تحقيق مسبار
يتم تشخيص الكثير من الناس بأن لديهم ارتفاعًا في الكوليسترول، ويطلب منهم الالتزام بحمية غذائية محددة للتقليل من الآثار السلبية لذلك، ويتساءل البعض أيضًا عن أعراض الكوليسترول النفسية إذا كان مرتفعًا.
سيتم في هذا المقال التعريف بارتفاع الكوليسترول، إضافة إلى أنواعه وأعراضه وطرق تشخيصه وعلاجه والوقاية منه، وسيتم الإجابة على سؤال هل هناك أعراض نفسية لارتفاع الكوليسترول؟
الكوليسترول
الكوليسترول مادة شحمية تنتج من الكبد وتجول في الدم محمولة بوساطة بروتينات (ويسمى مركب الكوليسترول مع البروتينات بالبروتينات الشحمية)، وهو مهم للجسم إذ أنه يدخل في تركيب الأغشية الخلوية وبعض الهرمونات، ويساهم أيضًا في حماية الأعصاب.
ويمكن الحصول عليه من مصدر خارجي عن طريق المواد الغذائية الحاوية عليه.
ارتفاع الكوليسترول
إن الإكثار من تناول المواد الغذائية الحاوية على الكوليسترول أو حصول بعض الحالات المرضية في الجسم يسبب ارتفاعًا في الكوليسترول وما ينجم عنه من ازدياد خطر حصول الأمراض القلبية والوعائية.
أنواع الكوليسترول
ليس كل الكوليسترول الموجود بالجسم مفيدًا للصحة، إذ يوجد نوعان رئيسيان من الكوليسترول وهما:
- كوليسترول البروتين الشحمي عالي الكثافة (HDL): ويعتبر النوع الجيد والمفيد من الكوليسترول في الجسم، ويكتسب أهميته من قدرته على تخليص الجسم من الكوليسترول السيء بإرجاعه إلى الكبد، حيث يتحطم في الكبد إلى مواد أولية تطرح خارج الجسم، ومستواه الطبيعي في الجسم (60 dl/mg) أو أكثر.
- كوليسترول البروتين الشحمي غير عالي الكثافة (LDL): وهو النوع الضار من الكوليسترول، إذ أن ارتفاع نسبته في الدم يسبب مشاكل عديدة، بسبب قدرته على اجتياز جدار الأوعية الدموية والالتصاق ببطانتها مسببًا تضيقًا فيها، مما يزيد خطر حدوث الأزمات القلبية، و لا يجب أن يتجاوز تركيزه في الدم (130 mg/dL).
ويحتوي الدم على نوع آخر من الدهون التي تُخزن في الخلايا الشحمية تدعى الشحوم الثلاثية، يسبب ارتفاعها أيضًا ضررًا على الجسم وبالأخص الأوعية الدموية، وتركيزها الآمن على جسم يبلغ أقل من (150 dl/mg)، وأكثر ما ترتفع عند الأشخاص البدينين والذين يتناولون المواد السكرية بكثرة، وأيضًا عند الإفراط في شرب الكحول.
أسباب ارتفاع الكولسترول
يرتفع كولسترول الجسم تبعًا للعادات الصحية السيئة ولعوامل غذائية ودوائية وحتى وراثية، ومن أسباب ارتفاع مستواه في الجسم:
- نمط الحياة غير الصحي: كزيادة الوزن واستهلاك الأغذية الغنية بالشحوم والسكريات، وأيضًا قلة النشاط الفيزيائي وعدم ممارسة الرياضة ستسبب ارتفاعًا في الكوليسترول.
- التدخين: لا يرفع التدخين الكوليسترول بشكل مباشر، وإنما يقلل من مستويات الكوليسترول الجيد في الجسم.
- العوامل الوراثية: إذ أن وجود أفراد في العائلة لديهم كوليسترول مرتفع يرفع خطر إصابة الأفراد الأصحاء، وكذلك بعض الأمراض الوراثية مثل فرط شحميات الدم العائلي المشترك، وارتفاع الكوليسترول العائلي.
- داء السكري.
- متلازمة المبيض متعدد الكيسات.
- أمراض الكلية.
- قصور الغدة الدرقية.
- بعض الحالات التي تسبب ارتفاع الهرمونات الأنثوية كالحمل.
- بعض الأدوية مثل حاصرات بيتا، والمدرّات، وبعض مضادات الاكتئاب.
أعراض ارتفاع الكوليسترول
لا يسبب دائمًا ارتفاع الكوليسترول بحد ذاته أعراضًا، وإنما سيؤدي إلى حصول أمراض وحالات طبية إسعافيّة مثل الأزمة القلبية والسكتة الدماغية، سببها الضرر الذي يحدثه في الأوعية الدموية، ولا تحدث هذه الأمراض إلا عندما يرتفع لمستويات عالية ويتراكم في الشرايين مشكلًا ترسبات، التي من شأنها أن تسبب تضيق هذه الشرايين وإعاقة مرور الدم فيها.
تحدث الأزمة القلبية بترسب الكوليسترول داخل الأوعية المغذية لعضلة القلب مشكلًا ما يدعى باللويحات التي تضيق هذه الأوعية، بعدها تتمزق هذه اللويحات محررةً خثرات دموية تُحدث توقفًا في تغذية القلب الدموية وحصول الأزمة، وتسبب الأزمة القلبية ألمًا في الصدر وضيق نفس مع الشعور بالتعب.
ومن ناحية أخرى عند ارتفاع الكوليسترول والشحوم الثلاثية، من الممكن أن تظهر ترسبات تحت الجلد، عادةً حول الجفون وقرب الأنف تدعى الصفرومات، وهذه الترسبات أكثر شيوعًا عند النساء في منتصف العمر أو بمرحلة الشيخوخة، وهي حميدة غير خبيثة ولا تنتشر إلى أماكن أخرى من الجسم، بالإضافة إلى أنها لا تؤثر على الرؤية.
هل هناك أعراض نفسية لارتفاع الكوليسترول؟
نعم أعراض الكوليسترول النفسية واردة الحدوث، لكن العلاقة معقدة نوعًا ما بين ارتفاع الكوليسترول وأعراض الكوليسترول النفسية والعصبية، إذ أن الكوليسترول يدخل بتركيب الهرمونات الستيروئيدية مثل الكورتيزول والهرمونات الجنسية الأنثوية والذكرية والتي لها تأثيرات مختلفة.
كما وجد عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع ارتفاعًا في مستويات الكوليسترول الناتجة بشكل أساسي عن ارتفاع مستويات النورأدرينالين.
كما يمكن أن يكون الاكتئاب من أعراض الكوليسترول النفسية أيضًا، حيث أنّ ارتفاع مستويات الكوليسترول والشحوم أظهر علامات بيولوجية للاكتئاب، إذ أن الكوليسترول يدخل في تركيب أغشية الخلايا كما ذُكر، وبالتالي قد يؤثر على وظيفة ناقلات ومستقبلات هرمون السيروتونين. كما توجد علاقة بين الضغط النفسي ومستويات الشحوم والمحور الوطائي النخامي الكظري، مما قد يسبب الاكتئاب.
تشخيص ارتفاع الكولسترول
يمكن تشخيص ارتفاع الكوليسترول بسهولة عبر تحليل الدم، الذي سيظهر مستوى الكوليسترول الكلي وكوليسترول البروتين الشحمي عالي الكثافة وكذلك منخفض الكثافة، بالإضافة إلى مستويات الشحوم الثلاثية في الدم.
إن الحدود الطبيعية للكوليسترول الكلي تقدر بين 200 dl/mg و159 dl/mg، ويعتبر مرتفعًا عندما يتجاوز 160 dl/mg.
إذا كانت النتائج المخبرية للكوليسترول مرتفعة، يُفضل إجراء اختبارات أخرى لمعرفة المسبب لارتفاعه بشكل دقيق مثل:
- اختبارات وظائف الكلى.
- سكر الدم.
- اختبارات وظائف الغدة الدرقية.
يوصى بإجراء تحاليل الكوليسترول بشكل روتيني بين عمر 20 سنة و 35 سنة بالنسبة للرجال و بين عمر 20 سنة و45 سنة بالنسبة للنساء، فإذا كانت طبيعية لا حاجة لإعادتها قبل مرور خمس سنوات.
أما في حال وجود عوامل خطر وراثية أو مشاكل قلبية وكلوية وغيرها؛ يجب إجراء التحاليل بشكل متكرر أكثر وخلال فترات متقاربة تجنبًا من ارتفاعه وحصول أمراض بسببه.
العلاج والوقاية من ارتفاع الكوليسترول
أفضل علاج ووقاية من ارتفاع الكوليسترول يكون عبر تغيير نمط الحياة من عادات غذائية وغيرها، طبعًا بالإضافة إلى الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.
- يجب التقليل من الأغذية الغنية بالدهون مثل اللحوم الحمراء والحليب ومشتقاته، وأيضًا الحلويات وكذلك الأطعمة المقلية، إذ من المفيد جدًا طبخ الطعام بزيوت نباتية صحيّة.
- بالمقابل يجب الإكثار من الخضراوات والفواكه والبقوليات، والاستعاضة عن اللحم الأحمر بالدجاج والسمك.
- تحسين النشاط الفيزيائي وممارسة الرياضة لتخفيف الوزن عامل مهم، كالسباحة والمشي وركوب الدراجة الهوائية؛ إذ يجب القيام بالنشاطات على الأقل 150 دقيقة في الأسبوع مما يساعد على خفض الكوليسترول وكذلك الضغط الشرياني.
- إيقاف التدخين من الأمور المهمة التي يجب القيام بها، إذ أنه بالإضافة لتأثيره السلبي على مستويات الكوليسترول، فإنه يزيد من عوامل الخطر الأخرى المسببة لأمراض القلب كالسكري وارتفاع ضغط الدم.
- الحفاظ على وزن مناسب لأن ازدياد الوزن سوف يرفع من مستوى الكوليسترول السيء ويخفض مستوى الكوليسترول الجيد.
يوجد أيضًا علاجات طبيعية ومكملة للأدوية تتحكم بمستوى الكوليسترول وضغط الدم وتحسن من صحة القلب، ومنها:
- بذور الكتان وزيوتها: الحاوية على مستويات عالية من حمض ألفا لينوليك وأوميغا 3 اللذين يخفضان من احتمال الإصابة بالأمراض القلبية.
- مكملات زيت السمك الحاوية على حمض أوميغا 3: إذ وجد أن تناول وجبة سمك أو اثنتين في الأسبوع سينقص من الإصابة بأزمة قلبية.
- الثوم: إن كان مطبوخًا أو نيئًا.
