تحقيق مسبار
يتعرض الكثير إلى حالة احتقان الأنف خاصة في فصل الشتاء. وتختلف شدة الإصابة بحالات احتقان الأنف وتتعدد أسبابها، كما وتكثر طرق علاج احتقان الأنف، من تلك الطرق ما هو نافع ومنها ما هو غير مستند إلى أي أسس سليمة بل قد يزيد الاحتقان سوءًا.
يستعرض المقال احتقان الأنف، أعراضه وأسبابه، بالإضافة إلى خيارات علاج احتقان الأنف.
احتقان الأنف
يعرف احتقان الأنف أو انسداد الأنف على أنه إعاقة تدفق الهواء من وإلى الأنف. واحتقان الأنف عكس حالة سيلان الأنف التي تشير إلى وجود إفرازات وسوائل قادمة من الممرات الأنفية إلى خارج الأنف. يحصل احتقان الأنف بشكل شائع نتيجة التهابات أو تورم يصيب أنسجة الممرات والجيوب الأنفية، وهو على الأغلب يعكس حالة مرضية أخرى كنزلات البرد أو غيرها من الحالات التي ستفصل لاحقًا، وقد يكون الاحتقان بسبب خلقي أو عوائق تشريحية في الأنف.
ما هي أعراض احتقان الأنف
يعتبر احتقان الأنف أو انسداد الأنف عارضًا لأمراض أخرى، لكن من الممكن أن يؤدي الاحتقان إلى أعراض وحالات مرضية أخرى منها:
- قد يؤدي احتقان الأنف إلى الضغط على الجيوب الأنفية.
- قد يؤدي احتقان الأنف إلى الصداع المرتبط بالجيوب الأنفية أو الصداع النصفي.
- من الممكن أن يؤدي احتقان الأنف إلى تراجع قدرة حاسة الشم أو القدرة على التذوق.
- قد يؤدي احتقان الأنف إلى التنقيط الأنفي الخلفي والذي يقود إلى السعال أو التهاب الحلق والحنجرة.
- يؤدي احتقان الأنف إلى صعوبة في الكلام أو صعوبة في تناول الطعام، كذلك قد يؤدي احتقان الأنف إلى صعوبات في النوم بسبب ضيق التنفس.
- قد يؤدي احتقان الأنف إلى سيلان الأنف لاحقًا.
أسباب احتقان الأنف
يحدث الاحتقان في الأنف عندما يصبح الأنف محشوًا ويكون الشخص عاجز عن التنفس بالطريقة المعتادة. يرتبط هذا الاحتقان بأسباب قد تؤدي إلى احتقان مؤقت (قصير الأمد) أو إنها تؤدي إلى حالات أكثر تعقيدًا مسببة احتقان الأنف (طويل الأمد) أو المزمن.
أبرز الأسباب التي تؤدي إلى احتقان الأنف قصير الأمد هي العدوى والأمراض العارضة المؤقتة، مثل عدوى البرد والأنفلونزا والتهابات الجيوب الأنفية، وغالبًا ما تتحسن أعراض احتقان الأنف في فترة قصيرة قد تصل إلى الأسبوع. أما إذا استمرت حالة الاحتقان أكثر من أسبوع، فغالبًا ما يكون الاحتقان من أعراض مشكلة صحية أكبر تستدعي استشارة الطبيب المختص.
تاليًا أبرز الحالات التي تسبب احتقان الأنف طويل الأمد:
- الحساسية الموسمية: يرتبط احتقان الأنف بنوع من الحساسيات الموسمية المعروفة باسم (Hay Fever) أو حساسية حبوب اللقاح أو الطَلَع. تتفاقم الحساسية في أواخر شهر نيسان وفي شهر أيلول (أشهر التقلبات الموسمية)، إذ ترتبط الحساسية بوجود ذرات لقاح النباتات في الهواء وتزداد سوءًا في الأجواء العاصفة والرطبة الدافئة. يعتبر احتقان الأنف أو سيلانه أحد أعراض حساسية اللقاح، إضافة إلى العطس والسعال واحمرار وتهيج العين وفقدان القدرة على الشم والصداع والتعب وغيرها من الأعراض.
- الزوائد الأنفية الحميدة: قد تسمى الزوائد الأنفية باسم الورم الأنفي الحميد، وهي من أبرز أسباب احتقان الأنف المزمنة. الورم الأنفي هو ورم حميد (غير سرطاني) ينمو من بطانة الأنف أو الجيوب الأنفية. تحدث هذه الأورام الحميدة عادة في كل من الممرات الأنفية اليمنى واليسرى وتعيق تدفق الهواء وتجعل الشخص يشعر بانسداد الأنف، وقد تُقلل من حاسة الشم. على الرغم من عدم وجود سبب واضح لحصول الزوائد الأنفية، إلا أن أكثر الأشخاص عرضة للورم الأنفي الحميد هم الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللقاح.
- التهاب الجيوب الأنفية المزمن: التهاب طويل الأمد للجيوب الأنفية التي تعرف على أنها عن مساحات هوائية رطبة خلف عظام الجزء العلوي من الوجه. تَصُب الجيوب الأنفية سوائلها من خلال فتحات صغيرة في داخل الأنف، قد يحصل إعاقة للتصريف من الجيوب الأنفية بسبب التشوهات الهيكلية في الأنف أو العدوى أو تورم الأنسجة الناجم عن الحساسية، وقد يؤدي تراكم المخاط إلى زيادة ضغط الجيوب الأنفية وآلام الوجه.
عند البالغين غالبًا ما يرتبط التهاب الجيوب الأنفية المزمن بتورم الأنف الناجم عن الحساسية، وخاصة الحساسية للغبار المستنشق أو العفن أو حبوب اللقاح. تؤدي هذه الحساسية إلى إفراز الهيستامين والمواد الكيميائية الأخرى التي تتسبب في تضخم البطانة الداخلية للأنف ومنع تصريف الجيوب الأنفية، وبالتالي الإصابة باحتقان الأنف طويل الأمد.
- انحراف الحاجز الأنفي: يعاني الكثير من الناس من نوع من عدم التوازن في حجم ممرات التنفس، وهو حالة يكون فيها الحاجز الأنفي -العظم والغضروف الذي يقسم تجويف الأنف إلى نصفين- بعيدًا عن المركز أو ملتويًا، مما يجعل التنفس صعبًا. ويعتبر احتقان الأنف وعدم القدرة على التنفس بصورة مريحة وسليمة أحد أهم أعراض انحراف الحاجز الأنفي.
- الحمل: قد يحدث احتقان الأنف أيضًا أثناء الحمل، وعادةً ما يحدث في نهاية الأشهر الثلاثة الأولى. قد تسبب التقلبات الهرمونية وزيادة إمدادات الدم التي تحدث أثناء الحمل هذا الاحتقان الأنفي.
- أسباب خارجية: بالإضافة إلى الأسباب السابقة، يوجد بعض المسببات الخارجية التي قد تؤدي إلى احتقان الأنف مثل التعرض لبعض المواد الكيميائية والمهيجات البيئية المختلفة.
هل يمكن علاج احتقان الأنف منزليًا؟
نعم من الممكن علاج احتقان الأنف منزليًا. تاليًا أبرز الطرق المتبعة في علاج احتقان الأنف في المنزل.
- استخدام جهاز ترطيب الهواء: يشكل مرطب الهواء طريقة سريعة وسهلة لتقليل آلام الجيوب الأنفية وتخفيف انسداد الأنف. يقوم جهاز ترطيب الهواء بتحويل الماء إلى رطوبة تملأ جو الغرفة ببطء مما يؤدي إلى زيادة الرطوبة فيها. يمكن أن يؤدي استنشاق هذا الهواء الرطب إلى تهدئة الأنسجة المتهيجة وتورم الأوعية الدموية في الأنف والجيوب الأنفية. تعمل أجهزة ترطيب الهواء أيضًا على ترقيق المخاط في الجيوب الأنفية، ويمكن أن يساعد ذلك في تفريغ السوائل في الأنف وإعادة التنفس إلى طبيعته.
- أخذ حمام ساخن: يساعد البخار الناتج عن الاستحمام على تليين المخاط في الأنف وتقليل الالتهاب. يمكن أن يساعد الاستحمام بماء ساخن على استعادة التنفس بشكل طبيعي لكن لفترة قصيرة. كما يمكن الحصول على نفس النتيجة باستنشاق بخار الماء الساخن عن طريق ملء وعاء بالماء الساخن ووضع منشفة على الرأس ومن ثم وضع الرأس فوق الحوض واستنشاق بخار الماء المتراكم.
- استخدام زيت الأوكاليبتوس: يخفف زيت الأوكاليبتوس من أعراض احتقان الجيوب الأنفية. قد يساعد أيضًا في قتل الجراثيم الموجودة في الممر الأنفي وحوله والتي تساهم في التهاب الجيوب الأنفية. من الممكن أيضًأ وضع كمية قليلة من الزيت على المناديل الورقية الخاصة بالشخص الذي يعاني من احتقان الأنف أو على الوسادة أو اضافته الى الماء الساخن وحمام البخار الآنف الذكر. تحظى الزيوت المشابه التي أساسها المنثول بشعبية في علاج احتقان الأنف وتعطي الشعور بالراحة عند التنفس، ولا يعني ذلك بالضرورة أنها تعالج احتقان الجيوب.
- استخدام الابريق الخاص بمعالجة الاحتقان (Neti pot): وفقًا لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية فإن الأباريق الصغيرة الخاصة بشطف الأنف والتي يكون لها رأس طويل مدبب لهذا الغرض تعد إحدى الطرق المتبعة في علاج احتقان الأنف، يتم ذلك عن طريق شطف الأنف بمحلول ملحي للتخلص من الانسداد. تكمن المخاطرة في استخدام هذه الأباريق في نوعية الماء المستخدم، ففي بعض الحالات قد يحتوي الماء على كيمياويات أو طفيليات أو أميبا، لذلك تنصح هيئة الغذاء والدواء باستخدام المياه المعقمة المباعة في الصيدليات أو غلي ماء الحنفية ومن ثم تبريده واستخدامه في عمل المحلول الملحي لشطف الأنف. أثبتت هذه الطريقة فاعلية في علاج احتقان الأنف الناجم عن التهاب الجيوب الأنفية ونزلات البرد.
- العلاجات والعقاقير الطبية: قد تساعد بعض الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية في علاج احتقان الأنف مثل المسكنات والبخاخات، لكن من الواجب ذكره أن احتقان الأنف قد يصبح في بعض الأحيان أسوأ بعد أن يتوقف الشخص عن استخدام مزيلات الاحتقان لذلك يجب استشارة الطبيب لنتائج أفضل.
حالات احتقان الأنف التي تستوجب مراجعة الطبيب فورًا
تاليًا أبرز الحالات التي تستوجب زيارة الطبيب فورًا:
- انسداد الأنف مع تورم في الجبهة أو العينين أو جانب الأنف أو الخد قد يرافقه عدم وضوح في الرؤية.
- آلام الحلق أو ظهور بقع بيضاء أو صفراء على اللوزتين أو أجزاء أخرى من الحلق.
- خروج إفرازات من الأنف ذات رائحة كريهة من جهة واحدة فقط أو بلون غير الأبيض أو الأصفر.
- سعال يستمر لأكثر من 10 أيام أو مخاطًا أصفر-أخضر أو رمادي.
- استمرار أعراض الاحتقان لمدة تتجاوز الثلاثة أسابيع.
- إفرازات أنفية مصحوبة بالحمى.