تحقيق مسبار
تعد فترة الحمل فترة حرجة وحساسة في حياة الأم، فتحرص على أن تقوم بكل ما هو مفيد لها ولمولودها خلال تلك الفترة. وتختلف الآراء في تحديد ما هو مفيد وما قد يكون ضار للأم الحامل مما يبعث على الحيرة.
يتطرق المقال إلى أهمية ممارسة الرياضة للسيدة الحامل بشكل عام ومعرفة هل المشي مفيد للحامل وما هي أهميته وفوائده، كذلك تقديم بعض النصائح للأم الحامل لممارسة الرياضة بشكل آمن وصحيح.
ممارسة الرياضة خلال الحمل
تؤكد جميع المصادر الطبية على أهمية ممارسة الرياضة للأم الحامل بشرط استشارة الطبيب المختص المشرف على حالة الأم خلال فترة الحمل، فهو يستطيع تقدير وضع الأم الصحي وما هو نوع الرياضة المناسب لكل حالة، وقد ينصح الطبيب بتجنب الرياضة في بعض حالات الحمل الحرجة. لكن بشكل عام تُنصح الأمهات بممارسة بعض أنواع الرياضة الخفيفة أثناء فترة الحمل كي يصبحن أكثر نشاطًا ولياقة، كما أن ممارسة الرياضة تُمكّن السيدة الحمل من التكيف بشكل أفضل مع التغيرات المستمرة على شكل ووزن الجسم أثناء فترة الحمل، كذلك تساعد ممارسة الرياضة أثناء الحمل على التعامل مع أعراض المخاض وفي أن تعود الأم إلى وزنها السابق بشكل أسرع.
هل المشي مفيد للحامل؟
نعم، المشي مفيد للحامل، إذ يُعد المشي أحد أفضل التمارين الرياضية التي تنصح الأمهات الحوامل بممارستها، فهو يعد تمرين مثالي للحامل. والمشي مفيد للحامل لأنّه يساعد في الحفاظ على اللياقة البدنية للسيدة الحامل دون الحاجة إلى معدات رياضية متخصصة ودون الحاجة للذهاب إلى النادي الرياضي. كذلك بإمكان الحامل ممارسة رياضة المشي بالتحديد مع أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء لتضيف بعض المتعة أثناء التمرين. تستطيع السيدة الحامل البدء برياضة المشي كنشاط بدني منذ بداية أشهر الحمل الأولى وحتى الولادة حتى إن لم تكن تمارس الرياضة قبل الحمل، لكن لا بد من استشارة الطبيب المختص أولًا.
تاليًا أبرز فوائد ممارسة الرياضة ومنها رياضة المشي لصحة السيدة الحامل:
- تقليل فرص حصول مضاعفات أثناء الحمل: وجدت دراسة أُجريت سنة 2017 أن السيدات اللواتي مارسن الرياضة أثناء الحمل كن أقل عرضة للإصابة بسكري الحمل وأقل عرضة لإجراء عمليات قيصرية غير مخططة من النساء اللواتي لم يقمن بممارسة الرياضة. كذلك فإن ممارسة الرياضة أثناء الحمل تقلل من زيادة الوزن الحاصلة نتيجة الحمل، وبالتالي تُقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض المترتبة على تلك الزيادة في الوزن.
- تقليل فرص حدوث مضاعفات أثناء الولادة: تربط الأبحاث بين ممارسة الرياضة ومنها رياضة المشي وبين تقليل مضاعفات الولادة الحاصلة نتيجة زيادة في وزن الأم الحامل أو المولود نفسه. في دراسة أجريت على النساء في إسبانيا، اكتسبت النساء اللواتي مارسن الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع وزنًا أقل أثناء الحمل، وكنّ أقل عرضة لإنجاب أطفال كبيري الحجم (أو أطفال يزنون أكثر من تسعة أرطال عند الولادة). يمكن أن يؤدي إنجاب طفل ثقيل الوزن بدوره إلى مضاعفات لكل من الأم والطفل أثناء الولادة.
- التأثير الإيجابي على الصحة النفسية: يعتبر الحمل من المراحل الحرجة نفسيًا للسيدة الحامل، حيث تكون النساء عرضة للإصابة بالاكتئاب في تلك المرحلة. وجدت دراسة أنّ ممارسة الرياضة أثناء الحمل تقلل من الاكتئاب وتفرز مادة الإندورفين (Endorphin) في الجسم، التي من شأنها تحسين الحالة المزاجية مع تقليل التوتر والقلق.
- التخفيف من مشاكل الهضم المرتبطة بالحمل: يعتبر المشي مفيدًا للحامل لأنّه يساعد في التخفيف من مشاكل الهضم المرتبطة بالحمل ومنها مشكلة الإمساك، حيث أن المشي لمدة تتراوح بين 10-30 دقيقة يقل من حدة المشكلة ويجعل حركة الأمعاء أفضل.
- فوائد أخرى للمشي والرياضة: من بين الفوائد المتعددة الأخرى للمشي والرياضة التخفيف من آلام الظهر والتقليل من دوالي الساقين وتحسين الدورة الدموية وزيادة معدل ضربات القلب بشكل مطرد والحفاظ على مرونة الجسم وقوته وتحضير العضلات للمخاض والولادة ومنع تجلط الأوردة العميقة وتحسين النوم وتقليل الحاجة إلى الأدوية ومسكنات. الآلام وتسريع الشفاء بعد الولادة.
نصائح لممارسة الرياضة بشكل آمن للسيدة الحامل
على الرغم من كون المشي مفيدًا للحامل ورياضة للسيدات الحوامل، لكن لا بد من أخذ بعض الاحتياطات لنشاط بدني آمن للسيدة الحامل. تاليًا أبرز الاحتياطات التي يجب على النساء الحوامل مراعاتها أثناء التمرين:
- التقييم الذاتي للإجهاد: تنصح السيدة الحامل بعمل تقييم ذاتي لمعرفة درجة إجهاد الجسم من التمارين. ويمكن للسيدة الحامل تقييم نفسها من خلال تقييم التحدث، إذ يجب أن تكون السيدة الحامل قادرة على التحدث بجمل كاملة دون الحاجة إلى الاستنشاق والنفخ واللهاث لمجرد إخراج عبارات قصيرة. كذلك فإن النبض الذي يزيد عن 100 نبضة في الدقيقة بعد خمس دقائق من التمرين يعني أن الجسم مُجهَد ومن الأفضل في تلك الحالة إبطاء التمرين.
- المحافظة على ترطيب الجسم: تُنصح السيدة الحامل بشرب الكثير من الماء قبل وأثناء التمرين وبعده لتجنب أعراض الجفاف. تشمل علامات الجفاف الدوخة وسرعة أو خفقان القلب والتبول بكميات صغيرة أو وجود بول أصفر داكن.
- ارتداء الملابس الرياضية المناسبة: تُنصح السيدة الحامل بارتداء ملابس فضفاضة وحذاء مناسب وحمالة صدر رياضية لتوفر الدعم اللازم وحماية الثدي، كذلك ارتداء حزام دعم البطن ليقلل من الشعور بعدم الراحة أثناء المشي أو الجري.
- تجنب التعرض لدرجات الحرارة العالية: تُنصح السيدة الحامل بتجنب التعرض للحرارة الزائدة خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. كما تُنصح السيدة الحامل بشرب الكثير من الماء وممارسة الرياضة في غرفة يمكن التحكم بدرجة حرارتها. ويُنصح بعدم ممارسة الرياضة في الخارج عندما يكون الجو حارًا جدًا أو رطبًا.
- تجنب بعض الوضعيات أثناء التمرين: تُنصح السيدة الحامل بتجنب الوقوف بلا حراك أو الاستلقاء على الظهر قدر الإمكان. عند الاستلقاء على الظهر يضغط الرحم على وريد كبير يعيد الدم إلى القلب ويسبب انخفاض في ضغط الدم. كذلك يمكن أن يتسبب الوقوف بلا حراك في تجمع الدم في ساقيك وقدميك وانخفاض ضغط الدم لفترة قصيرة.
حالات تستدعي التوقف عن ممارسة الرياضة
في بعض الأحيان يمنع الطبيب المعالج السيدات الحوامل من ممارسة الرياضة إما لخصوصية حملهن أو لتغييرات تطرأ على الحمل تجعل ممارسة الرياضة عمومًا خطرًا أثناء الحمل. تالياً أبرز الحالات الخاصة التي تُمنع من ممارسة الرياضة أثناء الحمل:
- في حال كانت المرأة الحامل مصابة بأنواع معينة من أمراض القلب والرئة.
- عندما تكون الأم حامل بتوأم أو ثلاثة أو أكثر مع وجود عوامل خطر الولادة المبكرة.
- حالات انزياح المشيمة الحاصلة بعد الأسبوع 26 من الحمل.
- تعرض الأم لحالات المخاض المبكر أثناء الحمل أو تمزق الأغشية أثناء الحركة.
- في حال حصول تسمم الحمل أو ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل.
- حالات فقر الدم الشديد.
يجد الإشارة هنا أن بعض الأحمال قد تكون طبيعية وتستطيع السيدة خلالها ممارسة المشي والرياضة، لكن قد تظهر بعض العلامات لاحقًا تستوجب على المرأة الحامل التوقف عن ممارسة الرياضة والتواصل مع الطبيب فورًا. تاليًا أبرز الأعراض التي تستدعي إيقاف ممارسة الرياضة:
- الشعور بالغثيان.
- ارتفاع حرارة الجسم.
- حالات الجفاف.
- نزول إفرازات مهبلية أو نزيف دموي.
- ألم في منطقة الحوض والبطن.
