` `

هل الرمان يرفع السكر؟

صحة
21 مارس 2021
هل الرمان يرفع السكر؟
يعتبر الرمان مفيدًا في خفض مستويات السكر في الدم وتنظيمه (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

نظرًا لكونه فاكهة حلوة غالبًا، يتساءل الكثيرون فيما لو كان الرمان يرفع السكر أم لا. ويعتبر الرمان أحد أهم أنواع الفاكهة على صعيد الفاكهة الصحّية، وذلك نظرًا للقيمة الغذائية والفوائد الصحية التي يقدمها الرمان.

هذا المقال سوف يناقش أهم المواضيع عن فاكهة الرمان كقيمتها الغذائية وفوائدها الصحية، وسوف يجيب عن أحد أهم التساؤلات حول الرمان وهو هل الرمان يرفع السكر؟

صورة متعلقة توضيحية

 

الرمان

أحد أشهر الأشجار الصغيرة المثمرة، والتي يصل ارتفاع أشجارها لخمسة أو سبعة أمتار، لها أوراق بيضاوية زاهية الخُضرة تكسو أغصان شجرة الرُمّان، وبثمار بحجم حبة البرتقال الكبيرة تعلو أغصانها. وثمرة الرُمّان ذات ستة جوانب بالأغلب، وذات قشرة ناعمة تتراوح ألوانها من الأصفر البني إلى الأحمر، وتنقسم ثمرة الرمان إلى عدة غرف أو حجرات من الداخل، والتي تحتوي على العديد من الممرات الشفافة الرفيعة من اللب المائل إلى الحمرة. وتعد شجرة الرمان من أقدم أنواع الفاكهة على الأرض، وإيران والهند هي موطن الرمان الأصلي، والذي امتد لباقي المعمورة مع تركّز انتشاره في حوض المتوسّط.

صورة متعلقة توضيحية

 

ما هي فوائد الرمّان؟

يعد الرمّان من بين أكثر الفاكهة الصحّية على وجه الأرض، إذ أنه يحتوي على مجموعة من المركبات المفيدة والمهمة لصحة الجسم، والتي قد يكون لها فوائد في التقليل من خطر الإصابة بأمراض مختلفة أو التعافي منها، وهذه هي أهم فوائد الرمّان:

  1. غني بمضادات الأكسدة

البونيكالاجين (Punicalagins) وحمض البونيك (Punicic acid) أحد أهم المركّبات الفريدة التي يحتويها الرُمّان، والبونيكالاجين هو أحد مضادات الأكسدة القويّة الذي يتواجد في عصير الرمان وقشره. ولمضادات الأكسدة هذه خواص فريدة في مقاومة الأمراض والتعافي منها وتقوية جهاز المناعة، كما أنها تلعب دورًا مهمًا في منع انتقال العدوى. كذلك فإنّ حمض البونيك الموجود في زيت بذور الرمان، هو أحد الأحماض الدهنية الرئيسية في النباتات، وهو أحد أنواع حمض اللينوليك (Linoleic acid

) ذو التأثيرات البيولوجية القوية.

  1. تأثيرات مضادة للالتهابات

تعتبر الالتهابات المزمنة أحد أهم الأسباب التي تقف خلف الأمراض المحتملة التي تصيب الجسم، وتشمل تلك الأمراض الخطير منها كأمراض السرطان والقلب، لذلك فإن الوقوف على أسباب هذه الالتهابات والتعافي منها يعد أمرًا حرجًا لا يجب إهماله. ولثمار الرّمان خواصًا فريدة في مقاومة الالتهابات، وذلك نظرًا لغناه بمضادات الأكسدة كالبونيكالاجين وغيره، هذا وقد أظهرت الأبحاث أنّ للرمّان خواص في منع التهابات الجهاز الهضمي والسرطان، لهذا يعد الرمّان أحد الإضافات المميزة للنظام الغذائي.

  1. خواص في معالجة ارتفاع ضغط الدم

يعد ارتفاع ضغط الدم أحد الأمراض الحرجة، ويعتبر بدوره أحد أهم الأسباب التي تقف خلف السكتات الدماغية والنوبات القلبية، مما وضع من اعتلالات ضغط الدم تهديدًا مباشرًا على الحياة، والذي لابد من الالتفات إليها وعدم إهمالها. وقد وُجد أنّ للرمّان خواص فريدة في الخفض الملموس لضغط الدم ممن يعانون منه، ففي إحدى الدراسات التي أجريت على مصابين بارتفاع ضغط الدم، وُجد انخفاضًا في ضغط الدم لدى هؤلاء بعد استهلاكهم كأس من عصير الرمّان يوميًا ولمدة أسبوعين، وخاصة بالنسبة لضغط الدم الانقباضي لديهم.

  1. يقلل من خطر الإصابة بالسرطان

يعد السرطان أحد أهم الأمراض الحرجة في عصرنا، وقد وجد أنّ للرمّان خواصًا علاجية في مقاومة بعض أنواع السرطان والحد من الإصابة بها كسرطان البروستاتا، وبالرغم من عدم وجود دراسات مؤكدة تدعم ذلك، إلا أنّ دراسات واعدة بدأت تُلقي نتائجها بهذا الخصوص.

  1. يساعد على تحسين الذاكرة ومقاومة مرض الزهايمر

يمكن للرمّان تحسين الذاكرة، فقد وجدت إحدى الدراسات أنّ 2 غرام من مستخلص الرمّان قد منعت حدوث عيوب الذاكرة بعد العمليات الجراحية، كما أنّ للرمّان خواص فريدة في تحسين الذاكرة اللفظية والبصريّة، كما يعتقد أنّ التركيز العالي لمضادات الأكسدة الموجودة في الرّمان قد يعيق تقدّم والتسارع المحتمل لأعراض مرض الزهايمر.

  1. يحسّن الرمان عملية الهضم ويحافظ على صحة الجهاز الهضمي.
  2. يقلل تناول الرمّان خطر الإصابة بأمراض القلب.
  3. يحسّن الرمّان من الأداء الجنسي والخصوبة.
  4. يساعد الرمّان في أداء التمارين الرياضية وتخفيف الألم المصاحب لها.
  5. يحد الرّمان من الإصابة بأمراض والتهابات المفاصل.
صورة متعلقة توضيحية

 

القيمة الغذائية للرمّان

يمتلك الرمان ملفًا غذائيًا مثيرًا للإعجاب، وذلك لكثرة العناصر الغذائية التي يحملها الرمّان، فالرمان مصدر جيد للألياف وكذلك بعض الفيتامينات والمعادن مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والحديد، ويوضّح الجدول التالي القيمة الغذائية للرمّان وبعض الأطباق التي يدخل الرمّان في تحضيرها:

العناصر والخواص الغذائية

الرمان الخام

(100 غرام)

عصير الرمان

(100 غرام)

دبس الرمان

(18 غرام)

الماء

77.93 غرام

85.95 غرام

-

السعرات الحرارية

83 سعر حراري

54 سعر حراري

40 سعر حراري

البروتين

1.67 غرام

0.15 غرام

0.0 غرام

كربوهيدرات

18.7 غرام

13.13 غرام

9 غرام

سكّر

13.67 غرام

12.65 غرام

5.99 غرام

كالسيوم

10 ملغ

11 ملغ

20 ملغ

بوتاسيوم

236 ملغ

214 ملغ

38 ملغ

زينك

0.35 ملغ

0.09 ملغ

-

فيتامين C

10.2 ملغ

0.1 ملغ

-

فسفور

36 ملغ

11 ملغ

-

حديد

0.3 ملغ

0.1 ملغ

0.7 ملغ

صوديوم

3 ملغ

9 ملغ

0.0 ملغ

 

هل الرمّان يرفع السكّر؟

ارتفاع السكّر في الدم هو أحد أهم الاضطرابات التي يجب متابعتها بعناية وعدم إهمالها، حيث يعمل تنظيم الأنسولين بشكل مضطرب بالجسم، الأمر الذي يؤدي بدوره للحد من قدرة البنكرياس على إفراز هذا الهرمون بشكل كافٍ للجسم، مما يخلق مستويات من السكّر والغلوكوز في الدم لا يستطيع الجسم السيطرة عليها، الأمر الذي يؤثر بدوره على استقلاب الطاقة وبعض وظائف الجسم الحيوية، ويقف الالتهاب المزمن كأحد الأسباب الرئيسية التي تسهم في الإصابة بمرض السكّري من النوع الثاني.

تلعب مضادات الأكسدة القوية الموجودة في الرمّان دورًا أساسيًا في الحد من تلك الالتهابات، مما يخفف بدوره الأعراض المؤلمة وغير المرغوبة المصاحبة لارتفاع نسبة السكر في الدم، كآلام العضلات والتعب والشعور بالإعياء الدائم، وارتفاع السكّر في الدم إذا ما تم إهماله، سيؤدّي حتمًا لتلف دائم  وعميق في أجزاء من الجسم مثل العين والأعصاب والكلى والأوعية الدموية.

هذا وقد وُجد خواص فريدة للرمّان في الحد من ارتفاع السكّر في الدم، فيعد تناول كوب واحد من عصير الرمان في النهار على أساس يومي أمرًا ذو قيمة، يقلل بدوره بشكل كبير من مستويات الكوليسترول الضار (LDL) لدى مرضى السكري، والذي يمنع بشكل كبير مضاعفات القلب الناتجة عن ارتفاع مستويات السكر في الدم، والتي تعد أحد أهم سمات مرض السكري من النوع الثاني.

ويعتبر الرمان ذو مؤشر غلايسيمي منخفض في الدم، لذلك يتم استيعابه وهضمه ببطء، وعلى الرغم من احتواء الرمّان على السكريات في مكوناته، إلا أنّ غناه بالسكّريات يرافقه غنىً بالمركبات الفينولية (Phenolic)، التي تلعب دورًا مهمًا في إنقاص الوزن، كما أنّ الرمّان أحد الفواكه الغنية بالألياف التي تلعب دورًا كبيرًا في تنظيم الشبع والشهية، كما تعد أيضًا بذور الرمان عاملًا مساعدًا في تحسين حساسية الأنسولين، وبالتالي، وعلى العكس مما يشاع يعتبر الرمان مفيدًا في خفض مستويات السكر في الدم وتنظيمه، بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الرمان أيضًا على نسبة منخفضة من الكربوهيدرات، حيث يتم استيعاب الكربوهيدرات واستقلابها بسرعة كبيرة، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم. لهذا كلّه، يُنصح مرضى السكر بتضمين الأطعمة منخفضة الكربوهيدرات كالرمّان في نظامهم الغذائي، وقد وجدت إحدى الدراسات التي استمرت مدة 12 أسبوعًا على مرضى السكري أن تناول كوب واحد بحجم 250 مل من عصير الرمان يوميًا، قد قلل من علامات بعض الالتهابات بشكل كبير وملموس.

وبالرغم من أنّ خلاصات عصير الفواكه قد تحتوي كميات كبيرة من السكّر، ففي عصير الرمان، ترتبط السكريات بمضادات الأكسدة الفريدة التي يحتويها الرمّان، والتي تجعل هذه السكريات في الواقع واقية من تصلب الشرايين وأمراض السكّري، كما أنّ الرمّان يحتوي على مستويات عالية من المواد الكيميائية النباتية المختلفة مثل البوليفينول والأحماض الدهنية والأحماض الأمينية وغيرها، والتي لها تأثيرات علاجية وتستخدم إما لخصائصها المضادة للالتهابات، أو للسيطرة على مستويات السكّر في الدم.

صورة متعلقة توضيحية

 

الوقاية من ارتفاع السكر في الدم

أمراض السكّري تبعًا لنوعها أحد أهم الأمراض التي يجدر الوقاية منها، إلا أنه لا يمكن الوقاية من كل أمراض السكّري، كمرض السكري من النوع الأول والناتج بشكل أساسي عن مشكلة وخلل في الجهاز المناعي، كما أنّ بعض أسباب مرض السكري من النوع الثاني، كالجينات والعمر، ليست تحت السيطرة أيضًا، ومع ذلك، يمكن السيطرة على العديد من عوامل خطر الإصابة بمرض السكري، حيث تتضمن معظم استراتيجيات الوقاية من مرض السكري إجراء تعديلات بسيطة على النظام الغذائي والأنشطة الرياضية، وهذه بعض أهم النصائح للوقاية من أمراض السكّر في الدم:

  1. قطع السكّر والتقليل من تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المكررة.
  2. المواظبة على أداء التمارين الرياضية.
  3. تناول الماء بكثرة وتقليل استهلاك المشروبات التي تحتوي على نسب عالية من السكّر والمواد الحافظة.
  4. المحافظة على وزن مثالي.
  5. التوقف عن التدخين.
  6. اتباع حمية غذائية قليلة السكّر والكربوهيدرات.
  7. الابتعاد عن الخمول والكسل والمحافظة على الجسم يقظًا ونشطًا.
  8. تدعيم النظام الغذائي بالأطعمة الغنية بالألياف.
  9. تحسين ومراقبة مستويات فيتامين D في الجسم.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على