تحقيق مسبار
أصبح من الضروري وجود الميكرويف في كل منزل نظرًا لاستخداماته الرائعة في تسخين الأطعمة، وكونه يتميّز بخاصية التدفئة العازلة. ومن أجل اكتمال عمليات التسخين، يجب استعمال أنواع معينة من الأواني التي تتناسب مع الأشعة التي يصدرها هذا الجهاز، والتي لا تضر بالأطعمة في آن واحد.
في هذا المقال، سوف نتحدث عن الأركوبال، ما هو؟ وهل الأركوبال يدخل الميكرويف؟ كما سنتعرف على أنواع الأواني غير المناسب استخدامها داخل الميكرويف، بالإضافة إلى أضرار تسخين الأطعمة بالميكرويف.
الميكرويف
هو جهاز كهرومنزلي يقوم بتسخين الأطعمة وتذويب المجمدة منها، لا يمكن استخدامه في عمليات الطهي كونه لا يقوم بعمليات قتل البكتيريا أو الكائنات الدقيقة الموجودة داخل الأطعمة. يعتمد الميكرويف على الموجات الكهرومغناطيسية ذات أطوال موجية قصيرة في تسخين الطعام.
الأركوبال
تعتبر الأركوبال أواني زجاجية مصنوعة من الأوبال الأبيض المقوّى والمقاوم للكسر، كما وتتميّز بكونها غير مسامية بنسبة 100 بالمئة مما يجعلها مقاومة للضغط الحراري.
صنعت أواني الأركوبال على يد شركة فرنسية تدعى (Arc International) منذ عام 1958. وتتمتع بخفة الوزن والمتانة معًا، وذلك مقارنة بالأطباق القديمة الثقيلة. كما وتتنوّع أشكالها وألوانها وأنواعها. بالإضافة إلى كونها آمنة في الغسيل في غسالة الصحون وكذلك في استعمالها داخل الميكرويف لأنها تمتلك قوة خمسة أضعاف أواني الطهي الأخرى.
هل الأركوبال يدخل الميكرويف؟
صحيح، الأركوبال يدخل الميكرويف، كونه لا يتفاعل مع الموجات التي يصدرها جهاز الميكرويف ولا يتأثر بالحرارة الناتجة عنه. فهو مصنوع من الزجاج المقوى المقاوم للضغط والحرارة حتى 135 درجة مئوية.
يمكن عمل اختبار بسيط من أجل اختبار معرفة هل الأركوبال يدخل الميكرويف أو أي مادة داخل الميكرويف من خلال وضع الطبق فارغًا داخل الميكرويف، وإدخال كوب من الماء فقط داخله، ومن ثم تشغيل الميكرويف على أعلى درجة حرارة له ولمدة دقيقة، إن لم يسخن الطبق فهو صالح للاستخدام داخل الميكرويف، أما لو أصبح دافئا، فهو غير صالح للاستخدام. وعند تطبيق هذه التجربة على طبق من الأركوبال، نجد أنّه لم يسخن، لذلك يعتبر الأركوبال يدخل الميكرويف وأنت مطمئن له.
أطباق للميكرويف
عند البحث عن أطباق للميكرويف فإن المقصود عادةً هو أطباق تصلح للميكرويف دون أن تُسبب عُطبًا للجهاز أو انفجاره. إلا أن الحقائق العلمية حول استخدام الميكرويف بشكلٍ آمن تتجاوز هذا الأمر، لتشمل إلى جانب ذلك العديد من الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار وشراء أطباق للميكرويف. يُمكن تلخيص المعايير التي يجب مراعاتها عند تسخين الطعام في الميكرويف في النقاط التالية:
- استخدام أطباق للميكرويف: في العديد من دول العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية، تلتزم جميع الشركات المُنتجة للأواني المنزلية بوضع علامة على منتجاتها، تُشير إلى إمكانية استخدامها في الميكرويف، هذه العلامة عادةً ما تكون عبارة قصيرة مثل "آمن للميكرويف" (Microwave Safe) أو أن تكون العبارة المستخدمة "تصلح للميكرويف" (Microwave Friendly). وفي حال عدم وجود مثل هذه المعايير في بلدٍ ما، فإن المسؤولية تقع على المستخدم في تحديد نوع المواد التي صُنِعت منها الأطباق، وبالتالي معرفة إذا كانت تلك الأطباق تصلح للميكرويف أم لا. القاعدة العامة هي أن المادة التي صُنِعت منها الأطباق، يجب أن تسمح بمرور الموجات الكهرومغناطيسية التي يولدها الميكرويف من خلالها وألّا تعكس هذه الموجات. بالتالي فإن هناك آنية أو أطباق تصلح للميكرويف بشكل عام مثل الأواني الصيني أي المصنوعة من البورسلين والأواني الفخارية، وكذلك الأواني الزجاجية التي يمكن أن تدخل الفرن العادي. بالإضافة إلى بعض أنواع الأطباق التي تُستخدم لمرة واحدة وهي المصنوعة من الكرتون أو الورق المقوى وأنواع خاصة من البلاستيك تُسمى البلاستيك الحراري، يُمكن أن تُستخدم أيضًا للميكرويف.
- التحمّل: بعض المواد لا تعكس الموجات الكهرومغناطيسية التي يُصدرها فرن الميكرويف، وبالتالي لن تتسبب في إعطاب أو تلف الجهاز ولن يصدر عنها شرارات كهربائية عند استخدامها، إلا أن هذه المواد لا تتحمل الحرارة اللازمة لتسخين الطعام، وعادة ما تتعرض للشرخ والكسر إذا دخلت الميكرويف، وهي الزجاج العادي غير المخصص لدخول الفرن التقليدي، ونوع من أنواع البورسلين أو الصيني يُسمى الصيني العظمي. وبالرغم من ذلك يمكن اعتبار الأطباق المصنوعة من هذه المواد أطباق تصلح للميكرويف ولكن بشرط، أن تُستخدم لهذا الغرض لفترة قصيرة من الزمن. أي أن تكون مُدة التسخين قصيرة نسبيًا.
- الأمن الغذائي: من المعروف أن الأواني والأطباق المعدنية هي أخطر ما يمكن استخدامه كأطباق للميكرويف، لذا كان من الطبيعي اعتبار الأطباق البلاستيكية بديلًا جيدًا عنها لهذا الغرض. والحقيقة أن هُناك بالفعل أطباق بلاستيكية تُستخدم لتسخين الطعام في الميكرويف حاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ويتم وضع علامة مميزة عليها تُشير إلى إمكانية إدخالها إلى الميكرويف دون مشكلة. إلاّ أن الأطباء والعلماء يُحذرون من استخدام الأطباق البلاستيكية لهذا الغرض، لا لأنها لا تصلح للميكرويف بمعنى أنها يمكن أن ينتج عنها الشرارات الكهربائية وانفجار الجهاز، وإنما بسبب المواد الكيميائية التي تنتقل من هذه الأطباق إلى الطعام الموضوع فيها عند تعرضها للحرارة. وبالنسبة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية يُمكن القبول بوجود كميات ضئيلة من هذه المواد الكيميائية الضارة بصحة جسم الإنسان في الطعام، ولكن من أجل تفادي التعرض لخطر هذه المواد، يُفضل تجنب استخدام الأطباق البلاستيكية تمامًا عند تسخين الطعام في أفران الميكرويف، حتى وإن كانت تحمل العلامة التي تُشير إلى أنها أطباق تصلح للميكرويف. ويُشير موقع المنشورات الصحية التابع لجامعة هارفارد في مقال حول هذا الموضوع، إلى أن المواد الضارة الموجودة في البلاستيك تنتقل إلى الأطعمة المحفوظة في أواني أو أوعية بلاستيكية في جميع الأحوال، أي حتى لو لم يتم تسخينها، وتنتقل بكميات أكبر في حال تعرض البلاستيك للتسخين. ومن بين المخاطر الصحية الناتجة عن هذا الأمر، اضطرابات الأيض (Metabolic Disorders) ومنها الإصابة بالسمنة، وكذلك تراجع مستوى الخصوبة. بناءً على ذلك، يُمكن اعتبار أطباق الميكرويف المصنوعة من الزجاج الذي يتحمل الحرارة العالية وكذلك المصنوعة من الفخار والبورسلين، هي الخيار الأفضل الذي يُحقق جميع معايير الأمان للمُستخدم.
إضافةً إلى ما سبق، من المعروف أن البلاستيك يُعتبر مادة غير قابلة للتحلل في الطبيعة، وتُعتبر النفايات البلاستيكية بأنواعها المختلفة من أهم أسباب تلوث البيئة، وخصوصًا تلوث البحار والمحيطات. فقد أصبحت النفايات البلاستيكية خطرًا يُهدد الحياة البحرية. ومن بين الجهود التي تهدف إلى التقليل من استخدام البلاستيك، تقوم العديد من الشركات بإنتاج أطباق مصنوعة من مواد عضوية قابلة للتحلل في الطبيعة، ولا تُشكل أي خطر على البيئة أو أشكال الحياة المختلفة. تُصنع هذه الأطباق من مواد مثل خشب البامبو وألياف قصب السكر، وأوراق أنواع معينة من النخيل وكذلك نشاء الذرة، ويسعى الكثيرون للترويج لاستخدام مثل هذه الأطباق التي تجمع بين كونها أطباق تصلح للميكرويف، وكونها أطباق صديقة للبيئة.
تعرّف/ي على أسباب ومخاطر وأنواع تلوث البيئة في مقال مسبار هل تلوث البيئة خطير؟
أطباق الفلين والميكرويف
يُمكن القول أن القاعدة التي تنطبق على أطباق البلاستيك والميكرويف، تنطبق أيضًا على أطباق الفلين والميكرويف. ولعله من المفيد قبل البدء بتوضيح المقصود بهذه العبارة، التعرف أولًا على المادة التي تُصنع منها أطباق الفلين واستخداماتها الشائعة.
تتم صناعة أطباق الفلين من أحد أنواع مادة كيميائية تُسمى البوليستيرين، وعادة يتم تصنيع عدد من الأواني المُستخدمة في حفظ الأطعمة من هذه المادة إلى جانب الأطباق، مثل أكواب القهوة والشاي، والعلب التي تُستخدم من قبل المطاعم كأوعية للطلبات الخارجية وطلبات التوصيل. كما أن هُناك نوع آخر من البوليستيرين يُستخدم في صناعة بعض مواد البناء. ويُنظر لأطباق وأكواب وعلب الفلين على أنها خيار جيد لهذه الاستخدامات نظرًا لرخص ثمنها وكذلك قدرتها على حفظ حرارة الأطعمة الموجودة بداخلها. وبالرغم من هاتين الميزتين، تم منع استخدام هذا النوع من الأواني والعلب لأسباب بيئية، وكذلك لأسباب تتعلق بالمخاطر الصحية التي يمكن أن تترتب على استخدامها. فقد اتضح أن مادة الستيرين الموجودة في هذه العلب والأطباق، مُرتبطة بخطر الإصابة بالسرطان. كما أنه من المعروف أن أطباق الفلين أيضًا تُشكل عاملًا هامًا من عوامل تلوث البيئة، وذلك بسبب عدم تحللها، وكذلك عدم إمكانية استغلال هذه المنتجات في عمليات إعادة التدوير.
بالعودة إلى أطباق الفلين والميكرويف، هُناك بعض أنواع أطباق الفلين التي يُمكن استخدامها لدى تسخين الطعام في الميكرويف لكن ليس جميع الأنواع، أي تمامًا كما هو الحال مع الأطباق البلاستيكية، يُمكن وضع أطباق الفلين في الميكرويف فقط إذا كانت تحمل العلامة التي تُشير إلى إمكانية ذلك، أما إذا كانت أطباق الفلين لا تحمل هذه العلامة، فهذا يعني أنها على الأرجح لا تصلح لهذا الاستخدام ويجب تجنبها. جدير بالذكر أن الموقع الرسمي لجامعة ولاية ميتشيجن، يذكر في مقال له حول استخدام الميكرويف بشكلٍ آمن، وجوب عدم استخدام أطباق الفلين والميكرويف لتسخين الطعام بالمطلق، ونقل الطعام إلى طبق زجاجي أو طبق مصنوع من البورسلين قبل تسخينه، وهو أمر يتفق معه أيضًا مصدرٌ آخر، إذ ينصح بتجنب إدخال أطباق الفلين إلى الميكرويف، حتى وإن كانت من النوع الذي يحمل علامة "تصلح للميكرويف" أو "آمن للميكرويف" المُشار إليها في الفقرة السابقة.
المواد التي لا يصلح دخولها الميكرويف
هناك بعض الأواني والمواد التي لا يمكن استخدامها داخل الميكرويف، لأسباب متعلقة بالأشعة والموجات التي يصدرها هذا الجهاز، وسيتم ذكرها فيما يأتي:
- قد يتدمر الميكرويف عند استخدام الأواني المصنوعة من الستانلس أو الألمونيوم أو أي نوع من المعادن، لأنها تقوم بعملية عكس للأشعة التي ينتجها الميكرويف فتقوم بترديدها مرة أخرى.
- قد يصدر شرارات نارية داخل الميكرويف لو تم استخدام أطباق الفويل، كونها رقيقة وتعطي مجالًا للموجات بالعبور من خلالها.
- عدم استخدام الأوراق المصنوعة من الفلين الأبيض والكارتون، لأنها مواد قد تنصهر وتتفاعل مع الأطعمة.
- يمنع استخدام الأطباق البلاستيكية في الميكرويف، ليس لأنها قد تشتعل، بل لأن تعرضها للموجات التي ينتجها الميكرويف قد تتسبب بإنتاج جزيئات مضرة قد تختلط بالطعام الذي بداخلها. كما ويفضل عدم استخدام تلك الأواني البلاستيكية المكتوب عليها بأنها صالحة للاستخدام داخل الميكرويف.
- يمنع إدخال الأواني المزخرفة بالمعادن لأنها تؤثر نفس تأثير الأواني المعدنية لو تم وضعها داخل الميكرويف.
- يجب تجنب إدخال الأطباق الخزفية داخل الميكرويف لأنها قد تتسبب بتسمم الأطعمة خاصة لو كانت تحتوي على مادة الرصاص.
أضرار استخدام الميكرويف
للميكرويف فوائد كونه يتميز بسرعة تسخينه للأطعمة، لكن استخدامه قد يتسبب ببعض الأضرار والمتمثلة فيما يلي:
- يعمل الميكرويف على تحويل الأحماض الأمينية الموجودة في حليب الأطفال إلى مواد سامة تدعى سيس-أيزومرات، وهي تعود بالضرر على وظائف الكلى والأعصاب.
- تقوم أشعة الميكرويف بإنشاء مادة الأكريلاميد، وهي مادة مسرطنة.
- يقوم الميكرويف بإفقاد الطعام بعض العناصر الغذائية المهمة، مثل فيتامين باء وهاء وجيم، وفقدان بعض البروتينات، الأمر الذي يفقد الطعام قيمته الغذائية.
- يتسبب التعرض لأشعة الميكرويف بحدوث تلف في أنسجة جسم الإنسان، لذلك يجب التقليل من استعماله، ومن استعمال كافة الأجهزة التي تستخدم الموجات الكهرومغناطيسية.
اقرأ/ي أيضًا: