` `

هل يمكن علاج جفاف العين؟

صحة
19 أبريل 2021
هل يمكن علاج جفاف العين؟
تتوقف الأعين عن إنتاج كميةٍ كافية من الدموع نتيجة للتقدم في العمر (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

قد يعاني البعضُ من وجودِ لذعةٍ في العين وتوهُّجها في بعض الأحيان، وهذا ما يُعرف بجفاف العين، وبالرغم من أنه شائعٌ عند الكبار في السن إلا أنَّ الصغار أيضًا قد يعانون من جفاف العين، فما هو جفاف العين؟ وهل يمكن علاجه؟ وكيف يمكن حماية العين من الجفاف؟

صورة متعلقة توضيحية

 

ما هو جفاف العين

تُعد الدموع ضرورية من أجل الحفاظ على صحة العين والمساعدة على الرؤية بشكلٍ واضح، ويحدثُ جفاف العين عندما لا تتوفر الكمية الكافية من الدموعِ من أجل تغذيتها وتنظيفها، وتُعتبر مشكلة جفاف العين من المشاكلِ الصحية الشائعة، والتي تكون مزمنة أيضًا في بعض الأحيان، خصوصًا عند كبار السن.
تتوزع الدموع على السطح الأمامي للعين وتعمل على وقايته من الكثير من الأمراض، وتحافظ عليه ناعمًا ونقيًا ممَّا يُسهِّل الرؤية بشكلٍ واضح،  وقد يحدث جفاف العين نتيجة اختلال التوازن ما بين إفراز الدموع وتصريفها، ولهذا الاختلال حالات:

  • تتوقف الأعين عن إنتاج كميةٍ كافية من الدموع نتيجة للتقدم في العمر، أو بسبب الظروف البيئية، أو بسبب تبخر الدموع.
  • قد تُصاب العين بالجفاف نتيجة للإصابة بأمراض معينة مثل أمراض الغدة الدرقية والذئبة، والتهاباتِ المفاصل.
  • عند تحول الجفون إلى الداخل أو الخارج، أو عند حدوث التهاباتٍ في الجفن.
  • قد يحدث جفاف العين عند تناول بعض الأدوية مثل الحبوب المنوِّمة أو مضادات الاكتئاب.
  • قد تكون جَودة الدموع رديئة بسبب حدوث خللٍ في أحد مكوناته، ممَّا يمنع الدموع من أداء الوظيفة فيحدث الجفاف.
  • النظر المُطوَّل إلى شاشة الجوال أو الكمبيوتر وفي ظلِّ وجود إضاءة منخفضة.
  • قد يكون الجفاف سببه إجراء عمليةٍ جراحية في العين أو بسبب استخدام العدسات اللاصقة.

تتكون الدموع من الزيت والماء والمُخاط، حيث يساعد الزيت على منع الدموع من التبخر، بينما يساعد المخاط على توزيع الدموع على سطح العين بالتساوي، وحدوث خللٍ في هذه المكونات سيقلِّل من جودة الدموع مما يمنعها من أداء وظيفتها في حماية العين وترطيبها، وعدم وجود الزيت سيؤدي إلى تبخرها مما يسبب جفاف العين.

صورة متعلقة توضيحية

كيف يتم تشخيص جفاف العين؟

على الرغم من أنَّ جفاف العين حالة مرضية مرتبطة بالتقدم في العمر في أغلبِ الأحيان، حيث أنها تصيب غالبًا من هم في سن الخمسين فما فوق، إلاَّ أنَّ الفئات العمرية الأصغر معرضةٌ أيضًا للإصابة بجفاف العين، وهناك الكثير من الأعراض الدالة على إصابة العين بالجفاف، منها:

  • احمرار العين وتهيّجها مع الشعور بالحَرَقان.
  • الرؤية الضبابية من خلال العين التي تعاني من الجفاف.
  • يشعر المريض بالألم عند استخدامه للعدسات اللاصقة.
  • الإحساس بوجود شيء في العين يسبب الوخزة والخدوش.
  • حدوث تهيُّج في العين عند تعرُّضها للدخان أو عند تسليط الضوء عليها.

قد يلاحظ المريض نزول الدموع بغزارةٍ أثناء تعرضها للجفاف، تُعد هذه الحالة طبيعية، ويمكن تشخيص جفاف العين من خلال إجراء فحصٍ شامل للعين، ومن أجل معرفة إذا ما كان المريض يعاني من جفاف العين أم لا، سيقوم الطبيب بالتأكد من ثلاثةِ أمور:

  1. فحص جفون العين وهيكلها.
  2. فحص كمية الدموع التي تفرزها العين.
  3. المدة التي تستغرقها العين في إفراز الدموع.

ومن الفحوصات التي يجريها الطبيب من أجل التأكد من صحة العين، وتشخيص الحالة الصحية لها:

  • اختبار المصباح الشِقِّي: يتم هذا الفحص باستخدام مجهر دقيق، من أجل التأكد أنَّ العين تصنع كمية كافية من الدموع، وقد يستخدم الطبيب قطرة طبية أو تسليط الضوء على العين من أجل فحصها.
  • اختبار شيرمر: يقوم الطبيب بتخديرِ العين ووضع ورقة على حافة الجفن، ومن ثم إغلاقُ العين لمدة خمس دقائق، بعد ذلك يقوم الطبيب بفحص كمية الرطوبة على ورقة الاختبار.
  • اختبار تبخر الدموع: يقوم الطبيب من خلال هذا الاختبار بتقييم نوعيةَ الدموع ومدة بقائها في العين دون تبخر، وذلك من خلال وضع صبغة من نوعٍ طبي على سطح العين لخلطها مع الدموع، ومن ثم مراقبتها من أجل قياس المدة التي تبقى بها دموع العين دون أن تتبخر.

 

هل يمكن علاج جفاف العين؟

نعم، يمكنُ علاج جفاف العين، ويمكن تحديد العلاج المناسب من قِبَل الطبيب بعد تشخيص المرض وتحديد أسباب الجفاف، حيث إنَّ علاج جفاف العين بشكلٍ رئيسي يهدف إلى الحفاظ على الكمية الكافية من الدموع اللازمة للعين من أجل تنظيفها وحمايتها. وعلى الرغم من أنَّ جفاف العين قد يكون حالة مزمنة مرتبطة بالتقدم في العمر وليس من أعراض حالات مرضية أخرى، إلاَّ أنه هناك الكثير من العلاجات لجفاف العين، منها:

  • الدموع الصناعية: تُستخدم الدموع الصناعية بشكلٍ شائعٍ خصوصًا للذين يعانون من حالة جفاف خفيفٍ في العين، وهي عبارة عن محاليل طبية زرقاء اللون، ويمكن استخدامها دون وجود وصفةٍ طبية. يُوصى دائمًا باستخدام الدموع الصناعية الخالية من المواد الحافظة، وذلك لما قد تسببه من احمرارٍ وتهيجٍ في العين.
  • حافظات الدموع: من أسباب جفاف الأعين هو تبخر الدموع بشكلٍ أسرعَ من اللازم، تعمل حافظات الدموع على بقائها على سطح العين لفترةٍ زمنية أطول، ويمكن ذلك من خلال سد القنوات الدمعية في العين، وذلك باستخدامٍ مواد هُلامية أو السيليكون أو من خلال إجراء جراحة في العين لسدِّ القنوات الدمعية.
  • قطرات لزيادة الدموع: يختلف هذا النوع من القطرات عن الدموع الصناعية، حيث أنَّ الأخيرة تُستخدم في حالة عدم قدرة العين على إنتاج الدموع بشكلٍ طبيعي، أما هذه القطرات، فهي تعمل على زيادة كمية الدموع التي تُفرزها العين، وهناك أيضًا مُكمِّلات غذائية (أوميجا3) تساعد على زيادة الدموع ومنع جفاف العين.

قد يوصي الطبيب أيضًا ببعض العلاجات المضادة لالتهاب العين أو الجفن، مثل القطرات والمراهم، أو قد يوصي باستخدام منظفات للجفن من أجل القضاء على الالتهاب حول العين، ويمكن أيضًا علاج الجفن من خلال تدليكه ووضع كمَّادات دافئة عليه.

صورة متعلقة توضيحية

كيف يمكن وقاية العين؟

إن السطح الأمامي للعين حساسٌ للغاية، يجب الحفاظ على صحته وحمايته من الأوساخ وما يعرضه للضرر، ويُوصي الأطباء بالحفاظ على نظافة العين، ويكون ذلك باتِّباع التوجيهات الطبية وباستخدامِ أدوات مُعدَّة لذلك مثل القطرات ومواد التنظيف الطبية، كما ويوصى بتجنيب العين للضغط أو ما يعرضها للأوساخ.

تاليًا أهم النصائح للحفاظ على صحة العين:

  • وضع شاشة الهاتف أو الحاسوب في مجال رؤية العين وفي ظل إضاءةٍ معتدلة.
  • عدم إطالة النظر إلى شاشة الحاسوب أو الجوال، مع إراحة العين بين الحين والآخر.
  • تجنب الإكثار من شرب الكحول والتدخين، مع عدم تعريض العين لدُخَان السجائر.
  • الحصول على قدر كافٍ من النوم.
  • عدم استخدام العدسات اللاصقة لوقتٍ مُطوَّل، واستخدام النظارات الطبية بدلا عنها.

وعند الشعور بحكة في العين أو الشعور بتعرض العين للأوساخ، يمكن تنظيف العين وعلاجها في المنزل، وذلك من خلال تدليكها بطرف الإصبع وبشكلٍ خفيف حول الجفن، ويمكن تنظيف العين باستخدام ماء دافئ وقطنة طبية ومسح الجفن بها.

صورة متعلقة توضيحية

اقرأ أيضا/ي أيضًا:

هل يمكن علاج شحاذ العين بسرعة؟

هل أضرار الهاتف المحمول حقيقية؟

هل يمكن علاج وجع الرأس في المنزل؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على