.
- قد تُصاب نسبة قليلة من المرضى بظهور ندوب قبيحة على البشرة، ومنها ما قد يكون دائم.
- من الممكن أن يظهر لدى بعض المرضى خراج بين طبقات الحاجز الأنفي، وقد يُصاب بعضهم بورم دموي في الحاجز أو ثُقب.
- يتعرض بعض المرضى الخاضعين لعملية استئصال غضاريف الأنف الضارة والتالفة إلى متلازمة الصدمة السامة، وهي عبارة عن عدوى تصيب مجرى الدم.
- في بعض الأحيان يلجأ أطباء التجميل إلى أخذ طعم غضروفي من الأذن، من أجل تعويض الغضاريف المستأصلة من الأنف، مما يُعرض محل التبرع (الأذن) إلى بعض المشاكل الصحية، وبالمقابل قد يرفض الأنف (المُستقبل للتبرع) الطعم الغضروفي المأخوذ من الأنف، مما يُعرض كلًا من المريض والعملية إلى الخطر.
- قد يواجه المرضى الخاضعين لعمليات الأنف بوجه عام وعملية رأب الحاجز الأنفي أيضًا إلى انخفاض مستويات حاسة الشم.
وبالإضافة إلى المخاطر الصحية المشار إليها أعلاه، والتي ترتبط بعمليات رأب الحاجز الأنفي وعملية استئصال غضاريف الأنف على وجه الخصوص، تنطوي تلك العمليات على بعض المخاطر الصحية الأخرى، والتي تُعرف على أنها المخاطر الصحية الوارد حدوثها في أغلب العمليات الجراحية، تاليًا أبرزها:
- ألم ما بعد العملية.
- النزيف.
- الالتهاب.
- ردة فعل تحسسية تجاه بعض الأدوية أو المواد المستخدمة في العملية.
- جلطة دموية في القدم.
- جلطة دموية في الرئتين.
ثمن عملية تجميل الأنف
يعتبر ثمن عملية تجميل الأنف من المواضيع الأكثر بحثًا على مواقع الإنترنت، كذلك فإن المريض سرعان ما يتطرق إلى سؤال ثمن عملية تجميل الأنف بعد تغطية الجوانب التقنية للعملية، إذ يلي ثمن عملية تجميل الأنف التفاصيل التقنية للإجراء الجراحي من حيث الأهمية بالنسبة للمريض.
تستعرض هذه الفقرة ثمن عملية تجميل الأنف في عدة بلدان حول العالم، كما تقوم بإلقاء الضوء على العوامل التي تساهم في التباين بين ثمن عملية تجميل الأنف بشكل عام، إذ يختلف وفقًا للعديد من العوامل التي منها::
- أجور الطبيب: قد يتغير الثمن الذي يتقاضاه الجراح المعني بإجراء عملية تجميل الأنف، إذ تلعب الخبرة والشهرة دورًا في تباين ثمن عملية تجميل الأنف بي الجراحين، فمن المتوقع أن يتقاضى الجراح الأكثر شهرة رسومًا أعلى من الجراح المبتدئ.
- نوع الرعاية الطبية بعد العملية: تختلف مدة الرعاية الطبية التي يتلقاها المريض بعد إجراء العملية، إذ تتطلب بعض الحالات البقاء في المستشفى لعدة أيام لتلقي الرعاية الطبية عن كَثب، وهذا بالطبع يرفع من ثمن عملية تجميل الأنف، إذ يؤخذ على أنه كُلفة إضافية تُضاف إلى رسوم الإجراء الجراحي، بينما يقوم الطبيب بإرسال المرضى ذوي الحالات غير المعقدة للتعافي في المنزل بعد العملية.
- الموقع الجغرافي: يتباين ثمن عملية تجميل الأنف باختلاف الدول حول العالم، إذ يرتفع الثمن في بلدان معينة وينخفض في بلدان أخرى، وللمفارقة قد يختلف ثمن عملية التجميل في الولايات المتحدة مثلًا باختلاف موقع الولاية، فبحسب موقع أمريكي متخصص في المقارنة بين أسعار الإجراءات الجراحية، فإن متوسط ثمن عملية الأنف الجراحية في ولاية ألاباما تتراوح ما بين 2500-8000 دولار أمريكي، بينما يبدأ ثمن عملية الأنف الجراحية في ولاية ألاسكا من 3096 ليصل إلى 15,995 على أعلى تقدير، علمًا أن ذلك لا يشمل أجور التخدير أو استخدام غرفة العمليات أو المصاريف الأخرى ذات الصلة.
- نوع الإجراء الجراحي: من المنطقي أن يلعب نوع الإجراء الجراحي دورًا في اختلاف ثمن عملية تجميل الأنف، إذ لا يوجد إجراء جراحي موحد متبع في جميع عمليات تجميل الأنف، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن ثمن عملية تجميل الأنف المفتوحة يتراوح ما بين 7500 -15000 دولار أمريكي، بينما يبدأ ثمن عملية تجميل الأنف المغلقة عند 3000 دولار أمريكي ليصل حتى 12000 دولار أمريكي في الولايات المتحدة.
ونظرًا للعوامل والمتغيرات أعلاه، يعتبر من الصعب تحديد ثمن عملية تجميل الأنف على وجه الدقة، لذلك تنصح جميع المصادر الطبية المختصة بمناقشة الموضوع مع الطبيب المسؤول عن إجراء الجراحة حصرًا، بالإضافة إلى المكاتب المسؤولة عن تزويد المرضى بالمعلومات اللازمة داخل المستشفى الذي سيتم فيه إجراء العملية، إذ تختلف رسوم الرعاية الطبية المقدمة للمريض باختلاف المستشفى في أغلب الأحيان. وفي سبيل إعطاء فكرة عامة تقريبية، فيما يلي ثمن عملية تجميل الأنف في بعض الدول، بالاستناد إلى المواقع الإلكترونية الرسمية لبعض الأطباء أو بالرجوع إلى صفحات الخدمة العامة في تلك البلدان، تاليًا أكثرها موثوقية:
- المملكة المتحدة: بحسب موقع NHS فإن ثمن عملية تجميل الأنف في المملكة المتحدة يتراوح من 4000 إلى 7000 جنيه إسترليني، ويرجع التباين في ثمن عملية الأنف التجميلية بحسب الموقع إلى نوع الإجراء المتبع ومزود الخدمة الطبية (الجراح)، إضافة إلى أجور الرعاية الطبية المتوقعة بعد العملية، إذ إن الثمن المذكور لا يشمل الرسوم الإضافية التي قد تتضمن المبيت والطبابة.
- الولايات المتحدة الأمريكية: وفقًا لإحصاءات عام 2020 بلغ متوسط ثمن عملية تجميل الأنف 5،483 دولارًا أمريكيًا، وكما هو الحال في المملكة المتحدة لا يشمل ذلك الرقم التخدير أو مرافق غرفة العمليات.
- تركيا: بحسب أحد المواقع المتخصصة في السياحة العلاجية في تركيا، فإن ثمن عملية التجميل في مدينة إسطنبول قد يبدأ من 3050 دولار أمريكي، وقد يختلف الثمن بطبيعة الحال بحسب اختلاف العوامل المشار إليها ليصل إلى 6200 دولار في بعض الأحيان.
جمع أنف
قد يتساءل بعض المهتمين باللغة العربية عن جمع كلمة أنف، والتي تشير إلى عنصر الشم عند الإنسان، والمعروف بكلمة أنف في اللغة العربية، تذكر الفقرة ضمن سياقها جمع كلمة أنف، كما تشير أيضًا إلى بعض المواضع التي ورد فيها لفظ أنف في الشعر العربي والقرآن الكريم، وللأنف في اللغة العربية عدة رموز ودلالات ستأتي الفقرة على ذكرها ضمن السياق أيضًا.
تُجمع كلمة أنف في اللغة العربية بطريقتين مختلفتين، فإما تُجمع بكلمة آناف أو بكلمة أنوف، ولكن في الغالب فإن كلمة أنوف هي الأكثر استخدامًا في اللغة الدارجة، وجمع كبار الشعراء العرب كلمة أنف بكلتا الطريقتين في النصوص الشعرية العربية القديمة، تاليًا بعض الأمثلة:
- قال الأعشى: "إذا رَوَّحَ الرَاعي اللِّقاحَ مُعَزِّباً، وأَمْسَتْ على آنافِها غَبَراتُه". إذ تُشير كلمة آنافها إلى جمع كلمة أنف.
- قال حسان بن ثابت: "بِيضُ الوُجُوهِ، كَرِيمةٌ أَحْسابُهُم، شُمُّ الأَنُوفِ من الطِّرازِ الأَوَّلِ". تشير كلمة الأنوف إلى جمع كلمة أنف.
وقد تُسمي العرب الأَنْفَ أَنْفين، إذ قال ابن أَحمر في شعره: "يَسُوفُ بأَنْفَيْهِ النِّقاعَ كأنه، عن الرَّوْضِ من فَرْطِ النَّشاطِ". وكلمة بأَنْفَيْهِ هنا لا تعني المُثنى من كلمة أنف، إنما كلمة مرادفة لكلمة أنف المفردة غير المجموعة، إذ تُشير العرب إلى المنخرين عند استخدام كلمة أنفين.
وعن المعاني الأخرى لكلمة أنف والتي لا تشير إلى موضع الشم عند الإنسان فهي عديدة، إذ ترد كلمة أنف في بعض النصوص للتعبير عن معاني أخرى كالرفض أو غيره، كما جاء في المواضع التالية:
- أنِف من الطعام: أنِفَ بكسر النون بمعنى تقززت نفسه، أي الشعور بعدم الرغبة على الاقتراب من الطعام أو بلعه.
- أَنِفَ من اللعب: بكسر النون بمعنى التنزه والزهد في فعل شيء ما.
- أنِفَ من البطالة: بكسر النون أيضًا، وتعني اشتكى من عدم الشغل.
وبالعودة إلى كلمة أَنف والتي تجمع أنوف وآناف، فهي الأخرى قد تشير إلى معاني مختلفة بحسب سياق الجملة، تاليًا بعض الأمثلة:
- التعبير عن الغضب: يُقال حَمِيَ أنف الفتى، بمعنى اشتد غيظه وتصاعد غضبه.
- رفض الظلم أو العدوان: يعبر عن الرجل أو الشخص الذي يرفض الظلم أو العدوان بالقول: رجل حَمِيّ الأنف، بمعنى أنه يرفض أَن يضام.
- الذل والمهانة: إذا تعرض أحدهم للذل أو الإهانة تُعبر العرب عن ذلك بالقول رَغِمَ أَنفُه، بمعنى إنه تعرض للإذلال، وقد يُستخدم التعبير كسر الأنف بمعنى تعرض أحدهم للإهانة، فيُقال كُسرَ أنف الشخص، وذلك للتعبير عن الحط من الكرامة.
- الموت الطبيعي: يُقال مات حتف أنفه، بمعنى إنه مات ميتة من غير قتل، فقد يكون الموت هنا بأسباب طبيعية أخرى كالمرض.
- السيادة: بما أن الأنف هو رأس الشيء أو طرفه قد يُستخدم في بعض الأحيان في التعبير عن السيادة، فأَنف القوم سيدهم.
- البداية: الأنف من كل شيء هو بدايته وطرفه.
- الفضول: يَستخدم العرب التعبير حشر أنفه للإشارة إلى تدخل بعض الأشخاص في أمور لا تعنيهم، فيُقال حشر أنفه في الموضوع.
- الصعوبة والمشقة: يشير المصطلح بجَدْع الأنف إلى الصعوبة والمشقة المترافقة مع عمل شيء ما، ولتقريب الصورة قد يقول أحدهم أنه حصل غايته بجدع الأنف، بمعنى بصعوبة بالغة.
اقرأ/ي أيضًا: