تحقيق مسبار
يبحث الكثيرون عن طرق سهلة وسريعة لتبييض الأسنان، ومن هذه الطرق التي انتشرت مؤخرًا بشكل كبير لصقات تبييض الأسنان التي تباع في الصيدليات.
يستعرض هذا المقال لصقات تبييض الأسنان، مكوناتها وطريقة عملها، بالإضافة إلى فوائد لصقات تبييض الأسنان والمخاطر المحتملة نتيجة استخدامها.
مكونات لصقات تبييض الأسنان
يتم تصنيع لصقات تبييض الأسنان من البلاستيك الصناعي المُصنّع من مادة البولي إيثيلين (LDPE)، وهي نفس المادة المستخدمة في تصنيع الأكياس البلاستيكية، حيث يتم تقطيع البلاستيك الصناعي إلى شرائح صغيرة ورقيقة ومرنة، وتضاف إلى هذه الشرائح مادة هلامية غنية ببيروكسيد الهيدروجين (Hydrogen peroxide) أو بيروكسيد الكارباميد (Carbamide Peroxide)، كما تحتوي الشرائح أيضًا على الماء والجلسرين (Glycerin) وكربومير (Carbomer) وسكرين الصوديوم (Sodium Saccharin) لتحسين المذاق وهيدروكسيد الصوديوم () للحفاظ على درجة حموضة معتدلة، بالإضافة إلى مادة لاصقة تُعرف باسم (PVP).
كيف تعمل لصقات تبييض الأسنان؟
كما ذكرنا سابقًا تحتوي لصقات تبييض الأسنان على مادة هلامية غنية ببيروكسيد الهيدروجين (Hydrogen peroxide) أو بيروكسيد الكارباميد (Carbamide Peroxide)، وتلعب البيروكسيدات هذه دور المُبيّض، وبالتالي فإنها تعمل على تبييض الأسنان بنفس الطريقة التي تعمل بها على تبييض الملابس، حيث تقوم البيروكسيدات بتبييض لون الأسنان لاستعادة لونها الأبيض الطبيعي.
يتم وضع شريحة على الأسنان العلوية وأخرى فوق الأسنان السفلية، تترك الشرائح بشكل عام لفترة محددة من الوقت، ويتسرب الخليط الموجود على الشرائط إلى الأسنان لتفتيحها.
تحتوي معظم منتجات لصقات تبييض الأسنان التي لا تستلزم وصفة طبية على شرائح تكفي لاستخدامها مرتين يوميًا لمدة أسبوعين تقريبًا، وتختلف الكمية والوقت اللازم لوضعها على الأسنان باختلاف العلامة التجارية المنتجة.
أنواع لصقات تبييض الأسنان
هناك نوعان من لصقات تبييض الأسنان، النوع الأكثر شيوعًا يتطلب وضع الشريط على الأسنان مدة نصف ساعة تقريبًا ثم إزالته، ويتم استخدام هذه الشرائح مرتين في اليوم لمدة 14 يومًا. هناك أيضًا نوع آخر لا يتطلّّب إزالة شرائحه، إذ يتكون من شرائح تذوب تلقائيًا عندما تتلامس مع اللعاب.
فوائد لصقات تبييض الأسنان
الفائدة الأساسية من استخدام لصقات تبييض الأسنان بدلًا من علاجات تبييض الأسنان الأخرى هي أنها:
- أقل تكلفة، تعتبر تكلفة لصقات تبييض الأسنان مناسبة أكثر من تكلفة تبييض الأسنان عند طبيب الأسنان. وتعود تكلفة لصقات تبييض الأسنان المنخفضة إلى أنها مصنوعة من مواد لا تكلف الكثير؛ فالبلاستيك والبيروكسيدات المستخدمة فيها من المواد الرخيصة نسبيًا في التصنيع.
- سهولة الاستخدام، شرائح التبييض سهلة الاستخدام، تحتوي معظم منتجات لصقات تبييض الأسنان على مجموعتين من الشرائح، مجموعة للأسنان العلوية والأخرى للأسنان السفلية.
- نتائج سريعة، من المتوقع أن تبدأ الأسنان بالظهور أكثر بياضًا في غضون أيام قليلة من استخدام الشرائح، وتختلف المدة باختلاف العلامة التجارية، ومن المتوقع أن تستمر النتائج لمدة 4 أشهر على الأقل.
مخاطر استخدام لصقات تبييض الأسنان
على الرغم من أن لصقات تبييض الأسنان قد تبدو للوهلة الأولى طريقة آمنة ومنخفضة التكلفة للحصول على أسنان أكثر بياضًا ، إلا أن هناك مشكلات قد يكون بعضها خطيرًا.
وتشمل المخاطر المحتملة لاستخدام لصقات تبييض الأسنان على:
- تدمير طبقة المينا: غالبية لصقات تبييض الأسنان آمنة للاستخدام، ومع ذلك، إذا كانت لصقات تبييض تحتوي على ثاني أكسيد الكلور، فقد تدمر طبقة المينا التي تغطي الأسنان. يعمل ثاني أكسيد الكلور على تبييض الأسنان عن طريق إذابة سطح المينا، وفي حال تآكل طبقة المينا، يزداد خطر الإصابة بتسوس الأسنان. وحتى إذا كانت شرائح التبييض لا تحتوي على ثاني أكسيد الكلور، من المهم اتباع التعليمات الموجودة على العبوة، قد يكون استخدام الشرائح بطريقة خاطئة ضارًا بمينا الأسنان.
- التبييض غير المتكافئ: الأسنان ثلاثية الأبعاد، هذا يعني أن الشرائح ثنائية الأبعاد غير قادرة على اختراق المنحنيات والمسافات الموجودة عند حواف الأسنان. هذا يعني أنه لن يتم تبييض أي مناطق غير مغطاة بالشريحة بشكل صحيح. في أحسن الأحوال، سيعطي هذا نتائج غير متساوية، لكن في أسوأ الأحوال، قد يؤدي إلى ظهور حواف صفراء قبيحة للأسنان ملحوظة للغاية. وبغض النظر عن مدى حرصك على وضع الشرائح بالشكل الصحيح، ستكون هناك دائمًا أماكن لا تكون فيها الشرائح على اتصال تام بالأسنان من جميع النواحي، لكن يمكن تجنب هذه المشكلة مع تكرار الاستخدام بالتطبيق الدقيق.
- مشاكل اللثة: مواد التبييض الموجودة في لصقات تبييض الأسنان، رغم أنها ليست بنفس قوة المواد التي يستخدمها أطباء الأسنان، إلا أنها لا تزال مواد كيميائية قاسية يمكن أن تلحق الضرر بالأنسجة الرخوة للثة. لذلك من الضروري تجنب الاتصال بين هذه المواد واللثة قدر الإمكان. وبسبب تصميم الشرائح لتناسب كل فم، يمكن أن تكون الشرائح ذات الحجم الواحد التي تناسب الجميع كبيرة جدًا بالنسبة لفم البعض، وبالتالي قد تتلامس مع اللثة مما يؤدي إلى التهابها. ولتجنّب تعريض اللثة لمضاعفات، يجب قص الشرائح لتطابق قياس الأسنان فقط.
وفي بحث جديد تم تقديمه في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية، أظهر البحث كيف أن بيروكسيد الهيدروجين المستخدم في منتجات تبييض الأسنان التي لا تستلزم وصفة طبية قد يضر الأسنان، وعلى وجه التحديد طبقة العاج الغنية بالبروتين، وهي المنطقة الواقعة تحت مينا الأسنان التي ذكرناها في النقطة الأولى.
وفي تصريح لموقع هيلث لاين، قالت كيلي كينان مؤلفة البحث: "كان الأمر المثير للدهشة هو مقدار فقد البروتين من الأسنان. لقد قمنا بقياس كمية الكولاجين، وهو البروتين السائد في طبقة العاج، ورأينا خسارة كبيرة "
- حساسية الأسنان والأضرار المحتملة: على الرغم من أن لصقات تبييض الأسنان آمنة عند استخدامها باعتدال، إلا أن الإفراط في استخدامها يمكن أن يسبب حساسية للأسنان، إذ يمكن أن تصبح الأسنان حساسة للبرد أو الحرارة. وفي بعض الحالات يمكن أن تسبب ضررًا دائمًا للأسنان في حال تآكلت طبقة المينا جراء الاستخدام المفرط، وقد لا تتوقف المضاعفات عند آلام الأسنان فقط، بل قد تتفاقم إلى تسوس الأسنان ومشاكل أخرى، قد تنتهي في أسوأ الأحوال بفقدان الأسنان.
هل استخدام لصقات تبييض الأسنان قبل أم بعد التنظيف بالفرشاة؟
يجب غسل الأسنان دائمًا بالفرشاة قبل استخدام الشرائح، وذلك تجنبًا لتراكم البكتيريا بين الشريحة وأسنانك، إذ قد يزيد استخدام لصقات تبييض الأسنان دون تنظيف الأسنان من احتمالية الإصابة بتسوس الأسنان أو مشاكل الأسنان الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت هناك بكتيريا على الأسنان، فسيكون من الصعب على لصقات تبييض الأسنان أداء وظيفتها، وفي بعض الحالات قد تجعل عوامل التبييض غير فعالة تمامًا. ومع ذلك، يجب ألا تغسل أسنانك بالفرشاة على الفور قبل وضع شرائح التبييض لأنها قد تهيج اللثة أحيانًا، ومن الأفضل الانتظار نصف ساعة على الأقل بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة لوضع شرائح التبييض.
وفي حال كان هناك بقعًا أو جلًا زائدًا على الأسنان بعد إزالة شرائح التبييض، يجب تنظيف الأسنان بالفرشاة على الفور بعد إزالة الشرائح. بالإضافة إلى ذلك، يجب الاستمرار في تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا أثناء استخدام شرائط التبييض بشكل روتيني، حتى تظل أسنانك صحية ولن يتغير لونها مرة أخرى.
هل لصقات تبييض الأسنان مفيدة فعلًا؟
يمكن أن تكون شرائح تبييض الأسنان وسيلة فعالة لتحسين مظهر الأسنان الصفراء، ولكن المشاكل المحتملة يجب أن تمنحك فترة توقف للتفكير قبل أن تقرر البدء باستخدامها. لكن إذا كنت تستخدم شرائح التبييض بشكل صحيح وحسب التعليمات، فستحصل على نتائج مفيدة وستكون أسنانك على ما يرام.
طرق تنظيف الأسنان
يُمكن تقسيم طرق تنظيف الأسنان إلى فئتين رئيسيتين هما طرق تنظيف الأسنان المنزلية وطرق تنظيف الأسنان الطبية، فيما يلي شرح موجز لكل فئة وما يندرج تحتها:
أولًا: طرق تنظيف الأسنان المنزلية
تشمل هذه الفئة جميع وسائل تنظيف الأسنان التي يتم استخدامها في المنزل والتي تشمل ما يلي:
- الفرشاة والمعجون: يُعتبر تنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة والمعجون من أكثر طُرق تنظيف الأسنان شيوعًا وانتشارًا، ومن المفترض أن تضمن المستوى المطلوب من نظافة الأسنان وأن تضمن الوقاية من ترسب البلاك (Plaque). ويُنصح بتنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة ومعجون الأسنان على الأقل مرتين يوميًا، على أن يتم استخدام معجون أسنان يحتوي على مادة الفلورايد.
- خيط الأسنان: يُستخدم خيط الأسنان (Dental Floss) لتنظيف ما بين الأسنان، وهي من الأماكن التي قد لا تصل إليها الفرشاة وبالتالي يضمن استخدام الخيط تنظيفها من بقايا الطعام. ويُنصح باستخدام خيط الأسنان قبل تنظيفها بالفرشاة والمعجون، ويُمكن أيضًا استخدام غسول الفم للمضمضة بعد الانتهاء من تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون.
- المِسواك: يُعتبر استخدام المسواك من بين طرق تنظيف الأسنان التقليدية التي تكتسب أهميةً خاصة في العالم العربي والإسلامي لكونها سُنة نبوية، وقد تم تأكيد فوائد تنظيف الأسنان بالمسواك من خلال مراجعة علمية نُشِرَت في المجلة السعودية لعلوم الأحياء، ومن بين هذه الفوائد مكافحة البلاك ومكافحة التهاب اللثة ومكافحة تآكل الأسنان، بالإضافة إلى تبييض الأسنان والمساعدة على علاج جروح اللثة.
- الزيوت النباتية: يُمكن للمضمضة بزيت جوز الهند أن تُساعد على تنظيف الفم والأسنان، وذلك بسبب عدد من خصائص زيت جوز الهند مثل قدرته على مكافحة الالتهابات ومكافحة الميكروبات، وفاعليته كمضاد للأكسدة. يكفي لهذا الغرض مقدار يعادل ملعقة كبيرة من زيت جوز الهند للمضمضة ولكن يجب أن تستمر العملية لمدة لا تقل عن خمس دقائق. كما يُمكن استخدام أنواع أخرى من الزيوت مثل زيت الزيتون وزيت اللوز وزيت السمسم.
- بيكربونات الصوديوم: يتم استخدام بيكربونات الصوديوم لتنظيف الأسنان تمامًا كما يُستخدم معجون الأسنان، أي وضع كمية مناسبة على الفرشاة وتنظيف الأسطُح المختلفة للأسنان بها، كما أن هناك بعض أنواع معجون الأسنان التي تحتوي على بيكربونات الصوديوم، والتي يُمكن أن تساعد على إزالة البلاك ومكافحة الميكروبات.
بالإضافة إلى تنظيف الأسنان، هناك العديد من الاستخدامات الطبية والمنزلية لبيكربونات الصوديوم، تعرف/ي عليها في مقال مسبار هل النشادر هو بيكربونات الصوديوم؟
ثانيًا: طرق تنظيف الأسنان الطبية
المقصود بطرق تنظيف الأسنان الطبية هو عملية تنظيف الأسنان التي تتم في عيادة طبيب الأسنان بهدف إزالة الرواسب والعوالق الصلبة مثل البلاك، وتشمل طريقتين وهما:
- تنظيف الأسنان الروتيني: يُعتبر تنظيف الأسنان الروتيني إجراءً وقائيًا، يهدِف إلى التخلص من الرواسب التي يُمكن أن تؤدي إلى مضاعفات مرضية إذا بقيت عالقة على سطح الأسنان. ويتم خلال هذه العملية إجراء فحص سريع للفم والأسنان في العموم، ثم إزالة الرواسب والبلاك باستخدام أداة كشط خاصة تُسمى (Scaler) يتم بعدها تلميع الأسنان باستخدام نوع طبي من معجون الأسنان.
- تنظيف الأسنان العميق: يتشابه تنظيف الأسنان العميق إلى حدٍ كبير مع تنظيف الأسنان الروتيني، إلاّ أن هناك مجموعة من الفروق بينهما، من أهمها أن تنظيف الأسنان العميق يعتبر إجراءً علاجيًا يُستخدم لعلاج حالات التهاب اللثة، كما أنه قد يتطلب استخدام التخدير الموضعي، وذلك لأن عملية كشط الرواسب تتم على مستوى أعمق يصل إلى جذور الأسنان.
تلميع الأسنان بعد التنظيف
تلميع الأسنان بعد التنظيف هي إحدى الخطوات النهائية في عملية تنظيف الأسنان ككل، ويهدف إلى صقل السطح الخارجي للأسنان وإزالة البقايا الدقيقة من البلاك والرواسب والبُقع الخارجية الناتجة عن عدد من العوامل مثل التدخين أو إهمال تنظيف الأسنان بشكل منتظم. ويعمل تلميع الأسنان بعد التنظيف على جعل الأسنان تبدو أكثر بياضًا ولمعانًا، كما يُمكن أن يُساهم في مقاومة بعض مشاكل الفم والأسنان مثل رائحة النفس غير المرغوبة.
فيما مضى كان تلميع الأسنان بعد التنظيف جزءًا أساسيًا من جميع عمليات تنظيف الأسنان، لكن في الوقت الحالي أصبح هناك توجه جديد لدى العديد من أطباء الأسنان، ينص على التحقق من إمكانية تطبيق خطوة تلميع الأسنان بعد التنظيف لكل مريض على حدى. واليوم، يوجد أربعة أنواع من تلميع الأسنان وهي:
- تلميع الأسنان العلاجي: بعض الإجراءات الجراحية في الأسنان قد تؤدي إلى انكشاف أحد طبقات السن أو الضرس الداخلية والتي تُسمى المِلاط (Cementum) وفي هذه الحالة يقوم الطبيب بعمل تلميع لتلك المنطقة لإزالة الميكروبات والبكتيريا.
- تلميع الأسنان التجميلي: وهو النوع المخصص لإزالة البقع والبلاك عن سطح الأسنان باستخدام أنواع خاصة من المعجون الكاشط (Abrasive Paste) لصقل وتلميع السطح الخارجي لطبقة مينا الأسنان. يُشار إلى أن هذا النوع ليس تجميليًا بحتًا إذ يُمكن أن يكون له فوائد طبية.
- تلميع الأسنان السطحي: هذا النوع في الحقيقة هو النوع الذي يُعتبر إجراءً تجميليًا بالمطلق، وليس له أي فائدة طبية حقيقية، إلاّ أنه يعمل على تحسين المظهر الخارجي للأسنان.
- تلميع الأسنان بعد التنظيف: وهو النوع الذي يتم إجراؤه كجزء من عملية تنظيف الأسنان، بعد أن يتم إزالة الرواسب والبلاك باستخدام أداة تُسمى (Scaler). ويُمكن القول إن تلميع الأسنان بعد التنظيف هو بمثابة وضع اللمسات النهائية على عملية التنظيف نفسها، إذ أنه يُستخدم لإزالة أي بقايا للرواسب لم تتم إزالتها أثناء التنظيف، كما يُمكن أن يُستخدم للتخلص من البقع الخارجية.
تحذيرات حول تلميع الأسنان بعد التنظيف
بالرغم من الفوائد التي يُمكن تحقيقها من خلال عملية تلميع الأسنان، سواء كانت فوائد علاجية أو تجميلية، إلاّ أن هناك بعض التحذيرات حول هذا الإجراء، وذلك لأن تلميع الأسنان يؤدي إلى إزالة جزء من الطبقة الخارجية للأسنان، وهي الطبقة التي تحتوي على الفلورايد، لذا فإن تكرار هذه العملية بوتيرة عالية يُلحق الضرر بهذه الطبقة، والتي عادةً ما تحتاج مدة تصل إلى ثلاثة أشهر لكي تتعافى بعد عملية التلميع. بعض أطباء الأسنان لازالوا يقومون بخطوة التلميع كجزء أساسي من كل تنظيف يقومون بها، في حين يرى البعض الآخر وجوب تقييم كل حالة، قبل أن يقرروا عمل تلميع الأسنان بعد التنظيف من عدمه.
وصفة سهلة لتبييض الأسنان
يبحث الكثيرون عن وصفة سهلة لتبييض الأسنان تمنحهم ابتسامة مُشرقة دو تكبد عناء وتكاليف زيارة طبيب الأسنان. والحقيقة أن هناك الكثير من الوصفات والطُرق المنزلية التي يُشار إليها على أنها وصفات سهلة لتبييض الأسنان ويمكن تطبيقها في المنزل، إلا أن جميع هذه الوصفات لا تستند إلى أدلة علمية بقدر ما تستند إلى التجارب الشخصية لأولئك الذين قاموا بتجربتها. توضح القائمة التالية مجموعة من هذه الوصفات وأهم الآراء العلمية حولها، وكذلك التحذيرات المتعلقة ببعضها على النحو التالي:
- المضمضة بزيت جوز الهند: تمامًا كما أنها إحدى طُرق تنظيف الأسنان، تُعتبر المضمضة بزيت جوز الهند أيضًا وصفة سهلة لتبييض الأسنان. تعود هذه الوصفة إلى الطب الشعبي الهندي القديم، والحقيقة أن الدراسات العلمية الحديثة أثبتت بالفعل عدد من الخصائص العلاجية التي يتمتع بها هذا النوع من الزيوت النباتية. على سبيل المثال، تُشير دراسة نُشرت عام 2015 إلى أن المضمضة بزيت جوز الهند يُمكن أن تمنع تراكم البلاك على الأسنان، وأن تُقلل من احتمال الإصابة بالتهاب اللثة المُرتبط بالبلاك. وبالرغم من ذلك، ليس هناك أدلة علمية قاطعة تؤكد أن المضمضة بزيت جوز الهند يُمكن أن تكون طريقة ناجحة لتبييض الأسنان منزليًا.
- بيكربونات الصوديوم: هُناك أدلة تُشير إلى أن معجون الأسنان الذي يحتوي على بيكربونات الصوديوم، يمكن أن يُساهم في جعل الأسنان أكثر بياضًا، من بينها دراسة قارنت بين فاعلية معجون الأسنان الذي يحتوي على بيكربونات الصوديوم ومعجون الأسنان الذي يخلو منها، وجاءت نتائج الدراسة لتؤكد فاعلية الوعي الذي يحتوي على بيكربونات الصوديوم في إزالة البقع والتصبغات عن سطح الأسنان. لكن هذه النتائج لا يُمكن تعميمها على استخدام بيكربونات الصوديوم لوحدها، وبالرغم من ذلك يقوم العديد من الناس بخلط ملعقة من بيكربونات الصوديوم مع ملعقتين من الماء واستخدام الخليط كوصفة سهلة لتنظيف الأسنان منزليًا.
- قشور الفواكه: يدعي البعض أن فرك الأسنان بقشور أنواع معينة من الفواكه مثل البرتقال والموز يُمكن أن يجعل الأسنان أكثر بياضًا، إلا أنه ليس هناك ما يُمكن أن يدعم هذا الادعاء على الإطلاق.
- خل التفاح: عند الحديث عن وصفة سهلة لتبييض الأسنان، ربما من الأجدر أن يتصدر خل التفاح القائمة من ناحية السهولة، فهو موجود على الأرجح في كُل منزل وكل ما يجب عمله هو المضمضة بكمية مناسبة منه. مشكلة هذه الوصفة ليس فقط أنها غير مدعومة بأدلة علمية تؤكد فاعليتها، بل يُضاف إلى ذلك أنها في الحقيقة مضرة بالأسنان، إذ أن حموضة خل التفاح تؤدي إلى إضعاف طبقة مينا الأسنان وزيادة معدل تآكل الأسنان.
هذا بالإضافة إلى عدد من الوصفات الأخرى التي لا يمكن تأكيد جدوى تطبيقها مثل تناول أنواع معينة من الفواكه كالفراولة والأناناس، أو المضمضة بمحلول بيروكسيد الهيدروجين والذي يعرف أيضًا بماء الأكسجين، وهي وصفة أيضًا أن يكون لها آثار جانبية ضارة على اللثة، إذا تم استخدام المحلول بتركيز يتجاوز 3%. لذا من المهم الاهتمام بتنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون وخيط الأسنان، وتجنب الأطعمة والمشروبات التي تؤدي إلى تصبغ الأسنان مثل القهوة والشاي، وهي طرق آمنة تمامًا وتضمن الوقاية من اصفرار الأسنان.
طب الأعشاب للثة
هناك الكثير من النباتات التي يمكن أن تستخدم في إطار طب الأعشاب للثة، والتي تختلف من بلد إلى بلد ومن ثقافة إلى أخرى. والحقيقة أن توظيف ممارسات الطب البديل أو طب الأعشاب للثة لا زال بحاجة إلى الكثير من الدراسات العلمية من أجل تأكيد فوائد كل نبتة وطرق استخدامها، وكذلك الآثار الجانبية التي يُمكن أن تحدث عند استخدامها. وبالرغم من ذلك، تم بالفعل دراسة عدد من هذه النباتات وبحث سبل استخدامها والاستفادة منها. فيما يلي قائمة بأبرز هذه النباتات وأهم ما تم التوصل إليه حول كل منها:
- الكراوية: تتمتع الكراوية بمجموعة من الخصائص العلاجية التي تشمل مكافحة الميكروبات، ومفعولها كطارد للبلغم، وكذلك كمضاد للحساسية. وتُستخدم الكراوية لعلاج بعض مشاكل الجهاز الهضمي مثل تخفيف أعراض القولون العصبي، ويُعتقد أنه يمكن استخدامها لعلاج حالات التهاب اللثة (gingivitis) وداء التهاب دواعم الأسنان (Periodontal disease)، وذلك في حال استخدامها كغسول للفم.
- البابونج: تمامًا كالكراوية، هناك العديد من الاستخدامات الطبية للبابونج والتي تشمل استخدامه كمُرخي عضلات واستخدامه موضعيًا لعلاج تقرحات الفراش والأكزيما. وفي سياق الحديث عن طب الأعشاب للثة، يُمكن استخدام البابونج في صورة غسول للفم للوقاية من التهاب اللثة والتهاب دواعم الأسنان.
- التوت البري (Cranberry): يُمكن أن يُساعد التوت البري على منع تكاثر البكتيريا داخل الفم، كما تُشير دراسة علمية إلى أن التوت البري يُمكن أن يساعد على تخفيف التهاب اللثة.
- المريمية (Sage): يُستخدم شاي المريمية في طب الأعشاب الأوروبي الحديث كسائل للغرغرة، وذلك لعلاج حالات التهاب الحلق، وبالمثل يُمكن استخدامه كغسول للفم لعلاج تقرحات الفم والتهاب اللثة. وبالرغم من وجود تحذيرات حول الآثار الجانبية المُحتملة التي يُمكن أن تحدث بسبب الاستعمال المُفرط للمريمية، مثل تسارع ضربات القلب، إلا أنها تُعتبر آمنة لدى استخدامها في إطار طب الأعشاب للثة والحلق، أي كغسول للفم وسائل للغرغرة.
- الينسون: يُستخدم كشاي لتهدئة آلام التهاب اللثة.
- القرنفل: يُمكن استخدام زيت القرنفل كمُسكن لآلام الأسنان، وكذلك كمُسكن للألم الناتج عن التهاب اللثة.
هذا بالإضافة إلى فيتامين C، بالطبع فيتامين سي ليس نوع من أنواع النباتات، إلاّ أنه يندرج تحت طب الأعشاب للثة أو الطب البديل لمشاكل اللثة. وتُشير دراسة علمية إلى أن تناول كميات قليلة من فيتامين C من مصادره الغذائية الطبيعية، مُرتبط بارتفاع احتمال الإصابة بالتهاب دواعم الأسنان. يُشار إلى أنه من بين أهم المصادر الغذائية لفيتامين C أنواع معينة من الفواكه مثل الجريب فروت والبرتقال والفراولة والكيوي والمانجو، وبعض أنواع الخضراوات مثل البروكلي والكرنب الصغير الذي يُسمى كرنب بروكسل (Brussel Sprouts).