تحقيق مسبار
تتخذ القرفة ركنًا أساسيًا في المطابخ العربية وغير العربية، الأمر الذي جعلها محط تساؤلات كثيرة. أحد أهم هذه التساؤلات: هل القرفة ترفع الضغط؟
هذا المقال يتحدث عن نبات القرفة، ويستعرض أهم فوائد وأضرار القرفة. ويجيب على سؤال: هل القرفة ترفع الضغط؟
القرفة
تعد القرفة أحد التوابل العطرية وهي من الفصيلة الغارية (Lauraceae). تتميز بكونها ذات رائحة مميزة وتدخل في صناعة الطعام والحلويات والمشروبات، كما وتعد علاجًا لعدد من الأمراض الجسمانية.
استُخدِمَت القرفة قبل 2800 سنة قبل الميلاد في أغراض عدة كالدهن والتحنيط ومعالجة أمراض الجهاز التنفسي والهضمي.
يتم الحصول على القرفة من اللحاء الداخلي لأشجار القرفة، إذ يتم تجفيفها وطيها على شكل لفائف لتصبح أعواد تسمى بأعواد القرفة. وتعتبر كل من إندونيسيا والصين وفيتنام وسريلانكا أهم الدول المصدرة للقرفة في العالم.
أنواع القرفة
هناك أكثر من نوع للقرفة، لكن هناك نوعان معروفان وهما.
- القرفة السيلانية (Cinnamomum verum)، وتتميز فيما يأتي:
- تسمى أيضًا بالقرفة الحقيقية، وتعد المناطق الجنوبية من دولة الهند وسيريلانكا المواطن الأصلية لها.
- أهم ما يميز القرفة السيلانية لونها البني المائل للأسمر، وأعوادها الرفيعة والناعمة.
- تعتبر قرفة سيلان غالية الثمن، وذلك لأنها أقل شيوعًا.
- تُعد القرفة السيلانية مناسبة في صنع الحلويات كونها لا تحتوي على المذاق اللاذع وتميزها بنكهتها الخفيفة.
- يحتوي الزيت الذي تنتجه القرفة السيلانية على 50% إلى 65% من مادة السينمالدهيد (Cinnamaldehyde) التي تُعززها بالنكهة والرائحة.
- قرفة كاسيا (Cinnamomum aromaticum)، وتتميز فيما يأتي:
- تسمى أيضًا بالقرفة الصينية كونها نشأت في منطقة جنوب الصين.
- لقرفة كاسيا لون بني مائل للحمرة وأعواد سميكة وقوام خشن.
- تُعد قرفة كاسيا النوع الأكثر استهلاكًا حول العالم كونها أقل جودة، الأمر الذي جعلها رخيصة الثمن وفي متناول الجميع.
- يحتوي 95 بالمئة من زيت قرفة الكاسيا على مادة السينمالدهيد (Cinnamaldehyde) التي تعطيها النكهة والرائحة القوية.
فوائد القرفة
للقرفة فوائد عظيمة جعل من وجودها في كل منزل ضرورة، إذ تكمن أهم فوائد القرفة فيما يأتي:
- تعتبر القرفة مضادًا طبيعيًا للأكسدة لاحتوائها على مادة البوليفينول (Polyphenols) والسينمالدهيد (Cinnamaldehyde)، الأمر الذي يساعد الجسم على محاربة عدد من الأمراض. ونظرًا لكون القرفة مضادة للأكسدة فهي تدخل في معالجة الالتهابات، ولها دور في تجديد أنسجة الجسم وإصلاحها.
- تقلل القرفة من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك من خلال تقليل مستويات الكولسترول الضار في الدم، وتعزيز وجود الكولسترول الجيد.
- تحتوي القرفة على مادة السينمالدهيد المضادة للالتهابات والتي تحارب رائحة الفم الكريهة ومشكلة تسوس الأسنان.
- أحد أهم فوائد القرفة قدرتها على محاربة السرطان، ويكون ذلك عن طريق منع الخلايا السرطانية من النمو، ومحاولة قتلها. وما يؤكد على ذلك دراسة أُجريت على فئران مصابة بسرطان القولون مفادها قدرة القرفة على إفراز إنزيمات من شأنها حماية القولون من تفشي السرطان، وإزالة السموم منه.
- تُعد القرفة مُحسِّنًا طبيعيًا للإدراك، وبحسب دراسة أُجريت على القوارض فهي تحتوي على مواد كيميائية نباتية تُحسِّن من قدرة الدماغ على الاستفادة قدر الإمكان من الجلوكوز الموجود في الجسم. كما للقرفة دور في تعديل إشارات الأنسولين في الدماغ الأمر الذي يقلل من الإصابة بأمراض الخرف كالزهايمر.
أضرار القرفة
ينتج عن الاستخدام المفرط للقرفة أضرارًا وآثارًا جانبية كثيرة، إذ يمكن توضيحها فيما يلي:
- قد تتسبب القرفة في تهيج البشرة عند البعض لو تم وضعها بشكل مباشر عليها، بالإضافة إلى إمكانية الإصابة بتقرحات في الفم والشفتين في حال الإفراط في تناولها، ويعود السبب لوجود مادة السينمالدهيد التي قد يتحسس منها البعض والموجودة في زيت وعلكة القرفة.
- يتسبب الإفراط في تناول قرفة الكاسيا بالتسمم لأنها تحتوي على مادة الكومارين (Coumarin)، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من وجود مشكلات في الكبد.
- قد تتفاعل القرفة مع بعض الأدوية، كالمضادات الحيوية، وعلاجات القلب والسكري، لذلك يجب عدم الإفراط في تناولها واستشارة الطبيب قبل البدء تناولها بشكل يومي.
- يتوجب على مرضى السكري توخي الحذر، فقد يكون من الضروري تعديل العلاج المتناول، كون القرفة خافضًا طبيعيًا لنسبة السكر في الدم.
- قد يتسبب الإفراط في تناول القرفة في الإصابة بالسرطان، لاحتوائها على مادة الكومارين (Coumarin). وبحسب دراسة أُجريت عام 2010 فإن مادة الكومارين تتسبب في الإصابة بالسرطان.
- قد يتسبب الإفراط في تناول القرفة المطحونة بالإصابة بالأمراض التنفسية وقد يصل الأمر إلى الاختناق، فالرئتين قد تعجز على تكسير بعض الألياف الموجودة في التوابل، فينتج عن ذلك الإصابة بالالتهاب الرئوي التنفسي.
- يفضل تجنب القرفة للمرأة الحامل والمرضعة، لعدم وجود دراسات كافية حول أضرار القرفة عليها.
في النهاية يجب تناول كميات معقولة من القرفة دون إفراط سواء كانت على شكل أعواد أو مطحونة، إذ تعد الكمية الآمنة للبالغين ملعقة صغيرة من قرفة الكاسيا المتداولة، مع ضرورة مراعاة أن الأطفال يحتاجون إلى تناول كميات أقل.
هل القرفة ترفع الضغط؟
تعد القرفة أحد العلاجات القديمة التي تم استخدامها في الطب الشعبي التقليدي في معالجة مشكلة ارتفاع ضغط الدم.
ويمكن الاستنتاج من ذلك أن القرفة لا ترفع الضغط، بل تساعد في خفض ضغط الدم، ويكون ذلك من خلال دورها في توسيع الأوعية الدموية واسترخائها في جسم الإنسان.
كما أن هناك دراسة أجريت عام 2013 حول مدى تأثير القرفة على ضغط الدم لدى كل من مرضى السكري من النوع الثاني ومن لديهم أعراض مقدمات السكري، واستنتج عنها حدوث انخفاض قصير المدى في كل من ضغط الدم الانقباضي (SBP) والانبساطي (DBP) لدى كل منهما.
ومن الجدير بالذكر بأن الدراسات التي تؤكد على مدى فعالية القرفة في خفض ضغط الدم ما زالت قليلة، وهذا ما يجعل من التوصية الطبية على تناول القرفة لخفض ضغط الدم أمرًا مبكرًا.