تحقيق مسبار
نسمع الكثير من النصائح عن أهمية شرب الماء، ونجد الكثير من الأشخاص يحملون زجاجات الماء أينما حلّوا، لكن هل هناك أضرار لشرب الماء؟
في هذه المقالة سوف نتعرّف على أهمية وفوائد شرب الماء، وما هي الكمية المناسبة التي يحتاجها الشخص يوميًا ومتى يحتاج الإنسان لشرب كمية أكبر من الماء، وأخيرًا سوف نتعرّف على عملية الهضم وكيف تتم لمعرفة ما إذا كان شرب الماء بعد تناول الطعام مباشرةً مضرًا أم لا.
فوائد وأهمية شرب الماء
دائمًا ما نسمع الأطباء وخبراء التغذية يتحدثون عن أهمية شرب الماء ومدى فوائده العديدة للجسم، وفيما يلي أهم الفوائد التي يحصل عليها الجسم من الماء والدور الذي يلعبه في الكثير من العمليات الحيوية التي تجري داخل جسم الإنسان:
- مد الجسم بالطاقة: يفضل شرب الماء عند الاستيقاظ من النوم إذ يمد جسم الإنسان بالطاقة ويهيئ أجهزة الجسم للعمل.
- تليين المفاصل: يعتبر شرب الماء أمرًا مهمًا من أجل سلامة المفاصل، فهو يمنع الغضاريف الموجودة في المفاصل من الإصابة بالجفاف، الأمر الذي قد يتسبب بحدوث الآلام وعدم قدرة المفاصل على تحمل الصدمات.
- الحصول على بشرة صحية: يتسبب قلة شرب الماء في جفاف الجسم، ويتسبب الجفاف في حدوث التجاعيد. لذلك يفضل شرب كميات كافية من الماء من أجل الحصول على بشرة رطبة وصحية. كما يعتبر الماء مركبًا تجميليًا طبيعيًا أفضل بكثير من المنتجات الصناعية غير الصحية.
- إفراز اللعاب: يساعد اللعاب في عملية مضغ الطعام، كما يحافظ على رطوبة الفم. ويعد شرب الماء ضروريًا من أجل تقوية الأسنان وحمايتها من التسوس.
- نقل الأكسجين: من مسؤولية الدم نقل الأكسجين إلى كافة أنحاء الجسم وهي عملية حيوية ضرورية لجسم الإنسان. وبما أن الدم يتكون بنسبة ما يقارب 90% من الماء، يعتبر شرب الماء مهمًا في دعم عمليات نقل الأكسجين الحيوية.
- في الرياضة: الأجسام التي تتناول الماء بانتظام قادرة على تحمل الإجهاد الحراري، لأنها تمتلك مخزونًا إضافيًا من الماء داخل الجسم تستعمله عند الإجهاد. لذلك تصبح قادرة على بذل مجهود أكثر والاستفادة في مجال الرياضة والحركة وغير ذلك.
- تنظيم درجة حرارة الجسم: عندما يبذل الجسم مجهودًا كبيرًا يصبح ملمس الجلد ساخنًا، فيستعين سطح الجلد بمخزون الماء الموجود في طبقات الجلد الوسطى. حينها يستعيد الجسم حرارته الطبيعية ومن ثم يحصل على درجة الحرارة المطلوبة.
- الجهاز الهضمي: يساعد الماء الجهاز الهضمي على العمل بشكل سليم، إذ يقلل من إصابة الفرد بالإمساك أو الجفاف. وهو أمر أساسي من أجل سلامة المسالك البولية.
- تخليص الجسم من الفضلات: يساعد الماء على تخليص الجسم من الفضلات والسموم وهذا ما يحدث أثناء عمليات التعرق، التبول، والتبرز.
- تحسين المزاج: يعتبر شرب الماء أساسيًا من أجل سلامة العقل وتحسين الحالة المزاجية للفرد، كونه يساعد الدماغ على العمل، ويمد الجسم بالنشاط والحيوية.
- المساعدة على فقدان الوزن: يساعد الماء على فقدان الوزن إذا تم تناوله بطريقة صحية ومنتظمة، ويمكن أن يساعد شرب الماء قبل تناول الوجبات على الشعور بالامتلاء، وهو شعور مهم كونه يقلل من إفراط الفرد في تناول الطعام.
ما هي الكمية الماء الكافية للشرب يوميًا؟
تختلف كمية الماء الكافية للشرب من شخص إلى آخر، إذ يحتاج البالغون إلى شرب ما يقارب 1.5 إلى 2 لتر يوميًا، أما المراهقون فيحتاجون إلى شرب 1.6 لتر يوميًا، في حين يحتاج الأطفال من 0.8 إلى 1.4 لتر يوميًا. ويمكن الحصول على الكمية الكافية من الماء من مصادر عدة غير ماء الشرب كالوجبات التي تحتوي على نسب عالية من الماء، بالإضافة إلى الفواكه والخضراوات، وكذلك المشروبات والعصائر.
هل يحتاج الجسم إلى كميات أكبر من الماء؟
هناك بعض الأوقات التي قد يتطلب الجسم فيها مزيدًا من الماء، أي فوق المستوى الطبيعي، وهي:
- اتِّباع حمية لتخفيف الوزن.
- عندما يصاب الجسم بالحمى.
- عندما يكون الطقس حارًا جدًا.
- عند الإصابة بالإسهال والقيء.
- عند ممارسة الرياضة، وحالات التعرق الشديد.
هل يلعب الماء دورًا في عملية الهضم؟
هناك ادِّعاء أن شرب الماء بعد تناول الطعام مباشرة مضر، وذلك لأنه قد يتسبب في حدوث اضطرابات في الهضم. فهل يؤدي شرب الماء بعد تناول الطعام إلى اضطراب الهضم؟
من أجل فهم الاعتقاد السائد بأن شرب الماء بعد تناول الطعام مباشرة يؤثر على عملية الهضم، من المهم فهم العملية الطبيعية للهضم أولًا، والتي تحدث على عدة مراحل، حيث يبدأ الهضم في الفم بمجرد البدء بمضغ الطعام، وذلك من خلال إفراز الغدد اللعابية اللعاب الذي يحتوي على إنزيمات تساعد على تكسير الطعام، ومن ثمّ ينتقل الطعام إلى المعدة، عند وصوله إلى المعدة، يتم خلطه مع العصارة المعدية والتي تعمل على تكسير الطعام أكثر وإنتاج سائل الكيموس. بعد ذلك، يختلط الكيموس مع الإنزيمات الهضمية التي يفرزها البنكرياس والعصارة الصفراوية التي يفرزها الكبد داخل الأمعاء الدقيقة، وفي هذه العملية، يتفتت الكيموس وتبدأ عملية تحضير العناصر الغذائية من أجل قيام الدم بامتصاصها، حيث يتم امتصاص معظم العناصر الغذائية أثناء انتقال الكيموس عبر الأمعاء الدقيقة، ويبقى جزء صغير فقط ليتم امتصاصه بمجرد وصوله إلى القولون، ومن ثمّ تنتقل العناصر الغذائية التي تم امتصاصها من خلال الدم إلى مناطق مختلفة من الجسم.
هل شرب الماء بعد الأكل مباشرة مضر؟
بعد توضيح مراحل عملية الهضم، يمكن القول إن شرب الماء بعد الأكل مباشرة غير مضر، ولا يؤثر على عملية الهضم، على العكس من ذلك، يعتبر الماء عنصرًا مهمًا في تحسين عملية الهضم، وذلك لأنه يساعد في نقل المواد الغذائية بسلاسة داخل الجهاز الهضمي مما يمنع الإصابة بالانتفاخ أو الإمساك. كما أن المعدة تقوم بإفراز الماء إلى جانب العصارة المعدية (حمض الهيدروكلوريك) والإنزيمات الهضمية أثناء عملية الهضم، لأن المياه ضرورية في تحسين عمل الإنزيمات.
هل شرب الماء مع الطعام مضر؟
تتضارب الروايات بين الأشخاص والثقافات عن مضار وفوائد شرب الماء مع الطعام، فقد يتفق البعض على أن شرب الماء مع الطعام مضر، بينما يجزم البعض الآخر إن شرب الماء مع الطعام أو قبله يمتلك العديد من الفوائد الصحية، لذلك تقدم الفقرة التالية الإجابة بطريقة علمية على سؤال هل شرب الماء مع الطعام مضر؟ كما تتطرق إلى دور الماء في الهضم والهضم السليم وأثر المشروبات الأخرى على تناول الطعام، وأخيرًا أثر شرب الماء على الشهية للطعام وخسارة الوزن.
قبل الإجابة عن السؤال هل شرب الماء مع الطعام مضر؟ لا بد أولًا من فهم المنطق خلف السؤال، إذ يزعم الكثيرون أن الماء يعيق عملية الهضم، ومن أجل ذلك يعتقد البعض أن شرب الماء مع الطعام مضر، ولربما يُعتبر من المفيد فهم خطوات الهضم الطبيعية قبل الإجابة، تاليًا ملخص عن مراحل عملية الهضم عن الإنسان:
- تبدأ عملية الهضم عند مضغ الطعام في الفم، إذ يُفرز اللعاب بعض الأنزيمات التي تساعد في تكسير الطعام.
- يختلط الطعام مع عصارة المعدة مما يؤدي إلى تفتيته أكثر، لتكوّن فتات الطعام وعصائر المعدة ما يُعرف باسم الكيموس.
- يختلط الكيموس مع الإنزيمات الهاضمة المفرزة من البنكرياس وحمض الصفراء، ليكون بذلك مادة قابلة للامتصاص في مجرى الدم.
- يتم امتصاص معظم العناصر الغذائية عندما يصل الكيموس إلى الأمعاء الدقيقة، أما باقي المواد الغذائية يتم امتصاصها في القولون.
- تنتقل المواد الغذائية عبر مجرى الدم إلى مناطق مختلفة من الجسم. وينتهي الهضم عندما تُفرز المواد (الفضلات) إلى خارج الجسم.
- تختلف المدة التي يستغرقها الجسم في الهضم بالاعتماد على نوعية الطعام، إذ من الوارد أن تستغرق عملية الهضم من 24 إلى 72 ساعة.
هذا وتفترض العديد من المصادر أن شرب الماء مع الطعام مضر، كما تزعم تلك المصادر أيضًا أن شرب الماء مع الطعام يخفف من تركيز أحماض المعدة والإنزيمات الهاضمة، مما يجعل الهضم أكثر صعوبة، وهو أمر عارٍ عن الصحة، حيث إن الجهاز الهضمي قادر على تكييف الإفرازات والأحماض مع حجم الوجبة وقوامها، وهذا يجيب بالنفي أيضًا على سؤال هل شرب الماء مع الطعام مضر بالصحة؟
وبعيدًا عن تركيز الأحماض، فقد يدعي البعض أن شرب الماء مع الطعام مضر لأنه يسرع من مرور الطعام في مجرى الهضم، وقد يتسبب ذلك المرور السريع بالتقليل من وقت تفاعل الإنزيمات مع الطعام وعدم القدرة على هضمه. وبالمقابل، هناك دراسة منشورة تدعم عكس هذا الادعاء، إذ تشير الدراسة إلى أن المواد السائلة (الماء وغيرها) تمر بسرعة أكبر من المواد الصلبة خلال الجهاز الهضمي، إلا أن ذلك لا يؤثر على سرعة هضم المواد الصلبة المارة عبر الجهاز الهضمي، لذلك تعامل كل الادعاءات القائلة بأن شرب الماء مع الأكل مضر على أنها نظريات فقط لعدم وجود أدلة علمية كافية تدعمها، مع وجود بعض المصادر والدراسات التي تشير إلى أن شرب الماء قبل ومع الطعام قد يكون مفيدًا للهضم، تاليًا بعض فوائد شرب الماء لعملية الهضم:
- يساعد الماء في تكسير قطع الطعام الكبيرة مما يسهل انزلاقها إلى المريء.
- يساعد الماء على تحريك الطعام بسلاسة مما يمنع الانتفاخ والإمساك.
- يساعد شرب الماء على التقليل من الإحساس بالجوع، إذ يمنح شرب الماء الشخص فرصة للتحقق من إشارات الجوع والامتلاء.
هل شرب الماء وسط الأكل مضر؟
تتنوع الأسئلة التي تتعلق بتوقيت شرب الماء مع الأكل، وعن الأضرار المحتملة لشرب الماء وسط الأكل أو بعد الانتهاء منه، ومن هذا المنطلق فإن السؤال هل شرب الماء وسط الأكل مضر يعتبر من ضمن الأسئلة التي ترد بكثرة إلى المختصين بالتغذية والصحة. تتضمن الفقرة هذه الإجابة عن سؤال هل شرب الماء وسط الأكل مضر؟، كما تتطرق أيضًا إلى الحالات التي يعد شرب الماء فيها مضرًا أو أضرار شرب الماء لبعض الأشخاص.
لتقديم الإجابة المختصرة عن سؤال هل شرب الماء وسط الأكل مضر؟ فإن الإجابة كلا، لا يعتبر شرب الماء ضمن كميات معتدلة وسط الأكل مضر، إنما يعتبر الماء عنصرًا أساسيًا لإتمام الهضم الصحي، إذ يعمل الماء على تحويل الطعام إلى أجزاء أصغر حجمًا، وهو ما يسمح للجسم بامتصاص العناصر الغذائية الأساسية، كما تقوم الأمعاء الغليظة والدقيقة بامتصاص الماء وتحويله إلى مجرى الدم لاستخدامه في تفكيك العناصر الغذائية. ووفقًا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، فإن الماء يعتبر العنصر الأهم في هضم الألياف القابلة للذوبان، إذ يقوم الماء بتحويل الألياف المذابة في الماء إلى مادة هلامية قابلة للهضم، لذلك لا يعتبر شرب الماء باعتدال مع الأكل مضرًا على الإطلاق، بل يساعد في زيادة فاعلية إنزيمات الهضم على نحو ظاهر.
أما عن الحالات التي يعتبر فيها شرب الماء وسط الأكل مضرًا، فهي تقتصر على الأشخاص المصابين أصلًا بفرط الترطيب (Overhydrating)، ويعرف فرط الترطيب على أنه حالة مرضية يعجز عندها الجسم عن تصريف الماء الداخل للجسم. ومن الجدير بالذكر أن الإفراط في الترطيب يسبب الانخفاض في مستويات الصوديوم أيضًا، مما يؤثر على عمل الغدة النخامية والكبد والكلى وحتى القلب. ويعتبر الأشخاص الرياضيون هم الأكثر عرضة للإصابة بفرط الترطيب، إذ يميل هؤلاء الأشخاص إلى شرب كميات كبيرة من الماء قد تزيد عن حاجة الجسم الفعلية، هذا ويوجد بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بفرط الترطيب أيضًا، تاليًا أبرزهم:
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى والقلب.
- بعض المصابين بأمراض الكبد.
- الأطفال الخدج (الأطفال المولودون قبل أوانهم)، حيث يمتلك هؤلاء الأطفال كليتين غير مكتملة تعجز عن تصريف الماء.
- بعض المرضى الذين يعانون من اضطرابات الغدة النخامية، إذ تفرز الغدة النخامية عند هؤلاء الأشخاص كميات عالية من هرمون مضاد للتبول، ويحفز هذا الهرمون الكليتين على الاحتفاظ بكميات كبيرة من الماء داخل الجسم، مما يحفز الكليتين على حبس البول لساعات أطول عندما لا يكون هناك حاجة لذلك.
- قد يؤثر تناول بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب على تصريف الكليتين للبول، مما يؤدي إلى الإصابة بفرط الترطيب.
قد يصاب بعض الأشخاص بفرط الترطيب بدون الشعور بأي أعراض، ولكن من الممكن أن تظهر الأعراض على البعض الأقل من المصابين، تاليًا أبرز تلك الأعراض:
- ستظهر أعراض فرط الترطيب على الأشخاص المصابين باضطرابات الكلى والقلب على شكل تورم في أسفل القدمين.
- صعوبة في التنفس نتيجة وجود بعض السوائل في الرئتين.
- الإصابة بالتعب وفقدان التركيز.
ولعلاج الأعراض السابقة يقوم الأطباء بالإجراءات التالية للسيطرة على الأمر:
- تقليل السوائل الواردة إلى الجسم وعلى رأسها الماء لعدة أيام.
- أخذ بعض الأدوية ومن ضمنها مدرات البول للتقليل من احتباس الماء داخل الجسم.
- إبقاء المريض في المستشفى من أجل المعاينة عن كثب والتأكد من توازن السوائل والكهارب في الجسم.
هل شرب المياه بعد الأكل يظهر الكرش؟
يُعنى الكثير من الناس بسؤال هل شرب المياه بعد الأكل يظهر الكرش؟ وفي الحقيقة فإن السؤال السابق هو سؤال متكرر، وطالما كان مطروحًا، إذ يعتقد العديدون إن شرب المياه بعد الأكل يُظهر الكرش نظرًا للفكرة السائدة التي تفترض أن الماء يبطئ عملية الهضم، أو أن الماء يزيد من حجم المعدة وبسبب ذلك يظهر الكرش. تجيب هذه الفقرة عن السؤال السابق، كما تتناول الكمية التي ينصح باستهلاكها من الماء يوميًا، وأخيرًا توضح الفقرة بعض الطرق للتخلص من الكرش.
في البداية ولحسم الإجابة عن سؤال هل شرب المياه بعد الأكل يُظهر الكرش؟ فإن الإجابة كلا، لا يؤدي شرب المياه بعد الأكل إلى ظهور الكرش، بل على العكس فإن شرب المياه بعد وأثناء الأكل يساعد على تحسين عملية الهضم. فضلًا عن ذلك، فإن شرب المياه بعد الأكل يساعد على التخلص من فضلات الهضم بشكل أسرع، ولكن قد يتسبب احتباس المياه في الجسم في بعض الأحيان بظهور الكرش، وهو ما يعرف بكرش الماء أو كرش السوائل في بعض الأحيان. وللتقليل من ظاهرة كرش المياه يُنصح باتباع النصائح التالية:
- التقليل من تناول الصوديوم: يُنصح الأشخاص الذين يعانون من ظاهرة كرش الماء بالتقليل من تناول الأطعمة الغنية بالصوديوم، ذلك إن الصوديوم يؤدي إلى حبس الماء في الجسم وظهور الكرش نتيجة احتباس الماء. هذا ويعتبر ملح الطعام من المصادر الطبيعية للصوديوم، لذلك يُنصح الأشخاص الراغبين بالتخلص من الكرش أو تقليل أوزانهم، بعدم استهلاك كمية تزيد عن 2300 مليجرام من ملح الطعام يوميًا، وبالإضافة إلى الملح يوجد بعض المصادر الخفية التي تحتوي على الصوديوم، وتشمل على الجبن واللحوم الباردة والخبز والوجبات المجمدة وخلطات الحساء والوجبات الخفيفة. هذا وتمتلك بعض الأطعمة القدرة على التخفيف من كميات الصوديوم كالموز والأفوكادو والخضروات الورقية.
- شرب المزيد من الماء: على الرغم من غرابة الأمر، ولكن قد يؤدي قلة شرب الماء في بعض الأحيان إلى ظهور كرش المياه، والسبب في ذلك يعود إلى رغبة الجسم بالاحتفاظ بالماء كتعويض لقلة الترطيب والجفاف، كذلك فإن الماء يعمل على تحسين وظائف الكلى، مما يسمح بإخراج الصوديوم والماء الزائدين من الجسم. هذا وتوصي أغلب المصادر بشرب ما يقارب من لترين من الماء تقريبًا بالنسبة للبالغين، مع الأخذ بعين الاعتبار تعديل الكمية وفقًا لحالة الطقس ونوع النشاطات اليومية التي يقوم بها كل شخص. ومن الواجب الإشارة إلى ضرورة عدم احتساب أي من المشروبات الأخرى للاستعاضة عن الماء كالشاي أو القهوة أو العصير، وذلك لاختلاف طبيعة كل من المشروبات السابقة الذكر عن الماء.
- تقليل استهلاك الكربوهيدرات: تتسبب النشويات والتي تعرف بالكربوهيدرات أيضًا في حبس السوائل، وبالتالي ظهور الكرش، حيث يقوم الجسم بتخزين الطاقة الفائضة من الكربوهيدرات كجزيئات جليكوجين، والذي يحتوي بتركيبه على الماء، إذ يأتي كل جرام من الجليكوجين الفائض المخزن في الجسم مرفقًا بأربع جرامات من الماء.
- أخذ بعض المكملات الغذائية: يعتبر فيتامين ب 6 وأكسيد المغنيسيوم من المكملات الغذائية التي تساهم في التقليل من كرش المياه، حيث تساعد على طرد الماء الزائد والصوديوم خارج الجسم، ولكن يجب استشارة الطبيب أولًا للسؤال عن الكميات المناسبة لكل شخص، كذلك التعرف على الآثار الجانبية لتلك المكملات الغذائية أو إمكانية تفاعلها مع الأدوية الأخرى.
- ممارسة الرياضة: تسمح ممارسة الرياضة بإخراج الماء الزائد من الجسم ومن ثم التقليل من كرش المياه، كما تساعد الرياضة في التقليص من احتباس السوائل في أماكن معينة مثل الساقين والقدمين.
هل يجوز شرب الماء قبل العملية القيصرية؟
تلجأ بعض النساء إلى الولادة القيصرية، والتي تتطلب تطبيق بعض الشروط منها الامتناع عن الشراب والطعام، ولكن تتساءل بعضهن هل يجوز شرب الماء قبل العملية القيصرية؟ لذلك تشرح هذه الفقرة بعض التعليمات التي تُعطى للحامل قبل العملية القيصرية، كذلك تجيب عن سؤال هل يجوز شرب الماء قبل العملية القيصرية.
أولا وقبل التطرق إلى التعليمات التي تسبق العمليات الجراحية بالعموم والعملية القيصرية بشكل خاص، وللرد عن السؤال هل يجوز شرب الماء قبل العملية القيصرية؟ فإن الإجابة هي كلا، لا يجوز شرب الماء قبل العملية القيصرية وقبل جميع العمليات الجراحية عامة، كما لا يجوز أكل الطعام أيضًا لفترة تصل إلى اثنتي عشر ساعة قبل العملية القيصرية. كذلك بعد إجراء العملية لا يُسمح بالعودة إلى الطعام والشراب مباشرة، خصوصًا إذا تمت العملية تحت البنج العام، ويقوم الأطباء بذلك للحفاظ على حياة المرضى. تاليًا أسباب عدم السماح بشرب الماء قبل العملية القيصرية خصوصًا والعمليات الجراحية بشكل عام:
- الاختناق: في الأحوال الطبيعية قد يحصل أن يختنق الشخص بجزيئات الطعام أو الشراب أو حتى اللعاب، وعندما يكون الشخص مستيقظًا وفي كامل الوعي فإنه يستطيع إخراج المادة الموجودة في مجرى الهواء، إما عن طريق السعال أو حتى التقيؤ في بعض الأحيان، ولكن لا يعتبر هذا ممكنًا تحت تأثير البنج، لأن الإنسان يكون في حالة من الشلل أو فقدان الوعي، تجعله عاجزًا عن التخلص من المادة خارج الجسم، وهذا هو السبب الرئيسي لعدم جواز شرب الماء قبل العملية.
- الشفط: يقوم الأطباء بإدخال ما يسمى بالأنبوب الرغامي في حلق المريض أثناء العملية، إذ يعمل الأنبوب على مساعدة المريض على التنفس، ولكن المشكلة الأساسية في استخدام الأنبوب الرغامي أنه قد يقوم بشفط الماء دون ملاحظة الأطباء القائمين على العملية القيصرية، مما يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي التنفسي، وهي عدوى رئوية ناتجة عن استنشاق مواد غريبة. ولتجنب ذلك يمنع الأطباء شرب الماء قبل العملية القيصرية.
- الغثيان والقيء: لا يجوز شرب الماء قبل العملية القيصرية والعمليات الجراحية على وجه العموم، إذ تزداد حالة القيء والغثيان بعد الجراحة في حال كانت المعدة ممتلئة إن صح التعبير. وهنا تجدر الإشارة إلى أن حالة القيء والغثيان تقل حدتها عند امتناع الشخص عن الطعام والشراب، ولا يعني ذلك بالضرورة اختفائها كليًا، وقد يُعطى المرضى بعض الأدوية للتخفيف من تلك الأعراض بعد الجراحات أو العملية القيصرية.
- تأجيل العملية القيصرية: في حال عدم التزام المريضة بالتعليمات المعطاة قبل العملية القيصرية، فإن ذلك يقوم بإفساد جميع التحضيرات السابقة للعملية، وقد يضطر الأطباء إلى إعادة جدولة العملية، وهو أمر غير مستحب عندما يتعلق الأمر بالولادة القيصرية، لهذ تُنصح الحوامل اللواتي يخططن لإجراء عملية قيصرية بالالتزام بإرشادات الطبيب، وعدم شرب الماء قبل العملية القيصرية من أجل عدم إفساد تحضيرات الأمعاء، إذ يحتاج الأطباء إلى تفريغ الأمعاء تمامًا قبل العملية القيصرية.
وعلاوة على عدم جواز شرب الماء قبل العملية القيصرية، فهناك المزيد من الإجراءات الأخرى التي تُنصح بها النساء قبل العملية القيصرية، تاليًا أبرزها:
- الحضور إلى المستشفى قبل العملية بساعات قليلة في حال التخطيط للعملية القيصرية مُسبقًا.
- أخذ عينة من الدم.
- إجراء بعض فحوصات التحسس.
- إجراء فحص فقر الدم من أجل تحضير وحدات دم.
- إعطاء بعض الأدوية أو المضادات الحيوية في حال اقتضت الحاجة.
- عمل قسطرة المثانة من أجل تفريغ البول خارجيًا.
هل أكل الفاكهة بعد الأكل مضر؟
يوجد العديد من الشائعات والمعلومات المغلوطة المتعلقة بأكل الفاكهة والأوقات الأنسب لفعل ذلك، ومنها يأتي سؤال هل أكل الفاكهة بعد الأكل مضر؟
تتناول هذه الفقرة أبرز الشائعات والمعلومات المتداولة عن التوقيت الأفضل لأكل الفاكهة، كما تقوم بتفنيد المعلومات المغلوطة والرد عليها، والإجابة عن سؤال هل أكل الفاكهة بعد الأكل مضر؟
تاليًا إجابة سؤال هل أكل الفاكهة بعد الأكل مضر في ثلاث نقاط أساسية:
- أكل الفاكهة بعد الأكل مضر: تدعي المعلومة الخاطئة أن أكل الفاكهة بعد الأكل مضر لسببين أساسيين، الأول أن الألياف الموجودة في الفاكهة تطيل الوقت المستغرق لعملية الهضم، والثاني يقترح أن تلك إطالة عملية الهضم في المعدة ستؤدي إلى تعفن أو تخمر ألياف الفاكهة داخل المعدة، كذلك يقود التخمر والتعفن إلى عسر الهضم والانتفاخ والغازات، لذلك يفضل هؤلاء الأشخاص المؤيدين لهذه النظرية فصل الفاكهة عن الوجبات الأساسية، فهم ينصحون بأكل الفاكهة على معدة فارغة لتجنب حالة عسر الهضم والتعفن المزعومة. وللرد على تلك المزاعم في نقطتين أساسيتين فإن الحقيقة على النحو التالي:
- لا يعتبر البطء في هضم ألياف الفاكهة أمرًا مضرًا، إذ يساعد طول الوقت المستغرق على تعزيز شعور الشبع عند الشخص، لهذا السبب يُنصح أغلب الأشخاص الراغبين بتخفيض أوزانهم بتناول الألياف، حيث تعزز الأخيرة من صحة الأمعاء.
- لا يمكن أن تساهم الفترة الطويلة التي تستغرقها الألياف في الهضم في ظهور العفن أو عسر الهضم، ويرجع ذلك لسبب بسيط جدًا، هو أن معظم الكائنات الحية الدقيقة غير قادرة على النمو داخل حموضة المعدة، وعلى ذلك يعتبر من الأفضل زيارة الطبيب المختص عند مواجهة اضطرابات الهضم، من أجل تحديد الأسباب الدقيقة وراء حالات عسر الهضم أو الحموضة.
- أكل الفاكهة بعد الأكل مضر لمرضى السكري خصوصًا: تستند هذه المعلومة المغلوطة نوعًا ما إلى النقطة السابقة، ولكن مع اختلاف بسيط كونها موجهة للأشخاص الذين يعانون من السكري تحديدًا. ومن أجل ذلك فإن المعلومة تقضي بحتمية فصل أكل الفاكهة عن الوجبات الرئيسية بالنسبة لمرضى السكري، وتناول الفاكهة حصرًا قبل ساعة أو ساعتين قبل أو بعد الوجبة، ويرجع السبب في ذلك إلى أن تناول الفاكهة يعطل عملية الهضم، مما يؤثر على مريض السكري إلى حد بعيد، كون أغلب الأشخاص المصابين به يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي. والرد في نقطتين فيما يلي:
- لا يوجد أدلة كافية تشير إلى أن تناول الفاكهة بشكل منفصل سيحسن من الهضم بشكل كامل بالنسبة لمريض السكري تحديدًا.
- تناول الفاكهة بمفردها بإمكانه التسبب في دخول السكريات بشكل مباشر وسريع إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم على نحو سريع، بينما خلط الفاكهة مع الألياف أو البروتين يجعل ارتفاع السكريات في الدم تدريجي وتحت السيطرة إلى حد ما.
- أكل الفاكهة بعد الأكل مضر خصوصًا قبل النوم: تدعي هذه المعلومة المضللة أن أكل الفاكهة بعد الأكل ليلًا مضر بالهضم وجودة النوم، أما الرد فهو على النحو الآتي:
- يؤثر الأكل عمومًا في ساعات المساء المتأخرة على عملية الهضم وعمق النوم، ولا تعتبر الفاكهة مستثناة من ذلك، خصوصًا قبل النوم بساعة أو أقل. ولكن بالمقابل يُنصح بأكل بعض أنواع الفاكهة في المساء كونها تحسن من نوعية النوم، أو كونها تحتوي نسبة عالية من المغنيسيوم الذي يقلل من تقلصات الساقين أثناء النوم، ومن تلك الفاكهة الموز والتمر والمشمش.
- ينصح خبراء النوم بالتقليل من السكريات قبل النوم، وذلك لأنها تسبب ارتفاع مستويات الطاقة ومن ثم انخفاضها بصورة سريعة، ولا يشمل ذلك سكريات الفواكه كونها سكريات طبيعية غير مصنعة، لذلك لا يعتبر أكل الفاكهة بعد الأكل مضر مساءً، خصوصًا إذا تم تناولها باعتدال من حيث الكميات والتوقيت.
ألم البطن بعد الأكل مباشرة عند الأطفال
يعتبر ألم البطن بعد الأكل مباشرة عند الأطفال من الحالات الشائعة، وتشير بعض المصادر إلى أن ألم البطن بصورة عامة من أبرز أسباب زيارة أطباء الأطفال. هذا ولا يقتصر ألم البطن عند الأطفال على ألم البطن بعد الأكل، إذ يوجد أكثر من نوع لألم البطن، ولكن يصح القول إن ألم البطن بعد الأكل مباشرة من أكثر الحالات حدوثًا عند الأطفال.
يَشتكي معظم الأطفال من ألم البطن بين الحين والآخر، ولكن لا يأخذ الأطباء الشكوى على محمل الجد إن صح القول إلا في حال تكرار الحالة لأكثر مرة، وذلك على مدار فترة تصل إلى ثلاثة أشهر أو تزيد عن ذلك. وتختلف الأسباب التي تؤدي إلى ألم البطن بعد الأكل مباشرة عند الأطفال، إذ ترجع معظم الحالات إلى وجود خلل وظيفي أو غيره في عمل الجهاز الهضمي، وقد تبتعد الأسباب قليلًا عن الجهاز الهضمي عند بعض الأطفال. تاليًا بعض الأسباب المحتملة لألم البطن بعد الأكل مباشرة عند الأطفال:
- اضطراب الأمعاء الوظيفي: يُصاب بعض الأطفال باضطراب الأمعاء الوظيفي، بمعنى عدم وجود أي سبب جسدي يمكن اكتشافه عند هؤلاء الأطفال، كذلك قد يؤثر اضطراب الأمعاء الوظيفي على أكثر من جزء من الجسم، عندها يُطلق على الحالة متلازمة الأمعاء الوظيفية.
- متلازمة القولون العصبي: بالرغم من كون أكثر المصابين بمتلازمة القولون العصبي هم من البالغين، إلا أن هناك نسبة منخفضة من الأطفال قد تصاب بمتلازمة القولون العصبي.
- عسر الهضم الوظيفي: من الوارد أن يرجع ألم البطن بعد الأكل مباشرة إلى الإصابة بعسر الهضم الوظيفي، ولا يُشترط أن يَشعر الطفل بالألم بعد الأكل فقط، فقد يوجد أوقات أخرى يشعر الطفل خلالها بوجع البطن.
- الإمساك: تعد الإصابة بالإمساك إحدى أسباب تكرار ألم البطن عند الأطفال، سواء كان ذلك بعد الأكل أو في باقي الأوقات خلال اليوم.
- التهاب الغدد المساريقية: يصاب بعض الأطفال بالتهاب الغدد المساريقية، والذي ينجم عن التهاب فيروسي يصيب الأطفال بصورة عامة، والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات بصفة خاصة، والذين لديهم غدد ليمفاوية كبيرة في البطن، وقد يتجاوز حجم تلك الغدد حجم الغدد الليمفاوية عند البالغين، وتؤدي الإصابة بهذا النوع من الفيروسات إلى حصول ألم متكرر في البطن.
- مرض الاضطرابات الهضمية: يصاب بعض الأطفال بمرض الاضطرابات الهضمية، والذي ينتج عن تفاعل مناعي تجاه الغلوتين، مما يؤدي إلى شعور الأطفال بألم في البطن بعد الأكل خاصة بعد تناول الأصناف التي تحتوي على الغلوتين.
- عدم تحمل الطفل للاكتوز: يواجه العديد من الأشخاص مشكلة عدم القدرة على هضم اللاكتوز حول العالم بشكل يومي، إذ تعجز أجسام هؤلاء الأطفال والبالغين عن هضم السكريات الموجودة في الحليب والمسماة باللاكتوز، ويتواجد هذا النوع من السكر في كافة منتجات الحليب ولكن بنسب أقل من تلك الموجودة في الحليب نفسه. وتظهر الأعراض على الأطفال والبالغين في غضون ساعات قليلة بعد تناول الحليب أو مشتقاته، وتشمل الأعراض ألمًا في البطن عند الأطفال بعد تناول الأصناف المحتوية على اللاكتوز، بالإضافة إلى إطلاق الرياح والإسهال والانتفاخ والشعور بالغثيان. وبالرغم من معاناة بعض الأطفال من عدم تحمل اللاكتوز، ولكن الحالة تعتبر شائعة أكثر عند المراهقين والأشخاص الأكبر سنًا. هذا وتشير المصادر إلى أن نسبة الأوروبيين البيض المصابين بالحالة تقدر بـ10% من تعداد السكان، بينما ترتفع النسبة لتبلغ 90% عند سكان جنوب آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، وبالطبع فإن ألم البطن بعد الأكل عند أطفال هؤلاء الشعوب مرتبط بشكل أكبر بعدم القدرة على تحمل اللاكتوز.
النوم بعد الأكل مباشرة
تعد ظاهرة النوم بعد الأكل مباشرة من التحديات المفروضة على بعض الأشخاص، فقد يجبر نظام الحياة أو العمل البعض على النوم بعد الأكل مباشرة، خصوصًا الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة، أو الذين لا يتسنى لهم تناول الطعام بشكل منتظم أثناء ساعات النهار. تاليًا بعض الأسباب التي تجعل النوم بعد الأكل مباشرة مضرًا بالصحة:
- الحموضة وحرقة المعدة: ينصح خبراء التغذية بترك فاصل زمني بين موعد النوم وبين موعد آخر وجبة طعام، هذا ويفضل الخبراء أن يزيد طول الفاصل عن ثلاث ساعات بين آخر وجبة وبين موعد النوم، فقد يقلل هذا الفاصل من فرص حصول الحموضة والإصابة بحرقة المعدة، إذ يُصاب بعض الأشخاص بالحموضة وإرجاع محتويات المعدة عند الاستلقاء للنوم بعد الأكل مباشرة، وقد يقوم بعض الأشخاص بالتجشؤ اللاإرادي عند أكل بعض الأصناف الغذائية قبل النوم مباشرة.
- الإخلال بالساعة البيولوجية: من الممكن أن يتسبب الأكل في الإخلال بقدرة الشخص على النوم، إذ يؤدي تناول بعض الأطعمة إلى تحفيز إفراز الأنسولين، وهي عملية مرتبطة بإيقاع الساعة الذاتية عند كل شخص، أو ما يُعرف باسم الساعة البيولوجية، وما يحصل في واقع الأمر هو أن يقوم الطعام بتحفيز الدماغ، مما يؤدي إلى عجز الدماغ عن النوم بعد إفراز الأنسولين كاستجابة لتلك الأطعمة. وفي المقابل فإن هناك بعض الأطعمة التي تعزز النوم، فعلى سبيل المثال تحتوي شرائح الديك الرومي على نسبة عالية من مادة التربتوفان، وهي عبارة عن مادة يحولها الجسم إلى السيروتونين والميلاتونين المحفزة للنوم. وزيادةً على ذلك، قد تحتوي بعض الأطعمة مثل الكرز على كميات صغيرة من الميلاتونين المحفز للنوم أيضًا. ولا يتوقف الأمر عند اللحوم أو الكرز، إذ يُعرف الحليب بتأثيره المهدئ قبل النوم، كذلك هو الحال بالنسبة للكحول، ولكن قد يختلف تأثير الكحول قليلًا عن الحليب، إذ يشعر الشخص بالنعاس في بادئ الأمر بعد شرب الكحول، ولكن سرعان ما يؤثر الكحول على عمق النوم، وقد يُفاقم الكحول من مشكلة انقطاع النفس لدى البعض المشخصين بانقطاع النفس الليلي، عن طريق إرخاء عضلات القصبة الهوائية.
- الأرق: قد يؤدي شرب أو أكل بعض الأطعمة قبل النوم مباشرة إلى الإصابة بالأرق، إذ يُعطل الكافيين الموجود في الشاي والقهوة والصودا ومشروبات الطاقة والشوكولاتة عمل مادة الأدينوزين، وهي مادة كيميائية تجعل الشخص يشعر بالنعاس، لذلك يلاحظ الأشخاص الذين يتناولون الأصناف المشار إليها، أنهم يعجزون عن النوم كالمعتاد عند أكل أو شرب أي من المواد السابقة قبل النوم مباشرة. هذا ولا يقتصر أثر الكافيين على تعطيل المادة المحفزة للنوم، إذ تزيد المشروبات والمأكولات المحتوية على الكافيين من الحاجة إلى التبول ليلًا أيضًا، وهي حالة يُشار إليها باسم التبول الليلي، لذلك يُنصح الأشخاص المعروفين بحساسيتهم تجاه الكافيين تجنب أخذه عن طريق المشروبات أو الأكل قبل النوم مباشرة.
أما في حال استمرار مشاكل الأرق والحموضة حتى بعد تجنب النوم بعد الأكل مباشرة، يُنصح الأشخاص بالذهاب إلى الأطباء أخصائيي النوم والتنفس، فقد تكون المشكلة غير مرتبطة بمواعيد الأكل أو النوم بشكل مباشر، وقد ينصح الطبيب باتباع أحد الحلول التالية:
- استخدام وسادة خاصة للمرضى المصابين بحرقة المعدة والحموضة.
- استخدام بعض العقاقير الطبية لعلاج الحموضة.
- إجراء جراحة لتعزيز قوة العضلة العاصرة بين المريء والمعدة، والتي غالبًا ما تنجح في حل المشكلة.
أفضل وقت للرياضة قبل الأكل أو بعده؟
يهتم الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بإيجاد الإجابة الشافية سؤال هل أفضل وقت للرياضة قبل الأكل أو بعده؟ وذلك لحرصهم الشديد على إفادة الجسم من ممارسة الرياضة على أتم وجه، إذ تسهم ممارسة الرياضة وتناول الأكل الصحي في المحافظة على الصحة العامة والوصول إلى الوزن المثالي، كما تعزز الرياضة من مناعة الجسم وقدرته على مقاومة الأمراض، والأهم من ذلك تعد الرياضة العامل الأهم في المحافظة على الوزن السليم، لذلك يولي الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أهمية كبيرة لتحديد أفضل وقت للرياضة قبل الأكل أو بعده. لهذا السبب توضح الفقرة التالية العلاقة بين الأكل وممارسة الرياضة، كما تذكر كيفية توظيف العلاقة بين الأكل والرياضة في الوصول إلى الهدف من ممارسة الرياضة، ولكن قبل ذلك ستجيب على سؤال أفضل وقت للرياضة قبل الأكل أو بعده؟
في البداية لا بد من التأكيد على ضرورة الأكل قبل الرياضة وبعد الرياضة، ولكن تعتبر الكميات ونوعية الأكل هي العامل الأهم في الوصول إلى الأهداف من ممارسة الرياضة، بمعنى أن جميع الأشخاص الذين يقومون بممارسة الرياضة على اختلاف أهدافهم يُنصحون بأخذ وجبة صغيرة قبل القيام بالرياضة، حتى وإن كان الهدف من ممارسة الرياضة هو إنقاص الوزن، إذ تساعد تلك الوجبة التي يأخذها الشخص قبل البدء بممارسة الرياضة على تزويد الجسم بالطاقة المطلوبة للتمرين. كذلك هو الحال فيما يتعلق بالوجبة التي تلي التمارين، إذ ينصح المختصون في مجال التدريب الرياضي والصحة بتناول وجبة بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة لدعم بناء العضلات بعد التمرين. وبناءً على ذلك، بالإمكان الإجابة على السؤال كما يلي؛ لا يمكن القول إن هناك وقت أفضل للرياضة سواء كان قبل الأكل أو بعده، إنما يوجد أصناف من الطعام يُنصح بتناولها قبل الرياضة وبعدها، مع التأكيد على ضرورة استشارة المختصين في المجال، ذلك أن تفاعل الأجسام مع الأكل والرياضة يختلف من شخص إلى آخر، فقد لا يتطابق أفضل وقت للرياضة سواء كان قبل الأكل أو بعده بين جميع الأشخاص من جميع الأعمار.
أما عن العلاقة بين الأكل والرياضة والسؤال عن التوقيت الأفضل للرياضة قبل الأكل أو بعده، فمن الضروري أن يعلم السائل أن الارتباط بين الاثنين وثيق جدًا، إذ يحتاج الشخص المقبل على ممارسة الرياضة إلى الطاقة المستمدة من الأكل للقيام بالتمرين، ومن المعروف أن الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات تزود الجسم بالطاقة اللازمة لذلك، لهذا يحتاج الأشخاص حتى الراغبين بخفض أوزانهم إلى أخذ الكربوهيدرات النظيفة من أجل التزود بأقصى معدلات للطاقة، ويُنصح بتناول وجبة قبل 2-4 ساعات من القيام بالتمارين الرياضية. أما بعد ممارسة الرياضة، فإن الأجسام بحاجة إلى الأحماض الدهنية الموجودة في البروتينات، من أجل بناء العضلات والتعافي بعد التمرين على نحو صحي. فيما يلي بعض النصائح والمعلومات فيما يتعلق بالأكل وممارسة الرياضة:
- يساعد الأكل قبل ممارسة الرياضة الجسم على بذل أقصى مجهود أثناء التمرين، خصوصًا إذا كان الشخص يمارس التمارين الرياضية عالية التأثير من أجل خسارة الوزن أو بناء كتلة عضلية، إذ يُساهم الأكل قبل التمرين بتزويد العضلة بالطاقة.
- لمنع الإصابة بعسر الهضم أثناء ممارسة الرياضة، من الأفضل تناول الوجبة قبل ممارسة الرياضة بثلاث أو أربع ساعات، ويُنصح بتناول الكربوهيدرات الصحية الموجودة في الحبوب الكاملة أو الفاكهة أو الخضار أو الحليب الخالي من الدسم أو الزبادي قبل الرياضة.
- تناول الأكل خلال 30 دقيقة بعد التمرين من أجل خسارة الوزن وبناء العضلات، ويوصي المختصون بتناول وجبة تحتوي على نسب أقل من الكربوهيدرات مقابل البروتين والدهون.
- عدم إغفال شرب الماء قبل وأثناء وبعد الرياضة من أجل الحفاظ على ترطيب الجسم.
اقرأ/ي أيضًا: