تحقيق مسبار
تلجأ الكثير من السيدات إلى اختبار الحمل المنزلي المتوفر في الصيدليات، وتتساءل الكثير منهن عن مدى صحة اختبار الحمل المنزلي وموثوقيته.
في هذا المقال سيتم التعريف باختبار الحمل المنزلي وأنواعه وكيفية القيام باختبار الحمل المنزلي، وما أسباب بعض القراءات الخاطئة لاختبارات الحمل المنزلي، إضافةً إلى الإجابة عن سؤال هل صحة اختبار الحمل المنزلي موثوقة؟
اختبار الحمل وأنواعه
تستند اختبارات الحمل جميعها إلى مبدأ واحد للعمل يتلخص في تحري وجود هرمون يسمى باللغة العربية مُوَجِّهَة الغدد التناسلية المشيمية البشرية، ويُعرف بالإنجليزية اختصارًا (HCG). تقوم خلايا الجسم التي ستتطور لاحقًا لتتحول إلى المشيمة بإنتاج هذا الهرمون، حيث يُفرز الهرمون في مجرى الدم عندما تبدأ البويضة المخصبة بالانغراس في بطانة الرحم. ويبدأ إفراز الهرمون بعد ستة أيام من حدوث الإخصاب.
يتم تحري مستويات هذا الهرمون باختبارات الحمل التي تنقسم إلى قسمين على النحو التالي:
- اختبارات الدم: والتي تجرى عادةً في عيادة الطبيب أو المختبرات الطبية، والتي بإمكانها كشف وجود الحمل باكرًا. تستغرق هذه الاختبارات وقتًا طويلًا لإعطاء النتيجة، كما أنّها غير متاحة للاستخدام المنزلي وتقتصر على الجهات الطبية.
- اختبارات البول (فحص الحمل المنزلي): تعتبر هذه الاختبارات الأبرز والأكثر استخدامًا من قبل السيدات. عند اللجوء إلى اختبار الحمل المنزلي، فإن السيدة لا تضطر للانتظار طويلًا لأنّ النتيجة تظهر بعد عدة دقائق فقط. علاوةً على ذلك، فإن توافر تلك الاختبارات في الصيدليات يجعلها مرغوبة أكثر.
كيفية القيام باختبار الحمل المنزلي
لا يوجد الكثير من التحضيرات لإجراء اختبار الحمل المنزلي، إنما يوجد بعض التعليمات التي يجب على السيدة اتباعها قبل القيام بالفحص، تاليًا خطوات القيام باختبار الحمل المنزلي:
- التحقق من تاريخ صلاحية أدوات اختبار الحمل المنزلي الموجود على العلبة من الخارج للتأكد من أنها فعالة وغير منتهية الصلاحية.
- قراءة النشرة المرفقة والاتصال بالصيدلي في حال وجود تعليمات غير واضحة أو مبهمة.
- تُنصَح السيدة بعدم شرب كميات كبيرة من الماء أو السوائل قبل القيام بالاختبار.
- تُنصَح السيدة بعمل الفحص عند التبول في الصباح دونًا عن أوقات اليوم الأخرى.
- يتم عمل الاختبار عن طريق وضع أنبوب الاختبار في مجرى البول أو عن طريق جمع البول في كوب ومن ثم وضع أنبوب الاختبار في الكوب ومن ثم رفعه ووضعه على جنب لانتظار النتائج. قد تختلف التعليمات بين أنواع الاختبارات المختلفة الموجودة في الصيدليات.
- تظهر النتائج إما على شكل علامتي الجمع والطرح (+/-) على أنبوب الاختبار. وترمز علامة الجمع إلى الحمل أما الطرح فتعني أن الحمل غير مؤكد أو غير موجود.
- قد تظهر النتائج أيضًا في اختبارات أخرى على شكل خطوط، فيَرمز الخطين إلى وجود الحمل والخط الواحد إلى عدم وجود حمل. وقد تظهر النتائج بظهور اللون على أنبوب الاختبار أيضًا للدلالة على وجود حمل.
هل صحة اختبار الحمل المنزلي موثوقة؟
وفقًا لمؤسسات صحة المرأة في الولايات المتحدة الأمريكية ووزارة السكان، فإن صحة اختبار الحمل المنزلي موثوقة بنسبة 99% عند استخدامها بالشكل الصحيح. لذلك يمكن القول أنّ صحة اختبار الحمل المنزلي موثوقة، لكن يجب على السيدة التواصل مع الطبيب المختص فور ظهور نتيجة إيجابية لعمل فحص الدم للتأكد من حصول الحمل والبدء بمتابعة الحمل مع الطبيب.
أسباب القراءات الخاطئة لفحص الحمل
قد تكون هناك حالات تؤثر على صحة اختبار الحمل المنزلي فتتغير القراءة من السالب إلى الموجب أو تكون القراءة إيجابية ولا يعني وجود حمل بالضرورة. تاليًا تفسير بعض تلك الحالات:
- تبخر البول: تحصل هذه الحالة عندما تلجأ السيدة لإعادة قراءة نتائج الاختبار بعد مرور 10 دقائق أو أكثر على ظهور النتيجة السلبية (خط واحد)، فتُفاجأ بظهور الخط الثاني ولا يعني ذلك أنها حامل. يظهر الخط الثاني بسبب تبخر البول، إذ يترك وراءه خط غامق يشبه تمامًا خط الحمل الإيجابي. لذلك فإن جميع العلامات التجارية لاختبارات الحمل لا تنصح بإعادة القراءة بعد مرور 10 دقائق.
- إجهاض سابق: أحد الأسباب البارزة لعدم صحة اختبار الحمل المنزلي والحصول على نتائج إيجابية زائفة هو حصول إجهاض قريب، مما يعني وجود كميات متبقية من هرمون (HCG) لا تزال موجودة في الدم ويستطيع اختبار الحمل المنزلي تحرّيها، لكنها لا تعني وجود حمل. ويحتاج الهرمون إلى فترة تتراوح ما بين 9 إلى 35 يومًا للانخفاض والاختفاء من الدم. أما في حالات الإجهاض غير الكامل، فقد تكون هناك أنسجة من الحمل مستقرة في الرحم تستمر بإفراز الهرمون وتتسبب في القراءات الإيجابية الخاطئة.
- وقت إجراء الاختبار: قد تكون القراءات الخاطئة نتيجة سوء استخدام وعدم اتباع التعليمات المرفقة للاختبار من قبل السيدة. ومن الأخطاء الأكثر شيوعًا إجراء الاختبار في وقت مبكر جِدًا، كإجرائه في اليوم الأول من تأخر الدورة الشهرية. أو أن تقوم السيدة بشرب كميات كبيرة من الماء والسوائل قبل القيام بالاختبار، فيختلف تركيز البول ممّا يُصعب تحري هرمون (HCG) في الدم فتكون النتيجة سلبية خاطئة. كذلك قد تقوم السيدة بعمل الاختبار بعد التبول صباحًا، مما يؤثر أيضًا على تركيز الهرمون في البول.
- طريقة إجراء الاختبار: أحد الأخطاء الشائعة عند استخدام اختبار الحمل هو اعتماد القراءات السريعة للاختبار وعدم التزام السيدة بالإطار الزمني الموجود في النشرة التوضيحية المرافقة للاختبار. لذلك من الأفضل استخدام ساعة توقيت على الهاتف النقال أو غيرها لتحري الدقة في القراءة.
- أدوية الخصوبة وعقاقير أخرى: يوجد بعض أدوية الخصوبة التي قد تؤثر على مدى صحة اختبار الحمل المنزلي، كذلك فإن مضادات القلق ومضادات الذهان ومضادات الاختلاج وأدوية مرض باركنسون ومدرات البول وبعض مضادات الهيستامين والميثادون من شأنها جميعًا التأثير على صحة قراءات الاختبار المنزلي.
- حالات طبية: في ظروف نادرة قد تتسبب بعض الحالات الطبية عند السيدة في قراءات خاطئة لاختبار الحمل المنزلي، أبرز تلك الحالات الطبية التهاب المسالك البولية وأمراض الكلى التي ينتج عنها دم في البول وأكياس المبيض وسرطان المبيض ومشاكل الغدة النخامية، ولكن الأخيرة تكون على نطاق أضيق.
ماذا بعد فحص الحمل المنزلي
سواء كانت نتائج اختبار الحمل المنزلي إيجابية أو سلبية تُنصَح السيدة بالتوجه إلى الطبيب المختص لإجراء تحاليل الدم التي تعطي نتائج نهائية بخصوص الحمل. وبعد تأكيد حصول الحمل يُطلب من السيدة الحامل عادةً القيام ببعض الأمور من أجل سلامة الحمل. تاليًا أبرز ما تقوم به السيدة الحامل تحت إشراف الطبيب بعد التأكد من الحمل:
- مراجعة التاريخ الطبي للعائلة خاصة أمراض النساء.
- عمل فحص بدني شامل.
- عمل بعض الاختبارات والفحوصات الطبية التي يحددها الطبيب المشرف.
- تحديد الأدوية والعقاقير التي يمكن للسيدة الاستمرار عليها، أو وصف أدوية جديدة داعمة لصحة الحمل أو بديلة للأدوية التي تتناولها السيدة بالأصل.
اقرأ/ي أيضًا:
هل ظهور حبوب في الثدي من علامات الحمل؟