تحقيق مسبار
يتساءل الأهل في مرحلة الحمل والولادة عن الكثير من الممارسات للحفاظ على صحة الطفل، مثل إذا كان الصوت العالي يؤثر على الرضيع، إذ تُعتبر مرحلة الحمل والولادة من أكثر المراحل التي يجب فيها الاهتمام بصحة الأم وجنينها أو رضيعها، حيث أنه خلال هذه المراحل يُهيّأ الطفل للنمو بطريقة صحيّة.
في هذا المقال سيتم البحث في أهم الممارسات الصحية التي يجب اتباعها للعناية بالطفل الرضيع، وسيتم الإجابة على سؤال هل الصوت العالي يؤثر على الرضيع؟
العناية بالرُضّع
يُعتبر الأطفال الرضّع أكثر قابلية للإصابة بالأمراض المختلفة خاصةً تلك التي تنتقل عن طريق الأيدي الملوثة، حيث أنّ جهاز المناعة لديهم يكون غير متطور بما يكفي لحمايتهم من الأمراض المختلفة لذلك يحتاجون لرعاية خاصة.
العناية بالطفل الرضيع تبدأ بعد الولادة مباشرة، حيث يجب الاستفسار من الطبيب والممرضات عن صحة الطفل بشكل عام، إضافةً للحُصول على مشورة الإرضاع الطبيعي، كما يجب على الوالدين عدم إهمال زيارة الطفل الأولى للطبيب لتقييم صحته بعد الولادة.
أفضل وأوّل سلوك يجب اتباعه لحماية الطفل هو غسل اليدين المتكرر قبل التماس مع الطفل الرضيع، حيث أن اليدان يمكن أن تحملا الكثير من البكتيريا التي بدورها سوف تنتقل للطفل وتسبب له الأمراض. وعند ملاحظة أي أعراض عند الطفل مثل الإسهال المدمى أو الحرارة أو الإقياء؛ تجب استشارة الطبيب فورًا، إذ أن الرضّع لا يستطيعون التعبير عن آلامهم سوى بالبكاء.
أهم الممارسات الصحية لرعاية الرضيع حسب مرحلة النمو
في كلا فترتي الحمل وما بعد الولادة؛ يجب على الأهل أن يوسّعوا معرفتهم الطبية بالنسبة للرضّع وكيفية الاعتناء بهم في كل مرحلة من مراحل نموّهم، وتوجد كتب خاصة ومواقع إلكترونية وتطبيقات موثوقة علميًا يُنصح باقتنائها والاطلاع عليها.
وفيما يلي المواعيد التي يجب أخذ الطفل لزيارة الطبيب على الأقل حتى بدون وجود أعراض مرضية:
- بين الأسبوع الأول والرابع من عمر الطفل.
- بين الأسبوع السادس والثامن من عمر الطفل.
- بين عمر الستة أشهر والتسعة أشهر من عمر الطفل.
- في الشهر الثامن عشر من عمر الطفل.
- في سنّ الثانية من عمر الطفل.
- في سنّ الثالثة من عمر الطفل.
- وفي سنّ الرابعة من عمر الطفل.
أما في حال كان الطفل يعاني من مشكلة ما أو ظهرت عليه أعراض مرضية، يجب أن يكون تواتر مراجعة الطبيب أكثر.
بشكل عام تعتبر الفترة التي يقضيها الأهل وخاصة الأم بجانب الطفل الرضيع هي الأكثر مساعدة على النمو العقلي والتطور السليم لدى الطفل، فمنها يتعلم ويختبر العالم من حوله ويستمد من أمه المشاعر الضرورية لنموّه المتكامل. وتعتبر الفترة ما بين عمر ستة أسابيع وثمانية أسابيع الفترة الذهبية التي يحتاج فيها الرضيع عناية مكثفة من قبل أخصّائي.
رعاية الطفل حسب مراحل تطوره العمري
تختلف الرعاية المقدمة للرضيع قليلًا بين مختلف الأعمار حسب مراحل التطور والاحتياجات التي تقتضيها كلّ مرحلة كما يلي:
- مرحلة بعد الولادة: تكون العناية هنا بشكل خاص من قبل الطاقم الطبّي وأقارب الأم وخاصة الأب لمساعدتها في حمل طفلها وإرضاعه، كذلك القيام بالفحوصات الطبيّة الروتينية، ويُعطى الطفل في هذه المرحلة فيتامين K ولقاح التهاب الكبد الفايروسي نمط B.
- الشهر الأول من العمر: يختلف شكل وحجم المواليد بين وليد وآخر، فمن المهمّ جدًا عدم مقارنة وزن الوليد الآخرين، إذ أنه يخسر القليل من وزنه بعد الولادة ويعود للوزن الطبيعي من أسبوعين إلى ثلاث أسابيع.
أهمّ ما يجب أن يفعله الأبوين في هذه الفترة وخاصة الأم هو البقاء بجانب وليدهم معظم الوقت والنظر في عينيه والتبسّم في وجهه، مما يزيد من شعور الأمان لدى الطفل، كذلك عليهم أن يقوموا بالغناء والكلام واللعب معه وإسماعه الموسيقى مما يساعد في تنشيط حواسّه وتطويرها.
ومن الأمور المهمة مساعدة الوليد على تقوية عضلات عنقه بوضعه على بطنه مدة دقيقة لخمسة دقائق، كما يجب أن يوضع الوليد على ظهره دائمًا خلال فترة نومه.
- الشهر الثاني من العمر: في هذه المرحلة يكون تطور الطفل سريعًا وتنمو عظامه بسرعة ويزداد وزنه ويحتاج وجبات من الإرضاع أكثر. ويجب أخذ الطفل ليُحقن بلقاحاته المجدولة في هذه المرحلة وهي لقاحان عضليان وكذلك لقاح الروتافايروس الفموي. وبنمط مشابه كثيرًا للشهر الأول يجب ملاعبته والتحدث معه ووضعه بوضعيات تقوية الرقبة ووضعيات النوم الصحيحة.
- الشهر الثالث من العمر: يبدأ الطفل في هذه المرحلة ببناء المهارات اللغوية بمساعدة كاملة من الأبوين، وأيضًا يصبح قادرًا على تحسّس الأشياء ولمسها، فمن المفيد إعطاؤه بعض الألعاب الآمنة وغيرها لتطوير حاسّة اللمس لديه.
- الشهر الرابع من العمر: تتطور مهارات الطفل أكثر ويزداد وزنه ونموه وحاجته للإرضاع، وفي هذه المرحلة يجب إعطاء الطفل اللقاحات المقررة وهي عبارة عن لقاحين عضليين ولقاح فموي. ومن المهم في هذه المرحلة تجهيز المنزل استعدادًا للمرحلة التي يبدأ فيها الطفل بالحركة، وزيادة التواصل معه وتعريفه على البيئة المحيطة ليألف الأصوات والمناظر حوله.
- الشهر الخامس من العمر: يكون وزنه ضعف وزن الولادة تقريبًا، يصبح فيه الطفل قادرًا على الجلوس، ومن المهم مساعدته وتأمين الحماية حوله، كذلك يجب الانتباه للأصوات التي يصدرها والاهتمام بها.
- الشهر السادس من العمر: ويعتبر الشهر الأكثر نشاطًا لكلّ من الطفل ووالدته، في هذه الفترة يجب البدء بإدخال الأطعمة (طبعًا مع الاستمرار بالإرضاع الطبيعي أو الصناعي)، ومن الضروري أن تكون الأطعمة مهروسة جيدًا ودافئة، ويمكن أيضًا إعطاؤه كمية من الماء، حيث سيطور ذلك عضلات المضغ لديه، لكن يجب الانتباه للأطعمة التي تسبب حساسية (مثل البيض) واستشارة الطبيب دومًا وأخذ فكرة عنها، ويعطى الكمية الثالثة من اللقاح في هذا العمر (حقنة عضلية واحدة). ومن المهم مناقشة أساليب النوم والوضعيات الصحيحة، إذ أن الطفل في هذا السنّ كثير الحركة، وكذلك من المهم الاهتمام بالصحة الفموية تحضيرًا لظهور الأسنان.
- الشهر السابع من العمر: يكون الطفل قادرًا على الجلوس بشكلٍ جيد وإمساك الأشياء، وتبدأ أولى الأسنان بالظهور ويصبح قادرًا على المضغ أكثر، لكن يجب عدم إطعامه المواد المالحة والحلوة كثيرًا وحليب البقر والماعز والزبدة والعسل والأطعمة القاسية كالمكسّرات وغيرها.
- الشهرين الثامن والتاسع من العمر: يصبح الطفل أكثر حركة ويحتاج عناية أكثر ربما تكون مرهقة، ويمكن إدخال المزيد من الأطعمة لغذائه والنوم لمدة 14 ساعة خلال 24 ساعة. وفي الشهر التاسع من المهم مساعدة الطفل على الوقوف لتقوية عضلات الساق وتحضيرًا لمرحلة المشي، مع المحافظة على التواصل البصري والسمعي مع الطفل.
- الشهرين الحادي عشر والثاني عشر من العمر: تتطور حواسّه كاملًة ويصبح قادرًا على رؤية الأشياء البعيدة والقريبة ومسك الأشياء والتحكّم بها، ويجب مساعدته على اكتشاف البيئة المحيطة وعلى المشي وتشجيعه على ذلك، ويمكن أيضًا البدء بتحضيره للفطام.
- عمر السنة: في هذه المرحلة يمكن ترك الطفل يأكل لوحده ويشرب الماء، طبعًا مع المراقبة اللصيقة له، ويجب أخذه لمركز اللقاح لإعطائه لقاح الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف.
أمور يجب تجنبها أثناء التعامل مع الطفل الرضيع
عمومًا يجب تجنب بعض الأمور أثناء التعامل مع الطفل الرضيع، ومن أهمّها:
- عدم ترك الطفل يبكي لوقت طويل: البكاء سلوك طبيعي لدى الطفل، إلا إذا استمرّ لفترة أكثر من المعتاد عندها يكون منذرًا لشيء ما يزعج الطفل، أو إذا ترافق مع طفحٍ أو إقياء أو غيره؛ عندها تجب استشارة الطّبيب فورًا.
- عدم إهمال البصاق والإقياء: يجب التفريق بينهما جيدًا.
- عدم إهمال ارتفاع الحرارة: فكل ارتفاعٍ غير مقبول للحرارة بالقياس الشرجي (أكثر من 38 درجة مئوية) خلالَ الأشهر الثلاث الأولى يعتبر حالًة إسعافية.
- عدم إهمال الصحّة الفموية: إذ أن الأهل كثيرًا ما يهملونها حتى وقت متأخر، لذلك يجب استخدام شاشة رطبة ومسح لثة الطفل قبل بزوغ الأسنان، وكذلك حصول الطفل على كميٍة مناسبٍة من مادة الفلوريد.
هل الصوت العالي يؤثر على الرضيع؟
نعم، الصوت العالي يؤثر على الرضيع وعلى جميع الفئات العمرية، إذ أنّ الصوت العالي يُسبب التوتر والإجهاد الصوتي وصعوبة في النوم، وخاصة عند الأطفال والرضع، إذ أن أغلبهم يقضي وقتًا طويلًا في بيئٍة صاخبة، مما يؤثر سلبًا في سلوكهم وتطوّرهم الباكر ويسببُ أذيًة سمعيًة لديهم، ويمكن أن يؤثر الصوت العالي على الصحّة العقليّة للرضيع.
كما يؤثر الصوت العالي على الرضيع سلبًا من خلال تسببه في رفع مستويات الكورتيزول في الجسم وما ينجم عنه من سلوكياتٍ غير طبيعية. ويمكن أن يسبب التعرض الطويل والمزمن للأصوات العالية إلى فقدان السمع عند الطفل.
كما أنّ الصوت العالي يؤثر على الرضيع حتى لو تعّرض له قبل ولادته، حيث وجدت إحدى الدراسات انخفاضًا في وزن الولادة لمواليد الأمهات اللواتي تعرضن للضجيج بشكل متواتر خلال فترة الحمل، وكذلك نقصًا في تطور السمع لديهم.