تحقيق مسبار
ما هو كورونا؟ ما هي أعراضه؟ وعلى وجه التحديد، هل العطاس من أعراض كورونا؟
مُنذ ما يُقارب السنة، بدأ الفيروس المُسبب لمرض كورونا في الانتشار على مُستوى العالم، حتى تحول كما هو معلوم إلى جائحة، أي وباءً عالميًا. وأصبح كورونا يتصدر نشرات الأخبار، ويشغل بال جميع الناس، وتحول إلى الموضوع الرئيسي في أحاديثهم. ترافق ذلك مع انتشار كمّاً هائلًا من الإشاعات والأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة حول كورونا، مما دفع مُنظمة الصحة العالمية إلى وصف ما يحدث باستخدام مُصطلح (Infodemic)، وهو المُصطلح الذي يُمكن ترجمته إلى وباء المعلومات، والمقصود بالطبع هو المعلومات الخاطئة.
يتناول هذا المقال كورونا كوباء وكمَرَض، ويُولي اهتمامًا خاصًا لِأعراض كورونا، وذلك لأهمية التعرف على الأعراض في مسألة اكتشاف حدوث الإصابة واتخاذ الإجراءات اللازمة، ويُقدم هذا المقال الإجابة على عدد من الأسئلة ومن بينها: هل العطاس من أعراض كورونا؟
ما هو كورونا؟
يُمكن القول أن كورونا هو الاسم الشائع للمرض الجديد الذي ظهر لأول مرة في ديسمبر 2019 في مدينة ووهان الصينية، والعامل المُسبب للإصابة بالمرض هو فايروس جديد ينتمي لعائلة من الفايروسات، سبق أن أصابت أنواعًا منها البشر، إلاّ أن هذا النوع تحديدًا، لم يُسجل ظُهوره وتسببه بالمرض للبشر قبل ديسمبر 2019.
الاسم الرسمي للمرض الذي يتسبب به هذا الفايروس هو ( COVID-19)، وهو الاسم الذي قامت بصياغته وإعلانه مُنظمة الصحة العالمية. يُمكن اعتبار هذا الاسم بمثابة رمز، إذ أنه تم تكوين أو صياغة كلمة (COVID) من خلال جمع المقاطع الأولى لعبارة (Coronavirus Disease)، أمّا الرقم 19 فيرمز إلى السنة الميلادية التي شهدت أول ظُهور لهذا المرض أي 2019. أما بالنسبة لكلمة كورونا نفسها، فقد تم إطلاقها على هذه العائلة من الفايروسات بسبب مظهرها عند النظر إليها بواسطة المِجهر، وذلك لأنها تبدو شبيهة إلى حد ما بالتاج أو مُغطاة بتاج، وهي العائلة التي تضم الفايروسات التي تسببت بانتشار مرض (SARS) وكذلك مرض (MERS).
تُشير الإحصائيات إلى أن أعراض كورونا بالنسبة لغالبية المُصابين تكون خفيفة، أو ربما مُتوسطة الشِدة، لكن التقاط فيروس كورونا قد يُؤدي إلى الإصابة بالتهاب رئوي حاد، وعندها يتطلب الأمر التدخل الطبي لعلاج الحالة، كما أن كورونا يُمكن أن يُسبب الوفاة.
ومن المعلومات التي أصبحت مُؤكدة حول كورونا، هي أن خُطورة المرض تزداد لدى الأشخاص الأكثر تقدمًا في العُمر، وكذلك الأشخاص المُصابين بأنواع مُعينة من الأمراض المُزمنة، وإن لم يكونوا مُسنّين. الحالات والأمراض المُزمنة التي تجعل كورونا أكثر خطرًا تشمل ما يلي:
- الأورام الخبيثة.
- أمراض الكِلى المُزمنة.
- داء انسداد الرئة المُزمن.
- مُتلازمة داون.
- أمراض القلب.
- حالات المناعة المُثبطة عن عمد، كالأشخاص الذين خضعوا لعمليات زراعة أعضاء.
- السُمنة والسُمنة المُفرطة.
- الحَمل.
- مرض السُكر من الدرجة الثانية.
- فقر الدم المنجلي، الذي يُعرف أيضًا بالأنيميا المنجلية.
يُذكر أيضًا أن التدخين يُعتبر من الأمور التي تجعل الإصابة بكورونا أكثر خطورة. وقد تم تعريف حالات كورونا الخطِرة على أنها الحالات التي تستدعي الدخول إلى المُستشفى بشكلٍ عام، أو البقاء في وحدة العناية الفائقة، أو توصيل المريض بأجهزة التنفس الصناعي.
ما هي أعراض كورونا؟
أعراض كورونا من الأمور التي أثير حولها الكثير من التساؤلات والمعلومات الخاطئة، كما أن التعرف على الأعراض أمرٌ له أهمية خاصة في مواجهة مرض كورونا، فالأمر لا يتعلق بِسُرعة التشخيص والتدخل لإنقاذ المريض في حال كانت حالته تستدعي التدخل الطبي فحسب، ولكن أيضًا من أجل عزل المريض والتأكد من أنه لن يقوم بنقل العدوى لأشخاص آخرين، فيما يلي بيان لأعراض كورونا التي تمّ رصدها، وِفقًا للمصادر الطبية الرسمية:
- السُعال.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الارتعاش.
- ضيق النَفَس أو صُعوبة التنفس.
- التهاب الحلق.
- فُقدان حاستيّ الشم والتذوق.
- الصُداع.
- الإحساس بالتعب والوهن العام.
- الشُعور بالغثيان.
- آلام العضلات في عُموم الجسم.
- انسداد الأنف.
- القئ والإسهال.
ماذا عن العُطاس؟ هل العُطاس من أعراض كورونا؟
بشكل رئيسي يُمكن القول أن الإجابة هي لا، لا يُعتبر العُطاس من أعراض كورونا الرئيسية، فالعديد من المصادر الطبية الموثوقة لا تذكر العُطاس ضمن أعراض كورونا، منها على سبيل المثال لا الحصر الموقع الرسمي لِمُنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المُتحدة، وكذلك الموقع الرسمي لمركز السيطرة على الأمراض ومنعها (CDC) وغيرها. إلا أنه هُناك عدد أقل من المصادر التي تذكر أنه يُمكن أن يكون العُطاس من أعراض كورونا، لكنه عَرَض غير شائع للإصابة بكورونا. أي أنه قد يحدث ولكن ليس في نسبة كبيرة من حالات الإصابة.
وفي مقالٍ تم نشره على الموقع الرسمي لِمؤسسة القلب البريطانية لتوضيح الفرق بين أعراض كورونا وأعراض الإنفلونزا وأعراض نزلات البرد، ذكر بوضوح ما يلي: "أعراض مثل العُطاس وسيلان الأنف والتي هي شائعة جدًا في حالات نزلات البرد، ليست شائعة بدرجة كبيرة في حالات الإصابة بفيروس كورونا"، أي أنه بِحسب ما جاء في ذلك المقال، يُمكن اعتبار سيلان الأنف والعُطاس علامات فارقة تُشير إلى أن ما يُعاني منه المريض هو الإفلونزا أو نزلة برد وليس كورونا، كما يُشير نفس المقال إلى أن الأعراض الرئيسية التي تستدعي الخُضوع لفحص كورونا وعزل الشخص المُصاب بهذه الأعراض عن الآخرين هي ارتفاع درجة الحرارة والإصابة بِسُعال مُستمر، مع وجود خلل في حاستي الشم والتذوق.
لكن يجب التنويه على أنه بالرغم من أن العُطاس ليس من أعراض كورونا، إلاّ أن هُناك علاقة وثيقة بين الأمرين تم تأكيدها مُنذ مراحل ظُهور وتفشي المرض الأولى.
وما هي هذه العلاقة بين العُطاس وكورونا؟
العُطاس والسُعال هي الطُرق الرئيسية التي ينتقل من خلالها الفايروس المُسبب لكورونا من الشخص المُصاب إلى أشخاص آخرين، وبالتالي انتشار المرض وتفشيه. وذلك لأن الفايروس يتواجد في لُعاب المريض والسائل المُخاطي للأنف. عند السُعال أو العُطاس، تنطلق كمية من هذه السوائل في صورة رذاذ يحمل الفايروس المُسبب للمرض، يُمكن لهذا الرذاذ أن يتطاير في الهواء لمسافة مُعينة ثُم السقوط على الأرض أو الأسطُح المُختلفة، ولهذا تم اعتبار التباعد الاجتماعي وتغطية الأنف والفم جيدًا لدى العطاس أو السُعال، وسائل فعالة لمنع تفشي المرض.
هل تم التوصل إلى علاج فعّال لمرض كورونا؟
حتى هذه اللحظة ليس هُناك دواء يُمكنه القضاء على الفايروس المُسبب لمرض كورونا بشكل سريع وفعّال، ولازالت الكثير من الجهات المُختصة حول العالم، تبذل جُهدًا من أجل حل هذه المُشكلة. الخُطة العلاجية المُتّبعة لعلاج حالات كورونا الخَطِرة تتمثل في مُساعدة ودعم جسم المريض أثناء مُقاومته للمرض، وتخفيف حِدّة الأعراض والمُضاعفات إلى حين التّماثل للشفاء، بالإضافة إلى توصيل المريض بأجهزة التنفس الصناعي إذا كانت الحالة تستدعي ذلك.
يُذكر أن هُناك دواء واحد فقط يحمل اسم ديكساميثاسون (Dexamethasone)، أثبت فاعلية في تقوية جسم المريض وتقليل اعتماده على جهاز التنفس الصناعي، ولكن ليس علاج المرض بالكامل. أما الأدوية الأخرى التي قيل أنها تُعالج مرض كورونا، مثل رِيمديسفير (Remdesivir) أو دواء هيدروكسيكلوروكين (Hydroxychloroquine)، فلم يَثبُت أن لها أي فاعلية تُذكر في علاج مرضى كورونا.
اقرأ\ي أيضًا:
هل أصوات البطن تستدعي استشارة طبيب؟