تحقيق مسبار
يبحث الكثيرون عن مشروب يهدئ ضربات القلب، إذ يتعرض الإنسان لبعض المواقف التي يجد فيها نبضات قلبه تتسارع بطريقة يعجز عن السيطرة عليها أو التحكم بها، وقد لا يعير أحدهم اهتمامًا بهذا التسارع ولا يُلاحظ إلا في حال معاودة الظهور مرة أخرى.
يسَتعرض هذا المقال حالة تسارع ضربات القلب وأسبابها وكيفية التعامل معه، وسيرى فيما إذا كان هناك مشروب يهدئ ضربات القلب مثبت عليميًا.
تَسارع ضَربات القلب
يقصد بخَفقان القَلب أو التَسارع هو أن تصبح دَقات القلب أقوى بشكل ملحوظ فيشعر الشخص أن قلبه ينبض بطريقة غير معتادة أو يشعر بنبض إضافي أو ضائع، ويتركز الشعور في منطقة الحلق والرقبة. تُعرف هذه الضربات بالضَربات المُنتبذة وهي لا تدعو للقلق عادةً. وعلى الرغم من كَون الخفقان أو التسارع مزعجًا ومثيرًا للقلق، لكنه في معظم الحالات غير ضار ولا يمثل علامة على وجود مشكلة خطيرة. وفي أغلب الأحيان يذهب التسارع من تلقاء نفسه فلا يحتاج إلى علاج بالأدوية، مع هذا يجب التوجه مباشرة إلى الطبيب المختص للتأكد من أن التسارع الحاصل هو حالة عابرة وغير مرتبط بأسباب مرضية خطرة أو متعلقة ببعض أمراض القلب.
أسباب تسارع ضربات القَلب
في معظم الحالات يكون التسارع عَرضيًا ويَرتبط ببعض الممارسات اليومية التي يقوم بها الشخص. وفي حالات نادرة يكون التسارع في ضربات القلب علامة على حالة مَرضية أكثر خطورة خاصة إذا صاحب التسارع أحد الأعراض التالية:
- ضيق في النفس.
- دوخة.
- ألم في منطقة الصدر.
- حالة إغماء وغياب عن الوعي.
أما عن أمراض القلب والحالات التي تَرتبط بتسارع ضربات القَلب فهي:
- التعرض لنوبة قلبية سابقة.
- أمراض الشريان التاجي.
- حالات السكتة القلبية.
- مشاكل صمام القلب.
- مشاكل تشريحية في عضلة القلب.
تالياً أبرز حالات تسارع ضربات القلب غير المرتبطة بأمراض واعتلالات القلب الوظيفية:
- مشاعر قوية لا يمكن للشخص التحكم بها أو تهدئتها، مثل القلق والخوف والتوتر، وتحدث غالبًا مع نوبات القلق والهلع.
- ممارسة نشاط بدني قوي وعالي الفاعلية.
- تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة وغيرها.
- تعاطي النيكوتين (التدخين) أو الكحول والمخدرات مثل الكوكايين والأمفيتامينات.
- بعض الحالات الطبية المرتبطة بالتسارع في نبضات القلب، مثل أمراض الغدة الدرقية وانخفاض مستوى السكر في الدم وفقر الدم وانخفاض ضغط الدم والحمى والجفاف الناجم عن انحدار مستوى الترطيب في الجسم.
- التغيرات الهرمونية أثناء الحيض أو الحمل أو قبل انقطاع الطمث. في بعض الأحيان، يكون خفقان القلب أثناء الحمل من علامات فقر الدم.
- تناول بعض المكملات العشبية والغذائية، لذا يجب استشارة الطبيب قبل تناول تلك المكملات.
- اختلال مستويات الإلكترولايت في الجسم.
- الحساسية لبعض الأطعمة تُحدث أحيانًا تسارع في ضربات القلب، لذلك من الواجب توخي الحذر خاصة في حالات ارتياد المطاعم إذ يجب الحرص على معرفة مكونات الطعام. كما أنّ بعض الأشخاص يتعرضون لحالات تسارع نبضات القلب بعد الوجبات الثقيلة الغنية بالكربوهيدرات أو السكر أو الدهون، وفي بعض الأحيان يمكن أن يؤدي تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الغلوتامات أحادية الصوديوم (MSG) أو النترات أو الصوديوم إلى إحداث التسارع.
هل هناك مشروب يهدئ ضربات القلب؟
نعم هناك بعض المشروبات التي من شأنها أن تهدئ ضربات القلب بطريقة طبيعية. تالياً أبرز تلك المشروبات:
- الماء: يمكن أن يكون الجَفاف مُسببًا لتسارع نبضات القلب. وذلك لأن الدم يحتوي على الماء، وعندما يصاب الشخص بالجفاف يصبح قوام الدم أكثر سمكًا، مما يستدعي أن يقوم القلب بجهد إضافي لتحريكه عبر العروق، فيؤدي ذلك إلى زيادة معدل ضربات القلب. لذلك يُنصح بتناول الماء بانتظام لتجنب حدوث الخفقان أو التسارع. وبذلك يكون الماء مشروبًا يهدئ ضربات القلب إذا كان المسبب لزيادتها الجفاف.
- شاي عشبة ذنب الأسد (Motherwort): تستخدم عشبة ذنب الأسد تقليديًا كمشروب يهدئ ضربات القلب. في المساعدة في تقليل معدل ضربات القلب السريع أو غير المنتظم الناجم عن التوتر أو القلق. وعلى الرغم من ذلك فإن الدراسات تتضارب في اثبات تأثير العشبة على البشر فهي لا تزال مستخدمة. أظهرت دراسة منشورة أجريت على أنابيب الاختبار والحيوانات أن مستخلص عشبة ذنب الأسد له تأثيرات مضادة لاضطرابات النظم عند الحيوانات، مما يشير إلى أنه يمكن أن يساعد في خفض معدل ضربات القلب المرتفع. ومع ذلك لم يتم ملاحظة هذه التأثيرات على البشر، مما يستدعي البحث أكثر في تأثير العشبة على البشر.
وفي دراسة أُخرى استمرت 28 يومًا أُجريت على 50 بالغًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم والقلق، وجدت الدراسة أن تناول مكملات مستخلص عشبة ذنب الأسد يقلل من معدل ضربات القلب ويؤدي إلى تحسن كبير في مستويات ضغط الدم، لكن التغيير كان ضئيلًا والدراسة صغيرة ولم يتم تكرار نتائج مماثلة بعد. وعلى على الرغم من محدودية الأبحاث في هذا المجال، فقد وافقت بعض الدول الأوروبية على استخدام العشبة لدعم صحة القلب والمساعدة في علاج فرط نشاط الغدة الدرقية والتوتر والقلق.
ولتحضير الشاي من عشبة ذنب الأسد، تخلط ملعقتين من أوراق ذنب الأسد المجففة مع كوبين من الماء المغلي، ويترك مدة لا تزيد عن 10 دقائق، ثم يصفى الشاي ويشرب بعد التحلية بالعسل لطعمه المر.
- عشبة بلسم الليمون: وجدت دراسة أن المستخلص المائي لأوراق عشبة بلسم الليمون قد يكون دواءً عشبيًا مناسبً وآمنًا لعلاج الخفقان الحميد غير المرتبط بأمراض القلب العضوية، إنما تسارع القلب الناجم عن القلق والهلع، إذ تمتلك عشبة الليمون تأثيرًا في تهدئة نوبات القلق.
ولعمل شاي عشبة بلسم الليمون تضاف ملعقة صغيرة من أوراق بلسم الليمون المجفف إلى كوب من الماء الساخن، ثم يُغطى ويُترك 5 - 10 دقائق. قد يكون من المفيد أيضًا إضافة العشبة إلى روتين الطهي. ومن المهم استشارة الطبيب أيضًا قبل البدء بشرب شاي عشبة الليمون أو إضافته إلى وصفات الطهي.
- أوراق عشبة الزعرور الصيني: يستعمل شاي عشبة الزعرور الصينية تقليديًا كمشروب يهدئ ضربات القلب وخصوصًا لتنظيم إيقاع ضرباته المتسارعة. وعلى الرغم من وجود دراسة أجريت على الفئران أثبتت فاعلية هذه العشبة في تنظيم ضربات القلب، إلا أن آلية العمل لا تزال غير واضحة بالنسبة للبشر.
ممارسات أخرى تُهدئ ضربات القلب
بالإضافة إلى مجموعة المشروبات التي تهدئ ضربات القلب، يوجد بعض الممارسات التي يستطيع الشخص القيام بها لتهدئة ضربات القلب. تاليًا أبرز تلك الممارسات:
- السيطرة على نوبات القلق والتفكير المفرط: ممارسة بعض العادات المفيدة مثل التأمل وممارسة اليوجا وتمارين التنفس وقضاء الوقت في الهواء الطلق، كذلك محاولة تفريغ الأفكار عن طريق الكتابة، كل تلك الممارسات تساعد على تهدئة القلق والتوتر المفرط الذي يرتبط بتسارع ضربات القلب.
- استبعاد بعض الممارسات من الروتين اليومي: التوقف عن القيام ببعض الممارسات التي تقود إلى اضطراب ضربات القلب، مثل التدخين وتعاطي المخدرات وتناول المشروبات المنبهة التي تحتوي على الكافيين كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية، كذلك تعاطي الأدوية قاطعة الشهية.
- استبعاد بعض الأدوية والعقاقير: الحصول على استشارة طبية من أجل استبعاد بعض الأدوية والعقاقير التي ترتبط بتسارع ضربات القلب، مثل بعض أدوية الاكتئاب وأدوية ضغط الدم المرتفع، كذلك بعض الأدوية التي توصف لنزلات البرد والسعال وأدوية الغدة الدرقية وبعض أنواع أدوية التحسس وبعض أنواع مضادات الالتهاب.
- الحفاظ على توازن الكهارل في الجسم: تساعد الكهارل في تحريك الإشارات الكهربائية في جميع أنحاء الجسم بانتظام. الإشارات الكهربائية مهمة لعمل القلب بشكل صحيح. تتضمن تلك الكهارل البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم ويمكن الحصول عليها من مصادرها الطبيعية في بعض أنواع الأغذية، مثل الأفوكادو والموز والبطاطا الحلوة والسبانخ التي تعتبر مصادر مهمة للبوتاسيوم. كما يُنصح بتناول المزيد من الخضار الورقية ومنتجات الألبان والمكسرات والأسماك، إذ تعتبر مصدرًا مهمًا للمغنيسيوم.