` `

هل يمكن علاج حموضة المعدة بطرق طبيعية؟

صحة
26 يناير 2021
هل يمكن علاج حموضة المعدة بطرق طبيعية؟
يمكن علاج حموضة المعدة بطرق طبيعية بإجراء بعض التعديلات على نمط الحياة اليومية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يبحث الكثيرون عن علاج حموضة المعدة بطرق طبيعية. وتعد حموضة المعدة من أكثر الحالات الشائعة التي تصيب الجهاز الهضمي ويتعرض لها العديد من الأشخاص حول العالم، حيث أن هناك أكثر من 60 مليون أمريكي يعانون من حموضة المعدة مرة واحدة على الأقل شهريًا، و15 مليونًا على الأقل يوميًا، بحسب ما تشير إليه الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي. وفي ظل شيوع حموضة المعدة حول العالم مسببة الألم والإزعاج لكل من يصاب بها، يتناول هذا المقال مشكلة حموضة المعدة وأسبابها، وكيفية التخلص منها وعلاج حموضة المعدة بطرق طبيعية.

صورة متعلقة توضيحية

 

ما هي حموضة المعدة؟

حموضة المعدة هي عبارة عن شعور بالحرقان في منطقة الصدر بسبب انتقال حمض المعدة إلى أعلى باتجاه الحلق (ارتداد الحمض). إذا استمر حدوثه، ينتج عنه ما يعرف بارتجاع المرئ أو (gastro-oesophageal reflux disease/ GERD). 

هذا الصعود في حمض المعدة قد يحدث بسبب ارتخاء الصمام السفلي للمريء، وهو عبارة عن حلقة عضلية تسمى العضلة العاصرة للمريء السفلية (LES)، والتي عادة، يتم إغلاقها بمجرد مرور الطعام من خلالها، لكن هذه العضلة إذا لم تنغلق تمامًا أو إذا فتحت كثيرًا يتدفق حمض المعدة والطعام مرة أخرى إلى المريء مسببًا الحرقان أو الحموضة المعوية.

ومن الغريب أن هذا الحمض نفسه لا يسبب أزمة في المعدة، بينما إذا صعد إلى المرئ يكون سببًا في مشكلة الحموضة، وذلك بسبب أن جدار المعدة تم تكييفه خصيصًا لحمايتها من الحمض القوي الذي يستخدم لتكسير وهضم الطعام -هذا بالطبع إذا كان جدار المعدة سليمًا وفي حالة صحية- لكن المريء غير محمي بنفس البطانة التي تحمي المعدة.

صورة متعلقة توضيحية

 

هل حمض المعدة قوي؟

هذا صحيح، يُعتبر حمض المعدة قوي جدًا لدرجة أنه قادر على إذابة مواد صلبة مثل المعادن، كما أن له القدرة على التسبب في تآكل الأسنان في الحالات التي يحدث فيها وصول حمض المعدة إلى الفم، ومن المعروف أن الأسنان تُضاهي العظام في صلابتها وقوتها. ومن أجل فهم مدى قوة حمض المعدة بشكلٍ أفضل وأهميتها الطبية يجب الإلمام بمجموعة من الحقائق الواردة في القائمة التالية:

  • الوظيفة الأساسية لحمض المعدة هي هضم وتفكيك الطعام، كما أنه قادر على قتل الميكروبات إذا وصلت إلى المعدة عن طريق الطعام.
  • تُقاس درجة حامضية المواد أو مدى حمضيتها على مقياس الـ(pH) وهو المقياس المُستخدم أيضًا لقياس قوة المواد القلوية والتي تُسمى أيضًا بالمواد القاعدية.
  • تم تقسيم مقياس الـ(pH) إلى 15 درجة تبدأ من الصفر وحتى 14. يقع الرقم 7 في منتصف مقياس الـ(pH) ويعني أن المادة مُتعادلة، أي ليست حمضًا وليست قاعدة. أشهر الأمثلة على المواد المتعادلة هي الماء المُقطر أي الخالي تمامًا من الأملاح.
  • تتراوح درجة الـ(pH) الخاصة بالمواد الحمضية أو الأحماض من صفر إلى ما دون السبعة. الدرجة صفر تعني أن ذلك الحمض هو واحد من أقوى الأحماض على الإطلاق. وكلما كان الرقم أقرب إلى السبعة على سبيل المثال أن تكون درجة الـ(pH) هي 6، هذا يعني أن المادة تُعتبر حمض لكنه حمض ضعيف.
  • يعتبر حمض المعدة قوي جدًا، إذ أن الرقم الخاص به على مقياس الـ(pH) يتراوح بين 1 و 2. ومن أجل إيضاح مدى قوته، يمكن مقارنته بالحمض الموجود في بطارية السيارة، والذي تُقدر درجة حموضته بحوالي 0.7 على مقياس الـ(pH).

يتكون حمض المعدة أو العصارة المعوية بشكل رئيسي من حمض الكلور (HCL). ومن الناحية الطبية، يجب أن يكون حمض المعدة قوي بما فيه الكفاية لكي يؤدي دوره في عملية الهضم. وبالتالي إذا كان حمض المعدة ضعيفًا أي أن درجة حامضيته على مقياس (pH) أكثر من 2 هذا يعني أن المريض يُعاني من مشكلة تُسبب خللًا في إفراز وتكوين حمض المعدة، وينتج عن ذلك سوء هضم، وإذا استمرت المشكلة لفترة طويلة دون علاج قد تؤدي إلى سوء التغذية. ومن ناحية أخرى، إذا كان حمض المعدة قوي بدرجة أكبر من اللازمة، سيؤدي إلى تآكل بطانة المعدة والتي من المفترض أن تحمي جدار المعدة من الحمض، وهو الأمر الذي ينتج عنه مشاكل صحية مثل قرحة المعدة و  ارتجاع المريء. بصياغة أبسط يجب أن يكون حمض المعدة قوي بدرجة مُعينة، لا أن يكون أقوى من اللازم، ولا أن يكون أضعف من اللازم.

 

أعراض حموضة المعدة

المصاب بحموضة المعدة قد يختبر أعراضًا مثل:

  • إحساس حارق أو ألم في منتصف الصدر، قد يكون سيئًا حتى أنه يشبه الشعور بالأزمة القلبية؛ لذا يطلق عليه أيضًا (Heartburn).
  • التهاب في الحلق.
  • بحة في الصوت، يطلق عليها (Hoarse voice).
  • رائحة نفس كريهة.
  • مرارة أو طعم سيئ للطعام نتيجة لتأثير الحمض.
  • الشعور بالانتفاخ والإعياء.

ويمكن التأكد من أن هذه الأعراض تمثل حموضة معدة إذا كانت تزداد بعد تناول الطعام مباشرة أو عند الاستلقاء أو الانحناء للأمام.

 

أسباب حموضة المعدة

تقول الدكتورة جاكلين وولف، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي وأستاذة الطب المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية، أن هناك ثلاثة حالات رئيسية لحموضة المعدة هي:

  • ضعف التخلص من الطعام أو الحمض من المريء.
  • كثرة الأحماض في المعدة.
  • تأخر إفراغ المعدة مما يؤدي إلى ارتداد الحمض.

وبحسب خدمة الصحة الوطنية بالمملكة المتحدة (NHS)، يمكن أن يكون هناك بعض المسببات التي تؤدي إلى أو تزيد من حموضة المعدة ومنها:

  • بعض الأطعمة والمشروبات: مثل القهوة والطماطم والكحول والشوكولاتة والأطعمة الدهنية أو الحارة.
  • الوزن الزائد.
  • التدخين.
  • الحمل.
  • التوتر والقلق.
  • بعض الأدوية مثل مسكنات الألم المضادة للالتهاب (منها: الإيبوبروفين على سبيل المثال)
  • الفتق: وهو حالة مرضية عندما يتحرك جزء من المعدة إلى الصدر.
صورة متعلقة توضيحية

 

أسباب الحموضة والحرقان

أهم سبب من أسباب الحموضة والحرقان هو ارتجاع المريء سواء كان ارتجاع المريء العرضي، أي الذي يحدث بين الحين والآخر، أو ارتجاع المريء المُزمن والذي يُسمى داء الارتداد المعدي المريئي. والمريء هو الأنبوب العضلي الواصل بين الفم والمعدة، والذي ينتهي بصمام يُسمى (Esophageal sphincter). يُشكل هذا الصمام الحد الفاصل بين المريء والمعدة، ومن المفترض أن يُفتح فقط ليسمح بمرور الطعام من الأعلى إلى الأسفل، أي من المريء إلى المعدة. وفي بعض الحالات، يظل هذا الصمام مفتوحًا مما يسمح لحمض المعدة بالتحرك للأعلى والوصول إلى المريء. تكمن المُشكلة في كون المريء غير مُجهز لتحمل أحماض المعدة، على عكس المعدة التي تمتلك بطانة تحمي جدارها الداخلي من هذه الأحماض القوية. لذا يمكن اعتبار جميع العوامل التي تؤدي إلى ارتجاع المريء من أسباب الحموضة والحرقان والتي تشمل:

  • الحمل.
  • الفتق الحجابي.
  • داء الارتداد المعدي المريئي.
  • بعض الأدوية المضادة للالتهاب كالأسبرين.

هذا بالإضافة إلى مجموعة من العوامل التي تُعتبر من أسباب الحموضة والحرقان لكونها تُحفز حدوث الارتجاع المريئي ومنها:

  • تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين سواء بصورة طبيعية كالقهوة والشاي، أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين المُضاف كمشروبات الطاقة.
  • تناول المشروبات الكحولية.
  • تناول الأطعمة الدسمة.
  • البصل، وكذلك الطماطم، والمنتجات المصنوعة من الطماطم كالصلصة والكاتشب.
  • الفواكه الحمضية كالبرتقال سواء في صورتها الطبيعية أو في صورة عصير طبيعي.
  • المشروبات الغازية.

بالإضافة إلى بعض الأمور المُتعلقة بالعادات الغذائية مثل تناول كمية كبيرة من الطعام في وجبة واحدة، وكذلك تناول الطعام قبل النوم. 

ومن السهل ملاحظة التشابه الكبير بين أسباب الحموضة والحرقان من جهة، وأسباب ارتجاع المريء من جهة أخرى، وذلك لأن كلا الأمرين متلازمين تقريبًا في جميع الحالات، أي أن ارتجاع المريء عادة ما يؤدي للإحساس بالحموضة والحرقان. لكن من الناحية الطبية يمكن القول أن كل منهما أمر مختلف عن الآخر، ويتم التعامل معه بحسب ما يراه الطبيب مناسبًا لكل الحالة. ففي حال كان الإحساس بالحموضة والحرقان يحدث بشكل طارئ يكفي عادةً إدخال بعض التعديلات على النظام الغذائي للمريض وتعديل بعض العادات غير الصحية لحل المشكلة. أما في الحالات الأكثر شدة يُمكن أن يصف الطبيب أنواع مُعينة من الأدوية، وقد يلجأ الطبيب لعمل جراحة في الطرف السفلي من المريء في الحالات التي لا تستجيب للأدوية.

 

أسباب ارتجاع المريء

لعله من المفيد قبل الحديث عن أسباب ارتجاع المريء التعرف على ارتجاع المريء كحالة طبية، وكذلك التقسيم الطبي المُتعارف عليه لارتجاع المريء وذلك بسبب الاختلاف الكبير بين نوعي ارتجاع المريء من ناحية الدلالة والمُضاعفات التي يُمكن أن تترتب على الإصابة بكلٍ منهما.

ارتجاع المريء (Acid Reflux) هو مصطلح يُطلق على عملية تحرّك حمض المعدة أو العصارة المعوية باتجاه الأعلى، فتمر بالمريء وقد تصل إلى الحلق والفم، مما يُسبب عدد من الأعراض المُزعجة للشخص المُصاب. يُصاحب ارتجاع المريء مجموعة من الأعراض والتي تشمل:

  • الإحساس بالحموضة والحرقان، أو ما يُسمى بالانجليزية (Heartburn) وهو إحساس مزعج بالحرقان في منتصف الصدر.
  • الإحساس بطعم أو نكهة حامضة سيئة في الفم أو الحلق بسبب وصول كمية ولو صغيرة من حمض المعدة إلى الحلق والفم.
  • السعال المُتكرر وكذلك الإصابة بالفواق أو ما تُعرف بالحازوقة أيضًا بشكل متكرر.
  • بحة الصوت.
  • رائحة النَّفَس الكريهة، وكذلك الإصابة بالانتفاخ والشعور بالغثيان.

ومن الطبيعي أن يحدث ارتجاع المريء بشكل عرضي من حينٍ إلى آخر، بل إن بعض التقديرات تُشير إلى أن ارتجاع المريء يحدث لجميع الناس.من الناحية الطبية هذا هو النوع الأول من ارتجاع المرئ. وبالرغم من أن أسباب ارتجاع المريء العرضي غير محددة على وجه الدقة، إلاّ أن هُناك مجموعة من العوامل التي يعتقد الأطباء أن تُساهم في حدوثه، وبالتالي يُمكن اعتبارها أسباب ارتجاع المريء من بين هذه العوامل:

  • بعض أنواع الطعام والشراب، مثل الكحوليات والقهوة والشوكولاتة وكذلك الأطعمة الدسمة والأطعمة الحارة.
  • أن يكون الشخص مُصابًا بالسمنة.
  • الحمل، إذ أن ضغط الجنين المُتزايد على المعدة يُسبب صعود حمض المعدة باتجاه الأعلى عبر المريء وبحسب أحد المصادر بعض السيدات يتعرّضن لارتجاع المرئ يوميًا أثناء الحمل.
  • التدخين.
  • الضغط العصبي والقلق النفسي.
  • تناول بعض أنواع الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، وأنواع من أدوية الضغط، والمُسكنات مثل الإيبوبروفين.
  • الإصابة بالفتق الحجابي، وهي حالة مرضية تتحرك فيها المعدة إلى الأعلى وتخترق الحجاب الحاجز فيصبح الجزء العلوي منها في تجويف الصدر وليس البطن.

أما النوع الثاني هو ارتجاع المريء المُزمن، وفي هذه الحالة يُطلق عليه اسم طبي وهو داء الارتداد المَعِدي المريئي. وتعتبر حالة المريض ارتجاع مريء مُزمن إذا كان يتعرض لارتجاع المريء مرتان في الأسبوع ولعدة أسابيع متتالية. وأسباب ارتجاع المريء المزمن لا تختلف عن أسباب ارتجاع المريء العرضي، في كلا الحالتين يؤدي أحد هذه الأسباب، أو أكثر من سبب في بعض الحالات إلى عدم انغلاق الصمام الذي يفصل المريء عن المعدة بعد مرور الطعام إلى الأسفل، وهو الأمر الذي يسمح بحركة حمض المعدة إلى الأعلى.

 

هل يمكن علاج حموضة المعدة بطرق طبيعية؟

صحيح. حموضة المعدة هي حالة شائعة وعلى الأغلب قد لا تحتاج إلى تدخل طبي، ويمكن التعامل معها منزليًا ببساطة، ويمكن علاج حموضة المعدة بطرق طبيعية عن طريق إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة اليومية.

وتوصي كلية الطب في جامعة هارفارد بتسع نصائح للأشخاص المصابين بحموضة المعدة وهي كالآتي:

  1. البطء والاعتدال في تناول الطعام: تجنبًا لامتلاء المعدة يمكن تناول وجبات صغيرة متكررة على مدار اليوم أفضل من تناول وجبات كبيرة على مرات أقل.
  2. تجنب أطعمة معينة: هناك بعض الأطعمة التي من المرجح أن تسبب ارتجاع المريء أكثر من غيرها، بما في ذلك النعناع والأطعمة الدهنية والأطعمة الغنية بالتوابل والطماطم والبصل والثوم والقهوة والشاي والشوكولاتة والكحول، لذا يفضل تجنبها قدر الإمكان.
  3. تجنب المشروبات الغازية: لأنها تؤدي إلى التجشؤ، مما قد ينتج عنه دفع الحمض إلى المريء، ويمكن استبدال الماء الطبيعي بالماء الفوار.
  4. عدم الاستلقاء بعد الأكل: حيث أن الجاذبية وحدها تساعد في إبقاء الحمض في المعدة في حالة الوقوف أو حتى الجلوس، لذلك يفضل الانتهاء من تناول الطعام قبل ثلاث ساعات من النوم وتجنب قيلولة ما بعد الغداء، وعدم تناول وجبات متأخرة أو وجبات خفيفة في منتصف الليل.
  5. تجنب الحركة بسرعة والتمرينات العنيفة بعد الأكل مباشرة: برغم أن المشي جيد بعد تناول الطعام، إلا أن التمرين الأكثر شدة، خاصة إذا كان يحتوي على الانحناء، يمكنه أن يدفع الحمض إلى المريء مسبباً الحموضة.
  6. النوم بمنحدر أو رفع الرأس عن الجسم: يجب أن يكون الرأس مائلًا من 6 إلى 8 بوصات أعلى من القدمين، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق وضع وسادة أو دعامة إسفنجية للجزء العلوي من الجسم عند النوم.
  7. تقليل الوزن إن كانت هناك حاجة لذلك: حيث أن زيادة الوزن تسطح الهيكل العضلي الذي يدعم العضلة العاصرة للمريء السفلية، مما يقلل الضغط الذي يبقي العضلة مغلقة، ويؤدي إلى الارتجاع وحموضة المعدة.
  8. الامتناع عن التدخين: لأن النيكوتين قد يتسبب في ارتخاء عضلة المريء السفلية.
  9. مراجعة الأدوية: فبعض العلاجات مثل: مضادات الاكتئاب وهرمونات ما بعد انقطاع الدورة الشهرية، قد تسبب ارتخاء عضلة المرئ أيضًا وتؤدي إلى حموضة المعدة، بالإضافة إلى المسكنات المضادة للالتهابات التي تؤدي إلى زيادة الحموضة.

 

أدوية بدون وصفة طبية لعلاج حموضة المعدة

إذا لم ينجح علاج حموضة المعدة بطرق طبيعية في تقليل الإحساس بحموضة المعدة أو الارتجاع، يمكن اللجوء إلى بعض العلاجات الطبية المتاحة في الصيدليات ولا تحتاج إلى وصفة طبية (OTC)، خاصة للأشخاص الذين يصابون بحموضة المعدة بشكل متكرر. 

هذه الأدوية هي عبارة عن مضادات للحموضة تتاح في شكل إما أقراص أو فوار أو حقن أو شراب، وتوفر راحة من الألم في قت قصير عن طريق تقليل حموضة محتويات المعدة. وهي أدوية تحتوي غالباً على مركبات كيميائية مثل: كربونات الكالسيوم وبيكربونات الصوديوم والألمنيوم وهيدروكسيد المغنيسيوم. 

صورة متعلقة توضيحية

 

اختبار حموضة المعدة بيكربونات الصوديوم

يُعتبر اختبار حموضة المعدة بيكربونات الصوديوم طريقة منزلية بسيطة لمعرفة إذا كانت المعدة تُفرز كمية كافية من الحمض، وكذلك إذا كان حمض المعدة قوي بما فيه الكفاية. ومن المُهم قبل التعرف على طريقة عمل الاختبار وتفسير النتائج المحتملة لإجرائه، الانتباه إلى ما يلي:

  • اختبار حموضة المعدة ببيكربونات الصوديوم وسيلة غير علمية، ولا يُمكن الاعتماد كُليًا على نتائجه من أجل تشخيص نقص حمض المعدة (Hypochlorhydria).
  • يُعتبر هذا الاختبار وسيلة سهلة وغير مكلفة من أجل اختبار حموضة المعدة، يمكن من خلالها تكوين انطباع أوّلي عن مُستوى حموضة المعدة، لكنه لا يُغني عن زيارة الطبيب من أجل الوصول إلى التشخيص الصحيح وعلاج أي مشكلة يُعاني منها المريض.

بالرغم مما سبق، قد يرغب الكثير من الأشخاص في إجراء اختبار حموضة المعدة بيكربونات الصوديوم في حال كانوا يُعانون من الأعراض الشائعة لهذه الحالة ليتمكنوا من توقع ما يعانون منه. هذه الأعراض تشمل عُسر الهضم والمعاناة من الغازات والانتفاخ، وكذلك الإصابة بالإسهال أو الإمساك.

طريقة عمل اختبار حموضة المعدة بيكربونات الصوديوم:

  • عند الاستيقاظ من النوم، يتم تحضير محلول بيكربونات الصوديوم عن طريق إذابة رُبع ملعقة من بيكربونات الصوديوم في كوب من الماء البارد.
  • يُشرب محلول بيكربونات الصوديوم الذي تم تحضيره على الريق، ويتم حساب الوقت منذ لحظة تناول المحلول، على سبيل المثال باستخدام ساعة إيقاف.
  • إذا قام المريض بالتجشؤ أي إخراج الغازات من الفم خلال مدة لا تتجاوز 3 دقائق منذ تناول المحلول، فهذا يعني أن مستوى حموضة المعدة لديه طبيعي على الأرجح.
  • إذا مضى من الوقت أكثر من ثلاث دقائق بعد تناول محلول بيكربونات الصوديوم دون أن يتجشأ المريض، فهذا قد يعني أن مستوى حموضة المعدة لديه أقل من الطبيعي.
  • يُفضل إجراء الاختبار خمس مرات بواقع مرة في اليوم ولخمسة أيام متتالية وملاحظة الفاصل الزمني بين تناول المحلول وبين التجشؤ، فإذا كان التجشؤ يحدث متأخرًا في أغلب الأحيان، يُصبح انخفاض حموضة المعدة احتمالًا أقوى.

الفكرة وراء اختبار حموضة المعدة ببيكربونات الصوديوم هو أن محلول البيكربونات يتفاعل مع حمض المعدة، وينتج عن هذا التفاعل كمية من غاز ثاني أكسيد الكربون، ومن المفترض أن يخرج الغاز الناتج عن التفاعل من الفم. ولذا يُعتقد أن كمية الغاز الناتجة عن تفاعل كمية حمض المعدة الطبيعية ومحلول البيكربونات ستكون كبيرة بحيث تخرج من الفم خلال 3 دقائق في أقصى تقدير. أما إذا كانت كمية حمض المعدة منخفضة، سيُنتِج التفاعل كمية غاز متدنية وبالتالي سيتأخر حدوث التجشؤ. على أية حال، يظل هذا الاختبار مجرد وسيلة قد تُساعد المريض على تخمين السبب وراء الأعراض التي يُعاني منها، لكنها لا تغني عن الفحوصات الطبية الحقيقية. 

يُمكن الاطلاع على معلومات أكثر حول بيكربونات الصوديوم واستخداماتها الطبية في مقال مسبار هل النشادر هو بيكربونات الصوديوم؟

 

أطعمة تساعد على علاج التهاب المعدة

عند الإصابة بالتهاب المعدة، عادة يُعاني المريض من مجموعة من الأعراض من بينها القيء والإسهال والشعور بالغثيان وكذلك فقدان الشهية، لذا فإن هناك مجموعة من المشروبات والأطعمة التي يُنصح المريض بتناولها. وقد يكون من الصعب القول بأنها أطعمة تُساعد على علاج التهاب المعدة بالمعنى الحقيقي لكلمة علاج، أي أنها ستقضي على مُسببات المرض مثلًا، لكنها بلا شك تُساعد على مقاومة أعراض التهاب المعدة والتخفيف من حدتها وآثارها على المريض. القائمة التالية تُوضح عدد من هذه الأطعمة وفائدة كل منها:

  • المشروبات الباردة: من المهم الحرص على تناول كميات كبيرة من السوائل، وذلك لأن القيء والإسهال يتسببان في فقدان الجسم للكثير من السوائل وكذلك الأملاح، وفي نفس الوقت من المُهم الالتزام بتعويض السوائل المفقودة من خلال شُرب المشروبات الباردة التي لن تؤثر بشكل سلبي على جسم المريض، مثل الماء والعصائر الطبيعية الخفيفة كعصير التفاح وعصير العنب، وأيضًا ماء جوز الهند. كما يُمكن تناول المشروبات الرياضية ولكن يُفضل اختيار التي لا تحتوي على كمية كبيرة من السكر المُضاف.
  • المشروبات الساخنة: تُعتبر المشروبات الساخنة مصدرًا آخر للسوائل، كما يُمكن لأنواع معينة منها أن تُساعد على علاج أعراض التهاب المعدة. على سبيل المثال، يمكن لشاي النعناع أن يخفف من آلام المعدة ويمكن أن يُخفف الإحساس بالغثيان. الأمر نفسه ينطبق على شاي الزنجبيل، والذي يمكن إضافة الليمون إليه مما يمنح المريض كمية من فيتامين C، الذي يُعتبر من أهم الفيتامينات لتقوية جهاز المناعة.
  • مجموعة BRAT: تتكون كلمة (BRAT) من الأحرف الأولى للأسماء الإنجليزية لأربعة أنواع من الأطعمة، وهي الموز والأرز وصوص التفاح وخبز التوست. تتميز هذه الأصناف الأربعة بكونها خفيفة على المعدة وسهلة الهضم، وتُقدم لجسم المريض المُصاب بالتهاب المعدة مجموعة من العناصر الغذائية الهامة، كما يمكن للموز أن يخفف من الإسهال. يُشار إلى أن المقصود بصوص التفاح هو التفاح بعد أن يتم تقشيره وسلقه، ثم هرسه ليأخذ قوام الصوص.

وكما أن هُناك أطعمة تُساعد على علاج التهاب المعدة، هُناك أطعمة يمكن أن تجعل حالة المريض أسوأ، وبالتالي يجب تجنبها تمامًا إلى حين تماثل المريض للشفاء. من بين هذه الأطعمة:

  • منتجات الألبان: يُعتبر سكر اللاكتوز من المواد التي يصعب على المعدة هضمها في حالة وجود التهاب في المعدة.
  • الأطعمة الدسمة: جميع الأطعمة الغنية بالدهون حتى وإن كانت من أنواع الدهون الصحية كالمكسرات مثلًا يجب تجنبها، وذلك لأنها من الأطعمة التي يصعب على المعدة هضمها، حتى إن لم يكن الشخص مُصابًا بالتهاب المعدة.
  • الكافيين: يجب تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أي بشكل رئيسي القهوة والشاي.
  • الأطعمة الحارة: البهارات القوية ذات النكهة الحارة مثل الفلفل الحار بأنواعه وكذلك الثوم يمكن أن تستثير المعدة، وبالتالي في حال وجود التهاب فإن الأعراض والآلام الناتجة عنه على الأرجح ستزداد سوءًا.

 

التهاب الحلق المُتكرر

قبل الحديث عن التهاب الحلق المتكرر، من المهم التعرف على التهاب الحلق في العموم. التهاب الحلق هو عرض مرضي شائع يحدث لأسباب متعددة، إلاّ أن أشهرها هو التهاب الحلق الفيروسي المُرتبط بفيروسات الإنفلونزا ونزلات البرد. الأسباب الأخرى المحتملة للإصابة بالتهاب الحلق هي مجموعة من الأمراض أو المشاكل الصحية التي يكون التهاب الحلق أحد أعراضها، ومن بينها:

  • التهاب الحنجرة: وفي هذه الحالة تظهر أعراض أخرى مثل بحة الصوت والسعال الجاف.
  • التهاب اللوز: في حال كان السبب وراء التهاب الحلق هو التهاب اللوز، عادةً يُعاني المريض من الإحساس بالألم أثناء البلع وصعوبة البلع، وارتفاع درجة الحرارة.
  • التهاب الحلق العقدي: أهم ما يُميز التهاب الحلق العقدي عن التهاب الحلق الفيروسي الأكثر شيوعًا، هو أن هذا النوع يحدث بسبب نوع من البكتيريا، إلا أنه يُسبب أعراضًا مشابهة مثل التهاب اللوز وصعوبة البلع.

بالإضافة إلى عدد من الأسباب الأخرى مثل حالة تُسمى بحصوات اللوز، في هذه الحالة تكون هناك أجزاء صغيرة من بقايا الطعام عالقة في اللوز وتُسبب التهابها. وكذلك ارتجاع المريء، إذ أن وصول حمض المعدة إلى الحلق يمكن أن يؤدي إلى التهاب الحلق. وكذلك بعض العوامل البيئية مثل استنشاق هواء ملوث بدرجة كبيرة، وكذلك أن يحدث التهاب الحلق نتيجة للحساسية تجاه عوامل مُعينة.

أمّا فيما يخص التهاب الحلق المُتكرر، يتم تشخيص حالة المريض على أنها التهاب حلق متكرر إذا كان المريض يُصاب بالتهاب الحلق بوتيرة مُعينة. وقد تختلف وتيرة الإصابة اللازمة لتصنيف الحالة على أنها التهاب حلق متكرر باختلاف البروتوكولات الطبية المعمول بها من مكان لآخر، إلاّ أن هذا الشرط يتحقق إذا كانت وتيرة الإصابة هي واحدة مما يلي:

  • أن يُصاب المريض بالتهاب الحلق 3 مرات أو أكثر في السنة الواحدة.
  • أن يُصاب المريض بالتهاب الحلق العقدي 7 مرات في سنة واحدة.
  • أن يُصاب المريض بالتهاب الحلق العقدي 5 مرات في السنة ولمدة سنتين متتاليتين.
  • أن يُصاب المريض بالتهاب الحلق العقدي 3 مرات في السنة ولمدة 3 سنوات متتالية.

لذا يُمكن القول أن أكثر أسباب التهاب الحلق المتكرر شيوعًا هي الإصابة بالتهاب الحلق العقدي، وفي هذه الحالة قد يقرر الطبيب أن هُناك حاجة لإجراء عملية إزالة اللوز.

يُمكن الاطلاع على معلومات مفصلة حول التهاب اللوز وعملية إزالة اللوز من خلال مقال مسبار هل عملية اللوز خطيرة؟.

ختامًا، من المهم التأكيد على أن التهاب الحلق المُتكرر يستدعي مراجعة الطبيب ولا يجب إهماله، وخاصة إذا كانت الأعراض المُصاحبة له قوية وتؤثر على المريض بشكلٍ كبير، أو إذا كانت الأعراض تدوم لفترة تزيد عن أسبوع، وذلك لأن التهاب الحلق الشائع والذي لا يستدعي عادةً التدخل الطبي، لا يكون مُتكررًا، وينتهي باستخدام الحلول المنزلية البسيطة خلال أسبوع واحد فقط.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على