تحقيق مسبار
مع انتشار عروض صالونات التجميل بإصلاح الشعر باستخدام الكيراتين، يتساءل الكثيرون هل الكيراتين مضر بالشعر أم لا.
سيقوم المقال بإعطاء نبذة عن مادة الكيراتين وأشكاله ومصادره، وسيجيب على سؤال هل الكيراتين مضر بالشعر؟ وما هي أضرار الكيراتين الأخرى؟
ما هو الكيراتين؟
الكيراتين هو أحد أنواع البروتين الذي يدخل في تكوين الشعر والجلد والأظافر والغدد، كما يمكن العثور عليه أيضًا في الكثير من أعضاء الجسم. ويتم استخلاص الكرياتين من ريش وقرون وصوف الحيوانات المختلفة واستخدامه كعنصر في مستحضرات تجميل الشعر، نظرًا لأن الكيراتين مكون أساسي في هيكلة الشعر. ويعتقد بعض الناس أن مكملات الكيراتين ومنتجاته وعلاجاته يمكن أن تساعد في تقوية الشعر وجعله يبدو أكثر صحة، لكن بشكل عام لا ينصح بأخذ مكملات الكيراتين بدون استشارة الطبيب المعالج.
الكيراتين التجميلي للشعر
يَعد علاج الشعر بالكيراتين بتحسين مظهر الشعر بشكل عام. إذ يعالج الكيراتين التجميلي حالات الشعر المنكوش والباهت ليبدو الشعر أكثر لمعانًا وسمكًا وحيوية بعد العلاج. كذلك يختصر علاج الشعر بالكيراتين تصفيف الشعر باستخدام الحرارة (السشوار) أو مكواة الشعر المعروفة (Straightener)، إذ أنّه بعد علاج الشعر بالكيراتين يكفي فقط تمشيطه بعد غسله ليبدو الشعر دائمًا كما لو أنه مصفف بالحرارة. كما أن علاج الشعر بالكيراتين يلعب دورًا في الحصول على شعر أطول، وذلك بفضل علاجه لنهايات الشعر المتقصفة، حيث لا حاجة إلى قص الشعر للقضاء على تقصف الأطراف.
تتعدد أسماء العلاج بالكيراتين، فيسمى أحيانًا بالبروتين أو العلاج البرازيلي أو السشوار الدائم أو التمليس الدائم، والحقيقة أن الإجراء هو نفسه تقريبًا، لكن الذي يختلف هو نسب مادة الكيراتين الفعالة والتسميات بين العلامات التجارية المتعددة.
عند علاج الشعر بالكيراتين، في البداية يُغسل الشعر ويجفف، ثم تُفرد مادة الكيراتين على الشعر وتُترك لفترة لا تتجاوز الساعة، بعد ذلك يقوم مصفف الشعر بإدخال المادة إلى داخل الشعرة باستخدام مكواة الشعر، ثم تترك المادة على الشعر وتُغسل بعد يومين تقريبًا. بعد غسل الشعر يبدو الشعر بالفعل بحالة أفضل وأكثر لمعانًا، ومن المتوقع أن يستمر مفعول مادة الكيراتين على الشعر فترة تتراوح بين 4-6 شهور، حسب جودة العلامة التجارية وخبرة الشخص الذي يقوم بالمعالجة وطرق العناية بالشعر بعد العلاج، إذ يتطلب استخدام أنواع معينة من مستحضرات العناية.
هل الكيراتين مضر للشعر؟
حسب مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية فإن الكيراتين غير مضر بالشعر، لكن مصدر الضرر هو وجود مادة الفورمالديهايد (Formaldehyde) في تركيب علاجات تمليس الشعر مثل الكيراتين بنسب متفاوتة.
الفورمالديهايد غاز عديم اللون ذو رائحة قوية يشكل خطرًا على الصحة عند استنشاقه في الرئتين أو عند دخوله إلى العينين أو الجلد. ويتصاعد الغاز من علاج الكيراتين المفرود على الشعر عند استخدام مكواة الشعر.
ووفقًا للمعهد الوطني الأمريكي للسرطان، فإن مادة الفورمالديهايد تُشكل خطرًا على الصحة عندما يتواجد في الهواء بمستويات تتجاوز 0.1 جزء في المليون. وتتفاوت حساسية الأشخاص تجاه الفورمالديهايد، فقد نجد أنّ البعض حساس للغاية للفورمالديهايد، في حين أن البعض الآخر ليس لديهم رد فعل عند التعرّض إلى نفس التركيز من مادة الفورمالديهايد. ويسبب الفورمالديهايد الضرر للمتواجدين في المكان من العاملين ومتلقي الخدمة.
يعاني البعض من آثار الفورمالديهايد التي قد تكون على شكل:
- حرقان في العين والأنف والحنجرة.
- السعال والصفير.
- ضيق النفس.
- الغثيان.
- تهيج الجلد.
تم تصنيف الفورمالديهايد أيضًا على أنه مادة مسرطنة من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان عند التراكيز العالية أو عند التعرض له لفترات طويلة، حيث تم ربط الفورمالديهايد بأنواع معينة من السرطانات. لذلك تعتبر علاجات تمليس الشعر خطرة على متلقي الخدمة والعاملين في مراكز تصفيف الشعر على حد سواء، خصوصًا إذا ما كانت التهوية في المركز سيئة، فيزداد تركيز الفورمالديهايد في المكان.
ما هي أشكال الفورمالديهايد الأخرى؟
حسب مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية، فقد لا تَذكر بعض الملصقات الموجودة على منتجات تمليس الشعر اسم مركب الفورمالديهايد بشكل واضح، لكن المؤسسة تنصح بالتحري والسؤال عن وجود المادة باسمها الأصلي الفورمالديهايد (Formaldehyde) أو بمسميات أخرى مثل الفورمالين (Formalin) أو مادة الإيثيلين جلايكول (Ethylene glycol) على ملصقات منتجات العناية بالشعر. وتنصح المؤسسة بالابتعاد عن علاج الشعر باستخدام منتجات تحتوي على تلك المواد للأضرار التي قد تلحقها.
المصادر الطبيعية للكرياتين
بعد ذكر أضرار مادة الفورمالديهايد الضارة المصاحبة لمعظم علاجات الكيراتين الخاصة بالشعر، لا بد من ذكر بعض الأصناف الغذائية المفيدة التي تحتوي على محفزات إنتاج الكيراتين الطبيعي في الجسم. بشكل عام فإن الأغذية التي تحتوي على عناصر البيوتين والـ (L-cysteine) والزنك وفيتامين أ وفيتامين سي تعمل كمحفزات للكرياتين.
تاليًا أبرز مصادر محفزات الكرياتين الطبيعي في الجسم:
- البيض: يعتبر البيض مصدرًا رائعًا للبيوتين، وهو عنصر غذائي أساسي يشارك في تحفيز إنتاج الكيراتين. وتوفر بيضة واحدة مطبوخة 10 ميكروغرام من البيوتين، أي 33٪ من القيمة اليومية الموصى بها حسب مراجعة منشورة على الموقع الخاص ببحوث التغذية الأمريكي.
- السلمون: يعتبر سمك السلمون أيضًا مصدرًا غنيًا بالبيوتين الهام لتحفيز إنتاج الكيراتين في الجسم، إذ يحتوي 100 غم من سمك السالمون المعلب المحفوظ في الماء على 17% من متطلبات الجسم اليومية من البيوتين حسب مراجعة منشورة على الموقع الخاص ببحوث التغذية الأمريكي تتعلق بالبيوتين و قدرته على تحفيز الكيراتين في الجسم.
- البطاطا الحلوة: تعتبر البطاطا الحلوة غنية بفيتامين أ. وبحسب موقع بيانات الغذاء الأمريكي فإن حبة بطاطا واحدة متوسطة الحجم تزن 130 غم توفر 921 ميكروغرام من فيتامين أ، أي 100% من الكمية الموصى بها يوميًا. كما تعد البطاطا الحلوة مصدرًا جيدًا لفيتامين سي، وتوفر كمية صغيرة من الزنك. ويحتوي نصف كوب من البطاطا الحلوة المطبوخة على 2.4 ميكروغرام من البيوتين، مما يوفر 9 ٪ من القيمة اليومية.
- المانجو: تعتبر فاكهة المانجو غنية بفيتامين أ وفيتامين سي، وكلاهما مهم في إنتاج الكيراتين. إذ توفر حبة مانجو تزن 337 غم 136% من حاجة الجسم اليومية من فيتامين سي و20% من احتياجات الجسم من فيتامين أ حسب موقع بيانات الغذاء الأمريكي.
- الثوم: يحتوي الثوم على مركب (N-acetyl cysteine) الذي يساعد في إنتاج الكيراتين، والذي يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة الجلد ومساعدة الجسم على استقلاب البيوتين. وجدت دراسة أجريت سنة 2016 على الحيوانات أن الثوم يساعد في حماية الخلايا الكيراتينية من التلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية. كما أشارت الدراسة أن الباحثون بحاجة إلى مزيد من الأدلة في الدراسات الحيوانية أو البشرية لتأكيد نتائج الدراسة الحالية.
- الجزر: يحتوي الجزر على نسبة عالية من فيتامين أ. وبحسب مراجعة منشورة على موقع بحوث التغذية الأمريكي فإن نصف كوب من الجزر النيء يوفر 459 ميكروغرام من فيتامين أ، ما يمثل 51٪ من القيمة اليومية الموصى بها. كما وتحتوي جزرة واحدة متوسطة الحجم أيضًا على 4% من حاجة الجسم اليومية من فيتامين سي، بالإضافة إلى 1% من احتياج الجسم اليومي من الزنك 1% و4% من كمية فيتامين ك اليومية، بحسب موقع بيانات الغذاء الأمريكي.
