` `

هل يبيض الخفاش؟

علوم
29 يوليو 2020
هل يبيض الخفاش؟
الخصائص التي يمتلكها الخفاش تجعله طائرا من نوع خاص (getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تحيط بالخفاش الكثير من الأساطير والأسرار. فزيادة على تهمة نقل فيروس كورونا إلى الإنسان، التي لا تزال محط بحث ودراسة، يرتبط هذا الكائن الليلي في أذهان الناس بحكايات مصاص الدماء، ويشتهر بأذنيه اللتين تعملان عمل "السونار". لكن السؤال الذي كثيرا ما يثار حوله هو ما إن كان يبيض مثل الطيور أم يلد مثل بقية الكائنات الأخرى.

هل يبيض الخفاش؟

يعتبر الخفاش الثديي الوحيد الذي يستطيع الطيران، وهناك أكثر من 1200 نوع من الخفافيش، لكنها جميعها تدخل في نطاق الكائنات الثديية التي تلد ولا تبيض. وتتميز الثدييات عن غيرها من الكائنات ببعض الخصائص أهمها الشعر الذي يغطي جسمها، وقدرتها على إنتاج الحليب لتغذية صغارها عن طريق الغدد الثديية. هذه الخصائص التي يمتلكها الخفاش تجعله طائرا من نوع خاص.

كيف تتوالد الخفافيش؟

يبلغ الخفاش مرحلة النضج الجنسي ما بين عامه الأول والثالث حسب الأنواع. ويتم الاقتران بين الإناث والذكور قبل السبات الشتوي، وبعد عملية التزاوج تخزن الإناث النطف المنوية طوال فترة السبات بإغلاق المهبل بسدادة مهبلية. وتتم عملية الإخصاب غالبا في فصل الربيع بفتح غشاء الكيس المنوي عندما تتوفر الشروط الطبيعية الملائمة كارتفاع درجات الحرارة ووفرة الغذاء. وتصل فترة الحمل إلى شهرين، وتلد أنثى الخفاش في الغالب صغيراً واحداً، ونادراً ما تلد اثنين. وعند الوضع تخرج الصغار من الرحم برؤوسها حتى تتمكن من البقاء في وضعية معلقة مخافة سقوطها على الأرض. وتكون الصغار نشطة رغم عدم اكتمال نمو أطرافها، عمياء عادة، ولها أسنان لبنية تستبدل بعد 6 أسابيع بأسنان دائمة. كما أن الصغير ينمو بسرعة فيصل إلى الحجم الطبيعي في مدة زمنية قصيرة. 

كيف ترعى الخفافيش صغارها؟

تتكلف الإناث برعاية الصغار دون مساعدة الذكور في مستوطنات خاصة بها. وللإناث ثديان لإرضاع الصغار. وتتناوب الإناث الحاضنات على رعاية الصغار عندما يذهبن للصيد، ويتعرّفن على صغارهن بالرائحة. تستمر فترة الرضاعة بحليب الإناث لمدة تصل إلى ستة أسابيع، وعند بعض الأنواع النادرة قد تصل مدة الإرضاع لخمسة أشهر. لكن أغلب أنواع الخفافيش تصبح قادرة على الطيران والبحث عن الغذاء بشكل مستقل بعد شهرين من ولادتها.

كيف تُرضع الخفافيش صغارها؟

من المعروف عن الخفافيش أنها كائنات تعيش باستمرار ورأسها مدلى باتجاه الأرض بينما تتشبث بسقوف الكهوف والمغارات التي تعيش فيها. وتجعل هذه الوضعية من رعاية الصغار مهمة صعبة، فعند الرضاعة يكون الصغير في التجويف البطني للأم، ورأسه في اتجاه الأعلى ليلتقم ثديها ويحصل على غذائه. لكن أغرب الحقائق التي توصل إليها العلماء في دراسة خصائص الرضاعة عند الخفافيش، هي قدرة بعض ذكورها على القيام بهذه المهمة. وهذا ما توصلت إليه دراسة علمية أجراها الباحثان توماس كونز وشارلز فرانسيس.

هل ترضع ذكور الخفافيش صغارها؟

لقد اكتشف كونز الباحث بجامعة بوسطن، وفرانسيس العالم الكندي المختص في دراسة الحيوانات، خلال قيامهما بعملية إحصاء علمية في غابات ماليزيا المطيرة، أن أحد ذكور الخفافيش يمتلك ثديين مليئتين بالحليب. فقد استخرج العالمان من الشرك الذي نصباه في مستوطنة للخفافيش عشرة ذكور بالغين، ووضعوها في كيس تجميع. وعندما أخرج فرانسيس الخفاش الأول لتفحصّه، بدا وكأنه أنثى، بحلمتيها المتضخمتين. لكنه اندهش عندما وجد أنه خفاش ذكر، ووجد أن كل ذكور العينة المصطادة تمتلك غدداّ ثديية أنتجت كميات قليلة من الحليب عند عصرها. وقد أظهرت الدراسات التشريحية أن لذكور خفاش الفاكهة القدرة الصحية والفسيولوجية على الإرضاع، لكن حقيقة ذلك لا تزال لغزاً بالنسبة للعلماء. فعلى الرغم من أن هذه الذكور تنتج الحليب، إلا أن غددها وثدييها ليست بحجم تلك التي تمتلكها الإناث، كما أن كمية الحليب التي تنتجها هذه الذكور لا تمثل سوى عُشر ما تنتجه الإناث. وهذا يؤكد أن مشاركتها في إرضاع الصغار ليست مؤكدة علميا.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على