تحقيق مسبار
قد يسمع الناس عن تسجيل إصاباتٍ بمرض الحصبة، مما يثير سؤال هل الحصبة معدية للكبار أم لا عند البعض نتيجة خوفهم من الإصابة.
يستعرض المقال التالي العديد من المعلومات حول مرض الحصبة، مراحل الإصابة بالمرض وأنواع الحصبة، بالإضافة إلى الإجابة عن سؤال هل الحصبة معدية للكبار؟
ما هو مرض الحصبة؟
هو مرض فيروسي شديد الانتشار والعدوى، فبحسب منظمة الصحة الدوليةِ كان معدل الوفيات سنويًا نتيجة الإصابة بمرض الحصبة يقارب 2.6 مليون حالة وفاةٍ قبل أن يتم اكتشاف لقاح مضادٍ له، ولا يزال هذا المرض واحدًا من الأسباب الرئيسية وراء موت الأطفال حول العالم، فعلى الرغم من اكتشاف اللقاح إلا أن الوفيات بسببه قد بلغت 134 ألف حالة وفاة عام 2015.
تُعرف الحصبة أيضا باسم "بوحمرون"، وهو مرض ناتج عن الإصابة بفايروس من الفصيلة المخاطية، وتنتقل عن طريق الهواء ورذاذ الأنف والاتصال المباشر مع المريض، حيث يصيبُ أولًا الجهاز التنفسي، ثم ينتقل إلى باقي الجسم ويستقر في الأنف والمخاط، وهذه أبرز الملامح عن هذا المرض:
- لم يتم تسجيل إصابات عند غير البشر.
- يمكن انتقال الفايروس من شخصٍ لآخر حتى أثناء فترة الحضانة.
- يمكن تشخيص المرض عن طريق الطفح الجلدي الذي يصيب الجسم.
- لم يتم اكتشاف علاج لمرض الحصبة بعد الإصابة بالفيروس المسبب لها.
- يبقى الفيروس بحالة نشاطه في الهواء وعلى الأسطح المصابة لساعتين.
- تبلغ فترة حضانة الفيروس 14 يومًا ومن أبرز أعراضه ظهور الطفح الجلدي.
كما ويمكن للفيروس أن يكون معديًا في اليوم الرابع، وبداية تشكل الطفح الجلدي على جسم المريض في اليوم الخامس للإصابة، وعلى الرغم من اكتشاف لقاح فعال يقي من الفايروس، إلا أن الإصابة به قد تسبب مضاعفاتٍ خطيرةٍ ومن ثم الوفاة. والأطفال على وجه الخصوص هم الأكثر عرضةً للإصابة بالحصبة خصوصًا في البلدان التي يعاني أطفالها من سوء التغذية، فحتى مع التغلب على المرض في العديد من البلدان بشكلٍ واسع، إلا أنه مازال خطر الإصابة بالمرض قائمًا.
هل الحصبة معدية للكبار؟
نعم، الحصبة معدية للكبار والصغار، فعلى الرغم من أنه مرضٌ شائع الانتشار عند الأطفال، إلا أن الحصبة معدية للكبار أيضًا، خصوصًا الذين يعانون من نقص التغذية، كما وأن النساء الحوامل هم من أكثر الفئات عرضةً للإصابة.
وبحسب مراكز السيطرة والتحكم على الأوبئة، فإن المضاعفات الناتجة عن الإصابة بداء الحصبة ليست مقتصرةً على الأطفال فحسب وإنما يمكن أيضًا أن يتعرض لها الكبار البالغين فوق سن العشرين، وتبدأ الأعراض عمومًا بالظهور على الكبار في الأسبوع الثاني من التعرض للفيروس:
- تورم في جفون العين بالإضافة إلى سيلان الدموع بشكل كبير.
- العطس المستمر مع وجود سيلان أو انسداد الأنف.
- الإصابة بالحمى الشديدة، وقد ترتفع درجة حرارة المصاب إلى 40 درجة مئوية.
- ظهور بقع صغيرة في الفم بالألوان الرمادية والبيضاء.
- يسعل المريض كثيرًا ويفقد شهيته.
- الإحساس الشديد بالألم بالإضافة إلى حالة إرهاق دائمة يعاني منها المريض.
ومن الأعراض الأخرى التي تظهر على المريض احمرار العيون مع القرحة، وقد تصبح أيضًا أعين المريض حساسة بشكل كبير للضوء، كما وتبدأ بقع الفم بالظهور قبل يوم أو يومين من ظهور الطفح الجلدي على جسم المصاب، حيث تبدأ من الأعلى لتغطي كامل جسمه وبالعادة تستمر لأيام، وقد لا يعاني كافة الأشخاص المصابين من هذه البقع، إلا أن ظهورها بالاضافة إلى الأعراض الأخرى تعد مؤشرًا على اصابة الشخص بمرض الحصبة، ويتَّسم الطفح الجلدي الذي يغطي جسم المصاب بلون بقعه الحمراء والبنية، وتكون إمّا مسطحة أو ذات نتؤات مما تسبب الحكة لدى العديد من المصابين.
وقد تكون أعراض الحصبة مشابهةً لأعراض أمراضٍ أخرى مثل مرض الحميراء أو متلازمة الخد الصفعية، وعند تشخيص المرض يجب تنبيه الطبيب إذا كان المصاب قد تلقى لقاحًا ضد الحصبة أم لا.
مراحل الإصابة بالحصبة
عند الكبار والصغار على حدٍ سواء، تتكاثر الفيروسات المخاطية في الفم والأنف، وعندما يعطس المريض ينتشر الفايروس في الهواء مما قد يعرض شخصًا آخر للإصابة، وهناك العديد من عوامل الخطر التي تؤدي للإصابة بمرض الحصبة:
- إذا لم يكن الشخص قد تلقى لقاحًا ضد فيروس الحصبة من قبل.
- الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين ألف هم أكثر عرضة للعدوى من غيرهم.
- قد يزيد السفر الى البلدان النامية التي تعاني من تفشي الحصبة من احتمالية الإصابة بها.
وتمر العدوى بمرض العدوى بعدة مراحل مختلفة تمتد حتى ثلاثة أسابيع، تبدأ حضانة الفيروس في الأسبوع الثاني وتبدأ الأعراض بالظهور على النحو التالي:
- تبدأ بحمى خفيفةً مصحوبة بسعال وسيلان الأنف، بالإضافة إلى التهاب كل من الحلق والعينين.
- بعد ذلك تبدأ مرحلة الإصابة بالطفح الجلدي، وهو من أهم علامات الحصبة، ويمكن معرفتها من مظهرها، حيث تتكون من بقع ونتؤات متلاصقة ببعضها البعض، وفي الأيام التالية لحضانة الفيروس تبدأ هذه البقع في الوجه لتمتد إلى باقي جسم المريض.
- بعد انتشار الطفح الجلدي في كافة أنحاء الجسم، يبدأ الارتفاع الحاد في درجة الحرارة، حيث تصل حرارة المريض إلى 40 درجة مئوية.
- في الأيام الأخيرة للمرض ومع ارتفاع حرارة الجسم، يبدأ الطفح الجلدي بالتراجع، حيث يتلاشى من القدمين أولًا ليختفي من باقي الجسم تدريجيًا.
- قبل الطفح الجلدي بأربعة أيامٍ تقريبًا وحتى اليوم الرابع من انتشاره في كافة أنحاء الجسم، يبدأ المرض في مرحلة العدوى من شخصٍ لآخر.
أنواع الحصبة
هناك العديد من أنواع الحصبة، فبالاضافة إلى الحصبة التقليدية أو العادية، هناك أنواع أخرى قد تصيب الإنسان وتسببها فايروسات غير النخامية، مثل الحصبة اللانمطية التي قد تصيب الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاحات في صغرهم، أو أولئك الذين تلقوا اللقاحات ما بين عامي 1963 و 1967، ونوعٌ آخر للحصبة هي الحصبة المعتدلة، والتي تكون أقل حدة من الحصبة العادية، وتنتج الإصابة عند الذين تلقوا الغلوبولين المناعي أو الأطفال الذين يعانون من المناعة السلبية.
وأحد الأنواع الأكثر شهرةً هي الحصبة الألمانية، ورغم تشابه الأعراض بين كلٍ من الحصبة الألمانية والحصبة العادية، إلاَّ أنه هناك بعض الاختلافات بينهما:
- يسببها فايروس الروبلا، ومن هنا جاءت تسميتها بالروبلا، بينما الحصبة العادية سببها فايروسات مخاطية.
- فترة حضانة الروبلا أطول من الحصبة العادية، حيث تستمر لما يقارب الثلاثة أسابيع.
- تعتبر الحصبة الألمانية أخف من الحصبة العادية، حيث إن الحصبة العادية حادة جدًا وقد تسبب الوفاة.
كلا النوعين لهما نفس النوع من اللقاحات، كما وتظهر على المصابين بأيٍّ من هذين النوعين نفس الأعراض تقريبًا وأهمها الطفح الجلدي، وهناك الحصبة المعدلة التي قل تسجيل إصاباتٍ بها بعد انتشار اللقاحات، بالإضافة إلى الحصبة النزفية التي انتشرت سابقًا في الولايات المتحدة، ويسبب هذا النوع ارتفاعًا في درجة حرارة الجسم بالاضافة إلى النوبات ونزيف الجلد والأغشية المخاطية.