تحقيق مسبار
تُعدُّ الحروق بدرجاتها من أكثر الحوادث العرضية انتشارًا، سواء في البيوت أو في أماكن العمل أو غيرها من الأماكن، لذلك من المهم التمييز بين درجات الحروق حتى يتم اتخاذ الإجراء اللازم لمعالجة الحرق.
هذا المقال يوضح ماهية الحروق، ويُعدِّد أسباب الحروق حول العالم، كما ويجيب على سؤال: هل يمكن تمييز درجات الحروق؟ وفي النهاية يوضح درجات الحروق وكيفية معالجتها.
الحروق
يمكن تعريف الحروق بكونها تلفًا يطرأ على أنسجة الجلد بعد تعرضه للحرارة الزائدة عن الدرجة الطبيعية أو المُحتملة. قد تتسبب الحروق بانسلاخ في الجلد، والتقرحات والتورمات والندوب، بالإضافة إلى فقدان الجسم للسوائل، وقد تصل مراحله القوية إلى حدوث مشاكل في التنفس والتعرض للصدمة وحتى الموت.
تعد الحروق العميقة الأخطر، وتحتاج لمدة طويلة من أجل التعافي منها، كونها عرضة لمخاطر المضاعفات كالالتهابات والبتر أحيانًا.
أسباب الحروق
تتعدد أسباب الإصابة بالحروق، منها:
- الحروق الحرارية، والتي تنتج عند التعرض للنار والسوائل الساخنة والبخار الساخن.
- الحروق الكيميائية، تكون ناتجة عن لمس الجسم أو العينين للمواد الكيميائية كالأحماض ومواد التنظيف الحارقة.
- الحروق الإشعاعية، إذ غالبًا ما يصيب الحرق بالإشعاع مرضى السرطان أثناء رحلة العلاج.
- حروق الاحتكاك، ويحدث عند فرك الجلد بملمس خشن فيحدث كشط، يوجد هذا النوع من الحروق في حوادث الدراجات بشكل عام، والدراجات النارية بشكل خاص، إذ يحتك الجلد بالرصيف فيصاب الشخص بالحروق.
- حروق أشعة الشمس، ويحدث حين يتعرض المصاب لأشعة الشمس الحارقة بشكل مباشر ولفترات طويلة دون وضع واقٍ شمسي.
- الحروق الكهربائية، إذ يمكن أن تتسبب الكهرباء بالحرق في حال مرَّ تيارٌ كهربائي في الجسم.
هل يمكن تمييز درجات الحروق؟
صحيح، من الممكن تمييز درجات الحروق، وهذا ما يجعل الأطباء والخبراء ومقدمي الرعاية قادرين على تقديم الرعاية المطلوبة لكل حالة مصابة بالحروق كل على حدى. وعلى ذلك، فإن درجات الحروق يمكن تمييزها بناءً على الحالة التي توصَّل إليها الحرق، إذ تختلف كل درجة عن الأخرى بحسب سبب الحرق والمدى الذي آل إليه ومدى تأثر المصاب به.
كيفية تقييم الحروق
تستدعي بعض الحروق إجراء الفحوصات والتقييمات من أجل تحديد الدرجة التي توصل إليها، خاصة الحروق المتوسطة والشديدة منها. وتكون العملية كالآتي:
- يتم فحص المنطقة المصابة بالحرق ومعاينتها من قبل الطبيب أو المختص.
- يتم تحديد النسبة المئوية للحرق من إجمالي سطح الجسم، إذ هناك ما يسمى بقاعدة التسعات والتي تقوم على احتساب المساحة المصابة بالحرق بشكل نسبي، ويكون فيها سطح الجسم مقسَّمًا إلى نسب مئوية كالتالي:
- الرأس والرقبة 9 بالمئة من مساحة سطح الجسم.
- كل ذراع 9 بالمئة من مساحة سطح الجسم.
- كل رجل 18 بالمئة من مساحة سطح الجسم.
- الجزء الأمامي من الجسم 18 بالمئة من سطح الجسم.
- الجزء الخلفي 18 بالمئة من مساحة سطح الجسم.
واستنادًا على ذلك يتم تقييم الحالة بالنسبة المئوية. ويمكن اعتماد هذه الطريقة مع البالغين، لكنها لا تصلح مع الأطفال كون أجسامهم ذات نسب تختلف عن البالغين.
- في حال كان المصاب طفلًا، يقوم المختص باعتماد مخطط لوند وبراودر (Lund-Browder chart) وهو مخطط يُقيِّم الحالة بناءً على عمر وحجم الطفل المصاب بالحروق.
- في حال كان الحرق يغطي مساحة صغيرة وكان المصاب شخص بالغ ومعه طفل مصاب أيضًا، فإن تقدير الحرق يكون اعتمادًا على راحة اليد والتي تتخذ 1 بالمئة من المساحة العامة من سطح الجسم.
- تحتاج الحروق الخطيرة جدًا إلى تقييم (ABCDE)، وهو تقييم طارئ ضمن إجراءات الإنعاش يتم اجراؤه داخل الإسعاف وفي غرف الطوارئ للتحقق من التنفس وضغط الدم ونبضات القلب وكيفية الاستجابة للمحفزات الخارجية.
ما هي درجات الحروق؟
تختلف درجات الحروق من طفيفة إلى متوسطة إلى شديدة، ويمكن ترتيبها في أربع درجات ألا وهي:
- الدرجة الأولى: حروق الدرجة الأولى خفيفة، وليست بالخطيرة، وتتسبب في تلف البشرة الخارجية من الجلد، واحمرارها ولكن دون تواجد للقروح أو البثور. ويمكن معالجتها سريعًا، كما وتذهب من تلقاء نفسها بعد مدة وجيزة قد تكون أسبوع من وقت الإصابة، ومثال عليها الحروق التي تسببها أشعة الشمس. تكمن طريقة علاج حروق الدرجة الأولى في العلاجات المنزلية البسيطة كتعقيمها، وتخفيف الآلام الناتجة عنها بأدوية تخفيف الآلام التي لا تتطلب وصفة طبية.
- الدرجة الثانية: حروق الدرجة الثانية والمسماة بحروق السُمك الجزئي أخطر من الأولى كونها تؤثر على الطبقة الوسطى من الجلد إلى جانب الطبقة الخارجية منه، والتي تسمّى بالأدمة، يؤثر هذا النوع من الحروق على الجلد مسببًا البثور ويمكن علاجه عن طريق المضادات الحيوية، وقد تحتاج بعض الحالات إلى رقعة جلدية وقد يترك وراءه الندوب.
- الدرجة الثالثة: تزيد معدلات الخطورة في حروق الدرجة الثالثة عن سابقتيها، وتسمى بالحروق كاملة السماكة، إذ يقع فيها الضرر على كل من الطبقة الخارجية والوسطى والدهنية من الجلد، وينتج عنها مشكلات عدة كتلف في بصيلات الشعر، وأنسجة الجلد، والنهايات العصبية، كما وتحتاج حالات الدرجة الثالثة إلى عمليات ترقيع الجلد.
- الدرجة الرابعة: والتي تحتل أعلى معدلات الخطورة، يفقد فيها المصاب الشعور، ويحدث تدمير في أنسجة الجسم وتضرر في العضلات وقد يصل العظام. تحتاج حروق الدرجة الرابعة إلى المضادات الحيوية الوريدية لمنع المضاعفات بالإضافة إلى الرقع الجلدية إلى جانب الرعاية المستمرة والفحوصات المتكررة.
الكيفية العامة في معالجة الحروق
تختلف الآلية التي يتم التعامل فيها مع الحروق وتتم بالخطوات التالية:
- في عدد من الحالات، يتم تغطية المنطقة المصابة بالحروق بالضمادات المُعقمة إضافة إلى الكريمات أو المراهم التي تحتوي على المضادات الحيوية منعًا من حدوث الالتهابات أو العدوى.
- منعًا من حدوث الصدمة وللحفاظ على ضغط دم المصاب سليمًا، يتم وضع سوائل إضافية في حال كان الحرق وصل للدرجة الثالثة أو أكثر وأحيانًا في الثانية.
- يقوم الطبيب بإزالة الأنسجة المحروقة ومن ثم تغطية جرح الحرق برقعة من الجلد أو ما يسمى بالطُعم الجلدي.
- في حال كانت الحالة في تفاقم كبير، يمكن علاج الحرق عن طريق إضافة رُقعات اصطناعية من الجلد إلى جانب الجلد الطبيعي وذلك بحسب شدة ومكان الحرق.
نصائح لمنع الحروق
من المهم توخي الحذر والانتباه من الأسباب المؤدية للحروق والتي قد تصيب الفرد بعدد من الخسائر التي لا يحمد عقباها.
فيما يلي مجموعة نصائح لمنع حدوث الحروق:
- الانتباه من الأوعية التي توضع على النار أثناء الطبخ، ومحاولة وضع المقابض إلى الخلف حتى لا يتم الاصطدام بها فتتم الإصابة بالحروق. بالإضافة إلى التأكد في كل مرة من إغلاق النار بعد عملية الطهي.
- خلال عملية الطهي، يُفضل تجنب حمل الأطفال الرضع حتى يتم التحكم بالأدوات المستخدمة بالشكل الصحيح، وحتى لا تحدث الإصابات للأطفال الرضع كون الحروق تؤثر عليهم بشكل كبير.
- وضع مطفأة الحرائق في المنزل لحمايته عند وقوع حوادث الاحتراق.
- تجنب التدخين في الغرف وبجانب السرير، والتأكد من إطفاء السجائر في كل مرة يتم الانتهاء فيها من التدخين.
- تجنب استخدام المواد الكيميائية القوية، كالمنظفات الحارقة ومحاولة إبعادها عن متناول الأطفال.
- عدم وضع الأجهزة الكهربائية بالقرب من مصادر الماء، والتأكد من عملية فصلها من الكهرباء بمجرد الانتهاء منها، ويفضل أن تكون بعيدة عن أيدي الأطفال لتجنب الإصابة بالحروق.
- يفضل ضبط درجة حرارة الماء الساخن على درجة أقل من 120 درجة مئوية، مع مراعاة فحص حرارة الماء قبل البدء باستحمام الأطفال في حوض الاستحمام الخاص بهم.
اقرأ/ي أيضًا: