` `

هل حصوات الحالب خطيرة؟

صحة
18 فبراير 2021
هل حصوات الحالب خطيرة؟
إذا تُركت حصوات الحالب دون علاج، يمكن أن تسد الحالب أو تجعله أضيق (GettY)
صحيح

تحقيق مسبار

تشير الإحصائيات أنّ ما يقارب 8.8% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من حصوات المسالك البولية المختلفة، وبحسب الجمعية  الأمريكية للمسالك البولية فإنه يعاني ما يقارب 10.6% من الذكور و7.1% من الإناث من حصوات المسالك البولية.

يناقش هذا المقال نوع شهير من أنواع حصوات المسالك البولية وهو حصوات الحالب، فما هي حصوات الحالب؟ وما هي طرق علاجها ومنع تشكّلها؟ وهل حصوات الحالب خطيرة؟

 

ما هي حصوات الحالب؟

الحالب هو أنبوب صغير طوله حوالي 25 إلى 30 سنتيمتر، وعرضه بعرض الشريان، يصل بين الكلى والمثانة، لذلك فإنه يوجد حالبين في جسم الإنسان، وتتلخص وظيفة الحالب في حمل البول من الحوض الكلوي إلى المثانة.

أمّا حصوات الحالب فهي بالأصل حصوات كلى قد تحركت من مكان تكوّنها في الكلى واستقرت في الحالب، وهو الجزء الأكثر شيوعًا لتمركز حصوات الكلى فيه، والذي يسبب نوع من الآلام الشديدة غير المحتملة، وتتدرّج أعراض حصوات الحالب حسب حجم الحصوات ومكان استقرارها في الحالب، وقد تصل الأعراض حد الحمى والقيء والألم المستعصي، وفي بعض الحالات قد تحتاج حصوات الحالب لتدخل طبي سريع لمنع تفاقم أعراضها.

 

كيف تتكوّن حصوات الحالب؟

تتشكّل حصوات الحالب بتبلور المعادن الموجودة في البول وتجمّعها معًا لتكوين حصوات ذات أحجام وأشكال مختلفة، وقد تنشأ هذه الحصوات في الأغلب داخل الكلى وتتحرك مع البول عبر الحالبين، ولكن تختلف أنواع الحصوات باختلاف البلورات المكونة لها داخل البول، وهذه هي أشهر أنواع الحصوات تبعًا لمكوناتها:

  1. حصوات الكالسيوم: وهي أشهر أنواع الحصوات، والتي تنشأ بتبلور أوكسالات الكالسيوم (Calcium Oxalate) داخل البول، ويعد الجفاف وتناول الأطعمة الغنية بأوكسالات الكالسيوم أحد أبرز أسباب تشكل هذا النوع من الحصوات.
  2. حصوات حمض اليوريك: يتطور هذا النوع من الحصوات في الرجال بنسبة أعلى منه في النساء، وينشأ عندما يكون البول حمضيًا بالغالب، ويعد هذا النوع من الحصوات من أشهر الأنواع التي قد تصيب مرضى النقرص.
  3. حصوات الستروفيت (Struvite stones): غالبًا ما يكون هذا النوع من الحصوات مرتبطًا بالتهابات الكلى المزمنة، وقد يصيب النساء اللواتي يعانين من التهابات المسالك البولية المتكررة.
  4. حصوات السيستين: وهو النوع الأقل شيوعًا من الحصوات، وعادةً ما يصاب به مرضى اضطراب وراثي يسمى سيستينوريا (Cystinuria)، والذي يحدث عندما يتسرب نوع من الأحماض الأمينية يسمى السيستين (Cystine) من الكلى إلى البول.

 

أعراض حصوات الحالب

عادةً ما يكون الألم هو العرض الأبرز لحصوات الكلى وحصوات الحالب، ويكون الألم إما شديدًا أو محتملًا أو غير محسوس، وذلك تبعًا لحجم الحصوات ومكان استقرارها وحدة أطرافها، ويتركّز الألم في أسفل البطن والذي قد يمتد للخاصرة وتحت الأضلاع، وقد تشمل الأعراض المحتملة الأخرى ما يلي:

  1. ألم أو حرقان عند التبول.
  2. وجود دم في البول.
  3. الرغبة والشعور المتكرر في الحاجة للتبوّل.
  4. الغثيان والقيء.
  5. الحمى

 

تشخيص الإصابة بحصوات الحالب

يتم تشخيص الإصابة بحصوات الحالب بطرق عديدة، وعادةً ما يلجأ أخصائي المسالك البولية للتصوير إذا ما اقترنت مجموعة من الأعراض بالشكوك بالإصابة بحصوات الكلى وحصوات الحالب، وتعد اختبارات التصوير التالية الاختبارات الأكثر شيوعًا في تشخيص تلك الحصوات:

  1. التصوير المقطعي المحوسب: يعد التصوير المقطعي المحوسب عادةً الخيار الأفضل للكشف عن أي حصوات في المسالك البولية، ويستخدم هذا النوع من التصوير الأشعة السينية لخلق صور مقطعية للبطن والحوض، والتي قد تظهر أي إصابة بحصوات الكلى وحصوات الحالب.
  2. التصوير بالموجات فوق الصوتية: على عكس التصوير المقطعي المحوسب، لا يستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية أي أشعة، بل يستخدم موجات صوتية عالية التردد لإنتاج صور من داخل الجسم، والتي يمكن أن تساعد في تحديد حجم ومكان الحصوات، والمساعدة في إيجاد الحل الأمثل لطرق العلاج المحتملة.

 

أسباب الإصابة بحصوات الحالب

يعتقد أن تشكّل حصوات الحالب يكون مدفوعًا بسلسلة من الممارسات الغذائية أو الوراثية أو المرضية، وهذه هي أغلب الأسباب التي يعتقد أنها تقف خلف الإصابة بحصوات الكلى وحصوات الحالب:

  1. تناول كميات غير كافية من السوائل، مما يؤدي إلى انخفاض الناتج البولي بشكل كبير، والذي سيؤدي بدوره إلى تركيز شديد في البول، مما يوفر حالة مواتية لتطوير الحصوات وتشكّلها، ومن الممكن اعتبار هذا السبب أحد أهم أسباب تكوّن تلك الحصوات.
  2.  زيادة امتصاص الكالسيوم داخل الأمعاء، والذي قد يقف وراءه فشل في الآليات التي تنظم امتصاص الكالسيوم في الأمعاء، أو وجود فائض غذائي من الكالسيوم، والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة تركيز الكالسيوم في البول، وازدياد فرص تكون حصوات الكالسيوم في الكلى والحالبين، ولذلك ينصح باتباع نظام غذائي منخفض البروتين والملح.
  3. خلل أنبوبي الغدة الكظرية، والذي يتعلق بقدرة الكلى على تصفية وإعادة الكالسيوم.
  4. التهابات المسالك البولية المزمنة، تعد السبب المباشر لتشكّل حصوات الستروفيت في الكلى والحالبين.
  5. الإصابة بعدوى بعض الكائنات الدقيقة للجهاز البولي، والتي تحول اليوريا إلى الأمونيا، حيث تجتمع الأمونيا مع المغنيسيوم والفوسفات لبلورة وتشكيل حصوات الحالب.
  6.  البول الحمضي، والذي قد يكون نتيجة اتباع نظام غذائي غير صحي.
  7.  الإصابة ببعض الأورام الخبيثة، قد يساهم في زيادة فرص تشكل حصوات الحالبين.
  8. . عيوب التمثيل الغذائي، تسبب ارتفاع مستويات الأحماض الأمينية مثل السيستين، والتي تقف مباشرة خلف الإصابة بحصوات السيستين.
  9.  بعض الأدوية، قد تغيّر بعض الأدوية من تركيز العناصر في البول، مما قد يتسبب بشكل غير مباشر بتشكّل حصوات الكلى والحالبين.

 

هل حصوات الحالب خطيرة؟

تشير الأبحاث إلى أنّ أغلب الحصوات البولية المختلفة قد تحل دون علاج ودون أن تشكّل تهديد فعلي على الحياة، حيث أنها ستخرج وحدها مع البول عند الإكثار من تناول السوائل، لكن خروجها قد يسبب بعض الآلام تبعًا لحجمها ومكان مرورها عبر المناطق الضيقة في المسالك البولية ومدى حدة أطرافها، فالحصوات الصغيرة يكون خروجها أسلس من خروج الحصوات الأكبر حجمًا بحسب ما تشير الدراسات، وقد تختلف خطة علاج حصوات الكلى والحالبين، تبعًا لحجم تلك الحصوات ومكان استقرارها، وهذه هي أغلب طرق العلاج التي قد يتبعها الأخصائي فيما إذا كانت الحصوات كبيرة ويصعب خروجها مع البول:

  1. تدعيم الحالب: ويتم بتمرير أنبوب صغير وناعم من البلاستيك إلى الحالب حول الحصوات، مما يسمح للبول بتجاوز الحصوات، لكن هذا أحد الحلول المؤقتة، والذي يتم إجراؤه جراحيًا تحت التخدير، وهي إحدى طرق العلاج منخفضة المخاطر، والتي لا بد أن يتبعها إجراء لإزالة أو تفتيت الحصوات.
  2. وضع أنبوب متصل بالكلية: حيث يمكن لهذا الخيار تخفيف الألم مؤقتًا عن طريق وضع أنبوب متصل مباشرة بالكلية من خلال الظهر باستخدام التخدير، ويكون هذا الخيار شائعًا إذا ما ترافقت أعراض الإصابة بحصوات الحالب بالحمى أو انسداد في المسالك البولية.
  3. موجات الصدمة: يستخدم هذا الإجراء موجات صدمة مركزة ومتتالية لتفتيت الحصوات إلى قطع أصغر، والتي يمكن أن تمر بعد ذلك عبر بقية المسالك البولية والخروج من الجسم دون أي مساعدة إضافية.
  4. تنظير الحالب: يكون بمد أنبوب رفيع في مجرى البول، ليصل إلى الحالب، مما يُمكّن الأخصائي من رؤية الحصوات، وإزالتها مباشرة أو تقسيمها وتفتيتها باستخدام الليزر إلى قطع أصغر يمكنها الخروج من تلقاء نفسها. 
  5. استخراج الحصوات جراحيًا عن طريق الجلد.
  6. العلاج الطبي الطارد (MET): هذا النوع من العلاج ينطوي على استخدام حاصرات ألفا لمساعدة الحصوات على المرور، ومع ذلك، هناك نسبة مخاطر يجب مراعاتها عند اللجوء لهذا الخيار، حيث أنّ حاصرات ألفا تعمل على خفض ضغط الدم.

 

لكن وعلى الرغم من الخطر المتدني الذي تشكله حصوات الحالب في أغلب الحالات، فإنها إذا تُركت دون علاج، يمكن أن تسد الحالب أو تجعله أضيق، وهذا يزيد من خطر تراكم البول وارتداده نحو الكلى، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الكليتين، لكن هذه المشاكل نادرة الحدوث، ذلك لأن معظم حصوات الكلى يتم علاجها قبل أن تسبب أي مضاعفات تذكر.

 

كيف يمكن الحد من خطر الإصابة بحصوات الحالب؟

لا يوجد هناك ممارسات تقلل خطر الإصابة بحصوات الحالب وحصوات الكلى بصورة مؤكدة بنسبة مئة في المئة، لكن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها للحد من فرصة تشكّل الحصوات، وهذه هي أبرزها:

  1. تناول كميات وافرة من السوائل.
  2. التقليل من تناول الملح والبروتين، التي من شأنها رفع مستويات حمض اليوريك في البول، وزيادة فرص تشكل الحصوات.
  3. الحد من الأطعمة الغنية بأوكسالات الكالسيوم، حيث أنّ الإفراط في تناولها يمكن أن يزيد من فرص تشكل حصوات الكالسيوم في الكلى والحالبين.
  4. تحقيق حالة من التوازن في استهلاك الأغذية الغنية بالكالسيوم، بحيث تحد من تشكل الحصوات وفي نفس الوقت تحافظ على صحة العظام.
  5. مراجعة الأدوية التي يتم استخدامها باستمرار مع الطبيب، فمن شأن بعض الأدوية زيادة فرصة تشكّل الحصوات، ويشمل ذلك أيضًا المكملات الغذائية التي يتم تناولها.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على