` `

هل الغدة الدرقية تسبب جفاف الفم؟

صحة
16 فبراير 2021
هل الغدة الدرقية تسبب جفاف الفم؟
وجدت إحدى الدراسات أن نصف من تم تشخيصهم بجفاف الفم يعانون من أحد أمراض الغدة الدرقية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تعد أمراض الغدة الدرقية أحد أشهر الأمراض حول العالم، مما جعل الرابطة الدولية للغدة الدرقية تخصيص يوم عالمي لها، فقد خصص يوم 25 أيار من كلّ سنة، للتعريف بوظائف الغدة الدرقية والأمراض التي تصيبها والطرق المعاصرة للوقاية، فبحسب هيئة الغدة الدرقية الكندية هناك ما يقارب الـ 200 مليون مصاب بأمراض الغدة الدرقية حول العالم، وأنّ واحد من بين كل 10 كنديين يعاني من بشكل أو بآخر من أحد أمراض الغدة الدرقية، سوف يناقش هذا المقال أهم أمراض الغدة الدرقية الشائعة، وسوف يجيب عن بعض التساؤلات حول أعراض هذه الأمراض، وسوف يجيب عن سؤال طالما راود البعض وهو هل الغدة الدرقية تسبب جفاف الفم؟

 

ما هي الغدة الدرقية؟

هي عضو حيوي صغير الحجم، موجودة أمام القصبة الهوائية في أسفل العنق، شكلها بشكل الفراشة، وهي إحدى الغدد الصمّاء التي تفرز هرموناتها في الدم مباشرة بدون قنوات، وتعد وظيفتها بمثابة المنظم الرئيسي لعمليات الأيض المختلفة في الجسم، كما أنها تلعب دورًا هامًا في الصحة العامة، حيث تقوم بتصنيع وتخزين وإفراز هرمونات الغدة الدرقية في الدم، وتعد هرمونات الغدة الدرقية أحد الهرمونات الضرورية لعمل جميع الأنسجة والأعضاء في جسم الإنسان، إلى جانب عملها في تمكين الجسم من تخزين الطاقة بكفاءة، والتحكم في درجة حرارة الجسم ومساعدة العضلات على العمل بشكل طبيعي على مدار الساعة، وتنتج الغدة الدرقية هرمونين رئيسيّين هما ثلاثي يود الثيرونين والثيروكسين، فيما تفرز أيضًا هرمون الكالسيتونين الضروري لتنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفات في الدم.

 

وظائف الغدة الدرقية

الغدة الدرقية هي جزء مهم من نظام الغدد الصماء في الجسم، وتعتبر أكبر جهاز متخصص للغدد الصماء في جسم الإنسان، نظرًا للكثير من الوظائف الحيوية التي تقوم بها، وتاليًا أبرز هذه الوظائف:

  1. تنشيط تقويض السكريات والدهنيات وزيادة سرعة الاستقلاب.
  2. نمو الجسم، الجهاز العصبي بشكل خاص، وقد يؤدي النقص في هرمونات الغدة الدرقية إلى قصر القامة والتشوهات الخلقية والتخلف العقلي.
  3. زيادة نشاط الجهاز العصبي وقوة تحكم الجهاز في الأعضاء الأخرى مثل القلب والأوعية والقناة الهضمية.
  4. الغدة ضرورة لنمو الجسم الطبيعي في مرحلة الطفولة.
  5. التحكم في درجة حرارة الجسم.
  6. تحفيز التمثيل الغذائي للكربوهيدرات في الجسم.
  7. تحفيز التمثيل الغذائي للدهون في الجسم.
  8. تحفيز استقلاب البروتين.
  9. التأثير على الدهون في البلازما والكبد.
  10. زيادة الاحتياجات من الفيتامينات.
  11. زيادة معدل الأيض القاعدي.
  12. التأثير على نظام القلب والأوعية الدموية.
  13. التأثير على الجهاز العصبي المركزي.
  14.  التأثير على النوم.
  15.  التأثير على الغدد الصماء الأخرى.
  16. التأثير على الوظائف الجنسية في الجسم.

 

هل الغدة الدرقية تسبب جفاف الفم؟

في الواقع من الممكن أن تسبب أمراض الغدة الدرقية جفاف الفم أو ما يعرف علميًا باسم (Xerostomia)، فقد وجدت إحدى الدراسات أن نصف من تم تشخيصهم بجفاف الفم يعانون من أحد أمراض الغدة الدرقية، وبالرغم من أنّ جفاف الفم لا يشكّل تهديدًا على الحياة، إلا أنّه قد يجعل بعض الوظائف الحيوية أصعب كالبلع مثلًا، وقد يسبب رائحة الفم الكريهة ويؤدي إلى مضاعفات كتسوّس الأسنان والتهابات الفم.

 ويمكن أيضًا أن يحدث جفاف الفم كنتيجة لعلاج الغدة الدرقية، كالعلاج الإشعاعي والعلاج باليود المشع والعلاج ببدائل هرمون الغدة الدرقية، ومن الممكن أن يؤدي جفاف الفم الناتج عن أحد أمراض الغدة الدرقية لضعف القدرة على مضغ الطعام وانخفاض القدرة على التحدث بطلاقة وراحة وتشقق الشفاه، بينما يصاب الجميع حول العالم بجفاف الفم بين الحين والآخر، لكن عندما تستمر حالة جفاف الفم لأسابيع، فقد يكون هذا مؤشرًا على الإصابة بأحد أمراض الغدة الدرقية، لذلك ينصح بمراجعة الطبيب للكشف المبكّر إذا صادف وأن شعرت بجفاف الفم المستمر.

في حال كان جفاف الفم ناتجًا عن علاج الغدة الدرقية، فهناك بعض الأساليب الأخرى لتخفيف جفاف الفم، والتي من الممكن أن يساعد استخدامها جنبًا إلى جنب مع علاج الغدة الدرقية على الشعور بمزيد من الراحة ومنع مضاعفات جفاف الفم، وهذه هي أهمها:

  1. تجنّب الأطعمة التي تؤدي لتفاقم حالة جفاف الفم كالأطعمة المالحة واللحوم الجافة.
  2. استخدام بدائل اللعاب.
  3. تناول المنشطات اللعابية الخالية من السكر كالعلكة الحامضة.
  4. تناول كميات وافرة من السوائل لإبقاء الفم رطبًا.
  5. المواظبة على تنظيف الأسنان واستخدام معجون خاص.
  6. التوقف عن بعض الممارسات التي تزيد من جفاف الفم كالتدخين وشرب الكحول والقهوة والمشروبات الغازية.

وفي حين أنّ الإصابة بجفاف الفم هو تأثير مزعج لاعتلال الغدة الدرقية، فإنه يتحسّن عادةً مع علاج السبب الرئيسي الكامن خلفه، ويحتاج المريض المصاب بأحد اعتلالات الغدة الدرقية، وكذلك المريض الذي يتناول الأدوية لعلاجها، إلى إدارة مخاطر مناسبة قبل التفكير في علاج الأسنان من قبل طبيب الأسنان، ويجب أن يكون التواصل بين طبيب الأسنان وأخصائي الغدد الصماء ثنائي الاتجاه للحفاظ على صحة الفم والغدة الدرقية للمريض.

 

أمراض الغدة الدرقية

قد تصاب الغدة الدرقية في العديد من الأمراض والاعتلالات التي قد تؤثر على وظائف الجسم المختلفة، وهذه أبرز الأمراض التي قد تصاب بها الغدة الدرقية:

  1. فرط نشاط الغدة الدرقية: هي الحالة المرضية التي تكون فيها الغدة الدرقية مفرطة النشاط، وتفرز زيادة في هرموناتها عن حاجة الجسم، وفرط نشاط الغدة الدرقية هو مرض شائع يصيب النساء بنسبة أكبر من الرجال، ويعتبر مرض جريفز السبب الأكثر شيوعًا لفرط النشاط في الغدة الدرقية، ويؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية لمجموعة من الأعراض أهمها الأرق والعصبية وتسارع دقّات القلب وزيادة التعرّق وجحوظ العينين.
  2. قصور الغدة الدرقية: حالة مرضية على عكس فرط نشاط الغدة الدرقية، تكون فيها الغدة الدرقية غير نشطة ولا تفرز ما يكفي الجسم من هرموناتها، وينتج قصور الغدة الدرقية عادةً نتيجة التهابها أو نتيجة الإصابة بمرض هاشيموتو أو التلف الناتج عن العلاج الإشعاعي، لكن معظم حالات قصور الغدة الدرقية من النوع الخفيف، ويعتبر الإعياء وفرط الحساسية تجاه البرد ومشاكل الذاكرة والكآبة والغيبوبة وبطء دقّات القلب أهم الأعراض التي ترافق قصور الغدة الدرقية.
  3. مرض هاشيموتو: يسمى بالتهاب الغدة الدرقية اللمفاوي المزمن، ويعتبر السبب الرئيس خلف قصور الغدة الدرقية، ويحدث المرض عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم عن طريق الخطأ الغدة الدرقية ويدمرها ببطء ويضعف قدرتها على إنتاج الهرمونات، ومن الممكن أن يبقى المرض مستقرًا لسنوات، وغالبًا ما تكون الأعراض الناتجة عنه خفية، ومن أهم الأعراض المرافقة له الإعياء والكآبة والإمساك والحيض غير المنتظم والجلد الجاف.
  4. مرض جريفز: سمي نسبة للعالم الذي شخّصه لأول مرة، وهو السبب الأكثر شيوعًا خلف الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية، ويسبب هذا المرض زيادة في إفراز الغدة للهرمون المسؤول عن تنظيم عملية التمثيل الغذائي، ويعتبر هذا المرض وراثي، قد يتطوّر عند أي عمر في الرجال والنساء، ويعتبر القلق والإعياء ورعاش اليد وجحوظ العينين ومشاكل الرؤية وصعوبة النوم والتعرّق المفرط أهم ما يرافق مرض جريفز من أعراض.
  5. تضخّم الغدة الدرقية: هو تضخّم غير سرطاني يصيب الغدة الدرقية، ويعتبر نقص اليود في النظام الغذائي أهم الأسباب التي تقف خلف الإصابة بتضخّم الغدة الدرقية، وقد لا تظهر أي أعراض إذا لم يكن تضخم الغدة الدرقية شديدًا، ويعتبر التورّم في الرقبة والصعوبات في التنفس والبلع والسعال والبحة في الصوت أهم ما يرافق تضخم الغدة الدرقية من أعراض.
  6. عقيدات الغدة الدرقية: هي نتوءات قد تكون على سطح الغدة الدرقية أو داخلها، وأسباب الإصابة بها لا زالت غير معروفة، ومن الممكن ان تكون هذه العقيدات صلبة أو مملوءة بالسوائل، لا تسبب معظم عقيدات الغدة الدرقية أي أعراض، وعلى الرغم من ذلك، إذا نمت بشكل كبير بما يكفي، فقد تسبب تورمًا في الرقبة وتؤدي إلى صعوبات في التنفس والبلع.

 

الوقاية من أمراض الغدة الدرقية

نظرًا لأن اعتلالات الغدة الدرقية غير المشخصة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمجموعة من الحالات الطبية الأخرى، فمن المهم أن تكون على دراية بتاريخ عائلتك من مرض الغدة الدرقية والانتباه إلى أي أعراض غير عادية لديك، وبالرغم من أنّ أغلب الأمراض المرتبطة بالغدة الدرقية غير معروفة الأسباب، إلا أنّ لبعض الممارسات القدرة على تقليل فرص الإصابة بأحد امراض الغدة الدرقية، وهذه هي أهمها:

  1. الامتناع عن التدخين.
  2. الفحص الدوري للعنق لاكتشاف أي نتوءات أو تضخم غير طبيعي في الغدة الدرقية.
  3. التخفيف من تناول فول الصويا.
  4. تناول مكملات السيلينيوم تحت إشراف الطبيب.
  5. المواظبة على تناول يوديد البوتاسيوم تحت إشراف الطبيب.
  6. تناول الأطعمة غير الملوثة بالبيركلورات.
  7. البقاء بعيدًا عن المياه الملوثة بالفلورايد.
  8. رؤية الطبيب وإجراء الفحوصات الدورية باستمرار.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على