تحقيق مسبار
يتشارك بعض النّاس صورة خيالية عن الديناصورات تجعل الكثير منهم يتساءل هل الديناصورات حقيقية؟ حيث ساهمت المسلسلات وأفلام الرعب والخيال العلمي في رسم هذه الصور في عقول الكثيرين، كائنات ضخمة جدًا، فم واسع وأسنان كبيرة للغاية، صوت عالي ومخيف، وبعضها ينفخ النار. وبالمقابل، ينكر بعض الناس وجودها، ويجادل بأن هذه الصورة الخيالية ما هي إلّا ضرورة لإنتاجات الأفلام والمسلسلات. ويتساءل آخرون ما إذا كانت فعلًا الديناصورات حقيقية أم من نسج خيال الإنسان؟
سنحاول في هذه المقالة الإجابة على عدة تساؤلات: ما هي الديناصورات؟ وفي أي حقبة عاشت؟ هل الديناصورات حقيقية؟ كيف كان شكلها؟ وكيف ماتت؟
الديناصور
ظهر مصطلح الديناصور لأول مرّة عام 1842 على يد عالم الأحياء والأحفوريات السير ريتشارد أوين، ويرجع المصطلح إلى جذور إغريقية، في الجزء الأول من المصطلح كلمة داينوس وتعني رهيب أو قوي أو مذهل، والجزء الثاني كلمة سورس وتعني سحلية، ليكون المعنى الحرفي للمصطلح: السحلية الرهيبة.
ما هي الديناصورات؟
الديناصورات هي مجموعات من الزواحف التي عاشت وسيطرت على كوكب الأرض لأكثر من 140 عام، واستمرت بالتواجد في بعض مناطق الكرة الأرضية لحوالي 160 عام. وكانت الديناصورات ذات أشكال وأحجام وصفات مختلفة ومتنوعة، حيث كان منها مجموعات بأحجام عملاقة، ومجموعات أخرى صغيرة قد يصل حجمها إلى حجم الدجاجة أو أصغر.
كانت الديناصورات تتمّيز عن غيرها من الزواحف بامتلاكها لرجلين خلفيتين صغيرتين ومستقيمتين، كانت تساعدها على التنقّل باستخدام طاقة جسدية أقل من الطاقة التي كانت تحتاجها بقية الزواحف، ويرجّح العلماء أن هذه الميزة هي التي ساعدت الديناصورات على العيش لمدة أطول من بقية الكائنات.
هل الديناصورات حقيقية؟
نعم الديناصورات حقيقية. فقد عاشت الديناصورات في كل أرجاء الكرة الأرضية تقريبًا، ووجدت لها آثار مختلفة في عدّة دول ومناطق حول العالم، إذ بدأت اكتشافات آثار الديناصورات ودراستها عام 1820، حيث بدأ علماء الحفريات باكتشاف أنواع كثيرة منها، تم تقسيمها في البداية إلى نوعين لتسهيل دراستها، ديناصورات طائرة وديناصورات زاحفة. لاحقًا ومع توالي الاكتشافات وظهور حفريات جديدة، تمكّن العلماء من تحديد نوعيات أخرى منها وقاموا بتسميتها بتسميات مختلفة ومتنوعة، كما سنعرف عن بعض هذه الأنواع لاحقًا.
السمات العامة للديناصورات
تتشارك معظم الديناصورات في بعض الصفات والسمات العامة بغض النظر عن نوعها وحجمها، ومن أهم هذه السمات هي وجود ساقين صغيرتين خلفيتين، وهذه ميزة تتشارك فيها جميع أنواع الديناصورات. وتمتلك الديناصورات فكًا كبيرًا وقويًا. وكانت أغلب الديناصورات تعيش على اليابسة وعدد قليل منها كان يعيش في الماء. أما بالنسبة لطريقة التكاثر، تتشارك الديناصورات بتكاثرها عن طريق وضع البيض.
أهم أنواع الديناصورات
- Tyrannosaurus
كان هذا الديناصور مفترسًا يتغذى على اللحوم، عاش في قارة أميركا الشمالية وعثر على آثاره لأول مرة في ولاية تكساس. تشير الحفريات والدراسات أن هذا النوع كان له أربعة أرجل، ومن المحتمل أن الريش كان يغطي جسده.
- Triceratops
كان هذا الديناصور يتغذى على الأعشاب، يمتلك منقارًا طويلًا ويتغذى على نوع من أنواع النخيل. تشير الدراسات إلى أنه كان يملك ثلاثة قرونٍ طويلةٍ كان يستخدمها للدفاع عن نفسه ضد هجمات باقي الديناصورات. وعلى عكس باقي مجموعات الديناصورات، كان هذا الديناصور يعيش منفردًا وليس ضمن جماعات.
- Stegosaurus
كانت هذه المجموعة تسير على أربعة أقدام، ومن ناحية النظام الغذائي فكانت تتغذى على الأعشاب. المثير للاهتمام في هذا النوع هو حجم الدماغ الصغير للغاية، إذ تشير الدراسات إلى أنّ وزن دماغه يبلغ 3 أواق، وهو وزن صغير جدًا إذا ما قارنّاه بوزنه الذي قد يصل إلى خمسة أطنان.
هل عاش البشر والديناصورات في نفس الوقت؟
لا. يُقدّر العلماء أنّ هناك ما يقرب من 65 مليون سنة بين موت الديناصورات وظهور البشر على الأرض. ومع ذلك، كانت الثدييات الصغيرة على قيد الحياة في وقت الديناصورات. ويعتقد العديد من علماء الحفريات الفقارية أن الطيور منحدرة مباشرة من سلالة واحدة من الديناصورات آكلة اللحوم، ويعتقد البعض أنها في الواقع تمثل ديناصورات حية حديثة، لكن لا تزال هذه النظرية قيد المناقشة وتظهر أنه لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن الديناصورات.
أين عاشت الديناصورات؟
عاشت الديناصورات في جميع أنحاء الكرة الأرضية. في بداية عصر الديناصورات خلال العصر الترياسي قبل حوالي 230 مليون سنة، كانت قارات الكرة الأرضية ملتصقة ببعضها البعض وتمثّل قارة واحدة عملاقة كانت تُسمّى بانجيا. وخلال فترة الـ 165 مليون سنة التي تواجدت فيها الديناصورات، تفككت هذه القارة العملاقة ببطء، ثم انتشرت القطع التي تفككت في جميع أنحاء العالم، حيث أصبحت بما هي عليه الآن من القارات السبعة. وبذلك انتشرت الديناصورات في جميع أنحاء العالم في قارات منفصلة، وتطورت أنواع جديدة من الديناصورات بشكل منفصل في كل منطقة جغرافية.
متى انقرضت الديناصورات؟
انقرضت الديناصورات في نهاية العصر الطباشيري منذ حوالي 65 مليون سنة، بعد أن عاشت على الأرض لحوالي 165 مليون سنة.
كيف انقرضت الديناصورات؟
انتهى عصر الديناصورات قبل ما يقارب الـ 66 مليون سنة فيما يعرف بالانقراض الكبير، الذي أدّى إلى القضاء على ما يقارب الـ75% من الحياة على كوكب الأرض، وهناك عدة نظريات لما حدث وقتها ومنها:
ارتطام كويكب بالأرض: تشير بعض الدراسات إلى أنّ السبب في القضاء على معظم الحياة الطبيعية في تلك الفترة هو اصطدام كويكب ضخم بكوكب الأرض، الاصطدام أدّى إلى تكوين حفرة كبيرة جدًا ودمّر ما حولها، لكن ليس الاصطدام بالذات هو ما أحدث ذلك، لكن الانفجار تلاه انتشار مواد في الجو أدّت إلى حجب أشعة الشمس عن الأرض، مما ضرّ النباتات وقضى عليها، وأثّر ذلك على توفّر الغذاء للحيوانات العاشبة واللاحمة ومنها الديناصورات.
البراكين: دراسات أخرى خلصت إلى أن ثوران براكين ديكان في الهند هي التي أدّت إلى انقراض الديناصورات وغيرها، إذ تدفّق من هذه البراكين أكثر من مليون متر مكعب من الحمم البركانية والتي أدت إلى القضاء على الديناصورات.
إذًا أثبتت الحفريات والدراسات التي أجريت أنّ الديناصورات حقيقية، ولا تزال الدراسات والأبحاث قائمة، وحتى وقت قريب قام علماء الحفريات باكتشاف أنواع جديدة من الديناصورات خصوصًا في إفريقيا، لذلك قد يخرج علينا العلماء بدراسات فيها أنواع جديدة من الديناصورات أو حتى نظريات أخرى تفسّر ما الذي حدث في تلك الحقبة.
اقرأ/ي أيضًا:
