تحقيق مسبار
إذا كنت تعاني من آلام الأسنان أو التهاب عصب الأسنان، فقد يكون من الصعب عليك مضغ الطعام أو التركيز أو قضاء نهارك بشكل طبيعي، وحتى أنك قد لا تستطيع النوم في الليل.
عادةً ما يتسبب تهيّج الأعصاب السِنّيّة التي تقع في جذر أو محيط السن بألم الأسنان، كما قد يكون ألم الأسنان ناجمًا عن تسوس الأسنان أو تشققها أو العدوى. وبغض النظر عن السبب، إذا كنت تعاني من ألم مستمر في الأسنان، فما عليك فعله هو زيارة طبيب الأسنان لتقييم حالتك وتلقي العلاج المناسب عوضًا عن تضييع الوقت في البحث داخل المنزل عن أدوات ومواد لعلاج عصب الأسنان في البيت. في غضون ذلك، اقرأ للحصول على معلومات حول أشكال الألم الشائعة والأسباب المحتملة وبعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتخفيف الألم والانزعاج.
علاج الأسنان
علاج الأسنان هو مُصطلح عام وواسع الدلالة، حيث يُمكن القول أن علاج الأسنان هو مُصطلح يُشير بشكل رئيسي إلى جميع أنواع الإجراءات العلاجية المُتبعة للتعامل مع كافة أنواع المشاكل الصحية التي تُصيب الأسنان واللثة، وبعض المشاكل التي تُصيب الفكين أيضًا. ولعلّ ذلك يُعزى إلى التطور الكبير الذي طرأ على طب وجراحة الفم والأسنان، مما أدى إلى تفرّعه كعلم إلى عدد من التخصصات التي تندرج تحته.
في أغلب دول العالم، يقوم طبيب الأسنان المُتخصص أو أخصائي طب الأسنان بدراسة أحد هذه التخصصات الفرعية، ليتمكن بعدها من تطبيق نوع واحد فقط من أنواع علاج الأسنان. القائمة التالية توضح عدد من التخصصات الفرعية التي تندرج تحت طب وجراحة الفم والأسنان:
- تقويم الأسنان: هو نوع من أنواع علاج الأسنان الذي يهتم بتصحيح تموضع الأسنان وكذلك طريقة إطباق الأسنان العلوية على الأسنان السفلية لدى إغلاق الفم.
- طب أسنان الأطفال: تمامًا كما هو الحال في الطب البشري، بعض أطباء الأسنان يقومون بدراسة هذا التخصص، ليصبحوا مسؤولين عن علاج أسنان الأطفال فقط دون البالغين.
- طب الأسنان التعويضي: في هذا النوع من علاج الأسنان، يقوم الأخصائي بعلاج الحالات التي يكون فيها واحدًا أو أكثر من أسنان المريض مفقودًا، عن طريق عمل التركيبات التعويضية سواء كائنات تركيبات ثابتة أو تركيبات مُتحركة.
- طب الأسنان اللُبّي: وهو ما يعرف باسم علاج الجذور. في هذا النوع من علاج الأسنان، يتولى الطبيب علاج الحالات المرضية التي تُصيب التجويف الداخلي للأسنان.
- زراعة الأسنان: يستهدف هذا النوع من علاج الأسنان أيضًا الحالات التي يكون فيها أحد أسنان المريض مفقودًا، لكن الفرق بينه وبين طب الأسنان التعويضي يكمن في طريقة العلاج المتبعة. ففي حالة التركيبات الثابتة مثلًا، يتم تثبيت هذه التركيبات على الأسنان المجاورة للسن المفقود. أما في زراعة الأسنان يقوم الطبيب بغرس أو زراعة بُرغي معدني في عظام الفك، والذي عادةً ما يكون مصنوعًا من التيتانيوم، ليصبح ذلك البُرغي هو الأساس الذي يتم تثبيت السن الصناعي عليه.ويُمكن أن يصل عدد الأسنان التي يتم زراعتها للمريض إلى ثمانية أسنان.
- طب أسنان المُسنين: يتولى طبيب الأسنان المتخصص في هذا النوع من طب الأسنان، علاج أسنان الأشخاص المتقدمين في السن. وذلك لأن المرضى المُسنين عادةً ما يتعرّضون لمشاكل في اللثة والأسنان، تختلف عن مشاكل اللثة والأسنان التي تُصيب من هُم أصغر سنًا. كما أنه في كثير من الحالات، يكون المريض مُصابًا بواحد أو أكثر من الأمراض المُزمنة المُرتبطة بالشيخوخة، ويخضع للعلاج باستخدام عدد من الأدوية، مما يستدعي أن يتولى علاج الأسنان لهذه الفئة من المرضى، طبيب أسنان مُتخصص وقادر على التعامل مع وضعهم الصحي الخاص.
هذا بالإضافة إلى عدد آخر من تخصصات طب الأسنان مثل طب الأسنان التجميلي وجراحة الفم والفكين. يُشار أيضًا إلى أن عدد تخصصات طب الأسنان وعلى الأرجح مُسمياتها، قد تختلف من دولة إلى أخرى، كما قد يختلف نوع علاج الأسنان الذي يُسمح لكل أخصائي بتطبيقه بحسب قوانين كل دولة.
علاج ألم الأسنان بالمنزل
بالإضافة إلى استخدام المُسكنات، هُناك بعض الخطوات التي يُمكن اتباعها لعلاج ألم الأسنان في المنزل، مما يعني أن الجمع بين الأمرين، أي تطبيق هذه الخطوات وتناول المُسكنات، سواء الأدوية أو المُسكنات الطبيعية، يُمكن أن يُؤدي إلى نتيجة أفضل. فيما يلي عدد من هذه الخطوات:
- الكمادات الباردة: يُمكن استخدام الكمادات الباردة للمساهمة في علاج ألم الأسنان في المنزل، وذلك من خلال وضع قطعة من القماش المُبلل بالماء البارد أو وضع كيس صغير من الثلج على الوجه، بالقرب من مكان السن المُصاب. تُعطي هذه الطريقة نتيجة أفضل إذا كان ألم الأسنان ناتجًا في الحقيقة عن التهاب اللثة أو تعرض السن لإصابة مباشرة أثناء ممارسة الرياضة مثلًا. والتفسير العلمي لتأثير البرودة على الألم، هو أن البرودة تُؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية في المنطقة، مما يُقلل من تدفق الدم باتجاه الجزء المؤلم، وبالتالي تخفيف الألم والتورم.
- الماء والملح: يُعتبر استخدام الماء والملح من أسهل الطُرق المتبعة لعلاج ألم الأسنان في المنزل، وذلك لسهولة تحضير المحلول واستخدامه. فالأمر لا يحتاج سوى كوب من الماء الدافئ وملعقة من الملح. بعد إذابة الملح في الماء يتم استخدام المحلول كغسول للفم وللمضمضة، حيث يعمل محلول الملح على تخفيف التورم وكذلك مُكافحة البكتيريا والالتهاب.
- وضعية الاستلقاء: تعتمد هذه الطريقة لعلاج ألم الأسنان في المنزل على نفس المبدأ العلمي الخاص بالكمادات الباردة، وذلك لأن إبقاء النصف العلوي من الجسم على مُستوى أكثر ارتفاعًا من النصف السُفلي، يُؤدي إلى تراجع تدفق الدم إلى الرأس بشكل عام، مما يُساهم في تخفيف الألم والتورم. ويُمكن الوصول إلى الوضعية المطلوبة من خلال استخدام عدد أكبر من الوسائد بحيث يصبح الرأس والرقبة أكثر ارتفاعًا من باقي الجسم.
- المُسكنات الموضعية: بعض المنتجات التي تُباع دون الحاجة لوصفة طبية في صورة جِل يحتوي على مواد مُسكنة، يُمكن استخدامها كجزء من مجموعة الإجراءات المتبعة لعلاج ألم الأسنان في المنزل وذلك حتى زيارة الطبيب.
- اختيار الطعام المُناسب: هُناك عدد من النصائح التي يُمكن اتباعها بخصوص تناول الطعام، والحقيقة أن هذه النصائح قد لا تُؤدي إلى علاج ألم الأسنان في المنزل، لكنها ستُساهم في السيطرة عليه ومنع زيادة حدة الألم. وتشمل هذه النصائح على تناول الأطعمة الطرية التي لا تُشكل ضغطًا على الأسنان لدى مضغها مثل البيض المقلي، أو قد لا تحتاج إلى المضغ من الأساس مثل الزبادي، كما يُنصح بتجنب الأطعمة الغنية بالسُكر، وجميع المأكولات والمشروبات الساخنة والباردة وتناول فقط ما هو مُعتدل الحرارة. كما يُنصح أيضًا بتجنب التدخين.
علاج ألم الأسنان بالأعشاب
بشكلٍ عام يُمكن يُمكن علاج ألم الأسنان بالأعشاب، أو على الأقل يُمكن تخفيف حدة ألم الأسنان بالأعشاب، إذ أن هناك مجموعة من النباتات والأعشاب التي يُمكن استخدامها من أجل السيطرة على ألم الأسنان في المنزل. فيما يلي عدد من هذه النباتات:
- الزنجبيل: يُقدم الزنجبيل عددًا من الفوائد الطبية التي يُمكن الحصول عليها عند استخدامه بالشكل المناسب، من بينها قدرة الزنجبيل على العمل كمُسكن موضعي لألم الأسنان، حيث يُنصح بمضغ قطعة من الزنجبيل وتركها بالقرب من السن الذي يُسبب الألم.
بالإضافة إلى علاج ألم الأسنان، يُمكن استخدام الزنجبيل كمُسكن لأنواع مختلفة من الألم، تعرّف/ي عليها وعلى الفوائد الطبية الأخرى للزنجبيل في مقال مسبار هل الزنجبيل يرفع الضغط؟
- الكركم: تمامًا كما هو الحال مع الزنجبيل، يتمتع الكركم بخصائص استشفائية تجعله من أهم النباتات المُستخدمة في طب الأعشاب والطب البديل. ومن أجل استخدامه لعلاج ألم الأسنان، يُنصح بخلط مقدار من مسحوق الكركم مع مقدار مُناسب من الماء، للوصول إلى قوام يُشبه قوام معجون الأسنان، ثم وضع كمية مُلائمة منه على السن المُصاب بالتسوس.
- أوراق الجوافة: أوراق الجوافة هي أيضًا إحدى الخيارات المُتاحة للراغبين في علاج ألم الأسنان بالأعشاب، نظرًا لقدرتها على تخفيف التورم وتخفيف الألم. أما عن طريقة استخدامها لهذا الغرض، فيُمكن غسل أوراق الجوافة جيدًا ومضغها مباشرة، أو أن يتم غلي أوراق الجوافة، ثم استخدام شاي أوراق الجوافة كغسول للفم بعد أن يُترك ليبرد قليلًا.
- البصل: قد لا يُحبذ البعض استخدام البصل لهذا الغرض، ولكن يمكن استخدام شرائح من البصل غير المطهو لعلاج ألم الأسنان، وذلك بسبب قدرة البصل على مكافحة الميكروبات، ويكفي لأجل ذلك مضغ قطع من البصل، لكن يجب التذكير بأهمية المضغ ببطء وبرفق خاصة على الجانب الذي يشمل السن المُسبب للألم.
بكل الأحوال، علاج ألم الأسنان بالأعشاب ليس إلّا حلًا مؤقتًا، وتبقى زيارة طبيب الأسنان هي الحل الدائم والحقيقي لمشكلة ألم الأسنان، وذلك لأن الطبيب سيقوم بتشخيص وعلاج المشكلة التي تُسبب الألم في المقام الأول.
مُسكن لوجع الأسنان
من الطبيعي أن يبحث الكثير من الناس عن أفضل مسكن لوجع الأسنان، فالأمر لا يتعلق فقط بألم الأسنان الذي يُمكن أن يبدأ فجأة في وقت متأخر من الليل فقط، وإنما يُعتبر وجع الأسنان جزءًا لا يتجزأ من بعض الإجراءات العلاجية المُتبعة من قِبَل أطباء الأسنان. على سبيل المثال، عند الخضوع لعملية خلع ضرس العقل، فقد يمُر المريض بفترة تُقدر بعدة أيام من وجع الأسنان. كما أن تجربة أحد أنواع المُسكنات دون الحصول على النتيجة المطلوبة، يُعتبر سببًا آخر للبحث عن إجابة قاطعة لسؤال أفضل مُسكن لوجع الأسنان.
والحقيقة أن إجابة هذا السؤال قد تكون غير متوقعة بالنسبة للبعض، لكن الواقع هو أن أفضل مسكن لوجع الأسنان هي المُسكنات البسيطة التي تُباع دون الحاجة لوصفة طبية. هذه هي النتيجة التي توصلت إليها دراسة تضمنت مراجعة منهجية لمجموعة من الدراسات التي تم إجراؤها، لتحديد أفضل مُسكن لوجع الأسنان الناتج عن خلع ضرس العقل. وقد تم نشر نتائج هذه المراجعة على الموقع الرسمي لمنشورات جمعية طب الأسنان الأمريكية.
المُسكنات التي تُباع دون وصفة طبية تتضمن أنواع مثل الإيبوبروفين والباراسيتامول، والتي يمكن أن يختلف اسمها التجاري من دولة إلى أخرى. ومن ناحية أخرى، هُناك أنواع من المسكنات التي يتطلب الحصول عليها وصفة طبية تُستخدم أيضًا كمسكن لوجع الأسنان، وعلى رأسها المُسكنات الأفيونية. وقد ساد اعتقاد بين أطباء الأسنان ومرضاهم على حدٍ سواء بأن المسكنات الأفيونية أقوى وبالتالي تعتبر خيارًا أفضل كمسكن لوجع الأسنان، بينما المُسكنات التي تُباع دون وصفة ضعيفة، وذلك وفقًا للدكتور إليوت هيرش، بروفيسور جراحة الفم والفكين وأحد المُشاركين في إجراء الدراسة المُشار إليها سابقًا. إلاّ أن نتائج الدراسة جائت لتنفي ذلك الاعتقاد، وتُعطي الأفضلية للمُسكنات التي تُباع دون وصفة طبية وذلك لسببين اثنين وهما:
- المُسكنات التي تُباع دون الحاجة لوصفة طبية تُعطي نتائج ممتازة في تسكين وجع الأسنان، تُضاهي تلك التي تُعطيها المُسكنات الأفيونية، بل تكاد تكون أفضل منها.
- المُسكنات التي تُباع دون الحاجة لوصفة طبية تتفوق بكثير على المُسكنات الأفيونية من ناحية أمان الاستخدام، وذلك بسبب الآثار الجانبية الخطيرة المُحتملة لتناول المُسكنات الأفيونية، والتي يُمكن أن تُسبب الوفاة في بعض الحالات.
ولعلّ أهم ما كشفت عنه هذه الدراسة هو أنه ليس هُناك نوع واحد من المُسكنات التي تُباع دون وصفة، يُمكن اعتباره بمفرده أفضل مسكن لوجع الأسنان، وإنما يُمكن تحقيق أفضل النتائج من خلال دمج الإيبوبروفين والباراسيتامول معًا، أي تناول كِلا النوعين، وذلك بعد مناقشة الأمر مع الطبيب. ففي حين يعمل الايبوبروفين على تخفيف حدة الالتهاب (Inflammation) الذي يترافق عادةً مع وجع الأسنان، يؤدي تناول الباراسيتامول إلى تخفيف حدة الألم بشكلٍ ممتاز، وفي مُعظم الحالات، تُعتبر هذه الأدوية آمنة ولا تُسبب آثار جانبية تُذكر.
مُسكن ألم طبيعي للأسنان
هناك عدد من المُكونات التي تدخل في إعداد الطعام التي تعمل كمسكن ألم طبيعي للأسنان، والتي سيتم استعراضها في هذه الفقرة وشرح كيفية استخدامها، للحصول على أفضل نتائج ممكنة منها كمسكن ألم طبيعي لوجع الأسنان. لكن من المهم التذكير بأن مُسكن الألم في العموم، لا يُعالج المشكلة التي تُسبب الألم، وبالتالي لا يُغني عن زيارة الطبيب، سواء كان مُسكن موصوف، أو أحد المُسكنات التي تُباع دون وصفة، أو النباتات والأعشاب التي أثبتت فاعلية عند استخدامها كمسكن ألم طبيعي لعلاج الأسنان. القائمة التالية تُوضح عدد من هذه النباتات والأعشاب كما يلي:
- القرنفل: يحتوي القرنفل على أحد أنواع الزيوت الطيّارة العطرية (Essential Oil) وهو اليوجينول. ويُستخدم زيت القرنفل أو اليوجينول في عدد من الاستخدامات من بينها صناعة العطور وصناعة غسول الفم. كما أن له خصائص تخديرية تُتيح استخدام القرنفل كمسكن طبيعي للأسنان. ويُمكن استخدام زيت القرنفل لهذا الغرض، كما يُمكن استخدام القرنفل المطحون بعد خلطه بمقدار مناسب من الماء ليأخذ قوام المراهم ووضع قليل من الخليط بالقرب من السن الذي يُسبب الألم. أما أسهل طريقة لاستخدام القرنفل كمسكن ألم طبيعي للأسنان فهي بأخذ قرن واحد من القرنفل ووضعه في الفم بالقرب من موضع الألم. ومن الجدير بالذكر أن النتائج الإيجابية لاستخدام القرنفل كمسكن ألم طبيعي للألم قد تم إثباتها من خلال دراسة علمية، حيث تم استخدام معجون يحتوي على اليوجينول المُستخلص من القرنفل لتهدئة الألم الناتج عن خلع ضرس العقل، والنتيجة أنه ساعد فعلًا على تسكين الألم والوقاية من حالة تُسمى (Alveolar osteitis)، وهي أحد المُضاعفات المحتملة لخلع الأسنان والتي تُسبب ألمًا شديدًا في حال حدوثها.
- الثوم: يُعتبر الثوم من أهم النباتات التي تمتلك خصائص علاجية واستشفائية، وذلك بسبب قدرة الثوم على مكافحة البكتيريا وقتلها، أي أنه يعمل كمُضاد حيوي طبيعي لعلاج الالتهابات، ومن بينها أحد أنواع التهابات العين والذي يُسمى شحاذ العين. وتعود قدرة الثوم على قتل البكتيريا إلى مُركب الأليسين الذي يتواجد بشكل طبيعي في الثوم. ولهذا يُعتقد أن مضغ الثوم يُمكن أن يُساعد على قتل البكتيريا التي تُسبب تسوس الأسنان، وبالتالي قد يعمل الثوم كمُسكن ألم طبيعي للأسنان في حال ترك جزء من الثوم الممضوغ بالقرب من موضع الألم في الفم.
تعّرف/ي على فوائد طبية أخرى للثوم والدراسات العلمية التي تدعمها من خلال مقال مسبار هل فوائد الثوم مثبتة علميًا؟
- النعناع: النعناع أيضًا هو أحد النباتات التي يُمكن استخدامها كمسكن ألم طبيعي للأسنان. ويُعتبر النعناع من بين النباتات التي تحتوي على مواد مُضادة للبكتيريا ومُضادات الأكسدة، كما أن مُركب المنثول الموجود في النعناع، يمكن أن يعمل على تهدئة الألم الناتج عن مشاكل الأسنان. ويُنصح بتحضير شاي النعناع عن طريق غلي أوراق النعناع ثم تركه لفترة حتى تُصبح درجة حرارته مُناسبة، ثُم استخدامه كمضمضة لتسكين ألم الأسنان.
أعصاب الأسنان
من الناحية التشريحية، يتم تقسيم أعصاب الأسنان إلى فئتين رئيسيتين، الفئة الأولى هي أعصاب الأسنان العلوية أي أسنان الفك العلوي، والفئة الثانية هي أعصاب الأسنان السفلية، أي أسنان الفك السفلي. هذه الأعصاب مسؤولة عن التغذية العصبية الحسية للأسنان، فيما يلي توضيح لهذه الأعصاب والأسنان المسؤولة عن تغذيتها:
أولًا: أعصاب الأسنان العلوية
- العصب السنخي العلوي الخلفي: وهو العصب المسؤول عن التغذية العصبية للأضراس العلوية.
- العصب السنخي العلوي الأوسط: يوفر هذا العصب التغذية العصبية لمجموعة من الأسنان تُسمى (Premolars)، وهُما السِنان الواقعان بين الناب العلوي والأضراس العلوية.
- العصب السنخي العلوي الأمامي: وهو العصب المسؤول عن التغذية العصبية للأسنان الأمامية الأربعة الواقعة بين النابين العُلويين، والتي تُسمى بالإنجليزية (Incisors).
ثانيًا: أعصاب الأسنان السفلية
في الحقيقة تشمل هذه الفئة عصبًا واحدًا فقط وهو العصب السنخي السفلي (inferior Alveolar nerve)، وهو المسؤول عن التغذية العصبية لجميع الأسنان والأضراس السفلى. ويتفرع هذا العصب بدوره من عصب آخر وهو العصب الفكي السفلي.
وترتبط الأسنان والأضراس بأعصاب الأسنان من خلال نهايات عصبية أو شُعيرات عصبية دقيقة، تمتد من أسفل السن إلى أعلاه. إذ أن هذه الشعيرات العصبية تدخل إلى لُب السن من خلال ثُقب صغير جدًا يتواجد في طرف كل جذر من جذور السن، وتمتد حتى الجزء العلوي من التجويف الطبيعي الموجود في كُل سن من الأسنان والذي يُسمّى لُب السن (Tooth Pulp). يُشار إلى أن الشعيرات العصبية المتواجدة في لُب كل سن لا تقوم بنقل إلا نوع واحد فقط من الإحساس، ألا وهو الإحساس بالألم.
علاج عصب الأسنان
بمجرد خروج الأسنان من اللثة، لا يعود عصب الأسنان يخدم غرضًا محددًا بخلاف الشعور بالحرارة والبرودة وبعض المحفزات العصبية الأخرى. وتعتبر إزالة عصب الأسنان المصاب جزءًا من إجراء لعلاج ألم الأسنان الناجم عن التسوس أو العدوى في لُب السن، ويقوم مبدأ علاج عصب الأسنان على تنظيف قناة الجذر وتفريغها من أي شيء بداخلها باستخدام التخدير الموضعي، ومن ثمّ يقوم الطبيب بحشو القناة بمادة شبه مطاطية وبعد ذلك يقوم الطبيب بإضافة تاج أو حشوة نهائية.
هل علاج عصب الأسنان مؤلم؟
أحد أكبر المخاوف التي نواجهها بشأن هذا النوع من العلاج هو أنه سيكون مؤلمًا، والحقيقة أنّ العلاج الذي يجريه طبيب أسنان ذو الخبرة عادةً ما يكون غير مؤلم نسبيًا. أمّا الألم الذي قد نشعر به يأتي من العدوى وليس من العلاج، فالعلاج لا يُسبب الألم وإنّما يساعد على التخفيف من حدّته، علاوةً على أنّ الطبيب يقوم بتخدير السن والمنطقة المحيطة به قبل البدء بإجراءات العلاج.
وبعد العلاج، يكون الشعور ببعض الألم طبيعيًا ومؤقتًا، وتعتبر مُسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية كافية لتخفيفه. وفي بعض الأحيان يقوم طبيب الأسنان بكتابة مسكّنات أكثر قوّةً وفاعليةً، كما قد يصف مضادًا حيويًا لعلاج العدوى أو الوقاية منها.
هل يمكن تخفيف ألم عصب الأسنان في المنزل؟
يمكن لبعض الإجراءات البسيطة والتي يمكن القيام بها في المنزل تخفيف حدّة ألم عصب الأسنان، ولكن تخفيف حدّة الألم لا تعني تشخيص المشكلة وعلاجها، وبالتالي، فالحل النهائي وعلاج عصب الأسنان يكون بزيارة طبيب الأسنان لمعرفة سبب الألم وتلقي العلاج المناسب.
من الأمثلة على الإجراءات التي يمكن القيام بها من المنزل لتخفيف ألم عصب الأسنان:
- تناول المسكنات: يُنصح بتناول المسكنات البسيطة التي تحتوي على مادة الباراسيتامول أو مسكّن ايبوبروفين في حال عدم وجود موانع لاستخدامه الإصابة بالربو أو قرحة المعدة.
- المضمضة بالماء والملح: يعدّ الملح مطهراً طبيعياً، كما أنّ المضمضة بالماء المالح تساعد في تفكيك جزيئات الطعام التي قد تعلق بين الأسنان. وتساعد أيضاً في تقليل الالتهاب وشفاء الجروح التي قد توجد بالفم.
- المضمضة بـ"بيروكسيد الهيدروجين" المخفّف: يساعد بيروكسيد الهيدروجين على تخفيف الألم وأعراض الالتهاب الأخرى، بالإضافة إلى أنه يساعد على القضاء على الجراثيم وتسريع شفاء نزف اللثة.
- وضع الكمادات الباردة: تعمل الكمادات الباردة على تقلّص الأوعية الدموية مما يقلّل من حدّة الألم، بالإضافة الى كون البرودة تساعد في تخفيف الالتهاب وانتفاخ اللثة.
- استخدام الثوم لتخفيف الألم: لعلّ استخدام الثوم في العلاج بشكل عام أحد أقدم طرق العلاج لدى الإنسان، حيث لا يقتصر الأمر على فاعليته في قتل الجراثيم الضارة وإنّما لفاعليته أيضاً في تسكين الألم.
- استخدام خلاصة الفانيليا: يحتوي مستخلص الفانيليا على الكحول الذي يمكن أن يساعد في تخدير الألم. كما أن خصائصه المثبتة كمضاد للأكسدة تجعله علاجاً فعالاً.
- استخدام أوراق الجوافة: تعتبر أوراق الجوافة ذات خصائص مضادة للالتهابات يمكن أن تساعد في التئام الجروح، كما أنّ لها نشاطاً مضاداً للميكروبات يمكن أن يساعد على العناية بالفم. يتم استخدام أوراق الجوافة إما من خلال مضغها أو غليها في الماء واستخدامه فيما بعد كغسول للفم.
هل يمكن علاج عصب الأسنان في البيت؟
بالتأكيد لا يمكن علاج عصب الأسنان في البيت، فعلاج ألم عصب الأسنان يتطلّب إجراءات علاجية ومتابعة من قبل طبيب الأسنان، إلّا أنّه من الممكن اتباع بعض الإجراءات المنزلية والتي من شأنها التخفيف من حدّة الألم وليس علاج عصب الأسنان، مثل المضمضة بالماء والملح وتطبيق الكمادات الباردة وتناول مسكنات الألم التي تحتوي على مادة باراسيتامول أو ايبوبروفين.
علاج التهاب عصب الأسنان
عند الحديث عن علاج التهاب عصب الأسنان فإن المقصود هو ما يُسمى بعلاج الجذور، وهو الإجراء الطبي المُتبع لعلاج التهاب النهايات العصبية الدقيقة الموجودة بداخل لُب السن، والتي يُشار إليها بعصب الأسنان. يُمكن أن يحدث التهاب عصب الأسنان لعدة أسباب، من بينها أن يكون السن مُصابًا بالتسوس بشكلٍ كبير، لدرجة أن يصل هذا التسوس إلى لُب السن، أو تعرّض المريض إلى إصابة شديدة في الوجه، مما يؤدي إلى حدوث شرخ في البنية الخارجية الصلبة للسن، وكنتيجةً لذلك يفقد لُب السن الحماية التي من المفترض أن توفرها الطبقات الخارجية الصلبة، ويُصبح مكشوفًا ومُعرضًا لتكاثر البكتيريا الضارة، والتي تُسبب التهاب عصب الأسنان. فيما يلي اثنين من المُضاعفات المحتملة في حال التهاب عصب الأسنان:
- حدوث انتفاخ أو تورم في الوجه أو الرقبة.
- تآكل عظم الفك في المنطقة الواقعة عند التقاء عظم الفك مع طرف جذر السن المُصاب بالتهاب عصب الأسنان.
يتم علاج التهاب عصب الأسنان من خلال حفر أرضية السن وصولًا إلى اللب، ثم إزالة جميع مُحتويات لُب السن الملتهب والتي تشمل الشُعيرات العصبية والشعيرات الدموية، ومن ثم حشو الجذور وكامل التجويف الذي تم عمله في السن وإغلاقه. بطبيعة الحال يُقرر الطبيب إذا ما كان هُناك حاجة لتطبيق علاج التهاب عصب الأسنان، أي علاج الجذور، إلا أنه بإمكان المريض أيضًا أن يتوقع الخضوع لعلاج التهاب عصب الأسنان في حال ظهور الأعراض التالية:
- ألم شديد وغير مُحتمل عندى مضغ الطعام.
- تغيّر لون السن بحيث يُصبح لونه داكنًا أكثر من بقية الأسنان.
- الحساسية المفرطة للحرارة والبرودة، وذلك حتى بعد البلع مثلًا، إذ يستمر الإحساس بالألم في السن المُصاب لفترة طويلة نسبيًا بعد تعرضه لطعام أو شراب ساخن أو بارد.
- تورم وتحسس جزء من اللثة وهو الجزء القريب من السن المُصاب.
علاج التهاب عصب الأسنان من خلال إزالة العصب أو علاج الجذور كما يُسمى، يُعتبر إجراء طبي آمن، ولا يدعو للقلق على الإطلاق، كما أنه يتم تحت تأثير المُخدر الموضعي مما يعني أنه غير مؤلم، وتَصِل نسبة نجاح هذا الإجراء كحل لمشكلة التهاب عصب الأسنان بحسب بعض التقديرات إلى 95% من الحالات.
علاج التهاب الضرس في المنزل
ما هو التهاب الضرس؟
التهاب الضرس هو التهاب بكتيري يظهر على شكل تورم أو انتفاخ بداخله كمية من الصديد، والذي يمكن أن يحدث بداخل الضرس أو في اللثة، أو أن يُصيب الالتهاب أطراف جذور الضرس. وفي حال عدم علاج التهاب الضرس، يُمكن أن ينتقل الالتهاب إلى أماكن أخرى في الجسم مُسببًا مُضاعفات أكثر حِدة. في أغلب الحالات يكون التهاب الضرس مُؤلما، إلى جانب الألم هُناك مجموعة أخرى من الأعراض التي تُرافق الألم الناتج عن التهاب الضرس، هذه الأعراض تشمل:
- نوبات شديدة من الألم الذي تزداد حدته، والذي يُمكن أن يشمل جانب الرقبة المُجاور للضرس المُلتهب، وكذلك الأذن التي تقع في نفس الجهة التي يقع فيها الضرس الملتهب.
- زيادة حدة الألم عند الاستلقاء ومحاولة النوم.
- تورم واحمرار يظهر على الخد من الخارج بالقرب من الضرس الملتهب.
- رائحة النّفس الكريهة.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم، إلا أن هذا العارض لا يحدث إلاّ إذا انتشر الالتهاب في الجسم.
في الحقيقة لا يُمكن القول بأنه يُمكن علاج التهاب الضرس في المنزل، علاج التهاب الضرس يتطلب زيارة عيادة طبيب الأسنان، والذي سيقوم بمُعاينة الالتهاب واختيار الإجراء العلاجي المناسب للحالة. بشكل رئيسي يتم علاج التهاب الضرس من خلال واحد من ثلاث إجراءات علاجية وهي:
- علاج الجذور، أو عملية سحب العصب كما تُسمى.
- خلع الضرس المُلتهب بالكامل.
- عمل شق صغير في اللثة لإخراج الصديد المُتجمع والناتج عن الالتهاب.
وبالرغم من أنه لا يُمكن علاج التهاب الضرس في المنزل، إلاّ أن هُناك مجموعة من الخطوات التي يُنصح باتباعها في حال الإصابة بالتهاب الضرس، إلى أن يتسنّى زيارة الطبيب وعلاج الحالة، ولكن مع الأخذ في عين الاعتبار بأن هذه الخطوات لا تُؤدي إلى علاج التهاب الضرس في المنزل، وإنما تُخفف من حدة الألم والالتهاب بشكل مؤقت، مما يعني أنه لا يُمكن الاكتفاء بها أو الاعتماد عليها بشكل دائم. هذه الخطوات تشمل ما يلي:
- تناول المُسكنات مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول أو الأسبرين.
- استخدام فرشاة أسنان من النوع الناعم.
- تجنب الأطعمة الجافة والقاسية، وكذلك الأطعمة والمشروبات الباردة والساخنة، وتجنب المضغ على الجانب الذي يقع فيه الضرس الملتهب.
يُشار أيضًا إلى أن الانتظار وتناول المسكنات لن يؤدي إلى علاج التهاب الضرس في المنزل، وذلك لأن التهاب الضرس لا يُمكن أن يزول من تلقاء نفسه، وإنما سيتفاقم وعلى الأرجح سيمتد إلى أجزاء أخرى من الجسم إذا لم يتم علاجه من قِبل طبيب الأسنان.
علاج الأضراس بالأعشاب
القول بأنه يُمكن علاج الأضراس بالأعشاب أمر غير دقيق، أو بالأحرى غير صحيح. المشكلة الرئيسية التي تُصيب الأضراس والأسنان هي النخر أو التسوس، وهو تآكل طبقات الأسنان تدريجيًا بفعل أحد أنواع البكتيريا التي تتغذي على السُكر الموجود في بقايا الطعام العالقة في الفم والأسنان، وجود هذه البكتيريا في الفم واستهلاكها للسكر يرفع من درجة حامضية الفم، مما يؤدي إلى تآكل أول طبقة من الأسنان وهي طبقة المينا. وفي حال وصول التسوس إلى الطبقة الثانية أي طبقة العاج، لا يُمكن علاج الأضراس بالأعشاب أو بأي طُرق منزلية، وتحتاج الحالة إلى التدخل من قبل طبيب الأسنان.
لكن ما يُمكن قوله هو أنه في حالة حدوث التسوس أو التآكل في الطبقة الخارجية فقط، واكتشافه قبل أن يصل إلى طبقة العاج، يُمكن حينها علاج الأضراس بالأعشاب، أو بصياغة أدق بنوع واحد من الأعشاب، بالإضافة إلى مجموعة من الإجراءات التي تُساعد على وقف التسوس، كما تعمل على تقوية الطبقة الخارجية وإعادة بناء المناطق المُتضررة منها، وكذلك الوقاية من حدوث التسوس مُجددًا، وذلك في حال المداومة على اتباع هذه الإجراءات والتي تشمل:
- العرق سوس: يحتوي نبات العرق سوس على بعض المواد التي يُمكن أن تُساهم في وقاية الأسنان والأضراس من التسوس، وذلك لقدرتها على مُكافحة البكتيريا التي تُسبب التسوس.
- المضمضة بالزيت: استخدام بعض أنواع الزيوت كغسول للفم ومادة للمضمضة يُمكن أن يُساعد على التخلص من البكتيريا المتواجدة في الفم والتي تُسبب التسوس، كما أنه قد يُساعد على تخفيف حدة التهاب اللثة. الزيوت التي يُمكن استخدامها لهذا الغرض هي زيت جوز الهند وزيت السمسم.
- مضغ اللبان الخالي من السًكر: مضغ اللبان الخالي من السكر يعمل على تحفيز إفراز اللعاب وخفض مؤشر الحامضية (PH) للفم. ويُعتقد أن المداومة على مضغ اللبان الخالي من السكر بعد كل وجبة يُمكن أن يُساعد على الوقاية من تسوس الأسنان.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على السكر: يُعتبر السكر الغذاء الرئيسي للبكتيريا التي تؤدي إلى تسوس الأسنان، ولذا يُعتبر تناول الأطعمة الغنية بالسكر وخاصة بكميات كبيرة، من أهم العوامل التي ترفع احتمال تسوس الأسنان.
من المُهم إعادة التذكير بأنه لا يُمكن علاج الأضراس بالأعشاب أو بأي طرق منزلية، ويجب زيارة الطبيب لعلاج أي مشكلة تُصيب الأسنان، كما أن الكشف المبكر عن وجود تسوس في أحد الأسنان أو الأضراس يجعل عملية العلاج أسهل.