تحقيق مسبار
تُقدم هذه المقالة إجابات على أسئلة عدة منها هل الفعل المعتل يكون ثلاثيًا فقط؟ وهل قرأ فعل معتل؟ وهل سأل فعل معتل؟ وتقدم توضيحًا لعدد حروف العلة، وحروف العلة باللغة العربية، وأنواع ما في اللغة العربية، وفعل رباعي معتل، وخضار بحرف الواو.
وفيما يخص الفعل المعتل فهو صنف من الأفعال التي نَصّ عليها علم الصرف العربي في إطار التّقعيد العلمي للغة العربية. فقد اهتمّ علماء الصرف بالفعل المعتلّ في إطار تقسيم أنواع الأفعال، لتمييزه عن الفعل الصحيح، وربطوا ذلك ببعض المعايير الصوتية.
وتثير خصائص الفعل المعتل الكثير من الخلافات بين الصرفيين خصوصًا فيما يتعلق بأوزانه، واقتصاره على الثلاثي أو شموله أيضًا للفعل الرباعي. تُعرّف هذه المقالة الفعل المعتل، وتبين أنواعه وأصنافه، وكيفية تمييز الفعل المعتل عن الصحيح.
ما هي أقسام الفعل في اللغة العربية؟
ينقسم الفعل في اللغة العربية إلى صحيح ومُعتل. ويعتمد هذا التقسيم على نوع الحروف التي يتكوَّن منها الفعل. والمعروف أن علماء العربية قسّموا الحروف إلى حروف صحيحة وحروف علة.
اعتبر هؤلاء العلماء أن الألف والواو والياء حروف علة، وما عداها حروف صحيحة. وبهذا فإن كل فعل يتضمن حرفًا أو أكثر من حروف العلة يعتبر فعلًا معتلًا، بينما كل فعل يخلو منها يعتبر فعلًا صحيحًا.
ما هي أنواع الفعل الصحيح؟
الفعل الصحيح هو الذي تخلو حروفه الأصلية من أحرف العلة، وهو ينقسم إلى سالم ومُضعَّف ومهموز. أما الفعل الصحيح السالم فهو الذي تخلو أصوله من الهمزة والتضعيف مثل: كتب، فهم. وأما الفعل المضعف فهو نوعان:
- مضعف الثلاثي ومزيده، وهو أن تكون عينه ولامه من جنس واحد مثل: مدّ - استمدّ، مرّ ـ استمرّ، لمّ ـ ألمّ.
- مضعف الرباعي ومزيده، وهو أن تكون فاؤه ولامه الأولى من جنس وعينه ولامه الثانية من جنسٍ آخر، مثل: رجرج ـ ترجرج، زلزل ـ تزلزل.
وأما الفعل المهموز فهو أن يكون أحد أصوله همزة، سواء كانت فاءً أم عينًا أم لامًا، مثل: أكل، سأل، قرأ.
عدد حروف العلة
قبل التعرف على عدد حروف العلة، يجدر القول أن عدد حروف اللغة العربية ثمانية وعشرين حرفًا، وهناك فئة تقول أن عددها تسعة وعشرين حرفًا على اعتبار أن الهمزة حرف والألف حرف وتضاف إليها أصوات حروف اللين القصيرة المتمثلة بالحركات وهي الفتحة والضمة والكسرة.
وتنقسم هذه الحروف لنوعين وهما: حروف صحيحة وحروف علة. وإن عدد حروف العلة في اللغة العربية ثلاثة حروف فقط، وتجتمع في كلمة (واي) وتبقى حروف العلة علة سواء كانت ساكنة أو متحركة. والاعتلال يعني وجود حرف علة في الكلمة، بينما الإعلال يعني تغيير حرف العلة الموجود في الكلمة سواء بحذفه أو قلبه أو تسكينه، مثل: بيع، باع. ولقد سميت حروف العلة بهذا الاسم كونها تتعرض لتغيرات كثيرة من خلال تبدلها أو تغيرها من حال لآخر سواء بالزيادة، أو القلب، أو الإبدال، أو الحذف.
وتُعرف حروف العلة بأنها أصوات متحركة تساهم في تحديد نطق الكلمة، إذ تخرج حروف العلة الثلاثة من الحلق، وتتخذ الشفتين دورًا في عملية نطقها. كما وتكسب حروف العلة الحروف الساكنة قيمتها، إذ لا يمكن أن تُلفَظ الحروف الساكنة دون وجود حروف العلة.
هناك فروقات بين حروف العلة والحروف الصحيحة، وأهمها:
- تَقبَل الحروف الصحيحة التحريك والإسكان، بينما حروف العلة فلا تقبل التحريك ولا الإسكان.
- تأتي الحروف الصحيحة في بداية الكلمة في اللغة العربية، بينما حروف العلة لا تأتي في بدايتها.
- الحروف الصحيحة تأتي في أصول الكلمة من ناحية الاشتقاق، فإما تكون فاء أو عين أو لام الكلمة، على غير العلة.
- يتم التفريق بين الجهر والهمس بين حرف صحيح وآخر صحيح، وليس بين حرف علة وآخر علة، وذلك بسبب كون جميع حروف العلة مجهورة.
- حين تُشدد الحروف الصحيحة فهي تدل على تعدد المقاطع أو الوقف، بينما طول المد في حروف العلة لا يعبر عن تعدد المقطع أو الوقف.
حروف العلة باللغة العربية
وكما ذُكر سابقًا فإن حروف العلة في اللغة العربية هي الألف والواو والياء، وحرف الألف لا يأتي إلا ساكنًا، وأما عن الحرف الي يسبق الألف هو دائمًا مفتوح، أي حركته الفتحة، وتعتبر الألف حرف علة ومد ولين. ومثال على ذلك: سالم، أرى، وندى.
أما عن حرفي العلة المُتَبَقِّيَين وهما الياء والواو، فإنهما يأتيان مُتحَرِّكَين مثل: حَـوَر، أو ساكنين مع وجود حركة فتح على الحرف الذي يسبقهما مثل: بيت. وتسمى حروف العلة في اللغة العربية بحروف اللين لأنها تخرج بسهولة ولين دون تكلف في النطق.
تعتبر حروف المد حروف علة ولكنها حروف علة ساكنة، بضرورة أن يسبقها حركة تناسبها؛ كالألف الساكنة المفتوح ما قبلها مثل: مال، والواو الساكنة المضموم ما قبلها مثل: غول، والياء الساكنة المكسور ما قبلها مثل: فيل.
وفي سياق الحديث عن حروف العلة في اللغة العربية، فإنه لابد من الإشارة لما يعرف بالإعلال والإبدال في اللغة العربية واللذان يعتبران من أهم أبواب علم الصرف. ولقد أشار أستاذ العلوم العربية بدار العلوم وأحد علماء الأزهر الشريف أحمد الحملاوي في كتابه شذا العرف في فن الصرف لكل من الإعلال والإبدال.
ويمكن تعريف الإعلال بما يوصف به اللفظ، فحين يقال أعلَّ اللفظ، فهذا يعني أنه أدخل فيه الإعلال، والذي يعني حدوث تغيير على حروف العلة سواء بقلب أو تسكين أو حذف الإعلال أو الإبدال، ويقع الإعلال بهدف التخفيف.
أما عن تعريف مفهوم الإبدال فهو مصدر كلمة بدل، فحين يُبدل قلم بآخر فهذا يعني أنه تم أخذ قلم بديل عن القلم الأول. فأما الإبدال اصطلاحًا يعني تبديل حرف بحرف آخر، ويختلف الإبدال عن الإعلال بالقلب، كون الإعلال يختص بحروف العلة فقط، بينما الإبدال يكون في الحروف الصحيحة وحروف العلة. كما إن الإبدال إزالة، بينما القلب إحالة، وتكون الإحالة بين شيئين متماثلين، وبناء على ذلك يمكن القول أن كل إعلال هو في الحقيقة إبدال، ولكن ليس كل إبدال إعلالًا.
ما هو الفعل المعتل؟
اعتبر علماء الصرف أن الفعل المعتل هو ما يكون أحد أحرفه الأصلية حرف علة، وهو أربعة أقسام:
• المثال: وهو ما كانت فاؤه حرف علة، والأغلب أن يكون واوًا وقد يكون ياء، مثل: وجد، وعد، وصف، يبس، يئس.
• الأجوف: وهو ما كانت عينه حرف علة، مثل: قال، باع، سار، دار.
• الناقص: وهو ما كانت لامُه حرف علة، مثل :سعى، مشى، دعا.
• الّلفيف: وهو ما كان فيه حرفا علة، وينقسم قسمين: لفيفٌ مفروق، وهو أن تكون فاؤه ولامه حرفي علة، أي يفرق بينهما حرف صحيح، مثل: وشى، وعى، ولي. ولفيفٌ مقرون، وهو أن تكون عينه ولامه حرفي علة، أي أنهما مقترنان، مثل: كوى، عوى، قوى.
كيف يمكن تمييز الفعل المعتل عن الصحيح؟
من الممكن تمييز الفعل المعتل عن الصحيح، فمِن المعروف أن الفعل في اللغة العربية لا يقل عن ثلاثة أحرف أصلية. وهذا يعني أن أقلّ وزن للفعل هو الوزن الثلاثي، وقد يكون رباعيًا. وبناءً على عدد الحروف التي يتشكل منها الفعل فإنه ينقسم مرة أخرى إلى نوعين: المجرد والمزيد.
فإذا قيل مثلًا: كَتَبَ، فإنه لا يدل على معنى ما إلا بهذه الأحرف الثلاثة مجتمعة (ك ، ت ، ب)، وليس من الممكن حذف الكاف أو التاء أو الباء. أما إذا قيل: كاتب أو اكتتب، أو استكتب فإنه من الممكن حذف الألف من الفعل الأول، وألف الوصل والتاء من الفعل الثاني، وألف الوصل والسين والتاء من الفعل الثالث، ويبقى مع ذلك للفعل معنى.
وهذه الحروف الأصلية هي التي تمثل الفعل المجرد، أما تلك الحروف التي يمكن حذفها فهي التي تنقل الفعل إلى صفة المزيد. ولا يمكن تمييز الفعل إن كان معتلًا أو صحيحًا إلا بعد حذف الزيادات والاقتصار على حروفه الأصلية. فمثلا الفعل: لاكم فعل صحيح لأن أصوله (لكم) تخلو من أحرف العلة، والفعل (اتّخذ) فعل صحيح مهموز لأن أصوله (أخذ)، والفعل (اتعد) فعل معتل مثال لأن أصوله (وعد)، أي أن فاءه حرف علة.
ما هي أنواع المجرد والمزيد؟
المُجَرَّد هو الفعل الذي يتكون من أحرفه الأصلية التي لا تسقط في أحد التصاريف إلا لعلةٍ تصريفية. أما الفعل المزيد فهو كل فعل زِيدَ على حروفه الأصلية حرف أو حرفان أو ثلاثة يمكن أن تسقط في بعض تصاريف الفعل لغير علةٍ تصريفية.
والفعل المجرد قسمان: ثلاثي، ورباعي. والمزيد أيضًا قسمان: مزيد الثلاثي، ومزيد الرباعي. ويتضح أن هذا التقسيم يتأسس على عدد الحروف الأصلية والحروف الزائدة في الفعل. بناءً عليه يمكن تلخيص هذه الأصناف كما يلي:
- المجرد الثلاثي: له ثلاثة أوزان، وذلك لأن فاءه متحركة بالفتح دائمًا، ولأن لامه متحركة بالفتح دائمًا كذلك وتبقى عينه التي تتحرك بالفتح أو الضم أو الكسر، فتكون أوزانه على النحو التالي: فَعَل= نصر، فَعُل= كرم، فَعِل= فرح.
- المجرد الرباعي: ليس لهذا الفعل إلا وزن واحد هو: فعلل، مثل: بعثر، عربد، غربل، وسوس، زلزل. غير أن هناك أوزانًا أخرى للرباعى المجرد يقول الصرفيون إنها ملحقة بالوزن الأصلي (فعلل) ، وأشهر هذه الأوزان: فَوعَل مثل جورب، وفَعوَلَ مثل دهور.
هل الفعل المعتل يكون ثلاثيًا فقط؟
بناءً على التعريف السابق للفعل المعتل فإن أنواعه الأربعة: المثال والأجوف والناقص واللفيف ترتبط بأحرفه الأصلية الثلاثة. وهذا يعني أن الفعل المعتل يكون ثلاثيًا فقط، وهذا ما قرّره علماء الصرف الذين لم يتحدثوا عن الفعل المعتل في الرباعي، بل اكتفوا بتقسيم الرباعي بمعيارين آخرين، لا علاقة لهما بحروف العلة. وينقسم الرباعي إلى قسمين حسب علماء الصرف:
• المضعف مثل: وسوس وزلزل.
• غير المضعف مثل دحرج وبعثر.
فالصحيح والمعتل إذن من أقسام الثلاثي، ولم يهتم العلماء بتقسيم الرباعي من حيث الصحة والاعتلال. ومن بين التعليلات التي قدّمها هؤلاء العلماء عدم خضوع بعض الأفعال الرباعية التي قد تضم حرف علّة لقاعدة الإعلال، كما هو الحال في "وسوس" الذي يبدو ظاهرًا أنه فعل معتل، لكن الواو فيه لا يمكن إعلالها.
كما أن بعض أوزان الرباعي التي تضم حرف علة مثل فَوعَل وفَعوَلَ تعتبر ملحقة بالرباعي وليست من الرباعي. وقد ألحق ابن مالك في تقسيمه أيضًا "وسوس" بالفعل الصحيح ولم يعتبره معتلًا، على الرغم مما يثيره بعض المحدثين من إشكالات بهذا الخصوص.
هل قرأ فعل معتل؟
لا يعتبر الفعل قرأ فعلًا معتلًا، كون حروفه الأصلية لا تحتوي على أحد حروف العلة (الألف، والواو، والياء)، وهذا ما يجعل من الفعل قرأ فعلًا صحيحًا. ولأن للفعل الصحيح ثلاثة أنواع والتي تم ذكرها وتوضيحها سابقًا، وهي الصحيح السالم، والصحيح المهموز، والصحيح المضعف يمكن تمييز الفعل قرأ من بين الأنواع الثلاثة السابقة باعتباره فعلًا صحيحًا مهموزًا في لام الفعل أي في الحرف الثالث من الحروف الأصلية من الفعل.
اسم الفاعل من الفعل قرأ هو قارئ، ومصدره قراءة وقرآن. أما عن اسم المفعول فهو مقروء. وكيفما تم التعرف على الفعل قرأ كفعل غير معتل، لابد من معرفة استخدامات هذا الفعل في سياق الجمل العربية كونه يُوّظَّف في معانٍ عدة أهمها:
- يُعبر قرأ عن فعل النطق للألفاظ والذي يكون إما من خلال النظر إلى العبارات أو تلك المحفوظة عن ظهر قلب. فيًقال: قرأ آيات من القرآن. إذ هناك من يقرأ القرآن من الكتاب نفسه وهناك من يحفظه أو يحفظ أجزاء منه ويقرأها.
- من الممكن أن يأتي الفعل قرأ في معان أخرى غير تلك المعروفة والتي يرجى بها التلفظ بشيء مكتوب أو محفوظ. فعلى سبيل المثال يقال: قرأ علامات الحزن في عينيه. بمعنى لاحظ.
- هناك من يقال عنهم بأنهم يقرؤون الغيب، وهي عبارة تصف الكهنة، فمن يقرأ الغيب هو شخص يتكهن به.
- يُشار إلى الشخص الذي يقرأ ما بين السطور بكونه شخص يفهم الأمر المضمور، وهو القادر على استشفاء المعاني الضمنية للكلام.
- حين يقال قرأ فلان على فلان النحو، يعني الفعل قرأ هنا أنه علمه أو درسه على يديه.
- حين يقرأ شخص ما على شخص السلام فهذا بمعنى أنه أبلغه إياه.
- يقال قرأ للمستقبل حسابه بمعنى احتاط للمستقبل.
- أما عن الفعل قَرَّأَ، فيقال قرَّأ المرأة وبحسب المعجم الوسيط فالفعل قرَّأ هنا يُستخدم بمعنى حبس المرأة لتنقضي عدتها، فيقال عنها مُقَرَّأَةٌ.
هل سأل فعل معتل؟
الإجابة على سؤال هل سأل فعل معتل هي غير صحيح. إن الفعل سأل ليس فعلًا معتلًا، ولكنه يُصنَّف كفعل صحيح مهموز نظرًا لوجود الهمزة في أحد حروفه الأصلية والموجودة في عين الفعل بالتحديد.
أما عن التحليل الصرفي للفعل سأل، فهو مُصرَّف من الفعل المجرد سأل، وهو فعل ماضي ثلاثي مجرد مبني للمعلوم ويعود للضمير (هو)، ومشتق من الجذر سءل.
ويأتي معنى الفعل سأل في اللغة العربية في مجموعة من المعاني، والتي يمكن حصر أهمها فيما يلي:
- يُقال سأل شخص ما فلانًا، والفعل سأل هنا يعني حاسب.
- سأل سائل الناس، ويعني الفعل سأل طلب العطية أو السؤال عن الصدقة أو الحاجة.
- سأل الرجل عن أمر ما بمعنى استفسر واستخبر عنه.
- يأتي الفعل سأل بمعنى طلب، فيقال: نسأل الله السلامة، أي نطلب من الله السلامة.
فعل رباعي معتل
بحسب ما ورد في الإجابة على سؤال المقال هل الفعل المعتل يكون ثلاثيًا فقط؟ فإنه لا يوجد في اللغة العربية بما يسمى فعل رباعي معتل.
والفعل الرباعي هو الفعل الذي يتكون من أربعة حروف أصلية وله بناء واحد وهو (فعلل) بسكون عينه وفتح ما عداها. ويأتي إما لازمًا أو متعديًا، ولكن متعديًا على الأغلب. ومثال عليه الفعل دحرج على وزن فعلل.
وفيما يلي مجموعة من الأمثلة على أفعال رباعية لازمة:
حشرج، وفرشح، دربخ، عربد، جربذ، جرمز، كرفس، قرنط، خذرف، وقرقف، وخربق.
أما عن نماذج الأفعال المضارعة المتعدية، فهي تأتي كالتالي:
قرضبه، خرفجه، دحرجه، فرطحه، فلقحه، كردحه، بعثره، وبحثره، وجحدره، دعثره، عركسه، كردسه، وبرقش كلامه.
إن وزن مصدر الفعل الرباعي المجرد يكون على وزن فَعلَلَة وهو وزن قياسي، وينطبق على كافة أفعال المضارع المجردة مثل: زمجر- زمجرة، زخرف- زخرفة. أما عن مصدر الأفعال المضارعة المجردة المضعفة فيأتي على وزنين إما فَعْلَلة أو فعلال مثل: زلزل- زلزلة، وسوس-وسواس.
أماعن الفعل الرباعي المزيد فهناك أفعال رباعية مزيدة بحرف واحد، وأخرى مزيدة بحرفين. وأشهر الأمثلة على الفعل الرباعي المزيد بحرف واحد هو الفعل تدحرج وهو على وزن تفعلل.
أما عن الفعل الرباعي المزيد بحرفين فله وزنان: ويكون كالتالي:
- الوزن افعنلَلَ، مثل الفعل احرنجم.
- الوزن افعلَلَّ، مثل الفعل اقشعر.
وهناك الملحق بما زيد فيه حرف واحد ويأتي على ستة أوزان، وهي:
- تفعلَلَ، مثل تجَلببَ.
- تفعولَ، مثل ترْهَوَك.
- تُفَيْعَل، مثل تشيطَنَ.
- تَفَوْعَل، مثل تجوْربَ.
- تَمَفْعَل، مثل تمسكنَ.
- تَفَعْلَى، مثل تسلقى.
وهناك أيضًا المُلحق بما يزيد فيه حرفان، ويأتيان في وزنان، وهما:
- افعنلَلَ، مثل اقعنسَسَ.
- افعنلَى، مثل استلقى.
أنواع ما في اللغة العربية
من أجل فهم وتوضيح أنواع ما في اللغة العربية، يمكن الإشارة إلى عبارة هامة ذكرها الدكتور عبده الراجحي في كتابه التطبيق النحوي والتي تقول أن ما يميز النحو هو قدرته على دراسة الكلمات من ناحية كونها تؤدي عملًا معينًا في الجملة، وليس من ناحية أصوات الكلمات أو بنيتها أو دلالتها.
فمن خلال تحديد نوع الكلمة الموجودة في الجملة يصبح من الممكن فهم موقعها ووظيفتها في الجملة، وبالتالي علاقتها بما حولها من الكلمات، وأخيرًا معرفة المعنى المنشود وهذا أساس ما يعنيه النحو في اللغة العربية. ولكن يبقى السؤال: ما أنواع ما في اللغة العربية؟
تُقدم (ما) في اللغة العربية دلالات متعددة، الأمر الذي أوجد منها أنواع، فهناك نوعين رئيسيين لـ(ما) ويتفرع من كل منهما استخدامات مختلفة في الجملة وهما:
- ما الاسمية
وهي أحد أنواع ما في اللغة العربية، والتي يتم التعامل معها على كونها اسم في الجملة، ومنها:
- (ما) الموصولة: تأتي بمعنى (الذي) وتُعرب اسم موصول مبني على السكون، ويتم استخدامها مع غير العاقل. يتوجب أن يأتي بعدها جملة فعلية أو جملة اسمية، كونها تحتاج إلى صلة تسمى بصلة الموصول.
يتم إعراب ما الموصولة بحسب موقعها في الجملة، ومثال على (ما) الموصولة لغير العاقل قول الله تعالى في القرآن الكريم: (مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ). - (ما) التعجبية، تأتي (ما) التعجبية نكرة تامة وتعني شيء ولكن يُعنى فيها الإشادة بقوة الموصوف. وتُعرب كاسم تعجب مبني على السكون إذ تبتدأ فيها الجملة وتعرب في محل رفع مبتدأ، فيقال: ما أجمل! على وزن ما أفعل!
- (ما) الاستفهامية، ويتم استخدامها كاسم للاستفهام عن غير العاقل، سواء من النبات أو الحيوان أو الجماد. وأحيانا تُحذف ألف (ما) الاستفهامية في حال اتصلت مع حرف جر مثل (عن) مع (ما)، فتصبح (عمَّ).
يتم إعراب ما الاستفهامية بحسب موقعها في الجملة، ومثال عليها قال تعالى: (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا).
- (ما) الشرطية، تأتي كاسم شرط كناية عن غير العاقل، وحين تدخل على الجملة الفعلية تجزم فعلين، فيُعرب الأول فعل الشرط، والفعل الثاني جواب الشرط. ومثال على ذلك، قال تعالى: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ).
- (ما) المُبهَمة، هي اسم، ويتم إعرابها بكونها صفة لما يسبقها. كما ويتم اقترانها باسم نكرة يزيد من إبهامه وعموميته. مثل: أعطِ السائل شيئًا ما.
- ما الحرفية
هي أحد أنواع (ما) في اللغة العربية والتي يتم التعامل معها على كونها حرفًا، وأهمها:
- (ما) النافية، تعمل ما النافية عمل ليس وتسمى أيضًا ب(ما) الحجازية. تؤثر على الجملة الاسمية فترفع المبتدأ ويسمى باسمها، وتنصب الخبر ويسمى خبرها في حال لم يتقدم الخبر على الاسم. ودون اتباع ما النافية (إن)، بالإضافة لضرورة عدم وجود (إلا) في الجملة. ومثال على ما النافية العاملة عمل ليس: ما ذلك رجلًا.
- (ما) المصدرية، وتأتي على شاكلتين، الأولى مرتبطة بما بعدها المصدر المؤول فلا تنصب الفعل المضارع. والثانية مصدرية زمانية ويتم الاستدلال بها حين يُدلي ما بعدها بكلمات تعبر عن الزمان. ومثال على ما المصدرية الزمانية، قال تعالى: (وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا).
- (ما) الزائدة، وتكون حرفًا زائدًا من الممكن حذفه، ولا يؤثر أي تأثير نحوي في الجملة. ومثال على ما الزائدة بعد ظرف: قليلًا ما تجلس هُنا.
- (ما) الكافة، سميت ما الكافة بهذا الاسم لأنها تدخل على الحروف الناسخة أو حروف الجر وتكفهم عن عملهم، مثل: إنّما المُؤمنون أخوةٌ.
خضار بحرف الواو
يبحث البعض عن خضار بحرف الواو خاصة مجموعة الأشخاص الذين يمارسون مهارة البحث عن أسماء أشخاص وجمادات وحيوانات ونباتات تبدأ بحروف معينة، وهي أحد وسائل المرح التي تعتمد على مدى حفظ الشخص للكلمات العربية المبدوءة بكل حرف. فهل هناك خضار بحرف الواو؟
في البداية، يعتبر حرف الواو أحد الحروف غير المنقوطة في اللغة العربية، وبحسب تعريف المعجم الوجيز لحرف الواو، فهو الحرف السابع والعشرون من حروف الأبجدية العربية. وهو صوت مجهور مرقق وطبقي مع استدارة الشفتين، ويتوسَّط ما بين الشدة والرخاوة. أما عن احتمالية وجود خضار بحرف الواو فمن المهم التعرف على مواضع حرف الواو في الكلمة قبلًا.
يأتي حرف الواو في مواضع مختلفة من الكلمة، فقد يأتي في بداية الكلمة، مثل حرف الواو في بداية كلمة وردة. وقد يأتي في منتصف الكلمة وغير متصل فيما قبله مثل: مسؤولية. أو في منتصف الكلمة ومتصلًا فيما قبله، مثل: ليمون. وقد يأتي في نهاية الكلمة مثل: يرنو. ويتصف بمخرجه بين أول اللسان ووسط الحنك الأعلى.
هناك قائمة لمجموعة من الخضار التي يوجد بها حرف الواو، ولكنها غير مبدوءة به، وإنما يتواجد في منتصفها. وأمثلة على تلك التي يجيء حرف الواو في وسطها متصلًا بما قبله: مردقوش، بابونج، ليمون، ثوم، خرشوف، فقوس، فول، ماذريون، وملوخية.
وهناك خضار بحرف الواو ولكن يوجد الحرف في وسط الكلمة وغير متصل بما قبله، مثل: البقدونس.
وفي العودة إلى أصل حرف الواو فأصله (وَيَوٌ) إذ إن ألفه تم استبدالها إلى ياء، كقول: وَيَّيْت واوًا حسنًا. وتأتي في الكلمة أصلية مثل وجودها في كلمة وعد، أو بدل كما في كلمة يوذّن التي تم استبدالها من الهمزة في يؤذّن.
