` `

هل إيران دولة عربية؟

سياسة
18 أكتوبر 2020
هل إيران دولة عربية؟
إيران ليست من دول جامعة الدول العربية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

في العام 1979 أصبحت إيران جمهورية إسلامية، بعدما أطاحت الثورة الإسلامية بنظام حُكم الشاه محمد رضا بهلوي، ومنذ ذلك الوقت تولّى رجال الدين مقاليد الحكم تحت قيادة آية الله روح الله خميني، والذي أصبح مُرشدا أعلى للثورة الإسلامية ورأس نظام الحكم فيها، ولربما كان السؤال الأكثر تكراراً عند ذِكر إيران، هو هل إيران دولة عربية؟
هذا المقال سيُجيب عن أكثر الأسئلة شيوعاً حول إيران والعرب.

إيران

إيران مرادفة لكلمة آري Aryans، والتي تعني أرض الآريين، في الغرب من آسيا تقع إيران، وتُعد ثالث أكبر دولة بالشرق الأوسط من حيث عدد السكان بعد مصر وتركيا بإجمالي 84 مليون نسمة حسب احصائيات world population review، كذلك هي ثاني أكبر بلدان الشرق الأوسط مساحة بعد السعودية بمساحة تبلغ 1,648,000 كيلومتر مربع٬ ما يُميّز إيران جيوسياسياً، هو موقعها الذي جعلها نقطة التقاء لثلاث مجالات آسيوية، هي غرب آسيا ووسطها وجنوبها، يحدها من الشّمال أرمينيا وأذربيجان وتُركمانستان، وتُطل إيران على بحر قزوين، ويحدها من الشرق أفغانستان وباكستان، ومن الجنوب الخليج العربي وخليج عمان، ومن الغرب العراق ومن الشمال الغربي تركيا.

صورة متعلقة توضيحية

طهران هي أكبر مدينة في البلاد وهي عاصمة إيران، احتياطاتها الكبيرة من النفط والغاز الطبيعي، جعلت إيران قوة إقليمية تحتل مركزاً هاماً في أمن الطاقة الدولية والاقتصاد العالمي ،حيث يوجد في إيران ثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، وثالث أكبر احتياطي مؤكد من النفط.

الاقتصاد الإيراني 

بلغ إجمالي الناتج المحلي في إيران حوالي 463 مليار دولار في عام 2019-2020، ويتميز اقتصاد إيران بوجود قطاع هيدروكربوني وقطاعي الزراعة والخدمات، وحضور ملحوظ للدولة في قطاعي الصناعات التحويلية والخدمات المالية، ويعتمد النشاط الاقتصادي وإيرادات الحكومة في إيران إلى حد كبير على العائدات النفطية، وقد تبنت السلطات الإيرانية إستراتيجية شاملة تسعى لتطبيق إصلاحات تقوم على قوى السوق، كما يتضح في وثيقة الرؤية التي تعتمدها الحكومة وتمتد 20 عاماً، وخطة التنمية التي تمتد خمس سنوات كاملة لفترة السنوات 2016/2017 - 2022/2021. وتتألف هذه الخطة من ثلاث ركائز، هي تطوير اقتصاد قادر على التكيف، وتحقيق تقدم في العلوم والتكنولوجيا، وتعزيز التفوّق الثقافي والحضاري.

الثقافة في إيران

تتمتع دول قليلة بمثل هذا التراث الثقافي الطويل كإيران، وقليل من الناس يدركون ويتحدثون عن تقاليدهم الثقافية العميقة مثل الإيرانيين، حيث يعود تاريخ إيران ككيان تاريخي الى بلاد فارس، وعلى الرغم من التغييرات السياسية والدينية والتاريخية، يحافظ الإيرانيون على ارتباط عميق بماضيهم، أيضاً ومع أن الحياة اليومية في إيران الحديثة متشابكة بشكل وثيق مع الإسلام الشيعي، فإن الفن والأدب والهندسة المعمارية في البلاد هي تذكير دائم بتقاليدها الوطنية العميقة، والثقافة الأدبية الأوسع التي انتشرت خلال فترة ما قبل الحداثة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وجنوب آسيا، كما يُعزى جزء كبير من تاريخ إيران الحديث إلى التوتر الأساسي الذي كان قائماً بين التقوى الشيعية التي روّج لها رجال الدين الإيرانيون والإرث الثقافي الفارسي.

صورة متعلقة توضيحية

وبالرغم من هيمنة الثقافة الفارسية، تظل إيران دولة متعددة الأعراق، ولكل من الأقليات العرقية الأرمنية الأذربيجانية والكردية والأقليات العرقية الأصغر في البلاد تقاليدها الأدبية والتاريخية التي تعود إلى قرون عديدة، وغالباً ما تحافظ هذه المجموعات على روابط وثيقة مع الحياة الثقافية الأكبر لأقاربها خارج إيران.

هل إيران دولة عربية؟

الإجابة على هذا السؤال ربما كانت سهلة، وهي كإجابة قاطعة: لا، إيران ليست دولة عربية. لكن شرح سبب كون إيران ليست دولة عربية يتطلب الإجابة على سؤال من هُم العرب؟ وهذا ليس سؤالاً سهلاً، وهذا ما جعل المؤرخ برنارد لويس يخصص 14 صفحة للموضوع في مقدمته "العرب في التاريخ"، حذّر لويس من أن جزءاً من المشكلة هو أن مُصطلح عربي "يمكن استخدامه بعدة معانٍ مختلفة في نفس الوقت، وأنه نادراً ما كان من الممكن وضع تعريف عام مِعياري لمحتواه".
وربّما كان أسهل تعريف للعربي هو القول بأنه مجرد شخص يتحدث العربية، لكنه ليس كذلك، فقد سُميَ العرب بهذا الاسم نسبة إلى أصلهم الذي يعود ليعرُب بن يشجب بن قحطان بن عدنان بن عابر بن شالخ، حيث كان يعرُب أول من تَكلم اللغة العربية، ويُقسم المؤرخون وعلماء الأنساب العرب لقسمان هم:

  • العرب البائدة: وهي الأقوام التي بادت وانتهى وجودها قبل دخول الإسلام.
  • العرب الباقية: وهم أيضاً قسمان:
  1. العرب العارِبة: وهم العرب الأصليين والذين يُسمون بالقحطانيين
  2. العرب المُستعربة: وهم لم يكونوا عرباً بالأصل، والأغلب أنّ أصلهم يعود للكلدانيين، ويعودون في نسبهم لجدهم عدنان الذي يتصل نسبه للنبي إسماعيل بن إبراهيم، والذي تزوج بسيدة عربية الأصل من قبيلة جرهم بجوار مكة، وعندما أنجب منها تكلّم أبناءه العربية بسبب قبيلة أمهم العربية، وأصبحوا يُسمون بالعرب المستعربين.

أين تقع إيران

تقع الجمهورية الإيرانية في غرب قارة آسيا، وتحداها من الشمال كل من تركمانستان وأذربيجان، ومن الجنوب الخليج العربي، فيما تحدها كل من تركيا والعراق من جهة الغرب، وأفغانستان وباكستان من جهة الشرق.

إيران والدول العربية

نظراً لموقعها في الشرق الأوسط، حيث الأغلبية المسلمة، واللغة التي تشبه اللغة العربية في شكل حروفها، غالباً ما يتم تصنيف إيران بشكل خاطئ على أنها دولة عربية، وهي ليست من دول جامعة الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ونظراً للحدود الجغرافية التي تشترك فيها إيران مع بعض الدول العربية كالعراق والدول المُطلة على الخليج العربي، فقد تشابكت الثقافة الإيرانية بالثقافة العربية، ويرجع تاريخ الإيرانيين للفرس، حيث يبدأ التاريخ الفارسي إلى حد كبير بالملك قورش الكبير، الذي يُنسب إليه الفضل في تحرير بابل عام 528 قبل الميلاد، وإيران حضارة غنية كالحضارة العربية ، حيث أن أقدم ميثاق معروف لحقوق الإنسان، يُشار إليه باسم أسطوانة قورش، والموجودة في المتحف البريطاني بلندن، ولم تندمج التواريخ الفارسية والعربية إلا في القرن السابع مع الفتح الإسلامي لبلاد فارس.

واستناداً إلى التاريخ الفارسي مقابل التاريخ العربي، كانت العديد من الدول العربية في مرحلة ما تحت حكم الإمبراطورية الفارسية، خاصة قبل ظهور الدين الإسلامي، وبمجرد ظهور الإسلام الذي انتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم،  ومع تبني اللغة العربية كلغة رسمية، فقد تخلت العديد من المناطق مثل مصر عن لغتها التقليدية وقبلت اللغة العربية تماماً كلغة الاسلام، لكن الشعب الفارسي تمسك باللغة واستمر باستخدام لغته الأم الفارسية حتى في ظل الإسلام، لذا فإن إيران من حيث اللغة ليست عربية أيضاً، فقد تجد أنه من المثير للاهتمام معرفة أن اللغة الفارسية والعربية تكاد لا تتشابهان من حيث القواعد، ومع ذلك، لا يزال كتاب القرآن الكريم كتاباً مقدساً للغاية في إيران، وتستخدم اللغة العربية في تلاوته.

 

اقرأ أيضاً:

هل تركيا دولة عربية؟

هل جيبوتي دولة عربية؟

هل اريتريا دولة عربية؟

هل الصومال دولة عربية؟

هل موريتانيا دولة عربية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على