تحقيق مسبار
يُخطئ البعض في تصنيف بعض الدول كدول أوروبية أو من دول الإتحاد الأوروبي، فالأمران مُختلفان، إذ إنّ الإتحاد الأوروبي لا يتضمّن جميع الدول الواقعة في قارة أوروبا.
تستعرض هذه المقالة إحدى الدول الأوروبية، وهي جورجيا، أين تقع جورجيا؟ وما هي أبرز المراحل التاريخية في مسيرة الجمهورية الجورجية؟ وهل جورجيا ضمن الإتحاد الأوروبي؟
جمهورية جورجيا
تُعد جورجيا من دول أوروبا الشرقية حيث تقع في جنوب شرق القارة الأوروبية. لجمهورية جورجيا حدود مع روسيا من جهة الشمال والشرق، ومن الجنوب أرمينيا وتركيا، وتحدّها أذربيجان من الشرق، أمّا من الغرب فيحدّها البحر الأسود.
وصلت ذروة المملكة الجورجية بين القرنين العاشر والثالث عشر، وتوالى عليها الحكم الفارسي والعثماني إلى أنْ ضُمّت جورجيا إلى الإمبراطورية الروسية. ثُمّ دُمجَت مع الاتحاد السوفييتي في عام 1936 فأصبحت جمهورية تأسيسية وبقيت كذلك حتى انهيار الاتحاد السوفييتي، وامتازت جورجيا بتنوع اقتصادي عالي خلال الفترة السوفييتية، ممّا مكّنها من إعلان سيادتها في نوفمبر 1989 واستقلالها في أبريل 1991.
تبلغ مساحة جورجيا الإجمالية حوالي 69700 كيلومتر مربع، وتبليسي هي عاصمة الجمهورية الجورجية، التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من الجمهورية. يشغل منصب الرئيس حالياً السيدة سالومي زورا يشفيلي، والتي فازت في الانتخابات الرئاسية في جورجيا، لتُصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب.
ما هي الدول التي يحق لها أن تكون ضمن الاتحاد الأوروبي؟
يتضمّن الاتحاد الأوروبي العديد من الهياكل التنظيمية المنضوية تحت مظلة الاتحاد، مثل البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية ومجلس المفوضية الأوروبية. ويحق لأي دولة التقدّم بطلب للانضمام للاتحاد الأوروبي شريطة تحقيق جميع الشروط التي أُتفق عليها في المجلس الأوروبي في كوبنهاجن عام 1993، والتي تُعرف بمعايير كوبنهاجن.
ومن أهم شروط الانضمام للاتحاد الأوروبي:
- وجود مؤسسات تحترم حقوق الإنسان تسودها الديمقراطية واحترام الأقليات
- أنْ يكون اقتصاد الدولة الراغبة بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قوي وقادر على المُنافسة وتحّمل قوى السوق الأوروبية،
- الالتزام بأهداف الاتحاد الأوروبي السياسية والاقتصادية
وفيما يتعلّق بدول البلقان، تم تحديد شروط إضافية للعضوية ترتكز على التعاون الإقليمي وعلاقات حسن الجوار.
هل جورجيا ضمن الاتحاد الأوروبي؟
في الوقت الحالي جورجيا ليست ضمن الاتحاد الأوروبي، كما أنّ جورجيا غير مُدرجة على قوائم الدول المُرشحة لدخول الاتحاد الأوروبي، إذ تقتصر قائمة الدول المُرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي على ألبانيا والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية وصربيا وتركيا.
تسوية صراعات جورجيا مع دول الجوار هي أحد أبرز التحديات التي تواجه جورجيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
علاقة جورجيا بالاتحاد الأوروبي
دخلت جورجيا في اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي منذ يوليو 2016، وتسعى هذه الاتفاقية إلى تحقيق الارتباط السياسي والتكامل الاقتصادي بين جورجيا والاتحاد الأوروبي. أمّا من الناحية الاقتصادية كما دخلت جورجيا والاتحاد الأوروبي في منطقة تجارة حرّة وعميقة، وبالإضافة إلى ذلك، يدعم الاتحاد الأوروبي جورجيا سنوياً بأكثر من 100 مليون يورو على شكل مساعدات مالية وفنية. كما سمح الاتحاد الأوروبي لمواطني جورجيا في 18 مارس 2017 بالسفر إلى دول منطقة شنغن بدون تأشيرة.
اقرأ عن دول الشنغن في مقال مسبار هل كرواتيا من دول الشنغن؟
السكّان، اللغة والدين في جورجيا
يُعتبر الشعب الجورجي من أقدم الشعوب الموجودة في منطقة البحر الأسود، ويمتلك تراث غني وقديم بنفس الوقت.
من الناحية العرقية فإنّ الشعب الجورجي مُتعدد الأصول والأعراق شأنه في ذلك شأن أغلب شعوب القوقاز، أربعة أخماس الشعب هم من أصول جورجية، أمّا الأقليات الباقية فيتوزّعون بين الأرمن والروس والأذربيجان، وبأعداد أقل تأتي أقليات الأوستين واليونانيين ومن ثم بأعداد قليلة الأبخاز.
اللغة الرسمية في البلاد هي اللغة الجورجية، ويليها لهجات الأقليات الأخرى في البلاد من روس وأبخاز وغيرهم، وجميع تلك اللهجات غير مكتوبة وغير مُعتمدة في المؤسسات الرسمية وإنّما تقتصر على كونها لهجات محكية.
أمّا عن ديانة السكان في جورجيا، فالغالبية العُظمى من السكّان ينتمون إلى الكنيسة الجورجية الأرثودوكسية، ويوجد في جورجيا أيضاً أقليات تعتنق الدين الإسلامي وروس أرثودوكس وأرمن ومجتمعات يهودية بأعداد أقل.
الاقتصاد والموارد الطبيعية في جورجيا
العملة الرسمية في جورجيا هي اللاري الجورجي. يُصنّف الاقتصاد الجورجي على أنّه مُتنوع، إذ يعتمد على أكثر من مصدر مثل الزراعة والصناعة. تُشكل الزراعة الجزء الأكبر من الاقتصاد بواقع نصف الناتج المحلي الإجمالي، ويوظّف القطاع الزراعي نصف القوة العاملة في البلاد. أمّا القطاعات الأخرى من صناعة وخدمات فهي توظف خمس القوة العاملة فقط. أمّا عن موارد جورجيا الطبيعية فهي تتوزع بين الفحم والبترول والمعادن كالمنغنيز.
السياحة في جورجيا وأبرز معالمها
للتنوع الجغرافي الذي تتمتع به جورجيا الأثر الكبير في اعتبارها وجهة سياحية ممتازة، فهي تتمتّع بطبيعة خلّابة على مدار العام ومناطق تساقط ثلوج لمحبي رياضة التزلج، كذلك تتمتّع بإطلالات ساحلية وشلّالات وينابيع علاجية دافئة يُضاف إلى ذلك مطبخ متنوع مشهور ومميز على نطاق دول المنطقة.
ومن أبرز المعالم السياحية في جورجيا:
- متحف ستيبانتسميندا التاريخي (Stepantsminda Historic Museum): المُتحف مُقام في المنزل التذكاري للكاتب الكساندر كازبيجي، يحتوي المتحف العديد من مقتنيات الكاتب الشخصية بالإضافة الى قطع أثرية وكتب دينية وأعمال فنية لفنانين محليين.
- كنيسة الثالوث جرجيتي (Gergeti Trinity Church): شُيّدت التحفة المعمارية في القرن الرابع عشر الميلادي، يُمكن الصعود إلى الكنيسة ومُجمّع رجال الدين وبرج الساعة في حوالي الساعتين، ومن الممكن استئجار حصان للصعود إليها.
- العاصمة القديمة تبليسي (Old Tbilisi): يُعطيك التجول في المدينة القديمة الكثير من الخيارات إذا كنت من محبي المقاهي والمطاعم الشعبية أو الحديثة والنوادي الليلية العصرية، كما وتشتهر مدينة تبليسي بحمّامات الكبريت والينابيع الساخنة الطبيعية.
- تسلّق القمم الجبلية: أصبحت جورجيا اليوم وجهة للراغبين في المُغامرة وممارسة رياضة تسلّق القمم الجليدية، وتُعرف قمم القوقاز الثلجية التي تُشكل الحدود الشمالية لجورجيا بوجود 12 جبلاً للتسلّق، أشهرها الجبل الأبيض (Montblanc)، وتوفّر مختلف مناطق التزلج في جورجيا مستويات مُختلفة من التسلّق من الواجهات المُخصصة للمبتدئين إلى تلك المُخصصة للمتسلقين المحترفين.
اقرأ أيضاً:
