تحقيق مسبار
في السنوات الأخيرة أصبح الوشم (التاتو) أكثر شيوعًا، إذ يقوم الكثير من الناس بعمل الوشم لأسباب عديدة، ثقافية أو دينية أو شخصية، وكانت الوشوم معروفة كأحد الفنون الإنسانية منذ القدم، لكن على الرغم ما تشكله من قيمة رمزية هامة لأصحابها، إلا أن الكثير منهم يرغبون بإزالة هذه الوشوم، فهل يمكن إزالة الوشم (التاتو)؟ وما هي طرق إزالته؟
يتحدث المقال التالي عن الوشم، كما يتحدث أيضا عن إستخداماته، بالإضافة إلى الطرق المختلفة لإزالة الوشم.
ما هو الوشم؟
يتكون الوشم من آلاف جزيئات حبر الوشم المعلّقة في الجلد، وغالبًا ما يقوم جهاز المناعة الطبيعي للإنسان بإزالة الجزيئات الغريبة من الجلد، غير أنّ جزيئات حبر الوشم كبيرة جدًا بحيث لا يمكن إزالتها بواسطة هذا النظام ولذلك تعتبر دائمة.
هل يمكن إزالة الوشم (التاتو)؟
على الرغم من أنّ الوشم دائم، إلّا أنّه ليس دائمًا إلى الأبد، إذ يمكن إزالة الوشم إذا قررت أنك لم تعد تريده.
هل إزالة الوشم عملية سهلة؟
تختلف سهولة إزالة الوشم من شخص إلى آخر وتعتمد على عدة عوامل، فمثلًا من الأسهل إزالة الوشم القديم مقارنةً بالوشم الأحدث. كما أنّ حجم الوشم يلعب دورًا في سهولة إزالة الوشم أو صعوبتها، إذ تتم عملية إزالة الوشم الصغير بطريقة أسهل من الوشم الكبير. بالإضافة إلى أنّ بعض الألوان أسهل في الإزالة من غيرها مثل الأزرق والأخضر، أمّا الأوشام الأغمق والألوان التي تستغرق الكثير من الوقت عند وشمها فتكون عملية إزالة الوشم فيها أصعب وأكثر استهلاكاً للوقت.
ونظرًا لاحتمالية حدوث مضاعفات وبعض الآثار الجانبية نتيجة عملية إزالة الوشم، تكون عملية إزالة الوشم أصعب في الحالات التالية:
- إذا كان الشخص ذو بشرة داكنة.
- إذا كان الشخص يعاني من حالة جلدية موجودة مسبقاً، مثل الأكزيما.
- إذا كان الشخص يعاني من حالة صحية خطيرة.
طُرق إزالة الوشم (التاتو)
يمكن إزالة الوشم بعدة طرق، تتراوح بين العلاج بالليزر والاستئصال الجراحي، حيث يمكن إزالة الوشم بالطرق التالية:
- إزالة الوشم باستخدام الليزر
الليزر هو الطريقة الأكثر شيوعًا من بين الطرق المستخدمة في إزالة الوشم. حيث يساعد استخدام الليزر في تفتيت جزيئات حبر الوشم الكبيرة إلى أجزاء أصغر، حيث تعمل العلاجات بالليزر عن طريق استهداف جزيئات الحبر في الجلد بموجات ضوئية عالية التركيز تعمل على تسخين جزيئات الحبر وتتسبب في تجزئتها إلى جزيئات أصغر يمكن إزالتها بواسطة جهاز المناعة في الجسم.
عادة لا تتم إزالة الوشم بالكامل في جلسة علاج واحدة بالليزر، حيث تتطلب إزالة الوشم بالليزر عادةً أكثر من جلسة لتقليل حجم جزيئات الحبر وتسهيل تشتيتها بواسطة جهاز المناعة، قد يستغرق الأمر من 1 إلى 10 جلسات ليزر لإزالة بعض أنواع الوشوم والأحبار.
أما بالنسبة لما بعد عملية إزالة الوشم بالليزر، سيُصاب المريض بجرح مفتوح يحتاج إلى العناية، تشمل العناية المعتادة للجرح بعد العملية تنظيفه بشكل يومي، ووضع مرهم مضاد حيوي على الجرح ثم إبقائه مغطى بالضمادات حتى يلتئم، وغالباً ما تكتمل عملية الشفاء والتئام الجروح بعد حوالي خمسة أيام من انتهاء العملية.
- إزالة الوشم عن طريق سنفرة الجلد
يمكن أيضًا إزالة الوشم عن طريق الاستئصال الجراحي المباشر، وتتم العملية عن طريق قص الجلد الذي يحتوي على الوشم، ثم يتم تجميع الجلد المحيط بالوشم وإغلاقه. لذلك تُستخدم هذه العملية بشكل أكبر لإزالة الأوشام الصغيرة.
من المحتمل أن يتطلب هذا النوع من إزالة الوشم استخدام تخدير موضعي أو حتى تخدير عام حسب حجم الوشم، ويجب ترك ضمادات ما بعد العملية في مكانها لمدة 48 ساعة، كما يجب اتباع نفس إجراءات العناية نفسها التي ذكرناها في عمليات إزالة الوشم السابقة.
- إزالة الوشم بالتقشير الكيميائي
يمكن أيضًا استخدام التقشير في إزالة الوشم، إذ تستخدم بعض المواد الكيميائية مثل حمض التريكلوروسيتيك (TCA) لإزالة الوشم. حمض التريكلوروسيتيك (TCA) هو حمض خفيف يوضع على الجلد لإزالة الطبقات الخارجية من الجلد ومعها حبر الوشم. قد يكون هذا النوع من عمليات إزالة الوشم مؤلمًا، ولكنه لا يتطلب عادةً استخدام مخدر.
مثل الأنواع الأخرى من عمليات إزالة الوشم، سينتج عن تقشير حمض التريكلوروسيتيك (TCA) جرح مفتوح يجب العناية به بعد اكتمال عملية إزالة الوشم، كل ما يلزم هو التنظيف اليومي، واستخدام مرهم مضاد حيوي وضمادة، وعادةً ما تلتئم هذه الجروح في حوالي 5-7 أيام.
- إزالة الوشم بالاستئصال الجراحي
سنفرة الجلد هي طريقة جراحية لإزالة الوشم تتضمن استخدام أداة طبية تُستخدم لإزالة الطبقات الخارجية من الجلد بطريقة محكمة، حيث يتم فيها إزالة طبقات الجلد التي تحتوي على جزيئات الحبر، وبالتالي إزالة الوشم. ويعتبر إزالة الوشم بالسنفرة عملية مؤلمة ولذلك يتم إجراؤها عادةً إما تحت التخدير الموضعي أو حتى التخدير العام.
وكما في عملية إزالة الوشم بالليزر، فإن جلسة سنفرة الجلد ستؤدي إلى جرح مفتوح يحتاج إلى رعاية بعد إجراء العملية، ويُنصح بالتنظيف اليومي للجرح، واستخدام مرهم مضاد حيوي وتغطية الجرح بضمادة، وعادةً ما تستغرق الجروح الناتجة عن سنفرة الجلد وقتًا أطول للشفاء من تلك الناتجة عن إزالة الوشم بالليزر، إذ من المحتمل أن تستغرق عملية إلتئام الجروح حوالي 10-14 يومًا. وأيضًا مثلما يحدث مع عملية إزالة الوشم باستخدام الليزر، فقد يكون من الضروري إجراء أكثر من جلسة سنفرة لإزالة وشم معين.
إزالة التاتو بالليزر
أصبحت عملية إزالةِ التاتو بالليزر من أكثرِ طرق إزالة التاتو رواجًا، وذلك نظرًا لسهولتها وقلةِ المخاطر التي قد تنجمُ عنها بالمقارنةِ مع الطرق القديمة، والتي كانت تأتي بنتائج سلبية في بعض الأحيان، مثل تقنية تسحيج الجلد أو التقشير الكيميائي أو الجراحة التجميلية وغيرها من تقنيات إزالة التاتو. لكن مع ظهور تقنية الليزر وتوسع استخداماتها في المجالِ الطبي، أصبحت عملية إزالة التاتو بالليزر سهلة ومريحة وفعالة أيضًا. وعلى الرغمِ من ذلك، يجب إجراء عملية إزالة التاتو بالليزر من قبل المختصين، حيث يجب عليهم الاطِّلاع على الوضع الصحي للشخص قبل إجراء العملية.
- يجب الإطلاعُ على السجلِ الصحي للمريض وفحصه بدنيًا.
- يجب التأكد من خلو المريضِ من الأمراضِ الجلدية مثل الهربس والجدري من أجلِ اتخاذ التدابير الوقائية.
- بعد تقييم الوضع الصحي واتخاذ كافة التدابير اللازمة، ويتم إخبار الشخص بكافةِ الإجراءات اللازمة.
- يجب إخبار المريض بالمضاعفاتِ الصحية المحتملة، حيث قد تسبب عملية إزالة التاتو بالليزر بعض المضاعفات.
- إضافةً إلى الشعور بالألم، قد يُصاب الجلد بعدوى نتيجةً لإزالة التاتو بالليزر مثل تقشُّر الجلد أو الحمى.
- هناك بعضُ المضاعفات الدائمة التي قد يعاني منها المريض مثل ظهورِ الندوب على الجلد أو التغير في درجةِ اللون.
- قد لا يتم إزالة التاتو بالليزر بنسبة 100%، خصوصًا إذا كان هناك أكثر من لون، باستثناءِ اللون الأسود الذي يمتص الموجات الضوئية بالكامل.
تتطلب عملية إزالة التاتو بالليزر أكثر من جلسةٍ قد تصل في بعض الأحيان إلى 10 جلسات، حيث تعتمدُ تقنية الليزر على عمر التاتو ونوعه والألوان المستخدمة أيضًا، بالإضافةِ إلى نوع الليزر المستخدم، حيث هناك عدة أنواع مستخدمةٌ في إزالة التاتو، تختلف هذه الأنواع فيما بينها من حيث طول الموجة الضوئية وقدرتها على امتصاص الألوان. وبشكلٍ عام، تمر عملية إزالة التاتو بالليزر بعدة خطوات كما يلي:
- يتم تنظيفُ المنطقة الموشومة جيدًا والتأكد من خلوها من مستحضراتِ التجميل أو منتجات العناية بالبشرة.
- التأكد من عدمِ استخدام المطهرات القابلة للإشتعال عند التنظيف.
- وضع مخدر موضعي على منطقة التاتو كي لا يشعر المريضُ بالألم نتيجةً تسليط ضوء الليزر على الجلد.
- يبدأ الأخصائي بتسليط جهاز الليزر على التاتو، حيث يطلق الجهاز موجات ضوئية لا يزيد طولها عن 4 مليمتر
وتعتمدُ عملية إزالة التاتو بالليزر على مفهومِ التحلل الضوئي الانتقائي، حيث يتم إطلاق موجات ضوئية بأطوالٍ معينةٍ ليقوم الجلد بامتصاصها، ممَّا يسمح بتفتيت جزيئات اللون، ولكن لكل لونٍ درجة امتصاصٍ معينة، ففي حين أنَّ اللون الأسود أو الأزرق الداكن يمتص كامل الموجة الضوئية، فإنَّ بعض الألوان الأخرى لا تمتصها بالكامل، لذلك يلجأ المختصون لإجراءِ عملية إزالة التاتو باستخدام عدة أنواع من الليزر من أجل ضمان أكبر نسبة نجاح للعملية.
تاتو الشعر للرجال
يُعد تاتو الشعر للرجال أحد الحلول العملية للتخلصِ من مشكلةِ الصلع، وهو من الإجراءاتِ غيرُ الجراحية التي تشكل بديلًا عن زراعة الشعر. ويختلفُ تاتو الشعر للرجالِ عن صبغة فروة الرأسِ العادية، حيث يتم صبغ الأماكن الفارغة بين الشعيرات لتعطي مظهرًا أفضل، أمَّا تاتو الشعر للرجال يتم بحقنِ وشومٍ صغيرة ثلاثية الأبعاد بطبقاتٍ متعددة تبدأُ من تحتِ الجلد وتغطي كامل فروةِ الرأس ممَّا يخفي عدم وجود الشعر، حيثُ يبدو تاتو الشعر للرجالِ كأن هناك شعرٌ حقيقي. وبالرغمِ من أنَّ تاتو الشعر للرجل ليس شعرًا حقيقيًا، إلاَّ أنه يعد خيارًا فعالًا في العديد من الحالات:
- يعالجُ مشكلة الصلع الكامل أو الصلع الجزئي، حيثُ يكون الصلع في منطقةٍ أو عدة مناطق في الرأس، فيتم وشم هذه المنطقة من أجلِ تغطيتها وعدم ظهور الصلع.
- الذين يعانون من تساقطِ الشعر الكثيف ممَّا يسبب ظهور فراغاتٍ كبيرة بين الشعر، فيتم علاج هذه المشكلة من خلالِ تاتو الشعر للرجال بحيث يبدو الشعر أكثر كثافةً من خلالِ وشم الفراغات بين الشعر.
- يعد تاتو خيارًا مناسبًا للذين يعانون من تشوهاتٍ في فروة الرأس مثل الندبات التي تسببها الثعلبة، أو الذين فقدوا شعرهم بسببِ خضوعهم للعلاجاتِ الكيميائية.
- مناسبٌ للحالاتِ التي أجرت عمليات زراعة الشعر، حيث يتم نقل بصيلاتٍ الشعر من مكانٍ لآخر في فروة الرأس ممَّا ينتجُ عنه ظهور فراغاتٍ كبيرة.
إضافةً إلى ذلك، يعد تاتو الشعر للرجال خيارًا أفضل من استخدام الشعرِ المستعار لإخفاء الصلع، كما يُعد أفضل من زراعة الشعر أيضًا عند بعض الحالات. ويمتازُ بطول مدة بقائه على فروة الرأس مقارنةً بصبغات الشعر العادية، كما أنَّ عملية تاتو الشعر للرجالِ سهلةٌ ولا تتطلب الكثير من الجلسات، لكن يجب إجراءُ العملية من قبل المختصين وفي عيادةٍ مرخصة ممَّا يضمن استيفاء كافة المعايير الطبية، وذلك تجنبًا للإصابة بعدوى أو حدوثِ أعراضٍ جانبية.
- يجب أن تكون الأحبارُ المستخدمة في تاتو الشعر للرجال مصرحٌ بها من قبل الجهات الصحية المختصة.
- يجب استخدام معدات مطهرة وخالية من الشوائبِ تجنبًا لنقل العدوى أو حدوثِ أي مضاعفات صحية.
- قد يسبب تاتو الشعر للرجال عدوى فطرية بسبب استخدام معدات ملوثة أو مُعاد استخدامها.
- قد تصاب فروة الرأس بالأورامِ نتيجةً للحقن، كما قد تُصاب بالالتهاب نتيجةً للحساسية تجاه الصبغات المستخدمة.
- بسبب احتواءِ الأصباغ على المعادن، فقد يسبب ذلك بعض المضاعفات عند إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي أو الفحص بالأشعة السينية.
رغم احتمالية حدوث أيٍ من هذه الأعراض، إلا أنَّ العيادات الطبية عمومًا تتبع إجراءات السلامة اللازمة من أجلِ منع حدوثها، كما يتم اخبارُ المريض بكافة الإجراءات المتبعة عند إجراءِ الحقن المجهري، وتتم هذه العملية على عدة خطوات.
- يقوم الطبيب بمعاينة فروة الشعر وتحديد ما إذا كان سيتم الحقن في كاملِ فروة الرأس أو في أماكن معينة، ويكون ذلك بناءً على نوع الصلع ومدى كثافة الشعر.
- بعد تحديد المناطق التي سيتم حقنها، يقوم الطبيب بتحديدها بنقط ثنائية الأبعاد قبل أن يتم رسم تاتو الشعر للرجال.
- قد يلجأ الطبيب إلى حلاقةِ الرأس، أو قد يتم رسم تاتو الشعر للرجال دون حلاقة الرأس اعتمادًا على مكانِ الوشم ومدى كثافة الشعر.
- بعد ذلك يبدأ الطبيب بوشم تاتو الشعر للرجال على فروةِ الرأس فوق النقاط التي قام برسمها مسبقًا، وقد يتطلب ذلك من جلسة إلى جلستي عمل.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن تجميل الأنف بدون جراحة؟