تحقيق مسبار
لطالما تمتعت الخضراوات بكونها جزء رئيسي لذيذ من نظام غذائنا اليومي، وكثيرًا ما تساءل البعض، هل ثمار الخضراوات وحدها ما يمكن أكله؟ وهل هناك نباتات تؤكل جذورها؟
ما هي الخضراوات؟
الخضراوات مصطلح ليس له قيمة علمية، وهو تعسفي وذاتي إلى حد ما، حيث تُعتبر جميع أجزاء النباتات التي يتناولها الإنسان كغذاء، كُليًا أو جزئيًا، خضراوات بشكل عام، فمثلًا، على الرغم من انتماء الفطر إلى مملكة بيولوجية مُختلفة، إلّا أنّ الفطريات تُعتبر أيضًا خضراوات، ونظرًا لأنّ "الخُضار" ليس مُصطلحًا نباتيًا بحتًا، فلا يوجد تناقض في الإشارة إلى جزء من النبات باعتباره فاكهة، وبالنظر إلى هذه القاعدة العامة، يُمكن أن تشمل الخضراوات الأوراق والسيقان والجذور والزهور والبصيلات والبذور وبالطبع الفواكه.
أنواع الخضراوات
تشمل الخضراوات نظرًا لتعريفها أنواعًا عدة، يُمكن تصنيفها إلى الأصل والجزء التي أتت منه لما يلي:
- الخضراوات الورقية: وهي جميع النباتات التي تؤكل أوراقها، كالنعنع والبقدونس والسبانخ والخس.
- الفاكهة المُزهرة: وهي جميع الخضراوات التي تؤكل ثمارها، كالفلفل والطماطم والباذنجان والخيار والكوسا.
- الخضار المقشرة: وهي ذلك النوع من الخضراوات التي تحتاج لنزع قشورها للوصول إليه، وتشمل الحبوب بأغلبها كالفاصولياء والحمص والفول والبازيلاء واللوبياء.
- خضراوات البُصيلات والساق: وهي الخضراوات التي تُؤكل بصيلاتها وسيقانها، وتشمل الخرشوف والبصل.
- الخضراوات الجذرية: وهي الخضراوات التي تُؤكل جذورها، وتشمل الجزر والبطاطا والزنجبيل والفجل وغيرها.
أجزاء النبات الذي يؤكل
يُمكن القول أن أجزاء النبات الذي يؤكل هو جميع أجزاء النبات. بالطبع ليس المقصود أن جميع النباتات صالحة للأكل، أو أن جميع أجزاء النباتات الصالحة للأكل يمكن أكلها. وإنما المقصود هو أن كل جزء من الأجزاء الرئيسية للنباتات يُمكن تناوله في نباتات معينة. فهناك نباتات تؤكل جذورها ونباتات تؤكل سيقانها ونباتات تؤكل أوراقها ،وحتى الأزهار تُعتبر جزءًا صالحًا للأكل في بعض أنواع النباتات.
والحقيقة أن تحديد أي جزء من أجزاء النبات الذي يؤكل يُعتبر العلامة الفارقة للتمييز بين الخضراوات والفواكه، على الأقل من الناحية العلمية. فالخضراوات بشكلٍ عام تُعرف على أنها أي جزء صالح للأكل من أي نبتة ما لم يَكُن هذا الجزء هو المبيض الناضج والملقح للنبتة. أما الفواكه فهي فقط المبيض الملقح للنبتة.
هذه الطريقة العلمية في تعريف الخضراوات والفواكه قد تختلف عن المفهوم السائد حول نبات مُعين أو نوع مُعين من الثمار، مما يُثير بعض الأسئلة التي قد يكون لها إجابات غير مألوفة.
تعرف/ي على أحد أشهر هذه الخلافات حول تصنيف الخيار في مقال مسبار هل الخيار فاكهة؟
إضافةً إلى ما سبق، تحديد أي جزء من أجزاء النبات الذي يُمكن أكله هو أحد الأُسس التي يتم تصنيف الخضراوات بناءً عليها وتقسيمها إلى مجموعات مختلفة. على سبيل المثال، هناك مجموعات الأوراق أو الخضراوات الورقية، وهي الخضراوات التي يُمكن تناول أوراقها، والتي تشمل الخس والملفوف والسبانخ وغيرها. وكذلك مجموعة الخضراوات الجذرية، أي النباتات أو الخضراوات التي يمكن تناول جذورها، و التي تشمل الكثير من الأنواع مثل الجزر الأبيض المائي أو جزر الماء (Parsnip). كما أن هُناك أنواع من النباتات التي يُمكن أن توضع في أكثر من مجموعة من مجموعات هذه الطريقة في التصنيف، وذلك بسبب إمكانية تناول أكثر من جزء من أجزائها، على سبيل المثال يُمكن وضع الشمندر ضمن مجموعة الخضراوات الجذرية وكذلك مجموعة الخضراوات الورقية، لأن كُلًا من جذور وأوراق نبات الشمندر صالحة للأكل بالنسبة للإنسان.
القائمة التالية توضح أجزاء النبات الذي يؤكل ويُشكل كل جزء منها مجموعة من مجموعات الخضراوات:
- الجذور.
- الأوراق.
- الأزهار.
- الثمار.
- البذور.
- الفطر أو المشروم.
- السيقان.
كما يُشير أحد المصادر إلى أن بعض أنواع النباتات يمكن أن تكون جميع أجزائها صالحة للأكل.
هل هناك نباتات تؤكل جذورها؟
نعم، هناك العديد من النباتات التي تؤكل جذورها، وتُشكّل جزءًا أساسيًا من موائدنا اليومية، وتُشكّل أيضًا جزءًا هامًا لما تشغله من قيمة غذائية. تاليًا أهم النباتات التي تؤكل جذورها وأبرز فوائدها الصحية:
- البصل
البصل من أشهر النباتات التي تؤكل جذورها، حيث يُعتبر البصل من الخضراوات الجذرية الشائعة على موائدنا، ويعمل كمكوّن أساسي في العديد من المأكولات. والبصل غني بالألياف وفيتامين C ومُضادات الأكسدة، ومُضادات الأكسدة هي مركبات يمكن أن تحمي الخلايا من الأكسدة وتُساعد في الوقاية من الأمراض، حيث تُظهر الأبحاث أن تناول البصل قد يرتبط بمجموعة واسعة من الفوائد الصحية، فعلى سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن تناول 100 جرام من البصل الخام يوميًا يُقلّل بشكل كبير من مستويات السكّر في الدم لدى مرضى السكري. علاوةً على ذلك، لاحظت أبحاث أُخرى أنّ البصل قد يمتلك خصائص قوية مُضادة للسرطان، حيث يربط تناول كمية أكبر من هذه الخضراوات الجذرية بانخفاض خطر الإصابة بأنواع شائعة من السرطان.
- البطاطا الحلوة
البطاطا الحلوة من النباتات اللذيذة التي تؤكل جذورها. وهي من الخضراوات الجذرية المغذية للغاية والمليئة بالفوائد الصحية، إذ إنّها غنية بالألياف وفيتامين ج والمنجنيز وفيتامين أ ومصدر جيد للعديد من مضادات الأكسدة، بما في ذلك البيتا كاروتين. كما أنّ البطاطا الحلوة لها فوائد عديدة على مرضى السكّري، فقد أظهرت مراجعة لثلاث دراسات أنّ تناول 4 جرامات من البطاطا الحلوة كل يوم لمدة 12 أسبوعًا يُحسّن التحكم في نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري. ونظرًا لمحتواها من فيتامين أ، تُشير بعض الدراسات إلى أنّ هذه الخضراوات الجذرية قد تُحسّن أيضًا وظيفة المناعة، وتحمي من فقدان البصر وتدعم صحة الجلد.
- اللفت
اللفت من النباتات التي تؤكل جذورها والذي تمّت زراعته منذ عدة قرون، ويُعتبر اللفت من الخضراوات الجذرية اللذيذة. ويمتلك اللفت ملفًت غذائيًا مُثيرًا للإعجاب، وذلك كونه مصدر كبير لفيتامين C والألياف والمنجنيز والبوتاسيوم، ويُمكن أن تُساعد إضافة فيتامين C إلى نظامك الغذائي في تعزيز مناعتك، حيث أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ الحصول على ما يكفي من هذا الفيتامين يمكن أن يُساعد في تقليل الأعراض وتقصير شدة التهابات الجهاز التنفسي، مثل نزلات البرد.
- الزنجبيل
وهو أحد الخضراوات الجذرية المهمة، إذ إنه مليء بمضادات الأكسدة، بما في ذلك مركب خاص يسمى جينجيرول (Gingerol)، والذي ارتبط بقائمة طويلة من الفوائد الصحية، فقد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على 1278 امرأة حامل، أن الزنجبيل كان فعالًا في الحد من غثيان الحمل وغثيان الصباح. وقد قد يقلل الزنجبيل أيضًا من الألم والالتهابات، حيث أظهرت أبحاث أخرى أن مستخلص الزنجبيل يمكن أن يساعد في تخفيف آلام الدورة الشهرية وتقليل الأعراض لدى الأشخاص المصابين بهشاشة العظام.
- الشمندر
يعتبر الشمندر من أكثر الخضراوات الجذرية المغذية المتاحة، حيث يحتوي على كمية جيدة من الألياف وحمض الفوليك والمنجنيز، كما أنه يحتوي على نسبة عالية من النترات، وهي مركبات نباتية مفيدة، يمكن أن تساعد في توسيع الأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب. وتظهر الدراسات أيضًا أن تناول الشمندر قد يكون له خصائص مضادة للسرطان وقد يُبطئ نمو وانتشار الخلايا السرطانية.
- الثوم
الثوم من أشهر النباتات التي تؤكل جذورها، وهو من الخضراوات الجذرية البارزة في مطابخنا. يحتوي الثوم على كمية جيدة من العديد من العناصر الغذائية الهامة، بما في ذلك المنجنيز وفيتامين B6 وفيتامين C، بالإضافة إلى ذلك، فهو معروف بخصائصه الطبية، والتي تُعزى في الغالب إلى مُركّب الأليسين Allicin، الذي يتم إطلاقه عند سحق أو مضغ الثوم، وقد وجدت الدراسات أن الثوم يُمكن أن يُعزّز صحة القلب عن طريق خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية، وقد يُعزّز الثوم أيضاً وظيفة جهاز المناعة، حيث تُظهر الأبحاث أنه يمكن أن يُقلل من شدّة الأعراض بنزلات البرد ويساعد في منع العدوى.
- الشومر
يُعرف الشومر بنكهته الشبيهة بنكهة العرق السوس، وهو من النباتات التي تؤكل جذورها، وله قيمة غذائية عالية، فبالإضافة إلى توفيره عدداً قليلاً جداً من السعرات الحرارية، يحتوي الشومر على الألياف وفيتامين C والبوتاسيوم والمنجنيز، كما يحتوي على مركب الأنيثول (Anethole) الذي يُعطي الشومر نكهته المُميزة ورائحته. وقد أظهرت إحدى الدراسات التي أُجريت على الفئران أنّ الأنيثول كان قادرًا على تعديل بعض الإنزيمات المُشاركة في عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات للمساعدة في تقليل مستويات السكر في الدم. علاوة على ذلك، لاحظت إحدى الدراسات، أن الأنيثول له خصائص مُضادة للميكروبات وقد يمنع نمو البكتيريا.
- الجزر
الجزر واحد من أكثر النباتات التي تؤكل جذورها شهرة، ويتصدّر الجزر أيضًا القيم الغذائية، باعتباره واحدًا من أكثر الخضراوات المُغذية، إذ إنه مليء بفيتامينات A وK، بالإضافة إلى مُضادات الأكسدة الهامة كالبيتا كاروتين، ولطالما تم ربط تناول الجزر بتحسين حالة مُضادات الأكسدة وانخفاض مستويات الكوليسترول. وتظهر أبحاث أنّ تناول كميات أكبر من البيتا كاروتين الموجود في الجزر، قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأنواع مُعينة من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والبروستاتا والمعدة.
- الفجل
الفجل أيضًا أحد النباتات التي تؤكل جذورها، ويُعتبر الفجل من الخضراوات الجذرية الصحية، فالفجل منخفض الكربوهيدرات والسعرات الحرارية، ولكنّه يحتوي على كمية جيدة من الألياف وفيتامين C. ويحتوي الفجل أيضًا على خصائص مُضادة للفطريات، فقد وجدت دراسة أن أوراق نبات الفجل قد تحمي من قرحة المعدة.
خضراوات جذرية
كما اتضح من الفقرة السابقة، الخضراوات الجذرية هي الخضراوات أو النباتات التي تؤكل جذورها، أو بتعبير آخر هي جذور أي نوع من النباتات طالما أنها صالحة للاستهلاك البشري. وقد عرف البشر هذا النوع من النباتات واستغلوا جذوره كجزء من نظامهم الغذائي منذ آلاف السنين. تشمل مجموعة الخضراوات الجذرية الكثير من النباتات، بعض الأمثلة على النباتات التي تؤكل جذورها وبالتالي تُصنف ضمن هذه المجموعة تُعتبر معروفة على نطاق واسع ويكاد لا يخلو أي مطبخ منها مثل الزنجبيل، والذي يعد أيضًا من أهم النباتات التي تتمتع بخصائص علاجية تُتيح استخدامه في العديد من وصفات الطب البديل. فيما يلي عدد من الخضراوات الجذرية وأهم ما يُميزها:
- الزنجبيل: يعود أصل الزنجبيل إلى الصين. وهو جذور يتم تناولها في صورتها الطبيعية أو بعد أن يتم تجفيفه وطحنه ليتم استخدامه كنوع من التوابل في صورة مسحوق. ويحتوي الزنجبيل على العديد من المواد التي تُصنف كمضادات للأكسدة، من بينها مادة تُسمى الجنجرول، والتي أثبتت إحدى الدراسات قدرتها على تخفيف القيء والشعور بالغثيان الناتج عن الحمل. كما أن لها القدرة على تخفيف الآلام المُصاحبة الدورة الشهرية.
- الثوم: يُعد الثوم من أشهر الأمثلة على الخضراوات الجذرية، وهو أيضًا كالزنجبيل، يتم استخدامه عادةً كإضافة إلى وصفات الطعام المُختلفة بكميات قليلة، لكنها كافية لإضفاء نكهة مميزة على الأطباق الرئيسية وكذلك أنواع مختلفة من الحساء والسلطة. بالإضافة إلى أهميته الطبية النابعة من قدرته على تحسين صحة القلب من خلال خفض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
إلى جانب الثوم، هُناك عدد من النباتات التي يمكن أن تُساعد على خفض الكوليسترول وبالتالي الوقاية من مضاعفاته الخطيرة على القلب، تعرّف/ي عليها في مقال مسبار هل يمكن علاج الكوليسترول والدهون الثلاثية بالأعشاب؟
- الكركم: مثال آخر على الخضراوات التي تؤكل جذورها هو الكركم، والحقيقة أن الكركم من ناحية التصنيف الحيوي ينتمي لنفس العائلة من النباتات التي ينتمي لها الزنجبيل، ويتشابه معه أيضًا في طرق الاستعمال الغذائية، أي أنه عادة ما يتم إضافته بكمية قليلة للطعام كنوع من التوابل، وكذلك من أجل تلوين الأطعمة باللون الأصفر المميز للكركم. ويتشابه مع الزنجبيل أيضًا بكونه أحد الخضراوات الجذرية التي تتمتع بخصائص علاجية هامة، من بينها قدرة الكركم على تخفيف آلام المفاصل، وتنظيم مستوى السكر في الدم، والحد من أعراض الاكتئاب.
- البطاطا الحلوة: على عكس الخضراوات الجذرية المذكورة أعلاه، لا تُعتبر البطاطا الحلوة نوع من البهار وإنما يتم تناولها مشوية أو إضافتها للعديد من وصفات الطعام. إلا أن القيمة الغذائية للبطاطا الحلوة تجعلها على قدر مُشابه تقريبًا من الأهمية، ففي دراسة تم إجراؤها للمقارنة بين أربعة أنواع مختلفة من البطاطا الحلوة من حيث كمية مُضادات الأكسدة ومن بينها فيتامين C، وجد الباحثون أن جميع الأنواع تحتوي على كميات كبيرة من هذه المواد، وإن كان تركيز بعض مضادات الأكسدة أعلى في نوعين من الأربعة.
هل الجزر من الجذور؟
هذا صحيح، يُعتبر الجزر من الجذور، إذ ينمو الجزر تحت سطح التربة، في حين أن الأجزاء التي تنمو فوق سطح التربة لا يتم تناولها. وعادةً يتم استخدام البذور التي تُنتجها نبتة الجزر البالغة فقط من أجل زراعة المحصول الجديد. أشهر أنواع الجزر هو النوع البرتقالي اللون إلا أنه ليس النوع الوحيد، فهناك أنواع أخرى من الجزر بيضاء اللون ونوع أصفر اللون، بالإضافة إلى الجزر ذو اللون البنفسجي.
ويُعتبر الجزر من الجذور التي تتمتع بقيمة غذائية عالية، تمنحه أفضلية على أغلب أنواع الخضراوات الجذرية الأخرى. وذلك بسبب وجود كمية كبيرة من فيتامين A وفيتامين K في الجزر، بالإضافة إلى أحد أنواع مُضادات الأكسدة والذي يُسمى بيتا كاروتين. مما جعل الجزر موضوع عدد من الدراسات العلمية. على سبيل المثال، تُشير دراسة إلى أن تناول الجزر يعمل على ضبط مستوى الكوليسترول في الدم، ورفع مستوى مضادات الأكسدة في الجسم، مما يجعله عاملًا مُساعدًا للوقاية من أمراض القلب والشرايين. كما أشارت دراسة أخرى إلى أن هذا النوع من مضادات الأكسدة يُمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي. بالإضافة إلى عدد من الفوائد الصحية الأخرى.
وفي مقال تم نشره على الموقع الرسمي لمنشورات جامعة هارفارد الصحية بعنوان "مزايا وعيوب الخضراوات الجذرية"، تُشير البروفيسور تيريزا فنغ، وهي أستاذ محاضر في قسم التغذية التابع لكلية الصحة العامة في جامعة هارفارد، أن الخضراوات الجذرية تُعتبر مصدرًا غنيًا بالكربوهيدرات، وتحديدًا النشاء. وتُضيف البروفيسور فنغ أن هذه الفئة من الخضراوات يجب أن يتم التعامل معها بحذر، وأنها من ناحية القيمة الغذائية، تُشبه الخبز والحبوب والأرز والمعكرونة، أكثر مما تُشبه الخضراوات.
وبالرغم من أن الجزر من الجذور بالفعل، إلاّ أنه يحتوي على مقدار مُتدني نسبيًا من الكربوهيدرات مقارنة بغيره من الجذور التي يتم تناولها، إذ تحتوي 130 جرام من الجزر على 12 جرامًا من الكربوهيدرات فقط. أي أقل من كمية الكربوهيدرات الموجودة في بصلة واحدة كبيرة الحجم، وهي ميزة أخرى من مزايا الجزر تُضاف إلى فوائده الصحية. تجدر الإشارة إلى النصيحة التي تُسديها بروفيسور فنغ حول تناول الخضراوات الجذرية، والتي تتلخص في الحرص على التنوع وعدم تناول نوع واحد من هذه الفئة من الخضراوات، كما يُفضل عدم تناولها مع مصدر آخر من مصادر الكربوهيدرات في نفس الوجبة.
هل البصل ساق أم جذر؟
يُعتبر سؤال هل البصل ساق أم جذر من الأسئلة الشائعة نسبيًا، والتي تُثير الخلاف والحيرة. وذلك لأن البصل المعروف من الناحية العلمية، يُعتبر تكوين خاص ومميز في طبيعته. ومن أجل توضيح أسباب الخلاف حول تصنيف البصل كساق أم جذر، تستعرض هذه الفقرة بعض الحقائق حول البصل على النحو التالي:
- تتكون كل بصلة من بُرعم (Bud) بيضاوي الشكل، وهو الموجود في مركز أو قلب البصلة، وتنمو حوله أوراق دائرية الشكل ملتفة ومتداخلة وتعلو إحداها الأخرى، وتمثل مكانًا لتخزين الغذاء بالنسبة لنبات البصل.
- من الناحية العلمية يُطلق على البصل مُسمى (Bulb) ويُطلق عليه أيضًا مُسمى (tunicated bulb)، وهو مصطلح في علم النبات يُمكن ترجمته إلى بُصيلة كسائية. ويتم تعريف البُصيلة الكسائية على أنها نوع خاص من السيقان أو ساق مُتحوّر (Modified Stem).
- ينمو البصل تحت سطح التربة، ويمد النبتة بالغذاء المُخزن فيه عند الحاجة إلى ذلك، لكنه ينمو بالقرب من السطح، ولا يمتد إلى عمق كبير كما هو معروف بالنسبة للجذور.
- بعض المصادر تُجيب على سؤال هل البصل ساق أم جذر بأن البصل لا هذا ولا ذاك. وإنما هو نوع خاص من السيقان ينمو تحت سطح الأرض وله اسم خاص به يُطلق أيضًا على الأنواع التي تتشابه مع البصل مثل الثوم، وهو البصيلة (Bulb).
- يُشار أيضًا في بعض الأحيان إلى أن البصل ساق وليس جذر استنادًا إلى حقيقة أن البصل نوع خاص أو متحور من الساق، وذلك بغض النظر عن مكان نموه.
- مصادر أخرى تُشير إلى أن البصل جذر وليس ساق، وتقوم بإدراجه ضمن الأمثلة على النباتات التي تؤكل جذورها استنادًا إلى حقيقة أن البصل ينمو تحت سطح التربة مع إهمال التصنيفات والمصطلحات العلمية الدقيقة.
إذن هل البصل ساق أم جذر؟ لا زال الخلاف قائمًا حول إجابة هذا السؤال، والتي تختلف من مصدر لآخر، لكن تبقى الإجابة الأدق من الناحية العلمية هي أن البصل حالة خاصة أو نوع خاص من الساق وله مُسمى خاص به.
أمثلة على نباتات تؤكل سيقانها
تُعتبر النباتات التي تؤكل سيقانها مجموعة مستقلة عند تصنيف الخضراوات بناءً على الجزء الصالح للاستهلاك البشري، وتُسمى هذه المجموعة الخضراوات الجذعية (Stem Vegetables)، وتشمل العديد من الأنواع التي تتميز بقيمتها الغذائية والفوائد الصحية التي يمكن أن تترتب على تناولها. القائمة التالية توضح عدد من الأمثلة على نباتات تؤكل سيقانها وأهم ما تتميز به هذه الخضراوات:
- الأسباراغوس: تُعتبر قارة أوروبا والجزء الغربي من قارة آسيا الموطن الأصلي للأسباراغوس، إلا أنه أصبح يُزرع في الكثير من الدول خارج نطاق موطنه الأصلي مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك والبيرو. ويُمكن أن يصل طول الأسباراغوس إلى 1.5 مترًا، ويتم إنتاج نوع أبيض وليس أخضر اللون من الأسباراغوس باستخدام طريقة خاصة يتم تطبيقها أثناء نموه. ويُعتبر الأسباراغوس مكونًا هامًا في العديد من الوصفات في المطبخ الآسيوي.
- الكرفس: يمكن القول أن الكرفس من أهم الأمثلة على النباتات التي تؤكل سيقانها، بالرغم من أن أوراق الكرفس تؤكل أيضًا. لكنه يُصنف ضمن الخضراوات الجذعية. يتميز الكرفس بقيمته الغذائية التي تجعله مكونًا رئيسيًا في الأنظمة الغذائية التي تهدف إلى إنقاص الوزن. ويدخل الكرفس في إعداد أنواع مختلفة من الحساء والسلطة، كما يُمكن استخراج زيت عطري من بذور الكرفس يُستخدم في صناعة العطور.
معلومات أكثر حول الكرفس وفوائده الصحية يُقدمها مقال مسبار هل الكرفس هو البقدونس؟
- الكرنب الفجلي: ويُسمى أيضًا الكرنب الساقي (Kohlrabi). هو نبات يعود موطنه الأصلي إلى الأجزاء الشمالية من قارة أوروبا، وتتم زراعته في الوقت الحالي في العديد من الدول مثل الهند وبنجلاديش وكذلك هولندا وألمانيا. ويُعد الكرنب الفجلي أيضًا من الأمثلة على نباتات تؤكل سيقانها، بالرغم من أن الأوراق أيضًا يُمكن تناولها وبالتالي قد يتم تصنيفه كخضار ورقي. إضافة إلى ذلك، بعض أنواع الكرنب الفجلي تتم زراعتها لاستخدامها كعلف للمواشي. ويمكن تناول سيقان الكرنب الفجلي نيئة أو مطبوخة.
- البامبو: لا تُعتبر جميع أنواع البامبو خضراوات، إلا أن هناك بعض أنواع من هذا النبات التي تُنتج سيقان صالحة للأكل، وبالتالي يتم تصنيفها ضمن الخضراوات الجذعية.
بالإضافة إلى أنواع أخرى من الخضراوات الجذعية مثل أحد أنواع الأرز البري، والذي يتم زراعته بشكل رئيسي كمصدر للحبوب، إلا أن السيقان يتم تناولها كخضراوات أيضًا. وكذلك الراوند (Rhubarb) وهو خضار جذعي أيضًا يتميز بطعم شديد الحموضة، كما تُستخدم جذور هذا النبات في وصفات الطب البديل في بعض دول آسيا. يُشار إلى أن نبات الراوند يحتوي على كمية كبيرة من الأوكسالات، وهي نوع من مُركبات الكالسيوم المُرتبطة بالإصابة بحصوات الكلى وحصوات الحالب.
فوائد السكر للنباتات
يُمكن تقسيم فوائد السكر للنباتات إلى قسمين اثنين، وذلك بحسب المقصود بكلمة سُكر، فإذا كان المقصود هو السُكر الذي تقوم النباتات بتصنيعه بنفسها، فإن الحديث يدور حول الدور الذي يلعبه السُكر كغذاء للنباتات. أما إذا كان المقصود هو إضافة السكر إلى ماء الري، فالحديث هنا عن الطرق التي يُمكن من خلالها توظيف السُكر في قطاع الزراعة أو حتى على مستوى العناية بالحدائق والنباتات المنزلية. فيما يلي توضيح لكل قسم من هذين القسمين:
أولًا: السكر الذي تقوم النباتات بتصنيعه:
- مُنظم للنمو: من أهم فوائد السكر للنباتات هو الدور الذي يلعبه في عملية النمو والانتقال من مرحلة إلى أخرى من مراحل نمو النبتة. إذ يقوم السُكر بتحديد بداية كل مرحلة جديدة ويعمل على تنظيم نمو أجزاء جديدة وتطورها مثل نمو الساق والأوراق، وحتى نمو الثمار ونضجها. كما يُحدد السكر النسبة بين معدل نمو الجزء المدفون من النبتة أي الجذور، والجزء المكشوف من البتة أي كل ما ينمو فوق سطح الأرض.
- مصدر للطاقة: تُنتج النباتات السُكر بنفسها من المواد الأولية مثل الماء والضوء وثاني أكسيد الكربون، وذلك من خلال عملية البناء الضوئي. وتقوم بتخزين جزء من السكر الذي تنتجه في أجزاء معينة من النبتة. ويُعتبر السكر المصدر الذي يمد النبات بالطاقة اللازمة للقيام بجميع العمليات الحيوية، ويُستخدم السكر المُخزن في الليل عندما تكون عملية البناء الضوئي غير متاحة.
- وحدات بناء: من بين فوائد السكر للنباتات الدور التركيبي الذي يلعبه في بُنية الخلية النباتية، إذ يتكون جدار الخلية النباتية من السليلوز، وهو نوع مُعقد من السكر تقوم النباتات بإنتاجه واستخدامه كوحدات بناء لخلايا وأنسجة النبتة.
- التكاثر والانتشار: يلعب السُكر الموجود في الثمار دورًا هامًا في عملية التكاثر والانتشار بالنسبة للنباتات، إذا يُشكل عامل جذب للبشر وكذلك للحيوانات التي تقوم بالتغذي على هذه الثمار، ثُم تمر البذور الموجودة داخل الثمار في الجهاز الهضمي للحيوانات دون أن تتأثر بعملية الهضم، وتخرج من جسم الحيوان مع الفضلات في مكان مختلف عن مكان تواجد النبتة الأصلية التي أنتجت الثمرة، لتنمو هذه البذور كفرد جديد من نفس الفصيلة في مكان جديد.
ثانيًا: فوائد السكر المُضاف للنباتات:
- تنشيط النمو: لم يتم تأكيد إمكانية استخدام السكر كمادة مضافة لمياه الري بهدف تحفيز أو تنشيط نمو النباتات، إلاّ أن هُناك شواهد تُشير إلى إمكانية ذلك. ففي تجربة قام خلالها العلماء بإضافة السُكر إلى مياه الري المُستخدمة في مزارع الذرة ومزارع فول الصويا، وجد العلماء أن السكر ساعد على تحفيز وزيادة نمو فول الصويا، لكن لم يكن له أي تأثير على محصول الذرة.
- عامل جذب للحشرات المفيدة: من أهم فوائد السكر للنباتات عند استخدامه من قِبل المزارعين، هو استخدامه كغذاء للحشرات النافعة بهدف جذبها إلى المزرعة. وهو أمر تمت تجربته في الولايات المتحدة ودولة هندوراس وكانت له آثار إيجابية جدًا في حماية النباتات من الحشرات الضارة، عن طريق زيادة أعداد الحشرات النافعة.
- تعزيز الجهاز المناعي: تجربة أخرى تم إجراؤها على النباتات تُشير إلى إمكانية استخدام السكر من أجل رفع قدرته على مقاومة الأمراض. فقد قام العلماء بوضع السكر بشكل مباشر في التربة عند جذور النباتات، الأمر الذي أدى إلى زيادة في الجينات المسؤولة عن تحفيز الآليات الدفاعية للنبتة، كما أن رش محلول السكر على الأوراق أدى أيضًا إلى رفع قدرة نبات الأرز البري على مقاومة أحد أنواع الأمراض الفطرية.