تحقيق مسبار
يُعتبر الفول أحد أقدم النباتات التي عرفها الإنسان، لكن كثيراً ما يتساءل من يتّبعون حُمية معينة، أو يتبعون نظاماً غذائياً مُحدداً عن القيمة الغذائية للفول، فما هو الفول؟ وهل الفول يرفع السكر في الدم؟
هذا المقال، سيُجيب عما يخطر ببالك من أسئلة حول الفول.
الفول
الفول، والمعروف أيضاً باسم الفاصوليا العريضة، وهو محصول ربيعي يُزرع ويؤكل حول العالم، ويُعد الفول أحد أقدم النباتات المزروعة المعروفة، حيث يعود تاريخه إلى حوالي 6000 قبل الميلاد، نباته يصل ارتفاعه إلى 80 سنتيمتر، ساقها ذات زوايا مُضلّعة شبه مربّعة، بيضاء الأزهار موشحة بالأسود، ثمارها عبارة عن قرن يحمل بداخله عدة بذور، وكان يأكله الإغريق والرومان والمستوطنون في شرق البحر الأبيض المتوسط، واليوم يُعتبر الفول جزءاً رئيسياً من المأكولات الآسيوية والشرق أوسطية والأوروبية وأمريكا الجنوبية والأفريقية، كما يُمكن تناول ثمار الفول الطازجة نيّئة أو مطبوخة أو مجففة للاستخدام لاحقاً، وللفول أنواع كثير نذكر منها:
- الفول الأخضر الطّازج: ويُسمّى بالفول المصري، ويُزرع في المغرب العربي، ومصر والسّودان.
- الفول القُبرصي: وهو معروف باسم البَعلي أو الزوري والبلدي.
- الفول المالطي: وله أسماءٌ عدّة باختلاف البلد الموجود فيه، ففي بلاد الشّام يُسمّى بالحلبي أو الشّامي، وفي الجزائر يُعرف بالمخطط أو السطيف.
القيمة الغذائية للفول
مقارنة بصِغر حجمه نسبياً، إلا أنّ حبوب الفول تحتوي على كمية لا تُصدّق من العناصر الغذائية، فهي غنية بالبروتينات النباتية وحمض الفوليك والعديد من الفيتامينات والمعادن الأخرى، كما أنّها مُحمّلة بالألياف القابلة للذوبان، ويحتوي الكوب الواحد (170 غرام) من الفول المطبوخ على العناصر التالية:
- السعرات الحرارية: 187 سعرة حرارية
- الكربوهيدرات: 33 غرام
- الدهون: أقل من 1 غرام
- البروتين: 13 غرام
- الألياف: 9 غرام
- حمض الفوليك: 40٪ من الحصة الغذائية
- المنغنيز: 36٪ من الحصة الغذائية
- النحاس: 22٪ من الحصة الغذائية
- الفوسفور: 21٪ من الحصة الغذائية
- المغنيسيوم: 18٪ من الحصة الغذائية
- الحديد: 14٪ من الحصة الغذائية
- البوتاسيوم: 13٪ من الحصة الغذائية
- الثيامين (فيتامين ب 1) والزنك: 11٪ من الحصة الغذائية.
وبالإضافة إلى ذلك، يوفّر الفول كميات أقل من جميع فيتامينات ب الأخرى والكالسيوم والسيلينيوم.
فوائد الفول الصحية
- قد يساعد في التخفيف من أعراض مرض باركنسون
الفول غني بمادة الليفودوبا L-dopa، وهو مركب يحوله الجسم إلى الناقل العصبي الدوبامين، وبينما يتسبب مرض باركنسون في موت خلايا الدماغ المُنتِجة للدوبامين، ممّا يؤدي إلى حدوث رعشة ومشاكل في الوظيفة الحركية وصعوبة في المشي، فقد يساعد تناول الفول في التخفيف من أعراض مرض باركنسون، حيث وجدت دراسة صغيرة أُجريت على 11 شخصاً مصاباً بمرض باركنسون أن تناول كوب ونصف (250 غرام) من الفول بدون دواء، كان له تأثير إيجابي مماثل على مستويات الدوبامين في الدم والوظيفة الحركية كأدوية L-dopa.
- قد يساعد الفول في منع العيوب الخلقية أثناء الحمل
الفول غني بحمض الفوليك، وهو مادة مُغذية تُعزز نمو الجنين الصحي، وكذلك حمض الفوليك ضروري لتكوين الخلايا والأعضاء، حيث تحتاج الأم الحامل إلى حمض الفوليك الإضافي من الأطعمة والمكملات لتقليل مخاطر عيوب الأنبوب العصبي، أو مشاكل في نمو دماغ الجنين والحبل الشوكي، فقد وجدت إحدى الدراسات التي أُجريت على أكثر من 23000 امرأة أن حدوث مشاكل في الدماغ والحبل الشوكي كان أقل بنسبة 77٪ عند الرضع من الأمهات اللائي تناولن كميات يومية أعلى من حمض الفوليك، مقارنة بأطفال النساء اللائي تناولن حصص أقل من حمض الفوليك، لذلك يُعد الفول خياراً ممتازاً للنساء الحوامل.
- يحتوي الفول على المُغذيات المعززة لجهاز للمناعة
قد يؤدي تناول الفول بانتظام إلى تعزيز جهاز المناعة، فهو غني بالمركبات التي قد تعزز نشاط مضادات الأكسدة، حيث تُعتبر مضادات الأكسدة ضرورية للدفاع المناعي لجسم، لأنها تحارب الجذور الحرة التي قد تؤدي إلى تلف الخلايا والأمراض المناعية الأخرى.
- الفول مفيد لصحة العظام
الفول غني بالمنغنيز والنحاس، وهما عنصران مُغذيان قد يمنعان هشاشة العظام، وتُشير الأبحاث أيضاً، إلى أن المنغنيز والنحاس ضروريان لقوة العظام.
- قد يخفف الفول أعراض فقر الدم
يُساعد تناول الفول الغني بالحديد في علاج أعراض فقر الدم، فالحديد ضروري لإنتاج الهيموغلوبين، وهو البروتين الذي يمكّن خلايا الدم الحمراء من حمل الأكسجين عبر الجسم، ويُمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى فقر الدم الذي يتسم بالإرهاق والضعف والدوخة وضيق التنفس، وقد وجدت إحدى الدراسات التي أُجريت على 200 امرأة شابة أن أولئك الذين أَبلغوا عن عدم كفاية المدخول الغذائي من الحديد كانوا أكثر عُرضة للإصابة بفقر الدم بمعدل ستة أضعاف مقارنة بأولئك الذين يتناولون كمية كافية من الحديد.
- قد يُحسن الفول من ارتفاع ضغط الدم
الفول غني بالعناصر الغذائية التي يُمكن أن تُحسن صحة القلب، فهو غني بالمغنيسيوم والبوتاسيوم اللذين قد يُريحان الأوعية الدموية ويمنعان ارتفاع ضغط الدم، وقد أظهرت العديد من الدراسات أنّ اتباع نظام غذائي غني بالبوتاسيوم والمغنيسيوم، يُساعد في خفض ضغط الدم المرتفع.
- قد يساعد الفول في تخفيف الوزن
الفول غني بالبروتين والألياف معاً، وقد يُؤدي اتباع نظام غذائي غني بالبروتين والألياف إلى تحسين الشعور بالامتلاء، مما قد يؤدي إلى انخفاض تناول السعرات الحرارية، وبالتالي فقدان الوزن، لذلك فإنّ إضافة الفول الغني بالبروتين والألياف إلى نظامك الغذائي قد يساعدك في الوصول إلى أهداف إنقاص الوزن.
هل الفول يرفع السكّر؟
من الضروري هنا وقبل الإجابة على تساؤل هل الفول يرفع السكر، أن يتم توضيح معنى المؤشر الجلايسيمي للأغذية المختلفة، حيث يدل المؤشر الجلايسيمي لغذاء ما إلى النسبة التي يقوم بها هذا الغذاء برفع مستويات السكر في الدم بعد تناوله، ويُعد الفول من الأغذية ذات المؤشر الجلايسمي المنخفض، أي أنّ الفول لا يرفع مستويات السكر بعد تناوله.
ومن الجدير بالذكر أيضاً في هذا السياق، أنه بالإضافة لمؤشر الفول الجلايسيمي المنخفض الذي يُخبرنا انّ الفول لا يرفع السكر، يُعد الفول من الأغذية الغنية بالألياف التي عادة ما يُنصح مريض السكري بالإكثار منها، إذ يساعد تناول الألياف على تنظيم مستويات السكر في الدم، فالأغذية الغنية بالألياف تحتوي على قيم منخفضة على المؤشر الجلايسيمي، والتي لن تسبب اضطرابات مفاجئة في نسبة السكر في الدم.
ومن ناحية أخرى، تُهضم الأطعمة عالية نسبة السكر مثل الأرز الأبيض بسرعة أكبر، مما قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، بينما تُهضم الألياف بسرعات أقل، وهذا ما يؤدي إلى تجنب أي اضطرابات لمستويات السكر في الدم، وبما أنّ الفول غني جداً بالألياف، فيتم هضمه ببطء في الجسم ولا يتسبب الفول باضطرابات أو رفع السكر بشكل مفاجئ.
اقرأ أيضاً:
