تحقيق مسبار
تتنوع الأمراض النفسية والعقلية حول العالم، ويعتبر تشخيص الحالة المرضية أمرًا ليس بالهين. لذلك، يُقدِّم هذا المقال توضيحًا لأحد هذه الأمراض ألا وهو اضطراب ثنائي القطب.
ما هو اضطراب ثنائي القطب؟ وهل اضطراب ثنائي القطب خطير؟ يجيب هذا المقال على هذه الأسئلة، ويقدم أعراض اضطراب ثنائي القطب، بالإضافة إلى أسبابه وطرق علاجه.
ما هو اضطراب ثنائي القطب؟
اضطراب ثنائي القطب ويُسمى أيضًا بالاكتئاب الهَوَسي، يعتبر مرضًا عقليًا مزمنًا، يصيب الأشخاص على الأغلب في مرحلة المراهقة وفي سن البلوغ، وتصاب به النساء بنسب أعلى من الرجال، ويجمع ما بين الهوس والاكتئاب معًا، وغالبًا ما تستمر هذه النوبات لمدة أسابيع أو شهور.
يمكن وصف الهوس بكونه حالة شديدة من الإثارة والانتشاء، أما عن الاكتئاب فهو حالة من الحزن والإحباط الشديد. يجمع اضطراب ثنائي القطب بين الحالتين فيصنع في النهاية حالة غير منطقية تؤثر على التوازن العام للفرد.
أعراض اضطراب ثنائي القطب
تتمايز أعراض اضطراب ثنائي القطب بين ما يتسبَّبه كل من الهوس والاكتئاب معًا، فمن أجل توضيح مجمل الأعراض يتوجب توضيح أعراض الهوس والاكتئاب كل على حدى.
- أعراض الهوس:
- الشعور بالسعادة المُفرِطة، وينجم عنها انفعال مبالغ فيه مع الوسط المحيط.
- الشعور بالروعة والثقة بالنفس والأهمية.
- ازدياد حالة النشاط والحركة، ونتيجة على ذلك يحدث انخفاض في الرغبة في النوم.
- ازدياد همة الشخص المصاب، والبدء بالإنجاز حتى لو تكلف الأمر السهر لساعات متأخرة من الليل.
- التحدث بسرعة في الكلام، والتحدث بمواضيع غير مترابطة.
- من السهل أن يصاب المصاب بالهوس بتشتيت في الذهن، ومن خلال أبسط الأشياء.
- التحدث عن أفكار غير واقعية، مصحوبة بالأوهام.
- أعراض الاكتئاب:
- مشاعر عارمة من الحزن الشديد والكآبة واليأس.
- الشعور بعدم أهمية الحياة، وبالتالي ينخفض الحماس.
- عدم الرغبة في التحدث مع الآخرين، فتنمو الرغبة في الجلوس وحيدًا.
- قلة النشاط البدني، فيتبع ذلك الرغبة الزائدة في النوم، وحدوث تغيرات وتقلبات في أوقات النوم.
- التوقف عن ممارسة الهوايات المحببة، وحدوث صعوبة في التركيز والتفكير.
- قد تدور في ذهن المصاب بالاكتئاب أفكار انتحارية، نتيجة لمشاعر الانتقاص بالنفس وعدم الشعور بأهمية وجوده، بالإضافة إلى تردد مشاعر الذنب باستمرار ويعد هذا العرض أحد أخطر أعراض الاكتئاب.
أنماط اضطراب ثنائي القطب
تختلف الصورة التي يأتي عليها اضطراب ثنائي القطب فهو يختلف من شخص إلى آخر، وله أنماط عدة:
- قد تأتي نوبة الهوس وحدها ومن ثم تتبعها نوبة الاكتئاب ويكون بينهما فترة طبيعية من الوقت.
- قد تتنقل النوبة من الهوس إلى الاكتئاب عند البعض بسرعة دون فترة طبيعية من الوقت.
- هناك حالات تصاب بنوبة الهوس والاكتئاب معًا، فمن الممكن أن يكون الفرد نشيطًا بدنيًا لكنه مصحوبًا بمزاج كئيب وحزين في وقت واحد، إذ تسمى هذه الحالة بالمُختلَطة.
- في اضطراب ثنائي القطب، تكون الإصابة بنوبات الاكتئاب منتظمة أكثر من نوبات الهوس لدى البعض، والعكس قد يكون صحيحًا.
- هناك ما يسمى باضطراب المزاج الخفيف، وهو اضطراب ثنائي قطب خفيف، تطول مدة الأعراض فيه لفترة طويلة، ولكنها تكون خفيفة وأقل شدة من اضطراب ثنائي القطب الشديد.
أسباب اضطراب ثنائي القطب
قد لا تكون أسباب الإصابة باضطراب ثنائي القطب واضحة ودقيقة، لكنها من الممكن أن تعود لأسباب عدة، أشهرها:
- الوراثة: تتخذ الوراثة حيزًا كبيرًا من مجمل أسباب الإصابة بالأمراض العقلية والنفسية. وعلى ذلك، تعد الوراثة سببًا قويًا في إصابة الفرد باضطراب ثنائي القطب. إذ اكتُشِف عند 4 من كل 5 أشخاص مصابين باضطراب ثنائي القطب أن الوراثة هي المُسبِّب. ولو كان أحد الوالِدَين مصابًا بهذا الاضطراب فإن احتمالية إصابة أبنائهم به واحد من كل عشرة. أما لو كان كلا الوالدين مصابًا باضطراب ثنائي القطب فإن المعادلة تختلف لتصبح احتمالية إصابة الأبناء باضطراب ثنائي القطب هي 4 من كل عشرة.
- الأحداث القاسية: قد تُحفز الأحداث الاجتماعية القاسية الإصابة باضطراب ثنائي القطب أو الهوس أو الاكتئاب، كالتعرض للعنف الأسري أو الجنسي أو لصدمة وفاة أحدهم أو الانفصال عن أحدهم.
- تناول الكحول: يؤثر الإفراط في تناول الكحول وسوء تناول العقاقير على الصحة النفسية والعقلية، الأمر الذي يتسبب بمخاطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب.
- خلل في الدماغ: قد تنشأ حالة من الاضطراب حين يحدث خلل في كيمياء الدماغ. إذ يقوم الجسم بإنتاج ومحاربة المواد الكيميائية الموجودة في الناقلات العصبية، كالأدرينالين، والدوبامين.
هل اضطراب ثنائي القطب خطير؟
بعد أن تم التعرف على اضطراب ثنائي القطب وعلى أهم أعراضه، يمكن الاستنتاج بأن اضطراب ثنائي القطب مرض خطير، يعود ذلك كونه اضطرابًا يقود أحيانًا إلى صنع أفكار انتحارية في مخيلة الفرد المصاب التي قد تودي بحياته في النهاية.
أما عن مدى خطورة اضطراب ثنائي القطب في حال تحكم المصاب أو تم التحكم من قبل الآخرين بأفكاره الانتحارية، فإنه من الممكن أن يصنع رغبة في تعاطي المخدرات بإسراف، وفي هذا الأمر خطورة مجتمعية أخرى بالإضافة إلى خطورته الجسمانية والنفسية على الفرد المصاب.
علاج اضطراب ثنائي القطب
تتعدد العلاجات التي يقدمها الطب للمصابين باضطراب ثنائي القطب، وإن طرق علاجه تتمثل فيما يأتي:
- العلاج الدوائي: وهو ضروري لمن يعاني من اضطراب ثنائي القطب، إذ إن هناك مجموعة مختلفة من الأدوية، كمثبتات الحالة المزاجية ومضادات الاكتئاب، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للذهان والأدوية المضادة للقلق وأدوية النوم. لا يمكن الحصول على هذه الأدوية دون تشخيص الطبيب والإذن بتناولها، كما ومن الضروري تناولها وعدم إهمالها والتعامل مع العلاج بشكل طبيعي، بالإضافة إلى ضرورة عدم التوقف عن تناول العلاج دون إذن الطبيب.
- العلاج النفسي: يلعب العلاج النفسي دورًا مهمًا في تخفيف أعراض اضطراب ثنائي القطب، ويكون من خلال التحدث مع الشخص المصاب، والتخفيف عنه ومحاولة إيجاد حلول للمشكلات.
- العلاج السلوكي: ويكون من خلال مساعدة المصاب باضطراب ثنائي القطب في التغيير من نمط حياته، وأوقات تناوله للطعام ونومه، بالإضافة إلى تحسين طرق تعامله مع الظروف والمستقبِلات السلبية وغيرها من السلوكيات الحياتية.
- الصدمات الكهربائية: قد يضطر الطبيب للعلاج بالصدمات الكهربائية لو تفاقمت أعراض الحالة، للتخفيف من الأعراض ومحاولة موازنة كيمياء الدماغ عند الشخص المصاب.
نصائح لتجنب الإصابة باضطراب ثنائي القطب
قد يكون من الصعب التحكم بحدوث المصائب الاجتماعية أو قد يكون من المستحيل منع النفس من التأثر بالأحداث القاسية التي قد يمر بها الفرد والتي تصيبه بالاضطرابات والأمراض. ولكن، تبقى هناك نصائح من الجدير ذكرها من أجل تجنب الإصابة باضطراب ثنائي القطب:
- كما ذُكرَ سابقًا، فإن الوراثة عامل قد يكون أساسيًا في الإصابة باضطراب ثنائي القطب، وعلى ذلك، يتوجب على كل شخص يوجد في تاريخ عائلته أو لدى إحدى والديه اضطراب ثنائي القطب الحذر والانتباه لجميع أعراض الاضطراب المبكرة من أجل السيطرة عليها دون تأزُّمها.
- الابتعاد عن تناول المخدرات كالكوكايين، وتجنب تناول الكحول بإفراط.
- تدريب النفس على الهدوء والتحكم في الذات، وأخذ القسط الكافي من الراحة والنوم، وعدم تعريض العقل لإجهاد التفكير.
- مواجهة المشكلات والمصائب بأقل الخسائر النفسية، وتعويد النفس على مواجهة الحياة والظروف مهما كانت قاسية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن تمييز أعراض نشاط الغدة الدرقية النفسية؟
هل يمكن علاج الاكتئاب الذهاني؟