` `

هل زيت الخروع يفتح الرحم ويسهل الولادة؟

صحة
14 يناير 2021
هل زيت الخروع يفتح الرحم ويسهل الولادة؟
زيت الخروع يفتح الرحم ويسهل الولادة بتأثيراته المشابهة لهرمون الأكسيتوسين (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يعرف الكثير من الناس زيت الخروع، وربما سمع الكثيرون عن أنّ زيت الخروع يفتح الرحم ويسهل الولادة، بالإضافة إلى الكثير من استخداماته لأغراض علاجية أو جمالية، وعلى الرغم من مذاقه السيء فقد خلطه البعض مع العصائر ليصبح مستساغًا.

يُعرّف هذا المقال بزيت الخروع، وطريقة استخراجه، وأهم استخداماته العلاجية أو الجمالية وخاصة بما يتعلق بالصحة الإنجابية، وستتم الإجابة على سؤال هل زيت الخروع يفتح الرحم ويسهل الولادة؟

صورة متعلقة توضيحية

 

زيت الخروع

زيت الخروع زيت نباتي شفاف مائل للصُفرة، يتحول في الأمعاء إلى حمض الريسينوليك. يُستخرج الزيت من بذور نبات الخروع، ويُعتبر زيتًا واسع الاستخدام، سواء بإضافته لمواد التنظيفات أو باستخداماته الطبية خاصةً الجلدية منها، حيث يحافظ الزيت وحمض الريسينوليك على البشرة رطبة، بالإضافة إلى علاج العديد من الأمراض الجلدية.

ويذكر أن مكان نمو نبات الخروع الأصلي في إثيوبيا، ولكنه أيضًا ينمو في كل المناطق ذات المناخ الاستوائي والدافئ، وهو نبات سنوي قوي ربما يصل ارتفاعه من 6 أقدام إلى 15 قدمًا بوجود الحرارة العالية والرطوبة والضوء القوي، ويحصل هذا النمو بسرعة حتى ولو كانت العناية به قليلة، ومع ذلك زراعته غير مستحبة بسبب التأثير السام لبذوره.

صورة متعلقة توضيحية

 

استخراج زيت الخروع

لا تُستخدم بذور زيت الخروع قبل معالجتها واستخراج الزيت منها، حيث أنها تحتوي على سم الريسين الخطير جدًا، ويُحصل على الزيت بعمليات متسلسلة؛ إما ميكانيكية أو بالضغط والاستخراج، وتحوي كل بذرة على 30-50% زيتًا.

  • أولى الخطوات تبدأ بعد قطف نبات الخروع، حيث تُترَك البذور لتجفّ فيُفتح قشرها، وتُجرى هذه العملية إما يدويًا أو باستخدام الآلات.
  • تُغسل بعدها البذور ثم تُعرَّض لحرارة البخار حتى يجف داخلها ويسهل استخراجه، وقبل الانتقال للمرحلة التالية تُجفف البذور بالحرارة.
  • بعد تجفيف البذور تُعرًّض للضغط الهيدروليكي الذي بدوره يكسر البذور، مما يسهل استخراج الزيت منها، ثم يُطبّق ضغطٌ عالٍ على الزيت المُستخرج، وأخيرًا عندها يمكن الحصول على زيت الخروع.
  • في النهاية، يُصفّى زيت الخروع المستخرَج وتُجمّع المواد المفلترة منه، وتُطبّق بعض العمليات عليها حيث يمكن ثانيةً استخراج ما يقارب 10% من زيت الخروع منها.
  • استخدام الحرارة العالية في عملية استخراج الزيت سوف يزيد من كفاءة العملية لتصل كمياته المتاحة إلى 80%، مقارنةً باستخدام الحرارة المنخفضة التي ستعطي فقط 45% من الزيت القابل للاستخدام.

 

هل زيت الخروع يفتح الرحم ويسهل الولادة؟

صحيح، فإن زيت الخروع يُستعمل كمحرض للولادة لما له من تأثيرات مشابهة للأكسيتوسين (وهو هرمون يحث على المخاض بتقليص عضلات الرحم وتوسيع العنق)، وقد استخدمت القابلات زيت الخروع ليفتح الرحم ويسهل الولادة، واستمر استعماله حتى الوقت الحالي.

إذًا زيت الخروع يفتح الرحم ويسهل الولادة بتأثيراته المشابهة لهرمون الأكسيتوسين، حيث يعمل زيت الخروع على تحريض المخاض عند النساء الحوامل اللواتي أتممن حملهن، ولم يحدث لديهن مخاض فعّال بتقلص عضلات الرحم، والذي ربما قد يعرض الجنين للخطر كحدوث التسمم الحملي أو انبثاق الأغشية الباكر وكذلك الحمل المديد، فيعمل زيت الخروع على تقليص العضلات الملساء بجدار الرحم بتأثيره المنشط على مستقبلات البروستاغلاندين، وكذلك إنضاج عنق الرحم واتساعه.

صورة متعلقة توضيحية

 

زيت الخروع للطلق وفتح الرحم

يُعد استخدام زيت الخروع للطلق وفتح الرحم أحد الاستخدامات الطبية القديمة والشهيرة لهذا الزيت، والتي لا تزال رائجة في الكثير من دول العالم حتى اليوم. هذا بالإضافة إلى عدد من الاستخدامات غير الطبية التي جعلت زيت الخروع محل اهتمام كبير وموضوع لعدد من الدراسات العلمية. إلاّ أن عدد الدراسات التي تناولت استخدام زيت الخروع لفتح الرحم وتسريع الولادة تحديدًا يعتبر قليلًا نسبيًا، مما يجعل كُلًا من جدوى ومدى أمان استخدام زيت الخروع لهذا الغرض محل خلاف. فمن ناحية يؤكد الكثيرون إمكانية استخدام زيت الخروع للطلق وفتح الرحم في حال تأخرت الولادة عن موعدها، مُستندين إلى التجارب الشخصية والدلائل التاريخية التي تدعم هذه الوصفة من الطب البديل. ومن ناحية أخرى لا يُقرالأطباء والعلماء والباحثون هذا الاستخدام. مما يجعل أسئلة مثل هل الخروع يُسهل الولادة مُربكة ومثيرة للحيرة. فيما يلي مجموعة من الحقائق العلمية التي تُوضح سبب هذا الخلاف وأهم ما تم التوصل إليه بهذا الخصوص:

  •  يعود استخدام زيت الخروع للطلق وفتح الرحم إلى مئات السنين، ولا يزال هذا الاستخدام شائعًا بالرغم من كُل الآراء التي تُعارضه. على سبيل المثال، يُشير أحد المصادر إلى أن 93% من السيدات اللاتي يعملن كقابلات (Midwife) في الولايات المتحدة الأمريكية، يلجأن لاستخدام زيت الخروع للطلق وفتح الرحم.
  • تم إجراء دراسة  لمعرفة جدوى استخدام زيت الخروع لفتح الرحم شملت 103 امرأة مرّ على حملهن 40 أسبوعًا أو أكثر، أي أنهن تجاوزن جميعهن الشهر التاسع من الحمل. تم تقسيم السيدات إلى مجموعتين، وتم إعطاء أفراد المجموعة الأولى جرعة من زيت الخروع تُعادل 60 ملليلتر، أما السيدات في المجموعة الثانية فتم الإبقاء عليهن تحت الملاحظة دون إعطائهن أي شيء لفتح الرحم وتحفيز الطلق. 57.7% من السيدات اللاتي تناولن زيت الخروع دخلن في حالة المخاض خلال 24 ساعة فقط من تناوله، في حين أن 4.2% فقط من السيدات في المجموعة الثانية دخلن في حالة المخاض خلال نفس المدة الزمنية. 
  • تُشير نفس الدراسة إلى أن أغلب السيدات اللاتي تناولن زيت الخروع لفتح الرحم ونجح هذا الأمر معهن، وضعن أطفالهن من خلال الولادة الطبيعية وبدون مضاعفات خطرة.
  • تُشير دراسة أخرى إلى إمكانية استخدام زيت الخروع لفتح الرحم ولكن فقط إن لم يكن هذا هو الحمل الأول والولادة الأولى للأم.
  • أحد المصادر يُشير إلى نتائج دراسة تم إجراؤها على الفئران وليس البشر، وجاءت نتائجها متوافقة مع نتائج الدراسة المشار إليها سابقًا، أي أنه يُمكن بالفعل استخدام زيت الخروع لفتح الرحم وتحفيز الانقباضات.
  • أكبر الدراسات التي تم إجراؤها حول هذا الأمر من حيث حجم العينة شملت حوالي 600 امرأة، وقد أظهرت نتائج مُتضاربة مع نتائج الدراسات الأخرى. إذ أشار القائمون على تلك الدراسة إلى أنه ليس هُناك أي فائدة من استخدام زيت الخروع للطلق وفتح الرحم وبالتالي تسهيل الولادة.
  • هناك مجموعة من المُضاعفات والمخاطر الصحية التي يُعتقد أنها يُمكن أن تحدث كنتيجة لاستخدام زيت الخروع للطلق وفتح الرحم. فقد أشارت القابلات اللاتي يستخدمن زيت الخروع لهذا الغرض إلى أن بعض الحالات تطلّبت إجراء عملية قيصرية عاجلة لإتمام الولادة، إلاّ أنه حتى مضاعفات استخدام زيت الخروع ليست محل إجماع، تمامًا كجدوى استخدامه.

 

هل الخروع يسهل الولادة؟

تتوقف إجابة هذا السؤال على تحديد المقصود منه بدقة، فإذا كان المقصود هو أن الخروع يُسهل الولادة بمعنى أنه يجعلها فعليًا أسهل أو أقل ألمًا مثلًا، فالإجابة هي لا. فليس هُناك ما يُشير إلى ذلك على الإطلاق. بل على العكس، يُمكن لتناول الخروع أن يجعل الولادة أصعب، وذلك في حال تسبب بوقوع المضاعفات التي يُعتقد أنها يمكن أن تنتج عن تناوله، وهو الأمر الذي حدث بالفعل في عدد من الحالات. هذه المضاعفات تشمل انفصال المشيمة المُبكر كما حدث في إحدى الحالات، والذي نتج عنه الحاجة إلى إجراء عملية قيصرية للأم. كما يمكن أن تشمل تقلصات معوية قوية مُصاحبة لإسهال شديد يقود بدوره إلى فقدان الكثير من السوائل والجفاف.

أما إذا كان المقصود هو أن الخروع يسهل الولادة بمعنى أنه يُسرع الولادة، فكما اتضح من الفقرة السابقة ليس هُناك إجابة قاطعة لهذا السؤال. إن إمكانية استخدام الخروع ليُسهل الولادة لا تزال محل خلاف بين الطب الشعبي البديل وبين الطب الحديث. كما أنها محل خلاف أيضًا بين الأطباء والعلماء في إطار الطب الحديث، بسبب قلة عدد الدراسات التي تم إجراؤها حول هذا الاستخدام للخروع وتضارب نتائجها. لذا فإن أدق إجابة لهذا السؤال هي: ربما يكون الخروع فعالًا في تسهيل أو بالأحرى تسريع الولادة. على أية حال، ما يُمكن قوله بلا أدنى شك، هو وجوب التعامل مع الخروع لتسهيل الولادة تمامًا كغيره من الوصفات الشعبية أو حتى الأدوية، أي عدم استخدامه إلا بعد استشارة الطبيب المُشرف على الحمل. وفي الوقت الراهن، يعتمد الأطباء على أنواع معينة من الأدوية من أجل إحداث الطلق والدخول في حالة المخاض والولادة، إذا كانت هناك حاجة لذلك.

 

زيت الخروع لعلاج الإمساك 

يُمكن القول إن استخدام زيت الخروع لعلاج الإمساك يحظى بشهرة أكبر، ودرجة أكبر من الإجماع مقارنةً بغيره من استخدامات زيت الخروع الطبية، مثل استخدامه لتحفيز المخاض والولادة. بل إن أحد المصادر يذكر أن مفعول زيت الخروع لفتح الرحم هو في الحقيقة أثر جانبي ناتج عن تأثير زيت الخروع على الأمعاء.

يحتوي زيت الخروع على أحد أنواع الأحماض الدهنية يُسمى حمض الريسينوليك بكمية كبيرة. وقد اكتشف العلماء أن جزيئات هذا الحمض تتحد مع نوع مُعين من المُستَقبٍلات الموجودة في خلايا الأمعاء الدقيقة، وكنتيجة لذلك تبدأ عضلات الأمعاء سلسلة من الانقباضات التي تحفز حركة الفضلات وخروجها من الجسم. مما يُفسر فاعلية استخدام زيت الخروع لعلاج الإمساك. القائمة التالية توضح مجموعة من الحقائق التي يجب أخذها في الاعتبار عند تناول زيت الخروع:

  • الجرعة المُوصى بتناولها من زيت الخروع لعلاج الإمساك هي 15 ملليلتر للبالغين، أي ما يعادل تقريبًا ثلاث ملاعق صغيرة، ويجب عدم استخدامه لهذا الغرض للأطفال وخاصة الأطفال دون سن 6 سنوات.
  • يُمكن استخدام زيت الخروع لعلاج الإمساك كحل مؤقت للمشكلة. أما إذا كان الإمساك مزمنًا فيجب عدم الاعتماد على زيت الخروع، وينصح بمراجعة الطبيب إذا استمر الإمساك لأكثر من أسبوع.
  • تأثير زيت الخروع يُمكن أن يكون قويًا أو بالأحرى أقوى من اللازم في بعض الحالات، أي أنه لن يُعالج الإمساك فقط وإنما سيُسبب الإسهال، كما يُمكن أن يُسبب القيء والغثيان في بعض الحالات.
  • الآثار الجانبية لاستخدام زيت الخروع كعلاج للإمساك وخاصة في حال استخدامه بشكل متكرر ولفترة طويلة من الزمن تشمل الإسهال الشديد والجفاف، وسوء التغذية وخاصة تدني مستوى أملاح البوتاسيوم في الجسم، بالإضافة إلى ضعف عضلات الأمعاء وفقدان قدرتها على الانقباض وأداء وظيفة الإخراج بشكل طبيعي.
  • يُنصح عادةً بتناول زيت الخروع على معدة فارغة، كما يُنصح أيضًا بتناوله لعلاج الإمساك خلال النهار، وذلك بسبب مفعوله القوي والسريع، وبالتالي فإن تناوله في المساء يُمكن أن يحرم المريض من القدرة على النوم بسبب الحاجة المُتكررة للذهاب إلى الحمام طوال الليل.

هُناك طريقة أخرى لاستخدام زيت الخروع لعلاج الإمساك وهي عمل كمادات من زيت الخروع. في هذه الحالة يتم استخدام قطعة من القماش وغمسها في زيت الخروع أو وضع كمية وافرة منه على قطعة القماش، ثم الاستلقاء ووضع كمادة زيت الخروع على البطن. إلاّ أن دراسة تم إجراؤها في تركيا تُشير إلى أن استخدام كمادات زيت الخروع لعلاج الإمساك المزمن لدى المُسنين، لم يُؤدي إلى زيادة عدد مرات دخول الحمام، وإنما فقط جعل عملية الإخراج أكثر سهولة وراحة، كما أدى إلى تغير قوام الفضلات، ومنح المرضى شعورًا أنهم أفرغوا أمعائهم بالكامل. لذا يظل تناول زيت الخروع عبر الفم أكثر فاعلية لعلاج الإمساك.

 

الآثار الجانبية لاستخدام زيت الخروع عند الحامل

باعتباره مادة تسبب الإسهال، سيسبب لها مشاكل هضمية كالإسهال والتشنج البطني والألم المعدي، مما يزيد من التوتر والضغط الذي تعانيه الحامل بالأصل، والذي بدوره سوف يؤثر على الجنين ويزيد معدل ضربات قلبه. كما أن الإسهال والإقياء الذي يسببه سيؤدي لفقدان الكثير من السوائل، لذا ينصح بشرب كميات كبيرة من الماء لتعويض الفاقد.

ولأنّ زيت الخروع يفتح الرحم ويسهل الولادة، فعند استخدامه كمادة محرضة للمخاض، قد يسبب تشنجات كاذبة واستمرارها لفترة طويلة سوف يرهق الحامل ويجعل ولادتها أصعب عند حدوث المخاض الحقيقي.

من المشاكل الأخرى التي يمكن أن يسببها؛ هو عبور زيت الخروع للمشيمة والتأثير على أمعاء الطفل، مما قد يسبب إفراغ العقي من أمعائه قبل الولادة وحدوث تعقي للسائل الأمنيوسي (تلوث السائل الأمينوسي بالعقي) وما يسببه من أضرار على صحة الطفل.

وأخيراً فإن استخدام زيت الخروع عند الحوامل اللواتي لم يتممن حملهنَّ أي لم يتجاوز عمر الحمل 37 أسبوعًا أو أكثر قد يسبب مخاضًا باكرًا ربما يؤدي للإجهاض، وذلك لأنّ زيت الخروع يفتح الرحم ويسهل الولادة.

 

فوائد واستخدامات زيت الخروع

يمتلك زيت الخروع العديد من الفوائد والاستخدامات، وقد استخدمه الإنسان لآلاف السنين، ففي مصر القديمة اُستخدم لعلاج التهاب العين وكذلك أُعطي زيت الخروع للحوامل ليسهّل الولادة.

وتكمن آلية عمله بتحرير حمض الريسينوليك منه بواسطة أنزيم الليباز المعوي الذي يعمل على مستقبلات البروستاغلاندين (EP3) و(EP4) في العضلات الملساء، سواء على مستوى الأمعاء الدقيقة مسببًا عبور تيار من شوارد الصوديوم للوسط المعوي مما يسبب إفراغًا معويًا، أو على مستوى الرحم مسببًا تقلصًا عضليًا يحرض على المخاض.

ومن أهم استخدامات زيت الخروع:

  • مُليّن قوي للأمعاء: إذ أنه يحفز زيادة نشاط الأمعاء بزيادة حركة العضلات الملساء بجدارها، مما يساعد على تحريك الكتلة البرازية عبرها وافراغها، فهو يُعَدّ من أفضل المواد الطبيعية المستخدمة في علاج الإمساك لكن طبعًا بكميات قليلة وتحت إشراف الطبيب. وقد وافقت منظمة الصحة والغذاء الأمريكية "FDA" على اعتبار زيت الخروع مفيدًا في حالات الإمساك، حيث سُمح باستخدامه لعلاج حالات الإمساك الشديدة ومجهولة السبب.
  • زيت الخروع يُسهّل الولادة: وذلك لما له من تأثيرات مشابهة لهرمون الأكسيتوسين إذ أنه يحث على المخاض بتقليص عضلات الرحم وتوسيع العنق، وبسبب هذه التأثيرات فإن زيت الخروع يفتح الرحم ويسهل الولادة.
  • الاستقصاءات التشخيصية: مثل عملية تنظير القولون، وذلك بسبب خواصه الملينة للأمعاء، حيث يجب تحضير المريض في اليوم الذي يسبق التنظير بإعطائه كمية من زيت الخروع لإفراغ الأمعاء، مما يوفر إمكانية الحصول على نتائج تنظيرية ممتازة.
  • مرطب طبيعي: نظرًا لاحتوائه على حمض الريسينوليك (حمض دسم أحادي غير مشبع)، والذي له تأثير مرطب للجلد، لذلك استخدم كمرطب وخُلط مع مواد التجميل، فهو يمنع من فقدان الماء عبر طبقة الجلد الخارجية ويحميه من الجفاف، فضلًا عن أنه رخيص الثمن ويساعد قوامه اللزج على خلطه مع زيوت طبيعية مفيدة أخرى.
  • شفاء الجروح: يُستخدَم على نطاق واسع في شفاء الجروح، فعند وضعه على الجرح يبقيه رطبًا مما يمنع جفافه وتشكل القرحات، عبر تشكيله طبقة حماية وتحفيزه لنمو نسيج جديد. كذلك يُستخدم لعلاج قرحات الاضطجاع، وبالتالي فإنه يدخل في تركيب بعض المراهم الخاصة بعلاج الجروح.
  • تأثير مضاد للالتهاب: يخفف الالتهاب ويعطي شعورًا بالراحة بتخفيفه للألم أيضًا، وذلك بسبب التأثيرات المضادة للالتهاب الموجودة بحمض الريسينوليك.
  • أمراض التهابية: يُستخدم بشكل خاص عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض التهابية كالتهاب المفاصل الروماتزمي والصدفية، كذلك عند الأشخاص الذين يعانون من حَب الشباب مخففًا من أعراضها الموضعية المزعجة.
  • القضاء على الفطريات: كالمبيضات البيض التي تسبب مشاكل بالمخاطية الفموية وتزيد من العدوى، فبخاصيته المضادة للفطور يمكن استخدامه للوقاية منها والحفاظ على المخاطية الفموية.
  • تأثيرات مقوية للشعر وفروة الرأس: يُستخدم للشعر المتقصف والجاف، فإضافته للشعر بانتظام يجعله أكثر حيوية ولمعانًا ويحميه من التقصف والجفاف، كذلك يُستخدم عند الأشخاص الذين يعانون من قشرة الرأس.
صورة متعلقة توضيحية

 

مخاطر استخدام زيت الخروع

مثل كل المواد الأخرى، يمتلك زيت الخروع العديد من الآثار الجانبية بالاستخدام الفموي له، ومن أهمها:

  • الدوخة والانتفاخ.
  • التشنج البطني والإقياء.
  • وعند استخدامه لفترة طويلة كعلاج للإمساك، فمن الممكن أن يسبب إسهالًا شديدًا وما يرافقه من جفاف وخسارة توازن سوائل الجسم.

كما يمنع استخدام زيت الخروع في الحالات التالية:

  • عند الحوامل اللواتي لم يتممن حملهنَّ أي لم يتجاوز عمر الحمل 37 أسبوعًا، وذلك كي لا يسبب مخاضًا باكرًا قد يؤدي للإجهاض، حيث أنّ زيت الخروع يفتح الرحم ويسهل الولادة.
  • في حال وجود التهاب الزائدة الدودية.
  • في حال وجود الانسداد المعدي المعوي.
  • في حال وجود أمراض الأمعاء الالتهابية.

 

هل الفحص المهبلي يحرض الولادة؟

هُناك الكثير من الأفكار الخاطئة والأسئلة التي تُثار حول الفحص المهبلي، من بينها إذا كان الفحص المهبلي يُحرض الولادة. وكما أن الفحص المهبلي يُثير القلق بالنسبة للكثير من السيدات، فقد أصبح أيضًا يُثير الجدل بين الأطباء حول جدواه والاستفادة المرجوة من إجرائه، خاصةً بعد التعرف على بعض المخاطر المُرتبطة بإجراء الفحص المهبلي. فما هو الفحص المهبلي وكيف يتم إجراؤه وما الهدف منه؟ وهل الفحص المهبلي يحرض الولادة؟ وما هي المخاطر التي قد تترتب على الخضوع لهذا الفحص؟ القائمة التالية توضح مجموعة من الحقائق التي تُقدم الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها:

  • الفحص المهبلي هو فحص يدوي يقوم خلاله الطبيب أو الممرضة أو القابلة بإدخال إصبعين أو أكثر عبر فتحة المهبل وصولًا إلى عُنُق الرحم بهدف تحسسه ومحاولة معرفة مدى اتساع فتحة عنق الرحم، وكذلك من أجل معرفة مدى قساوة نسيج عنق الرحم.
  • يُمكن للشخص الذي يقوم بإجراء الفحص المهبلي أن يُكوّن انطباعًا أوّليًا عن موعد بدء المخاض، ومدى جهوزية الرحم لأن يُفتح ليبدأ المخاض والولادة. إلاّ أن الفحص المهبلي لا يمكن أن يحدد على وجه الدقة موعد بداية المخاض.
  • في بعض الحالات، يُمكن للشخص الذي يقوم بإجراء الفحص المهبلي معرفة إذا ما كان الطفل مُتموضعًا بالشكل الصحيح، أي أن رأس الطفل مواجهًا لعنق الرحم، وذلك لأن الولادة الطبيعية الصحيحة يجب أن تبدأ بخروج رأس الطفل أولًا.
  • مدى اتساع عنق الرحم الذي يُنذر ببدء المخاض والولادة يختلف من امرأة لأخرى، وبالتالي ليس هُناك قيمة ثابتة لهذا الاتساع، وهو الأمر الذي يُقلل من دقة التوقعات التي يُمكن أن يبنيها الشخص الذي يُجري الفحص حول موعد الولادة.
  • في العديد من دول العالم، يُعتبر الفحص المهبلي إجراءً غير ضروري وغير إلزامي، وبالتالي أصبح اتخاذ قرار بإجراء الفحص المهبلي من عدمه أمرًا متروكًا لكل امرأة. ويتعيّن على مُقدمو الرعاية الصحية أن يعرضوا عليها الأمر، ولها مُطلق الحرية أن ترفض إجراء الفحص.
  • يُمكن للفحص المهبلي أن يكون مؤلمًا في بعض الحالات، كما يُمكن أن يتسبب بالإصابة بالتهاب بكتيري ناتج عن دخول البكتيريا إلى نهاية التجويف المهبلي أو إلى عنق الرحم. بالإضافة إلى الأضرار النفسية المحتملة، فالكثير من النساء يعتبرن الفحص المهبلي أمرًا مزعجًا ويُسبب لهم التوتر العصبي قُبيل الولادة. والتوتر والضغط النفسي يُمكن أن يُحفزا إفراز هرمون الأدرينالين، والذي يعمل على تثبيط هرمون الغكسيتوسين الذي يلعب دورًا هامًا في عملية الولادة. أي أن الفحص المهبلي لا يحرض الولادة وإنما من الممكن أن يكون سببًا غير مباشر لتأخيرها.
  • لا يمكن القول أن الفحص المهبلي يحرض الولادة بحد ذاته. لكن ما يُمكن قوله أنه في بعض الأحيان وأثناء إجراء الفحص المهبلي، يحدث تمزق أو فصل للكيس الأمنيوسي عن عنق الرحم، وهذا الأمر قد يحرض الولادة. إلا أن فصل الكيس الأمنيوسي لا يُحرض الولادة في جميع الحالات التي يحدث فيها، أو حتى في جميع الحالات التي يتم فيها فصل الكيس الأمنيوسي يدويًا بشكل متعمد، كأحد أساليب تحريض الولادة.

 

هل أستطيع الولادة طبيعي بعد القيصري؟

يُراود سؤال هل أستطيع الولادة طبيعي بعد القيصري الكثير من السيدات اللاتي خضعن للعملية القيصرية، والحقيقة أن الولادة طبيعي بعد القيصري تختلف عن الولادة الطبيعية التي لم يسبقها ولادة قيصرية من قبل. فيما مضى كانت الإجابة لهذا السؤال هي دائمًا لا، وكانت هُناك قاعدة عامة تنص على أن المرور بتجربة الولادة القيصرية مرة، يعني أن جميع الولادات التي تعقبها ستكون بالضرورة قيصرية أيضًا، أما في الوقت الحالي لم يعد هذا الأمر ضروريًا. لذا فإن الإجابة هي نعم، الولادة طبيعي بعد القيصري مُمكنة ولكن بشروط. تستعرض القائمة التالية بعض الحقائق والشروط اللازم توفرها لكي تكون الولادة طبيعي بعد القيصري ممكنة:

  • الولادة طبيعي بعد القيصري هي حالة طبية مُصنفة بشكل رسمي ويُشار إليها اختصارًا بـ(VBAC) وهي الحروف الأولى من كلمات عبارة (Vaginal Birth After Caesarean).
  • أصبحت الولادة طبيعي بعد القيصري أمرًا ممكنًا في الكثير من الحالات اليوم، ولكن هذا لا يعني أنها مُتاحة لجميع الحالات، فقد يُقرر الطبيب أن هُناك أسباب تمنع هذا الخيار، وبالتالي وجوب الخضوع لولادة قيصرية في هذا الحمل أيضًا.
  • من أهم العوامل التي قد تمنع الولادة طبيعي بعد القيصري هو أن يكون الشق الجراحي الذي تم عمله في العملية القيصرية السابقة موجودًا في البطن من الأعلى. وتُسمى العملية القيصرية في هذه الحالة بالعملية القيصرية التقليدية. 
  • وجود أي سبب يجعل العملية القيصرية الخيار الأفضل يعني بطبيعة الحال أن الطبيب يقرر التخلي عن فكرة الولادة الطبيعية، وخاصةً إذا كان هذا السبب هو نفس السبب الذي جعل العملية القيصرية ضرورية في المرة الماضية. على سبيل المثال أن تكون الأم مُصابة بارتفاع ضغط الدم، أو أن تكون وضعية الطفل داخل الرحم غير سليمة.
  • عوامل أخرى يُمكن أن تجعل الولادة طبيعي بعد القيصري غير ممكنة، أو على الأقل ترفع من نسبة الخطر المُرتبطة بها، من بينها أن تكون الأم قد خضعت للعملية القيصرية في السابق أكثر من مرة، أو أن تكون الأم قد خضعت لأنواع أخرى من الجراحة في الرحم.
  • إذا كانت الأم حاملًا بأكثر من طفل، سواء اثنين أو أكثر، يُصبح احتمال تمكنها من الولادة طبيعي بعد القيصري أضعف، وكذلك إذا كانت الأم قد حملت قبل مرور أكثر من سنة ونصف على الولادة القيصرية.
  • يمكن القول إن الولادة طبيعي بعد القيصري هي نوع خاص من الولادة الطبيعية، ويجب أن تتم في مستشفى مُجهز بالحد الأدنى من الكوادر الطبية والتجهيزات الطبية، كما يجب أن تتم تحت مُراقبة مستمرة من قبل الطبيب، لكي يتسنى له تحويل الأم إلى غرفة العمليات لإجراء عملية قيصرية طارئة، في حال وقعت أي مُضاعفات خلال الولادة.

مما سبق يتبين أنه ليس هُناك إجابة واحدة وقاطعة لسؤال هل أستطيع الولادة طبيعي بعد القيصري، فما هو مناسب لحالة ما، ليس مُناسبًا بالضرورة لجميع الحالات. ويتعيّن على كُل سيدة أن تطرح هذا السؤال على طبيبها الخاص المُشرف عليها أثناء الحمل، وأن تبحث معه القرار الأفضل بالنسبة لها ولطفلها فيما يخص طريقة الولادة.

معلومات مُفصلة حول الولادة القيصرية ومزاياها ومخاطرها في مقال مسبار هل الولادة الطبيعية أفضل من القيصرية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على