تحقيق مسبار
لقد استخدمت الحناء منذ القدم كوسيلة في تخضيب الأيدي، وفي معالجة بعض الجروح، بالإضافة إلى تلوين وصبغ الشعر. وهي وسيلة تزين بها المرأة نفسها لتبدو أكثر جمالاً، كما يزعم أيضاً بفوائد الحناء على الشعر والجلد.
في هذا المقال، سوف نتحدث عن الحناء، ما هي؟ وهل الحناء تضر الحامل في الشهور الأولى؟ وعن طرق إزالة الحناء طبيعياً، وإرشادات وضع الحامل للحناء. بالإضافة إلى معرفة فوائد الحناء.
الحناء
لقد استخدم الفراعنة الحناء منذ آلاف السنين، سواء في التعطير أو التلوين. إذ تم إيجاد عدد من المومياوات المخضبة بها، كما واستخدمت في علاج الإسهال والصداع وبعض الأمراض الجلدية كالأكزيما والجرب وقشرة الشعر. وفي تعريف الحناء، فهي مادة يتم استخراجها من شجرة معمرة من الفصيلة الحنائية، وهي شجرة تتميز بخضرتها الدائمة.
لهذه النبتة عدة أصناف منها البلدي والبغدادي، الشامي والشائكة. كما ولها عدة استخدامات كنقش الأيدي والقدمين، وصبغ الشعر. وتدوم لفترات طويلة نسبيا على الأماكن التي توضع عليها.
الحمل في الشهور الأولى
يَحدُث كثيرٌ من التغيرات في جسم المرأة خلال الحمل في الشهور الأولى وخصوصًا الشهور الثلاثة الأولى (أول 13 أسبوعًا من الحمل) التي تشكّل الثلث الأول للحمل، ويكون أهمّ تغيّرٍ ملحوظٍ عندها هو أنّها حاملٌ بالفعل. وبالنسبة لعديدٍ من الأمهات الحوامل تكون الشهور الثلاثة الأولى الأكثر سوءًا من حيث التغيُّرات في جسمها حيث تظهر أعراض الحمل مثل التعب والغثيان والأرق والصداع.
ويتميّز الحمل في الشهور الأولى؛ وخصوصًا الشهور الثلاثة الأولى منه: بتحوّلٍ غير مرئيٍّ ولكنه يحدث بوتيرةٍ سريعةٍ. ويمكن أن تُساعد معرفة التغييرات الجسدية والعاطفية المتوقعة الحامل خلال الشهور الثلاثة الأولى على الاعتناء بصحتها ومواجهة الشهور المُقبلة بثقة. لذلك يكون من المهمّ للمرأة الحامل التعرُّف على أبرز التغيُّرات التي ستحصل خلال الحمل في الشهور الأولى.
- ما هو الثلث الأول من الحمل؟
تشكّل الشهور الثلاثة الأولى من الحمل المرحلة الأولى أو ما يُسمى بالثلث الأول منه حيث يتمّ تقسيم الحمل إلى ثلاثة مراحلٍ أو أثلاثٍ، ويبدأ الثلث الأول من الحمل عند بداية حدوث الحمل ويستمر لمدة 13 أسبوعًا (أو ثلاثة أشهر)، ولذلك تكون المرأة حينها في الثلث الأول قبل أن تُدرِكَ أنّها حاملٌ. وبسبب طريقة حساب أسابيع الحمل، سيحدث إدراك بداية الحمل عندما تكون المرأة في مدّة الأسبوعين منه. وبحلول موعد إجراء اختبار الحمل المنزلي، قد يكون الحَمل عندها في الأسبوع الرابع أو الخامس.
- ما هي التغيّرات الرئيسية خلال الحمل في الشهور الأولى؟
تكون تغيّرات الحمل في الشهور الأولى أشد حرجًا للأم وجنينها، حيث يبدأ الجنين خلالها بالنموّ، في حين أنَّ بروز البطن النّاتج عن نمو الجنين في بطن الأم قد يَظهر في هذه المرحلة أو لا يظهر. وتشمل تغيُّرات الحمل في الشهور الأولى نموّ الجنين بسرعةٍ، حيث يبدأ دماغه وقلبه بالنموّ وتتشكّل ملامِح الوجه، وتبدأ تنمو عند الجنين الأقدام الصغيرة واليدان وأظافر اليدين والقدمين. كما تتشكّل عند الجنين في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل جميع الأجهزة والأنظمة الرئيسية للجسم. ولهذا السبب يكون الجنين خلال هذه المرحلة أكثر عُرضةً للأمراض والأذى الناجم عن استهلاك الكحول والتبغ وبعض الأدوية والمواد السامة كالموجودة في منتجات العناية بالشعر وغيرها.
في الوقت ذاته، يتغيَّر جسم الأم الحامل وتتدفّق عندها هرمونات الحمل الثلاثة: موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة (hCG) والإستروجين والبروجسترون. وقد تؤدي التغيُّرات الهرمونية خلال الحمل في الشهور الأولى إلى ظهور أعراضٍ مزعجةٍ شائعةٍ، مثل الغثيان والقيء والصداع والتعب الشديد. وقد تُساعِد العلاجات المنزلية قليلًا في التخفيف من تلك الأعراض، ولكن إذا كانت تلك الأعراض لا تُحتَمل فيجب استشارة الطبيب عندها.
وتختلف أعراض الحمل في الشهور الأولى من امرأةٍ لأخرى، حيث تُعاني بعضهنَّ من جميع الأعراض الشائعة، أمّا بعضهنَّ الآخر فيُعانِينَ من أعراضٍ قليلةٍ فقط. كما يُمكن أن تختلف مدّة الأعراض أيضًا.
- أبرز التغيّرات الملحوظة خلال الحمل في الشهور الأولى
في حين أنَّ أولى علامات الحمل قد تكون غياب الدورة الشهرية، إلّا أنه يمكن للحامل توقّع عديدٍ من التغيُّرات الجسدية الأخرى في الأسابيع القادمة، بما في ذلك:
- تورُّم وانتفاخ الثديين: بعد فترةٍ وجيزةٍ من الحمل، قد تجعل التغيُّرات الهرمونية الثديين حساسين أو مؤلِمَين. ومن المرجح أن يَقلّ الانزعاج بعد بضع أسابيعٍ حيث يتكيّف جسم الحامل مع التغيُّرات الهرمونية.
- الغثيان مع القيء أو دُونَه: غالبًا ما يبدأ غثيان الصباح خلال الحمل في الشهور الأولى من الحمل، ويمكن أن يحدث في أيّ وقتٍ من النهار أو الليل بعد شهرٍ واحدٍ من الحمل. وقد يكون ذلك بسبب ارتفاع مستويات الهرمونات. وللمساعدة في تخفيف الغثيان، ينبغي على الحامل تجنُّب البقاء بمعدةٍ فارغةٍ، بل يجب تناول الطعام ببطءٍ وبكمياتٍ صغيرةٍ كل ساعةٍ إلى ساعتين. ومن المهمّ اختيار الأطعمة منخفضة الدهون، وتجنُّب الأطعمة أو الروائح التي تزيد من حالة الغثيان سُوءًا. وكذلك الأمر يجب على الحامل شرب كثيرٍ من السوائل خلال الشهور الأولى من الحمل. وقد تساعد الأطعمة التي تحتوي على الزنجبيل في تخفيف الغثيان والقيء.
- زيادة التبوُّل: قد تَجِد الحامل نفسها تتبوَّل باستمرارٍ أكثر من المعتاد. حيث تزداد كمية الدم في جسمها أثناء الحمل، ممّا يتسبب في قيام الكِليتين بمعالجة السوائل الزائدة التي تنتهي في المثانة وبالتالي طرحها بالتبوّل.
- التّعب: خلال المراحل المبكرة من الحمل، ترتفع مستويات هرمون البروجسترون ممّا قد يجعل المرأة الحامل تنام مُتعَبةً. وقد يؤدي اتباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ وممارسة الرياضة إلى زيادة طاقة الحامل أثناء الحمل في الشهور الأولى.
- الرغبة الشديدة في تناول الطعام أو الصدّ عن ذلك: عندما يبدأ الحمل في الشهور الأولى، قد تصبح الحامل أكثر حساسيةً لبعض الروائح، وقد تتغيّر حاسة التذوق لديها. ومثل معظم أعراض الحمل الأُخرى، يُمكن أن تُعزى تفضيلات الطعام هذه إلى التغيُّرات الهرمونية الحاصلة أثناء الحمل في الشهور الأولى.
- حرقة المعدة: يُمكِن لهرمونات الحمل التي تُرخّي الصمام الموجود بين المعدة والمريء أن تسمح لحمض المعدة بالتسرّب إلى المريء؛ ممّا يُسبب حرقة المعدة. وللوقاية من الحموضة المعوية أو حرقة المعدة يُنصَح بتناول وجبات طعامٍ صغيرةٍ وبصورةٍ متكرّرةٍ مع تجنُّبِ الأطعمة المَقليّة والحمضيات والشوكولاتة والأطعمة الحارة أو المقلية.
- الإمساك: يُمكِن أن تؤدّي المستويات العالية من هرمون البروجسترون إلى إبطاء حركة الطعام عبر الجهاز الهضمي، ممّا قد يُسبّب الإمساك. وأيضًا قد تزيد مكملات الحديد من المشكلة. لذلك من أجل منع حدوث الإمساك أو تخفيفه يُمكن القيام بتضمين كمّيةٍ كبيرةٍ من الألياف في النظام الغذائي؛ وشرب كثيرٍ من السوائل، وخاصة الماء الطازج والبرقوق أو عصائر الفاكهة الأخرى. كما ويُساعد النشاط البدني المُنتَظم أيضًا في تخفيف حدوث الإمساك.
- المشاعر وردود الفعل العاطفيّة: قد يُشعر الحمل المرأة بالسعادة والقلق والبهجة والإرهاق وأحيانًا يكون كلّ ذلك دفعةً واحدةً. ولكن حتى لو كانتِ المرأة متحمّسةً للحمل، فإن المولود الجديد سيُضيف ضغطًا عاطفيًا على حياتها.
- نمو الجنين وتطوره خلال الحمل في الشهور الأولى:
- الشهر الأول من الحمل: يَحدث في الشهر الأول انغراسٌ وتعشيشٌ للبويضة المخصبة، التي ستشكل لاحقًا الجنين، في جدار الرحم وبالتالي تحدث عديدٌ من التطورات على الجنين، بما في ذلك تكوين ما يلي:
- الكيس الأمنيوسي: وهو عبارةٌ عن كيسٍ ضيقٍ مليءٌ بالسائل الأمنيوسي يتشكّل حول البويضة المخصبة، ويُحيط الكيس الأمنيوسي بالجنين طوال فترة الحمل. يكون السائل الذي يُحيط بالجنين سائلًا يصنعه الجنين والسَّلَى (الغشاء الذي يُغطي جانب الجنين من المشيمة) الذي يحمي الجنين من الإصابة. ويساعد على تلطيف نمو الجنين طوال فترة الحمل، كما أنّه يُساعد على تنظيم درجة حرارة الجنين.
- المشيمة: المشيمة عبارةٌ عن عضوٍ دائريٍّ مسطّحٍ على هيئة كعكة مسطّحةٍ ولا تنمو إلّا أثناء الحمل. تتثبّتُ على جدار الرحم بواسطة نتوءاتٍ صغيرةٍ تُدعى الزُّغابات. وتنمو الأوعية الدموية للجنين من الحبل السري إلى هذه الزُّغابات؛ ويتم تبادل الطعام والفضلات في الدم عن طريقها، حيث تَنقُل المشيمة العناصر الغذائية من الأم إلى الجنين، وكذلك تَنقُل الفضلات من الطفل إلى الأمّ. كما يتمّ فصل الأوعية الدموية للجنين عن الإمداد الدموي بغشاءٍ رقيقٍ.
- الحبل السّري: الحبل السّري هو بمثابةٍ قناةٍ مُوصلةٍ تُشبه الحبل يصل الجنين بالمشيمة. يحوي الحبل السري على شريانين ووريد ينقلان الأكسجين والمواد الغذائية إلى الجنين؛ ونفاياته بعيدًا عن الجنين.
- يتشكل الوجه البدائي للجنين: حيث تظهر هالاتٌ سوداءٌ كبيرةٌ للعيون، ويتطوّر الفم والفك السفلي والحلق، كما تتشكّل خلايا الدم وستبدأ الدورة الدموية حينها عند الجنين. وبحلول نهاية الشهر الأول من الحمل، يبلغ طول الجنين حوالي 6-7 ملم (1/4 بوصة) أي بحجم حبة الأرز تقريبًا.
- الشهر الثاني من الحمل: تستمرّ ملامح وجه الجنين في التطور، وتبدأ كلّ أُذنٍ تظهر على شكل طيّةٍ صغيرةٍ من الجلد في جانبيّ الرأس. وتتشكل نموّاتٌ طرفيّةٌ صغيرة تستمرّ في النموّ حتى نهاية الحمل لتشكّل الذراعين والساقين. كما تتشكّل أصابع اليدين والقدمين، وكذلك أيضًا تتشكّل العينان في الشهر الثاني من الحمل. ويتكون الحبل العصبي (المخ والحبل الشوكي والأنسجة العصبية الأخرى المُكوّنة للجهاز العصبي المركزي) بشكلٍ جيدٍ. ويبدأ الجهاز الهضمي والأعضاء الحسية في التطور، كما تبدأ العظام في استبدال الغضاريف. ثمَّ يبدأ الجنين في الحركةِ بالرّغم من أنَّ الأم لا تستطيع الشعور بذلك بعد. وبحلول نهاية الشهر الثاني من الحمل (6 أسابيعٍ) يبلغ طول الجنين، الذي أصبح جنينًا الآن، حوالي 2.54 سم (1 بوصة)، ويَزِن حوالي 9.45 غ (1/3 أونصة)، ويشكّل رأس الطفل ثلث حجمه الآن.
- الشهر الثالث من الحمل: بحلول نهاية الشهر الثالث من الحمل يكون الجنين قد اكتمل تشكيله، حيث يكون له ذراعين ويدين وأصابع يدين وقدمين مكتملة. ويمكنه فتح وإغلاق قبضتي يديه وفمه. كما تكون قد بدأت أظافر اليدين والقدمين في التطوّر وتَشكُّل صيوان كلٍّ من الأذنان، إضافةً إلى تشكُّلِ بدايات الأسنان، كما تتطور أيضًا الأعضاء التناسلية للجنين في الشهر الثالث من الحمل، ولكن يَصعُب تمييز جنس الطفل باستخدام الموجات فوق الصوتية. وإضافةً لما سبق، تعمل الدورة الدموية والجهاز البولي عند الجنين ويُنتِج الكبد عنده الصّفراء. وفي نهاية الشهر الثالث (12 أسبوع)، يبلغ طول طفلك حوالي 7.6-10 سم (3-4 بوصات) ويَزِن حوالي 28 غ (أونصة واحدة).
ومع مرور الوقت في الحمل منذ حدوث التطوّر الأكثر أهميةً للجنين، تَنخَفِض فرصة الحامل في الإجهاض بشكلٍ كبيرٍ بعد انقضاء أول ثلاثة أشهرٍ من الحمل، ولذلك يعدّ الحمل في الأشهر الأولى الأكثر أهميّةً للأم وجنينها.
هل الحناء تضر الحامل في الشهور الأولى؟
تعتبر الحناء آمنة ولا تضر المرأة الحامل، لكن بشرط أن تكون حناء طبيعية، فالحناء لا تضر الحامل في الشهور الأولى، وتستخدم كبديل للصبغات الكيميائية. على عكس الحناء السوداء التي تحتوي على صبغة البارا-فينيلين ديامين (PPD) وهي حناء تختلف عن الحناء الطبيعية، كونها تتسبب في حساسية والتهاب الجلد.
يتم استخدام مادة( PPD) الموجودة في الحنة السوداء في مكونات صبغات الشعر، لكنها قد تضر إذا تم وضعها بشكل مباشر على الجلد والبشرة. كما وقد تؤثر على المدى البعيد أي بعد انتهاء مرحلة الحمل، إذ تزيد من احتمالية الإصابة بالتحسس منها فيما بعد.
في النهاية، ينصح باستشارة الحامل للطبيب قبل شروعها بتطبيق الحناء على شعرها أو جلدها، حتى تكون في مأمن كامل من المخاطر.
التشقير للحامل في الأشهر الأولى
تستخدم النساء منتجات العناية بالشعر والصبغات المختلفة خلال فترةٍ ما من حياتهن، وقد يكون التشقير للحامل في الأشهر الأولى نوعًا من الموضة أو خيارًا لتغيير المظهر، لكنَّ استخدام منتجات التشقير للحامل في الأشهر الأولى قد يحمل مضارًّا لها أو قد يكون غير مرغوبٍ به، ولهذا سيتم تناول موضوع التشقير للحامل في الأشهر الأولى من ناحية أمانه وسلامته للاستخدام، وما هي المخاطر المحتملة التي يجب توخّيها.
- مدى سلامة وأمان استخدام صبغات الشعر أثناء الحمل:
لا تكون المواد الكيميائية الموجودة في صبغات الشعر الدائمة وشبه الدائمة شديدة السّمية، وتُظهِر معظم الأبحاث، على الرغم من محدوديتها، أنّه من الآمن إجراءُ التشقير للحامل في الأشهر الأولى أو صبغ الشعر أثناء الحمل.
ومن جهةٍ أُخرى، وجدت بعض الدراسات أنَّ الجرعات الكبيرة جدًا فقط من المواد الكيميائية في صبغات الشعر أو منتجات التشقير قد تسبب ضررًا للحامل في الأشهر الأولى أو حتى في أيّ مرحلةٍ من الحمل. ومع ذلك، فإنَّ هذه الجرعات تكون كبيرةً جدًّا مقارنة بالكمية القليلة جدًا من المواد الكيميائية التي قد تتعرض لها الحامل عند صبغ أو تشقير شعرها.
- استخدام صبغة التشقير للحمل في الأشهر الأولى:
قد تقرر الحامل في الأشهر الأولى الانتظار لما بعد الأسابيع الـ 12 الأولى من الحمل أي حتى الثلث الثاني منه حتى تَصبِغ شعرها، حيث يكون عندها خطر المواد الكيميائية التي تضر بالطفل أقلَّ بكثير. وفي حال أرادت الحامل في الأشهر الأولى تشقير شعرها بنفسها، فيمكنها تقليل المخاطر بشكلٍ أكبر عن طريق اتباع ما يلي:
- ارتداء القفازات قبل التعامل مع مواد الصبغة أو التشقير.
- ترك الصبغة لأقلّ وقتٍ ممكنٍ يفي بالنتائج المثالية.
- العمل في غرفةٍ جيدة التهوية خصوصًا أنَّ الصبغات ومواد تشقير الشعر تحوي موادًا كيميائيةً ضارةً.
- غسل فروة الرأس بمجرد وضع الصبغة لتفادي ملامستها للجلد؛ وبالتالي تقليل فرصة التعرض للمواد الكيميائية الضارة في مواد التشقير للحامل في الأشهر الأولى.
- التشقير غير الكامل للشعر عن طريق تشقير خصلاتٍ من الشعر فقط، من شأنه أن يُقلّل أيضًا من أيّ مخاطرٍ محتملةٍ. حيث في هذه الحالة يمتص الشعر فقط المواد الكيميائية المستخدمة وليس فروة الرأس أو مجرى الدم.
ويجدر بالذكر أنَّ الحمل بحدّ ذاته يُمكن أن يؤثّر في حالة الشعر الطبيعية. على سبيل المثال، قد يؤدي الحمل إلى التأثير في الشعر من خلال الآليات التالية:
- قد يتفاعل الشعر مع الصبغات أو مواد التجعيد بشكلٍ مختلفٍ عن المعتاد.
- قد يصبح الشعر أكثر أو أقلّ قدرةً على الامتصاص، أو يصبح مجّعدًا، أو قد يُظهر نتائجًا غير متوقعة.
لذلك يكون من الجيد دائمًا إجراء اختبارٍ على خصلة شعرٍ أولًا باستخدام الصبغة المراد تطبيقها أو العلاج الذي تنوي المرأة الحامل استخدامه.
- هل يمكن إجراء التشقير للحامل في الأشهر الأولى بأمانٍ؟
غالبًا ما تكون الأسئلة المتعلقة بمواد التجميل والعناية بالشعر أثناء الحمل شائعةً عند النساء وخصوصًا ما يتعلّق بإمكانية إجراء التشقير للحامل في الأشهر الأولى. حيث تحتوي مُعظم مستحضرات الشعر على موادٍ كيميائيةٍ وصبغاتٍ تجعل النساء يتساءلن عمّا إذا كانت آمنةً أم لا.
وتشمل الأنواع المختلفة من معالجات الشعر الكيميائية استخدام منتجات التبييض أو التشقير أثناء الحمل، حيث لا توجد أبحاثٌ تشير إلى مخاطر استخدام منتجات التشقير، لذلك قد يكون من الممكن تشقير الشعر أثناء الحمل. ولا يوجد دليلٌ قاطعٌ على أنَّ استخدام منتجات التشقير للحامل في الأشهر الأولى سيؤذي الجنين.
ويجب الانتباه إلى أنَّ منتجات تشقير الشعر سواء لشعر الرأس أم الجسم تحوي على بيروكسيد الهيدروجين (فوق أوكسيد الهيدروجين) المُخفَّف الممزوج بهيدروكسيد الأمونيوم. وفي حال تعرضت المرأة الحامل لبيروكسيد الهيدروجين فمن غير المحتمل أن يؤذي الجنين، لأنّه يتحلّل بسرعةٍ مع احتماليّة دخول كميةٍ ضئيلةٍ فقط منه إلى جسمها.
أمّا هيدروكسيد الأمونيوم فهو محلولٌ من الأمونيا والماء، وهي مادةٌ كيميائيةٌ شائعة الاستخدام في كثيرٍ من المُنظّفات المنزلية. ويتفاعل هيدروكسيد الأمونيوم مع بيروكسيد الهيدروجين لإنتاج تأثير التشقير الفاتح أو التبييض لشعر الرأس أو الجسم. لذلك من المفضّل تجنّب استخدام منتجات التشقير للحامل في الأشهر الأولى وخصوصًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل في حال ارتاب المرأة الحامل قلقٌ بشأن استخدام منتجات التشقير. وفي هذه الحالة يمكن للحامل العودة إلى تشقير الشعر أو التبييض بعد ولادة الطفل.
- ما هو التشقير الكامل للشعر وما هي مخاطره؟
تُعدّ طريقةُ تشقير الشعر إحدى طرائق تفتيح لون الشعر المُعتَمِدة على تفاعلٍ كيميائيٍّ، حيث يتفاعل مُنتَج التشقير مع صباغ الميلانين الطبيعي في الشعر وبالتالي يُزيل اللون منه ما يَنتُج عنه اللون الأشقر للشعر. لذلك يُمكن أن تحتوي المنتجات المستخدمة للتشقير على عديدٍ من المواد الكيميائية القاسية؛ والتي يكون بيروكسيد الهيدروجين إحداها. وغالبًا ما يؤدّي التشقير الكامل للشعر إلى الحصول على شعرٍ أقلّ مرونةٍ وأكثر عُرضةً للتقصّف، وذلك لأنَّه يتضمن وضع مُنتَج تشقير الشعر مباشرةً على فروة الرأس بدلًا من أطراف الشعر فقط، وعند القيام به بشكلٍ غير صحيحٍ، يُمكن أن يؤدي ذلك إلى آثارٍ جانبيةٍ مثل تهيُّج فروة الرأس والحروق الكيميائية.
وقد ينطوي التشقير للحامل في الأشهر الأولى عندما يكون لكامل الشعر على بعض المخاطر المحتملة وخاصةً عندما يتم إجراؤه بشكلٍ غير صحيحٍ، وتكون أهمّ المخاطر المحتملة حصول حرق في فروة الرأس. حيث تحوي منتجات التشقير على موادٍ كيميائيةٍ قاسيةٍ، مثل بيروكسيد الهيدروجين والبيروكبريتات وعواملٌ قلويةٌ. لهذا السبب، يكون من الممكن أن يتسبب التشقير في حروقٍ كيميائيةٍ في فروة الرأس. وغالبًا ما تكون هذه الحروق سطحيةً، ممّا يعني أنّها تقع بالقرب من سطح الجلد. لكنّه في بعض الحالات يمكن أن تَحدُث حروقٌ كيميائيةٌ عميقةٌ والتي يمكنها أن تتطلّب دخول المستشفى.
ومن المرجح أن تحدث الحروق بعد التعرُّض الطويل لمنتجات تشقير الشعر، لهذا السبب من المهمّ جدًا التأكد من أنَّ المُنتَج لا يبقى على فروة الرأس لفترةٍ أطول من اللازمة. كما أنّه من الممكن أيضًا أن تسبب المواد الكيميائية الموجودة في منتجات التشقير تهيُّجًا في فروة الرأس على شكل التهاب الجلد التماسي، والذي يتم ملاحظته من خلال الحكة واحمرار الجلد أو تورمه، أو ظهور بقع الجلد التي تبدو متقشرةً أو منسلخةً وتسبّب الحرقة، أو تُلاحَظ بثورٌ يُمكن أن تتقشّر وتسبب الألم. ويمكن لجميع هذه الأنواع من التفاعلات أن تَحدُث بسرعةٍ، وغالبًا في غضون دقائقٍ إلى ساعاتٍ بعد التعرُّض لمواد التشقير المُهيّجة للجلد .
- إجراءات السلامة عند عمل التشقير للحامل في الأشهر الأولى
إذا رغبت الحامل في تشقير شعرها أو تبييض شعر الجسم أثناء الحمل، فيمكنها اتباع خطوات السلامة التالية لتفادي الضرر المُحتَمل الذي قد ينتج عند عمل التشقير للحامل في الأشهر الأولى :
- قراءة تعليمات الشركة المصنعة على العبوة بعنايةٍ قبل وضع المُنتج، والانتباه إلى محاذير الاستخدام.
- تجنُّب استخدام مواد التشقير أو التبييض على الجلد المتورم أو المُنسَلخ.
- تجنُّب القيام بتشقير أو تفتيح الحواجب أو الرموش، فقد يتسبب ذلك في حدوث تورُّمٍ أو زيادة خطر الإصابة بالعدوى في منطقة العين.
- القيام دائمًا بعمل اختبارٍ على منطقةٍ صغيرةٍ قبل تطبيق المنتج واستخدامه. وحتى لو كانت المرأة معتادةً على استخدام المنتجات التشقير قبل الحمل؛ يمكن أن تصبح بشرتها أكثر حساسيةً أثناء الحمل، وقد يؤدي ذلك إلى تهيُّج البشرة. عندها ينبغي تجنّب استخدام منتجات التشقير للحامل في الأشهر الأولى إذا كان لديها أيٌّ من ردود الفعل التحسسية تجاه منتجات التشقير المستخدمة.
- التأكّد من أنَّ الغرفة التي يتم فيها التشقير جيدة التهوية، حيث يُمكن أن يكون لتشقير الشعر رائحةٌ قويةٌ قد تجدها المرأة الحامل مزعجةً، خاصةً إذا كانت تشعر بالغثيان.
- تجنُّب ترك المواد الكيميائية على الشعر أو البشرة لفترةٍ أطول مما هو محدد في التعليمات ويفضل تركه لأقلٍّ وقتٍ مُقترحٍ في التعليمات.
لكن نظرًا لأنَّ التعرُّض المفرط لمنتجات التشقير ومعاملات الشعر السامة يمكن أن يزيد من خطر التعرض للإجهاض، فيجب على الحامل في الأشهر الأولى توخّي مزيدٍ من الحذر عند استخدام المواد الكيميائية للشعر. لذلك رغم كون مواد التشقير للحامل في الأشهر الأولى آمنة الاستخدام، إلّا أنّه لا يزال يتعيّن عليها الانتباه لطريقة تطبيقها على الشعر ومدّة إبقائها لتفادي المخاطر المحتملة سابقة الذكر.
هل زيت الزيتون مفيد للحامل في الأشهر الأولى؟
تهتمّ النساء بصحتهنَّ بشكلٍ عام، ولكن عندما يتعلّق الأمر بالحمل يُصبح ذلك ضروريًّا لهنَّ، فتناول الأغذية الصحية والتي منها زيت الزيتون المفيد للحامل في الأشهر الأولى للحفاظ على صحتها لكون زيت الزيتون غنيٌّ بالعناصر المغذية الضرورية لصحتها وصحّة الجنين. لكن بالرّغم من ذلك ولحساسية الموضوع تطرح النساء باستمرارٍ التساؤلات عن كون تناول زيت الزيتون مفيدٌ للحامل في الأشهر الأولى من الحمل وخلاله.
وأيضًا يُعدّ تساقط الشعر المنتشر عند النساءِ مدعاةً للقلق؛ وخصوصًا للحامل في الأشهر الأولى، فنتيجةً لتلك المخاوف تلجأ النساء خلال فترة الحمل إلى استخدام العلاجات المنزلية أو منتجات العناية بالشعر والتي يكون زيت الزيتون أحدها، ولذلك تسأل النساء بشكلٍ متواصلٍ عن استخدام زيت الزيتون للشعر خلال فترة الحمل؛ أو هل زيت الزيتون مفيد للحامل في الأشهر الأولى أم أنّ لتناوله أو لاستخدامه خارجيًّا للشعر مضارٌّ صحيّةٌ.
لذلك لا بدّ في البداية من معرفة ماهي فوائد زيت الزيتون بشكلٍ عام، وهل يُمكن للنساء الحوامل تناوله واستخدامه بصورةٍ آمنةٍ؛ وكذلك هل زيت الزيتون مفيدٌ للحامل في الأشهر الأولى أم العكس.
يُصنَّف زيت الزيتون على نطاقٍ أوسع إلى أربع درجاتٍ:
- زيت زيتون بكر ممتاز (Extra Virgin Olive Oil): مُستَخرجٌ من الضغط الأولي للثمار ميكانيكيًّا، ويكون ذو مذاقٍ ورائحةٍ ممتازةٍ؛ ويحوي على نسبةٍ شبه معدومةٍ من الأحماض الدهنية (حمض الأوليك) لا تزيد عن 0.8 جرام لكل 100 جرام.
- زيت زيتون بكر (Virgin Olive Oil): مشتقٌّ من الثُمالات الأولى التي تتميز بمذاقٍ ورائحةٍ جيدةٍ؛ وتحتوي على نسبةٍ قليلةٍ من الأحماض الدهنية لا تزيد عن 2.0 جرام لكل 100 جرام.
- زيت نقي أو صالح للأكل (Pure, or Edible Olive Oil): يكون هذا الزيت خليطًا من الزيت المكرّر والبكر النقي، وهو أقل جودةً من سابِقَيه.
- زيت لامبانت المكرر أو التجاري (Refined, or Commercial lampante): وهو أسوأ الأنواع. وأحيانًا يتم خلط زيت الزيتون مع زيوت نباتية أخرى، لكن هذا غير قانوني في جميع البلدان؛ في بعض البلدان، يُعدّ ذلك نوعًا من الغش والاحتيال. ويمكن الكشف عن هذا الغش بالتحليل الكيميائي لزيت.
- فوائد زيت الزيتون
يُعدّ زيت الزيتون مكونًا رئيسيًا لما يُعرف بحمية البحر الأبيض المتوسط، والتي تعدّ بدورها مفيدةً بشكلٍ خاصٍّ لصحة القلب والأوعية الدموية. ولكون زيت الزيتون غنيٌّ بمضادات الأكسدة، بما في ذلك البوليفينول والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة الصحية، فإنَّ استهلاكه في النظام الغذائي، وخاصةً زيت الزيتون البكر الممتاز، يرتبط بتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني؛ مع انخفاضٍ في التهاب الدماغ وتكوين لوحة أميلويد-بيتا التي تعدّ من خصائص مرض الزهايمر، الأمر الذي من شأنه أن يُساعد في الواقع في الحماية من فقدان الذاكرة وضعف التعلم المرتبط بالخرف، وبالتالي فإنَّ زيت الزيتون مفيدُ للحامل ي الأشهر الأولى عند تناوله.
ورغم أنَّ حوالي 14٪ فقط من زيت الزيتون عبارةٌ عن دهونٍ مُشبعة، في حين أنَّ 11٪ منها عبارةٌ عن دهون متعددة غير مشبعة، مثل أحماض أوميغا 6 وأوميغا 3 الدهنية، لكنَّ الأحماض الدهنية السائدة في زيت الزيتون هي دهونٌ أحادية غير مشبعةٍ تسمى حمض الأوليك، وتشكّل ما نسبته 73٪ من إجمالي محتوى الزيت. ويكون لهذه الأحماض فوائدٌ للإنسان حيث أنَّ حمض الأوليك يُقلل الالتهاب وقد يكون له آثارٌ مفيدةٌ على الجينات المرتبطة بالسرطان
ويبدو أنَّ الأحماض الدهنية في زيت الزيتون تقلّل من مستويات الكوليسترول ولها تأثيراتٌ مضادةٌ للالتهابات. فأوراق وزيت الزيتون قد يُخفّضان ضغط الدم، كما قد يكون زيت الزيتون أيضًا قادرًا على قتل الميكروبات، مثل البكتيريا الضارة وبالتالي فإنَّ تناول زيت الزيتون مفيدٌ للحامل في الأشهر الأولى.
- استخدامات وفوائد زيت الزيتون للحامل
يلعب زيت الزيتون دورًا رئيسيًا في نمو الجنين أثناء الحمل، وقد يكون لنقصه آثارًا ضارةً على نمو الطفل اللاحق. حيث أنَّ نمو الأطفال بعد الولادة من الأمهات اللائي تناولن زيت الزيتون أثناء الحمل يكون أفضل من حيث الطول والوزن والسلوك وردود الفعل الحركية.
ويحتاج الجنين إلى فيتامين هـ لينمو، كما يحتاج المولود الجديد أيضًا إلى مخزونٍ كافٍ من فيتامين هـ لمحاربة الإجهاد التأكسدي. وعلى الرغم من عدم توفره بكمياتٍ كبيرةٍ في زيت الزيتون، إلّا أنّه موجودٌ بكمياتٍ كافيةٍ بفضل مقاومة زيت الزيتون للأكسدة واحتوائه على مضادات الأكسدة والذي من بينها الأوليوكانثال، الذي ثبت أنّه يعمل بشكلٍ مشابهٍ لدواء الإيبوبروفين (وهو دواءٌ مضادٌّ للالتهابات)، حيث يُقَّدر أنَّ الأوليوكانثال الموجود في 3-4 ملاعق كبيرة (50 مل) من زيت الزيتون البكر الممتاز له تأثير مماثل لـ 10٪ من جرعة الكبار من الإيبوبروفين.
لذلك، يلعب كلٌّ من كمية ونوع الطعام الذي تتناوله الحامل في النظام الغذائي أثناء الحمل دورًا رئيسيًا في التكيّفات الأيضية التي تحدث في الأم وفي علاقتها الوظيفية مع الجنين، لذلك من المهمّ القول أنَّ تناول زيت الزيتون مفيدٌ للحامل في الأشهر الأولى.
وفي سياق الإجابة عن التساؤل المطروح هل زيت الزيتون مفيدٌ للحامل في الأشهر الأولى، يمكن إجمال بعض الاستخدامات المهمّة للزيتون للنساء وخصوصًا للحامل في الأشهر الأولى بما يلي:
- الحماية من سرطان المبيض: تشير دراسةٌ إلى أنَّ النساء اللواتي يستهلِكنَ مقدارًا أكبر من زيت الزيتون في نظامهنَّ الغذائي أقلّ عرضةً للإصابة بسرطان المبيض، ولذلك يكون في هذه الحالة زيت الزيتون مفيدٌ للحامل في الأشهر الأولى.
- الحماية من سرطان الثدي: يبدو أنَّ استهلاك كمّياتٍ أكبر من زيت الزيتون في النظام الغذائي مرتبطٌ بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء ولذلك فإنَّ زيت الزيتون مفيدٌ للحامل في الأشهر الأولى لحماية جسمها وصحّتها.
- الوقاية من أمراض القلب: يبدو أنَّ الأشخاص الذين يطبخون طعامهم باستخدام زيت الزيتون لديهم مخاطرٌ أقلُّ للإصابة بأمراض القلب وخطرٍ أقلّ للإصابة بأول نوبةٍ قلبيةٍ مُقارنةً بمن يطبخون باستخدام الزيوت الأخرى. كما أنَّ اتباع نظامٍ غذائيٍّ يحوي على زيت الزيتون يُقلّل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية والوفاة المرتبطة بأمراض القلب مقارنةً باتباع نفس النظام الغذائي الذي يحوي على كميةٍ أقلّ من زيت الزيتون. لذلك فتناول زيت الزيتون مفيدٌ للحامل في الأشهر الأولى لأنه يقيها من أمراض القلب.
- علاج الإمساك: إنَّ تناول زيت الزيتون مفيدٌ للحامل في الأشهر الأولى المُصابة بالإمساك فزيت الزيتون يُمكن أن يُساعد في تليين البراز وتسهيل عملية إخراجه.
- الوقاية من ضغط الدم المرتفع: يُمكن أن تؤدّي إضافة كمياتٍ كبيرةٍ من زيت الزيتون البكر الممتاز إلى النظام الغذائي والاستمرار في العلاجات المُعتادة لارتفاع ضغط الدم إلى تحسين ضغط الدم على مدى 6 أشهر لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم وبالتالي يمكن القول إنَّ تناول زيت الزيتون مفيدٌ للحامل في الأشهر الأولى عندما يكون لديها ضغط دمٍ مرتفعٍ.
- الوقاية من مخاطر الاكتئاب: في عام 2013، اقترحت دراسةٌ على القوارض أنَّ المكونات الموجودة في زيت الزيتون البكر الممتاز قد تساعد في حماية الجهاز العصبي ويمكن أن تكون مفيدة في علاج الاكتئاب والقلق، وبالتالي فإنَّ تناول زيت الزيتون مفيدٌ للحامل في الأشهر الأولى للوقاية من الاكتئاب وخصوصًا اكتئاب الحمل.
- التقليل من الصفير أثناء التنفس (الصفير) عن المولود الجديد: تشير دراسةٌ أنَّ حمية البحر الأبيض المتوسط واستخدام زيت الزيتون للطهي/تتبيل السلطات أثناء الحمل ترافق مع صفيرٍ أقل للمولود خلال السنة الأولى من حياته، وبالتالي إلى وجود تأثيرٍ وقائيٍّ (وقايةٌ أوليّةٌ) لاستخدام زيت الزيتون أثناء الحمل على صفير المولود الجديد خلال السنة الأولى من حياته لذلك تناول زيت الزيتون مفيدٌ للحامل في الأشهر الأولى لصحّتها ولِصحّة الطفل المولود أيضًا.
- سلامة تناول واستخدام زيت الزيتون للحامل في الأشهر الأولى
عندما يُؤخَذ عن طريق الفم يكون زيت الزيتون آمنًا على الأرجح. ويمكن استخدام زيت الزيتون بأمانٍ بنسبة 14٪ من إجمالي السعرات الحرارية اليومية. وهذا يساوي حوالي ملعقتين كبيرتين (28 جرام) يوميًا. وما يصل إلى 1 لتر في الأسبوع من زيت الزيتون البكر الممتاز يستخدم بأمانٍ كجزء من نظامٍ غذائيٍّ على غرار حمية البحر الأبيض المتوسط لمدةٍ تصل إلى 5.8 سنة. لكن قد يُسبّب زيت الزيتون الغثيان لدى عددٍ قليلٍ جدًا من الناس.
وكذلك عندما يُوضَع زيت الزيتون على الجلد يكون آمنًا على الأرجح، لكن تم الإبلاغ عن ردود فعلٍ تحسّسيةٍ متأخرةٍ والتهاب الجلد التماسي في بعض الحالات. وكذلك عند استخدامه في الفم بعد علاج الأسنان، قد يُشعر الفم بحساسيةٍ أكبر.
وبالنسبة للحامل أو المُرضِع، لا توجد معلوماتٌ موثوقةٌ كافيةٌ لمعرفة ما إذا كان الزيتون آمنًا للاستخدام أثناء الحمل أو الرضاعة. لذلك ينصح بعدم استخدام كمياتٍ أكبر من الكمية الشائعة في الأطعمة عند الحوامل والمرضعات.
أمّا الجرعات الآمنة المناسبة للاستخدام عن طريق الفم فهي كما يلي:
- للإمساك: 30 مل من زيت الزيتون.
- للوقاية من أمراض القلب: تم استخدام 54 جرامًا من زيت الزيتون يوميًا (حوالي 4 ملاعق كبيرة). كجزءٍ من حمية البحر الأبيض المتوسط، تم أيضًا استهلاك ما يصل إلى 1 لتر من زيت الزيتون البكر أسبوعيًا ويكون زيت الزيتون مفيدٌ للحامل في الأشهر الأولى عند تناول هذه الكمّية.
- للوقاية من ارتفاع ضغط الدم: 30-40 جرامًا يوميًا من زيت الزيتون البكر الممتاز كجزء من النظام الغذائي.
- استخدام زيت الزيتون للشعر:
توجد قليلٌ من الأدلة العلمية التي تؤيّد استخدام زيت الزيتون للعناية بالشعر عند الحامل. لكن تشيرُ بعض الأبحاث إلى أنَّ زيت الزيتون يمتلك فعاليَّة كبيرةً لترطيب الشعر، وبالتالي فقد يساهم وضع زيت الزيتون على الشعر في تنعيمه وتقويته وذلك من خلال اختراق الزيت لجذع الشعرة والتغلغل فيها إضافةً إلى دوره في المحافظة على رطوبة الشعر. إضافةً لذلك، قد يكون لمعان للشعر الناتج عن وضع زيت الزيتون مساهمًا في تنعيم طبقة البشرة الخارجية للشعر.
وقد لا يكون استخدام زيت الزيتونِ مناسبًا بشكلٍ عام لجميع أنواع وقوامات الشعر؛ لأنَّ بعض أنواع الشعر تحتفظ بالزيت لفترةٍ أطول من غيرها. حيث يُنتِج الجسم الزيت بشكلٍ طبيعيٍّ من خلال الغدد المرتبطة ببصيلات الشعر، ويميل هذا الزيت إلى الانتقال بسرعةٍ إلى الشعر الرقيق الأملس أكثر من الشعر الخشن أو المجعد. لذلك سيكون استخدام زيت الزيتون للشعر مفيدًا في الحالات التالية:
- الشعر الكثيف: يعدّ زيت الزيتون أكثر فائدةً للشعر الجاف الكثيف، حيث يمكن أن يُحافظ زيت الزيتون على رطوبة الشعر وقوته. ويميل زيت الزيتون إلى تخفيف وزن الشعر الناعم. كما لا يحتاج الشعر الدهنيّ وفروة الرأس الدهنية إلى الترطيب.
- الشعر المُعالج: الشعر المُعالج بشدّةٍ -مثل الشعر المُعالج بمواد الفرد أو التجعيد أو التبييض والتشقير- يستفيد بشكلٍ خاص من الرطوبة الزائدة التي قد يوفّرها وضع زيت الزيتون. لذلك يجب الانتظار لمدّة 72 ساعةً على الأقل بعد العلاج الأولي قبل وضع زيت الزيتون على الشعر.
- الشعر المتقصّف: يُمكن أن يساعد زيت الزيتون على تنعيم أطراف شعرك المكسورة أو المتقصّفة أو المحترقة من جراء استخدام المجفف أو مكواة فرد الشعر.
- القمل والصئبان: يُمكن أن يُساعد زيت الزيتون في إزالة قمل الرأس، لكنه ليس أكثر فعاليةً من علاجات الزيت أو علاجات التنعيم الأخرى. ومن الضروري استخدام المشط المناسب والتأكد من التخلص من القمل الحي وصئبانه.
- القشرة: يكون لقشرة الرأس أسبابٌ عديدةٌ، بما في ذلك الفطريات، لذلك قد لا يوجد علاجٌ شاملٌ لقشرة الرأس، على الرغم من أنَّ استخدام زيت الزيتون قد يُقلل من ظهور القشرة. حيث يُفضّل القيام بتدليك زيت الزيتون على فروة الرأس الجافة وتمشيط القشرة، ثم ترك زيت الزيتون لكي يتغلغل في الشعر مع ضرورة تغطية الرأس بقبعة الاستحمام للحصول على مزيدٍ من الترطيب.
وممّا سبق يمكن القول أنَّ تناول زيت الزيتون مفيدٌ للحامل في الأشهر الأولى لحماية صحّتها وصحّة جنينها فيما إذا أُخِذَ وفق توصيات الطبيب وضمن الحدود المسموح بها، وكذلك للمرأة الحامل استخدام زيت الزيتون للعناية بشعرها من أجل ترطيبه في حال أرادت تجنّب استخدام المنتجات التجارية لترطيب الشعر؛ والتي قد تكون مضرّةً لها أثناء الحمل.
هل صبغة الشعر تضر الحامل في الشهر الرابع؟
تُستَخدم صبغات الشعر بمختلف أنواعها بكثرةٍ عند النساء من أجل إخفاء الشيب أو كنوعٍ من الموضة، وقد تلجأ النساء لاستخدام صبغة الشعر أثناء الحمل أو حتّى بعد الولادة، لذلك قد تتساءلن هل صبغة الشعر تضر الحامل في الشهر الرابع أو الخامس أو حتى في الشهر التاسع، كون صبغة الشعر المُستَخدمة غالبها قد تحوي موادًا كيميائيةً من شأنها أن تُسبّب ضررًا عند الحامل في الشهر الرابع وجنينها.
بشكلٍ عام تتوفّر صبغة الشعر بعدّة ألوانٍ وبأشكالٍ مختلفةٍ فمنها السائل والمسحوق البودرة ومنها ما هو طبيعي وما هو صناعي، لذلك لا بدّ من معرفة مدى أمان وسلامة استخدام هذه الأنواع من صبغة الشعر؛ وهل صبغة الشعر تضر الحامل في الشهر الرابع حقًّا أم أنّها آمنة الاستخدام في هذه الفترة من الحمل.
بالرغم من محدودية معظم الأبحاث حول ضرر استخدام صبغة الشعر عند الحامل في الشهر الرابع، إلا أنَّ معظم الأبحاث تشير إلى أنَّ المواد الكيميائية الموجودة في كلٍّ من الصبغات شبه الدائمة والدائمة ليست شديدة السمية؛ وهي آمنة للاستخدام أثناء الحمل وبالتالي قد لا تضر الحامل في الشهر الرابع. بالإضافة إلى ذلك، قد يمتصّ الجلد كمّيات صغيرة فقط من صبغة الشعر، ممّا يترك قليلًا من مكونات صبغة الشعر داخل جسم الحال وهي الكميّة التي يكون بإمكانها الوصول إلى الجنين. على هذا النحو، فإنَّ هذه الكمية الصغيرة لا تعدّ ضارةً للجنين وبالتالي لذلك أن يقدّم جزءًا من الإجابة على التساؤل المطروح هل صبغة الشعر تضر الحامل في الشهر الرابع.
الأمر ذاته يعدّ صحيحًا أثناء الرضاعة الطبيعية، فرغم عدم توفر بياناتٍ عن النساء اللواتي يستخدمن صبغة الشعر أثناء الرضاعة الطبيعية، إّلا أنّه من المعروف أنه سيتم بالفعل امتصاص كمّيةٍ قليلةٍ من المواد الكيميائية الموجودة في صبغة الشعر إلى مجرى الدم. لذلك، فإن احتمال دخول هذه الكمّية حليب الأم وتشكيلها خطرًا على الرّضيع أمرٌ غير مرجّحٍ.
ومع ذلك، في حال لم تُرِد المرأة الحامل في الشهر الرابع استخدام صبغات الشعر العادية التي تحتوي على المواد الكيميائية التي قد تكون ضارّةً أثناء الحمل؛ فهناك بعض البدائل الأكثر أمانًا التي يمكنها تجربتها. فعلى سبيل المثال، يمكن أثناء تطبيق صبغة الشعر وضع مسحاتٍ قليلةٍ من صبغة الشعر فقط على نهايات خصل الشعر البارزة دون لمس فروة الرأس، فذلك الإجراء يُقلل من أيِّ خطرٍ محتملٍ لوصول الصبغة على فروة الرأس أو الجلد وبالتالي الحد من فرصة امتصاص هذه المواد من قبل الجلد إلى مجرى الدم وبالتالي عدم انتقالها للجنين.
بديلٌ آخر يمكن للمرأة الحامل في الشهر الرابع تجربته وهو صبغة الشعر النباتية النقية بما في ذلك الحناء. أمّا في حال راودت الحامل مخاوفٌ من استخدام صبغات الشعر خلال فترة الحمل، فقد ترغب الحامل في استشارة الطبيب حيث يوصي بعض الأطباء بالانتظار حتى الثلث الثاني أو الثالث من الحمل على الأقل، إن لم يكن حتى بعد الحمل، لاستخدام صبغة الشعر.
- كيفيّة صبغ الشعر بأمان عند المرأة الحامل
من الآمن صبغ الشعر أثناء الحمل بشكلٍ عام، لكن لا يزال يتعين على المرأة الحامل اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل مخاطر التسبب في ضرر الجنين.
- الانتظار حتى الثلث الثاني من الحمل: يمكن أن ينمو الشعر بوتيرةٍ أسرع أثناء الحمل، لذلك قد تحتاج الحامل إلى مزيدٍ من صيانة جذور الشعر خلال هذه الأشهر التسعة. ولتقليل الضرر المحتمل للجنين، يُنصح بعدم صبغ الشعر في الأسابيع الـ 12 الأولى من الحمل أي قبل نهاية الشهر الرابع من الحمل. بل يجب الانتظار حتى الثلث الثاني من الحمل من أجل صبغ الشعر. حيث يحصل النمو والتطور السريع للجنين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لذلك من المهم توفير بيئةٍ وقائيةٍ للجنين خلال هذا الوقت.
- اختيار علاجات الشعر البديلة للصبغات الكيميائية: تعدّ صبغة الشعر آمنةٌ بشكلٍ عام أثناء الحمل، ولكن لا ضرر من توخي الحذر عند استخدامها، فإذا كانت المرأة الحامل في الشهر الرابع قلقةً بشأن الآثار الضارة المحتملة، فيمكنها اختيار منتجاتٍ طبيعيةٍ ألطف للشعر لتقليل التّعرض للمواد الكيميائية. وكذلك الأمر فبدلًا من صبغ الشعر بالكامل، يمكن للمرأة الحامل في الشهر الرابع صبغ نهايات بعض خصلات الشعر الظاهرة لتجنّب وضع الصبغة مباشرةً على فروة الرأس أو الجلد.
- اختيار لون صبغة الشعر الأكثر أمانًا: قد توفّر صبغات الشعر الدائمة أفضل النتائج من حيث ثباتيّة اللون، لكنها ليس الخيار الوحيد لصبغ الشعر. فيمكن الحصول على صبغاتٍ أكثر أمانًا أثناء الحمل، كاختيار صبغة شعرٍ شبه دائمةٍ خاليةٍ من الأمونيا أو التبييض. ورغم أنّ الصبغة شبه الدائمة لا تدوم كما صبغة الشعر الدائمة، ولكنّها قد تقلل من تعرّض الحامل في الشهر الرابع للمواد الكيميائية والسموم. ويمكنها أن توفر الاطمئنان أثناء استخدامها في فترة الحمل وبالتالي لا تصبح صبغة الشعر تضر الحامل في الشهر الرابع.
وقد تشمل الخيارات الأخرى الأكثر أمانًا صبغات الشعر بالخضار الطبيعية (مثل الباذنجان) أو الحناء.
- الاحتياطات الواجب اتخاذها عند استخدام صبغة الشعر عن الحامل في الشهر الرابع:
هناك عدّة احتياطاتٍ يُمكن للحامل اتخاذها في حال رغِبَتْ في استخدام صبغة الشعر خلال الشهر الرابع للحمل أو حتى في أيّ مرحلةٍ منه، وقد تشمل هذه الاحتياطات والإجراءات ما يلي:
- الانتظار حتى الثلث الثاني من الحمل لصبغ الشعر باستخدام صبغات الشعر التجارية.
- التأكد من أنَّ العملية تجري في منطقةٍ جيدة التهوية، مثل فُسحةٍ سماويّةٍ أو غرفةٍ أو صالون حلاقةٍ ذو تهويةٍ جيدة، حيث يمكن أن تنتج صبغة الشعر أبخرةً سامّةً لذلك يجب الحرص على الحدّ من كمية الأبخرة التي تستنشقها الحامل في الشهر الرابع.
- تفادي ترك المواد الكيميائية للصبغة على الشعر لفترةٍ أطول ممّا هو محدّدٌ في التعليمات.
- غسل فروة الرأس جيدًا بالماء بعد الصّبغ لإزالة أيّ موادٍ أو بقايا عالقةٍ من المحتمل للجلد أن يمتصّها.
- ارتداء القفازات عند إجراء صبغ الشعر لتجنّب تلوث اليدين وتعريضهما للاتصال المباشر مع المواد الكيميائية.
- اتباع التعليمات الموجودة على عبوة صبغة الشعر المستخدمة بعنايةٍ.
- عمل اختبارٍ أوليٍّ للصبغة على خصلةٍ من الشهر من أجل اختبار ردود الفعل التحسسية عند النساء بشكلٍ عام، ومن ضمنهنّ المرأة الحامل في الشهر الرابع، قبل إتمام العملية.
- تجنّب القيام بصبغ أو تفتيح الحواجب أو الرموش، فقد يتسبَّب ذلك في حدوث تورّمٍ أو زيادة خطر الإصابة بالعدوى في منطقة العينين.
ومّما يجب أخذه في الاعتبار أيضًا هو أنَّ الحَملَ في حد ذاته يُمكن أن يُغيّر نسيج الشعر بشكلٍ طبيعيٍّ. لذلك قد يتسبّب الحَملُ أيضًا في أن يتفاعل الشعر بشكلٍ مختلفٍ مع التجعيد أو الصبغ. فإذا كانت الحامل في الشهر الرابع تمرّ بهذه الحالة، فقد ترغب في الانتظار حتى ما بعد الحمل لعلاج شعرها.
لذلك قد تقرّر المرأة الحامل الانتظار حتى ما بعد الشهر الرابع من الحمل لكي تصبغ شعرها، عندما يكون خطر المواد الكيميائية التي تضر بالطفل أقلّ بكثيرٍ من بداية الحمل. وفي حين أنَّ المعلومات حول صبغ الشعر أثناء الرضاعة الطبيعية محدودةٌ، يُعتقد أنّه لا بأس بصبغ الشعر عند المرأة أثناء الرضاعة الطبيعية. فقد تدخل كميّةٌ قليلةٌ جدًا من المواد الكيميائية المستخدمة في صبغة الشعر إلى مجرى الدم، لذلك يكون من غير المحتمل جدًا أن تنتقل كميةٌ كبيرةٌ عبر حليب الثدي عند النساء المُرضِعات.
وحتى الآن لا توجد دراساتٌ كافيةٌ حول الاستخدام العرضي لمنتجات الشعر مثل صبغات الشعر أثناء الحمل. ومع ذلك، فقد بينت دراسةٌ أنَّ استخدام هذه المنتجات من 3 إلى 4 مرات أثناء الحمل لن يكون مصدر قلقٍ، حيث أنّها تتمتع بأقل قدرٍ من الامتصاص الجهازي؛ وتتعرّض النساء لها كل 6 إلى 8 أسابيع على الأكثر أثناء الحمل. وفي ضوء ذلك، يكون من غير المحتمل أن يسبب استخدام صبغات الشعر آثارًا ضارة على الجنين.
- حقيقة ارتباط صبغات الشعر أثناء الحمل بالتشوهات الجنينية والولادة المبكرة:
بينت دراسةٌ أنَّ الادعاءات حول زيادة تشوهات المواليد الحديثة في الأمهات اللائي يستخدمن المُذيبات المكلورة وإيثر الغليكول لصبغ الشعر أثناء الحمل غير صحيحةٍ، بسبب عدم وجود معقوليةٍ بيولوجيةٍّ. كما أوضحت الدراسة ذاتها عدم وجود علاقةٍ بين صبغ الشعر قبل ثلاثة أشهرٍ من الحمل وأثناء الحمل مع الولادة المُبكرة أو انخفاض الوزن في النساء ذوات البشرة السوداء. ولذلك رغم محدودية الأدلة على كون صبغة الشعر تضرّ الحامل في الشهر الرابع أو في أيّ مرحلةٍ من الحمل الآثار، ومع وجود مبررٍ للحدّ الأدنى من الامتصاص الجهازي على البشرة الصحية، تعدّ صبغات الشعر آمنةً أثناء الحمل فيما إذا استُخدِمَت وفق التوصيات وضمن حدودٍ معقولةٍ.
ومع ذلك، تبقى صبغات الشعر موادًا كيميائيةً، وحتى بعض الصبغات الطبيعية المُباعة تجاريًّا قد تحوي على موادٍ كيميائيةٍ مصنّعةٍ. لذلك يُواصل الباحثون التحقيق فيما إذا كانت أيٌّ من هذه المواد ضارةً للجنين النامي أو للحامل، وهل صبغة الشعر تضر الحامل في الشهر الرابع فعلًا أم لا.
هل يوجد حناء سوداء طبيعية؟
في كلّ مرةٍ ترغب المرأة فيها في صَبغِ شعرها قد تجد نفسها في حيرةٍ من اختيار نوع ولون الصبغة المناسبة لشعرها مع أقلّ ضررٍ محتملٍ، وعندما يقع اختيارها على الحناء؛ فإنّها تتساءل هل يوجد حناء سوداء طبيعية أم أنّها موادٌ كيميائيةٌ، حيث يكون للحناء المُباعة في الأسواق عدّة تدرّجاتٍ لونيةٍ وبالتالي يكون إحداها الحناء السوداء. ولهذا توجّب توضيح الأمر من وجهة نظرٍ علميةٍ من أجل معرفة هل يوجد حناء سوداء طبيعية حقًا.
- صبغة الحناء:
الحناء، صبغة نباتيّة المنشأ وتكون آمنةً ومصرّحٍ بها عند استخدامها فقط كصبغة شعرٍ. حيث لم يجرِ اعتمادها للتطبيق المباشر على الجلد بعد كما في الوشوم.
ونظرًا لأنَّ الحناء تعطي الشعر عادةً لونًا بنيًا أو لونًا برتقاليًا بنيًا أو حتّى بنيًا محمرًا، لذلك فعند الرغبة في الحصول على لونٍ داكنٍ مثل اللون الأسود، سيتطلّب الأمر إضافة مكوناتٍ أخرى لها لإنتاج الألوان المطلوبة، ومثل هذه الأنواع يتمّ تسويقها على أنّها صبغة الحناء السوداء، أو صبغة الحناء الزرقاء. وحتى تلك التدرّجات اللونية من اللون البني في المنتجات التي يتم تسويقها على أنها حناءٌ طبيعيةٌ قد تحتوي حقيقةً على مكوناتٍ أُخرى تَهدِف إلى جعلها أغمق أو تجعلها تدوم لفترةٍ أطول على الجلد أو الشعر لذلك تدعى الأصبغة الدائمة.
- الحناء السوداء:
لا تكون الحناء السوداء طبيعيةً تمامًا، فغالبًا ما يُضاف لها عدّة موادٍ كيميائيةٍ أخرى، كما قد بعضها عبارةً عن صبغة شعرٍ من قطران الفحم فقط وتحتوي على مركب البارافينيلين ديامين المعروف اختصارًا بـِ(PPD)، وهو مركّبٌ كيميائيٌّ يمكنه أن يُسبب عددًا من المشكلات الصحية التي تكون أبرزها التفاعلات الجلدية الخطيرة ورود الفعل التحسسية.
لذلك فمنتجات الصَّبغ المُصرَّح باستخدامها والتي تكون عبارةً عن حناء سوداء تضع بيانًا تحذيريًّا على العبوة المباعة لتوضيح احتوائها على تلك المادة، كما تضع تعليمات لإجراء اختبارها مساحةٍ صغيرةٍ من الجلد قبل تطبيقها بالكامل على الشعر أو الجلد، لكنّه من غير المصرّح به من قبل هيئة الغذاء والدواء الامريكية FDA استخدام مادة البارافينيلين PPD في مستحضرات التجميل المُعدة للاستخدام على الجلد.
وكثيرًا ما تسأل النساء هل يوجد حناء سوداء طبيعية في الأسواق، أم أنّ الأنواع المباعة مغشوشة. ونتيجةً لذلك، تلقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تقاريرًا عديدةً عن إصاباتٍ جلديّةٍ ناجمةٍ عن استخدام تلك المنتجات التي يتم تسويقها على أنها حناء سوداء طبيعية في الوشوم. وشملت تلك الإصابات الاحمرار والتهاب الجلد التحسسي والشعور بالألم والحرقان مكان الوشم وحتّى انسلاخ وتقشّر الجلد وظهور قروحٍ جلديةٍ مكان الوشم بالحناء السوداء حيث يعود كل ذلك لاحتواء الحناء السوداء على مركب البارافينيلين PPD.
وفي دراسةٍ أُجريت لتحديد وجود وتركيز مركب البارافينيلين ديامين (PPD) في خليط وشم الحناء السوداء وعيناتٍ مختلفةٍ من مساحيق الحناء المتوفرة تجاريًا وعديدٍ من منتجات صبغ الشعر نوعيًا وكميًا، تبيَّن من خلال التحليل المخبري وجود مركب الـ(PPD) في خليط وشم الحناء السوداء بتركيز 15.7٪، وهو أعلى بكثيرٍ من مستحضرات صبغ الشعر التجارية التي تكون نسبة المركب فيها لا تتجاوز 2% في المتوسط. حيث أنّ وجوده في خلائط وشم الحناء السوداء بتركيزٍ عالٍ يُشكل خطرًا على الصحة وخطر التهاب الجلد التحسسي وردود الفعل التحسسية الأخرى مع عواقبٍ محتملةٍ على المدى الطويل.
وبالرّغم من أنّه يمكن استخدام مركب البارافينيلين ديامين (PPD) بشكلٍ قانونيٍّ في صبغات الشعر الدائمة في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلّا أنَّ هذا الاستخدام يَخضع لرقابةٍ صارمةٍ. حيث يتم إعطاء تعليماتٍ واضحةٍ للاستخدام والمحاذير المحتملة، كما يتم التحكّم في المستوى الأقصى من هذا المركب بموجب القانون. لكنَّ الحناء السوداء رغم ذلك غالبًا ما تحوي على البارافينيلين ديامين بمستوياتٍ مرتفعةٍ من أجل إعطاء اللون الغامق بسرعةٍ ولتحقيق ثباتٍ أكبر.
ومن أجل التحقّق ممّا إذا كانت الحناء حقيقيةً، يجدر الذكر أنَّ الحناء الحقيقية تكون آمنةً للاستخدام بشكلٍ عامٍّ، وهي ذات لونٍ برتقاليٍّ أو صبغةٍ حمراء أو بنية اللون فقط. لذلك فالحناء الحقيقية ليست سوداء أبدًا، لكنّها برتقالية بنية. وعليه، فأيّ حناء سوداء ستكون حاويةً حكمًا على موادٍ كيميائيةٍ مضافة مثل البارافينيلين ديامين (PPD) وينبغي التعامل معها بحذر في أيّ وشمٍ مؤقتٍ أو حتّى صبغةٍ للشعر وخصوصًا عند المرأة الحامل أو المرضع.
وتتسبّب الحناء السوداء بألمٍ موضعيٍّ مكان الوشم على المدى القصير، لكنّها تضرّ البشرة على المدى الطويل. وفي حالِ كان لدى النساء عمومًا أو الحوامل والمرضعات منهنَّ تحسّسٌ سابقٌ لمادة البارافينيلين ديامين (PPD) التي يتمّ إضافتها للحناء السوداء؛ فهذا يعني أيضًا أنه سيكون لديهنَّ خطرٌ أكبر للإصابة بردود فعلٍ تحسسيّةٍ تجاه صبغات الشعر السوداء هذه مستقبلًا. وفي حال القيام بعمل وشمٍ أسودٍ دائمٍ أو مؤقتٍ بالحناء السوداء وبدأ بعدها شعور حكّةٍ أو ألمٍ في البشرة مكان الوشم فيجب حينها استشارة الطبيب على الفور.
وأخيرًا يوصى بقراءة قائمة المكونات الموجودة على منتجات الحناء المباعة لكي يتمّ تجنُّب المنتج الحاوي على البارافينيلين ديامين، ولكن حتّى هذا الإجراء لا يُعد ضمانًا للسلامة، فقد لا تكون قائمة المكونات دقيقةً أو شاملةً أو حتّى أنها قد لا تكون موجودة أبدًا، فحينها يجب عدم استخدامها.
فوائد الحناء
للحناء فوائد عدة، يتمحور أهمها فيما يلي:
- تعزز الحناء من صحة الشعر، وتزيده لمعانًا وحيوية. كما تعالج قشرة الشعر ومشاكل التقصف.
- تعالج الحناء مشكلة تساقط الشعر، وتزيد من كثافته. ويتم ذلك من خلال خلطها مع الزيوت الطبيعية.
- يتم وضع الحناء على اليدين والقدمين، فهي مفيدة في تقوية الأظافر وحمايتها من التكسر.
- للحناء خصائص مهدئة للالتهاب، لذلك يتم استخدامها في معالجة الحروق والجروح وتكوين طبقة حماية خارجية.
فوائد الحناء للذكر
كما النساء، قد يَسأل بعض الرجال أيضًا عن فوائد الحناء للذكر، حيث كانت الحناء (أو الحنّة) ولا تزال تُستَخدم عند كثيرٍ من شعوب العالم في عديدٍ من الطقوس كجزءٍ من العادات والتقاليد أو حتّى في الطب الشعبي أو كصبغةٍ للشعر، وقد يتمّ تناولها عن طريق الفم لما لها من فوائدٍ. لذلك قد يوجد عديدٌ من فوائد الحناء للذكر، فمن استخدامها في صبغ الشعر إلى تناولها يُمكن أن تتباين استخداماتها عند الذكور، ولذلك سيتم استعراض أهم فوائد الحناء للذكر وما هي محاذير استخدامها أو مضارّها المحتملة.
- فوائد الحناء للذكر عند استخدامها على الشعر:
الحناء، المعروفة نباتيًا باسم (Lawsonia inermis)، هي واحدةٌ من المكونات الرئيسية لعديدٍ من صبغات الجسم والشعر التجارية، وتعدّ إحدى أقدم النباتات المُستَخدمة لهذا الغرض. كما تمّ استخدام أوراق الحناء منذ العصور القديمة في شمال إفريقيا وآسيا لفوائدٍ نفسيةٍ وطبّيةٍ وكذلك للزينة. ويعدّ استخدام الحناء على الجلد والشعر متجذرًا في ثقافات جنوب ووسط آسيا، فيعود أقدم استخدامٍ للحناء إلى زمن الفراعنة المصريين، حيث كانت تُستَخدم في التحنيط. وفي عديدٍ من البلدان الإسلامية يَصبغ الرجال لحاهم بالحناء إضافةً إلى استخدامها لصبغ الشعر.
تتضمّن الاستخدامات الرئيسية للحناء خارجيًّا تطبيقها على البشرة والشعر لما تمتلكه من خصائصٍ مضادّةٍ للفطريات وكذلك للبكتيريا. وكذلك يتمّ استخدامها كصبغةٍ وكمادةٍ للحفاظ على الشعر والجلد والأظافر وأيضًا البشرة.
تشمل المكونات الكيميائية الأساسية لها مادّة 2-هيدروكسينابثوكينون (لاوسون) والمانيت وحمض التانيك والمواد الصمغية وحمض الغاليك. ويكون من بين هذه المكونات مركب 2-هيدروكسينابثوكينون (لاوسون) هو المكوّن الرئيسي؛ وتكون نسبته حوالي 0.5 - 1.5 ٪ من الحناء، ويُعتَقد أنَّ خاصيّته الفعالة النشطة حيويًا تَرجِع إلى قدرته العالية على الارتباط بالبروتين.
تُساعد الحناء أيضًا في تقليل الشيب المُبكر للشعر، لأنّها تحتوي على كميةٍ كبيرةٍ من مادّة العَفص (التانين)، وهو مركبٌ نباتيٌّ موجودٌ في الشاي أيضًا، التي تُساهم في ثبات وقوة تلوينها للشعر. كما تحوي الحناء على فيتامين E الذي يُساعد في تنعيم الشعر. كذلك تكون أوراق نبات الحنّاء الطبيعية غنيةً بالبروتينات ومضادات الأكسدة التي تدعم صحة الشعر. ولهذا الأمر تمّ استخدام الحناء مُنذ العصور القديمة كصبغة شعرٍ طبيعيةٍ وهذه إحدى فوائد الحناء للذكر والأنثى على حدٍّ سواء.
وتستخدم الحناء عادةً في شكل مسحوقٍ ممزوجٍ بالماء، ثم يتمّ وضعه على الشعر الناشف. ولتحقيق أفضل النتائج بدلًا من وضع الحناء على الشعر وتركها طوال الليل، يمكن القيام بوضع الحناء على الشعر في الصباح ثم غسله بشكلٍ جيّدٍ بعد 4 أو 5 ساعات فقط.
قد تسبّب الحناء بقعًا على جبهة الرأس أو الجلد أو حتّى الملابس، لذا عند وضعها على الشعر يجب التأكد من تغطية الكتفين ومنطقة العمل بمنشفةٍ أو شرشفٍ قديمٍ لتجنّب تلطيخ الملابس. أمّا بالنسبة لبقع الحناء على الجلد فتكون غير دائمةٍ وتميل إلى الزوال بعد عدة غسلات.
ومن أجل الحصول على لونٍ بنيٍّ غامقٍ غنيٍّ على الشعر، يُمكن تحضير بعض القهوة أو الشاي الأسود وإضافته إلى مزيج الحناء. ويُعتَقد أنَّ خلط الحناء بالمعادن قد يُسبّب ردود فعلٍ غير مرغوبٍ فيها، كما قد تتسبب الحناء أيضًا في تلطيخ البلاستيك لذلك فمن الأفضل استخدام وعاءٍ خاصٍّ للصبغ أو وعاءٍ خزفيٍّ في حال الرغبة في تنظيفه واستخدامه لاحقًا.
أمّا الحصول على اللون الأسود باستخدام الحناء الطبيعية التي تأتي من أوراق نبات (Lawsonia inermis)، فيتطلّب خلطها مع مسحوق النيلة المشتق من أوراق نبات (Indigofera tinctoria) والمُستَخدم كصبغةٍ طبيعيةٍ أيضًا لعدة قرون، حيث أنّه عندما يُضاف مسحوق النيلة إلى الحناء سيُفيد في إعطاء اللون الأسود المرغوب به. وفي حين أنَّ الحناء تَميل إلى إعطاء الشعر لونًا بنيًّا محمرًّا؛ فإنَّ صبغة النيلة تُعطيه لونًا بنيًّا داكنًا إلى أسودٍ. وعادةً يتم وضع مسحوق النيلة على الشعر بَعد غسل صبغة الحناء للحصول على الشعر الأسود أو البنّي المطلوب. كما يُمكن أيضًا خلط مسحوق النيلة مع الحناء حيث يكون هذا المزيج فعّالًا على الشعر الرمادي؛ ويعمل كصبغةٍ دائمةٍ على عكس الحناء وحدها التي تعدّ صبغةً شبه دائمةٍ للشعر. كذلك الأمر فبينما تميل الحناء إلى تجفيف الشعر إذا لم يتم خلطها مع المرطبات الطبيعية، فإنَّ النيلة تُغذّي الشعر.
- فوائد الحناء للذكر عندما يتم تناولها عن طريق الفم:
جرى استخدام نبات الحناء في طبّ الأعشاب على مرّ العصور، وتُعرَف الحناء في الطب التقليدي بأنّها ذات تأثيرٍ قابضٍ ومسهّلٍ، إضافةً إلى استخدامها أيضًا لصبغ الشعر كنوعٍ من الأصبغة الطبيعية. كما أنَّ للحناء خصائص مضادة للفطريات، ممّا يجعلها مفيدةً لمن يعانون من قشرة الرأس والقضايا المتعلقة بتساقط الشعر، فضلًا عن المشكلات الميكروبية الأخرى. ورغم ذلك لم يتم مناقشة الفوائد الطبية لهذا النبات وتحديدًا فوائد الحناء للذكر إلّا في عددٍ قليلٍ من الدراسات والأوراق البحثية.
في دراسةٍ لاختبار التأثيرات المضادة للبكتيريا لمستخلصات أوراق نبات الحناء على الأوساط المزروعة بالبكتيريا المعزولة من الأمراض الجلدية المختلفة؛ ومقارنتها بالمضادات الحيوية التتراسيكلين، والأمبيسلين والجنتاميسين والسيبروفلوكساسين، جرى الحصول على مستعمراتٍ من عددٍ من أنواع المكورات العنقودية وهي بكتريا المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)، والمكورات العنقودية البشرويّة (Staphylococcus epidermidis) والتي تعدّ بكتيريا سلبية الخثرة (Co-agulase negative)، والبكتريا المسبّبة للالتهابات العقدية المتقيّحة (ß-hemolytic streptococci)، بكتيريا الزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa) وذلك من 74 مشاركًا في الدراسة (35 أنثى و39 ذكرًا) مصابين بالتهاباتٍ جلديّةٍ مختلفةٍ. حيث تمَّ مُعاملة جميع العزلات البكتيرية بمستخلصات الحناء الطبيعية ضمن التجربة في المَخبر.
وتبيّن النتائج وجود تأثيرٍ مضادٍ للبكتريا في مستخلصات الحناء، حيث كانت مستخلصات الحناء الكحولية والزيتية أكثر فعاليةً من المستخلص المائي الذي لم يكن له أيّ تأثيرٍ في البكتريا، وبذلك كان لمستخلصات الحناء الكحولية أعلى نشاطٍ مضادٍّ للجراثيم ضد المكورات العقدية الانحلالية (الذهبية والبشرويّة) وضد البكتريا المسبّبة للالتهابات العقدية المتقيّحة. كما كان لكلٍّ من المستخلصات الكحولية والزيتية نفس الفعاليّة المضادة للبكتيريا على بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية. وأيضًا كانت المستخلصات الكحولية أكثر فعاليّة على بكتريا الزائفة الزنجارية.
وعند مقارنة التأثير المضاد للبكتيريا لمستخلصات الحناء مع المضادات الحيوية، أظهرت المستخلصات الكحولية للحناء تأثيرات واضحةٍ مضادةٍ للبكتيريا ضدّ أنواع البكتيريا المعزولة في التجربة، أمّا المستخلصات الزيتية للحناء فكان تأثيرها المضاد للبكتريا مماثلًا لذلك الذي تتمتع به المضادات الحيوية، وبالتالي يكون للحناء تأثيرٌ مضادٌ للبكتيريا مشابهٌ للمضادات الحيوية الشائعة الاستخدام وهي بذلك من فوائد الحناء للذكر المحتملة.
- محاذير وعيوب الحناء للذكر:
غالبًا ما تُباع الحناء في هيئة مسحوقٍ يُمكن نقعه طوال الليل ووضعه على الشعر. ومع ذلك فأنّه ليس كل الحناء المعبأة تكون جيدةً للشراء. ورغم فوائد الحناء للذكر التي تمّ استعراضها؛ إلّا أنّه يُحذَّر من أنَّ بعض منتجات الحناء قد تُسبب حساسيةً لفروة الرأس، حيث أظهرت دراسةٌ أنَّ منتجات الحناء غالبًا ما تحتوي على ملوثاتٍ بسبب نقص مراقبة الجودة عند التصنيع والتعبئة، وقد تسبّب هذه الملوثات الحساسية والتندّب الدائم في البشرة.
ويجب الانتباه أنَّ هناك ثلاثة أنواعٍ من منتجات الحناء متوفرة في السوق، وهي:
- الحناء الطبيعي: وهي مصنوعةٌ من أوراق الحناء الطبيعية، ممّا يعطي لونًا بنيًّا مُحمرًّا للشعر عند استخدامها.
- الحناء غير المُلوِّنة: هذا النوع يُضيفُ لمعانًا للشعر دون صبغه أو تلوينه بشكلٍ واضحٍ.
- الحناء السوداء: هذا النوع مصنوعٌ من صبغة النيلة وليس الحناء فقط من الناحية الفنية. وتحوي على مادةٍ كيميائيةٍ تُدعى بارافينيلين ديامين (PPD)، لذلك فعند استمرار ملامستها للبشرة أو الجلد أو فروة الرأس لفترةٍ طويلةٍ؛ فقد يُسبّب ذلك ردّ فعلٍ تحسسيٍّ.
إضافةً إلى ما سبق، ينبغي الحذر والانتباهُ إلى أنَّه يجب تجنُّب استخدام الحناء عند بعض أنواع الشعر. حيث يجب على الأشخاص ذوي الشعر الجاف والمُجعّد عدم استخدام الحناء. وفي حال أرادوا استخدامها؛ فعليهم مزجها مع نوعٍ من المرطبات الطبيعية للحفاظ على التوازن الزّهمي (hydrolipidic) للشعر. ويمكن للأصباغ التي تحتوي على بارافينيلين ديامين أن تسبب تهيجًا أو تندبًا في فروة الرأس ويجب تجنبها.
وفي دراسةٍ كان الهدف منها تقييم إمكانية الأكسدة في المختبر عند وجود مادة اللاوسون (Lawsone) وهي المادة الكيميائية الرئيسية الموجودة في الحناء، تظهر نتائجها أنَّ الحناء قد تكون سببًا محتملًا لانحلال الدم التأكسدي وفرط بيليروبين الدم الوليدي، حيث أنَّ مادة لاوسون الموجودة في الحناء هي عاملٌ قادرٌ على التسبب في انحلال الدم التأكسدي في مناطق العالم التي يوجد بها نسبةٌ عاليةٌ من نقص إنزيم الغلوكوز 6-فوسفات ديهيدروجينيز (G6PD) وفرط بيليروبين الدم غير المفسر، ويمكن أن يكون انحلال الدم التأكسدي الثانوي هو الحدث البادئ من استخدام الحناء على الجلد.
كما قد يكون للحناء تأثيرٌ مماثلٌ لمُدرّات البول، فقد يُقلّل تناول الحناء من مدى تخلُّص الجسم من الليثيوم. وهذا يمكن أن يزيد من كمية الليثيوم في الجسم؛ ويؤدي بذلك إلى آثارٍ جانبيةٍ خطيرةٍ. لذلك من المهم استشارة الطبيب قبل البدء بتناول الحناء في حال كان الشخص يتناول الليثيوم، حيث قد تحتاج جرعة الليثيوم إلى التغيير.
وبالنسبة للأنواع التجارية للحنة المباعة في الأسواق قد تختلف تركيبتها والمواد الداخلة في صناعتها وقد تحتوي على أصباغٍ ومواد كيميائيةٍ غير مدرجةٍ، لذلك فعندما تُؤخذ عن طريق الفم قد تكون غير آمنةٍ. وقد يتطلب ابتلاع الحناء عن طريق الخطأ عنايةً طبيةً فوريةً في حال وجود ردود فعلٍ تحسسيةٍ في الجسم، حيث يمكن أن تسبّب اضطراب المعدة وتقلص العضلات وربما الفشل الكلوي، وحتى تدمير خلايا الدم الحمراء (فقر الدم الانحلالي)، وفي حالاتٍ نادرةٍ الموت.
وقد يتم تقديم كثيرٍ من المنتجات التي يُزعَم أنها حناءٌ طبيعيةٌ، ولكنّها في الواقع لا تحتوي على الحناء. علاوة على ذلك، قد تحتوي هذه المنتجات على مادة بارافينيلين ديامين (PPD) والتي ترتبط بمخاطرٍ صحيّةٍ عديدةٍ، وخاصةً تفاعلات الحساسية الشديدة. لذلك من المهم الانتباه لمصدر الحناء ونوعيتها وهل هي طبيعية أم مصنّعة وتحوي موادًا كيميائيةً ضارّةً، ويجب على الرجال استشارة الطبيب قبل استخدامها لضمان نتائجٍ جيدةٍ ولكي تكون فوائد الحناء للذكر أكبر ما يمكن دون تعريضه للخطر.
هل حنة الشعر تضر الحامل؟
كثيرًا ما تُستَخدَم حنة الشعر بأنواعها عند النساء كنوعٍ من أصبغة الشعر المختلفة التي يتم تطبيقها على شعرهنَّ لإخفاء الشيب؛ أو لإعطاء الشعر مظهرًا جديدًا. لذلك يبقى لديهنَّ التساؤل الشائع هل حنة الشعر تضر الحامل فيما إذا استُخدِمَت أثناء الحمل؛ أم أنّ الاستخدام يكون آمنًا حينها؟ حيث يكون من الواجب على الحامل الاهتمام بصحتها وتجنّب المواد الخطيرة ما أمكن لما لها من انعكاساتٍ سلبيّةٍ على صحة مولودها لاحقًا.
- أنواع حنة الشعر والمواد الداخلة في تركيبها:
الحنة الطبيعية هي صبغةٌ طبيعيّةٌ للشعر مصنوعةٌ من مسحوق أوراق نبات الحنة، وهي مصرّحٌ باستخدامها فقط كصبغة شعرٍ. ولم يتمّ اعتمادها للتطبيق المباشر على الجلد، كما هو الحال في عملية تزيين الجسم المعروفة باسم (mehndi) في الهندية التي تعني "مراسم القِرَان".
ونظرًا لأنَّ الحنة الطبيعية عادةً ما تُعطي الشعر لونًا بنيًا أو برتقاليًا بنيًا أو بنيًا محمرًا، يجب إضافة مكوناتٍ أُخرى لإنتاج ألوانٍ أكثر دكونةً كالأسود، مثل تلك التي يتمّ تَسويقها على أنّها "الحنة السوداء" و "الحنة الزرقاء". وحتى التدرّجات اللونية البنّية من تلك المنتجات التي يتمّ تسويقها على أنّها حنةٌ طبيعيةٌ قد تحتوي على مكوناتٍ أُخرى تَهدِف إلى جعلها أغمق لونًا أو تجعل البقعة تدوم لفترةٍ أطول على الجلد. وهذا الاستخدام غير المُعتَمد للإضافات اللونية للحنة الطبيعية يَجعل هذه المُنتجات مغشوشةً وليست طبيعيةً بشكلٍ كاملٍ، وقد يكون من غير القانوني إدخال مستحضرات تجميلٍ مغشوشةٍ في بعض البلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
- محاذير استخدام حنة الشعر:
تُمثّل صبغات الشعر الدّائمة حوالي 70-80٪ من الصبغات المستخدمة في أوروبا. ويتمّ استخدام هذه المنتجات التجارية من قبل أكثر من 60٪ من النساء وبنسبة 5-10٪ من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عامًا، والذين يَصبغون شعرهم من ستٍّ إلى ثماني مرّاتٍ سنويًا.
غالبًا ما يكون المكوّن الإضافيّ المُستَخدم في غشّ الحنة عبارةً عن صبغة شعرٍ من قطران الفحم التي تحتوي على مادّة البارافينيلين ديامين (p-phenylenediamine PPD) وهي مادة كيميائية مؤكسدة تُعرف بأنها من مسببات الحساسية التلامسية القوية التي تسبب التهاب الجلد التماسي الفوري أو المتأخر. وهذا المكون يُمكن أن يُسبب عديدًا من التفاعلات الجلدية الخطيرة لدى بعض الأشخاص، وتعتمد شدّة الاستجابة التحسسية على تركيز ومدة التعرض لهذه المادة وتتباين الأعراض بين الحكّة الخفيفة إلى الصدمة التّأقية.
ولهذا السبب يكون لصبغات الشعر بيانٌ تحذيريٌّ وتعليماتٌ لإجراء اختبار الرقعة على منطقةٍ صغيرةٍ من الجلد قبل استخدامها على كامل الشعر أو البشرة. وفي الوقت ذاته قد يَستَخدم مُزيّن الشعر في بعض الأحيان صبغةً تحوي على مادّة البارافينيلين ديامين وحدها. وبموجب القانون، لا يُسمَح باستخدام مادة البارافينيلين ديامين في مُستحضرات التجميل المُعدَّة للاستخدام على الجلد.
وقد تلقَّت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عدّة تقاريرٍ عن إصاباتٍ جلديةٍ من المُنتجات التي يتمّ تسويقها على أنّها حنةٌ سوداءٌ ومنتجاتٌ طبيعيةٌ. لذلك يجب أن تُدرَج مكونات مستحضرات التجميل التي تُباع على أساس البيع بالتجزئة للمستهلكين على المُلصَق الخارجي، ومن دون مثل هذا الإعلان عن مكوناتها فإنّها تعدّ منتجاتًا مزوّرةً أو مغشوشةً.
ولتمييز الحنة الطبيعية عن المُقلّدة يمكن بدايةً الانتباه إلى لونها، حيث تكون الحنة الطبيعية ذات لونٍ بنيٍّ خالصٍ، وتحتاج عند استخدامها لساعاتٍ عديدةٍ حتّى تعمل بصورةٍ صحيحةٍ على الشعر، وتستمر نتائجها لبضعِ أسابيعٍ. أمّا الحنة السوداء فتكون سوداء اللون كالفحم، وتعمل بسرعةٍ وتستمر نتيجتها لحوالي أسبوعٍ فقط، وهي غير آمنةٍ للاستخدام عند الحامل وهذا ما يبيّن طرح النساء للتساؤل الشائع هل حنة الشعر تضر الحامل. لذلك إذا لم تتمكّن المرأة الحامل من التأكّد تمامًا من نوعية الحنة المراد استخدامها إذا كانت طبيعيةً أم مقلّدةً، فيجدر عدم استخدامها.
ومتابعةً للإجابة على سؤال هل حنة الشعر تضر الحامل؟ لا بدَّ من التنويه إلى أنَّ مادة البارافينيلين ديامين تُستَخدم أيضًا فيما يسمى "وشم الحنة الأسود" لتسريع عملية الصبغ، وتكثيف الصبغة وجعل "الوشم" يدوم لفترةٍ أطول. وعلى الرغم من اتخاذ إجراءٍ تشريعيٍّ ضد استخدام مادة البارافينيلين ديامين في هذه الأوشام في كلٍّ من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، إلّا أنّه لا تُوجَد حتى الآن رقابةٌ تنظيميةٌ على استخدام مادة البارافينيلين ديامين في منتجات صبغ الشعر.
وفي تجاربٍ عديدةٍ أُجريَت لمعرفة هل حنة الشعر تضر الحامل أم أنّها تكون آمنةً للاستخدام أثناءهُ، يَظهر من خلال نتائجها أنَّ الحنة الطبيعية تكون آمنةً للاستخدام، أمّا الحنة المصنعة التي تعدّ بمثابة صبغات الشعر الدائمة وهي الأكثر استخدامًا؛ فتكون حاويةً على المواد الكيميائية الضارّة كمادة البارافينيلين ديامين (PPD) أو المواد الكيميائية ذات الصلة من أجل إكساب الشعر اللون المرغوب، وبالتالي فهي تشكل خطرًا على الحامل عند التعرّض لها بكمّياتٍ كبيرةٍ ولمدّةٍ طويلةٍ. وتُعرّف مادة البارافينيلين ديامين (PPD) بأنها إحدى أكثر المواد المسبّبة للحساسية فاعليةً؛ والتي تسبب التهاب الجلد التماسي التحسسي.
في دراسةٍ تشخيصيةٍ أجريت على امرأةٍ حاملٍ (عند عمر 26 أسبوعًا من الحمل) تبلغ من العمر 33 عامًا راجعت قسم الطوارئ بسبب أنّها كانت تعاني لمدة يومين من الحكة الشديدة في فروة الرأس وتفاقم تورم الوجه بشكلٍ متزايدٍ والذي امتد إلى الرقبة على مدار الـ12 ساعة السابقة لمراجعتها قسم الطوارئ، تبيّن من خلال التشخيص أنّه لم تكن لديها صعوبةٌ في التنفس. لكن ظهرت لديها الحكة والتورم بعد 3 أيامٍ من استخدامها صبغة الشعر، رغم أنَّ المريضة لم يكن لديها أيُّ تاريخٍ من ردود الفعل التحسسية تجاه صبغة الشعر أو وشم الحنة الأسود. حيث أنّه تم تشخيص حالتها بأنّها من النمط الرابع من تفاعل فرط الحساسية المتأخر. وقد تبيّن استخدام المريضة لإحدى حنة الشعر الدائمة الحاوية على مادة البارافينيلين ديامين (PPD). وبعد إعطائها العلاج بمضادات الهيستامين والستيروئيدات عن طريق الوريد، انخفض تورم الوجه وتعافت المريضة تمامًا في اليوم التالي.
ولمعرفة هل حنة الشعر تضر الحامل، يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّه نظرًا لأنَّ مزيدًا من الأشخاص الأصغر سنًا يميلون إلى صبغ شعرهم؛ فقد لوحظ في كثير من الأحيان عقابيل حساسيةٍ لاحقةٍ بسبب الحساسية لمادة البارافينيلين ديامين في هذه الفئة من السكان. بالإضافة إلى ذلك، سيزداد أيضًا عدد النساء الحوامل اللواتي يَصبغن شعرهنَّ، مع وجود مخاطرٍ محتملةٍ للأم والطفل.
ويُظهر الأفراد المصابون بالتهاب الجلد التماسي التحسسي بعد التعرض لمادة البارافينيلين ديامين نشاطًا متزايدًا للسيتوكينات Th2 (الانترلوكينات 4 و5 و13) في المستقبلات البروتينية من مجموعة التمايز الرابعة CD4 والمستقبلات البروتينية من مجموعة التمايز الثامنة CD8 للخلايا التائية. وكذلك يلعب التهاب الجلد التماسي التحسسي المادة دور الوسيط في زيادة خطر نقل الإصابة بالربو عند الأم إلى أطفالها. وبالرغم من أنَّ التسبب في الإصابة بالربو يكون له عدَّة عواملٍ ولم يتمَّ فهمه بالكامل بعد؛ إلّا أنَّ التهاب الجلد التماسي التحسّسي يعدّ أحد الآليات التي قد تسبب زيادة خطر الإصابة بالربو في المواليد.
وحتّى الآن، لم يتمّ إجراء تقييمٍ مناسبٍ لجميع المخاطر المُحتَملة من صناعة صبغات الشعر، والمواد الكيميائية المستخدمة فيها بشكلٍ صحيحٍ، وهل حنة الشعر تضر الحامل بشكلٍ أكيدٍ. لذلك لا بدّ للحكم على مدى سلامة استخدام حنة الشعر أثناء الحمل من إجراء دراساتٍ أوسع. كما قد يكون من الضروري وضع قواعدٍ مُحدّدةٍ، أو حتى قوانينٍ فيما يتعلق باستخدام صبغات الشعر التي تحتوي على مركب البارافينيلين ديامين من أجل حماية الحامل وجنينها وبالتالي الأطفال.
هل حناء فاتيكا تضر الحامل؟
تُستخدمُ حناء فاتيكا المعروفةُ كعلامةٍ تجاريةٍ عالميّةٍ بشكلٍ كبيرٍ عند النساء لصبغ الشعر، لكن عندما يتعلّق الموضوع بالحمل ستراود النساء مخاوفُ من استخدامها أثناء الحمل. فهل حناء فاتيكا تضر الحامل؟ وما هي الأنواع والألوان الآمنةُ منها حيث يكون لها عدّة تدرجاتٍ لونيةٍ؟
ولكي يتمّ توضيح التساؤل المطروح هل حناء فاتيكا تضر الحامل عندما تستخدمها لصبغ شعرها خلال الحمل، لا بدَّ من التطرّق إلى المواد الداخلة في تركيبة حناء فاتيكا أولًا؛ ومن ثمَّ تبيان سلامة وأمان كلّ مكونٍ منها والأضرار المحتملة له، لكي تتشكل الصورةٌ الواضحةٌ عن مدى أمان استخدامها عند النساء عمومًا؛ وهل حناء فاتيكا تضر الحامل أثناء الحمل أم أنّها آمنة الاستخدام.
- مكونات حناء فاتيكا Vatika Henna:
تختلف مكوّنات حناء فاتيكا عن الحناء الطبيعية البرتقالية اللون التي تكون فقط عبارةً عن مسحوق أوراق نبات الحناء، (Lawsonia inermis) التي تُعرَف بأنّها شجيرةٌ معمّرةٌ تنتمي إلى عائلة Lythraceae. وتشكّل الحناء جزءًا كبيرًا من الصناعات المختلفة لعديدٍ من التطبيقات السريرية والتجميلية والصيدلانية. وكذلك الأمر يجري باستمرارٍ إضافة مزيدٍ من الاستخدامات والتطبيقات لمنتجات الحناء الثانوية. ويُظهر نبات الحناء مجموعةً متنوعةً من الفعاليات الحيوية والنشاطات المضادة للميكروبات مثل مضادات الأكسدة القوية ومضادات الالتهاب.
وبحسب الموقع الرسمي للشركة المصنّعة لحناء فاتيكا والمنتجات الأخرى للعناية بالشعر (Dabur India) تكون حناء فاتيكا خاليةً من الأمونيا التي تُضاف عمليًّا إلى أنواع صبغات الشعر الأخرى، وتعمل حناء فاتيكا على تغطيةٍ كاملةٍ للشعر بلونٍ غنيٍّ وطبيعيٍّ مع لمعانٍ واضحٍ مع تغذية الشعر وإكسابه نعومةً. حيث تحوي عبوة حناء فاتيكا المباعة تجاريًا على 6 أكياسٍ كلٌّ منها لاستخدامٍ واحدٍ وبالتالي تكفي العبوة لـ 6 استخداماتٍ.
وتدَّعي الشركة المصنّعة لحناء فاتيكا أنّها طبيعيةٌ كونها تتركب أساسًا من مسحوق أوراق نبات الحناء الطبيعية (Lawsonia Inermis)، وأنها تحتاج فقط لخلطها بالماء العادي دون إضافاتٍ أخرى، لكنَّ ذلك غير صحيحٍ تمامًا، حيث ما زالت حناء فاتيكا تحوي على مكوّناتٍ كيميائيةٍ أُخرى مضافةٍ إلى مسحوق الحناء الطبيعية مثل بيروكسيد الباريوم وبارا فينيلين ديامين (PPD) وحامض الليمون (الستريك) وكاربوكسي ميثيل السليلوز وكبريتات الصوديوم ومسحوق فيلانثوس إمبليكا (أملا) ومسحوق الأكاسيا كونسينا (الشّيك) وغيرها.
لذلك ما تزال محاذير استخدام صبغات الشعر الدائمة الحاوية على مادة البارافينيلين (PPD) تسري على حناء فاتيكا أيضًا.
- الأضرار المحتملة لاستخدام حناء فاتيكا أثناء الحمل:
يتمّ استخدام صبغات الشعر الحاوية على مادة البارافينيلين ديامين (PPD) مثل حناء فاتيكا على نطاقٍ واسع على مستوى العالم بسبب وفرتها وانخفاض تكلفتها. وتُعرَف مادة البارافينيلين ديامين، وهي إحدى المواد الكيميائية الرئيسية الداخلة في أصبغة الشعر بأنها مادةٌ سامةٌ. لذلك قد يحمل صبغ الشعر في طياته آثارًا ضارةً مختلفةً، بما في ذلك الآثار السلبية على صحة الإنسان، وخاصةً أثناء الحمل.
يعدّ شبه فينيلين الديامين أو البارافينيلين ديامين (PPD) مركبًا أمينيًّا عطريًّا صيغته الكيميائية هي (C6H8N2)، وهو مسحوقٌ ذو لونٍ أبيض إلى أرجواني فاتح؛ يتحوَّل إلى اللون الغامق عند التعرُّض للهواء (أي بمعنىً آخر يتأكسد، ويتحول أولًا إلى اللون الأحمر، ثم البني ثم الأسود في النهاية)، ويكون المركب قليل الذوبان في الماء. ويستخدم بشكلٍ أساسيٍ كعنصرٍ من مكونات منتجات صبغ الشعر المؤكسدة بتركيز يبلغ 4٪ كحدٍّ أقصى، ومع ذلك، بعد المزج بنسبة 1:1 مع بيروكسيد الهيدروجين قبل استخدام هذا التركيز سيصبح هذا التركيز منه 2٪ فقط في وقت التطبيق على الشعر.
ويمكن أن يتعرَّض الأفراد مهنيًا إلى مركب البارافينيلين أثناء تصنيعه أو استخدامه، وقد يحدث التعرُّض من خلال الاستنشاق و/أو ملامسة الجلد و/أو العين والابتلاع عند الحامل. ويمكن أن يؤدّي التعرض قصير المدى لمستوياتٍ عاليةٍ من البارافينيلين إلى التأثيرات الحادة مثل التهاب الجلد الشديد وتهيُّج العين والربو والتهاب المعدة والفشل الكلوي والدوار والرّعشة والتشنجات والغيبوبة لدى البشر وخصوصًا لدى المرأة الحامل.
أمَّا التعرض طويل الأمد (التأثير المُزمِن) لمركب البارافينيلين فقد يؤدّي إلى التهاب الجلد التماسي الأكزيمائي عند الإنسان. لذلك تعدّ مادة (PPD) مادةً مسبّبةً للحساسية. وحتى لو لم يكن لدى الحامل ردّة فعلٍ في المرة الأولى التي تتعرّض فيها للبارافينيلين؛ بإمكانها أن تُصبح حساسة تجاهها بمرور الوقت، ويُمكن أن يكون للبارافينيلين ردّة فعلٍ سلبيّةٍ عند إعادة التعرض لها.
بالإضافة إلى ذلك، قد تُثير مادة البارافينيلين حساسيةً مُتصالبةً، ممّا يجعل النساء اللواتي لديهنَّ حساسيةً من المواد الأخرى التي تحوي على مركباتٍ أمينيةٍ شبه مُستبدَلة. ولا توجد معلوماتٌ متاحةٌ عن تأثيرات البارافينيلين على الإنجاب أو نمو الجنين أو التأثيرات المسرطنة. ومع ذلك، أفادت البارافينات المكلورة القصيرة السلسلة أنَّه عند اتّحاد البارافينيلين مع بيروكسيد الهيدروجين قد يكونان مسرطنان وفقًا للدراسات التجريبية التي أُجريت على الفئران.
ويتم خلط بارا-فينيلين ديامين مؤخرًا مع الحناء الطبيعية مثل حناء فاتيكا لإعطاء لون خشب الأبنوس الداكن (الحناء السوداء) بدلًا من اللون البرتقالي المحمرّ الناتج عن الحنة الطبيعية لوحدها. ويكون السبب الآخر لإضافة البارافينيلين إلى الحناء الطبيعية هو تسريع عملية الوشم أو بمعنىً آخر تقصير وقت عملية الوشم، بينما يستغرق الصبغ بالحناء الطبيعي من 4 إلى 12 ساعة. لذلك يمكن أن يُقلل إضافة البارافينيلين هذا الوقت إلى ساعةٍ أو ساعتين فقط؛ وأيضًا سيكون استمرار تأثيرها على الشعر طويل الأمد.
لذلك قبل أن تُقرّر المرأة الحامل استخدام أيّ نوع من صبغات الشعر مثل حناء فاتيكا عليها الانتباه لوجود المركبات الكيميائية السامة فيها والتي قد تكون ضارةً عند استمرار التعرض لها لفتراتٍ طويلةٍ وبكمياتٍ كبيرةٍ. والاتجاه لاستخدام منتجاتٍ موثوقةٍ أو طبيعيةٍ أقلّ ضررًا.
هل حنة جلوري مضرة للحامل؟
تقوم النساء عادةً بصبغ شعرهنَّ قبل الحمل أو أثناءه، وقد تَستخدم النساء أنواعًا مختلفةً من الحنة التي قد تكون حنة جلوري إحداها، لذلك قد تسأل النساء هل حنة جلوري مضرة للحامل أم أنّه يمكن استخدامها بأمانٍ خلال الحمل. ولمعرفة هل حنة جلوري مضرة للحامل فعلًا لابدَّ من معرفة المواد الداخلة في تركيبها وهل هذه المواد تسبب الضرر للحامل أم لا.
يكون من غير المحبّذ صبغ شعر الحامل أثناء الحمل باستخدام الصبغات الكيميائية غير المضمونة أو الموثوقة، حيث أنَّ الحنة أحيانًا تُبَاع على أنّها طبيعيةٌ بشكلٍ كاملٍ، ولكنها في الحقيقة تكون حاويةً على موادٍ كيميائيةٍ ضارةٍ مثل مادة البارافينيلين ديامين (PPD) أو المؤكسدات المُضافة كبيروكسيد الباريوم وهذه المواد كيميائية قد تسبّب ردود فعلٍ تحسسيةٍ أو قد تتفاعل مع الدم عن طريق الجلد ممّا قد يسبب أضرارًا محتملةً للحامل وجنينها.
- مكونات حنة جلوري وأضرارها المحتملة:
لكي يكون لدينا تصوّرٌ واضحٌ هل حنة جلوري مضرة للحامل حقًّا، يجب أوّلًا معرفةُ ما هي مكوناتها. وحسبما هو مكتوبٌ على العلبة التي تباع للمستهلكين من حنة جلوري، فإنّها تتكوَّن من مسحوق أوراق الحنة (الحنة الطبيعية)، و2-نيتروبارافينيلين ديامين (PPD)، وحامض الليمون (الستريك)، وبيروكسيد الباريوم، وكربونات المغنيسيوم بالإضافة إلى موادٍ حافظةٍ.
ويستخدم للتفاعل الكيميائي للصبغة حمض الليمون (Citric acid)، أمّا كبريتات أو كربونات المغنيسيوم فهي مادةٌ حافظةٌ لكنها ليست ضارةً عندما تكون بنسبٍ معقولةٍ.
وتُعدّ تلك المكونات، عدى مسحوق الحنة الطبيعية وحمض الليمون، من المواد الكيميائية الضارّة للإنسان وخصوصًا المرأة الحامل، فقد درس عديدٌ من الباحثين والعلماء بشكلٍ خاصٍّ الأريل الثنائي الأمين أو ما يُعرف بمادة البارافينيلين أو البارافينيلين ديامين (PPD)، ومدى تحول هيئتها، وسميتها إضافةً إلى الدراسات المخبرية للطفرات الخبيثة. وقد وجدت إحدى الدراسات وجود تأثيرٍ محتملٍ للحساسية لمادة البارافينيلين في صبغة الشعر السوداء. كما وجدت دراسةٌ أخرى التأثير الحَصريّ المسبب للحساسية لمادة البارافينيلين أو البارافينيلين ديامين.
ورغم أنّه تم استخدام الحناء كصبغة شعرٍ تجميليةٍ منذ 6000 عام، حيث كانت الأوراق تطحن لتصبح على هيئة مسحوقٍ ناعمٍ ثم يتمّ خلطها بالماء لتشكيل عجينةٍ تُوضَع على الشعر لتعطي اللون والتنعيم إلى الشعر، لكنّه في السنوات الأخيرة أصبحت تُخلَط مع عوامل الصبغة الوسيط والمؤكسدة مثل بيربورات الصوديوم (الذي تمّ حظره مؤخرًا لاستخدامه في مستحضرات التجميل) ومادة بيروكسيد الباريوم أيضًا من أجل إيصال اللون المطلوب للشعر. ووفقًا لرأي اللجنة العلمية للمنتجات الاستهلاكية في الاتحاد الأوروبي (SCCP) ولجنة اللجنة العلمية لسلامة المستهلك في الاتحاد الأوروبي (SCCS)، كان أقصى تركيز لمادة البارافينيلين ديامين كعامل تلوينٍ في صبغات الشعر 2٪ للاستخدام على الرأس. ولا تكون احتمالات السمية ناتجةً من الشكل النقي لأمينات الأريل (بارافينيلين ديامين)، ولكن تزداد الإمكانات السمية بسبب ارتفاع درجة الحموضة وعامل الأكسدة المُضاف مثل بيروكسيد الباريوم.
وبشكلٍ عام تعمل العوامل مؤكسدة مثل البيروكسيد على تعزيزٍ مؤقتٍ لمادة بارافينيلين ديامين (PPD) وتشكيل المعقد الكيميائي (Dimer). وتكون القرائن عبارةً عن مركبٍ عطريٍّ مشتقٍّ من البِنزِين، يتم استبداله بمجموعاتٍ مانحةٍ للإلكترون لمنح خاصية الأكسدة السهلة وبالتالي تعمل المؤكسدات كمطورٍ لونيٍّ. كما يلعب الأس الهيدروجيني لخليط الصبغة دورًا حاسمًا في آلية الألوان الدائمة، حيث يُعزّز الوسط القلوي، ذي الأس الهيدروجيني الأعلى، فتح بشرة الشعر ويفيد في تغلغل جزيئات الصبغة في القشرة الخارجية للشعر بطريقةٍ سريعةٍ. ومع ذلك، يتم تحفيز التفاعل الأولي بواسطة العامل المؤكسد ويحدث التفاعل في القشرة الخارجية للشعر، وعند التعرُّض لفترةٍ طويلةٍ أو لكمّيةٍ كبيرةٍ من هذه المركبات قد يتسبّب ذلك بأضرارٍ صحّيةٍ للحامل تتباين أعراضها من ردود الفعل التحسسية الخفيفة إلى الإجهاض حتّى.
وقد يحدث بعض التفاعل أيضًا في الطبقة الخارجية من الشعر، أي بشرة الشعر ويمكن إزالتها بسهولةٍ عن طريق غسل الشعر بالشامبو. كما يتمّ استخدام هيدروكسيد الأمونيوم وأمينوإيثيل بروبانول وإيثانول أمين بشكلٍ منتظمٍ في صبغات الشعر كعواملٍ قلويّةٍ.
وبالمثل، يعمل بيروكسيد الهيدروجين وثاني أكسيد الكالسيوم والصوديوم كعاملٍ مُؤكسدٍ لكلٍّ من بورات وبيروكسيد الباريوم. ويُطلِق بيروكسيد الهيدروجين جزيء الأكسجين مباشرةً. لذلك فإنَّ احتواء مسحوق الحنة على العوامل المؤكسدة مثل، بيروكسيد الكالسيوم، بيروكسيد الباريوم، وما إلى ذلك، من شأنه أن يُطلق جزيء الأكسجين عندما يتفاعل مع الماء وبالتالي تسريع الأكسدة في الوسط القلوي. لذلك وضمن سياق الإجابة عن تساؤل النساء هل حنة جلوري مضرة للحامل يجب الانتباه لمكوناتها حيث تحوي حنة جلوري على كلٍّ من المواد الكيميائية الضارة المذكورة البارافينيلين (PPD) وبيروكسيد الباريوم، لذلك تكون حنة جلوري مضرة للحامل عند استخدامها. وقد كشفت الدراسات أنَّ تكوين قاعدة باندروفسكي الخاصة بمواد صبغات الشعر الضارة يَعتمد على الأس الهيدروجيني وظروف الوسط القلوية ومدّة التفاعل وتركيز القلويات.
أخيرًا، صحيحٌ أنَّ الحنة الطبيعية وحتّى الكميات القليلة من الحنة السوداء مثل حنة جلوري قد تكون آمنةٌ للاستخدام أثناء الحمل، لكن يفضّل تجنّب صبغ الشعر أو وضع أيّ نوعٍ من الحنة المصنّعة خلال الحمل، حيث أنَّ صبغ الشعر باستخدام الحنة المصنّعة الحاوية على المواد الكيميائية الضارة من شأنها أن تسبّب مشكلاتٍ مرضيّةٍ عند الحامل أو جنينها.
إرشادات وضع الحناء للحامل
من أجل سلامة الحامل عند الشروع بتطبيق الحناء على شعرها وجلدها، هناك طرق سلامة يتوجب اتباعها، وهي:
- قراءة مكونات المنتج، والتأكد من أن الحناء طبيعية، وإن لم يتم التأكد من طبيعية المنتج يجب عدم استخدامه.
- يمكن صنع خليط الحناء في المنزل وذلك الأكثر أمانًا.
- ملاحظة أن منتج الحناء الطبيعي بني اللون، ويحتاج إلى ساعات كي يظهر لونه على الشعر والبشرة ويدوم لفترات طويلة. أما الحناء السوداء فهي تصبغ بسرعة، وتزول في فترة قصيرة ولونها أسود قاتم.
- توفير مكان يتخلله الهواء، وغير مغلق عند تطبيق الحناء الطبيعية للمرأة الحامل.
- الجلوس بوضعية مريحة للحامل، وبإمكانها الاستلقاء عند وضع الحناء على الشعر.
- طلب المساعدة عند القيام بغسل الشعر لأنه يتطلب وقتا.
طرق إزالة الحناء
تتميز الحناء الطبيعية بطول فترة تواجدها على الجلد والشعر، لكن لم تقدم الشركات التجميلية أي منتج يقوم على إزالتها، فيما يلي سيتم عرض طرق تساعد على إزالة الحناء من الجسم:
- يمكن تكرار تجربة نقع المنطقة المصبوغة بالحناء بالماء الدافئ، وهي أسهل وأأمن طرق إزالة الحناء.
- يمكن إزالة الحناء عن الجسم من خلال فركها بالليمون بلطف، فهو يعمل عمل مبيض إزالة البقع.
- يستخدم معجون الأسنان في إزالة الحناء، وذلك من خلال وضعه على المكان المراد إزالة الحناء عنه، وتركه حتى يجف عليها، ومن ثم فركه وغسله بالماء.
- يعتبر زيت الزيتون فعالًا في إزالة الحناء عن كل من الجلد والشعر، كما لا يضر بالشعر عند الاستخدام، وكونه مرطبًا للبشرة ولا يتسبب بالتحسس، إذ يمكن تطبيقه على الجلد والشعر عدة مرات من خلال تغميسه بقطنة وتمريره على المناطق المراد إزالة الحناء عنها.
- يمكن استخدام الماء المملح في إزالة الحناء، فللمح دور كبير في تفتيت مادة الحناء والتخلص منها.
هل الزنجبيل مضر للحامل في الشهور الأخيرة؟
تعاني كثيرٌ من النساء الحوامل من غثيان الصباح الذي قد يكونُ شائعًا طوال فترة الحمل، وقد تشمل خيارات العلاجات المنزلية المتنوعة تناول الزنجبيل كمشروبٍ، لذلك تتساءل كثيرٌ من النساء هل الزنجبيل مضر للحامل في الشهور الأخيرة أم أنّه آمن الاستخدام لتقليل حدوث الدّوخة أو الغثيان. لذلك لا بدّ من التطرّق إلى أهمّية الزنجبيل وفوائده للإنسان بشكلٍ عام؛ وللمرأة الحامل بشكلٍ خاص كعلاجٍ شائعٍ لغثيان الصباح، وهل الزنجبيل مضر للحامل في الشهور الأخيرة للحمل عند استخدامه كمشروبٍ لعلاج الغثيان حقًّا أم أنّ ذلك مجرّد مخاوفٍ.
- فوائد الزنجبيل:
الزنجبيل (Zingiber officinale Roscoe) نباتٌ عشبيٌّ معروف، يُستخدم على نطاقٍ واسعٍ كنوعٍ من المُنكّهات التوابل وفي طب الأعشاب لعدّة قرونٍ. علاوة على ذلك، فإن تناول جذور الزنجبيل هو علاجٌ تقليديٌّ نموذجيٌّ للتخفيف من مجموعةٍ واسعةٍ من الأمراض والمشكلات الصحية الشائعة؛ التي تشمل التهاب المفاصل والروماتيزم والالتواء، والأوجاع العضلية، وآلام واحتقان الحلق، والإمساك والتشنجات، وعسر الهضم، والقيء، وارتفاع ضغط الدم، والخرف، والحمى، والأمراض المُعدِيَة، وداء الديدان الطفيلية.
وإجابةً عن التساؤل المطروح لمعرفة هل الزنجبيل مضر للحامل في الشهور الأخيرة، يجدر ذكر أنّه تمّ إجراء عددٍ كبيرٍ من التجارب السريرية العشوائية (RCTs) لفحص تأثير الزنجبيل المضادّ للقيء في حالاتٍ مختلفةٍ مثل دوار الحركة والحمل وما بعد التخدير، وقد جرى عزل أكثر من 100 مركبٍ تقريبًا من الزنجبيل. وعلى وجه التحديد، فإنَّ الفئات الرئيسية لمركبات الزنجبيل الفعّالة هي: الجينجيرول، والشوغول، والزينجبرين، والزينجرون، بالإضافة إلى مركباتٍ أخرى أقل شيوعًا، بما في ذلك التربين والفيتامينات والمعادن. وتعدّ مركبات الجينجيرول (gingerols) من بينها بمثابة المكونات الأساسية في الزنجبيل، التي وَرَد أنّها تمتلك عديدًا من الفعاليات الحيوية.
نتيجةً لذلك، تم اكتشاف العديد من الفعاليات الحيوية للزنجبيل ذات الصلة بالمركبات الفينولية مثل الجنجرول والشوغول والبارادول، وشملت الفعاليات المضادة للأكسدة والمضادة للبكتيريا والمضادة للالتهاب العصبي على سبيل المثال لا الحصر. وفي السنوات الأخيرة، توسعّ طيف فوائد الزنجبيل ليشمل الفعالية المضادة للسرطان وكذلك الغثيان والقيء الناجمين عن العلاج الكيميائي للسرطان (CINV)، والخواص المخفّضة للتعب، وكذلك خواص تعزيز نشاط الجسم أثناء العمل اليومي وتحسين نوعية الحياة للمرضى.
ومتابعةً للإجابة عن التساؤل السابق هل الزنجبيل مضر للحامل في الشهور الأخيرة، لا بدّ من معرفة أنَّ الفعاليّات الدوائية الرئيسية للزنجبيل والمركبات الفينولية المعزولة منه تشمل التأثيرات المُعدّلة للمناعة، والتأثير المضاد للأكسدة، والتأثير المضاد للأورام، والتأثير المضاد للالتهابات، والتأثير المضاد لتموّت الخلايا المُبرمَج، وتأثيرًا مضادًّا لفرط سكر الدم، والتأثير المضاد للشحوم والبدانة، والتأثير المضاد للغثيان والقيء، والفعالية في حماية القلب والأوعية الدموية، وحماية الجهاز التنفسي. لذلك يُعدّ الزنجبيل مادةً قويةً مُضادّةً للأكسدة؛ ويُمكن أن تخفّف أو تمنع توليد الجذور الحرة في الجسم. وبالتالي يعدّ الزنجبيل مستحضرًا عشبيًّا آمنًا للحامل في الشهور الأخيرة مع بعض الآثار الجانبية أو القليلة الضارة.
تتعدّد مكونات الزنجبيل وتختلف حسب مكان المنشأ وما إذا كانت جذور الزنجبيل طازجةً أو جافّةً. وتعتمد رائحة الزنجبيل بشكلٍ أساسيٍّ على الزيت الطيّار الذي يتراوح مردوده من 1% إلى 3%. وقد تمّ تمييز أكثر من 50 مكونٍ من هذه الزيوت وهي تصنّف في الأساس ضمن مجموعتين:
- أحاديات التيربينويد: مثل بيتا-فيلاندرين، الكامفين، السينول، الجيرانيول، الكوركومين، السيترال، التيربينول، البورنيول.
- والسيسكيتيربينويدات (التربينويدات الحلقية): مثل ألفا- الزنجبيرين (30-70%)، بيتا-السيسكوفيلاندرين (15-20%)، بيتا- البيسابولين (10-15%)، ألفا- الفيرنيسين، الأركوركومين، الزنجبيرول.
وتَرجِع الرائحة النفّاذة للزنجبيل الطازج في المقام الأول إلى مركبات الجينجيرول، وهي سلسلةٌ متماثلةٌ من الفينولات. ويكون المركب الأكثر وفرةً هو 6- جينجيرول، على الرغم من وجود كمياتٍ أصغر من مركبات الجينجيرول الأخرى ذات الأطوال المختلفة للسلاسل. وكذلك تَنتُج الرائحة النفّاذة للزنجبيل الجاف أساسًا من مركبات الشوغول، التي تتشكل من الجينجيرول المقابل أثناء المعالجة الحرارية.
ويوجد حاليًا اهتمامٌ متجدّدٌ بالزنجبيل، وهناك عددٌ من الأبحاث العلمية التي تهدف إلى عزل وتحديد المكونات النشطة للزنجبيل، والتحقق العلمي من تأثيراته الدوائية ومكوناته الفعّالة، والتحقق من أسس استخدام الزنجبيل في بعض الحالات والأمراض، وهل الزنجبيل مضر للحامل في الشهور الأخيرة.
أدت هذه الأنشطة الدوائية والفسيولوجية المحتملة للزنجبيل إلى زيادةٍ كبيرةٍ في أعداد الدراسات الاستقصائية حول الفوائد الصحية للزنجبيل. وفي الواقع تمّ إجراء عددٍ كبيرٍ من التجارب التي تهدف إلى اكتشاف فوائد الزنجبيل في تقليل بعض أعراض الحالات أو الأمراض. فعلى سبيل المثال، تمّ اختبار فعالية مكملات الزنجبيل في تقليل الغثيان والقيء الناجمين عن العلاج الكيميائي (CINV) عند مرضى السرطان.
كما تم تقييم فعالية الزنجبيل في تقليل عُسر الطمث عند النساء عند تناوله عن طريق الفم؛ ووُجِدَ أنَّ الزنجبيل يمكن أن يسيطر بشكلٍ فعّالٍ على آلام الدورة الشهرية في حالات عُسر الطمث عند النساء . وقد كشفت دراسةٌ أخرى أنَّ تناول الزنجبيل يُساهم في تخفيض مستوى الدهون في الدم ويفيد أيضًا في التحكم في سكر الدم (الغلوكوز) وحساسية الأنسولين والهيموجلوبين الجليكوزيلاتي (HbA1c) لمرض السكري من النمط الثاني بالإضافة إلى ذلك، تم اقتراح فاعلية الزنجبيل بانتظامٍ في تخفيف التهاب المفاصل، والاختلال الوظيفي المَعدي، والسرطانات.
- الزنجبيل لغثيان الصباح (دوار الصباح) عند الحامل:
غثيان الصباح هو دوارٌ وقيءٌ يحدثان أثناء الحمل وتعاني كثيرٌ من النساء منه وخصوصًا خلال الثلث الأول من الحمل، وبالرّغم من تسميته هكذا، فإنه يمكن أن يَحدُث في أيّ وقتٍ خلال الليل أو النّهار. وقد تشمل خيارات العلاج عندهنَّ عديدًا من العلاجات المنزلية المتنّوعة، مثل تناول وجباتٍ صغيرةٍ خلال اليوم؛ واحتساء الزنجبيل؛ أو تناوُل الأدوية المُتاحة دون وصفةٍ طبيةٍ لتخفيف الدوار والغثيان. وفي حالاتٍ نادرة، قد يكون غثيان الصباح شديدًا ويتفاقم إلى حالة تُعرف باسم القيء الحملي المُفرط HG، ويحدث هذا عندما تظهر على الحامل المصابة بالغثيان والقيء الحملي أعراضٌ شديدةٌ قد تُسبِّب الجفاف الشديد؛ أو تؤدي إلى فقدان أكثر من 5% من وزن الجسم قبل الحمل. وقد تتطلب هذه الحالة دخول المشفى والعلاج باستخدام الأدوية والسوائل الوريدية، وهناك بعض الحالات النادرة التي تحتاج إلى استخدام أنبوب التغذية لعلاجها.
يُؤثّر الغثيان والقيء أثناء الحمل NVP على ما يَقرب من 70-80% من النساء الحوامل، ويكون الزنجبيل (Zingiber officinale) هو العلاج العشبي الأكثر استخدامًا في إدارته. وكغير العلاجات التقليدية، فإنَّ العلاجات العشبية مثل الزنجبيل قد يكون لها أضرارٌ محتملة كما فوائدها وهذا ما أدى إلى اهتمام النساء بمعرفة هل الزنجبيل مضر للحامل في الشهور الأخيرة. حيث تحتاج النساءُ اللواتي يُعانين من الغثيان إلى إعلامهنَّ بذه المضار المحتملة من أجل تجنّبها والبحث عن مزيدٍ من خياراتهنَّ العلاجية.
يحتل الغثيان والقيء أثناء الحمل مرتبةً عاليةً بين الشكاوى الأكثر شيوعًا خلال الأسابيع الأولى من الحمل والتي قد تظهر في أيّ وقتٍ من الحمل. وفي الممارسة السريرية، يتردَّد كلٌّ من المرضى والأطباء في استخدام الأدوية أثناء الحمل بسبب احتمال إيذاء الجنين، لكن رغم ذلك في كثيرٍ من الحالات قد يتطلّب الغثيان أثناء الحمل العلاج ممّا يترك المرأة الحامل والطبيب في حيرةٍ من أمرهم سواء لاستخدام الأدوية التقليدية أو ترك الحالة دون علاجٍ وهذا ما يجعل النساء تتساءل هل الزنجبيل مضر للحامل في الشهور الأخيرة أم أنّه آمنٌ للاستخدام.
وقد تتعرَّض عديدٌ من النساء الحوامل لشكلٍ أكثر حدّةً واستمراريةًّ من القيء المعروف باسم التقيؤ الحملي؛ والذي يمكن أن يؤدّي إلى الجفاف، واضطرابات الكهارل في الجسم، وتلف الكبد، علاوةً عن موت الجنين أو وفاة الأم وجنينها في الحالات القصوى، وقد تحدث هذه الحالة فيما يقرب من 2% من حالات الحمل.
ويمكن أن يكون علاج هذا الغثيان باستخدام الأدوية التقليدية معقدًا بسبب التغيرات الفسيولوجية الكبيرة التي تحدث أثناء الحمل مثل تلك التي تحدث في حركية الجهاز الهضمي وحجم البلازما والترشيح الكبيبيّ للكلى، حيث ستؤثر هذه التغيُّرات بشكلٍ أكيدٍ على الحرائك الدوائية المختلفة للأدوية؛ بما في ذلك الامتصاص والتوزيع والتمثيل الغذائي والإفراز. وتكون عديدٌ من الأدوية قادرةً على عبور المشيمة والوصول إلى الجنين. لذلك، ليست كل الأدوية فعّالةً وآمنةً أثناء الحمل.
ويُنظر إلى العلاجات العشبية تقليديًا على أنّها بدائل للأدوية التقليدية، وفي السنوات الأخيرة المنصرمة كان هناك اهتمامٌ متزايدٌ في استخدام العلاجات العشبية لعلاج كثيرٍ من الحالات بما في ذلك الغثيان أثناء الحمل، وكان من بين هذه العلاجات العشبية المستخدمة بشكلٍ شائعٍ الزنجبيل. وربما ظهر اعتقادٌ أنَّ المستحضرات العلاجات العشبية ذات سلامة وأمانٍ عند استخدامها لأن العلاجات العشبية غالبًا ما يتم الإعلان عنها على أنها لطيفةٌ وآمنةٌ ولها خصائص فريدةٌ غير موجودةٍ في العلاجات الدوائية التقليدية الأخرى، وهذه الادعاءات ليست صحيحةً وتفتقر إلى الأساس العلمي.
يُعدّ الزنجبيل هو التدخُّل غير الدوائي الوحيد الذي أوصَت به الكلية الأمريكية لأمراض النساء والتوليد ACOG. ويُعتقد أنَّ الزنجبيل يُساعد في تحسين تدبير الغثيان والقيء أثناء الحمل عن طريق تحفيز حركة الجهاز الهضمي؛ وتحفيز تدفُّق إفرازات اللعاب والصفراء والمعدة. وثبَت أنَّ أحد مكونات الزنجبيل له نشاطٌ مُماثلٌ لمضاد مستقبلات السيروتونين 5-HT3 الأوندانسيترون. بالإضافة إلى ذلك، وجِدَ أنَّ مستخلص الزنجبيل يَمنَع نموّ بعض سلالات البكتريا الملوية البوابية الجرثومة البوابية (Helicobacter Pylori).
وتظهر دراسةٌ تفضيل 70 % من النساء المصابات بالقيء الحملي المُفرط فترة المعالجة بـ 250 ملغ من مسحوق جذر الزنجبيل أربع مراتٍ يوميًا على فترة العلاج التي تناولن فيها العلاج الوهمي، وقد أبلغت النساء المشاركات في التجربة اللواتي تناولن الزنجبيل أيضًا عن أعراضٍ أخفّ للغثيان بشكلٍ ملحوظٍ مقارنةً مع النساء في المجموعة الثانية، وهذا ما يُساعد في الإجابة على تساؤل بعض النساء المطروح هل الزنجبيل مضر للحامل في الشهور الأخيرة.
وفيما يتعلق بسلامة الزنجبيل أثناء الحمل وهل الزنجبيل مضر للحامل في الشهور الأخيرة، وجدت دراسةٌ أُجريَت على 187 امرأةٍ حاملٍ عدم وجود زيادةٍ في معدل التشوهات الرئيسية مع استخدام الزنجبيل في الثلث الأول من الحمل وهي الفترة الأكثر حرجًا في الحمل بالنسبة لنمو الجنين. ومع ذلك، فإن الخطر النظريَّ للنزيف ما يزال وجودًا لأنَّ الزنجبيل يُثبّط إنزيم الثومبوكسان المساعد في تخثر الدم thomboxane ولذلك قد يُثبّط الزنجبيل وظيفة الصفائح الدموية. وبالتالي لا يُنصَح بالاستخدام المتزامن لمضادات التخثر مع الزنجبيل للحامل في الشهور الأخيرة.
ومن أجل الإجابة بشكلٍ وافٍ على التساؤل المطروح هل الزنجبيل مضر للحامل في الشهور الأخيرة، يجب الأخذ بعين الاعتبار أنَّ الزنجبيل يحوي كغيره من المستحضرات العشبية على مجموعةٍ واسعةٍ من المواد الكيميائية التي يُمكن أن تشبه المكونات النشطة في عديدٍ من العلاجات الدوائية التقليدية. وفي هذه الحالة تعمل هذه المواد الكيميائية في الزنجبيل بنفس آلية العمل الدوائية للأدوية الكيميائية في الجسم؛ ويكون لديها نفس القدرة على إحداث تأثيراتٍ ضارةٍ في الجسم. لذلك فإن العلاجات العشبية لها مؤشراتها وموانعها واحتياطاتها وآثارها الضارة. وبناءً على ذلك يجب أن يُوصى بتناول الزنجبيل للشخص المناسب، في الوقت المناسب، بالجرعة والوتيرة المناسبة، وبطريقة الإعطاء الصحيحة لكي لا يكون الزنجبيل مضر للحامل في الشهور الأخيرة.
اقرأ أيضًا: