` `

هل يمكن علاج احتباس الغازات في البطن منزليًا؟

صحة
1 نوفمبر 2020
هل يمكن علاج احتباس الغازات في البطن منزليًا؟
لعلاج احتباس الغازات في البطن منزلياً يجب معرفة سبب احتباس هذه الغازات (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تحتوي القناة الهضمية على غازات تنتقل بسرعة إلى الأمعاء الغليظة (القولون) عبر الأمعاء الدقيقة، وتعتمد كمية الغاز الموجودة بشكل طبيعي على تأثير بكتيريا القولون على الطعام غير المهضوم الذي يصل إلى القولون والسرعة التي يمر بها الغاز عبر الأمعاء. بالنسبة للأفراد الأصحاء، يتم إنتاج معظم هذه الغازات في الأمعاء الدقيقة السفلية ومن ثم يتم تمريرها إلى القولون ولا تنتقل من الأمعاء العلوية.

يختلف تعريف احتباس الغازات في البطن من شخص لآخر، إذ يَعتبر بعض الأفراد أنّ الغازات المُفرطة هي التجشؤ المُفرط، والبعض الآخر يعتبرها الإفراط في إخراج الغازات أو انتفاخ البطن، بينما يعتبرها البعض الآخر الإحساس بامتلاء البطن. وعلى الرغم من أنّ كل شخص يمر بفترات قد يعاني فيها من كثرة الغازات واحتباسها في البطن، إلا أنه عندما تصبح الأعراض مزمنة يصبح الناس قلقين حيالها. فما هي أسباب تكون الغازات في البطن؟ وهل يمكن علاج احتباس الغازات في البطن منزليًا؟

 

ما هي أسباب تكوّن الغازات في البطن؟

انتفاخ البطن بسبب الغازات، أو ما يعرف بإخراج الغازات، هو عملية إخراج الغازات المعوية من فتحة الشرج. الشخص الطبيعي يُطلق الريح أقل من 20 مرة في اليوم. ولهذه الغازات مصدران فقط، إما أن يتم ابتلاعها من الهواء أو أن يتم إنتاجها عن طريق البكتيريا التي تعيش عادةً في الأمعاء، وخاصة القولون. ونادرًا ما يكون ابتلاع الهواء هو سبب انتفاخ البطن المفرط.

مصدر الغازات الزائدة هو البكتيريا المعوية، حيث تنتج البكتيريا الغاز (بشكل أساسي الهيدروجين والميثان) عند هضم الأطعمة، وخاصة السكريات (على سبيل المثال النشا والسليلوز)، التي لا يتم هضمها أثناء مرورها في الأمعاء الدقيقة. كما تنتج البكتيريا كذلك ثاني أكسيد الكربون، إلا أنه يتم امتصاصه بسرعة كبيرة من الأمعاء بحيث لا يمر منه سوى القليل جدًا في ريح البطن.

السكريات التي عادة ما تتعرض لسوء الهضم وسوء الامتصاص هي اللاكتوز والسوربيتول والفركتوز.

  • اللاكتوز، وهو السكر الموجود في الحليب. يؤدي عدم وجود إنزيم اللاكتيز في بطانة الأمعاء، وهي سمة وراثية، إلى حدوث سوء الهضم. يعتبر إنزيم اللاكتيز مهم لأنه يكسر اللاكتوز إلى مكونين من السكريات، الجلوكوز والجلاكتوز، ليسهّل امتصاصهما.
  • السوربيتول، وهو مُحلي شائع الاستخدام في الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية.
  • الفركتوز، وهو مُحلي شائع الاستخدام في جميع أنواع الحلوى والمشروبات. كما يمكن أن يوجد بكميات أعلى في بعض الفواكه والخضروات.

وتُعدّ النشويات مصدرًا شائعًا آخر للغازات المعوية. النشويات هي سكريات مركّبة تنتجها النباتات وتتكون من سلاسل طويلة من السكريات، وخاصة الفركتوز. وتشمل المصادر الشائعة لأنواع النشا المختلفة القمح والشوفان والبطاطس والذرة والأرز. كما تحتوي بعض الفواكه والخضروات، على سبيل المثال، الفاصوليا والملفوف، أيضًا على نشويات سيئة الهضم تصل إلى القولون ويمكن تحويلها بسهولة بواسطة البكتيريا إلى غازات.

 

ما هي الطرق التي يتخلّص عبرها الجسم من غازات البطن؟

يبتلع الأفراد باستمرار كميات صغيرة من الهواء، وتُنتج البكتيريا الغاز باستمرار، وعادةً ما تدفع تقلصات عضلات الأمعاء الغاز عبر الأمعاء والقولون وتؤدي إلى خروجه من الشرج، و إلى جانب إطلاق الريح، هناك طريقتان أخريان يمكن للغاز من خلالهما الخروج من الأمعاء.

  1. يُمكن امتصاص الغازات عبر بطانة الأمعاء ثم ينتقل الغاز في الدم ويخرج في النهاية عن طريق الرئتين في التنفس.
  2. يُمكن إزالة الغازات واستخدامها بواسطة أنواع معينة من البكتيريا داخل الأمعاء. في الواقع، معظم الغازات التي تُشكلها البكتيريا في الأمعاء يتم إزالتها بواسطة بكتيريا أخرى في الأمعاء.

 

ما هي الأطعمة التي تسبب الغازات؟

غالبًا ما تحتوي الأطعمة التي يمكن أن تسبب الغازات على مواد لها إحدى الخصائص التالية:

  • مواد صعبة الهضم
  • تنتج الغازات عندما يهضمها الجسم
  • تسبب في ابتلاع الشخص للهواء أثناء تناول الطعام

والأمثلة على هذه الأطعمة كثيرة ولا تُحصى مما يُصعّب من تجنبها بحيث تكاد لا تخلو أغلب المأكولات من شيء منها، ومن هذه الأمثلة على الأطعمة التي تسبب الغازات:

  • الأطعمة قليلة السكريات: الخضروات مثل الهليون والثوم والكراث والبصل والخس، والحبوب مثل الشعير والقمح، المكسرات مثل الكاجو والفستق، والبقوليات مثل الفاصوليا والحمص والعدس وفول الصويا.
  • سكر الحليب: حليب البقر أو الماعز أو الأغنام، ومشتقات الحليب كاللبن والسمن الزبادي والأجبان.
  • السكريات الأحادية: الفواكه مثل التفاح والتوت والتين والمانجو والكمثرى والبطيخ.
  • البوليولات: الفواكه مثل التفاح والمشمش والتوت والكرز والخوخ والكمثرى والنكتارين والخوخ والأفوكادو، والمُحليات مثل السوربيتول والمانيتول والإكسيليتول؛ وكذلك القرنبيط والفلفل الأخضر والفطر واليقطين.

 

ما هي العلاجات المتاحة لكثرة الغازات المعوية؟

إذا كان سوء الهضم أو سوء الامتصاص ناتجًا عن مرض في بطانة الأمعاء، فيجب تحديد المرض بدقّة، مما قد يتطلب في بعض الحالات أخذ خزعة من الأمعاء الدقيقة. بعد ذلك، يتم وضع العلاج المناسب من قبل الطبيب المتخصص. على سبيل المثال، إذا تم تشخيص الاصابة بالداء البطني celiac disease بناءً على نتيجة الخزعة، فيمكن البدء في اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين.

أما إذا كان هناك عائق مادّي أمام إفراغ المعدة أو مرور الطعام والسوائل والغازات عبر الأمعاء الدقيقة، فيجب إجراء تصحيح جراحي للانسداد المعوي الحاصل. وإذا كان الانسداد وظيفيًا، يتم إعطاء الأدوية التي تُعزز نشاط عضلات المعدة والأمعاء الدقيقة. ومن أمثلة هذه الأدوية الإريثرومايسين أو ميتوكلوبراميد.

عادة ما يتم علاج فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة بالمضادات الحيوية. ومع ذلك، فإن هذا العلاج غالبًا ما يكون فعالًا بشكل مؤقت، وأحيانًا ما يكون غير فعال على الإطلاق. عندما توفر المضادات الحيوية فائدة مؤقتة فقط، فقد يكون من الضروري علاج المرضى بشكل متقطع أو حتى مستمر بالمضادات الحيوية. إذا لم تكن المضادات الحيوية فعالة، فيمكن تجربة البروبيوتيك (على سبيل المثال، العصيات اللبنية) أو البريبايوتكس.

 

هل يمكن علاج احتباس الغازات في البطن منزليًا؟

لعلاج احتباس الغازات في البطن منزليًا يجب معرفة سبب احتباس هذه الغازات، فإذا كان هناك سوء هضم لسكريات مُعينة، اللاكتوز أو السوربيتول أو الفركتوز مثلًا، يُمكن تجنب هذه السكريات بحيث يُحافظ الشخص على نظام غذائي خالي منها. في حالة عدم تحمّل اللاكتوز في الحليب، تتوفر بعض العلاجات البديلة، حيث يمكن للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمّل اللاكتوز إضافة إنزيمات تشبه اللاكتيز المعوي إلى الحليب قبل شربه من أجل تكسير اللاكتوز إلى جلوكوز وجلاكتوز بحيث يمكن امتصاصه بشكل طبيعي ويمنع احتباس الغازات في البطن. ويجد بعض الناس أنّ لبن الزبادي، الذي يتم فيه تكسير اللاكتوز جزئيًا بواسطة البكتيريا، ينتج غازات أقل من الحليب، ممّا يُخفف من احتباس هذه الغازات في البطن.

هناك أيضاً أنواع معينة من الخضار والفواكه تحتوي على أنواع من النشويات يتم هضمها بشكل سيئ لدى الأشخاص وتُسبب احتباسًا للغازات في البطن، ولكن البكتيريا تقوم بهضمها جيدًا. وتشمل هذه الفول والعدس والملفوف والبروكلي والبصل والجزر والمشمش والخوخ. ولتقليل الغازات ومنع انتفاخ البطن يجب التقليل من تناول هذه الخضار والفواكه، وكذلك الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة، ومع ذلك، فإن قائمة الأطعمة المنتجة للغازات طويلة نوعًا ما، وقد يكون من الصعب التخلص منها جميعاً دون تقييد النظام الغذائي بشدة.

كما أنّ تناول بعض الأعشاب والمواد الغذائية قد يساعد في علاج احتباس الغازات في البطن والتقليل منزليًا، ومن أهم الأعشاب المنزلية التي قد تساعد في علاج احتباس الغازات في البطن والتقليل من الانتفاخ:

  • الزنجبيل
  • الكركم
  • النعنع
  • البابونج
  • اليانسون

حيث يُعتبر غلي هذه المواد وشربها علاجًا منزليًا لاحتباس الغازات في البطن ولتخلّص منها.

 

حبس الغازات في البطن

من المهم توضيح ما المقصود تحديدًا بعبارة حبس الغازات في البطن، لكي يتسنى شرح الموضوع بشكل علمي وطبي. تدخل الغازات إلى البطن بشكل عفوي غير مُتعمد أثناء تناول الطعام أو أثناء الشرب، وهو أمر طبيعي تمامًا يحدث للجميع. ويُمكن لبعض العادات أن تؤدي إلى زيادة كمية الغازات التي تدخل إلى البطن مثل التدخين أو شُرب المشروبات الغازية. والطريقة الطبيعية لخروج هذه الغازات، بالإضافة إلى الغازات التي تتكون داخل البطن كنتيجة لعملية الهضم هي التجشؤ أو إخراج الريح من المستقيم. فإذا كان المقصود بعبارة حبس الغازات في البطن هو عدم القدرة على إخراج هذه الغازات، فإن هُناك الكثير من التفاصيل والحقائق الطبية حول الموضوع، والتي سيتم استعراضها في فقرات لاحقة من هذا المقال، أما إذا كان المقصود بحبس الغازات في البطن، هو عملية الامتناع عن إخراج الغازات بشكل مُتعمد لسببٍ أو لآخر، مثل التواجد في مكان عام، يُمكن عندها شرح المسألة من خلال مجموعة من الحقائق الطبية كما يلي:

  • حبس الغازات في البطن بشكل مُتعمد لا يؤدي إلى أي مُضاعفات طبية خطيرة في الغالبية العُظمى من الحالات.
  • لم يتم تناول مسألة حبس الغازات في البطن بشكل متعمد بعدد كافي من الأبحاث العلمية والدراسات الطبية، على الأرجح بسبب عدم خطورة هذا الأمر وعدم وجود أهمية طبية حقيقية تجعل من اللازم دراسته.
  • بعض الأعراض التي تظهر بشكل فوري كنتيجة لحبس الغازات في البطن تشمل الانتفاخ، الشعور بالألم في البطن وعدم الراحة، وربما قد يتسبب أيضًا بالشعور بحرقة المعدة.
  • هُناك دراسة قديمة تم إجراؤها في سبعينيات القرن العشرين، تُشير إلى أن حبس الغازات في البطن بشكل متعمد وتكرار هذه العادة على المدى الطويل، يُمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأحد أمراض الجهاز الهضمي، والذي يُسمى بالتهاب الرتوج. والتهاب الرتوج هو التهاب يحدث في التعرجات والنتوءات الموجود على السطح الداخلي للقناة الهضمية. إلاّ أن نتائج هذه الدراسة قد تكون غير دقيقة، نظرًا لعدم إجراء مزيد من الدراسات بهدف التأكد من أن حبس الغازات في البطن يُسبب هذا المرض بالفعل.

مما سبق يُمكن القول أنه وبالرغم من الإحساس بالألم الناتج عن حبس الغازات في البطن، والذي يُمكن أن يكون ألمًا شديدًا، إلا أنه ليس هُناك خطورة حقيقة، أو أي عواقب لهذه العادة تستدعي القلق، ويُمكن القول أيضًا أنه من الأفضل تجنب حبس الغازات في البطن بشكل متعمد، طالما أن دخول الغازات إلى البطن، أو تكون الغازات في البطن، ومن ثم خروجها يُعتبر جزء طبيعي من عملية الهضم.

 

غازات البطن بعد الولادة

تُعتبر غازات البطن بعد الولادة من الأمور الشائعة التي تحدث لدى الكثير من السيدات، سواء كانت الولادة طبيعية أو تمّت الولادة عن طريق عملية قيصرية. وذلك لأن جسم المرأة يتعرّض للكثير من التغيرات الفسيولوجية خلال فترة الحمل والولادة، ومن الطبيعي أن تؤثر هذه التغيرات على عمل أجهزة الجسم، بما في ذلك الجهاز الهضمي. هُناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث غازات البطن بعد الولادة، بعضها أسباب مُرتبطة بعملية الولادة نفسها، وبعضها الآخر مُرتبط بأمور أخرى مثل النظام الغذائي. يبقى المُطمئن في الأمر هو أن غازات البطن بعد الولادة، تزول من تلقاء نفسها بعد فترة من الزمن في الكثير من الحالات، لكن يجب التنبيه على أن غازات البطن بعد الولادة قد تكون علامة على وجود مشكلة صحية قد تستدعي التدخل الطبي. فيما يلي قائمة بأشهر الأسباب المُحتملة للإصابة بغازات البطن بعد الولادة:

  • تضرر منطقة قاع الحوض: عملية الولادة بنوعيها الطبيعية والقيصرية كثيرًا ما تؤدي إلى تضرر عضلات وأعصاب قاع الحوض، وهو الأمر الذي يؤدي إلى عدم القدرة على السيطرة على إخراج الغازات، وذلك لأن عضلات قاع الحوض تتحكم بفتحة الشرج، مما يعني أن غازات البطن بعد الولادة ناتجة عن هذا السبب في حال ترافقت مع عدم السيطرة على إخراج الغازات أو حتى إخراج الفضلات.
  • عملية شق العِجان: العِجان هي المنطقة الواقعة بين فتحة المهبل وفتحة الشرج، في بعض الأحيان، قد يُقرر الطبيب أن هناك حاجة لعمل شق جراحي في هذه المنطقة أثناء الولادة، وقد يؤدي هذا الأمر إلى حدوث غازات البطن بعد الولادة إلى حين التئام ذلك الجرح أو الشق في منطقة العجان.
  • الإمساك: تُعتبر الإصابة بالإمساك أمر شائع الحدوث في فترة بعد الولادة، وعادة ما يترافق الإمساك مع أعراض أخرى مثل آلام البطن وكذلك غازات البطن بعد الولادة. يُمكن أن يحدث الإمساك كنتيجة للنظام الغذائي كما يمكن أن يحدث كأثر جانبي لبعض أنواع مُسكنات الألم التي تم إعطاؤها للسيدة أثناء أو بعد الولادة.
  • بعض أنواع الأطعمة: تناول بعض أنواع الأطعمة التي تُسبب الغازات يُمكن أن يكون هو السبب وراء حدوث غازات البطن بعد الولادة، من بين هذه الأطعمة منتجات الألبان، البقوليات، وكذلك تناول الفواكه بكثرة. 

أخيرًا من المُهِم إعادة التذكير بأن غازات البطن بعد الولادة عادةً ما تزول تلقائيًا ولا تستدعي استشارة الطبيب، وخاصةً في حال كانت ناتجة عن النظام الغذائي، وبالتالي يكفي تجنب الأطعمة التي تُسببها للتخلص منها. لكن يجب استشارة الطبيب إذا كانت غازات البطن بعد الولادة تترافق مع أعراض عدم السيطرة على إخراج الغازات والفضلات، أو إذا كانت مُصاحبة لإمساك يستمر لفترة تتجاوز بضعة أيام.

 

ما هي أسباب احتباس الغازات في البطن؟

قبل الحديث عن أسباب احتباس الغازات في البطن، من المُهم معرفة متى تُعتبر الغازات في البطن مُشكلة من الناحية الطبية، وكذلك معرفة متى تُعتبر المشكلة حالة احتباس الغازات في البطن. ابتلاع الهواء أثناء الأكل والشرب أمر طبيعي، ويُساهم بوجود الغازات في البطن، من ناحية أخرى عملية الهضم تُنتج الغازات في البطن. والمعدل الطبيعي لإخراج الغازات هو 17 مرة يوميًا في المتوسط. 

أما احتباس الغازات في البطن كمشكلة صحية هو وجود كمية عالقة من الغازات في أحد أجزاء الجهاز الهضمي، والتي تُسبب ألمًا شديدًا في البطن أو البطن مع الصدر، مع صعوبة في إخراج هذه الغازات. وأسباب احتباس الغازات في البطن يُمكن أن تكون مُرتبطة بعملية الهضم، كما يمكن أن تكون ناتجة عن وجود مرض أو مشكلة صحية في الجهاز الهضمي. لذا تُعتبر العديد من أسباب الانتفاخ والإصابة بالغازات، ضمن أسباب احتباس الغازات في البطن. القائمة التالية توضح عدد من أسباب احتباس الغازات في البطن:

  • عدم تحمل بعض أنواع الطعام: هُناك عدد من العناصر الغذائية التي تحتاج إلى إنزيمات خاصة بها ليتم هضمها بالشكل السليم، مثل سكر الحليب أي اللاكتوز. الإنزيم الهاضم لهذا النوع من السكر يُسمى اللاكتيز، بعض الأشخاص لا يُنتج جهازهم الهضمي هذا الإنزيم فيسبب لهم اللاكتوز الانتفاخ الشديد وبالتالي زيادة احتمال احتباس الغازات في البطن.
  • فرط نمو بكتيريا الأمعاء الدقيقة (SIBO): قد يحدث أن تنمو البكتيريا النافعة التي تتواجد في الجهاز الهضمي بشكل مُفرط في الأمعاء الدقيقة، وهو أمر يؤدي أيضًا إلى الانتفاخ الشديد، وهو سبب مُحتمل من أسباب احتباس الغازات في البطن.
  • انسداد الأمعاء: انسداد الأمعاء الكُلي أو الجزئي يُعتبر من أخطر أسباب احتباس الغازات في البطن، والذي عادةً ما يترافق مع أعراض أخرى، ويتطلب التدخل الطبي من أجل تحديد سبب انسداد الأمعاء وعلاجه.
  • التهاب الزائدة: التهاب الزائدة أيضًا يُعتبر سببًا مُحتملًا من أسباب احتباس الغازات في البطن، وفي حال كان التهاب الزائدة هو السبب بالفعل، يحدث احتباس الغازات في البطن ضمن مجموعة من الأعراض من بينها الألم الشديد في البطن وارتفاع الحرارة والقئ.
  • بعض أمراض الجهاز الهضمي: حالات مثل قرحة المعدة ومتلازمة القولون المُتهيج أو ما يُعرف بالقولون العصبي، تُعد من الحالات المرضية التي تُسبب الإصابة بالانتفاخ وإنتاج الغازات بكمية أكبر من الكمية الطبيعية، وبالتالي يُنظر لها على أنها من بين أسباب احتباس الغازات في البطن.
  • بعض العادات والمُمارسات: أمور مثل التدخين، الحديث أثناء مضغ الطعام، مضغ اللبان، أو الشرب باستخدام الماصّات أو الشفاطات كُلها عادات تُسبب زيادة كمية الهواء التي يتم ابتلاعها أثناء تناول الطعام والشراب، وبالتالي تُعتبر من ضمن أسباب احتباس الغازات في البطن.

 

أعراض احتباس الغازات في القناة الهضمية

تختلف أعراض احتباس الغازات في القناة الهضمية من شخص لآخر، كما أنها قد تترافق مع أعراض أخرى، تختلف أيضًا من حالة لأخرى، بحسب سبب احتباس الغازات في القناة الهضمية. وبالرغم من أن وجود الغازات أمر طبيعي، وبالرغم من أن أغلب الحالات لا تستدعي القلق أو التدخل الطبي كما اتضح في فقرة سابقة من هذا المقال، إلا أن أعراض احتباس الغازات في القناة الهضمية يُمكن أن تُسبب الخوف والقلق للمريض، ولعلّ ذلك يرجع إلى الألم الشديد الذي تُسببه من ناحية، ومن ناحية أخرى قد تختلط أعراض احتباس الغازات في القناة الهضمية على المريض، فيظن أنها تُشير إلى مشكلة أخطر بكثير من مجرد غازات. القائمة التالية توضح أهم أعراض احتباس الغازات في القناة الهضمية، وتوضح أيضًا السبب وراء الالتباس والخوف الذي يُمكن أن تُسببه كما يلي:

  • التجشؤ: التجشؤ هو عملية إخراج الغازات من الفم. تمامًا كما هو الحال مع إخراج الغازات أو إطلاق الريح، يُعد التجشؤ أمرًا طبيعيًا طالما أنه يحدث بوتيرة مُعينة، وبحسب أحد المصادر، يُمكن أن يحدث التجشؤ بمعدل 30 مرة يوميًا، دون أن يدل ذلك على وجود مشكلة. لكن في بعض الأحيان، يُشير التجشؤ المزمن إلى مشكلة غازات حقيقة ناتجة عن مرض معين، مثل التهاب المعدة، أو ارتجاع المرئ.
  • إخراج الريح: والمقصود بالطبع إخراج الريح بوتيرة عالية جدًا، أعلى من المعدل الطبيعي، وهو أمر يدل على وجود كمية كبيرة من الغازات، تتجاوز الحدود الطبيعية للغازات في القناة الهضمية، وبالتالي يُمكن اعتباره ضمن أعراض احتباس الغازات في القناة الهضمية.
  • آلام البطن: يُمكن القول أن آلام البطن هو العارض الأكثر أهمية من أعراض احتباس الغازات في القناة الهضمية، على الأقل فيما يخص مسألة الالتباس والخوف الذي يُسببه احتباس الغازات في القناة الهضمية. وذلك لأن آلام البطن في هذه الحالة يُمكن أن تكون شديدة جدًا وغير مُحتملة، كما يُمكن أن تحدث في صورة نوبات مفاجئة من الألم الشديد. وفي حال حصل احتباس الغازات في الجانب الأيسر من القولون، يمكن أن يمتد الألم ليشمل الجانب الأيسر من الصدر كذلك، مما يدفع بعض المرضى للاعتقاد بأنهم يتعرضون لنوبة قلبية، بينما هُم في الحقيقة يُعانون من أحد أعراض احتباس الغازات في القناة الهضمية. وبصورة مُشابهة يمكن أن يحدث احتباس الغازات في الجانب الأيمن من القولون، مما يُسبب ألمًا شديدًا، يُشبه الألم الناتج عن التهاب الزائدة الدودية أو الألم الناتج عن حصوات المرارة.  

هذا ويُنصح بمراجعة الطبيب في حال كانت أعراض احتباس الغازات في القناة الهضمية شديدة وتسبب إزعاجًا للمريض، أو إذا كانت مُصاحبة لأعراض أخرى مثل الإمساك أو الإسهال أو فقدان الوزن أو فقدان الشهية، وكذلك عند ملاحظة وجود دم في البُراز.

 

علاج الغازات

يُمكن علاج الغازات من خلال اتباع مجموعة من الإجراءات التي من شأنها أن تُقلل كمية الغازات في القناة الهضمية، وبالتالي منع تكرار المشكلة. إن الالتزام بهذه الإجراءات بشكلٍ دائم يضمن للمريض علاج الغازات في أغلب الحالات، طالما أن مشكلة الغازات التي يُعاني منها غير مرتبطة بأي حالات مرضية أخرى، لكن في حال كانت أعراض احتباس الغازات في القناة الهضمية مُصاحبة لأعراض أخرى، يُصبح حينها علاج الغازات مُرتبطًا بعلاج المُشكلة الصحية التي تُسبب الغازات. فيما يلي مجموعة من الإجراءات التي ينصح بها الأطباء من أجل علاج الغازات:

  • تغيير العادات الغذائية المُسببة للمشكلة: تجنب بعض العادات التي تُسبب زيادة وبالتالي احتباس الغازات في القناة الهضمية يُمكن أن يُساعد على علاج الغازات، هذه العادات في مجملها تُسبب ابتلاع كمية كبيرة من الهواء أثناء الأكل والشرب، وتشمل أمورًا مثل مضغ اللبان وتناول الصودا والمشروبات الغازية، وكذلك تناول الطعام بسرعة أو تناول الطعام أثناء الوقوف أو المشي. كما أن التحدث أثناء المضغ وتناول الطعام من الأمور التي تسبب أيضًا ابتلاع كمية كبيرة من الهواء، هذا بالإضافة إلى التدخين. جميع هذه الممارسات تؤدي إلى تفاقم مشكلة الغازات ولذا يُنصح بتجنبها من أجل علاج الغازات.

إلى جانب مُفاقمة مشكلة الغازات، للتدخين الكثير من الأضرار الصحية، تعرّف/ي عليها وكذلك على الطرق التي تُساعد على الإقلاع عن التدخين من خلال مقال مسبار هل الإقلاع عن التدخين يزيد الوزن فعًلا؟

  • تغيير النظام الغذائي: هُناك الكثير من الأطعمة التي تُسبب الغازات أو التي تتسبب في زيادة مشكلة الغازات، وبالتالي يجب تجنب هذه الأطعمة كجزء من خطة علاج الغازات. ومن أشهر أنواع الأطعمة التي تسبب الغازات البقوليات والقرنبيط والبروكولي، وكذلك منتجات الألبان والأطعمة التي تحتوي على سكر الفركتوز وغيرها.
  • تناول الأدوية والمكملات الغذائية: يُمكن أن يصِف الطبيب بعض أنواع الأدوية المُستخدمة لعلاج الغازات، كما يُمكن أن ينصح بتناول بعض الأدوية التي تستهدف نفس المشكلة، والتي تُباع دون الحاجة لوصف الطبية. إضافةً إلى ذلك، يُمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية التي تستهدف علاج المشكلة الصحية التي تُسبب الغازات. على سبيل المثال، هُناك بعض الأدوية التي تحتوي على إنزيم اللاكتيز، وبالتالي تُمكّن المريض من تناول منتجات الألبان دون أن تُسبب له الغازات، وذلك في حال كان يُعاني من عدم تحمل سُكر اللاكتوز.

جدير بالذكر أنه وبحسب دراسة تناولت مشكلة الغازات والانتفاخ، لا يُمكن تعميم علاج الغازات بطريقة واحدة على جميع الحالات، إلاّ أنه من السهل اكتشاف الأسباب وتحديد الطرق المناسبة لعلاج الغازات لدى كُل حالة.

 

هل يُمكن إخراج الغازات من البطن بسرعة؟

يُمكن القول أن الإجابة هي نعم، هناك مجموعة من الوصفات المنزلية والنصائح التي يُمكن تطبيقها في المنزل، والتي تُساعد على إخراج الغازات من البطن بسرعة. هذه الوصفات والنصائح تشمل ما يلي:

  • شاي الأعشاب: بعض أنواع شاي الأعشاب يُمكن أن تُساعد على عملية الهضم، وأن تخفف من أي أعراض أخرى لعملية الهضم ومن بينها مشكلة الغازات، كما أنها تُساعد على إخراج الغازات من البطن بسرعة. ومن أشهر أنواع شاي الأعشاب المُستخدمة لهذا الغرض هي شاي النعناع وكذلك شاي الزنجبيل. نوع آخر من شاي الأعشاب الذي يُساعد على إخراج الغازات من البطن بسرعة هو اليانسون، يعمل اليانسون أيضًا كمُليّن، مما يعني أن فائدته ستكون أكبر في حال كان السبب وراء احتباس الغازات في القناة الهضمية هو الإمساك.
  • بذور الشمر: من النصائح التي قد تُساعد على إخراج الغازات من البطن بسرعة هي مضغ بذور الشمر، حيث يُنصح بأخذ ملعقة صغيرة من بذور الشمر ومضغها لفترة كافية. لكن يجب التنبيه على أن الشمر قد يكون خيارًا غير آمن بالنسبة للسيدات أثناء فترة الحمل والرضاعة.

يُمكن الاطلاع على فوائد طبية أخرى وبشكل مُفصل للشومر، وكذلك التحذيرات الصحية المُتعلقة به من خلال مقال مسبار هل فوائد الشمر مثبتة علميًا؟.

  • مُمارسة نشاط رياضي خفيف: ممارسة المشي بسرعة اعتيادية يُعتبر نشاطًا يسهل ممارسته حتى أثناء المعاناة من مشكلة الغازات، يؤدي المشي إلى استرخاء العضلات الموجودة في منطقة البطن، مما يساعد على إخراج الغازات من البطن بسرعة. إضافة إلى المشي، تأدية بعض حركات أو وضعيات اليوغا يُمكن أيضًا أن يساعد على إخراج الغازات من البطن بسرعة. لكن يظل المشي هو الخيار الأسهل والذي يُمكن ممارسته في أي وقت.
  • زيت القرنفل: يُستخدم زيت القرنفل كوصفة شعبية تاريخية لعلاج العديد من مشاكل الهضم، ومن بينها الانتفاخ والغازات. وينصح بتناول القليل من زيت القرنفل بعد كل وجبة من أجل رفع كفاءة عمل الجهاز الهضمي وتقليل الغازات الناتجة عن عملية الهضم.
  • الفحم النشط: تُعتبر حبوب الفحم النشط من أنواع الأدوية التي تُباع دون وصفة طبية في الكثير من دول العالم. وبالرغم من أنه قد لا يساعد على إخراج الغازات من البطن بسرعة، إلا أن تناول حبة قبل الأكل وحبة بعد الأكل يُساعد على الوقاية من الإصابة بالانتفاخ والغازات. لكن يجب التنبيه على أن الفحم النشط قد يؤدي إلى بعض الأعراض الجانبية مثل الإمساك، لذا يُفضل تناول جرعات صغيرة من الفحم النشط، وكغيره من الأدوية يُفضل استشارة الطبيب حتى وإن كان يُباع دون الحاجة لوصفة طبية.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على