` `

هل ينتقل السرطان أثناء العلاج الكيماوي؟

صحة
14 يناير 2021
هل ينتقل السرطان أثناء العلاج الكيماوي؟
قد ينتشر السرطان أثناء العلاج الكيماوي (الكيميائي) في حالات معينة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يعتبر السرطان ثاني أحد أسباب الوفاة حول العالم حسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، وسبب وفاة شخص واحد من بين كل 6 حالات وفاة حول العالم، وبحسب الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) لعام 2020 فإن شخص واحد من بين كل 5 أشخاص سيصاب بالسرطان، وفي ظل هذه الأرقام، فقد فرضت عدة أسئلة نفسها لدى العديد من الأشخاص حول العالم، هذا المقال سوف يجيب على الأبرز منها، ما هو السرطان؟ وما هي طرق علاجه؟ وهل ينتشر السرطان أثناء العلاج الكيماوي "الكيميائي"؟

 

ما هو السرطان؟

السرطان هو نمو غير متحكم به أو غير منضبط لبعض الخلايا غير الطبيعية في الجسم، وينشأ السرطان عندما يتوقف الجسم عن التحكم في آلية نمو الخلايا، فمثلًا تموت بعض الخلايا في الجسم لكنها لا تكف عن النمو، بل تنمو خارج نطاق سيطرة الجسم عليها، لتشكل بذلك خلايا جديدة غير طبيعية وغير مشابهة لصفات الخلايا الأصلية، وبنمو هذه الخلايا تبدأ بتشكيل الأنسجة، والتي تنمو بدورها لتصبح ورمًا يطلق عليه السرطان، لكن ليس من الضرورة أن تشكل كل أنواع السرطان أورامًا، فبعضها كسرطان الدم لا يشكل أي ورم.

 

ما هي أشهر أكثر أنواع السرطان شيوعًا؟

تعزو منظمة الصحة العالمية وفاة 9.6 مليون شخص حول العالم بسبب السرطان عام 2018، وتاليًا أنواع السرطان الأكثر شيوعاً حول العالم:

  1. سرطان الرئة: تسبب بوفاة 2.09 مليون شخص عام
  2. سرطان الثدي: تسبب بوفاة 2.09 مليون شخص عام
  3. سرطان القولون: تسبب بوفاة 1.8 مليون شخص عام
  4. سرطان البروستاتا: تسبب بوفاة 1.28 مليون شخص
  5. سرطان الجلد: تسبب بوفاة 1.04 مليون شخص
  6. سرطان المعدة: تسبب بوفاة 1.03 مليون شخص 

 

ما هي أسباب الإصابة بالسرطان؟

السرطان هو تغير يطرأ على جينات الخلايا مما يجعلها خارج نطاق سيطرة الجسم عليها، وليس للسرطان أسباب واضحة ومحددة، لكن هناك أسباب مرجحة نتيجة للكثير من الأبحاث، وهذه هي أبرز الأسباب المحتملة للإصابة بالسرطان:

  1. البدانة والسمنة المفرطة: تعتبر البدانة والسمنة المفرطة ثاني أكثر سبب محتمل للإصابة بالسرطان، كما أن الحفاظ على وزن مثالي يخفف احتمالية الإصابة بثلاثة عشر نوعًا من السرطان.
  2. أشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية: يعتبر التعرض العالي للأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس أحد الأسباب الرئيسية لسرطان الجلد، لهذا ينصح بقضاء أوقات أكثر في الظل واستخدام واقيات الشمس في الأجواء الحارة.
  3. النظام الغذائي المتبع: الاستهلاك العالي من اللحوم المعالجة واللحوم الحمراء قد يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان، ويمكن لنظام غذائي صحي أن يحمي من نوع واحد من عشرين نوع آخر من السرطان، لذلك فإن اتباع نظام غذائي غني بالألباف قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان كسرطان الأمعاء والمعدة.
  4. استهلاك الكحول: يتسبب تناول الكحول بسبعة أنواع من السرطان، أهمها سرطان الثدي والفم والأمعاء والمريء والحنجرة والكبد، والتقليل أو التوقف عن تناول الكحول من شأنه أن يقلل من خطر الإصابة بإحدى هذه الأنواع من السرطان.
  5. التدخين: يعد التدخين أكثر سبب محتمل للإصابة بالسرطان، ويسبب التدخين حوالي 7 من كل 10 إصابات بسرطان الرئة في بريطانيا، والذي يعد السبب الأكثر شيوعًا للوفاة من السرطان. التقليل من التدخين أو تركه قد يجعلك أقل عرضة للإصابة بسرطان الرئة.
  6. أماكن وطبيعة العمل: بعض الوظائف يكون العاملين فيها أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، كالعمل تحت أشعة الشمس لأوقات طويلة والعمل بالمناوبات الليلية، كذلك العاملين بعوادم سيارات الديزل والمبيدات الحشرية والتعدين والطلاء، لذلك فإن اتباع إجراءات السلامة العامة في العمل قد يقلل من نسب الإصابة بالسرطان.

 

ما هي أبرز طرق علاج السرطان؟

هناك العديد من الطرق لعلاج السرطان، والتي تعتمد بشكل أساسي على نوعه ومدى تقدمه وانتشاره، وهذه هي أبرز طرق علاج السرطان:

  1. الجراحة: تتم باستئصال الخلايا السرطانية أو أجزاءً من العضو المصاب جراحيًا، ومن ثم مراقبة عودته أو انتقاله.
  2. العلاج الإشعاعي: يستخدم به جرعات عالية من الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية، ومنع نموها أو تقليص حجمها.
  3. العلاج الكيماوي أو الكيميائي: تستخدم فيه العقاقير لقتل الخلايا السرطانية، أو تقليص حجمها ومن ثم استئصالها جراحيًا ومراقبة عودتها أو انتشارها من جديد.
  4. العلاج المناعي: أحد أنواع علاج السرطان التي تعزز من عمل جهاز المناعة لمقاومة الخلايا السرطانية، وهو فرع من فروع العلاج البيولوجي الذي يستخدم موادًا مصنوعة من الكائنات الحية لعلاج السرطان.
  5. العلاج المُوجّه: أحد فروع الطب الدقيق، والذي يستهدف البروتينات التي تتحكم بنمو الخلايا السرطانية وانقسامها وانتشارها، وكلما ازداد فهم العلماء للحمض النووي المكون للخلايا السرطانية، ازدادت الفرصة للقضاء على السرطان بالعلاج الموجه.
  6. العلاج الهرموني: أحد العلاجات الخاصة التي يتم فيها علاج السرطانات التي تستخدم الهرمونات للنمو، كسرطان البروستاتا والثدي.
  7. العلاج بالخلايا الجذعية: علاج دقيق يستهدف من تدمرت خلاياهم المناعية وامتنعت عن تكوين الدم، بسبب الإجهاد الخطير أثناء العلاج الكيميائي والإشعاعي، ويكون بإعادة زرع خلايا منتجة للدم ومكوناته التي تساهم في مقاومة الجسم للخلايا السرطانية.
  8. الطب الدقيق أو الشخصي: وهو أحد أنواع العلاج الذي يستهدف أشخاص محددين نتيجة لفهم الأطباء للأساس الجيني لمرضاهم، وبفضل التقدم في العلم الآن فقد أدرك العلماء أن أورام المرضى تحدث تغيرات جينية، وأن التغييرات التي تحدث في سرطان شخص ما، قد لا تحدث لدى الآخرين الذين يعانون من نفس النوع من السرطان، لذلك يستهدف الأطباء الخلايا السرطانية للشخص المصاب بعلاجات تؤدي أكبر مفعول نتيجة لفهمهم للأساس الجيني لمرضه.

 

هل ينتشر السرطان أثناء العلاج الكيماوي؟

حتى نجيب عن هذا السؤال، يجب أن نعرف المقصود بالسرطان النُقيلي (metastatic cancer)، وهو ما يعرف بانتشار أو هجرة الخلايا السرطانية أثناء وقبل علاجها، وغالبًا ما تهاجر الخلايا السرطانية لتنتشر عن طريق الجهاز الليمفاوي ومجرى الدم، وسمي بالنُقيلي أو المنتشر لأن خلاياه انتقلت أو انتشرت من موقع نشأتها الأولى، إلى مكان آخر في الجسم، ويسمى هذا النوع من الأورام بالأورام الثانوية، والتي قد تنتقل لمنطقة قريبة من العضو المصاب أو بعيدة عنه.

وحتى عندما ينتقل السرطان إلى عضو آخر، يحافظ على اسمه الأصلي، فيطلق مثلاً على مريض سرطان الثدي الذي انتقل الى العظام مريض سرطان ثدي مع نقائل عظمية، وفي بعض الحالات التي يكون فيها اكتشاف المرض متأخرًا ومنتشرًا بالكثير من أعضاء الجسم، يسمى بهذه الحالة بسرطان مجهول المصدر (unknown primary origin).

والعلاج الكيميائي هو علاج فعال وله تأثير كبير في علاج الأورام وتقليصها ومنع انتشارها، وعادةً ما يتم إعطاء العلاج الكيميائي على مراحل قد تكون  أسابيع أو شهور أو حتى سنوات، ويعتمد ذلك على نوع السرطان، وأنواع أدوية العلاج الكيميائي المستخدمة، وكيف يستجيب السرطان لتلك الأدوية، وهل ينتشر السرطان أثناء العلاج الكيماوي (الكيميائي)، وتعتمد طول فترة العلاج الكيميائي على الكثير من العوامل، وأهمها:

  1. مرحلة تشخيص المرض
  2. علاجات السرطان السابقة، فعادةً ما يستجيب الجسم للعلاج الكيميائي بشكل أفضل في المرة الأولى.
  3. العمر والصحة العامة للجسم.

ولكن العلاج الكيميائي قد لا يعمل مع الجميع، وذلك لأن بعض خلايا السرطان أكثر مقاومة للعلاج من غيرها، والبعض الآخر قد يكون مناعة ضد العلاج الكيميائي مع مرور الوقت، وقد ينتشر السرطان أثناء العلاج الكيماوي (الكيميائي) في هذه الحالات.

أشارت إحدى الدراسات عن دور العلاج الكيميائي في تعزيز فرصة أن ينتشر السرطان أثناء العلاج الكيماوي (الكيميائي)، إذ أنه من الممكن أن يلعب العلاج الكيميائي بمتغيرات قد تعمل لصالح الخلايا السرطانية، كأن يعمل العلاج الكيميائي على تعزيز الخلايا السليمة لتكوين خلايا سرطانية جديدة، عندها أيضًا قد ينتشر السرطان أثناء العلاج الكيماوي (الكيميائي).

وبما أننا أسلفنا أنّ العلاج الكيميائي قد لا يعمل مع الجميع، فهذه هي بعض العلامات التي قد تدل على أنّ العلاج الكيميائي لا يبدو فعّالًا مع بعض المرضى:

  1. حجم الورم السرطاني لا يتقلّص.
  2. استمرار الجسم بتكوين أورام جديدة.
  3. أن ينتشر السرطان أثناء العلاج الكيماوي (الكيميائي) لمناطق جديدة في الجسم.
  4. ظهور أعراض جديدة أو تفاقم في الأعراض الحالية.

بناءً على ما سبق، نعم من الممكن أن ينتشر السرطان أثناء العلاج الكيماوي (الكيميائي) من عضو لآخر قريب أو بعيد عن العضو الأصلي المصاب.

وتنتشر الخلايا السرطانية لتغزو الجسم بالعديد من الخطوات وهي:

  1. في البداية يظهر السرطان في أحد الخلايا الطبيعية.
  2. بعدها تتحرك الخلايا السرطانية من خلال جدران الغدد الليمفاوية أو الأوعية الدموية القريبة من مكان نموها الأصلي.
  3. تنتقل الخلايا السرطانية عبر الجهاز اللمفاوي ومجرى الدم وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
  4. تتوقف الخلايا السرطانية في نهايات الأوعية الدموية الصغيرة، ومن ثم تنفذ عبر جدران تلك الأوعية الدموية، وتنتقل وتنتشر في الأنسجة المحيطة بها.
  5. تنمو الخلايا المنتشرة لتبدأ بتشكيل النسيج الذي سرعان ما يتشكل ويكون ورم صغير.
  6. يتسبب الورم في نمو أوعية دموية جديدة، مما يؤدي إلى امداد الدم الذي يسمح للورم النقيلي بالاستمرار في النمو.
  7. في غالب الأحيان، قد تموت الخلايا السرطانية المنتشرة في إحدى مراحل الانتشار، ولكن طالما أن الظروف مواتية للخلايا السرطانية في كل خطوة، فسيبقى بعضها قادرًا على تكوين أورام جديدة في أجزاء أخرى من الجسم، كما يمكن أن تبقى الخلايا السرطانية المنتشرة غير نشطة في موقع ما لسنوات عديدة، قبل أن تبدأ في النمو مرة أخرى.

 

أين ينتشر السرطان؟

يمكن للسرطان أن ينتشر في أي جزء من أجزاء الجسم تقريبًا، إلا أن هناك أعضاء قابلة لانتشار السرطان فيها أكثر من غيرها، وتعد العظام والكبد والرئة من الأعضاء الأكثر شيوعًا التي ينتشر فيها السرطان، توضح القائمة التالية المواقع الأكثر شيوعًا لانتشار الخلايا السرطانية:

  1. سرطان المثانة: قد ينتشر في العظام والكبد والرئة.
  2. سرطان الثدي: قد ينتشر في العظام والدماغ والكبد والرئة.
  3. سرطان القولون: قد ينتشر في الكبد والرئة والصفاق.
  4. سرطان الكلى: قد ينتشر في الغدة الكظرية والعظام والدماغ والكبد والرئة.
  5. سرطان الرئة: قد ينتشر في الغدة الكظرية والعظام والدماغ والكبد.
  6. سرطان الجلد: قد ينتشر في العظام والدماغ والكبد والرئة.
  7. سرطان المبيض: قد ينتشر في الكبد والصفاق والرئة.
  8. سرطان البنكرياس: قد ينتشر في الكبد والرئة والصفاق. 

 

نصائح لمرضى السرطان

  1. إبقاء تواصلك مع أصدقائك ومن تشعر بالراحة معهم، من شأنه امدادك بالقوة وانتشالك من خطر الوقوع في العزلة.
  2. توقع التغييرات الجسدية التي تطرأ على جسدك نتيجة العلاج وتكيًف معها.
  3. قد تساعد حلقات الدعم والجلوس مع متعافي السرطان من شعورك السيء وعدم استسلامك، وبأنك حتمًا قادر على هزيمة السرطان.
  4. الحفاظ على نمط حياة وبرنامج غذائي صحي يحسن من مستوى الطاقة في جسمك، كذلك القيام بالتمارين الصحية التي قد تساعدك في التكيف مع المرض.
  5. حاول الحفاظ على نمط حياتك الطبيعي وكن منفتحًا على تعديله، وتقبل تعديله حسب الضرورة.

 

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على