تحقيق مسبار
يُصاب كل من الرجال والنساء بتساقط الشعر الوراثي، حيث يعتبر الصلع الوراثي السبب الأكثر شيوعاً لتساقط الشعر في جميع أنحاء العالم. ويعني مصطلح الصلع الوراثي أنّ الشخص قد ورث الجينات التي تتسبب في تقلص بصيلات الشعر مما يؤدي في النهاية إلى توقّف نمو الشعر. يمكن أن يبدأ الصلع الوراثي في وقت مبكر من سن المراهقة، ولكنه يبدأ عادةً في وقت لاحق من منتصف العشرينات.
هل علاج الصلع الوراثي ضروري؟
في الحقيقة علاج الصلع الوراثي ليس ضروريًا إذا كان الشخص مرتاحًا لمظهر رأسه وشكله بدون شعر، حيث أنّ الصلع الوراثي لا يُشير إلى أي اضطرابٍ طبي أو مشكلة صحية، ولكنه قد يؤثر على ثقة الشخص بنفسه أو قد يسبب القلق في بعض الحالات. ولأنّ الصلع الوراثي يكون تساقط الشعر فيه دائمًا، يلجأ بعض الرجال إلى تغيير قصة الشعر أو تغيير تصفيفه لإخفاء الصلع الوراثي، ويلجأ بعض الذكور إلى حلق رأسهم كاملًا، وعادةً ما يكون هذا الأسلوب هو الغالب عند معظم المصابين بالصلع الوراثي كونه أقل كلفة من والتزام من استخدام علاج الصلع الوراثي.
هل الصلع له علاج؟
كثيرًا ما نسمع من أحد الأقارب أو الأصدقاء أو حتى من وسائل الإعلام عن منتجاتٍ كيميائية تعالج مشكلة فقدان الشعر بشكلٍ نهائي أو علاجاتٍ طبيعيةٍ "سحريةٍ" على حدّ زعمهم لعلاج الصلع، فهل الصلع له علاج علميًا؟
لا بدَّ بدايةً من التعرف على مشكلة الصلع أو ما يعرف علميًا (Pattern alopecia)، والذي هو ظاهرةٌ أو مرضٌ يُصيبُ الذكورَ عادةً، وقد يصيب بعض الإناثِ أيضًا، على شكل نقص أو تساقط الشعر.
يمكن التمييز بين نوعين أساسيين من الصلع:فقدان الشعر المؤقت الناجم عن التلف المؤقت للبصيلات، وتساقط الشعر الدائم الناجم عن تشوهات في بصيلات الشعر أو تلفها الدائم حيث يهيمن على هذا النوع نمط الصلع الذكوري، والذي يحدث إلى حدٍ ما عند حوالي 40% من الذكور حول العالم.
إضافةً لإجراء جراحة لزرع الشعر، هناك نوعان فقط من الأدوية المعتمدة من قِبل إدارة الأغذية والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج الصلع:
- المينوكسيديل الموضعي (Topical Minoxidil).
- الفيناسترايد (Finasteride).
وكلاهما يتطلب تجربةً لمدةٍ 4 إلى 6 أشهر على الأقل قبل ملاحظة التحسن؛ ويجب استخدامه إلى أجلٍ غير مسمى لإبقاء الاستجابة المتحصل عليها نتيجة استخدام هذه الطريقة في علاج الصلع، ويمكن أن يكون الالتزام بالأدوية ضعيفًا في كثير من الأحيان. علاوةً على ذلك، قد يؤدي بدء استعمال كلا الدواءين في علاج الصلع إلى مرحلة تساقط الشعر الأولية قبل ظهور الشعر الجديد، كما أنهما يعملان بشكل أفضل معًا، أما الأدوية الأخرى المستخدمة في علاج الصلع النمطي فهي غير معتمدةٍ من إدارة الأغذية والدواء.
يوجد محلول المينوكسيديل الموضعي لعلاج الصلع بشكلٍ متاح من دون وصفة طبية وبتراكيزٍ مختلفةٍ تبدأ من 1% وتصل إلى 5%. ويكون التركيز الأعلى أكثر فعاليةً لعلاج الصلع عند الذكور. ويعمل المينوكسيديل كابحًا لقنوات البوتاسيوم وموسعًا للأوعية الدموية، مما يسمح افتراضيًا بزيادة الأكسجين والدم والعناصر الغذائية للبصيلات وتعزيز طور النمو للشعر (Anagen phase). أما الآثار الجانبية شائعة الحدوث؛ فتتمثل بالحكة والتهيج الموضعي مع التقشُّر في الجلد مكان الاستعمال، وهذا الأخير عادةً ما يكون بسبب مادة البروبيلين غليكول (Propylene glycol) أو الكحول المستخدم في صناعة هذا الدواء.
أما دواء فيناسترايد لعلاج الصلع فهو مثبطًا لإنزيم 5-ألفا من النمط 2 (5alpha-reductase type 2) وليس مضادًا للأندروجين. وهو يوصف بجرعة 1 ملغ يوميًا، ويعمل بشكلٍ أكثر فعاليةً في زيادة نمو الشعر في منطقة قمة الرأس (اليافوخ) من زيادة نمو الشعر في المنطقة الأمامية.
وحتى الآن تعدّ فاعلية عقار الفيناسترايد غير واضحةٍ في حالات الصلع الأنثوي؛ كما أنه من الأدوية ممنوعة الاستخدام بالنسبة للنساء ذوات القدرة الإنجابية، حيث يمكن أن يتسبَّب في إصابة الجنين الذكر بأعضاء تناسلية مبهمة. وتشمل التأثيرات الضارة لهذا الدواء الخلل الوظيفي الجنسي والذي يقل عادةً بمرور الوقت؛ وزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا عالي الدرجة؛ إضافةً لإفادة البعض باستمرار انخفاض الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب.
وفي سبيل البحث عن جواب لسؤال هل الصلع له علاج، أجرى فريقٌ من العلماء من جامعة ويسكنسن الأميركية دراسة جديدة لعلاج مشكلة الصلع، حيث طوَّر هؤلاء العلماء رقعة تنطوي على شحنةٍ كهربائيةٍ جعلت من فرو بعض الفئران ينمو مجددًا. وقد أشار فريق البحث إلى أنها قد تكون علاجًا للأشخاص الذين يعانون من الصلع عند لصقها على الرأس.
تولد هذه الرقعة الخاصة نبضات كهربائية عن طريق استغلال الطاقة التي تولدها حركات الجسم العشوائية، وهي تتشكل من طبقات رقيقة بسماكة 1 ملم، تُشحن بالكهرباء بطاقة مختلفةٍ عندما تتلامس وتنفصل، وهو نوع من الكهرباء يُعرف باسم كهرباء الاحتكاك. حيث حفزت هذه النبضات الكهربائية الناتجة بعد تسعة أيامٍ من التجربة نمو فرو الفئران بمقدار 2 ملليمتر على جلدها تحت الرقعة، في حين أنَّ فرو الفئران نما بطول 1 ملم فقط على مناطق الجلد المجاورة التي تم معالجتها بمحلول المينوكسيديل والمحلول الملحي، كما كانت كثافة الشعر أكبر بثلاث مراتٍ في المناطق المُعالجة بالرقعة من تلك المُعالجة بالمينوكسيديل وغيره.
وعليه فإن الصلع له علاج، لكن يُنصح بتوخي الحذر في استخدام أي علاجٍ سبق ذكره؛ والاستعانة بالطبيب الأخصائي واستشارته قبل البدء بتجربة أي مستحضرٍ.
علاج صلع الرأس
علميًا لا توجد حتى يومنا هذا أدويةٌ تعالج مشكلة تساقط الشعر والصلع المورث جينيًا (الصلع الذكوري الأندروجيني) بشكلٍ نهائي؛ إلا أنَّ بعض الدراساتٌ أثبتت أنَّ استخدام بعض الأدوية لعلاج صلع الرأس يمكنه أن يعطي نسبةً مقبولةً من النجاح في إيقاف تساقط الشعر مؤقتًا؛ ولكنها ليست علاجات دائمة؛ وإن كانت لا تنجح في كل الحالات.
أدوية علاج صلع الرأس وتساقط الشعر
تلعب بعض هذه الأدوية دورًا في الحد من إنتاج المنتج الثانوي لهرمون التستوستيرون المسمى (DHT) الذي يدخل في تنظيم إفرازه في الجسم، وبذلك الحد من تساقط الشعر أو علاج صلع الرأس. ومن هذه الأدوية ما يؤخذ على شكل حبوب مثل دواء فيناسترايد حيث يعمل على حصر إنزيم (5-Alpha reductase) الذي يعمل بدوره على الحد من إفراز هرمون الذكورة؛ ويحول التستوستيرون لشكله المُرجِع الفعال في فروة الرأس. ومن عيوب هذه الدواء أنه يتسبب بأعراض جانبية غير مرغوب بها: مثل الأعراض الجانبية الشائعة كالدوخة والتشويش والقشعريرة. أما الأعراض الأقل شيوعًا فمن الممكن أن يسبب العقم وتشوه الخلايا المنوية وتثدي الرجال والصوت الأنثوي وحساسية الأسنان. كما أنَّ وظيفة هذه الدواء تكمن في أيقاف تساقط الشعر فقط؛ ولا يمكن لتناوله أن يسبب إنبات الشعر أو إعادة نمو الشعر المتساقط أو علاج صلع الرأس بشكل كامل. وتُمنع النساء وخصوصًا الحوامل من تعاطي هذا الدواء لعدة أسباب، حيث أنه قد يتسبب بتشوه الأعضاء التناسلية للجنين.
ويوجد أيضًا بخاخات أو أدوية موضعية يتم تدليكها على الرأس لعلاج مشكلة تساقط الشعر وعلاج صلع الرأس مثل بخاخ المينوكسيديل الموضعي (Topical Minoxidil)، وهو أحد علاجات صلع الرأس الوحيدة المعترف بها من قبل إدارة الأغذية والدواء على أنه مستحضر يعالج صلع الرأس ويمنع تساقط الشعر. يقوم بخاخ المينوكسيديل الموضعي بتنشيط الدورة الدموية في فروة الرأس؛ مما يسبب إيقافًا مبدئيًا لتساقط الشعر وزيادة سماكة الشعر وتحفيز نمو الشعر الضّامر تحت الجلد؛ لكن عند التوقف عن استعمال هذه البخاخ يعود الشعر للتساقط مجددًا. ولهذا المستحضر أعراضٌ جانبيةٌ محتملة الحدوث أبرزها إفراز كمياتٍ كبيرةٍ من القشرة؛ ونمو الشعر في كافة مناطق الجسم، ومن المحتمل أيضًا أن يؤثر بشكلٍ عكسي فيزيد مساحة تساقط الشعر عن ذي قبل في حال التوقف عن استخدامه، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث الصلع الكلي في منطقة أعلى الرأس في حال التوقف عن استخدامه كون الاستخدام يجب أن يستمر لأجلٍ غير مسمى حتى يتم الحفاظ على النتائج المتحصل عليها من استخدامه لعلاج صلع الرأس.
علاج صلع الرأس طبيًا
هناك مجموعة من الإجراءات الطبية التي يمكن اللجوء إليها لعلاج صلع الرأس، منها:
- الخلايا الجذعية: قام فريق من الباحثين في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ دراسة تم فيها استخدام الخلايا الجذعية لمعالجة تناقص شعر الرأس ودراستها عند الفئران، وقد خلص الباحثون في هذه الدراسة إلى أنَّ استخدام الخلايا الجذعية في إعادة تجديد جريبات الشعر الميتة أو التالفة يعدّ طريقةً ممكنةً للحد من فقدان الشعر وعلاج صلع الرأس، لكن يصعب إيجاد عددٍ مناسب من الخلايا الجذعية المولدة لجريبات الشعر، خصوصًا خلايا الأنسجة التي تغطي سطح البدن والمعروفة علميًا بالخلايا الظهارية، ورغم ذلك يمكن أن تشير هذه النتائج إلى احتمال تحقيق هذا الأمر مستقبلًا.
- زراعة الشعر: توجد طرائقٌ جراحيةٌ لعلاج صلع الرأس الوراثي تتمثل في زراعة الشعر، حيث تتضمن جراحة زراعة الشعر نقل رُقع صغيرة من الجلد، كل منها بشعرٍ قليل، إلى أجزاء صلعاء من فروة الرأس. وتفي هذه الطريقة جيدًا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الصلع الوراثي لأنهم عادةً ما يفقدون الشعر في الجزء العلوي من الرأس. ونظرًا لأن هذا النوع من تساقط الشعر تقدّمي، فقد تظهر الحاجة إلى عديدٍ من العمليات الجراحية بمرور الوقت.
- تصغير فروة الرأس: هناك أيضًا طريقة أخرى جراحية لعلاج صلع الرأس تتمثل في عملية تصغير فروة الرأس، حيث يقوم الجراح بإزالة جزء من فروة الرأس التي تفتقر إلى الشعر، ثم يغلق المنطقة بقطعةٍ من فروة الرأس تحوي شَعرًا.
- السديلة أو الطيّ: حيث يقوم الجراح بطي فروة الرأس التي تحوي شَعرًا فوق رقعةٍ صلعاء في الرأس، وهذا نوعٌ آخرٌ من عمليات تصغير فروة الرأس.
يمكن أن يُغطي تمدُّد (توسيع) الأنسجة أيضًا مناطق الصلع، حيث يتطلب تمدُّد الأنسجة عمليتين جراحيتين، ففي الجراحة الأولى يضع الجرَّاح موسّع نسيجٍ تحت جزءٍ من فروة الرأس يحوي شعرًا وبجوار بقعة الصلع، وبعد عدة أسابيع يقوم موسّع النسيجٍ بتمديد الجزء الذي يحوي الشعر من فروة الرأس. وفي الجراحة الثانية، يزيل الجراح الموسّع ويسحب المنطقة الممتدة من فروة الرأس بالشعر فوق بقعة الصلع.
مخاطر علاج صلع الرأس
تميل العلاجاتُ الجراحية لصلع الرأس إلى أن تكونَ باهظة الثمن، كما أنها تنطوي على مخاطر. وتشمل هذه المخاطر:
- نمو شعر غير مكتمل.
- نزيف.
- ندوب واسعة.
- عدوى.
- وقد لا تنجح هذه العمليات الجراحية، مما يستدعي الحاجة إلى تكرار الجراحة.
علاج صلع الشعر للرجال
تعدّ مشكلة الصلع عند الرجال (Male pattern baldness) المتمثلة في نقص أو تساقط الشعر أو ما يعرف علميًا بـِ (Pattern alopecia) ظاهرةٌ أو مرضٌ يُصيبُ الذكورَ عادةً، ولكنه قد يصيب بعض الإناثِ أيضًا.
ويمكن تمييز نوعين رئيسيين من أنواع صلع الشعر للرجال:
- النوع الأول: فقدان الشعر المؤقت الناجم عن التلف المؤقت للبصيلات الذي يصيب كلا الجنسين وله عدة عوامل مسببة.
- النوع الثاني: تساقط الشعر الدائم أو الصلع الذكوري الأندروجيني (androgenetic Alopecia) الناتج عن تشوهات في بصيلات الشعر أو تلفها الدائم، والذي يحدث عند حوالي 40 % من الذكور حول العالم.
إنَّ المنتجات الطبية لعلاج صلع الشعر للرجال لا تكون ضروريةً إذا لم تكن الظروف الصحية الأخرى سببًا لذلك، لكن هناك علاجاتٌ طبيةٌ للصلع عند الرجال غير الراضين عن مظهرهم ويريدون الحصول على مظهر شعر الرأس الكامل.
طرق غير طبية لعلاج صلع الشعر للرجال
- التسريحة: قد تلعب تسريحة الشعر دورًا مهمًا في إخفاء فقدان الشعر أو صلع الشعر عند الرجال، حيث يمكن للرجال الذين لديهم فقدان شعر محدود أن يُخفوا ذلك المظهر من خلال تسريحة شعر معينة أو قصة شعر مناسبة، حيث يمكنهم قبل الحلاقة استشارة الحلاق في تصفيفة أو قصة شعر مبتكرة لإخفاء مظهر تراجع الشعر وجعله يبدو أكثر كثافة.
- الشعر المستعار (الباروكة): يمكن للشعر المستعار (الباروكة) أن تغطي الشعر الخفيف أو الشعر المتراجع وصلع الشعر للرجال. وتأتي بعدة أنواع وألوان وبأكثر من قوام أو ملمس، وللحصول على مظهرٍ طبيعي ينبغي اختيار لون الباروكة والموديل وقوامها ليكون مشابهًا لذلك الطبيعي عند الشخص المستخدم. ويمكن لخبراء وضع الباروكة المساعدة في اختيار النوع والطراز الأفضل الأنسب حسب حالة كل شخص ليبدو المظهر طبيعيًا وأكثر واقعية.
- نسج الشعر: هناك أيضًا حلٌّ آخر لهذه المشكلة وهو نسج أو حباكة الشعر، حيث تُعدّ خصل الشعر المُحاكة أو المحبوكة نوعًا من الباروكات التي تُحاك في الشعر الطبيعي. ويجب أن يكون لدى الشخص شعرٌ كافٍ لحباكة النسيج. ولهذه الطريقة ميزةٌ هامةٌ وهي أنها تبقى دائمًا، حتى أثناء الأنشطة البدنية مثل السباحة والاستحمام والنوم. لكنها تنطوي على بعض العيوب حيث يجب حباكتها مرةً أُخرى كلما حدث نموٌّ جديدٌ للشعر، وعملية الحباكة يمكن أن تُلحق ضررًا بالشعر الطبيعي.
ِعلاج صلع الشعر للرجال طبيًا
علاج صلع الشعر للرجال طبيًا يتمثل في مستحضرين اثنين معتمدين من قبل هيئة الأغذية والدواء الأمريكية FDA وهما:
- المينوكسيديل: وهو دواء موضعي يوضع على فروة الرأس بهدف علاج صلع الشعر للرجال، يبطئ تساقط الشعر لدى بعض الرجال ويحفز بصيلات الشعر على نمو شعرٍ جديد. يستغرق المينوكسيديل من أربعة أشهر إلى سنة للحصول على نتائج واضحة في علاج صلع الشعر للرجال . وغالبًا ما يحدث تساقط الشعر مرة أخرى عند التوقف عن استخدام الدواء. وتشمل الآثار الجانبية المحتملة المرتبطة بالمينوكسيديل: الجفاف والتهيج وحرق وتقشر فروة الرأس، ويجب الرجوع إلى الطبيب على الفور إذا ظهرت أيٌّ من هذه الآثار الجانبية الخطيرة:
- زيادة الوزن.
- تورم في الوجه أو اليدين أو الكاحلين أو البطن.
- صعوبة التنفس عند الاستلقاء.
- ضربات قلب سريعة.
- ألم في الصدر.
- صعوبة التنفس.
- الفيناسترايد: وهو دواء يستخدم في حالات علاج صلع الرأس للرجال فقط ولا يعطى دون وصفة طبية لأنه حتى الآن لم يتم الكشف عن فعالية الفيناسترايد في حالات الصلع الأنثوي؛ كما لا ينصح باستخدامه في علاج صلع الشعر عند النساء الحوامل أو المرضعات حيث يمكن أن يُسبَّب للجنين الذكر تشوهاتٍ في أعضائه تناسلية.
يعمل مستحضر الفيناسترايد من خلال الحفاظ على هرمون التستوستيرون الذكري لتكوين مركب (DHT)، حيث تعمل إشارات المركب (DHT) على تقصير مرحلة النمو للشعر؛ وإطالة مرحلة الراحة للبصيلات الحساسة لهذا الهرمون. ويمكن أن يحدث فقدان الرغبة الجنسية كأحد الآثار الجانبية للفاينسترايد. كما أنَّ التوقف عن استخدامه في علاج صلع الشعر للرجال يؤدي إلى عودة تساقط الشعر النامي في غضون بضعة أشهر.
علاج صلع الشعر للنساء
يمكن أن يكون تساقط الشعر الملحوظ عند النساء أمرًا مزعجًا للغاية، لذلك سيتم استعراض بعض العلاجات الطبية التي قد تساعد في علاج صلع الشعر للنساء.
يكون النوع الرئيسي لتساقط أو صلع الشعر عند النساء هو نفسه عند الرجال؛ ويطلق عليه "الصلع الوراثي" أو تساقط الشعر الأنثوي. ويبدأ تساقط الشعر عادةً في خط الفصل العلوي للشعر، وفي النهاية يشكل خط الشعر المتراجع شكل حرف "M" المميز؛ كما أنَّ شعر الجزء العلوي من الرأس يَضعُف وغالبًا ما يتطور إلى الصلع.
طرق علاج صلع الشعر للنساء
هناك عدة طرق مستخدمة لعلاج صلع الشعر للنساء، أبرزها الأدوية التي تعتبر أكثر أنواع العلاج شيوعًا لصلع الشعر عند النساء. وتشمل ما يلي:
1- العلاج الدوائي باستخدام دواء المينوكسيديل (Minoxidil):
تم تقديم هذا الدواء في البداية كعلاجٍ لارتفاع ضغط الدم، لكنَّ الأشخاص الذين تناولوا هذا الدواء لاحظوا أنَّ الشعر كان ينمو في الأماكن التي فقدوه فيها. وأكدت الدراسات البحثية أنَّ وضع المينوكسيديل مباشرةً على فروة الرأس يمكنه أن يُحفز نمو الشعر. ونتيجةً للدراسات، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أصولًا على اعتماد مستحضر المينوكسيديل تركيز 2٪ دون وصفةٍ طبيةٍ لعلاج صلع الشعر للنساء. ومنذ ذلك الحين، أصبح محلول 5٪ متاحًا أيضًا عند الحاجة إلى حلٍّ أقوى لعلاج صلع الشعر للنساء.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن المينوكسيديل ليس الدواء المعجزة كما يُروَّج له، ففي حين أنه يمكن أن يحفز بعض النمو الجديد للشعر الخفيف عند بعض النساء وليس كل النساء، إلا أنَّه لا يمكنه تحقيق استعادة الكثافة الكاملة للشعر المفقود، كما إنه ليس حلًا سريعًا لصلع الشعر للنساء. فعند استخدامه لن ترَ الإناث النتائج حتى تستخدم هذا المستحضر لمدة شهرين على الأقل، وغالبًا ما يصل تأثير استخدامه إلى الذروة في غضون أربعة أشهر، ولكن قد يستغرق وقتًا أطول من ذلك لتظهر النتائج، لذا فالنساء ستحتاج إلى الاستمرار في استخدامه للحفاظ على هذه النتائج. وإذا توقفت، فسوف تبدأ في فقدان الشعر مرةً أُخرى.
كيفية استخدام المينوكسيديل في علاج صلع الرأس للنساء
- تأكدي من جفاف شعركِ وفروة رأسكِ.
- باستخدام القطارة أو مضخة الرش المرفقة مع العبوة، قومي بتطبيقه مرتين يوميًا على كل منطقةٍ يكون فيها شعرُكِ خفيفًا.
- دلّكي فروة الرأس بلطفٍ بأصابعكِ حتى تصل إلى بصيلات الشعر.
- جففي شعركِ في الهواء.
- اغسلي يديكِ جيدًا واغسلي وجهك من أي قطراتٍ قد تصل من المحلول إلى جبهتكِ أو وجهكِ.
- يجب تجنب غسل الشعر بالشامبو لمدة أربعِ ساعاتٍ على الأقل بعد استخدام المينوكسيديل.
قد تجد بعض النساءِ أنَّ محلول المينوكسيديل قد يترك ترسُّباتٍ تجفُّ وتهيج فروة رأسهنَّ، وربما لا يكون سبب هذا التهيج المسمى التهاب الجلد التماسي هو المينوكسيديل نفسه؛ بل الكحول المحتوى في المستحضر الذي يكون الغرض منه عادةً تسريع تجفيف المستحضر.
2- مضادات الأندروجين:
تشمل الأندروجينات هرمون التستوستيرون وهرمونات الذكورة الأخرى، والتي يمكنها تسريع تساقط الشعر عند النساء. وقد تستفيد بعض النساء اللواتي لا يستجبن لمستحضر المينوكسيديل من إضافة عقار سبيرونولاكتون (Spironolactone) المضاد للأندروجين لعلاج صلع الشعر للنساء، وهذا ينطبق بشكلٍ خاصٍّ على النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)، لأنهن يَمِلنَ إلى زيادة إفراز الأندروجينات.
وعادة ما يصف الأطباء مستحضر السبيرونولاكتون مع موانع الحمل الفموية للنساء في سن الإنجاب. ومن الواجب ذكره أنَّ المرأة التي تتناول أحد هذه الأدوية ينبغي ألا تَحمَلَ لأنَّ ذلك يمكنه أن يُسبب تشوهاتٍ في الأعضاء التناسلية للجنين الذكر. وتشمل الآثار الجانبية المحتملة من استخدام هذا المستحضر زيادةَ الوزنِ وفقدان الرغبة الجنسية والاكتئاب والإرهاق.
3- مكمِّلات الحديد:
يمكن أن يكون نقص الحديد سببًا لتساقط الشعر أو الصلع عند بعض النساء. ولذلك قد يقوم طبيبكِ لعلاج صلع الشعر للنساء باختبارِ مستوى الحديد في الدم لديكِ لا سيّما إذا كنتِ نباتيةً؛ أو لديكِ تاريخٌ من الإصابة بفقر الدم، أو تُعانين من نزيفٍ حيضيٍّ غزيرٍ. وإذا كنتِ تعاني من نقص الحديد فستحتاجينَ إلى تناول مكملاتٍ الحديد الغذائيةٍ، وقد يوقف تساقط شعركِ. وعلى أيّ حالٍ، إذا كان مستوى الحديد لديكِ طبيعيًا، فإنَّ تناول مزيدًا من الحديد سيؤدي فقط إلى آثارٍ جانبية كاضطراب المعدة والإمساك.
4- زراعة الشعر:
تتضمن عملية زراعة الشعر لعلاج صلع الشعر للنساء إزالة شريطٍ ضيّقٍ من فروة الرأس من مؤخرة الرأس واستخدامه لملء رقعةٍ صلعاء. وفي يومنا هذا يستخدم حوالي 90٪ من جراحي زراعة الشعر تقنيةً تسمّى زرع وحدة البصيلات، والتي تم اعتمادها في منتصف التسعينيات. وخلال هذا الإجراء لعلاج صلع الشعر للنساء يزيل الجراحون شريطًا ضيقًا من فروة الرأس ويقسمونها إلى مئات الطعوم الدقيقة، كلٌّ منها يحوي على عددٍ قليلٍ من الشعرات، ويتم زرع كل طعمٍ من هذه الطعوم أو البصيلات في فروة الرأس بواسطة شفرةٍ أو إبرة في منطقة الشعر المفقود. وينمو الشعر بشكلٍ طبيعيٍّ بهذه الطريقة في مجموعاتٍ صغيرةٍ من البصيلات تتراوح بين واحدةٍ إلى أربع بصيلاتٍ، وتسمّى الوحدات المسامية.
أعراض الصلع الوراثي
يُعدّ الصلع المزمن أو الوراثي السبب الأكثر شيوعًا لتساقط الشعر لدى كلٍّ من الرجال والنساء، وهو ناتجٌ عن عواملٍ وراثيةٍ وهرمونيةٍ. والصلع الوراثي شائعٌ جدًا لدرجة أنه يُعدّ جزءًا طبيعيًا من مرحلة الشيخوخة، وتساقط الشعر النمطيّ الأندروجيني (Androgenetic alopecia) هو تساقطٌ تدريجيُّ للشعر يحدث وفق نمطٍ معين يختلف بين الرجال والنساء باعتباره من أعراض الصلع الوراثي؛ وهو ناتجٌ عن تشوهاتٍ في بصيلات الشعر أو تلفها الدائم. ويصاب حوالي 40% من الرجال حول العالم بهذا النوع من الصلع.
تتجلّى أعراض الصلع الوراثي عند الذكور فيما يلي:
- قلة كثافة الشَّعر.
- تظهر لاحقًا بقعةٌ صلعاء على الجزء العُلوي من الرأس.
- في نهاية المطاف، يظهر الصلع الكلي في تاج الرأس بأكمله، مع بقاء الشعر فوق الأذنين وفي مؤخرة الرأس نسبيًا.
كما تعاني حوالي ثلثٍ النساء من أعراض الصلع الوراثي في وقتٍ ما من حياتهن؛ خصوصًا النساء بعد سن اليأس، ويكون أكثر وضوحًا فوق تاج الرأس عندهنَّ، لكنّه يظهر بكامله فقط عند أقليةٍ من النساء (أقل من 5%). وغالبًا ما تحمل أعراض الصلع الوراثي عند النساء تأثيرًا أكبر على صحتهنّ العاطفية والنفسية ونوعية حياتهن منه عند الرجال، لكونه أقل قبولًا اجتماعيًا بالنسبة لهنّ.
يمكن تمييز أعراض الصلع الوراثي في أن غالبية الرجال المصابين بالصلع الوراثي قد طوروا تراجعًا زمنيًا في خط الشعر بحلول منتصف العشرينات من العمر، وصلعًا ملحوظًا بحلول منتصف الخمسينيات من العمر، لكنَّ تساقط الشعر بالنسبة لمعظم النساء خفيفٌ ولا يحدث إلا في وقتٍ لاحقٍ من حياتهنّ.
وكما يوحي الاسم؛ فإنَّ الصلع الوراثي يتضمن عمل الهرمونات التي تسمى الأندروجينات، والتي تعدّ ضروريةً للتطور الجنسي الطبيعي للذكور؛ ولها وظائفٌ مهمَّةٌ أخرى في كلا الجنسين بما في ذلك الدافع الجنسي وتنظيم نمو الشعر. وقد تكون الحالة وراثيةً وتتضمن عدة جيناتٍ مختلفةٍ. ويمكن أن ينتج الصلع الوراثي أيضًا عن حالة أساسية تتعلق بالغدد الصماء؛ مثل الإفراط في إنتاج الأندروجين أو ورم يفرز الأندروجين في المبيض أو الغدة النخامية أو الغدة الكظرية.
وفي كلتا الحالتين، من المحتمل أن تكون أعراض الصلع الوراثي مرتبطةً بزيادة نشاط الأندروجين. ولكن على عكس الصلع الوراثي عند الرجال، يصعب تحديد الدور الدقيق للأندروجينات عند النساء. ففي حالة الإصابة بورمٍ يفرز الأندروجين، من المهم قياس مستويات الأندروجين لدى النساء المصابات بالصلع الوراثي الأنثوي الواضح.
وفي كلا الجنسين، يحدث تساقط الشعر من الصلع الوراثي بسبب قصر طور التنامي (Anagen phase) المحدد وراثيًا، ومرحلة نمو الشعر، وطول الفترة الزمنية بين تساقط الشعر وبداية مرحلة طور التنامي الجديدة. هذا يعني أن الشعر يستغرق وقتًا أطول ليبدأ في النمو مرةً أخرى بعد تساقطه في سياق دورة النمو الطبيعية. وتتغير بصيلات الشعر نفسها أيضًا، فتتقلص وتنتج شَعرًا أقصر وأرقّ، وهي عملية تسمى تصغير الجريب. ونتيجة لذلك، يتم استبدال الشعر النهائي الأكثر سُمكًا، والمُصطبَغ والأطول عمرًا بشعرٍ أقصر وأرقّ وغير مصطبغٍ (الأبيض) يسمى الزغابة.
أعراض الصلع الوراثي عند الرجال
قد يتبع تساقط الشعر النمط الذكوري المعتاد من خلال انحسار خط الشعر الأمامي و/أو ترقق وقلة كثافة الشعر في الجزء العلوي من الرأس. وهذا هو أكثر أنواع تساقط الشعر شيوعًا، ويمكن أن يبدأ في أي وقتٍ في حياة الرجل، حتى خلال سنوات المراهقة. وعادةً ما يكون سببه التفاعل بين ثلاثة عوامل: الميل الوراثي نحو الصلع، هرمونات الذكورة، وزيادة العمر.
أعراض الصلع الوراثي عند النساء
في النساء، يحدث ترقُّقٌ في أعلى أو تاج فروة الرأس بالكامل، مما يؤدي إلى تجنيب مقدمة فروة الرأس.
الصلع الوراثي وعلاجه
عادةً ما يفقد الإنسان ما يقرب من 50 إلى 100 شعرة من فروة الرأس كلَّ يوم. وإذا كان تساقط الشعر أكثر من ذلك؛ فقد يتم ملاحظة كمياتٍ كبيرةٍ على صورة غير اعتياديَّة من الشعر على فرشاة الشعر وعلى الملابس وفي مصارف أحواض الاستحمام والمغاسل. وقد تلاحظ أيضًا أنَّ شعرك أرق وأقل كثافة بشكلٍ عام أو أنَّ الجزء الخاص بك أوسع، أو أنَّ خط شعرك قد تغير أو ظهرت بقعةٌ صلعاء أو أكثر.
والصلع الوراثي النمطي (الصلع الأندروجيني: هو تساقطٌ تدريجيُّ للشعر يحدث بنمطٍ معين، يختلف هذا النمط عند الرجال عنه عند النساء، ويصاب الرجال به فتكون أعراض الصلع الوراثي عندهم قلة كثافة الشعر، وفي النهاية بقعة صلعاء على الجزء العلوي من الرأس (فروة الرأس)، ثم في النهاية يحدث الصلع الكلي لتاج الرأس بأكمله، مع بقاء الشعر فوق الأذنين وفي مؤخرة الرأس نسبيًا.
يبقى الشعر في دورةٍ مستمرةٍ من النمو والراحة والتجدد، ويوجد على فروة الرأس ما يقرب من 100000 بصيلة شعرٍ. وعلى مدار ثلاث سنواتٍ، ستنتج كل واحدةٍ من هذه البصيلات شعرًا ينمو ويستقر ويتساقط ثم ينمو من جديد. وهذا يعني أنَّ الإنسان يفقد 100000 شعرةً كل 1000 يومٍ بشكلٍ طبيعيٍّ. وهذا يعني تساقط 100 شعرةٍ كلَّ يومٍ. وطالما أنّ الشعر الجديد الذي ينمو من تلك البصيلة هو نفسه الذي يحل محل المتساقط، فإن كثافة الشعر ستبقى ثابتة. وتؤثر الهرمونات في تساقط الشعر النمطي على بصيلات الشعر وتجعلها أصغر؛ ويصبح الشعر الجديد أقصر وأقل ثخانةً من الشعر الذي يحل محله، وفي النهاية يكون الشعر الجديد قصيرًا وناعمًا لدرجة أنه يصبح غير مرئي وبعد ذلك تصبح فروة الرأس صلعاء.
وفي حين أن هناك عددًا من الخيارات المتاحة للتغلب على الصلع الوراثي وعلاجه، لكن لا يوجد علاجٌ كامل. وتشمل علاجات الصلع الوراثي المينوكسيديل والفيناسترايد، كما يتوفر مستحضر المينوكسيديل بشكلٍ متاح دون وصفةٍ طبيةٍ من الصيدليات، لكنَّ أقراص الفيناسترايد متاحة فقط بوصفةٍ طبيةٍ من طبيبٍ مختص. أما الخيارات التجميلية فتتضمن بخاخاتِ التمويه، والشَّعرِ المُستعار (الباروكة)، وجراحة زراعة الشعر.
أما بالنسبة الصلع الوراثي وعلاجه عند النساء فلا يختلف كثيرًا عن مثيله عند الرجال، فتساقط الشعر أو الصلع الوراثي عند النساء يُنتج ترققًا أو قلة كثافةٍ متناثرة فوق الجزء العلوي من فروة الرأس بدلًا من بقعةٍ صلعاء كما هو عند الرجال. ويحدث تساقط الشعر النمطي في أكثر من 55 % من النساء مع تقدمهنَّ في العمر. وبالنسبة لمعظم النساء، يكون تساقط الشعر خفيفًا، لكن حوالي 20٪ من النساء يُصَبن بصلعٍ متوسطٍ أو شديدٍ.
يتوفر عددٌ من العلاجات لتساقط الشعر الأنثوي، بما في ذلك مستحضر المينوكسيديل الموضعي الذي لا ينصح به للنساء الحوامل أو المرضعات، وأقراص مثل سبيرونولاكتون التي لها خصائصٌ مضادةٌ للأندروجين تعمل على خفض مستويات الهرمونات الذكرية، وهذه الأخيرة متوفرةٌ بوصفةٍ طبيةٍ وتتطلب إشراف الطبيب.
ويمكن حل مشكلة الصلع الوراثي وعلاجه بالتدخل الجراحي من خلال عملية زراعة الشعر، حيث يتم من خلالها قص قطعةٍ من فروة الرأس وانتزاع بصيلات شعرٍ منها؛ أو انتزاع بصيلات شعر مباشرةً من منطقة خلف فروة الرأس أو من الجانبين، ويتم زراعة هذه البصيلات في المناطق التي يقلّ فيها الشعر أو المناطق الصلعاء مثل الجبين ومنتصف الرأس. وفي معظم الحالات يتم إجراء عمليةٍ جراحيةٍ واحدةٍ أو اثنتين فقط وتكون نتائجها 50/50، ويحتمل أن تفشل عمليات الزرع كما يحتمل أن تنجح، وكذلك يحتمل أن يتساقط جميع الشعر المزروع بعد عدَّة سنواتٍ.
لكن هناك عيوبٌ لعمليات زرع الشعر فهي مكلفةٌ ماليًا مقارنةً بالطرائق الأخرى، ومن المحتمل أيضًا أن يتساقط جميع أو غالبية الشعر المزروع بعد فترةٍ زمنيةٍ معينةٍ، كما يتحمل أيضًا إحداث ضررٍ عصبيٍّ ولا تعدُّ عمليات زرع الشعر اختيارًا مستحبًا.
إيقاف تساقط الشعر الوراثي
لا يرتبط تساقط الشعر الوراثي بالحالة الأكثر خطورة التي تُعرف بالثعلبة الندبية، حيث يهاجم فيها الجهاز المناعي الخلايا الجذعية في انتفاخ الحويصل للشعرة مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكلٍ دائم، بل هو مرتبطٌ بالجينات والهرمونات ومدى الاستجابة لها، خصوصًا الحساسية لهرمون الذكورة ديهدرو-تستوستيرون (DHT) في مناطق معينة في فروة الرأس. حيث يؤثر هذا الهرمون على بصيلات الشعر في مناطق حدوث الصلع، مما يجعل بصيلات الشعر أكثر رقة وأقل ثخانة حتى تختفي تمامًا. وعلى الرغم من أن الحساسية لهرمون (DHT) تنتقل بالوراثة من كلا الوالدين، لكنها تشمل عدة جيناتٍ، وليس جينًا واحدًا فقط. لكنَّ صيغة التوريث التي تسبب تساقط الشعر الوراثي لا تزال مجهولةً حتى الآن.
هناك أدويةٌ لإيقاف تساقط الشعر الوراثي، حيث يعرف كثيرٌ من الناس الآن أنه يمكن للرجال شراء الشامبو بمكونٍ يُدعى المينوكسيديل الذي يحارب الصلع الأندروجيني أو الوراثي عند كلٍّ من الرجال والنساء. ويستخدم بشكلٍ صحيحٍ مرتين في اليوم بالتدليك بعمقٍ بعد وضعه على فروة الرأس، وهو يبطئ تساقط الشعر الجديد؛ كما أنه يعزز نمو الشعر الجديد رغم اختلاف الخبراء حول المقدار الواجب وضعه في كل مرة.
والدواء الآخر المعتمد حاليًا لإيقاف تساقط الشعر الوراثي هو بروبيكيا (Propecia) واسمه العلمي فيناسترايد، الذي يستخدم فقط للرجال، فحتى الآن لا تعدّ فعالية الفيناسترايد واضحةً في حالات الصلع الأنثوي؛ كما أنه لا ينصح باستخدامه عند النساء الحوامل أو المرضعات حيث يمكن أن يتسبَّب في إصابة الجنين الذكر بتشوهاتٍ في الأعضاء تناسلية. ويحافظ الفيناسترايد على هرمون التستوستيرون الذكري لتكوين منتج الـ (DHT) الثانوي. وتعمل إشارات (DHT) على تقصير مرحلة النمو؛ وإطالة مرحلة الراحة للبصيلات الحساسة للهرمونات. ويمكن أن يكون أحد الآثار الجانبية لبروبيكيا (Propecia) فقدان الرغبة الجنسية.
ويوجد بعض أنواع الحميات والممارسات الغذائية التي أيضًا قد تساعد في إيقاف تساقط الشعر الوراثي وأهمها:
- حمية البحر الأبيض المتوسط: كشفت دراسة أجريت عام 2018 أن اتباع نظامٍ غذائيٍّ يحتوي على الخضار والأعشاب الطازجة، كما في حمية البحر الأبيض المتوسط، قد يساهم في إيقاف تساقط الشعر الوراثي، أو يقلل من خطر الإصابة به أو يبطئ ظهوره. ولوحظت أفضل النتائج عندما تناول المشاركون كمياتً كبيرةً من هذه الأغذية مثل البقدونس والريحان وسلطة الخضار لأكثر من ثلاثة أيامٍ في الأسبوع.
- نظام غذائي غني بالبروتين: تتكون بصيلات الشعر في الغالب من بروتينٍ يُسمى الكرياتين (keratin)، وأشارت دراسةٌ واحدةٌ عام 2017 أجريت على 100 شخصٍ يعانون من تساقط الشعر، إلى عديدٍ من النواقص الغذائية لدى المشاركين، بما في ذلك الأحماض الأمينية التي تعمل بمثابة اللبنات الأساسية للبروتين. بينما يلاحظ الباحثون أن هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الدراسات حول ذلك، فإنَّ اتباع نظامٍ غذائيٍ غنيٍّ بالبروتين قد يساعد في إيقاف تساقط الشعر الوراثي. وتشمل الخيارات الصحيّة أطعمةً مثل البيض والمكسرات والفول والبازلاء والأسماك ومنتجات الألبان قليلة الدسم والدجاج والديك الرومي.
- تناول الأغذية الغنية بفيتامين A: يحتوي فيتامين أ على الرتينويدات (Retinoids)، والتي ثبت أنها تزيد من معدل نمو الشعر. وقد يساعد فيتامين أ أيضًا في إنتاج الزُّهم (Sebum) والحفاظ على فروة الرأس صحيةً وقادرةً على الاحتفاظ بمزيدٍ من الشعر. لذلك ينصح بملء الطبق بالأطعمة الغنية بفيتامين أ، على سبيل المثال لا الحصر: البطاطا الحلوة والفلفل الحلو والسبانخ.
- المكملات الغذائية: تناول المتممات أو المكملات الغذائية يمكن أن يساعد في تقليل أو إيقاف تساقط الشعر الوراثي، وذلك يشمل:
- الفيتامينات المتعددة: إذ يجمع العلماء على أن الفيتامينات A وB وC وD؛ ومعادن الحديد والسيلينيوم والزنك كلها مهمة لنمو الشعر وعمليات الاحتفاظ به، خاصةً مع دورة حياة الخلايا. ويمكن العثور على فيتاميناتٍ متعددةٍ يوميًا في معظم متاجر البقالة أو الصيدليات أو يمكن الطلب من الطبيب وصفها.
- فيتامين د: أشارت دراسةٌ أجريت 2018 إلى أنَّ فيتامين (د) مرتبطٌ بالصلع غير الحاد. وقد يساعد علاج أوجه القصور من الفيتامين د في إعادة نمو الشعر، لكن ذلك قد يصبح عكسيًا في حال زيادة الجرعة المتناولة عن المسموح بها.
- البيوتين: يشارك البيوتين (أو فيتامين H أو B7) في تخليق الأحماض الدهنية في الجسم، وهذه العملية ضروريةٌ لدورة حياة الشعر؛ وقد يعاني الإنسان من تساقط الشعر إذا كان لديه نقصٌ في البيوتين. لذلك قد يساعد البيوتين في إيقاف تساقط الشعر في حال كان الشخص يعاني من نقصه.
حلول الصلع الوراثي
هناك الكثير من حلول الصلع الوراثي، منها ما هو مرتبطٌ بالعادات اليومية ونمط الحياة ومنها ما هو متعلقٌ بالمعالجات الطبية والدوائية.
حلول الصلع الوراثي المرتبطة بنمط الحياة:
- الغسيل المنتظم للشعر: قد يؤدي غسل الشعر يوميًا إلى الحماية من تساقط الشعر كأحد حلول الصلع الوراثي المساعدة عن طريق الحفاظ على فروة الرأس صحيةً ونظيفةً. ويكون المفتاح هنا هو استخدام شامبو خفيف، لأن تركيبات الشامبو القاسية قد تؤدي إلى تجفيف الشعر وتقصفه، مما يؤدي إلى تساقطه لاحقًا.
- استخدام زيت جوز الهند: وفقًا لمراجعة الدراسات سنة 2018، يعتقد الباحثون أن زيت جوز الهند من حلول الصلع الوراثي وقد يساعد في منع تلف الشعر من الاستمالة والتعرض للأشعة فوق البنفسجية (UV) لاحتوائه على حمض اللوريك الدهني، حيث يساعد حمض اللوريك الموجود في زيت جوز الهند على ربط البروتين في الشعر وحمايته من التكسر في الجذور والشعر. وقد يؤدي تدليك فروة الرأس بزيت جوز الهند إلى تحسين تدفق الدم والمساعدة في إعادة نمو الشعر.
- استخدام زيت الزيتون: يمكن استخدام زيت الزيتون لترطيب الشعر بعمقٍ وحمايته من الجفاف والتقصف المرتبط به. ويُعد زيت الزيتون من حلول الصلع الوراثي أيضًا، إذ أنه عنصرٌ أساسيٌ في حِميَة البحر الأبيض المتوسط، مما قد يساعد في إبطاء تساقط الشعر الوراثي، وذلك بوضع بضعِ ملاعقٍ كبيرةٍ من زيت الزيتون على الشعر مباشرةً وتركه لمدة 30 دقيقة قبل غسله.
- تسريحة الشعر اللطيفة: إنَّ تخطي الضفائر الضيقة لفرشاة الشعر التي قد تسحب الشعر من الجذور وربما تؤدي إلى تساقطه بشكلٍ مفرطٍ قد يكون أحد حلول التخفيف من الصلع الوراثي. أثناء تمشيط الشعر، يجب ترك الشعر ليجف في الهواء حتى يتم تجنب تهيج فروة الرأس. وقد تؤدي مصففات الحرارة مثل مكواة التجعيد أو فرد الشعر (السيشوار) إلى إتلاف أو كسر جذع الشعرة.
- معالجة الشعر: قد تتسبب العلاجات الكيميائية، مثل التجعيد أو تلوين الشعر أيضًا في تلف الشعر وفروة الرأس. ويجب استشارة الأخصائيين عن البدائل، مثل صبغات الشعر العضوية وغيرها التي لا تحتوي على الأمونيا أو البيروكسيد (الماء الأوكسجيني) أو بارا فينيلين ديامين (PPD).
حلول الصلع الوراثي بالعلاجات الطبية
أيضًا هناك مجموعة من حلول الصلع الوراثي بالعلاجات الطبية منها:
- العلاج بالليزر: قد يساعد الليزر منخفض المستوى كأحد حلول الصلع الوراثي في تحسين كثافة الشعر للأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر الوراثي وفقدانه بسبب العلاج الكيميائي. ويسمى هذا الخيار أيضًا العلاج بالضوء الأحمر، وقد يعمل عن طريق تحفيز الخلايا الجذعية للبشرة. ويستغرق الأمر عدة علاجاتٍ لمعرفة النتائج.
- البلازما الغنية بالصفائح الدموية: قد يساعد حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) في فروة الرأس على تحفيز النمو في المناطق المتأثرة بالفعل بتساقط الشعر. حيث يجري الدم من خلال جهاز طرد مركزي لفصل الصفائح الدموية بعملية مخبرية خاصة ثم حقنه في فروة الرأس. وفي إحدى الدراسات التي أجريت سنة 2017، شهد 11 مشاركًا نموًا بنسبة 30 بالمائة في المناطق الخفيفة الشعر بعد أربع جلساتٍ.
دواء الصلع
يعد العامل الوراثي السبب الرئيس أو الأساس في حدوث مشكلة الصلع، أي بسبب الجينات التي يرثها الفرد من والديه، ويعتقد العلماء أنَّ الجينات قد تؤثر على مدى حساسية بصيلات الشعر للمنتج الثانوي لهرمون التستوستيرون الذي يعرف بـ (DHT) مما يؤدي إلى تقلصها. ومن الأسباب الأخرى التي تتسبب في الإصابة بالصلع وتساقط الشعر:
- المعاناة من بعض الأمراض مثل؛ فقر الدم، أو وجود مشاكل في الغدة الدرقية.
- التعرض للعلاجات الإشعاعية، أو العلاجات الكيميائية (Chemotherapy).
- استخدام بعض أنواع الأدوية مثل؛ مميعات الدم، والجرعات العالية من فيتامين أ.
- استخدام بعض أنواع المنشطات (Anabolic steroids) من أجل بناء العضلات.
- وجود مشاكلٍ في النظام الغذائي الخاص بالفرد، أي الحصول على نسبةٍ قليلةٍ من الحديد، أو الكثير من فيتامين أ.
- قد يسبب التوتر والقلق والإصابة بالتهابات فروة الرأس إصابةً بالصلع المبكر [5] [12] [15] [16].
تختلف طرائق علاج وأنواع دواء الصلع، ومن أهم الطرائق المستخدمة في أغلب الأحيان من أجل علاجه:
1- المعالجة الدوائية (دواء الصلع)
استخدام بعض أنواع الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، وتشمل:
- المينوكسيديل (Minoxidil): يعد دواء الصلع الأكثر استخدامًا ومن الأدوية المتاحة دون الحاجة إلى وصفة طبية، ويكون على شكل رغوةٍ أو سائل ويتم وضعه على فروة الرأس مرتين في اليوم الواحد، من أجل أن ينمو الشعر ويمنع تساقطه أيضًا.
- الفيناسترايد (Finasteride): كذلك يعد دواء الصلع الفيناسترايد من الأدوية الممكن تناولها بشكلٍ يومي، ولكن يجب أن يتوفر بوصفةٍ طبيةٍ من قبل الطبيب المختص ولا ينصح به للنساء الحوامل.
ويعد مستحضر المينوكسيديل آمنًا ولكن يوجد للمينوكسيديل آثارٌ جانبيةٌ بصرف النظر عن تهيج الجلد المرتبط بالكحول، فأحيانًا يختلف الشعر الجديد في اللون والملمس عن الشعر المحيط. وكذلك يوجد خطرٌ آخر هو فرط نمو الشعر، أي نمو الشعر الزائد في الأماكن غير المرغوب فيها نموه، مثل الخدين أو الجبين، وتزداد احتمالية حدوث هذه المشكلة مع التركيز الأعلى منه والذي يكون تركيزه 5٪.
2- الحلول الجراحية لزراعة الشعر
إن من أكثر عمليات زراعة الشعر شيوعًا؛ عملية زرع وحدة الحويصلات (Follicular unit transplantation)، وعملية اقتطاف وحدة البصيلات (Follicular unit extraction) وهي بمثابة دواء الصلع، حيث تتم عملية زرع وحدة الحويصلات (FUT) عن طريق إزالة بعض الجلد من الجزء الخلفي من فروة الرأس أي من المكان الذي يكون فيه الشعر وفيرًا، ومن ثم إزالة بصيلات الشعر من هذا الشريط من الجلد، وفي النهاية يتم إعادة إدخال البصيلات في جزءِ فروة الرأس الذي يعاني فيه الفرد من الصلع.
أما في عملية وحدة اقتطاف البصيلات (FUE): فتتم في هذه الزراعة إزالة بصيلات الشعر مباشرةً من فروة الرأس، وزرعها في الأجزاء أو المناطق التي يعاني منها الفرد من الصلع، ولابد من التنبيه إلى أن عملية زراعة الشعر تعد عمليةً جراحيةً، لذلك قد تكون في بعض الأحيان مؤلمةً، ومكلفةً أيضًا.
3- العلاج بالليزر (Laser treatment)
يعتقد العديد من الأفراد أنَّ علاج الصلع المبكر بالليزر يقلل من الالتهابات الموجودة في البصيلات والتي تمنعها من النمو، كما أن بعض الدراسات أظهرت أن العلاج بالليزر منخفض المستوى (LLLT) يعد آمنًا وفعالًا عند استخدامه في علاج الصلع وتساقط الشعر عند الرجال.
4- تغيير نمط الحياة
من أهم تغييرات نمط الحياة التي يجب على الفرد القيام بها من أجل علاج الصلع الذي قد يعاني منه ما يلي: الابتعاد عن التدخين وتدليك فروة الرأس، اتباع نظام غذائي متوازن، القيام ببعض الفحوصات بين فترةٍ وأخرى، والتقليل من الإجهاد والتوتر.
5- الزيوت العطرية
لا يمكن اعتبار الزيت العطرية الأساسية دواء الصلع النهائي؛ لكنها قد تساعد في تقليل تساقط الشعر. فقد قسمت دراسة أجريت سنة 1998، 86 شخصًا يعانون من الصلع إلى مجموعتين إحداهما تم إعطاؤها زيت خشب الأرز ممزوجًا بزيت الخزامى وإكليل الجبل لتطبيقه على فروة الرأس. وبعد سبعة أشهر، أظهر 43% من تلك المجموعة تحسنًا في حالتهم. وتشمل الزيوت الأساسية الأخرى التي يجب وضعها في الاعتبار اللافندر والليمون والنعناع.
6- عصير البصل
قد يلاحظ الأشخاص المصابون بالثعلبة الموضعية نموًا جديدًا بعد وضع عصير البصل الخام على فروة الرأس مرتين يوميًا. في حين أن الأبحاث حول هذا العلاج محدودةٌ، لكن يبدو أن العصير عزز النمو فيما يقرب من 87% للمشاركين في دراسةٍ صغيرةٍ أجريت سنة 2014. ويعتقد العلماء أن فعاليته تكمن في محتوى البصل من عنصر الكبريت.
اقرأ أيضًا: