تحقيق مسبار
تنتشر بين الأمهات العديد من الوصفات والخلطات التقليدية المتناقلة عن مشروبات تسهيل الولادة الطبيعية وتخفيف آلامها، وفي بعض الأحيان لتحفيز المخاض.
يتناول هذا المقال مرحلة المخاض والولادة، وهل هناك مشروبات لتسهيل عملية الولادة الطبيعية؟ وما هي المشروبات غير الآمنة للحامل، بالإضافة إلى بعض الممارسات الأخرى التي من شأنها تسهيل الولادة الطبيعية.
علامات موعد الولادة ومرحلة المخاض
مع اقتراب موعد الولادة، تبدأ بعض العلامات بالظهور على المرأة الحامل إيذانًا بالوصول إلى اليوم المرتقب. وعلى الرغم من أن الطبيب المشرف قد يحدد موعدًا للولادة، لكن في الواقع لا يمكن أبدًا التكهن بموعد الولادة الطبيعية والمخاض على وجه الدقة، فقد يبدأ المخاض في وقت أبكر من الموعد المحدد بما لا يتجاوز الـ3 أسابيع أو بعد ذلك التاريخ بأسبوعين.
تاليًا أبرز علامات اقتراب موعد الولادة التي يجب على المرأة أن تتواصل مع طبيبها مباشرة عند حدوثها:
- تغير شكل البطن: يحدث تغيير في شكل البطن ناتج عن نزول رأس الطفل إلى الحوض استعدادًا للولادة، ويحصل في هذه المرحلة أن تجد الأم أنّ التنفس قد أصبح سهلًا لأن الطفل لم يعد يضغط على الرئتين، ولكن تشعر المرأة الحامل في تلك المرحلة بحاجة متزايدة إلى التبول، فالطفل يضغط في هذه المرحلة على المثانة. ويمكن أن يحدث هذا في غضون بضعة أسابيع إلى بضع ساعات من بداية المخاض.
- نزول الدم وبعض الإفرازات المهبلية: تبدأ الإفرازات المختلطة بالدم بالنزول من الأم، فيكون لونها بنيًا في بعض الأَحيان. ويمكن أن يحدث هذا قبل أيام من الولادة أو في بدايتها.
- الإصابة بالإسهال: قد يعني وجود براز رخو متكرر أن المخاض أصبح وشيكًا.
- نزول السوائل من الرحم: يعني تدفق السوائل أو التسرب من المهبل أن أغشية الكيس الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين ويحميه قد تمزق استعدادًا لنزول الطفل، ويمكن أن يحدث هذا قبل ساعات من بدء المخاض أو أثناء المخاض. وإذا لم يحدث المخاض بشكل طبيعي خلال هذا الإطار الزمني، فقد يحفز الأطباء المخاض لمنع العدوى ومضاعفات الولادة.
- تقلصات وانقباضات وألم حاد في منطقة البطن والظهر: إن الانقباضات التي تحدث على فترات أقل من 10 دقائق عادة ما تكون مؤشرًا على بدء المخاض، وغالبًا ما تستطيع المرأة الحامل تفريقها عن تلك الأوجاع والانقباضات التي تحصل بفواصل زمنية غير منتظمة خلال الأشهر الأخيرة من الحمل. في هذه الحالة يجب على المرأة التوجه الى المستشفى فورًا وعدم الانتظار.
ما هي عملية تحفيز أو تسهيل الولادة والمخاض
في بعض الحالات قد لا تجري الأمور كما هو متوقع وتتأخر المرأة في الدخول الى مرحلة المخاض وبالتالي الولادة، لذلك ينصح الطبيب المرأة ببعض الممارسات التي من شأنها تسريع حصول المخاض، وتسمى مجموعة الممارسات المختلفة تلك بمحفزات المخاض. ويلجأ الأطباء إلى تحفيز المخاض عندما تتأخر الولادة أسبوعين عن موعدها المحدد، أو عندما تحصل تعقيدات طبية قد تشكل خطرًا على المرأة الحامل أو الطفل. تاليًا أبرز أسباب اللجوء إلى تحفيز المخاض:
- مشاكل النمو عند الطفل.
- القليل من السائل الأمنيوسي حول الطفل.
- سكري الحمل.
- ضغط دم مرتفع عند الأم.
- تسمم الحمل.
- التهابات الرحم.
- انفصال المشيمة عن الرحم.
هل هناك مشروبات لتسهيل الولادة الطبيعية وتحفيز المخاض
نعم، هناك مشروبات لتسهيل الولادة الطبيعية وتحفيز المخاض. ويمكن للحامل في الأشهر الأخيرة من الحمل ومع اقتراب موعد الولادة أن تواظب على شرب بعض المشروبات التي من شأنها تسهيل عملية الولادة الطبيعية وتخفيف آلام المخاض، مثل بعض أنواع الشاي والعصائر.
تاليًا أبرز مشروبات تسهيل الولادة الطبيعية، لكن من الواجب التنبيه أن استشارة الطبيب واجبة خصوصًا عند احتساء بعض أنواع الشاي التي تعمل كمحفز للمخاض.
- الماء: يؤكد الأطباء والمختصون على ضرورة شرب الماء بانتظام خصوصًا للسيدة الحامل، وتُنصح السيدات الحوامل بشرب 8-10 أكواب من الماء يوميًا، خاصة مع اقتراب موعد الولادة لتجنب الجفاف الذي يؤثر على جميع وظائف الجسم.
ويساعد الماء المرأة في الحفاظ على طاقتها أثناء الولادة ويدعم قدرتها على تحمل أوجاع المخاض، كذلك فإن إبقاء الجسم رطبًا عن طريق شرب كميات كافية من الماء من شأنه جعل انقباضات الولادة أقل إيلامًا، كما أن الماء قد يقلل احتمالات الحاجة لوضع السوائل الوريدية المغذية أثناء المخاض والولادة، مما يجعل الماء من أهم المشروبات لتسهيل عملية الولادة.
- شاي أوراق التوت الأحمر: يُصنع الشاي من أوراق التوت الأحمر بعد سحقها وتجفيفها، طعمه يشبه الشاي الأسود بالأزهار، ويحتوي على مجموعة من الفيتامينات ومضادات الأكسدة، ويستعمل شاي أوراق التوت الأحمر من ضمن مشروبات تسهيل الولادة الطبيعية. ولا تزال الكثير من السيدات الحوامل يواظبن على تناول هذا الشاي في أشهر الحمل الأخيرة، إذ يعتقد أنه يقوم بتحفيز المخاض وتدفق الدم إلى الرحم، مما يساعد على تقلص الرحم والتسريع بعملية الولادة. وأشارت دراسة أسترالية أن لشاي التوت أثر إيجابي على تقليص فترة المخاض، وأشارت الدراسة ذاتها أن النساء اللواتي يشربن شاي التوت كن أقل عرضة لتمزق أغشية المهبل عند الولادة، ولم يحتجن لإجراء عملية قيصرية أو استخدام الملاقط الصناعية لتوليد الطفل. مع ذلك أفادت دراسة أخرى أن شاي التوت الأحمر لم يحدث فرقًا في فترة المخاض، وأكدت على ضرورة إستشارة الطبيب المعالج قبل البدء بشرب شاي التوت الأحمر.
- شاي الميرمية: يعتبر شاي عشبة الميرمية من الوصفات التقليدية التي تتناقلها أجيال الأمهات إلى يومنا هذا على أنها من مشروبات تسهيل الولادة الطبيعية. وتعمل الميرمية على تنسيق تقلصات الرحم، مما يخفف من آلام المخاض حتى عندما تشتد التقلصات. وبالإضافة إلى ذلك، خلصت دراسة إلى أن التدليك بالقليل من زيت الميرمية أثناء المخاض يساعد على تقليل الأدرينالين، وبالتالي زيادة الاوكسيتوسن الذي من شأنه تقليل التوتر وتحسين المزاج وتقليص فترة المخاض وتقليل الآلام المصاحبة له.
- زيت الخروع: وجدت دراسة أجريت في مستشفى جامعة وينثروب نيويورك، أن زيت بذور الخروع المستخدم تقليديًا لفوائده المذهلة للحث على المخاض قد يساعد في تقلصات الرحم. وترجع قدرة زيت الخروع إلى وجود حمض الريسينوليك في الزيت، مما يساعد في تنشيط مستقبلات البروستاتا EP3 في الرحم. ومن الضروري التشديد على استخدام زيت الخروع تحت إشراف الطبيب المعالج، لما له من آثار جانبية عند بعض السيدات.
- عصير الأناناس الطازج: يحتوي الأناناس الطازج (اللب على وجه الخصوص) على إنزيم يسمى البروميلين، يعمل هذا الإنزيم على تكسير البروتينات في الأنسجة. النظرية الشائعة هي أن البروميلين من الأناناس يشق طريقه بطريقة ما إلى عنق الرحم، ويسبب انهيار الأنسجة هناك، مما يتسبب في تليين عنق الرحم وتحفيز المخاض. مع ذلك لا يوجد دليل يدعم هذه النظرية، حيث أن هذا الإنزيم غير نشط في أحماض المعدة ولا يمتصه الجسم إلا جزئيًا.
تسهيل الولادة
تبحث النساء حول العالم عن بعض النصائح أو التمارين الخاصة بتسهيل الولادة الطبيعية، إذ تخشى النساء الحوامل تعثر الولادة لأي سبب من الأسباب أو تعسر الطلق، لذلك تقوم العديد من النساء بممارسة أنواع معينة من التمارين، كذلك إدخال بعض العادات إلى عاداتهم اليومية خلال الأشهر الأخيرة من الحمل في سبيل تسهيل الولادة. تاليًا أبرز الممارسات التي ينصح بعملها أثناء فترة الحمل من أجل تسهيل الولادة الطبيعية:
- تمرين المشي الخفيف: يعد المشي من أبرز الممارسات التي ينصح بها المختصون في تسهيل الولادة، وإضافة إلى ذلك فإن المشي يعتبر تمرينًا جيدًا للقلب والأوعية الدموية، علاوة على كونه تمرين لا يقوم بإجهاد المفاصل، ومن الممكن أن يساعد المشي على نزول الطفل إلى الحوض مع الاقتراب من موعد الولادة، وذلك عن طريق حركة الوركين المتكرر.
- استخدام الكرة المطاطية: يعد الجلوس على كرة الولادة من التمارين التي تستطيع أغلب النساء ممارستها، كونه تمرين خفيف ولا يحتاج إلى قوة بدنية كبيرة، وكرة الولادة عبارة عن كرة مطاطية كبيرة تُستعمل كبديل للكرسي في فترة الحمل، وهي تشبه الكرات المطاطية المستعملة في التمارين الرياضية، وتبلغ النساء اللواتي استخدمن كرة الولادة عن فترات مخاض أقصر من نظيراتهن اللواتي لم يستخدمنها أبدًا. لهذا السبب يصح اعتبار استخدام كرة الولادة من الممارسات التي تُسهم في تسهيل الولادة، وذلك عن طريق تقصير وقت المخاض.
- ممارسة القرفصاء: تساهم ممارسة تمرين القرفصاء في تسهيل الولادة، إذ يقوي التمرن الفخذين ويساعد على فتح الحوض أيضًا.
- تمارين الفراشة: يتضمن التمرين الجلوس مع وضع المؤخرة تمامًا على الأرض مع ثني الركبتين إلى الخارج، مع وجوب تلامس القدمين من الداخل مع محاولة تقريبها من الجسم على قدر الإمكان، ولكن تنصح النساء بعدم الإفراط في ممارسة تمارين الإطالة، إذ تكون المفاصل مرنة جدًا أثناء الحمل وقابلة للالتواء أو الشد بسهولة.
- تمارين التنفس: تُنصح النساء بالتدرب على ممارسة تمارين التنفس التي تعمل على تسهيل الولادة، وبالإضافة إلى تسهيل الولادة فإن تمارين التنفس تعمل على إزالة التوتر وتهدئة الجسم.
وعلاوة على ما تقدم ذكره من تمارين تعمل على تسهيل الولادة، هناك بعض الممارسات التي من شأنها تسهيل الولادة وتخفيف الألم أثناء وقت الطلق الفعلي، تاليًا أهمها:
- قناع الغاز: وهو عبارة عن خليط من الأكسجين وغاز أكسيد النيتروز، وبالرغم منًأن الغاز يُعطى من أجل تسهيل الولادة والسيطرة على الألم، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة إزالة الألم بصورة كاملة، إنما يعمل الغاز على تقليل الألم فقط، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الغاز المشار إليه ليس له أي آثار جانبية على الأم أو الجنين، ولكنه قد يُسبب الدوار أو الغثيان وعدم القدرة على التركيز في حال استخدامه بجرعات غير مدروسة.
- حقن البيثيدين: تُعطى بعض النساء عقار البيثيدين من أجل تسهيل الولادة عن طريق تخفيف الألم، ولكن يُنصح بالابتعاد عن هذا النوع من الحقن عند الاقتراب من مرحلة الدفع الثانية. وللدواء بعض الأعراض الجانبية والتي تشمل الدوار والغثيان والنسيان. وإذا تم إعطاء الدواء خلال المراحل القريبة من وقت الولادة، فإن ذلك قد يؤثر على تنفس الطفل، كذلك قد تؤثر تلك الأدوية على تدفق الحليب والرضاعة الطبيعية خلال المرات الأولى.
- الولادة في الماء: تعتبر هذه الطريقة من الطرق التي تشهد إقبالًا متزايدًا، إذ تُساعد الولادة داخل الماء على تقليل الألم المرافق لانقباضات الولادة، هذا ويتم المحافظة على درجة حرارة معينة للماء طوال فترة الولادة.
- تحفيز العصب: تحتوي بعض المستشفيات على أجهزة تعمل على تحفيز الأعصاب عبر الجلد، وتكمن الغاية وراء استخدام تلك الأجهزة التخفيف من مستويات الألم خلال المراحل المبكرة من الولادة، إذ تقل فاعلية الجهاز مع اقتراب خروج الطفل.
نصائح لتسهيل الولادة الطبيعية
هناك بعض الممارسات المتوارثة والمتداولة التي يُعتقد أن من شأنها تسهيل الولادة الطبيعية، تلك الممارسات لا يمكن تأكيدها أو نفيها لكن من الأفضل قبل ممارستها التأكد مع الطبيب المختص ليحدد ما إذا كانت تتعارض مع الحالة الصحية للسيدة الحامل أم لا. تاليًا أهم النصائح لتسهيل الولادة الطبيعية:
- تناول بعض حبات التمر: أشارت دراسة أن تناول التمر في الأسابيع الأخيرة من الحمل من شأنه أن يزيد من نضج عنق الرحم واتساعه في بداية المخاض، ويقلل من الحاجة لاستخدام التحفيز الطبي للمخاض.
- ممارسة بَعض أنواع الرياضة الخفيفة: ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي لمسافات طويلة يمكن أن يحفز ويسهل الولادة، وحتى إذا لم تنجح هذه الطريقة، يعتبر المشي طريقة جيدة لتخفيف التوتر والحفاظ على قوة الجسم.
- تحفيز حلمة الثدي: أثبتت دراسة أن تحفيز حلمة الثدي يؤدي إلى إفراز الاوكسيتوسن المسؤول عن تقلص الرحم، وتحفيز وتسهيل الولادة الطبيعية، كذلك فإن هذه الطريقة من شأنها تقليل فرص التدخل الطبي لتحفيز الولادة.
- الوخز بالإبر الصينية: على الرغم من كون الطريقة التي يعمل بها الوخز الصيني غير واضحة، إلا أنه يعتقد أن الإبر الصينية توازن الطاقة الحيوية داخل الجسم، وقد تحفز أيضًا التغيرات في الهرمونات أو في الجهاز العصبي.