` `

هل القهوة ترفع الضغط؟

صحة
1 مارس 2021
هل القهوة ترفع الضغط؟
وُجد أن القهوة ترفع الضغط بسبب احتوائها على الكافيين (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

مع انتشار مرض ارتفاع الضغط  ولكون القهوة مشروبًا شائعًا، يتساءل مرضى الضغط هل القهوة ترفع الضغط أم لا، حيث يلجأ الذين يعانون من ارتفاع الضغط إلى تغييرات في نمط حياتهم لتجنبه أو للعلاج منه، فيبحثون إذا كانت الأطعمة والمشروبات التي يتناولونها تساهم في ارتفاع الضغط.

سيتم في هذا المقال تعريف ارتفاع الضغط الشرياني والبحث في أسبابه، وطرق تشخيصه وعلاجه، كما سيتم الإجابة على سؤال هل القهوة ترفع الضغط؟

 

تعريف الضغط الشرياني وارتفاعه

يعمل القلب على ضخ الدم داخل الشرايين التي تحمله إلى الأجزاء المختلفة من الجسم، وعند جريان الدم عبر الشرايين يؤثر على جدرانها بضغط يدعى الضغط الشرياني الدموي، ويتغير الضغط الشرياني الدموي بشكل طبيعي ارتفاعًا وانخفاضًا خلال النهار.

يعتمد الضغط الشرياني الدموي على عنصرين هما الضغط الانبساطي والضغط الانقباضي، إذ أن الانبساطي عبارة عن مقاومة جريان الدم داخل الأوعية ويأخذ القيمة الصغرى، أما الانقباضي فهو القوة التي يدفع القلب فيها الدم داخل الأوعية في كل أنحاء الجسم ويأخذ القيمة العليا.

يُقاس كل من الضغط الانقباضي والانبساطي بالمليمتر الزئبقي (mmHg)، وتتراوح القيم الطبيعية للضغط الشرياني بين 60\90 mmHg و 80\120 mmHg.

وصول الضغط الشرياني لقيمة 90/140mmHg أو أكثر يعني حصول ارتفاع في الضغط، ومن الضروري البدء بالإجراءات الخافضة له، وقد تختلف هذه القيمة بين شخصٍ وآخر تبعًا لعوامل عديدة جسدية وفيزيائية وغيرها.

ويوجد نوعان من ارتفاع الضغط الشرياني هما البدئي والثانوي، إذ أن البدئي هو النمط الأكثر شيوعًا والذي يحدث مع تقدم الإنسان في السن، أما الثانوي فيتعلق بأسباب أخرى مرضية أو دوائية ويمكن علاجه بعلاج السبب.

 

أسباب ارتفاع الضغط الشرياني

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي لارتفاع الضغط الشرياني، منها الدوائية والمرضية والفيزيولوجية وكذلك بعض العادات اليومية.

ومن هذه الأسباب:

أسباب مرضية

  • السكري.

  • أمراض الكلية.

  • تضيق الأوعية الدموية التي تروي الكلية.

  • التهاب الكبيبات الكلوية.

  • تصلّب الجلد: مرض يسبب ثخانة الجلد ومشاكل جهازية بالأعضاء والأوعية الدموية.

  • توقف التنفس أثناء النوم: انقطاع في التنفس أثناء النوم بسبب تضيق وارتخاء جدران الحلق.

  • مرض الذئبة الحمامية الجهازية: وهو مرض مناعي ذاتي يؤثر على أعضاء مختلفة وعلى المفاصل والجلد.

  • المشاكل الهرمونية: كمتلازمة كوشينغ، وقصور وفرط نشاط الدرق، وزيادة مستوى هرمون الألدوستيرون، وضخامة النهايات.

أسباب دوائية

  • مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية: مثل الإيبوبروفين.

  • الستيروئيدات.

  • بعض العلاجات العشبية خاصةً تلك الحاوية على عرق السوس.

  • مضادات الاكتئاب: مثل الفينلافاكسين.

  • بعض أدوية مثبطات امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين الانتقائية.

  • بعض أدوية الرشح والأدوية المضادة للسعال.

  • بعض العقاقير المنشّطة: كالأمفيتامينات.

 

عوامل الخطورة لحصول ارتفاع الضغط الشرياني

يوجد بعض العوامل في حياة الشخص التي من شأنها أن ترفع احتمالية حصول ارتفاع في الضغط الشرياني الدموي، منها ما يكون قابلًا للتعديل بالعلاج الدوائي أو بممارسات فيزيائية معينة، وبعضها الآخر ثابت لا يمكن تغييره كالعمر والجنس مثلًا.

ومن الأمور التي ترفع خطر حصول ارتفاع في الضغط الشرياني:

  • العمر: أكثر من 65 سنة، إذ أنه مع تقدم العمر تزداد ثخانة جدران الأوعية الدموية ومن شأن هذا التغير أن يسبب ارتفاعًا في الضغط الشرياني.

  • العادات الحياتية: كالنشاط الفيزيائي القليل، كذلك شرب كميات كبيرة من الكحول والمنبهات وأهمها القهوة، وتناول الأغذية غير الصحيّة خاصةً تلك الحاوية على كميات من الصوديوم أكثر من البوتاسيوم، والتدخين والمخدرات كالكوكايين.

  • الإصابة بأمراض مزمنة: كأمراض كلوية واستقلابية والسكري، إذ يكون المصابون أكثر حساسية للملح.

  • عدم الحصول على نوم كافي.

  • زيادة الوزن والسمنة. 

  • الجنس: إذ أنه في الأعمار المتوسطة يكون الرجال أكثر عرضةً للإصابة بارتفاع الضغط الشرياني، بينما عند التقدم بالعمر ومرحلة الكهولة يكون احتمال الإصابة أعلى لدى النساء.

  • العرْق: يرتفع خطر الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني الدموي عند الأفارقة الأمريكيين والعرق الإسباني أكثر منه عند العرق الأبيض والآسيوي، إذ أن الأفارقة الأمريكيين يمكن أن يطوروا ارتفاع ضغط في الأعمار الباكرة، كذلك توجد لديهم مقاومة على بعض أنواع أدوية ارتفاع الضغط.

  • العوامل الاجتماعية والاقتصادية: إذ وجد ارتباط بين ارتفاع الضغط الشرياني الدموي والبيئة التي يعيش فيها الشخص، وكذلك نوع العمل والتعليم.

 

هل القهوة ترفع الضغط؟

صحيح، القهوة ترفع الضغط. إذ أن فنجان القهوة الواحد يحتوي على العديد من المواد الكيميائية وخاصة الكافيين، حيث وُجد أن القهوة ترفع الضغط بسبب احتوائها على الكافيين.

الأشخاص المعتادون على شرب القهوة والذين يتناولون كميات محددة منها لا يرتفع ضغط الدم لديهم لأكثر من درجة أو درجتين، إذ أن أجسامهم تأقلمت مع الوارد المنتظم من القهوة. ويزداد خطر أن ترفع القهوة الضغط الدم عند الشباب؛ إذ أنهم أكثر حساسية للقهوة، وكذلك عند الأشخاص الذين بدؤوا بشرب القهوة دون وجود اعتياد مسبق عليها. وبشكل عام يوصي الأطباء بالامتناع عنها عند تشخيص ارتفاع الضغط الشرياني الدموي.

 

تشخيص ارتفاع الضغط الشرياني

يُعتبر تشخيص ارتفاع الضغط الشرياني بسيطًا نوعًا ما من حيث الاستقصاءات المستخدمة، ومنها:

  • التاريخ الطبي: يسأل فيه الطبيب عن الأمراض التي يعاني منها المريض، ويستقصي عوامل الخطر لديه، وكذلك يسأل عن نمط حياته ومستوى النشاط الفيزيائي الذي يقوم به، ومن المهم السؤال عن تاريخ العائلة لمعرفة الأمراض الوراثية أو الأقرباء الذين لديهم ضغط مرتفع.

  • اختبار قياس الضغط: بجهاز قياس الضغط الذي يتألف من سماعة طبية وكُم للذراع ومضخة، ومن الأفضل أن يجلس المريض بوضعية مريحة قبل قياس الضغط بخمس دقائق على الأقل، كما يجب على المريض أن يخلع القفازات إذا كان يرتديها وكذلك الملابس التي تغطي الذراع، ثم وضع الذراع على مستوى القلب تقريبًا، وينفخ الطبيب كُم الجهاز بواسطة المضخة إلى الدرجة التي يمنع فيها جريان الدم في الذراع، ثم يقوم بإنقاص الضغط ببطء لإعادة جريان الدم في الشرايين، ويسمع الطبيب الإصغاءات المطلوبة بواسطة سماعته.

  • قياس ضغط 24 ساعة: إذ أن قياس الضغط في العيادة ولمرة واحدة لا يُعتبر مؤكدًا على حصول ارتفاع في الضغط، فالضغط يمكن أن يرتفع بعيادة الطبيب بما يسمى ارتفاع ضغط الرداء الأبيض، كذلك تختلف قيم الضغط خلال فترات اليوم والشعور بالتوتر والإرهاق، فيتم استخدام جهاز يقيس الضغط على مدار 24 ساعة.

  • قياس الضغط في المنزل: باستخدام نفس جهاز الضغط في العيادة، وقياسه على فترتين في اليوم لمدة سبعة أيام متتالية وتسجيل القياسات.

  • اختبارات تشخيصية أخرى: كالتحاليل الدموية لاختبار وظائف الكلية والتأكد من سلامتها بسبب الارتباط الوثيق بين المشاكل الكلوية والضغط الدموي، كذلك قياس مستوى الكوليسترول والسكر الذين يرفعان خطر الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني الدموي وأمراض القلب الوعائية، ومن المفيد أيضًا استقصاء وظائف الغدة الدرقية.

 

علاج ارتفاع الضغط الشرياني

يختلف العلاج حسب نوع ارتفاع الضغط وكذلك المسببات له، فبمجرد معرفة الطبيب لسبب ارتفاعه يتوجه للعلاج المناسب، ومن هذه العلاجات:

  1. علاج ارتفاع الضغط البدئي: إذ لا يوجد مسبب مرضي مباشر لحدوثه فيقتصر علاجه على تغيير نمط الحياة، وبحال عدم التحسن سيصف الطبيب أدوية خافضة للضغط الشرياني.

  2. علاج ارتفاع الضغط الثانوي: الذي تسببه بعض الأمراض كما ذُكر وبعض الأدوية، فعندما يتوجه الطبيب لسبب حدوثه سيبدأ بعلاج المشكلة الأساسية أو إيقاف الدواء المسبب وتبديله بدواء أكثر أمانًا، مع التأكيد على أهمية تغيير نمط الحياة.

  3. الأدوية: ومنها:

  • المدرات: التي تعمل على إطراح الكمية الزائدة من الصوديوم والسوائل عبر الكليتين، التي لها دور في ارتفاع ضغط الدم.

  • حاصرات بيتا: تخفض من كمية الدم التي تُضخ عبر الشرايين بإبطاء ضربات القلب، مما يخفض من الضغط الشرياني.

  • حاصرات مستقبلات الأنغيوتنسين2: تقلل من إفراز الأنغيوتنسين الذي يسبب تضيق الأوعية الدموية وبالتالي ارتفاع الضغط، فترتبط مع مستقبلاته وتمنعه من الارتباط بها وبالتالي إيقاف تأثيراته. 

  • مثبطات الإنزيم القالب للأنغيوتنسين: تمنع الجسم من إنتاج كمية كبيرة من الأنغيوتنسين.

  • حاصرات مستقبلات الكالسيوم: التي تعمل على إنقاص معدل ضربات القلب بمنع دخول الكالسيوم للخلايا العضلية، وكذلك توسّع الأوعية الدموية.

تغيير نمط الحياة: بإنقاص الوزن وزيادة النشاط الفيزيائي، وأيضًا الإقلال من تناول الملح والأطعمة الدسمة وشرب القهوة، والامتناع عن التدخين وتناول الكحول.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل البرتقال يرفع الضغط؟

هل الكركم يرفع الضغط؟

هل القرفة ترفع الضغط؟

هل الزنجبيل يرفع الضغط؟

هل الليمون يرفع الضغط؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على