تحقيق مسبار
قد تَسمع أو تقرأ عن صخرة الخشاء فلا تتصور إنها جزء من جسم الإنسان، لكن الحقيقة أنها موجودة في جسم الإنسان وتحديدًا في منطقة الرأس.
يستعرض المقال صخرة الخشاء، ما هو التهاب صخرة الخشاء وما هي أعراضه؟ وهل يمكن علاج التهاب صخرة الخشاء بسهولة.
ماهية صخرة الخشاء
يُعد عَظم الخَشاء من الهياكل المُهمة في الأذن الداخلية، حيث يَقع عَظم الخشاء في الجزء الخَلفي من العَظم الصدغي للجمجمة الموجود خَلف الأذن الداخلية مُباشرة. وعلى الرغم من أنه يطلق عليه اسم عظم، إلا أن الخشاء لا يَملك البُنية النموذجية كباقي العظام الأُخرى في جسم الإنسان، إذ إنه مَصنوع من أَكياس هَوائية ويشبه الإسفنج وليس صلبًا. ويَتلقى الخَشاء الهواء من أجزاء أخرى من الأذن، بما في ذلك قناة أوستاكي ليعمل بِشكل صَحيح.
ما هو التهاب صخرة الخشاء؟
التهاب صخرة الخشاء أو الخشاء، هو عدوى نادرة تُصيب عَظم الخشاء الذي يقع خلف الأذن في الجمجمة. وتُعتبر الإصابة بالتهاب صخرة الخشاء نادرة نوعًا ما في الأيام الحالية، إلّا أن التهاب صخرة الخشاء كان أكثر انتشارًا بين الأطفال، وكان يُعتبر سابقًا أحد الأسباب الرئيسية للوفيات بين الأطفال إذا ما حصلت مضاعفات نتيجة الالتهاب.
أَبرز أسباب الإصابة بالتهاب صخرة الخشاء:
- التهابات الأذن غير المعالجة: عندما تُترك التهابات الأذن دون علاج لفترة طويلة، يُمكن أن تَنتشر العدوى البَكتيرية إلى عظم الخشاء. حيث تمتلئ الخلايا الموجودة داخل هذا العظم بالهواء ولها بنية تشبه قرص العسل، وتؤدي العدوى البكتيرية إلى تدهورها.
- الإصابة بالورم الصفراوي (Cholesteatoma): وهو عبِارة عن نمو مَجموعة غير طبيعية من خلايا الجلد داخل الأذن والتي قد تمنع الأذن من التصريف بشكل صَحيح، مما يؤدي إلى الإصابة بالتهاب صخرة الخشاء.
أعراض التهاب صخرة الخشاء
عندما تَظهر على الشَخص أَعراض جديدة في غضون أسابيع قليلة من الإصابة بالتهاب الأذن، عندها قد يقوم الطبيب بإعادة الفحص والتقييم لمعرفة ما إذا كان الشخص مصابًا بالتهاب صخرة الخشاء.
تاليًا أَبرز أَعراض الإصابة بالتهاب صخرة الخشاء بالنسبة للبالغين:
- أَلم نابض شديد في الأذن أو ما حولها.
- خروج الصديد أو سوائل أخرى من الأذن.
- الإصابة بالحمى والقشعريرة.
- تورم في المنطقة خلف أو تحت الأذن عند بعض الأشخاص، يكون التورم الذي يسببه التهاب الخشاء متقطعًا أو يتحسن ثم يزداد سوءًا.
- حصول احمرار في منطقة خلف الأذن.
- وجود رائحة كَريهة منبعثة من الأذن.
- علامات تغير في شكل الأذن، تبدو الأذن كأنها بارزة أو مدفوعة إلى الأمام.
- ظهور مشاكل في السمع أو الإحساس برنين في الأذنين.
عندما يكون المصاب طفلاً لا يستطيع التعبير عما يشعر به من أوجاع، تاليًا أبرز الأعراض التي يجب على البالغين البحث عنها أو الانتباه لها لارتباطها بالتهاب صخرة الخشاء لدى الأطفال:
- تغيرات في مزاج الطفل.
- نوبات بكاء شديد.
- لجوء الطفل إلى ضرب جانب الرأس.
- قيام الطفل بشد الأذنين كتعبير عن مصدر الألم.
أسباب التهاب صخرة الخشاء
ينقسم التهاب صخرة الخشاء إلى ثلاثة أنواع بحسب درجة انتشاره وشدته ومضاعفاته:
1. التهاب صخرة الخشاء الأولي: ويقصد به انتشار العدوى إلى خلايا صخرة الخشاء نفسها فقط دون الوصول إلى تجويف الأذن الوسطى.
2. التهاب الخشاء المتحد الحاد: يعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعًا بين الأنواع الثلاثة، ويتضمن التهاب البطانة الظهارية لصخرة الخشاء مع تآكل الحاجز العظمي للخلايا الهوائية الخشائية، بالإضافة إلى تكون الخراج داخل تجويف الأذن مع امتداده إلى الهياكل المجاورة.
3. التهاب صخرة الخشاء تحت الحاد: ويشمل هذا النوع من أنوع التهاب صخرة الخشاء على الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى بشكل متكرر، كذلك عدم استجابة الالتهاب للمضادات الحيوية مع تآكل الحاجز العظمي بين الخلايا الهوائية الخشائية.
وبالإمكان اختصار أسباب التهاب صخرة الخشاء بالحالات التالية:
- تنجم غالبية حالات التهاب صخرة الخشاء عن تطور التهاب الأذن الوسطى الحاد.
- وجود ما يعيق تصريف الأذن بشكل طبيعي، إذ تقوم الأذن الوسطى بتصريف السوائل إلى الفم عبر قناة أوستاكي، ولكن في حال وجود أي انسداد في القناة، فإن ذلك يخلق بيئة مناسبة لنمو مسببات الأمراض وامتدادها من الأذن الوسطى إلى صخرة الخشاء بالنتيجة.
- تعد الإصابة بالالتهاب الرئوي العقدي من أسباب التهاب صخرة الخشاء الشائعة أيضًا.
ومن الجدير بالذكر أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب صخرة الخشاء هم الفئات التالية:
- الأطفال الرضع الذين هم أصغر من سنتين.
- الأشخاص المصابين بنقص المناعة الحاد.
- الأفراد الذين يعانون من التهاب الأذن الوسطى الحاد المتكرر أو التهوية غير المكتملة حول صخرة الخشاء.
وتختلف أعراض التهاب صخرة الخشاء بحسب شدة الالتهاب وبحسب فئته أيضًا، ولكن يشترك معظم المرضى الذين يعانون من التهاب صخرة الخشاء ببعض الأعراض، تاليًا أبرزها:
- نوبات حادة ومتكررة من التهاب الأذن الوسطى.
- ألم شديد خلف الأذن.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- تنتاب الأطفال المصابين بالتهاب صخرة الخشاء حالة من الاضطراب واستمرار البكاء لساعات، كذلك عدم القدرة على تناول الطعام وانخفاض ملحوظ في الشهية.
- تورم أو احمرار المنطقة الواقعة خلف الأذن.
- قد يحصل مع البعض من المرضى بروز في الأذن الخارجية إلى الأمام، وقد يحصل تغير في شكل الأذن من الخلف أيضًا.
- ظهور إفرازات من الأذن وقد يكون الأمر مصحوبًا بثقب في طبلة الأذن.
- انتفاخ الغشاء الطبلي.
- ظهور أعراض التعب والإعياء على المريض.
في حال عدم علاج التهاب صخرة الخشاء في مراحله الأولية أو عدم علاجه أبدًا، هناك بعض المضاعفات الصحية التي قد تواجه المريض ومنها ما قد يؤثر على سمع المريض إلى الأبد، تاليًا أبرزها:
- فقدان السمع التوصيلي أو فقدان السمع الحسي العصبي.
- التهاب العظم المحيط بصخرة الخشاء أو تآكل العظام نتيجة للالتهاب الشديد.
- حدوث خراج تحت السمحاق أو بين السمحاق وعظم الخشاء، مما يتسبب في بروز الأذن إلى الخارج.
- حدوث شلل في العصب القحفي (الأعصاب الخامس والسادس والسابع).
- تخثر الجيوب الوريدية داخل الجمجمة.
- تشنج الشريان السباتي يصاحبه التهاب الشرايين انسداد أو تمزق في الشريان في بعض الأحيان.
علاج التهاب صخرة الخشاء
في الحالات البسيطة من التهاب صخرة الخشاء يكون العلاج سهلًا بإعطاء المضادات الحيوية للمريض، وقد يحتاج المريض في بعض الأحيان للتوجه إلى المستشفى في حال الحاجة إلى المضادات الحيوية مباشرة في عن طريق الوريد.
أما في الحالات المتقدمة قد تكون الجراحة ضرورية لعلاج التهاب صخرة الخشاء من أجل:
- إجراء بضع الطبلة: يتضمن الإجراء إدخال أنبوب صغير في طبلة الأذن لتفريغها من السوائل. ورغم أنه يمكن إجراء بضع الطبلة بإدخال الأنبوب تحت تأثير تخدير موضعي أثناء زيارة عادية للطبيب، غالبًا ما يكون المرضى الذي يحتاجون لإدخال الأنبوب من الأطفال الصغار يستدعي الخضوع للتخدير العام.
- إزالة جزء من عظم الخشاء (استئصال الخشاء).
في حالات علاج التهاب صخرة الخشاء بالجراحة، يحتاج المريض إلى قضاء بضعة أيام حتى يتأكد أخصائي الأنف والأذن والحنجرة من السيطرة على العدوى. تتراوح فترة التعافي من 7-10 أيام من البقاء في المنزل، ويجب الحرص على عدم تعريض الأذن المصابة إلى الماء خلال فترة التعافي وتجنب المريض غسل الشعر تمامًا. أما عن السباحة فتعتمد على جودة التئام الجراحة، لكن غالبًا لا يمكن للمريض ممارسة السباحة إلا بَعد مضي 4-6 أسابيع بعد الإجراء الجراحي.
ومن الواجب ذكره أن تشخيص التهاب صخرة الخشاء يكون عن طريق:
- الأشعة المقطعية للأذن.
- فحص الرأس بالأشعة المقطعية.
- فحص مزرعة للبكتيريا الموجودة في السائل المتصرف من الأذن.
مضاعفات التهاب صخرة الخشاء
من الممكن في حالات نادرة أن يكون علاج التهاب الخشاء صعبًا، وقد تحدث مشكلات صحية خطيرة إذا لم يكن العلاج فعالًا أو إذا لم يتم علاج العدوى قبل إتلاف الخشاء. تشمل هذه المشاكل الصحية:
- الدوار أو الدوخة
- شلل في الوجه
- فقدان السمع
- التهاب السحايا: وهي عدوى بكتيرية تصيب الأغشية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي
- خراج فوق الجافية: وهو تجمع من القيح خارج الدماغ والحبل الشوكي
- تعفن الدم: انتشار العدوى في جميع أنحاء الجسم
علاجات تقليدية لتخفيف أعراض التهاب صخرة الخشاء
من الواجب بدايةً التذكير أنه لا يمكن علاج التهاب الخشاء في المنزل، إذ إن الحالة تتطلب علاجًا طبيًا، حيث يمكن أن تنتشر العدوى وتسبب مضاعفات خطيرة.
تهدف معظم العلاجات المنزلية إلى تقليل أعراض التهاب الأذن، وهو العرض الأكثر شيوعًا لالتهاب الخشاء:
- وضع سدادات الأذن عند السباحة أو الاستحمام لإبعاد الماء عن الأذنين ومنع التهاب الأذن من التفاقم.
- يمكن تناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC) ومخفضات الحمى مثل الأسيتامينوفين أو الأيبوبروفين.
- الكمادات الدافئة: قد يساعد الضغط الخفيف على الأذن باستخدام الكمادات الدافئة في تخفيف الألم.
- المحافظة على الرطوبة وشرب السوائل الدافئة.
- أخذ قسط من الراحة.
- تجنب السفر جوًا إن أمكن، لأن الطيران قد يؤدي إلى تفاقم ألم الأذن.
التهاب الأذن الوسطى
يعد التهاب الأذن الوسطى أحد أكثر أسباب زيارة الطبيب شيوعًا، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالتهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال. ويقصد بالتهاب الأذن الوسطى العدوى التي تصيب المنطقة الواقعة خلف طبلة الأذن. وعلى الرغم من أن التهاب الأذن الوسطى هي عدوى مفاجئة بإمكانها أن تصيب الأشخاص في أي عمر، إلا أن الأطفال هم الفئة العمرية الأكثر تأثرًا بالتهابات الأذن الوسطى. وفي معظم الحالات فإن التهاب الأذن الوسطى سرعان ما يزول لوحده دون الحاجة إلى أخذ أي دواء، إلا أن الأطباء قد يلجأون إلى وصف مضاد حيوي للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين. ومن المهم هنا التأكد من زوال التهاب الأذن الوسطى واستجابته للعلاج، إذ من الممكن أن يؤدي التهاب الأذن الوسطى إلى بعض المضاعفات الصحية الخطيرة، والتي قد تصل إلى فقدان السمع في حال عدم علاجه بصورة تامة. وتجدر الإشارة إلى بعض عوامل الخطر التي ترفع فرص الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، تاليًا أبرزها:
- العمر: يعتبر الأطفال والرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وعامين هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى.
- التاريخ المرضي للعائلة: من الممكن أن تنتقل مشاكل التهاب الأذن الوسطى بين أفراد العائلة الواحدة.
- الإصابة بنزلات البرد: غالبًا ما يصاب الأشخاص بالتهاب الأذن الوسطى بعد الإصابة بنزلات البرد.
- الحساسية: تسبب الحساسية الالتهاب والتورم في ممرات الجهاز التنفسي العلوي، وهو ما يؤدي إلى تضخم اللحمية بدوره والتي تتسبب في انسداد قناة استاكيوس، مما يمنع سوائل الأذن من التصريف كما ينبغي في الفم، وهو ما يؤدي إلى تراكم السوائل في الأذن الوسطى وبسبب ذلك الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى كنتيجة.
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة: يعتبر الأشخاص المصابون بالأمراض المزمنة مثل نقص المناعة وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى.
- العِرق: تعد بعض الأعراق أكثر عرضة عن سواها للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، ومنها الأمريكيون الأصليون والأطفال من أصل إسباني.
وللإصابة بالتهاب الأذن الوسطى جملة من الأسباب، والتي يمكن اختصارها بالتالي:
- الإصابة بعدوى تنفسية مما ينقل البكتيريا أو الفايروس المسبب للالتهاب إلى الأذن الوسطى عن طريق قناة إستاكيوس.
- انسداد قناة استاكيوس وعجز الأذن عن تصريف سوائلها في الفم.
- قصر قناة استاكيوس عند الأطفال بشكل خاص، بالإضافة إلى انحدار القناة بشكل أقل عند الأطفال مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى.
ولالتهاب الأذن الوسطى بعض الأعراض المميزة التي يعاني منها المريض طوال فترة المرض، ومن الأعراض ما يستمر في مرحلة التعافي أيضًا، تاليًا أهم أعراض التهاب الأذن الوسطى:
- وجع الأذن: يعاني الأشخاص المصابين بالتهاب الأذن الوسطى من آلام شديد في الأذن، أما الأطفال الذين لا يستطيعون التعبير عن الألم بالكلام، فبالإمكان الاستدلال على الألم عن طريق مراقبة بعض العلامات والتي تشمل فرك الأذنين وشدهما والبكاء المستمر، كذلك الغضب وسرعة الانفعال ومواجهة بعض الصعوبات في النوم.
- فقدان الشهية: قد يكون هذا العارض أكثر وضوحًا عند الأطفال الرضع، إذ يعاني الأطفال من صعوبة في بلع الحليب أثناء الرضاعة.
- قلة النوم: في العادة يزداد الألم المرافق لالتهاب الأذن الوسطى عند الاستلقاء، لهذا السبب يعاني المصابون من صعوبات في النوم.
- الحمى: يتسبب التهاب الأذن الوسطى في رفع درجة حرارة الجسم إلى 38 درجة مئوية.
- خروج سوائل من الأذن: يعاني أغلب المصابين بالتهاب الأذن الوسطى من تسرب سائل أصفر أو بني أو أبيض إلى خارج الأذن، ولا يشبه هذا السائل في العادة شمع الأذن، إذ يختلف من حيث القوام، وقد يشير هذا السائل إلى تمزق طبلة الأذن في بعض الحالات.
- صعوبة في السمع: يبلغ المصابون بالتهاب الأذن الوسطى عن تأخر السمع في بعض الحالات الشديدة.
التهاب الأذن الداخلية
يعبر مصطلح التهاب الأذن الداخلية عن انتشار العدوى في الجزء الأعمق من الأذن، وفي أغلب الأحيان فإن التهاب الأذن الداخلية لا يشير إلى وجود عدوى فايروسية أو بكتيرية، كما قد يشير التهاب الأذن الداخلية إلى تهيج في أجزاء الأذن المسؤولة عن السمع والتوازن. ولالتهاب الأذن الداخلية مجموعة من الأسباب التي يمكن اختصارها بالنقاط التالية:
- الإصابة بالعدوى الفايروسية: تعتبر الفايروسات السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهاب الأذن الداخلية، والتي تشمل فايروس الأنفلونزا وفايروس الهربس وفايروس ابشتاين بار وفايروس شلل الأطفال أيضًا.
- الإصابة بالعدوى البكتيرية: قد يتسبب انتقال البكتيريا من أحد أجزاء الأذن إلى الأذن الداخلية بالإصابة بالتهاب الأذن الداخلية.
وعلى اختلاف الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالتهاب الأذن الداخلية، فإن الالتهاب يزول في العادة في غضون بضعة أيام، وتعتمد مدة استمرار التهاب الأذن الداخلية على شدة الأعراض في المقام الأول، كما يعتمد الأمر أيضًا على مدى سرعة تشخيص التهاب الأذن الخارجية ومدى فاعلية العلاج المتبع لكل حالة. أما في حال استمرار الأعراض لفترة تزيد عن ستة أسابيع، عندها يطلق على التهاب الأذن الداخلية تسمية اضطرابات الأذن الداخلية، والتي قد تؤدي إلى فقدان السمع في بعض الأحيان. تاليًا أبرز أعراض التهاب الأذن الداخلية:
- آلام في الأذن من الداخل.
- الشعور بالغثيان والذي قد يتطور إلى الاستفراغ.
- الإحساس بالدوخة الخفيفة في بعض الأحيان.
- الشعور بما يشبه الامتلاء داخل الأذن قد يكون مصحوبًا بطنين الأذن في بعض الأحيان.
- مواجهة بعض الصعوبات في الحفاظ على التوازن أثناء المشي.
- يبلغ بعض الأشخاص عن مواجهة صعوبة في السمع.
ويتبين مما ذكر أعلاه أن الأعراض الخاصة بالتهاب الأذن الداخلية قد تتداخل مع أعراض أمراض الأذن الأخرى، لذا ينبغي على المريض الحصول على التشخيص المبكر والسليم عن طريق زيارة طبيب الأذن المختص، إذ قد يسهم استخدام الدواء غير المناسب أو الخطأ في التشخيص إلى حصول مضاعفات صحية خطيرة، وتشمل المضاعفات الصحية لالتهاب الأذن الداخلية على ما يلي:
- قد يقود التهاب الأذن الداخلية غير المعالج إلى فقدان السمع بشكل كلي أو جزئي.
- يؤدي تكرار الإصابة بالتهاب الأذن الداخلية إلى انتقال العدوى إلى صخرة الخشاء، أي عظام الجمجمة الواقعة خلف الأذن، ويعتبر الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب صخرة الخشاء.
- قد تتطور الحالات الشديدة من التهاب الأذن الداخلية إلى التهاب السحايا، وهي عبارة عن عدوى تصيب الأغشية المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي.
- قد يصاب الأشخاص بخراج الدماغ كنتيجة لعدم علاج التهاب الأذن الداخلية بشكل فعال، وهو عبارة عن تجمع للقيح في الدماغ، وتشمل أعراض تجمع خراج الدماغ الحمى والغثيان والقيء والصداع وتغيرات في الوعي. ولتشخيص الحالة من المرجح أن يقوم الطبيب بفحص الدماغ والجهاز العصبي، وذلك للتحقق من زيادة الضغط داخل الجمجمة نتيجة لوجود القيح.
إحساس بدوخة خفيفة
يبلغ بعض الأشخاص عن الإحساس بدوخة خفيفة أثناء الوقوف أو المشي في بعض الأحيان، ولهذه الحالة أبعاد عديدة، منها ما هو بسيط وبالإمكان وصفه على إنه عابر ومنها ما هو أخطر.
يُقصد بتعبير الإحساس بدوخة خفيفة هو الشعور المماثل لشعور دوران الغرفة، وقد يشعر الشخص بثقل في جسمه أو بالغثيان وعدم الاستقرار، كذلك الإصابة بالتعرق واضطراب الرؤية في بعض الأحيان، وغالبًا ما يرتبط الإحساس بالدوخة الخفيفة بأحد الأمور التالية:
- من الوارد أن يكون الإحساس بدوخة خفيفة ناجم عن الجفاف وقلة شرب الماء، خصوصًا خلال الأيام الحارة أو عندما يكون الشخص مريضًا.
- يشعر بعض الأشخاص بدوخة خفيفة كأحد الأعراض الجانبية الناجمة عن أخذ دواء معين.
- يُولّد الوقوف بشكل سريع أو بصورة مفاجئة شعور إحساس خفيف بالدوخة لدى بعض الأشخاص.
- يرتبط انخفاض سكر الدم بإحساس الدوخة الخفيفة بشكل كبير، كذلك الأشخاص الذين يعانون من هبوط مفاجئ في ضغط الدم لديهم.
- يُبلغ الأشخاص المصابون بمشاكل الأذن الوسطى عن إحساس بدوخة خفيفة.
- يبلغ العديد من الأشخاص المصابين بانخفاض مستويات الحديد في الدم (فقر الدم) عن الإحساس بدوخة خفيفة، كذلك هو الحال بالنسبة للأشخاص الذين يتعرضون لفقدان الكثير من الدم (النزيف).
وفي العادة يزول الإحساس بالدوخة الخفيفة بزوال المؤثر، فقد يلحظ الأشخاص عودة تدريجية إلى الحالة الطبيعية بعد تشخيص السبب المؤدي إلى الشعور بالدوخة في المقام الأول. تاليًا بعض الحلول التي يتم عن طريقها علاج حالات الدوخة الخفيفة بعد تشخيص السبب الكامن وراءها:
- يُعد تناول المشروبات أو بعض الأطعمة السكرية مفيدًا في علاج حالات الدوخة الخفيفة، خصوصًا إذا ما قام الشخص بالاستلقاء، وقد يحتاج البعض إلى أخذ محلول عن طريق الحقن الوريدي في المستشفى.
- قد تستلزم بعض الحالات التي تعاني من مشاكل في ضغط الدم إلى وصف بعض الأدوية المدرة للبول.
- تغيير الحمية الغذائية للشخص إلى حمية صحية ومتوازنة أكثر، وقد يعني ذلك تناول كميات أقل من ملح الطعام أو التقليل من شرب الكحول.
- شرب كميات من الماء من أجل تلافي إدخال الجسم في حالة الجفاف، خصوصًا خلال الأيام الحارة أو في البلدان التي تتمتع بطقس حار عمومًا.
وتجدر الإشارة إلى أن أغلب حالات الدوخة الخفيفة يمكن علاجها في غضون أسبوع، ولكن هناك بعض الحالات التي قد تستدعي التوجه إلى قسم الطوارئ في المستشفى فورًا، فقد يدل الإحساس الخفيف بالدوخة على تعرض الشخص لنوبة قلبية في بعض الحالات، لذلك يجب الانتباه إلى بعض تلك الأعراض أو الحالات المرافقة للدوخة الخفيفة، تاليًا أبرز الأعراض الحرجة:
- يجب على الفرد التوجه إلى قسم الطوارئ إذا كان الإحساس بالدوخة الخفيفة مصحوبًا بنزيف دموي من نوع ما.
- الشعور بالخدر أو بالضعف في أحد جوانب الجسم دونًا عن الآخر.
- الإحساس بما يشبه الضغط على الصدر.
- الشعور بالغثيان يرافقه شعور بالبرد مصحوبًا بالتعرق.، كذلك قد يصاب البعض من الأشخاص بالغثيان المصحوب بالاستفراغ.
- صعوبة في الكلام وفقدان القدرة على التركيز أو التفكير بصورة واضحة.
- عدم القدرة على التنفس.
وقد تشير الدوخة القوية أو الدوار على الإصابة ببعض الحالات الأكثر جدية، وهي على النحو الآتي:
- الإصابة بنوبة قلبية أو السكتة الدماغية.
- الإصابة بمرض مينير (Ménière's Disease) الذي يهاجم أحد الأعصاب المهمة للسمع والتوازن.
- تدل الحالات المتقدمة من الدوخة على الإصابة بالدوار الانتيابي الوضعي الحميد (Vertigo).
- الإصابة بمرض باركنسون.
أسباب حرقان الرأس من الداخل
يعاني بعض الأشخاص من شعور غريب يصفه المصاب بحرقان الرأس من الداخل، والذي ينجم في العادة عن خلل في الأعصاب أو اعتلال عصبي. ويحصل ألم الرأس في الأعصاب المعروف بالألم العصبي أو ألم الاعتلال العصبي عند تأثر الأعصاب التي تنقل الإحساس إلى الدماغ، ولكن هناك عدد فئات من ألم الأعصاب والتي تصنف إلى الأنواع التالية:
- آلام الأعصاب ما بعد الهربس (post-herpetic): يحصل هذا النوع من ألم الأعصاب بعد الإصابة بالهربس، إذ يؤثر الهربس على أعصاب المنطقة التي أصيبت بالهربس سابقًا.
- ألم الأعصاب الثلاثي (Trigeminal): يسبب هذا النوع ألم في الفك أو الخد.
- ألم الأعصاب القذالي (Occipital): وهو نوع من الألم يصيب قاعدة الجمجمة من الأسفل كما يمكنه الانتشار إلى مؤخرة الرأس أيضًا.
أما عن الأعراض التي تصاحب ألم الأعصاب الذي قد يكون سبب حرقان الرأس من الداخل، هناك جملة من الأعراض التي تشير إلى الإصابة بخلل في الأعصاب، تاليًا أهمها:
- الشعور بألم يشبه الإصابة برصاصة أو الطعن إن صح التعبير.
- الشعور بما يشبه الحرق في المنطقة المصابة باعتلال الأعصاب أو المنطقة المحيطة بالأعصاب المتضررة، ومنها الإحساس بحرقان الرأس من الداخل.
- الإحساس بآلام مفاجئة وحادة يصفها البعض من المرضى على أنها صدمة كهربائية.
- يكون الأشخاص المصابون بأمراض واعتلالات الأعصاب حساسين للبرودة أو للمس، كذلك قد يكون هؤلاء الأشخاص مفرطين التحسس لبعض المنبهات والمحفزات التي لا يمكن للآخرين الشعور بها، ومنها على سبيل المثال التحسس من تنظيف الجلد بالفرشاة.
- تصاعد مستويات الأوجاع المذكورة سابقًا في الليل بعد ما كانت أقل أثناء النهار.
- تأثر بعض الفعاليات اليومية التي يقوم بها الأشخاص جراء مستويات الألم العالية، والتي تشمل النوم أو العمل أو ممارسة الرياضة والجنس أيضًا.
- يصاب بعض الأشخاص الذين يعانون من آلام الأعصاب بالغضب والإحباط وقد يصاب البعض الآخر بالقلق والاكتئاب.
وتجدر الإشارة إلى اختلاف الأسباب التي تقود إلى حصول أنواع ألم الأعصاب المشار إليها أعلاه، والتي تشمل أوجاع مماثلة لحرقان الرأس من الداخل، تاليًا أبرز أسباب ألم الأعصاب بشكل عام والتي قد تكون أسباب حرقان الرأس من الداخل:
- وجود إصابة في الدماغ أو العمود الفقري أو الأعصاب.
- قصور في تدفق الدم إلى الأعصاب.
- الإفراط في تعاطي المشروبات الكحولية.
- نقص فيتامين ب 12 أو الثيامين (فيتامين ب 1).
- قد تكون الأعراض الجانبية لبعض الأدوية من أسباب حرقان الرأس من الداخل.
وأخيرًا فإن علاج ألم الأعصاب مرتبط بتحديد أسباب ألم الأعصاب في المقام الأول، إذ ينبغي على الأطباء تحديد أسباب ظهور الأعراض واتباع الاستراتيجية المناسبة لعلاج كل مريض على حدا، وقد يتضمن علاج ألم المفاصل اتباع بعض العلاجات غير الدوائية للتخفيف من ألم الأعصاب، أو دعم العلاج التقليدي الذي يتضمن أخذ العقاقير والأدوية أو إجراء بعض العمليات، ويُقصد بالدعم هنا القيام ببعض الممارسات التي من شأنها تسريع عمل الخطة العلاجية التقليدية، تاليًا أبرز الطرق:
- أخذ بعض مسكنات الألم التي يقوم الطبيب بوصفها.
- القيام ببعض التمارين الرياضية المخصصة للمرضى الذين يعانون من ألم الأعصاب.
- الخضوع للعلاج بالإبر الصينية ولكن بعد استشارة الطبيب المعالج.
- السيطرة على بعض الأمراض الأخرى التي قد تفاقم من ألم الأعصاب والتي قد تشمل على مرض السكري على سبيل المثال.
- أخذ بعض الفيتامينات والمكملات الغذائية التي تدعم علاج وترميم الأعصاب.
أكزيما خلف الأذن
تعد الأكزيما الدهنية واحدة من حالات التهاب الجلد الشائعة جدًا، ولا تقتصر الأكزيما على ظهورها خلف الأذن فقط إنما قد تظهر أيضًا على فروة الرأس أو الوجه أو حتى داخل الأذن. وتسبب الأكزيما خلف الأذن في حصول قشور بيضاء أو صفراء على المناطق المصابة، وقد تكون مصحوبة باحمرار في الجلد في بعض الأحيان. ولا يوجد سبب معين معروف يرتبط بحصول الأكزيما خلف الأذن، إنما هناك مجموعة من العوامل والأسباب التي ترفع فرص الإصابة بالأكزيما خلف الأذن، تاليًا أهمها:
- العوامل الوراثية: تعتبر الأكزيما بوجه عام من الأمراض التي تنتقل داخل نطاق العائلة الواحدة.
- تاريخ عائلي مع بعض أنواع التحسس: ترتفع فرص الإصابة بالأكزيما خلف الأذن والأكزيما بشكل عام عند وجود تاريخ عائلي للإصابة بالربو أو الإصابة بالحساسية الموسمية.
- التعرض لبعض المواد المهيجة للحساسية: ويشمل التعرض للمهيجات ومسببات الحساسية المختلفة مثل المواد الكيماوية وغيرها.
- المحفزات البيئية: والتي تشمل عوامل الجو من ارتفاع أو انخفاض في درجات الحرارة أو الجفاف.
- الحالة النفسية: ترتفع فرص الإصابة بالأكزيما خلف الأذن عند تعرض الشخص لضغط عصبي ونفسي عالي.
- جودة التغذية: يُصاب بعض الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية بالأكزيما خلف الأذن.
- التهاب الجلد الدهني: وهو نوع من الأكزيما الذي يصيب مناطق من الجسم التي توجد بها الغدد الدهنية المنتجة لزيوت الجلد، وبالإضافة إلى المنطقة الواقعة خلف الأذن فقد تصيب الأكزيما الدهنية مناطق أخرى، والتي تشمل فروة الرأس والوجه والأذنين.
وتجدر الإشارة إلى أن أعراض الأكزيما في الأذن بشكل عام، سواء كان خلف الأذن أو داخلها تعتبر من الأعراض المزعجة جدًا، والتي تشمل على ما يلي:
- احمرار خلف الأذن.
- حكة شديدة.
- ظهور القشور على المنطقة المصابة.
- ظهور علامات الجفاف المتمثلة بالتشققات.
- في حال كانت الأكزيما داخل الأذن أي داخل القناة السمعية، عندها قد يتطور الأمر إلى وجود إفرازات خارجة من داخل الأذن.
ولأكزيما الأذن بشكل عام العديد من المضاعفات التي قد تنجم عن عدم علاج الحالة مبكرًا أو عن التشخيص الخاطئ، وتتراوح المضاعفات ما بين الطفيفة إلى المضاعفات الحادة، والتي قد تصل إلى التهاب الأذن الحاد، تاليًا أهم المضاعفات المرتبطة بالأكزيما:
- جفاف الجلد خلف الأذن والذي قد يكون مصحوبًا بالخدوش أحيانًا.
- الإصابة بالتهاب الأذن الناجم عن انتشار العدوى في الأماكن التي تظهر عليها التشققات.
- ألم حاد في الأذن.
- صديد يصدر عن القناة السمعية الخارجية.
- احمرار في الأذن.
- شعور بامتلاء الأذن مع فقدان السمع.
- الإصابة بالقوباء وهي عدوى جلدية بكتيرية تسبب تقرحات وقشرة بلون العسل أو نتوءات تشبه البثور.
وللوقاية من الإصابة بالأكزيما خلف الأذن يُنصح باتباع الخطوات التالية:
- تحديد المواد المسببة للأكزيما خلف الأذن في المقام الأول.
- استخدام الجهاز المرطب للهواء إذ يعتبر الجفاف من العوامل البيئية التي تسهم في تدهور الأكزيما خلف الأذن.
- اتباع نمط حياة يشتمل على التغذية الصحية والمتوازنة كذلك التقليل من التوتر على قدر الإمكان.
- ارتداء قبعة لتغطية الأذنين إذ تُسهم البرودة في زيادة الأمر سوءًا.
- استخدام منتجات العناية الشخصية الخالية من العطور واستخدام الماء الدافئ عوضًا عن الساخن للاستحمام.