تحقيق مسبار
على الرغم من أنَّ كبار السن هم الأكثر عرضةً للإصابة بالصلع، إلا أنَّ هناك الكثير ممن يعانون من الصلع المبكر، الذي يصيبهم في سنواتٍ مبكرة. ويُعد الصَّلع من أكثر الاضطرابات الجلديةِ انتشارًا على مستوى العالم. فما هو الصلع وما هي أسبابه؟ وهل يمكن علاج الصلع المبكر؟ وكيف يمكن قياس الصلع عند الرجال؟
ما هو الصلع وما هي أسبابه
يعرفُ الصلعُ علميًا باضطراب فقدان الشعر، وهو التساقطُ المُفرط الذي يكون أعلى من المعدل الطبيعي الذي يتراوح ما بين 100 و150 شعرة يوميًا، ويصابُ به الرجال والنساء على حدٍ سواء، لكنَّه أكثر شيوعًا لدى الرجال، وبالرغم من ارتباطه بالتقدم بالعمر، إلا أنه يصيب الشباب أيضًا ما بين عمر 16 و25 سنة، وهناك الكثير من الأسباب للصلع، منها:
- قد يتساقطُ الشعر بسبب تعرّض الجسم لإجهادٍ طويل المدى، مثل الإصابة بالأمراض المزمنة.
- من أسباب الصلع عند النساء، حدوث التغيرات الهرمونية لديهن خصوصًا أثناء الحمل وبعد الولادة.
- يمكن أن يكون تساقط الشعر أحد الأعراض الجانبية لتناول بعض الأدوية، أو التعرض للعلاجات الكيماوية، خصوصًا عند مرضى السرطان.
- قد يكون الصلع من أعراض أحد الأمراض، مثل الذئبة والثعلبة والزهري واضطرابِ الغدة الدرقية، أو الأمراض الفطرية التي تصيب فروة الرأس.
أما الصلع المبكر، فيحدث عند الرجال أكثر من النساء، وقد يُصاب الشخص بالصلع في سنواتٍ مبكرة جدًا، وقد يحدث الصلع في الجهة الأمامية من فروة الرأس أو الخلفية، أو قد يمتد من الأمام إلى خلف الرأس في منتصف فروة الرجل. ويحدث الصلع المبكر عند الرجال نتيجةً للعامل الوراثي أو بسببٍ هرمونات الذكورة والعمر، وقد يحدث أيضًا لأسبابٍٍ أخرى مثل عاداتِ تصفيف الشعر أو تعريضه للحرارة المرتفعة أثناء تصفيفه أو استخدام بعض المواد الكيماوية التي قد تؤدي إلى حدوثِ الصلع المبكر.
هل يمكن علاج الصلع المبكر؟
يمكن علاج الصلع المبكر، وعلى الرغم من أن أكثر أسباب الصلع المبكر انتشارًا هو العامل الوراثي، إلا أنه يمكن علاج الصلع بكافة أنواعه. ولعلاج الصلع المبكر يجبُ أولًا تحديد العوامل التي أدت إلى الصلع، فبالإضافة إلى كونه إضطرابًا يصيب الجلد، قد يحدث الصلع أيضًا نتيجة لمضاعفاتٍ من أمراضٍ أو مشاكل صحيةٍ أخرى، مثل الإصابة بأمراضٍ فطريةٍ كالعسفة التي تؤدي إلى حدوثِ الصلع، وتختلف طرق علاج الصلع باختلاف أنواعه وأسبابه، ويلزم مراجعة الطبيب لتحديد الأسباب وطرق العلاج التي قد تكون على النحو التالي:
- يمكن علاج الصلع المبكر عند الأطفال باستخدام دواء الكورتيكوستيرويد (corticosteroid)، والذي يتم وضعهُ على فروة الرأس بشكلٍ منتظم، مما يساعد على نمو الشعر مرةً أخرى.
- قد لا يكون العلاجُ ضروريًا في بعض الحالات، فعند الإصابة بالثعلبة البقعية، وهي التي يكون فيها الصلع على شكل بُقعة في الرأس، ينصح الطبيب بالانتظار حتى ينمو الشعر لوحده مرة أخرى.
- في حالة الصلع الكلّي (سقوط الشعر عن كاملِ الرأس) أو الصلع الشامل، والذي يسقط فيه الشعر عن كافة الجسم، قد يلجأ الأطباء إلى العلاجات المناعية لتغيير نظام المناعة لدى المريض، وذلك لارتباط هذين النوعين بمناعة جسم الإنسان.
- بعض العلاجاتِ المعتمدة يمكن استخدامها في المنزل وبدون وصفة طبية، مثل دواء المينوكسيديل (Minoxidil) الذي يعمل على تحفيز بصيلاتِ الشعر على النمو من جديد.
- يمكن أيضًا علاج الصلع المبكر بتقنية الليزر، فقد أثبتت الأبحاث أنه فعَّالٌ حتى مع حالات الصلع الوراثي، ويمكن استخدام مشط الليزر في المنزل أيضًا بعد الحصول على توصية من الطبيب.
وقد يعود الشعر للنمو مرةً أخرى في حالاتٍ معينة مثل الولادة أو عند التعافي من عمليةٍ جراحيةٍ أو من مرضٍ ما، أو إذا تعافى المريض من مرض السرطان، وقد ينمو أيضًا إذا خسر الشخص ما يقارب العشرين رطلًا من وزنه، كما وأن تغيير شكل تصفيفة الشعر قد تساعد في إعادة نموه من جديد.
قياس الصلع عند الرجال
على خلاف الشكل الشائع الذي ارتبط بوصف الصلع، إلا أنه يبدأ بشكلٍ تدريجي، ويمر الصلع بسبعةِ مراحلٍ يتم قياسها وفق مقياس نوروود، وهو المقياس العالمي المستخدم لمعرفة مدى الصلع عند الرجال، حيث يساعدُ على تحديد مرحلة الصلع التي يعاني منها الشخص على النحو التالي:
- المرحلة الأولى: يكون شعر الرأس موزعًا بالكامل، مع وجود علاماتٍ خفيفة للصلع مثل ظهور خط الشعر.
- المرحلة الثانية: في هذه المرحلة يبدأ خط الشعر بالظهور على جوانب الرأس، وهذهِ أول علامات الصلع التي تبدأ بالظهور.
- المرحلة الثالثة: يزدادُ فيها تساقط الشعر بشكلٍ أعلى من معدله الطبيعي، خصوصًا على جانبي مقدمة الرأس.
- المرحلة الرابعة: يتساقط الشعر بشكلٍ كبيرٍ حتى تبدأ الفراغاتُ بالظهور بشكل واضح، ويأخذ الشعر الشكل حرف U، ويكون الصلع واضحًا أعلى الرأس.
- المرحلة الخامسة: يبدأ الصلع بالظهور تمامًا فوق الرأس، ويكون بشكلٍ أوضح مما كان عليه في المرحلة الرابعة.
- المرحلة السادسة: يكون خط الشعر قد انحسر على جانبي الرأس، ويمتدُّ فيها الصلع إلى الخلف.
- المرحلة الأخيرة: يبدأ الصلع بالاتساع من الجوانب، حيث يختفي الشعر ويتساقط تدريجيًا، وهذه أعلى درجات الصلع حسب مقياس نوروود.
إن الوصول إلى مرحلةٍ معينة في مقياس الصلع، لا يعني بالضرورة استمرار الشعر بالتساقط وصولاً إلى المرحلة التالية. وتنطبقُ هذه القياسات على جميع أنواع الصلع وأشكاله عند الذكور، ولا ترتبط بالنساء، وذلك لاختلاف أسباب الصلع عند النساء عن تلك التي عند الرجال.
العلاقة بين الصلع وفايروس كورونا
حتى هذه اللحظة، لم يتم حصر وتحديد كافة المُضاعفات الناجمة عن الإصابة بفايروس كورونا، وبالرغم من ذلك، لاحظَ العديد من المرضى الذين أصيبوا بالفايروس تساقطًا كبيرًا للشعر بعد التعافي من كورونا، ويُعد تساقط الشعر بشكلٍ أعلى من معدله الطبيعي من المُضاعفات الشائعة للعديد من الأمراض مثل الحمى، أما بخصوص كورونا، فقد أظهرت الأبحاث وجود علاقة ما بين الإصابة به والصلع.
- في دراسة أُجريت عام 2020، كان غالبية الذين دخلوا المستشفى بسبب كورونا مصابين بالصلع الذكوري الوراثي.
- وجدت دراسة في نفس العام، أن من يظهر عليهم الصلع بشكلٍ واضح هم أكثر عرضة لنتائج فحصٍ إيجابية بالإصابة بفايروس كورونا.
- في مسحٍ سكانيٍ أُجري على 43 ألف نسمة، خلصت دراسة إلى وجود علاقة ما بين الصلع والشيب والإصابة بفايروس كورونا.
وعلى الرغم من وجود علاقة بين الصلع بكافة أنواعه والإصابة بفايروس كورونا، إلا أنه لا يوجد أي دليلٍ على أن الصلع من المضاعفات الناجمة عن الإصابة بالفايروس، ويستمر الشعر بالتساقط على مدار الشهور الثلاثة التي تلي الإصابة بكورونا ومضاعفاتها وأهمها الحمى، حيث يُعرف هذا النوع من الصلع بتساقط الشعر الكربي، والذي قد يستمر لأكثر من ثلاثة أشهرٍ في بعض الحالات.
اقرأ/ي أيضًا: