تحقيق مسبار
يعد الكولاجين واحدًا من البروتينات الأكثر وفرة في جسم الإنسان، فهو بروتين أساسي متواجد في العظام والجلد والعضلات والأوتار، مما وضعه في دائرة الضوء لكثرة الأسئلة حوله، هذا المقال سوف يناقش أهم الموضوعات المرتبطة بالكولاجين وسوف يجيب عن سؤال محوري هو هل الكولاجين يزيد الوزن؟
ما هو الكولاجين؟
يشير الكولاجين إلى أحد عائلات البروتين التي تشكّل أحد المكونات الرئيسية في أنسجة الجسم، وهو أحد البروتينات غير القابلة للذوبان، ويشكّل هذا البروتين نحو ثلث البروتينات في جسم الإنسان، أي أنّه أكثر من أي نوع آخر من البروتينات في جسم الإنسان، وهناك ما يقدّر بـ 16 نوعًا مختلفًا من الكولاجين، حيث يتم تصنيف كل نوع بناءً على تركيبته من الأحماض الأمينية. ويصنع جسم الإنسان الكولاجين بطريقة طبيعية عن طريق تكسير البروتين الغذائي إلى أحماض أمينية، لكن قدرة الجسم على إنتاج الكولاجين تتناقص بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، أيضًا وبخلاف التقدّم بالعمر فإنّ التعرض الزائد للشمس والتدخين والنظام الغذائي السئ يمكن أن يمنع أيضًا إنتاج الكولاجين بصورة طبيعية في الجسم.
ما هي أنواع الكولاجين؟
هناك ما لا يقل عن 16 نوعًا مختلفًا من الكولاجين، لكن يدور الاهتمام حول الأنواع الرئيسية منه، وهي على النحو التالي:
- كولاجين النوع الأول: يمثل هذا النوع من الكولاجين نحو 90٪ من الكولاجين في الجسم، وهو مصنوع من ألياف عالية الكثافة، ويتمحور دوره في توفير بنية للجلد والعظام والأوتار، كذلك الغضاريف والنسيج الضام والأسنان.
- كولاجين النوع الثاني: يتكون هذا النوع من الكولاجين من ألياف غير متماسكة وغير كثيفة تتواجد في الغضاريف المرنة التي تعمل على تسكين المفاصل.
- كولاجين النوع الثالث: يقوم هذا النوع بدور حيوي يتمثّل بدعم بنية العضلات والأعضاء والشرايين.
- كولاجين النوع الرابع: يساعد هذا النوع من الكولاجين في الترشيح المستمر في طبقات البشرة، وينتجه الجسم بكميات أقل مع التقدّم بالعمر، لذلك يترك قلة إنتاجه بعض العلامات الظاهرة على الجلد، كأن يصبح الجلد أقل صلابة وليونة.
ويلخّص الجدول التالي أبرز أنواع الكولاجين وأماكن تواجدها:
نوع الكولاجين |
مكان تواجده |
النوع الأول |
الجلد والأوتار والعظام والأربطة والأسنان |
النوع الثاني |
الغضاريف والخلايا الزجاجية في العينين |
النوع الثالث |
الجلد والعضلات والأوعية الدموية |
النوع الرابع |
جميع الصفائح القاعدية |
النوع الخامس |
الجلد والأوتار والعظام والأربطة والأسنان وأنسجة الأجنّة |
النوع السادس |
معظم الأنسجة الخلالية |
النوع التاسع |
الغضاريف والعينين |
ما هي فوائد الكولاجين؟
للكولاجين فوائد جمّة تصب في صحة الجسم واستمرارية عمل أعضاءه بطريقة سليمة، وهذه هي أبرز الفوائد التي يترك الكولاجين أثرها في الجسم:
- يحسّن الكولاجين صحة الجلد: بصفته أحد أبرز مكونات الجلد، يلعب الكولاجين دورًا مهمًا في المحافظة على قوة الجلد وصحته، إضافة إلى أنّه يترك أثرًا على مرونة الجلد ورطوبته، وقد أظهرت الدراسات أنّ الكولاجين أو المكملات الغذائية التي تحتوي الكولاجين، قد تساعد في إبطاء شيخوخة الجلد وتقليل التجاعيد وجفاف الجلد، وتُعزى فوائد مكملات الكولاجين في الحد من التجاعيد إلى قدرتها على تحفيز الجسم على إنتاج الكولاجين من تلقاء نفسه.
- يخفف الكولاجين من ألم المفاصل: قدرة الكولاجين على الحفاظ على سلامة الغضاريف قد تخفف من ألم المفاصل، ومع انخفاض كمية الكولاجين التي ينتجها الجسم مع التقدم في السن، يزيد من خطر الإصابة باضطرابات المفاصل، وقد أظهرت بعض الدراسات أن تناول مكملات الكولاجين قد تساعد في تحسين أعراض هشاشة العظام وتقليل آلام المفاصل بشكل عام، أيضًا يترك الكولاجين أثره في انخفاض الالتهاب ودعم أفضل للمفاصل وتقليل الألم.
- يمنع الكولاجين فقدان العظام: يعد الكولاجين أحد أبرز مكونات العظام، وهو ما يمنحها البنية ويحافظ على صحتها، ونقص الكولاجين في الجسم الذي يخلفه التقدم بالعمر قد يؤدي هذا إلى حالات مرضية كهشاشة العظام، والتي تتميز بانخفاض كثافة العظام وترتبط بزيادة خطر الإصابة بكسور العظام، ويعد تناول مكملات الكولاجين ذو تأثير مهم في الجسم، فقد يساعد في منع انهيار العظام الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى هشاشة العظام
- يعزز الكولاجين كتلة العضلات: تتكون 1 إلى 10 % من أنسجة العضلات من الكولاجين بشكل أساسي، مما منح الكولاجين مكانًا مرموقًا في تعزيز صحة العضلات وقوتها وعملها بالشكل الصحيح، وتشير الدراسات إلى أنّ مكملات الكولاجين تساعد في تعزيز كتلة العضلات لدى الأشخاص الذين يعانون من فقدان كتلة العضلات الذي يحدث مع تقدم العمر، أيضًا قد يعزز تناول الكولاجين تخليق البروتينات العضلية مثل الكرياتين، وكذلك يحفز نمو العضلات بعد التمارين الرياضية.
- يعزز الكولاجين صحة القلب: تناول مكملات الكولاجين قد يساعد في تقليل أخطار الإصابة بأمراض القلب، حيث يوفر الكولاجين بنية صحيّة للشرايين، وهي الأوعية الدموية المسؤولة عن نقل الدم من القلب إلى باقي أجزاء الجسم، وبدون كمية كافية من الكولاجين، قد تصبح الشرايين ضعيفة وهشة، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين وتضيّقها، والذي قد يتفاقم بزيادة خطر الإصابات بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- المحافظة على صحة الشعر والأظافر: يؤدي تناول الكولاجين إلى زيادة قوة الأظافر عن طريق منع تقصفها، بالإضافة إلى ذلك، قد يحفز الشعر والأظافر على النمو.
- يحافظ الكولاجين على صحة الأمعاء: ينصح بتناول مكملات الكولاجين لعلاج نفاذية الأمعاء، أو متلازمة الأمعاء المتسربة.
هل الكولاجين يزيد الوزن؟
على العكس مما يُشاع فالكولاجين والمكملات الغذائية للكولاجين لا تزيد الوزن، حتى بات ما يعرف بحمية الكولاجين لتقليل الوزن، وهي خطة غذائية لتجنب الكثير من السكر والكربوهيدرات المكررة واستهلاك الأطعمة الغنية بالكولاجين بدلًا منها، والتي تحافظ على بقاء الجسم نشطًا وقويًا، فالكولاجين بشكله النقي دون المواد المضافة إلى مكملاته يعتبر بروتينًا نظيفًا، لذلك فالكولاجين بشكله النقي لا يحتوي أي محليَات أو إضافات، بل على العكس من ذلك فالكولاجين بشكله النقي يعزز الشعور بالامتلاء والشبع، هذا بدوره يحافظ على شعور الجسم بالرضا بعد الوجبات، وإذا تم الشعور بالشبع لفترة أطول بعد تناول الطعام، فمن غير المرجح أن يتم الإفراط في تناول الطعام في الوجبة التالية، ويسير هذا جنبًا إلى جنب مع محاربة الرغبة الشديدة المزعجة في تناول الطعام، فمن الممكن أن يساعد تضمين الكولاجين في النظام الغذائي اليومي في مكافحة الرغبة الشديدة لتناول الطعام وفقدان الوزن عن طريق استدامة شعور الجسم بالامتلاء والشبع.
يمكن أيضًا لمكملات الكولاجين أن تحافظ على الأجسام نشطة وقويَة، وتعد يقظة الجسم وقوته من العناصر المهمة لفقدان الوزن، فهي ما يؤهل الجسم للقيام بممارسات رياضية من شأنها فقدان الوزن، سواء بالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو مجرد المشي بانتظام، كذلك بقاء الأجسام قوية ونشطة بفضل الكولاجين من شأنه تقليل الإصابات أو غيرها من الأوجاع والآلام التي قد تمنع البعض من ممارسة الرياضة، كذلك يحتوي الكولاجين على كميات عالية من حمض الأرجينين الأميني، والذي يتحول داخل الجسم إلى أكسيد النيتريك لمساعدة الأوعية الدموية على الاسترخاء وتعزيز صحة الدورة الدموية، بالإضافة إلى ذلك، وُجد أن الأرجينين يساعد في تعزيز القوة الكلية وقوة العظام، مما يساعدك على بقاء الجسم نشطًا وصحيًا.
لذلك يمكن أن يساعدك الكولاجين على إنقاص الوزن، لكنه وفي نفس الوقت لن يقوم بكل العمل نيابة عنَا، فيعتبر الكولاجين رائعًا لتزويدنا بالأدوات المناسبة للعمل على خطط لنظامنا الغذائي، والتي يجب أن تكون جنبًا إلى جنب مع ممارسة نشاط بدني صحّي يعزز ما تفعله مكملات الكولاجين، وبينما لا يحصل الجسم على الكولاجين فقط بإنتاجه أو باستهلاك مكملاته، هناك العديد من الأطعمة والممارسات الصحية التي من شأنها زيادة مستوى الكولاجين في الجسم وهذه هي أهمها:
- استخدام جل الصبَار: يستخدم جل الصبار منذ فترة طويلة في التئام الجروح وتسكينها، ويعود السبب في أنه يعمل على علاج الجروح والحروق هو أن نبات الصبار يزيد من إنتاج الكولاجين عند استخدامه موضعياً أو حتى عن طريق الفم، لذلك فمن الممكن أن تساعد خاصية تحفيز نمو الخلايا على زيادة إنتاج الكولاجين في البشرة.
- تناول الأغذية الغنية بفيتامين C: فيتامين C ضروري لإنتاج حمض الهيالورونيك، وبدون مستويات كافية من فيتامين سي، لن يستفيد الجسم بالكامل من الأطعمة التي تحتوي على حمض الهيالورونيك، وتشير الدراسات إلى أن حمض الهيالورونيك يمكن أن يساعد في زيادة إنتاج الكولاجين في جسم الإنسان.
- تناول مكمل الجنسنغ أو شرب الشاي الذي يحتوي على الجنسنغ: حيث يتم امتصاص الجنسنغ في الجلد دون التسبب في ردود الفعل السلبية التي تسببها العديد من الأدوية الكيميائية، ويساعد الجلد في الحفاظ على شكله الأصلي، كما وجد أنه يعزز تخليق الكولاجين.
- تناول الكزبرة مع الأطعمة: تحتوي الكزبرة على فيتامين C، الذي تم ربطه بتعزيز إنتاج الكولاجين، حيث تحتوي أوراق الكزبرة على حمض اللينولينيك، الذي تمت دراسته كمصدر موثوق وعامل قوي لمكافحة الشيخوخة وزيادة إنتاج الكولاجين.
كما تعد أيضًا أطباق مرق العظام والدجاج والأسماك بأنواعها وبياض البيض أطباقًا غنية بالكولاجين، إضافة لأطباق الحمضيات والتوت والثوم والجوافة والكاشو والبندورة.
ما الذي يستنفذ الكولاجين؟
يمكن لبعض العوامل أن تستنفد مستويات الكولاجين في الجسم، ومن الممكن أن يؤدي تجنبها إلى الحفاظ على مستويات الكولاجين، وهذه هي أهم العوامل التي تستنفذ مستويات الكولاجين:
- الاستهلاك العالي للسكر.
- التدخين.
- التعرض للشمس لأوقات طويلة.
- اضطرابات المناعة الذاتية.
- التغييرات الجينية.