تحقيق مسبار
أصبح الخوف من سرقة الصور من الجوال هاجساً لدى الكثيرين في هذه الحقبة من الحداثةِ والتطور، حيث أصبح من امتلاك كل فرد لأحد الهواتف الذكية أمراً ضرورياً. وكلما زاد الإقبال على اقتناء مثل هذه الأجهزة الالكترونية ازدادت اللُحمة الاجتماعية، وبالتالي ازداد عدد المتسللين الذين يبحثون عن طرق تُمكِّنُهم من الوصول إلى ما هو غير مسموح لهم وبطرق غير مشروعة.
هل يمكن سرقة الصور من الجوال؟ وما هذه الطرق؟ وما الخطوات التي تحمي صور الجوال من مخاطر السرقة؟ جميع هذه الأسئلة يجيب عليها هذا المقال.
هل يمكن سرقة الصور من الجوال؟
صحيح، من الممكن سرقة الصور من الجوال، وبطرق عدة ولأسباب وأهداف كثيرة. ففي ظل اتساع عدسة التطور واندماج المجتمعات في عيون الهواتف المحمولة والحواسيب، ازدحمت التكنولوجيا وتطورت إلى أن وصلت إلى طرق تُمكِّن المتسللين والمخترقين من الوصول إلى أكثر الأماكن خصوصية. حتى غدت التكنولوجيا في خطر قائم تتطلب فيه توفير أكبر قدرٍ من الحماية والأمان والخصوصية لمنع تسريب البيانات الخاصة بالمستخدمين من صور وملفات نصية وصوتية وغيرها.
لكنَّ هذا لا يعني أن سرقة الصور من الجوال أمراً سهلاً ويسيراً، بل يتطلب محترفين في معظم الأحيان، وقد لا يتطلب أي مجهود في أحايين أخرى لو أساء صاحب الجوال مهمة حماية بياناته بنفسه وجعلها عرضة للسرقة بسهولة.
طرق سرقة الصور من الجوال
تتطور الطرق التي يتَّبعها المخترقون والمتسللون من أجل الاستيلاء على الهواتف الذكية الخاصة بالآخرين لحظةً بلحظة، والتي تمكنهم من الوصول إلى بياناتهم الخاصة وسرقة الصور من الجوال او أي بيانات أخرى.
فيما يلي مجموعة من الطرق التي يعمل بها المتسللون من أجل تهكير الهواتف المحمولة ومن ثم سرقة الصور من الجوال وغيرها من البيانات:
- استخدام برامج وتطبيقات التجسس
يقوم بهذه الخطوة غالباً الأشخاص المقربون أو زملاء العمل الذين يمكنهم الإمساك بالهاتف المحمول ولو لوقت قصير، ومن ثم القيام بتنزيل تطبيقات التجسس على الهاتف المستهدف والبدء بمراقبته. تتصف هذه العملية بسهولة التنفيذ خاصة وأن مثل هذه البرامج متاحة على متجر Google Play والمتاجر غير الرسمية، فيكون من السهل تنزيلها وتثبيتها على الجهاز نفسه.
- الروابط المحظورة والرسائل النصية مشبوهة المصدر
قد يكون النقر على الروابط التي تصل إلى الإيميل الخاص بالمستخدم على سبيل المثال، والتي تكون مجهولة المصدر سبباً في تعرُّض الهاتف إلى مخاطر الاختراق ومن ثم الوصول إلى سرقة الصور من الجوال.
- الوصول إلى حساب Google أو iCloud الخاص بالجوال بطريقة غير مصرح بها
بعد حصول المخترق على حساب Google أو iCloud الخاص بمستخدم الجوال، سيكون من الممكن الوصول إلى الصور الخاصة به والتي كان قد قام برفعها ونسخها احتياطياً مُسبقاً، ومن ثم الحصول عليها وسرقتها.
- التطبيقات ضعيفة التشفير
قد تتسبب التطبيقات غير الضارة بالأصل في إحداث خطر على أمن بيانات الهاتف المحمول الخاص بالمستخدم، خاصة ضعيفة التشفير منها، والتي تستخدم خوارزميات تشفير غير قوية تُمكِّن المتسللين من الحصول على بيانات المستخدم وسرقتها.
- استخدام شبكات الواي-فاي المشبوهة
يعتمد بعض المتسللين على إنشاء شبكات واي-فاي في الأماكن العامة والتي يجتمع عليها عدد كبير من الناس وبأسماء شبكات مرغوب بها أو تنتمي للمكان الذي يتواجد به المستخدم، كاسم المقهى الذي يجلس بداخله على سبيل المثال. تقوم هذه الشبكات على توجيه المستخدم إلى روابط لإدخال البريد الخاص به وكلمة المرور للدخول إلى حسابه المصرفي أو بياناته الخاصة على الجهاز.
طرق للحماية من سرقة الصور من الجوال
لا يمكن إيقاف المخترق عن الوصول إلى أهدافه، لكنَّ هذا لا يعني تسهيل الأمر عليه. إذ يجب إتخاذ كافة الاحتياطات والإجراءات اللازمة والتي من شأنها حماية الصور وكافة البيانات الموجودة على الجوال من خطر الاختراق.
تتعدد الطرق التي من الممكن اتباعها للحفاظ على الهاتف من مخاطر القرصنة والتي تُمكِّن المتسللين من سرقة الصور من الجوال، والمتمثلة في النقاط التالية:
- تنزيل وتثبيت البرامج الخاصة بمكافحة الفيروسات
لبرامج مكافحة الفيروسات دور في البحث والكشف عن برامج التجسس المخفية، والتي قد لا تكون ظاهرة بشكل علني في الهواتف المحمولة، خاصة على أجهزة الأندرويد. يتم ذلك من خلال قيامها بعملية مسح على جميع البرامج الموجودة على الهاتف ومن ثم التخلص من البرامج غير المرغوب فيها.
- التعامل مع التطبيقات بحذر
عند شروع مستخدم الهاتف بتنزيل تطبيق ما على هاتفه الذكي، يجب أن يتعامل بحذر مع مجمل التطبيقات قبل تنزيلها، ويكون ذلك من خلال إجراء بحث سريع عن التطبيق، والتأكد من مدى أمانه وفعالية استخدامه، وقراءة التقييمات التي كتبها المستخدمون الآخرون عنه. وغالباً ما تكون التطبيقات الضارة آتية من المتاجر التابعة لجهات خارجية غير منظمة.
- الحفاظ على الهاتف
قد يتعرض الهاتف لمخاطر السرقة بكل سهولة لو تم تركه بيد الأشخاص المعنيين بسرقة بياناته الخاصة. لذلك، يجب توخي الحذر من عدم وضع الهاتف المحمول في أياد غير أمينة أو تركه في أماكن دون إقفاله بكلمة سر أو بصمة. وبذلك يمكن حماية الصور من خطر السرقة المباشر من الهاتف نفسه.
- تجنب شبكات الواي-فاي العامة
يجب الحذر من شبكات الواي فاي العامة، والتي تقوم بعضها على اعتراض البيانات والتسبب باختراقها، ومن ثم الوصول إلى الصور وسرقتها. كما أنّ هناك عدد من الشبكات الوهمية الموجودة بالقرب من المقاهي والمطاعم. لذلك يتوجب الدخول إلى الإنترنت من شبكات شرعية ومعروفة المصدر.
- ضرورة تحديث برامج الهاتف باستمرار
قد يتناسى البعض ضرورة تحديث هواتفهم المحمولة فيبقى الجهاز في حالة سبات وعلى ما هو من ثغرات. القيام بعملية تحديث الهاتف باستمرار تجعل الهاتف أكثر قوة، كون التحديثات تقوم بعمليات إصلاح لبعض الأخطاء وتحديثات للأمان ومعالجة للفيروسات.
- عدم فتح الرسائل النصية غير معروفة المصدر
يتوجب توخي الحذر من فتح الرسائل النصية التي تأتي من مصادر غير معروفة، فهناك ما يسمى بثغرة Stage fright التي تستهدف أجهزة الأندرويد بسهولة، والتي تقوم على إرسال مقطع فيديو في رسالة نصية، وبمجرد أن يقوم الضحية بالنقر على الفيديو يصبح الجهاز تحت سيطرة المخترق أو المتسلل. ومن ثم تصبح بيانات الهاتف الجوال تحت سيطرته، وبذلك يستطيع سرقة الصور من الجوال. بالإضافة إلى ضرورة عدم النقر على الروابط مجهولة المصدر، والتي يتم إرسالها إلى حساب الإيميل الخاص بالمستَهدَف والتي قد تكون سبباً مباشراً في الاختراق.
- اعتماد كلمات سر قوية
عند الشروع بعمل حساب على جيميل على سبيل المثال، يتوجب أن يكون اسم الحساب مميزاً، وأن تكون كلمة السر الخاصة به قوية وخالية من البيانات الشخصية، كاسم الأم أو رقم الهاتف أو تاريخ عيد الميلاد، منعاً من إمكانية تخمينها من قبل متسللين أقوياء، الأمر الذي يمنعهم من الوصول إلى البيانات الشخصية المرفوعة على الإيميل كالصور ومقاطع الفيديو على سبيل المثال.
اقرأ أيضاً:
هل يمكن استعادة الصور المحذوفة من الآيفون؟
هل يمكن التنصّت على مكالمات الموبايل؟
هل يمكن اختراق واتس آب عن بعد؟
هل يمكن اختراق شبكات الواي فاي؟
