تحقيق مسبار
أحدثت تكنولوجيا الإعلام والاتصال تغييرًا كبيرًا في شكل الكثير من الوظائف، كما وغيرت من طرق الناس في إدارة شؤون حياتهم اليومية، فما هي تكنولوجيا الإعلام والاتصال؟ وهل تكنولوجيا الإعلام والاتصال علم قائم بذاته؟ وما هي التطبيقات المختلفة لهذا النوع من العلوم؟
ما هي تكنولوجيا الإعلام والاتصال؟
بالرغم من اختلاف الباحثين على تعريف موحد لمفهوم تكنولوجيا الإعلام والاتصال، إلا أنهم اتفقوا على أنه مجموعة التقنيات التي تعمل على دمج وسائل الإعلام التقليدية مع الأنظمة القائمة على الشبكة العنكبوتية، مثل وسائل البث المرئي والسمعي وأنظمة المراقبة والتحكم، وانطلقت تكنولوجيا الإعلام والاتصال كامتداد لتكنولوجيا المعلومات (IT)، إلا أنها أصبحت مع الوقت ذات استخدامات أوسع من ذلك بكثير، ويُستخدم مصطلح تكنولوجيا الإعلام والاتصال أيضًا للإشارة إلى تقارب تكنولوجيا الوسائط مع الشبكات السمعية والبصرية وشبكات الهاتف مع شبكات الكمبيوتر باستخدام نظام كابلات موحد، حيث تصبح مجموعة الاتصالات بكافة أنواعها مركزية الإدارة والتحكم، وتقوم تكنولوجيا الإعلام والاتصال على عناصر تقنية عدة تعمل جميعًا مع بعضها البعض على إنتاج ما يعرف بالإعلام الجديد بأساليب حديثة:
- الحوسبة السحابية: تشير الحوسبة السحابية إلى مجموعة الحواسيب والخوادم المرتبطة ببعضها البعض من خلال الإنترنت، والتي تعمل على توفير كافة الموارد والمصادر التي يحتاجها المستخدم دون أية قيود، ومن أشهر خدماتها التخزين السحابي.
- البيانات الرقمية: هي مجموعة البيانات التي يتم تخزينها سحابيًا، والتي يمكن للمستخدم الوصول إليها سحابيًا ومعالجتها باستخدام الأنظمة المختلفة مثل النظام الثنائي، والذي يعمل على تخزين الصور والفيديو على صيغة آحاد وأصفار سحابيًا.
- المعاملات الرقمية: تشير إلى كافة المعاملات التي تجري بين المستخدمين عبر الإنترنت بشكل كامل، وتستخدم أساليب رقمية بديلة عن الأساليب التقليدية كالبصمة الإلكترونية وكلمات المرور التي تعد بديلًا عن إشعارات الموافقة أو التوقيع التقليدي.
- البرامج الحاسوبية: هي مجموعة من التعليمات والأوامر التي كتبت بواسطة لغة يفهمها الحاسوب لأداء غرض معين، وتعمل هذه البرمجيات جنبًا إلى جنب مع مكونات الحاسوب الفيزيائية من أجل معالجة البيانات الرقمية بالشكل المطلوب.
ومن أجل أن تعمل هذه العناصر بشكل متكامل، فإنها بحاجة للوصول إلى الانترنت أولًا، ثم باستخدام أجهزة الكمبيوتر وبرمجياته المختلفة يتم إنشاء البيانات الرقمية ومعالجتها ثم تخزينها سحابيًا لكي تصبح في متناول الجميع.
هل تكنولوجيا الإعلام والاتصال علم قائم بذاته؟
لا يُعتبر تكنولوجيا الإعلام والاتصال علمًا قائمًا بذاته، وإنما يرتبط بالعلوم الأخرى، فيرتبط بالعلوم الإنسانية بشكل وثيق ويركز بشكل أكبر على الاتصال الجماهيري والإعلام، كما ويرتبط بالعلوم التقنية، فقد جاءت الخصائص التقنية لتكنولوجيا الإعلام والإتصال كامتداد لتكنولوجيا المعلومات، وفي العادة فإن كافة العلوم ترتبط ببعضها البعض إما من حيث المبادئ أو من حيث تأثيرها على المجتمع، وبالرغم من ارتباط تكنولوجيا الإعلام والإتصال بالعلوم الإنسانية من جهة، والعلوم التقنية من جهة أخرى إلا أنه مبني على مفاهيم وأساليب متطورة جعلته أكثر شمولية من غيره من العلوم المشابهة:
- الإعلام: هو مجموعة الوسائل والأدوات المستخدمة في نقل المعلومة، سواء بالطرق التقليدية كالجرائد والراديو أو الوسائل الحديثة كالإنترنت، وأصبحت اليوم وسائل التواصل الإجتماعي من أكثر الوسائل المستخدمة في نقل المعلومات بسبب الإقبال العالمي عليها.
- الاتصال: يشير مفهوم الاتصال إلى مجموعة الأدوات والتقنيات المستخدمة لمساعدة الناس في التواصل فيما بينهم، ومن هذه الوسائل الهاتف النقال، البريد العادي والبريد الإلكتروني وتطبيقات المراسلة الفورية.
- التكنولوجيا: تدخل التكنولوجيا في مختلف مناحي الحياة، وهي مجموعة التقنيات والأدوات والأساليب المستخدمة في إنتاج المعرفة، أو هي مجموعة من العلوم والمعرفة التي يتم تطبيقها عمليا لخدمة كافة جوانب الحياة للفرد والمجتمع.
والراغبين بدراسة هذا النوع من العلوم، يتعلمون بشكل عام مجموعة النظريات والأبحاث التي تبين دور الإعلام وتأثيره على المجتمع والأساليب المبتكرة للإتصال الجماهيري بالإضافة إلى العلوم التقنية المختلفة كالاتصالات والإنتاج الصحفي وصناعة الأفلام وغيرهم من العلوم.
أهم وظائف تكنولوجيا الإعلام والإتصال
تقوم مفاهيم تكنولوجيا الإعلام والإتصال على مقاربة وسائل الإعلام التقليدية مع التكنولوجيا وإيصالها للجمهور، ومع التطور التكنولوجي المستمر، توسع عملها ليشمل كل ما يتعلق بالإنترنت والتفاعل مع الوسائط الإعلامية المتعددة كالمحتويات المرئية والسمعية والمدونات والشبكات الاجتماعية وغيرها.
جعلت تكنولوجيا الإعلام والاتصال من مجال الإعلام أكثر اتساعًا ليشمل العديد من الوظائف والتطبيقات الجديدة، مثل صناعة المحتوى والتفريغ الصوتي والتصميم الصوري وغيرها من الوظائف التي لم تكن موجودة من قبل، ومن الوظائف الجديدة التي وفرتها تكنولوجيا الإعلام والإتصال ما يلي:
- أخصائي وسائل تواصل اجتماعي: يعتبر مختصو التواصل الاجتماعي مسؤولين عن نشر المحتوى الترويجي للشركات وتمثيلها أمام الجمهور.
- مختص العلاقات العامة: مسؤولية مختصي العلاقات العامة تتمثل في الحفاظ على سمعة الشركة وصورتها في الإعلام، كما وهم مسؤولون عن التواصل مع المؤسسات الأخرى وتمثيل مؤسساتهم أمام المجتمع.
- مدير التسويق: يهتم مدير التسويق بتطوير الحملات التسويقية الجديدة للشركة، ويعمل جنبًا إلى جنب مع كلٍ من مديري العلاقات العامة وأخصائيي شبكات التواصل الإجتماعي.
بالإضافة إلى العديد من الأدوار والوظائف الأخرى التي يشغلها مختصي تكنولوجيا الإعلام والإتصال، كالتحرير الصحفي وكتابة المحتوى النصي والتصوير والتصميم بكافة أنواعه.
التطبيقات المختلفة لتكنولوجيا الإعلام والاتصال
أصبحت تكنولوجيا الإعلام والاتصال تلعب دورًا هاما في الحياة اليومية للفرد، وفي ظل التقدم التكنولوجي واتساع البنية التحتية للاتصالات المحوسبة، أصبحت تكنولوجيا الإعلام والاتصال تغطي ما هو أكثر من الدور الإعلامي لتدخل في المجال الترفيهي والاقتصادي والطبي وغيرها من مجالات الحياة الأخرى:
- المجال الترفيهي: تقدم تكنولوجيا الإعلام والاتصال أشكالًا مختلفة من الوسائل الترفيهية، مثل منصات عرض الأفلام والموسيقى والألعاب التفاعلية، كما وأضافت المزيد من التقنيات التفاعلية إلى الوسائل التقليدية مثل التلفاز والهاتف.
- المجال الطبي: عملت تكنولوجيا الإعلام والإتصال على تطوير المعدات والأجهزة الطبية إلى حد كبير، مما جعلها أكثر فاعلية في معالجة البيانات الطبية وتخزينها واسترجاعها وقت الحاجة، وأصبحت معظم التقنيات الحديثة اليوم تعتمد عليها كليا.
- المجال المالي: أصبحت الشركات المالية والقطاعات المصرفية تعتمد على تكنولوجيا الإعلام والإتصال بشكل يومي، وساهمت في توفير العديد من الخدمات التي سهلت من عمل القطاع المصرفي كالتحويل الإلكتروني للأموال والتجارة الإلكترونية.
- المجال الزراعي: تسهم تكنولوجيا الإعلام والاتصال في تطوير قطاع الزراعة وتمكين سكان الأرياف من خلال توفير استراتيجيات الإنتاج الفعالة، وتحسين الوصول للموارد الطبيعية المتاحة والمساعدة في عمليات البيع.
- المجال الاقتصادي: ساعدت على رفع مستوى الشركات وتطوير بيئة الأعمال من خلال توفير تقنيات الاتصال الحديثة، ومساعدتهم على تخزين ومعالجة البيانات بطرق أكثر كفاءة، كما وساعدتهم على الوصول إلى الأسواق المختلفة بكل سهولة ويسر
