تحقيق مسبار
تتساءل العديد من السيدات اللواتي سبق وأنجبن بعملية قيصرية هل يمكن ولادة طبيعية بعد القيصرية في الولادة السابقة، ذلك لما للولادة الطبيعية من مزايا عديدة إذا ما قورنت بالعملية القيصرية، كما أنّ الولادة القيصرية تعتبر عملية كبرى وخطرة في ذات الوقت على الرغم من شيوعها، مما يدفع بعض الأمهات إلى تجنبها في الولادة التالية.
يستعرض هذا المقال الأسباب التي تدفع الأمهات بالتفكير بالولادة الطبيعية بعد القيصرية، ومتى تكون الولادة الطبيعية ممكنة وما هي مخاطر إجراء ولادة طبيعية بعد الولادة القيصرية، كذلك مخاطر الولادة الطبيعية للأمهات اللواتي أنجبن بعملية قيصرية.
عملية ولادة طبيعية
غالبًا يتم إنجاب الطفل من خلال عملية ولادة طبيعية، خصوصًا إذا لم يكن هناك أي مشاكل تتطلب إجراء عملية جراحية أو ولادة قيصرية، كما تختار بعض النساء الولادة بدون استخدام أي أدوية أو وسائل طبيةٍ مساعدة، ويعتمدن عند إجراء عملية ولادة طبيعية على تقنياتٍ معينة مثل الاسترخاء والتحكم في التنفس من أجل مقاومة الألم، ولكن لشدة الألم ولصعوبة الموقف أثناء الولادة، قد يساعدها معالجٌ مختص في مقاومة الألم أثناء العملية. وعملية الولادة الطبيعية قد تستغرق وقتًا طويلًا يستمر لأكثر من 12 ساعة، خصوصًا إذا كانت هذه المرة الأولى. وتمرُّ المرأة الحامل بالكثير من المراحل مع حلول موعد الولادة، فأولًا تبدأ بالشعور بالانقباضات التي تساعدُ على توسع عنق الرحم لديها، وبعدها يبدأ المخاض عندها إلى أن تضع طفلها.
- من أجل أن يتم إجراء عملية ولادة طبيعية، يجب أولًا أن يتَّسع عنق الرحم حتى يخرج الطفل، ويتوسعُ العنق تدريجيًا بفعل الانقباضات والتقلصات، وقد يتوسعُ الرحم بشكلٍ بطيء، كما قد يتغير معدَّل الانقباضات التي تحدث، أو قد تتوقف بشكلٍ مؤقتٍ حتى تعود مرةً أخرى.
- مع مرور الوقت والدخول في المخاض بشكلٍ فعلي، يبدأ الرحم بالتوسع، فيتوسع بالبداية حتى يصبح حجم الفجوة حوالي 4 سم، ومع استمرارِ الانقباضات يستمر عنق الرحم بالتوسع أكثر، وتصبح الانقباضات أكثر قوةً كلما اقترب الموعد وتوسع الرحم أكثر.
- يستمر الرحم بالتوسع إلى أن تشعر الحامل بنزول جنينها، وهنا تستمر الانقباضات بوتيرةٍ أعلى، عندها تدخل عملية الولادة الطبيعية في مرحلتها الثانية والأخيرة، فهنا تبدأ الأم بدفع جنينها إلى الخارج، ويبدأ الطفل بالنزول إلى قناةِ الولادة أسفل المهبل.
- تبدأ الأم وقتها بالشعور بضغطِ الجنين في الحوض، وينزل الطفل حتى يمكن لطبيب التوليد رؤيته من الخارج، ومع استمرار الانقباضات، تستجيبُ الأم لها وتبدأ هي أيضًا بالضغط حتى تدفع الجنين إلى الخارج، ويتحركُ الجنين إلى الخارج مع كل دفعةٍ تطلقها الأم.
- مع استمرارِ الأم بدفع الجنين إلى الخارج، يصبح الطفل مرئيًا بشكل واضح عند مدخلِ المهبل، وهذا الأمر يشير إلى أنَّ عملية ولادة طبيعية تجري على ما يرام، قد يطلب الطبيب من الأم التوقفِ عن الدفع، والتنفس بطريقةٍ طبيعية بدل النفخ، وذلك يساعد على ولادة الطفل برفقٍ وبطء، ممَّا يجنب الأم وجنينها حدوث أي مشاكل.
- أثناء هذه المرحلة، تشعرُ الأم بالكثير من الألم، بالإضافة إلى الإحساس بشيءٍ حار ولاذع، ويحدث ذلك بسبب تمدد فتحة المهبل حول رأس الطفل، ولكن قد يستخدم الطبيب الكمادات الطبية الدافئة لدعم المنطقة ومساعدتها على التمدد دون حدوث تمزق.
- المرحلة الأخيرة من الولادة تبدأ بخروجِ الطفل وتنتهي بخروج المشيمة وكيس الماء الفارغ معها، وهنا تنخفضُ الانقباضات التي تحدث أثناء الولادة حتى تنتهي تمامًا بعد برهة من الوقت، ويبدأ الرحم بالعودةِ إلى حجمه الطبيعي تدريجيًا، كما يخف الألم الذي تشعر به الأم.
إنَّ إجراء عملية ولادة طبيعية هو الأمرُ الشائع عند غالبية النساء، ولكن على الرغم من أنَّها طبيعية، إلاَّ أنها لا تخلو من المصاعب والكثير من الألم الذي تعانيه الأم أثناء دفعها لجنينها للخارج، كما قد تعاني المرأة من بعض المضاعفاتِ الصحية التي تطرأ أثناء عملية الولادة.
- من الممكنِ أن تضعف الانقباضات أو تتوقف دون توسع الرحم بالشكل المطلوب، وهنا قد تحتاجُ للولادة القيصرية.
- قد يتمزق مهبل المرأة والمنطقة المحيطة به أثناء عملية التوسعِ في بعض الأحيان، ويقوم الطبيب بعلاج المشكلة من خلال الغرز.
- قد يعلق الحبل السري بالطفل أثناء عملية الولادة، وهنا يقوم طبيب التوليد بالتدخلِ من أجل إفلات الحبل السري عن الطفل.
- أحيانًا قد ينخفض معدل ضربات القلب لدى الطفل، وقد لا يشير ذلك إلى مشكلةٍ صحية خطيرة، ويمكن أن يساعد تغير وضعية المرأة على تحسن معدلِ ضربات القلب عند الطفل.
لماذا تفكر الأمهات بالولادة الطبيعية بعد القيصرية؟
تفكر الأمهات التي سَبق وأنجبن بعملية قيصرية بالخضوع للولادة الطبيعية استنادًا إلى تجاربهن السابقة في الولادة القيصرية، حيث أنّ فترة التعافي من الولادة القيصرية طويلة إذا ما قورنت بالولادة الطبيعية، كذلك ما يتبع العملية القيصرية من أوجاع أكبر للأُم وصعوبة الحركة والاعتناء بالمولود الجديد وصعوبات في الرضاعة الطبيعية. كما تتطلب العملية القيصرية البقاء في المستشفى عدة أيام، بينما في حالة الولادة الطبيعية غالبًا ما تعود الى المنزل بعد الولادة بساعات معدودة، بالطبع بعد الاطمئنان على وضعها العام صحيًا وصحة الطفل.
تاليًا أبرز مخاطر العملية القيصرية، ويجب التنويه إلى أن جميع المضاعفات واردة حتى في حالة الولادة الطبيعية، لكن احتمالات التعرض لها أكبر في الولادة القيصرية، ولا يعني بالضرورة أن جميع النساء اللواتي قمن أو سيقمن بإجراء عملية قيصرية سيُصبن بأحد أو جميع المضاعفات التالية:
- تضرر الرحم: حصول جروح والتهابات في الرحم وبطانته.
- النزيف: من الممكن حصول نزيف أثناء عملية الولادة القيصرية قد يؤدي إلى نقل الدم أو استئصال للرحم، مع كونه غير شائع، لكنه احتمال وارد الحصول إذا ما رافق الولادة القيصرية مشاكل في المشيمة أو نزيف أثناء الحمل.
- التعرض لنوبة قلبية أثناء الولادة القيصرية.
- مشاكل مستقبلية في الحمل المقبل: ترفع العملية القيصرية فرص حصول مشاكل مستقبلية أثناء الحمل التالي، مثل هطول المشيمة أو انغراسها داخل بطانة وعضلات الرحم أو الإجهاض وولادة جنين ميت.
وهناك مخاطر للعملية القيصرية ترتبط بالمولود نفسه ومنها:
- تعرض المولود للجروح: قد يحصل أثناء الجراحة أن يتعرض الطفل للجرح، في العادة يكون الجرح طفيفًا ويشفى بسرعة.
- إدخال المولود إلى وحدة العناية الحثيثة للأطفال (الخداج) نتيجة حدوث تعقيدات في العملية القيصرية.
- مشاكل في التنفس: وهي الحالة الأكثر شيوعًا لدى الأطفال الذين يولدون عن طريق العملية القيصرية في الأسبوع الـ39 من الحمل. في الغالب تتحسن تلك المشاكل التنفسية بعد أيام قليلة، ولكن يحتاج بعض الأطفال إلى البقاء في وحدة حديثي الولادة (الخداج).
هل يمكن ولادة طبيعية بعد القيصرية؟
نعم من الممكن حصول ولادة طبيعية بعد القيصرية. على الرغم من الاعتقاد السائد أن إجراء عملية قيصرية أخرى هو الخيار الوحيد والأكثر أمانًا، إلا أنّه ومع التقدم الحاصل في الطب، أصبح من الممكن ولادة طبيعية بعد القيصرية. وتسمى الولادة الطبيعية بعد القيصرية (virginal birth after cesarean) وتعرف اختصارًا بـ (VBAC)اختصارًا.
ولحصول ولادة طبيعية آمنة بعد الولادة القيصرية، من الأفضل للسيدة العمل مع الطبيب المعالج حتى قبل حصول الحمل، خاصة إذا كانت تنوي الحمل مرة أخرى بعد الولادة. بشكل عام (75٪) من النساء يمكن أن يحصلن على ولادة طبيعية بعد القيصرية الأولى، وتقل تلك النسبة بتعاقب العمليات القيصرية.
تاليًا أهم العوامل التي من شأنها أن تزيد فرص الولادة الطبيعية بعد القيصرية:
- عندما لا يكون حجم المولود كبيرًا.
- أن يكون رأس المولود متجهًا إلى الأسفل.
- أن تكون الأم قد حظيت على الأقل بولادة طبيعية واحدة قبل إجراء العملية القيصرية، إذ يرفع ذلك نسب نجاح الولادة الطبيعية القيصرية بنسبة 90%.
- إذا كان جرح العملية القيصرية السابقة عرضي ومنخفض وليس على شكل حرفT أو عموديًا.
- أن يبدأ المخاض بشكل عفوي وبدون تحفيز (طلق صناعي)، حيث يمكن أن يكون الرحم عرضة للتمزق في بعض حالات الصناعي.
بالمقابل فإن فرص الحصول على ولادة طبيعية بعد القيصرية تتقلص عند حصول أحد العوامل التالية:
- تكرار الولادات القيصرية، تكون احتمالات حصول الولادة الطبيعية بعد القيصرية الثانية أدنى.
- إذا كان المولود قد تَموضع بطريقة تجعل الولادة الطبيعية خطرة على الأم والطفل.
- أن تعاني الأم من الوزن الزائد ويتجاوز مؤشر كتلة الجسم BMI الـ 30.
- تجاوز موعد الولادة، فتكون اللأم قد وصلت الأسبوع الـ 40 من الحمل، عندها ستزداد احتمالات اللجوء الى الطلق الصناعي لتحريض المخاض، وسيكون حجم المولود قد أصبح كبير نسبيًا وغير ملائم للولادة الطبيعية المهبلية.
- إذا كانت الأم تعاني من اعتلالات صحية معينة تتعلق بعمل القلب أو الرئتين.
مخاطر الولادة الطبيعية بعد القيصرية
لعل الخطر الأكثر ندرة والأكثر فتكًا للولادة الطبيعية بعد القيصرية يكمن في الندبة (الجرح) الموجودة على الرحم الناجمة من العملية السابقة، فهي تشكل ضَعفًا في نسيج الرحم مهما كان حجمها. ويتمثل الخطر في تلك الندبة كونها قد تنفتح وتتمزق أثناء مخاض الولادة الطبيعية.
النساء اللواتي لديهن جرح شق عرضي منخفض أقل عرضة للتمزق من النساء اللواتي لديهن ندبة شق عمودي، وتشير الإحصائيات إلى أنّ حوالي 5 فقط من كل 1000 لديهن ندبة عرضية منخفضة يتعرضن لتمزق الرحم أثناء تجربة الولادة الطبيعية بعد القيصرية.
تاليًا أهم العوامل التي ترفع خطر إصابة السيدة بتمزق الرحم:
- عدد الندب الجراحية في الرحم: يرتفع احتمال تمزق الرحم مع زيادة عدد الندب الجراحية في الرحم.
- تمدد الندب: أن تكون الندب ممتدة فوق الجزء السفلي الرقيق من الرحم، كما هو الحال في مثل الندبة العمودية.
في حال وقوع تمزق في ندبة الرحم، يمكن أن يكون ذلك خطيرًا على الأم والمولود معًا، وغالبًا ما يستطيع الجرّاح ترميم الرحم، ولكن إذا كان الضرر الذي حل بالرحم غير قابل للإصلاح، يتم استئصال الرحم غالبًا. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن يُسبب التمزق أيضًا نزيفًا حادًا للأم، ونقصًا للأوكسجين بالنسبة للمولود، يؤدي إلى تلف في دماغ المولود أو وفاته في بعض الحالات.
وفي بعض الأحوال يمتنع الطبيب المشرف على السيدة من إجراء ولادة طبيعية بعد القيصرية عندما تكون المخاطر المصاحبة قد تتجاوز الفوائد المنتظرة منها، أو إذا كانت الولادة الطبيعية قد تعرّض حياة الأم والمولود للخطر.
لذلك من الواجب دائمًا تحرّي الخيارات الأسلم للأم والمولود والتأني في اختيار الطبيب المشرف على حالة السيدة أثناء فترة الحمل والولادة.
سبب الإمساك بعد الولادة القيصرية
سبب الإمساك بعد الولادة الطبيعية هو حركة الأمعاء البطيئة بعد الولادة، والتي تحدثُ غالبًا بسبب التقلبات الهرمونية أو انخفاض معدل السوائل والألياف في الجسم، لكن هذه ليست الأسباب الوحيدة، فهناك الكثير من العواملِ التي يمكن اعتبار أيٍ منها سبب الإمساك بعد الولادة القيصرية، مثل التخدير المُستخدم في عملية الولادة القيصرية والذي يمكن أن يجعل العضلات أبطأ بشكلٍ مؤقت، كما قد يكون الجفاف أحد الأسباب، وقد تضعف عضلات الحوض وتسبب الإمساك. إضافةً إلى ذلك، من الممكن أن يكون سبب الإمساك بعد الولادة القيصرية خوفُ الحامل من الضغط حتى لا تسبب تمزق الغرس، وفي جميع الأحوال، فإنَّ الإمساك بعد الولادة القيصرية من المشاكل الشائعة ولا تشير بالضرورة إلى وجود مشكلةٍ صحية، ويمكن علاج الإمساك بأكثر من طريقة.
- تُنصح المرأة بالتحرك لبعض الوقت يوميًا بعد الولادة إذا كانت قادرة على ذلك، حيث يساعد التحرك لبضع دقائق يوميًا على تليين العضلات والتخلص من غازات البطن. وهناك الكثيرُ من الحركات والتمارين الخفيفة التي يمكنها ممارستها دون أن تشعر بألم.
- يمكن أن يساعد شرب السوائل الدافئةِ على التخلص من الإمساك، ففي حين أنَّ الجفاف قد يكون سبب الإمساك بعد الولادة القيصرية، يساعد شرب السوائل الدافئة على التخلص من الجفاف، بالإضافةِ إلى أنَّ بعض الأعشاب مثل اليانسون والشمر لها الكثير من الفوائد الصحية.
- يجب اتباع نظامٍ غذائي بعد الولادة يساعد في التخلص من الإمساك، فمثلًا ينصح بإضافةِ الألياف الطبيعية إلى الوجبات اليومية، بالإضافة إلى تناولِ الأطعمة الغنية بالحديد، كما تُنصح بتناول أطعمةً معينة تساعد في علاجِ الإمساك مثل البرقوق والكمثري وغيرها.
- بالرغم من أنَّه من المستحسن أن تتحرك المرأة يوميًا ولو لدقائق قليلة، إلاَّ أنه يجب عليها أن تتجنب الإجهاد قدر المستطاع، وأن تأخذ قسطًا كافٍ من الراحة يوميًا من أجل أن تلتئم الجراح الناتجة عن العملية القيصرية، لكن لا بأس بأن تمارس بعض تمارين التنفس والتأمل، حيث يساعدها ذلك على التخلص من القلق النفسي.
- على الرغم من أنَّ الكافيين قد يساعد في انتظام حركة الأمعاء، لكن تُنصح المرأة بتجنب تناول القهوة أو عدم تناول الكثير منها في فترة الرضاعة، فالكافيين يمرُّ إلى الطفل عبر الحليب، قد يؤثر ذلك سلبًا على صحته.
بغض النظر عن سبب الإمساك بعد الولادة القيصرية، هذه الطرق وغيرها الكثير كفيلةٌ بأن تعالج الإمساك وتعيد الأمعاء إلى وضعها الطبيعي. وفي جميع الأحوال، الإمساك بعد الولادة من المضاعفات الطبيعية والتي لا تشيرُ إلى وجود أي مشكلةٍ صحية خطيرة، لكن إذا استمرت المشكلة لفترةٍ طويلة، فتُنصح المرأة وقتها بزيارة الطبيب من أجل التأكد من سلامتها، وإلى جانب الإمساك، هناك العديدُ من المضاعفات الصحية التي قد تحدث بعد العملية القيصرية:
- من الممكن أن تُصاب المرأة بالعدوى نتيجةً لإجراء العملية الجراحية، كما قد يحدث احمرار في الجروح بالإضافةِ إلى الألم وبعض الإفرازات.
- يمكن أن تصاب بعدوى في بطانة الرحم، وهي من المضاعفاتِ الصحية الشائعة بعد الولادة القيصرية، وتسبب العدوى في بطانةِ الرحم الكثير من الألم وإفرازات مهبلية غير طبيعية.
- قد تعاني المرأة بعد إجراء عملية الولادة القيصرية من نزيفٍ مُفرط، كما قد تعاني أيضًا من التجلطات الدموية، وعلى الرغم من أنَّ هذه المضاعفات نادرة وغير شائعة الحدوث، إلا أنَّها قد تحدث وقد تسبب العديد من المضاعفات الأخرى.
- من الممكن أن تُصاب المثانة أو الأنابيب التي تربطها مع الكلى للتلف بسبب عملية الولادة الجراحية، وهذه الحالة غير شائعة، لكنها قد تحدث عند بعض النساء، وتتطلب تدخلًا جراحيًا كي يتم علاجها.
الغدة الدرقية والولادة القيصرية
أظهرت الكثير من الدراسات والأبحاث الطبية وجود علاقةٍ بين الغدة الدرقية والولادة القيصرية، ففي حين أنَّ الغدة الدرقية من الأعضاء الهامة للجسم وللجنين أيضًا، فإن فرط نشاطها أو قصوره قد يؤثر سلبًا على الحامل وعلى جنينها. وفي المرحلة الأولى من الحمل، يرتفعُ نشاط الغدة الدرقية بسبب الحاجة المتزايدة للهرمون الذي تنتجه، لكن رغم الزيادة الطبيعيةِ في عمل الغدة الدرقية بسبب الحمل، يوجد ارتباطٌ بين الغدة الدرقية والولادة القيصرية، خصوصًا إذا كانت الحامل لها تاريخٌ مرضي ذو علاقةٍ بنشاط الغدة الدرقية، وقد أُجريت دراسة علمية موسعةٌ شملت آلاف الحوامل بين عامي 2002 و2008 لفهم العلاقة بين نشاط الغدة الدرقية والولادة القيصرية، وكانت نتائج الدراسة كما يلي:
- أظهرت الدراسة وجود علاقة بين نشاط الغدة الدرقية أثناء فترة الحمل والكثير من المضاعفاتِ الصحية التي قد تطرأ على الحامل مثل الارتعاجِ والإجهاض والولادة المبكرة وغيرها من المضاعفات.
- ارتبطت مشاكل الغدة الدرقية المختلفة أثناء فترة الحمل بخطرِ الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية مثل تسمم الحمل وسكري الحمل وانفصال المشيمة أثناء الحمل.
- أظهرت الدراسة وجود علاقة بين مشاكل الغدة الدرقية والولادة القيصرية، كما بينت أنَّ مشاكل الغدة الدرقية قد تسبب الولادة المبكرة أيضًا.
- لم يقم الباحثون بتحديدِ الخيارات العلاجية أثناء الحمل، لكنهم أكدوا ضرورة تحديد آليةٍ علاجية معينة لمشاكل الغدة الدرقية أثناء الحمل، وذلك تجنبًا لحدوث المضاعفات الصحية المذكورة، وأي مضاعفاتٍ صحية أخرى قد تصيب الحامل وجنينها.
اعتمدت الدراسة في نتائجها على تحليلِ التقارير الطبية لآلاف النساء الحوامل على مدار ستة أعوام، وبناءً على تحليل هذه البيانات، أقرَّت بوجود علاقة بين أمراض الغدة الدرقية والولادة القيصرية والكثير من المضاعفات الصحية الأخرى. وإلى جانب هذه الدراسة، أجريت الكثير من الدراسات الأخرى لفهم تأثير الغدة الدرقية على الحمل، فهناك دراسة أخرى أُجريت على حوالي 700 امرأة يعانين من قصور الغدة الدرقية، وكانت الولادة القيصرية هي الإجراء المتبع عند 23% من مجموع النساء المشاركات في الدراسة.
والولادةُ القيصرية ليست المشكلة الوحيدة التي قد يسببها نشاط الغدة الدرقية، فهناك الكثيرُ من المضاعفات الصحية التي قد تنجم عن تغير نشاط هذه الغدة أثناء فترة الحمل.
- يجب أن يبقى نشاط الغدة الدرقية معتدلًا وعند مستواه الطبيعي، ففي حين أنَّ فرط نشاط الغدة الدرقية قد يسبب العديد من المشاكل الصحية، فإنَّ القصور في نشاطها وانخفاض معدل الهرمون الذي تنتجه الغدة قد يسبب الكثير من المضاعفات الصحية أيضًا.
- من الممكن أن تعاني المرأة أثناء الحمل من قصور نشاط الغدة الدرقية، وهذه من المشاكل الشائعة أثناء الحمل، وقد تسببُ الكثير من المضاعفاتِ الخطيرة مثل تمزق الأغشية مبكرًا أو الإجهاض أو حتى موت الجنين في رحم أمه.
- أظهرت الكثير من التقارير الطبية أنَّ النساء اللواتي يعانين من قصور الغدة الدرقية أكثر عُرضةً لدخول العناية المركزة أثناء الولادة، كما قد ترتفع احتمالية خضوعهن لعمليةِ الولادة القيصرية، إلى جانب العديد من المضاعفات الأخرى مثل اكتئاب ما بعد الولادة.
- علاوةً على العلاقة بين قصور نشاط الغدة الدرقية والولادة القيصرية، فإنَّ فرط نشاط الغدة الدرقية قد يسبب الولادة القيصرية أيضًا، إلى جانب العديد من المضاعفاتِ الصحية الأخرى.
- من المضاعفاتِ الصحية التي يسببها فرط نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل غثيان الصباح بشكلٍ متكرر وارتفاع ضغط الدم عند الحامل طوال فترة الحمل.
- إلى جانبِ العلاقة بين فرط نشاط الغدة الدرقية والولادة القيصرية، هناك علاقةٌ بينها وبين خطر الإجهاض وموت الجنين داخل الرحم، بالإضافة إلى العديد من المضاعفات التي يتأثر بها الجنين مثل أن يُصاب هو الآخر بمشاكل في الغدة الدرقية.
علاج الصداع بعد الإجهاض
تعاني الكثير من النساء من مشكلة الصداع بعد الإجهاض، والذي يحدث كأحد المضاعفات الصحية الناتجة عن انتهاء الحمل، حيث تتغيَّر مستويات الهرمونات لدى المرأة بعد انتهاء الحمل، وينتج عن هذا التغير المفاجئ والسريع في مستوياتِ الهرمونات العديد من المشاكل الصحية مثل الاكتئاب والصداع الذي قد يستمر معها لأيامٍ حتى تعود الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية. والصداع بعد الإجهاض شبيهٌ بالصداع الذي يصيب المرأة بعد الولادة الطبيعية، والذي قد يشيرُ إلى مشكلة صحية، خصوصًا إذا استمر لفترةٍ طويلة أو رافقته بعض المضاعفات الأخرى. لكن بشكلٍ عام، يمكن علاج الصداع بعد الإجهاض بالكثيرِ من الوسائل والطرق:
- يساعد أخذ قسط كافٍ من النوم يوميًا على علاج الصداع بعد الإجهاض، فبالرغم من أنَّ الصداع بعد الإجهاض سببه الرئيسي أو الأكثر شيوعًا هو التقلبات الهرمونية، إلاَّ أنَّ النوم الكافي يساعد على علاجه.
- تناول ما يحتاجه الجسم من الماء يوميًا وتجنب الشعور بالعطش، كما يمكن لممارسة التمارينِ الخفيفة بشكلٍ يومي أن تعالج الصداع الذي يحدث بعد الإجهاض.
- من الممكن أن يساعد شرب القهوة على علاج الصداع بعد الإجهاض، فالكافيين الموجود في القهوة يساعد على الاسترخاء وتضييق الأوعية الدموية، كما قد يزيدُ الكافيين من فعالية بعض الأدوية المخصصة لعلاج الصداع.
- يمكن علاج الصداع باستخدام الأعشاب، وهناك الكثير منها التي تحتوي على موادٍ ومركبات تعالج الصداع، مثل النعناع والريحان واليانسون الذي أثبت فعاليته في علاجِ مختلف أنواع الصداع.
- بعيدًا عن الأدوية والعقاقير التي تعالج الصداع، يمكن لبعضِ المكملات الغذائية والمعادن أن تعالجه أيضًا، مثل المغنيسيوم الذي يعالج الصداع بشكلٍ آمن وفعال.
- يجب تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبٍ عالية من الهيستامين، وهي مادةٌ كيميائية تلعب دورًا هامًا في نشاط الجهاز المناعي والعصبي، وتوجد في بعض الأطعمة مثل الجبن المعتق والأطعمة المخمرة والبيرة والنبيذ والأسماك المدخنة واللحوم المعالجة.
- من الممكن أن تساعد الزيوت العطرية في علاج الصداع، وهذه الزيوت لها الكثير من الفوائدِ العلاجية وغالبًا ما يتم استخدامها موضعيًا، ولا تسبب أي أعراضٍ جانبية عند الاستخدام.
- تساعد بعض أنواع الفيتامينات على علاج الصداع بعد الإجهاض، حيث تلعب دورًا هامًا في الكثير من وظائف الجسم مثل تخليق الناقل العصبي، ومن أهمها فيتامينات ب، والتي يعد تناولها آمنًا، حيث يتخلص الجسم من الفائضِ عن طريق البول.
إذًا يمكن علاج الصداع بعد الإجهاض بعدة طرق ووسائل، والصداع في أغلبِ الأحيان لا يشير إلى مشكلةٍ صحية خطيرة، خصوصًا إذا لم يرافقه أية أعراضٍ أخرى. وإلى جانبِ الصداع بعد الإجهاض، هناك الكثير من المشاكل التي تمرُّ بها المرأة بعدما تفقد جنينها، أهمها الحزن الكبير على فقدان الجنين والاكتئاب والقلق وغيرها، فعلى الرغم من الألم والمعاناة التي تمر بها الحامل طوال فترة الحمل، إلاَّ أنَّ فقدان الحمل قد يعد أمرًا مأساويًا بالنسبة لها، وبغض النظر عن الأسباب العديدة للإجهاض، هناك الكثير من الطرق التي من شأنها أن تقلل من خطر حدوثه:
- على المرأة الحامل أن تتوقف نهائيًا عن التدخين وشرب الكحول عند اكتشاف وجود حمل، فالسجائر والكحول إن لم تسبب الإجهاض، فهي غالبًا ستسبب تشوهات خلقية عند الجنين والكثيرِ من المشاكل الصحية الأخرى.
- يجب على الحامل اتباع نظامٍ غذائي صحي ومتوازن، ويستحسن أن تحصل على 5 وجبات يوميًا مضافًا إليها الفواكه والخضروات.
- إضافةً إلى ضرورةِ اتباع نظامٍ غذائي صحي، يجب أن تبقى الحامل على وزنها من دون زيادة، أو يجب عليها أن تتجنب السمنة لأنها من عوامل حصول الإجهاض.
- يجب أن تبقى الحامل بعيدةً عن ما قد يسبب لها عدوى أو مشاكل صحية مثل الإصابة بالحصبة الألمانية، لأنَّ ذلك قد يزيد من خطر الإجهاض.
اقرأ/ي أيضًا:
هل الولادة الطبيعية أفضل من القيصرية؟
هل اكتئاب ما بعد الولادة القيصرية خطير؟