تحقيق مسبار
حسب تقرير نُشر عن بحثٍ علمي استمر لعقد كامل، وشارك به 2700 عالم في الحياة البحرية من ثمانين بلداً حول العالم، فإنَّ أكثر من ثلاثين مليون نوع من الكائناتِ الحية تعيش في الماء، وأكثر من ستة آلاف نوع جديد، وأغلب هذه الكائنات تنتمي إلى مجموعة الأسماك.
والأسماك كباقي الكائنات الحية، لها احتياجاتها من عناصر الحياة الأساسية، فما هي أنواع الأسماك؟ وما هو الفرق بين أنواع الأسماك المختلفة؟ وهل الأسماك تشرب الماء؟
أنواع الأسماك
الأسماك من الفقاريَّات ذات الدم البارد، وواحدة من المجموعات الرئيسة الستة التي تتكوَّن منها مملكة الحيوان، وهي أول الحيوانات الفقارية على وجه الأرض، فقد تطورت من أسلاف اللافقاريات مُنذ أكثر من 500 مليون سنة، وتعيش في المياه العذبة والمالحة على حدٍ سواء. وتمتلك الأسماك مجموعة من الخياشيم، و مجموعتين من الزعانف المزدوجة، بالإضافة إلى مجموعة من الزعانف الفردية.
وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من الأسماك، والتي تندرجُ تحتها كافة أنواع الأسماك باختلافِ أشكالها وأحجامها:
- الأسماك العَظمية: تمتلك هيكل عظمي صلب، وتتميز بوجود أغطية خيشومية ومثانة هوائية، وتستخدم خياشيمها للتنفس.
ومجموعة الأسماك العظيمة هي الأكثر تنوعاً من بين مجموعات الأسماك، حيث تشمل ما يقارب تسعة وعشرون ألف نوع. وتنقسم الأسماك العظمية إلى نوعين حسب زعانفها، النوع الأول يُسمّى بالأسماك شُعاعية الزعانف، وتمتاز باتصال زعانفها بالعمود الفقري. أمّا النوع الثاني فذو زعانف جلدية ترتبط بالجسم بواسطة عظمة واحدة. - الأسماك الغضروفية: على عكس الأسماك العظمية، فإنَّ الهيكل العظمي للأسماك الغضروفية يتكون من عظامٍ مرنة تُسمى بالغضاريف، ويسمح هيلكلها المرن بالنمو إلى حجم كبير. وتختلف الأسماك الغضروفية عن الأسماك العظمية بطريقة تنفسها، حيث يمتاز بعضها بوجود فتحاتٍ للتنفس أعلى الرأس. والأسماك الغضروفية آكلةً للحوم، ويعيش معظمها في المياه المالحة، وتمتاز أيضاً بجلدها السميك الذي تغطيه حراشف مسنَّنة تشبه الأسنان.
- السمك الجلكي: أسماك بحرية تشبه الأفاعي من حيث الشكل، وهي فقاريَّات بلا فك، وتمتاز بنحافة جسمها وطوله، وعوضاً عن الفكِّ فإنها تمتلك مصاصات مليئة بالأسنان الصغيرة في مقدمة أجسامها.
والسمك الجلكي أقل مجموعات الأسماك من حيث العدد، حيث منها حوالي أربعين نوعاً، تختلف فيما بينها حسب طريقة التغذية، فبعض أنواع الجلكي تتغذى بالتطفُّل على أجساد الأسماك الأخرى، والنوع الآخر يتغذى من خلال عملية الترشيح.
هل الأسماك تشرب الماء؟
نعم، الأسماك تشرب الماء، فجميع الكائنات الحيَّة تشرب الماء، وتختلف طريقة حصول الكائنات الحية على الماء حسب بيئتها وتركيبة أعضائها الحيوية. كما وتختلف طريقة شربِ الأسماك للماء باختلاف المياه التي تعيش فيها.
في المياه العذبة، الأسماك تشرب الماء من خلال الجلد والخياشيم، في عملية تسمى التناضُح. ولأنّ أسماك المياه العذبة تحوي على معدّل ملوحة أعلى من الموجود في المياه المحيطة بها، فإنها تأخذ حاجتها من الماء عبر خياشيمها، وتتخلص من الماء الزائد عبر بولها.
وتختلف العملية في المياه المالحة، حيث أنَّ تركيز الملح في أسماك المياه المالحة أقل من تركيز الملح في المياه المحيطة بها، وبالتالي فإن عملية التناضح ستؤدي لخروج المياه من أجسامها، ممَّا يعرضها لخطر الجفاف، بسبب تركيز الملح العالي في المياه. لذلك في المياه المالحة، الأسماك تشرب الماء عبر فمها، وتتخلص منه عبر خياشيمها بالإضافة إلى البول.
وهناك بعض الأنواع من الأسماك التي تستطيع العيش في المياه العذبة أو المالحة، مثل أسماك السالَمون، التي تتنقل بين المياه العذبة والمالحة خلال دورة حياتها، وتستطيع أسماك السالَمون تغيير طريقة شربها للماء بتغير نوع المياه التي تعيش فيها.
الفرق بين أسماك المياه العذبة وأسماك المياه المالحة
تتكون الأسماك من مجموعاتٍ مختلفة فيما بينها من حيثُ البنية والتكوين وطريقة التنفس، وتختلف أيضاً فيما بينها بناءً على موطنها.
وعلى الرغم من وجود العديد من الأسماك من نفس النوع تعيش في كلٍ من المياه العذبة والمياه المالحة، هناك العديد من الاختلافات بين أنواع الأسماك بناء على بيئتها ونوع المياه التي تعيش فيها:
- الوظائف الفِسيولوجية: تمتلك أسماك المياه العذبة كِلى كبيرة تعمل على معالجة الماء بعد ترشيحها باستخدام الخياشيم، أما أسماك المياه المالحة فتشرب الماء من خلال فَمِها، ولأنَّ تركيز الماء المالح العالي في الماء أكثر من جسمها، فإنها تستهلك الماء المالح من أجل تعويض السوائل المفقودة.
- درجة الحرارة والبيئة المائية: تستطيع أسماك المياه العذبة العيش في بيئات ذات درجات معتدلة، كما باستطاعتها العيش في المياه الضحلة ومياه البحيرات والأنهار، وتستطيع التكيف مع بيئات مختلفة من المياه العذبة.
وبالنسبة لأسماك المياه المالحة، فإنها تنتشر في كافة البحار والمحيطات، وتعيش أيضاً في مياه المحيطات الباردة في القطب الشمالي والجنوبي، وتعتبر الأحواض المَرجانية البيئة الأكثر ملائَمةً لأسماك المياه المالحة. - البنية الهيكلية: طوَّرت أسماك المياه المالحة أجسامها للتكيف مع ظروف بيئتها، فتمتلك بعض الأنواع مثل السلور والحفش مجسَّات تشبه الشعيرات، تسمح لها بتذوق الطعام قبل أكله، كما طورت وسائلها الدفاعية وأساليب الحصول على طعامها، فبعض الأنواع يمتلك مجداف في مقدمة رأسه لتناول الطعام، وأنواع أخرى لها أجسام خارجية تساعدها على اصطياد فرائسها.
أهمية الأسماك للبيئة والإنسان
- الأسماك من أهم مصادر الغذاء للإنسان، حيث أنّها توفر العناصر الأساسية الضرورية للنمو، خاصة عند الأطفال، ولها فوائد عِدّة على صحة الإنسان. وبحسب مقالة منشورة على مسبار، فإن تناول الأسماك يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، لاحتوائها على "أوميغا3". وتوفر الأسماك البروتين لأكثر من مليار إنسان، وتعد جزءاً مهماً من النظام الغذائي.
- تشكل جزءاً مهماً من الاقتصاد، وتُعد الثروة السمكية ثروة قومية لدى العديد من دول العالم. ويعتمد أكثر 250 مليون شخص على تربية وصيد الأسماك في البرك الصناعية لكسب رزقهم، وتشكل 14% من إجمالي المشاريع البحرية الإقتصادية.
- للأسماك دور هام في المجال الترفيهي، حيث تعد متاحف الحياة البحرية وجهة مفضلة لدى الكثير من السياح حول العالم.
- تلعب الأسماك دور هام في المجال الطبي والعلمي، حيث يستخدم سمك الزرد في إجراء التجارب الطبية،
- تُستخدم الأسماك في الزراعة، مثل استخدام الأسماك في استصلاح التربة المخصصة لزراعة الأرز، حيث تعمل على امتصاص الرواسب من التربة ومدها بالأمونيا.
- تعتبر الأسماك رموزاً مقدسة لدى بعض شعوب العالم، مثل أسماك الكُوي في شرق آسيا وأسماك الحشرف في البحيرات العظمى.
وبسبب غنى الأسماك بالعناصر الغذائية، وانخفاض تكلفة الحصول عليها، ازداد الطلب العالمي على الأسماك في العقود الأخيرة، ممَّا نجم عن ذلك مشاكل بيئية عديدة، وهدد الكثير من الأنواع البحرية بالانقراض، وفي سبيل إيجاد حلول لذلك، ازداد الإقبال على إنشاء المصايد الداخلية ومزارع الأسماك.
اقرأ أيضاً:
