تحقيق مسبار
لو أمسك أحدنا أطلس العالم، ووضع يده عشوائياً على بلد ما، لربما كان السؤال الأبرز الذي يشغل تفكيره، هو ديانة هذا البلد وتاريخه، ولو اخترنا البوسنة كبلد، فما هو تاريخ البوسنة؟ وهل البوسنة دولة اسلامية؟ وما هي أبرز معالم الاقتصاد والشعب البوسني؟
البوسنة
جمهورية البوسنة والهرسك، وتُعرف اختصاراً بالبوسنة، هي إحدى دول غرب البلقان، وعاصمتها سراييفو. حملت البوسنة الاسم من أعظم أنهارها وهو نهر البوسنة. بمساحة تبلغ 51,129 كيلومتر، يحد البوسنة من الشرق صربيا، التي نشأ نزاع مسلح معها لضم البوسنة والهرسك لصربيا الكبرى، لكن المقاومة في البوسنة وقعت اتفاق سلام ضَمِن الحقوق لجميع مواطنيها من كافة الديانات والأعراق، وتقع جمهورية الجبل الأسود في الجنوب الشرقي للبوسنة، وكرواتيا التي تحيطها من شمالها لجنوبها الغربي.
كانت البوسنة والهرسك أحد أقاليم المملكة اليوغوسلافية الكبرى، والتي تحولت لجمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية، وبعد تفككها أعلنت جمهورية البوسنة والهرسك استقلالها عام 1992، ولحق استقلالها حرب البوسنة التي استمرت ما يقارب الثلاث سنوات.
البوسنة والهرسك دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة، ومتقدم لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي وعضوية الناتو أيضاً. النظام السياسي في البوسنة والهرسك ديموقراطي تمثيلي برلماني، يُناط بمجلس الوزراء وظيفة السلطة التنفيذية، بينما يمثل كل من الجمعية البرلمانية ومجلس الوزراء السلطة التشريعية.
سكان البوسنة والهرسك
يصل عدد سكان جمهورية البوسنة والهرسك إلى ما يقارب 3,835,586 نسمة حسب إحصائيات عام 2013 يتوزعون على عرقيات وإثنيات مختلفة، حيث يُشكّل البوسنيون ما نسبته 48.4% من عدد السكان، فيما يُشكّل الصرب 32.7% من السكان، ويشكّل الكروات ما نسبته 14.6%، فيما تتوزع النسبة الباقية على أعراق أخرى.
هل البوسنة دولة إسلامية؟
اعتنق البوسنيون الإسلام إبان حكم الدولة العثمانية التي هيمنت على إقليم البلقان والمنطقة في القرن الخامس عشر، واستمرت في حكمها حتى خسرتها إمام الإمبراطورية النمساوية المجرية، ونتيجة لفقدان سيطرة الدولة العثمانية على حكم البوسنة، هاجر ما يُقدّر ب 150 ألف من المسلمين إلى تركيا، لاحقاً وفي أواخر العام 1882 تأسست الجماعة الإسلامية في البوسنة والهرسك والتي تحولت تدريجياً إلى هيئة تُدير الشأن الإسلامي والتعليم الديني بنوع من الاستقلالية عن الدولة، وكانت مسؤولة عن العناية بالمساجد وتعيين الأئمة وإصدار الفتاوى.
وبالرغم من أنّ المسلمين يشكلون أغلبية في البوسنة والهرسك، إلا أن دستور البوسنة والهرسك لم ينص على أن الإسلام هو دين الدولة، أو اعتبار الإسلام كديانة رسمية في الدستور، بل حث على التعايش التاريخي بين الديانات في البوسنة والهرسك، وأمر دستور البوسنة بالتساوي بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات والحرية، بغض النظر عن دياناتهم أو أعراقهم، ويعمل جميع أعضاء المؤسسات والمنظمات الدينية في البوسنة والهرسك ضمن إطار المجلس المشترك للديانات، وذلك ضماناً لمنع أي شكل من التمييز على أساس الدين، وهذه أغلب الديانات المهيمنة على معتقدات مواطني البوسنة والهرسك حسب إحصائيات العام 2013:
- الإسلام ويشكل 50.7% من السكان.
- المسيحية الأرثودوكسية وتشكل 30.7% من السكان.
- المسيحية الكاثوليكية وتشكل 15.2% من السكان.
- ملحدين ولا أدريين ويشكلون 1.1% من السكان
- ديانات أخرى وتشكل 2.3% من السكان.
ما هي أبرز مدن البوسنة والهرسك؟
تضم البوسنة والهرسك بالرغم من مساحتها القليلة نسبياً الكثير من المدن، تالياً أكبر مدنها حسب عدد السكان:
- العاصمة سراييڤو
- بانيا لوكا
- زينيكا
- توزلا
- موستار
- بيهاتش
- بوغوينو
السياحة في البوسنة
تهيمن قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات والسياحة على اقتصاد البوسنة والهرسك، حيث كان لموقعها وجغرافيتها مفتاح جذب سياحي أنعش البوسنة اقتصادياً، فالبوسنة والهرسك بلد آمن ومستقر، وتغلب على البوسنة جبالها الشاهقة الخضراء، وكثرة الأنهار ومجاري المياه والبحيرات الصغيرة، وهذا ما أنعش القطاع الزراعي فيها، إضافة لطقسها القاري المعتدل برغم حرارة صيفه، لكن أحد أبرز الميزات التي عززت السياحة العربية للبوسنة والهرسك، هي انتشار مظاهر الدين الإسلامي، المتمثلة بكثرة المساجد، إضافة لأن ارتداء الحجاب يعد أمراً مألوفاً وطبيعاً في البوسنة، أيضاً طبيعة الأكل الحلال الذي يطلبه العرب من المسلمين.
وهذه أبرز الأماكن السياحية في البوسنة والهرسك:
- شلال سكاكافكس وهو أعلى شلال في البوسنة ويقع على بعد 12 كيلومتر شمال العاصمة سراييفو
- نهر نيريتفا
- مدينة بيهاتش
- جبال ياهورينا
- مدينة موستار
- سوق باشتشارشيا
- نفق سبازا (نفق الأمل)
- فريلو، منبع نهر البوسنة
- جسر موستار
- جسر فيشيغراد
اقرأ أيضاً:
